حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

وحيد حامد:

مشكلتنا أن الدولة يخطر لها أحيانا أن تتحول لجماعة إخوان مسلمين أخرى

كتب وائل لطفى

من موقعه الشهير على نيل القاهرة الفاخر، يفاجئك وحيد حامد بأنه يفكر بنفس طريقة البسطاء فى شوارع القاهرة وقرى الدلتا، هذه الموهبة فى استنطاق الناس والبوح بما يفكرون فيه، هى السر الحقيقى لتفرده ككاتب كبير يجد الناس أنفسهم فى أعماله، من هذه الزاوية كان حوارى مع وحيد حامد حول حادث كنيسة القديسين وما قبله وما بعده وما قادنا إليه ولم تكن قدرته على الحديث الصريح و(المفتشر) هى فقط ما يميز حديثه، ولكن أيضا هذه النظرة النقدية الساخطة لكثير من الأوضاع التى بتنا نعتبرها عادية، ومسلما بها.

·         كيف تلقيت ماحدث؟

 فى البداية الحدث كان أشبه بالصدمة، أو بلدغة ثعبان، أصبت بما يشبه الشلل المؤقت، ولكن بعد قليل من الوقت أدركت أن هذه المسألة حدث طبيعى وأنه من الطبيعى أن يحدث.

·         لماذا؟

 لأنه على مدى سنوات طويلة مضت هناك آلات إعلامية متنوعة تعزف أنغاما متعددة للتطرف، والفرقة وبث الكراهية بين المسلم والمسيحى بل بين المسلم والمسلم أيضا، هذه الآلة الإعلامية تعمل دون أن يتصدى لها أحد بل بمباركة من الأجهزة المعنية!

·         هذه المباركة عن غفلة أم عن عمد؟

 عن خوف! ونفاق لهذه التيارات فى محاولة لكسب ودها ورضاها، لأن الحكومة لدينا تعمل جاهدة على إظهار نفسها فى صورة الحكومة التقية الورعة والعاشقة للإسلام، ظنا منها أنها ستصبح جماعة إخوان مسلمين أخرى!، هذا يحدث بالطبع فى إطار المنافسة بين الحزب الوطنى وبين التيارات الدينية فى الشارع، لكن الحقيقة أن الدولة بشكل عام سواء كانت الدولة فى مصر أو غيرها من المفروض أن تتصدى لكل ما هو مخالف للناموس العام ولا تترك هذه التيارات تعبث بمصائر الناس.

·         ولكن أداء وسائل الإعلام تغير مؤخرا؟

 فى الأيام اللاحقة لهذا الحادث كنت خارج مصر وكان التليفزيون هو حلقة الوصل بينى وبين الوطن والغريب أننى فى هذه الأيام شاهدت أحلى ما فى القرآن الكريم عن الأقباط، وأعظم ما قيل فى الإسلام عن السيد المسيح ومريم العذراء عليهما السلام، وكان كل ما شاهدته عظيما جدا، ولكن بينى وبين نفسى سألت من الذى أخفى كل هذه الأشياء طوال السنوات السابقة عن عمد بينما كنا فى أمس الحاجة إليها على اعتبار أننا دولة يعيش فيها المسلم والمسيحى، وسألت نفسى أيضا كيف لا يقترب القانون من أى مواطن يقدم على الإساءة لأحد الدينين، والحقيقة أنه يجب معاقبة المسلم الذى يسىء للمسيحية وكذلك المسيحى الذى يسىء للإسلام بحسم وبقوة، ولكن ما حدث أن الدولة تركت للجميع الحبل على الغارب، فعمت الكراهية بين الناس وزادت خاصة أننا نعانى من مشكلة ثقافة، ويسيطر علينا الخطاب السلفى.

