حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مؤلّف بون سواريه محمود أبو زيد:

تمنّيت أن يخرج الفيلم بشكل أفضل

القاهرة - فايزة هنداوي

ارتبط اسم الكاتب محمود أبو زيد بعدد كبير من أهم أفلام السينما المصرية مثل «العار» و{جري الوحوش» و{الكيف» و{البيضة والحجر»، وأخيراً قدّم «بون سواريه» بعد فترة طويلة من الغياب.

وبعد أيام من عرض الفيلم الذي أخرجه أحمد عواض، أعلن

أبو زيد عدم رضاه عن تنفيذه. عن أسباب ذلك ورؤيته لحال السينما المصرية حالياً، كان اللقاء التالي معه.

·         لماذا أعلنت أنك غير راض عن فيلم «بون سواريه»؟

لأنه نُفِّذ بطريقة سطحية وزيدت عليه رقصات وأغان لم تكن موجودة في السيناريو وألفاظ لا يمكن أن أكتبها، ما جعله مختلفاً تماماً عن الفكرة الأصلية التي كتبتها منذ سنوات طويلة، إضافة إلى العري المبالغ فيه خصوصاً من غادة عبد الرازق التي كانت تستعرض مفاتن جسدها، كذلك الإسفاف في الحوار والإيحاءات الواضحة في الفيلم، وكلّها أنا بريء منها تماماً.

·         لماذا اخترت السبكي لتنفيذ السيناريو على رغم السطحية التي تغلب على إنتاجاته؟

حاولت مرات عدة تنفيذ السيناريو من خلال منتج آخر، وكانت مرشّحة لبطولته كلّ من يسرا أو إلهام شاهين أو آثار الحكيم، إلا أن الظروف الإنتاجية كانت تحول دون ذلك، ما اضطرني الى بيعه للسبكي كي يخرج الى النور، خصوصاً بعدما أكد لي أن علي بدرخان هو الذي سيخرجه، ثم أبلغني أخيراً أن أحمد عواض هو المخرج، إلا أنني لم أكن أتوقع أن يخرج الفيلم بهذا الشكل غير الملائم.

·         هل يعني ذلك أنك تتبرأ من الفيلم؟

لا يمكن أن أتبرأ منه، لأن اسمي موضوع عليه، ولكني كنت أتمنى أن يخرج بشكل أفضل، إنما لم يحصل ذلك وخرج بشكل يلائم ظروف السوق والسينما الراهنة. في النهاية، «بون سواريه» مجرد فيلم من بين أفلام كثيرة كتبتها وسأكتبها، وأنا مسؤول عن الفكرة والكتابة فحسب، أما التنفيذ فلست مسؤولاً عنه لأنه تم من دون موافقتي.

·     لكن المخرج أحمد عواض قال في حديث سابق إن جميع التغييرات تمت بموافقتك، وإنك تابعت خطوات تنفيذ الفيلم أولاً بأول، مشيراً إلى أنك شاهدته بعد الانتهاء منه وأبديت إعجابك به، ما ردّك؟

لم يحدث ذلك إطلاقاً، وجميع التغييرات تمت من دون علمي، وهذا هو الفيلم الوحيد الذي كتبته ولم أحضر تصويره، كذلك لم أشاهده في صورته النهائية.

·         لماذا لم تحضر تصويره؟

لأنني أدركت أثناء التحضير للفيلم، أنه لن يخرج بالشكل الذي يرضيني، ولن تكون لي أي سطوة على تنفيذه، لذلك فإن وجودي لم يكن ليغيّر في الأمر شيئاً.

·         إذاً، تركتهم من البداية يفعلون ما يريدون من دون أي اعتراض.

بل اعترضت كثيراً أثناء التحضير دون جدوى. على سبيل المثال، اعترضت بشدة على النهاية التي اقترحوها لـ{بون سواريه» ثم فوجئت بها في الفيلم من دون موافقتي.

·         ولماذا رفضتها؟

لأنها نهاية تفرغ الفيلم من مضمونه ومن الجدية التي قصدتها وتحوّله إلى فيلم هزلي بعيداً عن فكرة الحلال والحرام التي كنت أحاول مناقشتها من خلال الأحداث.

·         هل يعني ذلك أنك لن تتعامل مع السبكي ثانيةً؟

قد أتعاون معه في حال تقديمي أفلاماً خفيفة، لأن هذا هو تخصّصه، إذ كما يوجد تخصّص في مجال الإخراج ثمة تخصّص أيضاً في مجال الإنتاج، وتخصّص السبكي هو الأفلام الخفيفة. لا أريد أن أظلم السبكي فهو انعكاس لحال السينما راهناً، التي تبحث عن الإيرادات من دون أي مضمون، وليس أمامي سوى الموافقة على هذا الواقع أو الاعتزال، وأنا لم أقرر الاعتزال بعد، لذلك لا بد من أن أتعامل مع الواقع ولكن من دون المساس بمبادئي.

·         نلاحظ أنك مهموم دائماً في أفلامك بقضية الحلال والحرام، فلماذا هذه القضية بالذات؟

الدراما هي صراع بين شخصيتين أو فكرتين وأعلى أنواع الصراع هو الصاعد المتدرج بين طرفين من دون توافر فرصة للتصالح، وهذا يتحقق في الصراع بين الحلال والحرام، إذ لا يمكن أن يصلا إلى مرحلة وسيطة ولا بد لأحدهما من أن يقضي على الآخر.

·         عملت في السينما منذ سنوات طويلة، فما هي التغيرات التي طرأت على الواقع السينمائي الراهن في مصر؟

ثمة تغيرات كثيرة أبرزها الاستسهال في كل شيء، فبعدما كنا قديماً نبحث عن مواضيع تهم الناس وتجذبهم وتبحث في قضاياهم، أصبحت السمة الغالبة في السينما اليوم هي المواضيع التجارية، كذلك لم يكن ثمة ما يعرف بالاحتكار الموجود راهناً في السينما الذي سيؤدي إلى تدميرها، بالإضافة الى عوامل أخرى أهمّها أجور النجوم الخيالية وسيطرتهم على الأفلام.

·         أليس ثمة برأيك أيّ بادرة أمل في الفترة المقبلة؟

الأمل موجود دائماً ولا ينتهي. أرى أن أمل السينما المصرية في الفترة المقبلة يكمن في جيل الشباب الذي بدأ بتقديم سينما مختلفة عن السائد بإمكانات أقل وأفكار أعمق.

·         هل يمكن أن تقدّم أفلاماً مع هؤلاء الشباب؟

حين تتاح لي الفرصة لن أتردد لحظة، فأنا أدعم دائماً الشباب الجدد وأرى فيهم مستقبل السينما المضيء.

·         ما رأيك في تحويل عدد من أفلامك إلى مسلسلات مثلما حدث مع «العار» الذي حوّله ابنك أحمد إلى مسلسل؟

أوافق على ذلك بشدة، لكن بشرط أن يعاد تقديمها من خلال كتاب شباب، لأنهم سيضفون عليها روح العصر. قدّمت ما أريد في فيلم «العار» وكان لا بد من معالجة موضوعه بشكل وروح مختلفين، وهذا ما فعله أحمد في المسلسل.

الجريدة الكويتية في

17/01/2011

 

التطبيع يمنع عرض اللعبة العادلة في مصر

رولا عسران 

انضم خالد النبوي أخيراً إلى قائمة الفنانين المتّهمين بالتطبيع، ذلك بعد منع عرض فيلمه الجديد Fair Game في مصر لوجود الممثلة الإسرائيلية ليزار شارهي ضمن فريق العمل.

«لعبة عادلة» إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية، يشارك في بطولته: الممثلة الأسترالية ناعومي واتس، الممثل الأميركي شون بن ونجوم من جنسيات مختلفة. عُرض في مهرجان «كان» الماضي، ولاقى استحساناً من الجمهور والنقاد.

تدور الأحداث حول عميلة المخابرات الأميركية فاليري بلايم التي تفاجأ بكشف الخارجية الأميركية هويّتها الحقيقية عبر مقال نُشر في الـ{واشنطن بوست» (2005)، انتقاماً من زوجها السفير الأميركي السابق جوزيف ويلسون الذي نشر مقالاً بعنوان «ما لم أجده في إفريقيا» فضح فيه سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن في إفريقيا والشرق الأوسط.

تصريح بالعرض

طلب رئيس جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية سيّد خطاب تأجيل عرض الفيلم لمشاهدته بنفسه والتأكد من عدم احتوائه على أي إساءة الى العرب، كاشفاً أنه لم يعطِ تصريحاً بعرضه في الأساس.

كان مقرراً عرض الفيلم الأربعاء في 12 يناير الجاري، على أن يسبقه عرض خاص يوم الثلاثاء، إلا أن قرار المنع صدر في الساعات الأولى من صباح يوم العرض الخاص، بعدما نظّمت الشركة الموزِّعة للفيلم الدعاية له ودعت الصحافيين والنقاد.

في حوار سابق، أكد خالد النبوي أنه لم يكن يعلم بجنسية الممثلة عند تعاقده مع القيمين على الفيلم، وليس من الطبيعي أن يسأل عن جنسيات الممثلين قبل التوقيع، خصوصاً أن دورها كان ثانوياً.

أغلق النبوي وسائل الاتصال به، رافضاً التعليق على قرار رفض عرض الفيلم تجارياً في القاهرة، لا سيما أن البعض يخشى التدخّل في هذا الشأن كي لا يفتح عليه أبواب الهجوم وتوجَّه إليه اتهامات التطبيع. بتعبير أدق، تأجّل عرض الفيلم إلى أجل غير مسمى.

قائمة المتّهمين

تضمّ قائمة المتّهمين بالتطبيع في مصر عمرو واكد الذي واجه هجوماً بعد انتشار خبر مشاركته مع الممثل الإسرائيلي إيغال ناعور بطولة مسلسل قصير بعنوان «بيت صدام» (2008)، لكن واكد أعلن أنه كان يجهل جنسية ناعور عندما وقّع العقد، بالتالي يصعب عليه التراجع عن أداء دوره بعد معرفته جنسيته، لا سيما أن المسلسل يفضح طبيعة السياسات الأميركية في المنطقة.

أضاف واكد أنه ضد التطبيع، لكنه مع عرض الأفلام الإسرائيلية في مصر «لنتمكن من اختراق مجتمعهم، كما يفعلون مع الأفلام المصرية».

بدوره، واجه يسري نصر الله حملة دعائية ضدّه واتُّهم بالتطبيع بعد موافقته على عرض فيلم «إحكي يا شهرزاد» في «مهرجان تورنتو» في كندا (2009) الذي احتفى بمئوية تل أبيب، مع أن منتج فيلم «هليوبوليس» شريف مندور قرر الانسحاب من المهرجان على رغم اعتراض مخرجه أحمد عبد الله على ذلك.

لفت يسري نصر الله: «لا يجب ترك ساحة المهرجانات الدولية خالية أمام إسرائيل لتبثّ سمومها وأفلامها الداعمة لوجهة نظرها، بل التصدي لها وهذا ما حدث في تورنتو، إذ اتفقت مع المخرج الفلسطيني إيليا سليمان على تخريب احتفاليتها، وفعلاً عقدنا موتمراً صحافياً داعماً للقضية الفلسطينية حضره صناع السينما من الجنسيات المختلفة، طالبنا فيه بمعرفة مصدر تمويل احتفالية مدينة تل أبيب، واكتشفنا بعد صمت تام من إدارة المهرجان أنها من بلدية تل أبيب نفسها. حاول الإسرائيليون تخريب المؤتمر، لكنهم لم يستطيعوا فتظاهروا ضده}.

عادل إمام

بدوره، اتُّهم عادل إمام بالتطبيع مع إسرائيل بعد تسريب قصة فيلمه «فرقة ناجي عطا الله»، الذي تحوّل إلى مسلسل تلفزيوني وتدور أحداثه داخل دولة إسرائيل، وانتشار معلومات تفيد بأنه يتعاطف مع الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة من خلال أحداث الفيلم. اللافت أن مؤلفه السيناريست يوسف معاطي نفى بشدة ظهور شخصيات إسرائيلية في العمل بمظهر إيجابي.

كذلك، واجه عمرو دياب الاتهام نفسه بعدما طرحت شركة ألمانية ألبوماً يحتوي على أغنيته «خليك معايا» ضمن أغنيات اختارتها من دول العالم من بينها أغنية للمطربة الإسرائيلية ليل كوليت.

نفى دياب علمه بضم أغنيته إلى الألبوم، مؤكداً أن التعامل مع أغنياته بهذا الشكل يعد أمراً غير قانوني.

في هذا الإطار، رأى الناقد طارق الشناوي أن «مقاومة التطبيع سلاحنا الأخير لاستعادة حقوقنا المسلوبة»، وطالب الفنانين العرب عموماً والمصريين خصوصاً بالاتفاق على عدم التعامل مع إسرائيل فنياً، وهو الموقف الذي تمثله النقابات الفنية الثلاث في مصر، لكنه أشار إلى ضرورة التروّي قبل إلصاق تهمة التطبيع بأحد الفنانين.

الجريدة الكويتية في

17/01/2011

 

الحصاد... والنقاد!

محمد بدر الدين 

اختلف النقاد في مصر، في تقييم حصاد الموسم السينمائي الأخير (2010)، اختلافاً لافتاً يثير قضية النقد السينمائي اليوم مجدداً.

طاول الاختلاف تحديد أحسن 10 أفلام في هذا الموسم، في مقدّمها «رسائل البحر» للمخرج الكبير داود عبد السيد، بعد غياب 10 سنوات، ويعتبر كل فيلم جديد له حدثاً سينمائياً في ذاته يثير نقاشاً ثقافياً وجمالياً يستمر فترة بعد العرض وحتى نهاية الموسم، وهذا ما حدث فعلاً هذا العام.

يلي هذه المكانة مباشرة فيلم «بنتين من مصر» للمخرج المتميز محمد أمين، بينما يتقاسم لقب أحسن فيلم أول: «بصرة» للمخرج أحمد رشوان و{ولد وبنت» للمخرج كريم العدل.

في المقابل، ابتعد الناقد البارز سمير فريد عن هذه الأفلام كافة، واختار «هليوبوليس» كأحسن فيلم في 2010 من إخراج أحمد عبد الله السيد، وربما كان يقصد بذلك تشجيع ما صار يُعرف بـ «السينما المستقلة» وتجاربها الجديدة.

كذلك، طاول الاختلاف تقييم النقاد لأفلام العام، ففيما هاجم معظمهم «عائلة ميكي» إخراج أكرم فريد، «بلبل حيران» إخراج خالد مرعي، «ابن القنصل» إخراج عمرو عرفة وغيرها، قيّم الناقد محمود عبد الشكور (في جريدة روز اليوسف) هذه الأفلام تقييماً مختلفاً ولمس فيها أبعد مما يعطيه الانطباع الأول عنها كأفلام خفيفة لا تستحقّ النظر أو التحليل، فهو يعتبر «عائلة ميكي» مثلاً أحد أحسن أفلام العام، بناء على منطقه أو تحليله للفيلم وبعيداً عن أي كليشيهات نقدية جاهزة تواجه فوراً أي فيلم يبدو خفيفاً والهدف منه مجرد التسلية.

لكن دقة العملية النقدية تبرز أكثر في التفرقة بين فيلم فني وجماهيري، أو بين فيلم إبداعي رفيع وفيلم تجاري أو شعبي، وفي التدقيق والتفرقة النقدية بين فيلم فني وآخر وتجاري وآخر للتسلية و...

تثير مسألة الاختلاف والتباين في التقييم قضية النقد مجدداً، من زاوية مدى توافر أسس ومعايير موضوعية للتقييم والنظر إلى الأفلام.

من المعروف أن ثمة بعداً ذاتياً ومقداراً مهماً معتبراً للتذوّق الشخصي والانطباعات الخاصة... لكن لا يصحّ أن تسبق هذه الأمور الأسس والمعايير الموضوعية التي ترجع إلى العلم والتخصّص.

نتذكر مثلاً أنه فيما لقي فيلم «عرق البلح» للمخرج رضوان الكاشف تقديراً وإعجاباً، استقبلته الناقدة خيرية البشلاوي بتحفّظ واضح وتقييم سلبي، وبينما لقي «البداية» للمخرج صلاح أبو سيف اعتزازاً نقدياً واضحاً قيّمه الناقد سمير فريد سلباً.

كذلك، استقبل الناقد مصطفى درويش معظم أفلام يوسف شاهين، في الثلاثين سنة الأخيرة من مسيرته، بنقد لاذع وتهكّم من نوع: «شاهين يجد ابناً»، في نقده لفيلم «إسكندرية ـــ نيويورك»، بينما احتفى درويش نفسه، إلى جانبه الناقدة صافي ناز كاظم بفيلم «اللمبي»، الذي أثار فيه نجمه محمد سعد ضجة وهاجمه معظم النقاد بحدة، ضمن هجومهم المستمرّ على ما سُمي بـ «أفلام المضحكين الجدد»، بل وصل غلو درويش وصافي ناز في ترحيبهما بـ «اللمبي» إلى حدّ اعتباره أحد أحسن الأفلام في تاريخ السينما المصرية الذي عبّر بصدق عن الإنسان المصري البسيط الشعبي وروحه ومشاكله.

ثمة نقاد يتّخذون موقفاً مسبقاً، سلبياً، من سينما مخرج معين، حتى قبل عرض فيلمه الجديد وهذا أمر عرفته السينما المصرية منذ القديم، مثل الهجوم على حسن الإمام أو المخرج فطين عبد الوهاب مع النجم إسماعيل ياسين. اليوم، اتجه الهجوم الى إيناس الدغيدي وغيرها من مخرجين معاصرين مثل خالد يوسف، وهذا نوع من الاستسهال.

النقد قضية شائكة ولها أبعاد كثيرة، سواء في السينما المصرية أو العربية أو سينما العالم عموماً... تستحقّ بحث جوانبها برويّة، بل جديرة بأكثر من حلقة نقاش جادة، يلتقي فيها النقاد العرب ويبحثون أين هم الآن وأين أصبح نقدهم ومناهجهم، وإلى أين؟

الجريدة الكويتية في

17/01/2011

 

هند صبري ودرة وساندي.. فنانات تونسيات يشعرن بالقلق ويطالبن بالهدوء

المطربة لطيفة لـ «الشرق الأوسط»:

قلبي موجوع على تونس ولا وقت للغناء

القاهرة: سها الشرقاوي 

سيطرت حالة من القلق المشوب بالحزن على الفنانات التونسيات المقيمات في القاهرة، نظرا لصعوبة إجرائهن الاتصالات بعائلاتهن، عقب حالة الفوضى والانفلات الأمني التي عمت الدولة التونسية بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.. فما بين محاولات بالهاتف تارة والإنترنت تارة أخرى، تنوعت الوسائل للاطمئنان على أحوال الأسر في بلدهن الأم، ومؤازرتها للصمود في تلك الأوقات العصيبة.

الفنانة التونسية لطيفة أكدت أن حالتها النفسية سيئة، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مستاءة للغاية مما يحدث، وقلبي موجوع على شعبي العزيز، وكنت أتمنى أن يرحل الرئيس المخلوع بن علي دون حدوث خسائر وقبل أن تتفاقم الأوضاع».

وأعربت لطيفة عن غضبها الشديد لسقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم في الأحداث الأخيرة، وأضافت: «أنا أيضا غاضبة من أعمال السلب والنهب».. كما أكدت أنها «مسمَّرة» أمام شاشات القنوات الفضائية لمتابعة مستجدات الأحداث أولا بأول.

أما عن طبيعة علاقتها بالرئيس السابق، فقالت لطيفة: «أنا لم أعرفه معرفة شخصية من قبل، ولكن كل ما يهمني حاليا هو مصلحة شعبي»، وطالبت لطيفة بإجراء انتخابات في أقرب وقت لاحتواء الموقف.. مشيرة إلى أنها لا تعتزم تقديم أي أغنيات حاليا في هذا الصدد، قائلة: «لا وقت للغناء الآن إلا بعد أن تمر الأزمة على خير».

أما الممثلة هند صبري، فقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كان كل همي أثناء سماع الأخبار منصبا على الاطمئنان على عائلتي وشعبي، وخوفي عليهم من التعرض للمضايقات». وطلبت هند صبري من الشعب التونسي «التزام الهدوء والتعامل بحكمة للوصول إلى بر الأمان، والتكاتف جميعا كشعب واحد.. وأن نتفق جميعا على كلمة واحدة تصب في مصلحة تونس». وأضافت هند صبري: «كل لحظة ينتابني الرعب وقلبي يتمزق وأنا أجلس أمام التلفاز لمتابعة آخر الأخبار، خوفا على إخواننا الذين يعيشون المأساة. وقمت بالتعبير عن رأيي في الذي حدث عن طريق (فيس بوك) بكتابه جمله (من فضلكم لا تطلقوا النار)».

ونفت صبري أن تكون من المؤيدين للرئيس المخلوع، ووجهت رسالة إلى سياسيي تلك الحقبة قائلة: «أقول لهم جميعا وداعا، حتى نتمكن من التقدم نحو تونس أفضل وأكبر في قامة شعبها».

أما الممثلة التونسية درة، فعبرت عن قلقها بكتابتها على صفحتها الخاصة بموقع «فيس بوك» رسالة إلى والدتها، وكتبت: «ماما أنا مش عارفة أوصلك بالتليفون لا أنتي ولا بابا من فضلك كلميني».

وصرحت درة لـ«الشرق الأوسط» قائلة إن «هذا اليوم لا يمكن أن يمحى من ذاكرة التاريخ في بلادي، وهذا من أجل غد أفضل». ولكنها رفضت العنف، وأكدت أنها مؤيدة للثورة، ولكنها غير مؤيدة للفوضى والنهب والسلب والقمع. وأضافت درة: «أطالب بحقوق المواطنين التونسيين، التي حان الوقت للحصول عليها»، معبرة في الوقت ذاته عن حزنها بسبب عمليات التخريب والتدمير، قائلة: «هذا لا يحل الأمر». وأكدت درة أن «شعب تونس شعب حر ومسؤول، ويعرف حقوقه جيدا ولا يستسلم تحت أي ضغط».

أما الممثلة ساندي، فأشارت إلى أنها كادت أن تنهار عندما وصلها الخبر عن طريق أحد أصدقائها، وقالت: «عندما شاهدت الأخبار بكيت بشدة».

وأعربت ساندي عن قلقها تجاه هذه الأحداث المؤسفة، التي قالت إنها «أزمة طارئة و(هتعدي)، وستعود تونس الخضراء بكامل رونقها، فالشعب التونسي متحرر ومثقف ويعرف حقوقه جيدا». مؤكدة أنها لم تستطع الاتصال بشقيقتها هناك للاطمئنان عليها، وأنها ستحاول بشتى الطرق السفر إلى تونس للاطمئنان على الأهل والأصدقاء، الذين انقطعت سبل الاتصال بهم.

الشرق الأوسط في

17/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)