·         كيف نعانى من مشكلة ثقافة؟

 أنا أرى أن الثقافة تحمى الشعوب، والثقافة لم يعد لها وجود فى حياتنا الآن، ولو رصدت الحياة العامة ستجد أن الثقافة الأصولية هى التى تحكم المجتمع، وأنا لا أعرف ماذا يعنى أن يكون جرس التليفون المحمول عبارة عن آية قرآنية أو حديث أو دعاء، أنا أرى أن مثل هذه الرموز إهانة للدين نفسه كما أنها دلالة على انتشار روح التعصب، وبجانب الثقافة ستجد أيضا مشكلة التعليم لأنه من غير المعقول أن يكون لدينا فى مصر مدارس لا تقبل وجود الطلاب المسيحيين، هذه المدارس أصحابها من السلفيين ولا تقبل طلابا أقباطا، وحتى المناهج التى كانت يوما ما مقبولة ومعقولة وكانت فيها دعوة للمحبة والتآخى ولكنها الآن أصبحت تحمل دعوة للكراهية.

·         هل هذه هى الأسباب فقط؟

 لا طبعا هناك أيضا الدعاة الدينيون غير المؤهلين الذين يصعدون فوق منابر المساجد والزوايا التى يؤمها عامة الناس ويمطرونهم بأشياء لا سند لها من الدين الإسلامى من قريب أو من بعيد، وهناك أيضا كما قلت لك النفاق والتمسح فى الدين لتحقيق مصالح معينة، وهذه كلها أمور قادت إلى ما نحن فيه.

·         كيف تقيم أداء بعض الأقباط؟

 أنا أرى أن المطلب الأساسى الظاهر والملح عند الأقباط هو دائما حرية بناء الكنائس وأنا أختلف معهم فى هذه المسألة وأقول ليتهم يطالبون ببناء الإنسان بنفس الحرارة.. لأن بناء الإنسان أهم من بناء الجامع والكنيسة، وقبل أن نبنى دور عبادة لابد أن يكون لدينا إنسان سوى لديه إيمان بالوطن.. وأنا أقول أنه لو لم يوجد وطن فلن يوجد دين، ومع ذلك أنا ألتمس العذر لمن يغضب من الأقباط لأن الواقع لديك أن من يريد بناء مسجد يبنيه بدون تصريح حتى ولو كان مسجد (ضرار)، ومع ذلك لايستطيع أحد الاقتراب من هذا المسجد، وأحب أن أذكرك بأن المحليات فى الماضى أصدرت قرارا بإعفاء من يبنى مسجدا تحت منزله من العوائد، وأعتقد أن مثل هذا الأمر خطأ فى حق الدين لأن المسجد له شروط وطريقة بناء ويجب أن يكون بناؤه لوجه الله تعالى لا لأى هدف آخر، وأنا أقول أنه لابد من قبضة واعية، وقوية، وتقدر مصلحة الوطن.

·         هناك يقين لدى الجميع أن الجناة من خارج مصر ومع ذلك الجميع يرصدون عوامل أدت للاحتقان.. هل هذه مفارقة؟

 لا أحد يستطيع أن يقول من الذى خطط ومن الذى نفذ سوى الأجهزة الأمنية، ولكن الثابت والأكيد أن هناك عناصر خارجية يهمها إحداث الفرقة فى مصر وإضعاف دورها القومى، ومدى تورط هذه القوى فى الحادث من عدمه تقرره الأجهزة المختصة وهذا لاينفى ذاك لأن لنا أعداء فى الخارج وفى الداخل ومن الممكن أن يحدث تعاون.

·         جماعة الإخوان أدانت الحادث وشجبته.. ولكن هل ترى لوجودهم دور فى حال الاحتقان الموجودة ؟

 فى الوثائق التى كنت أراجعها أثناء كتابة «الجماعة» هناك واقعة مهمة جدا استوقفتنى حيث كانت هناك مدرسة قبطية متميزة للغاية فى محافظة قنا وهى تقبل الطلاب المسلمين والمسيحيين وعلم بشأنها حسن البنا رحمه الله، فذهب واستأجر منزلا قريبا منها، وأسس مدرسة أخرى، ولم يكن لديه مدرسون فاستعان بعناصر من الإخوان منهم محمود عبدالحليم وبدأ فى بث دعايات مضادة تجاه المدرسة القبطية، وأنا أسوق هذه الحادثة كنموذج لفكر الإخوان المسلمين، ولعلمك من الأشياء المستفزة للغاية أيضا الإصرار على بناء مسجد جديد بجوار كل كنيسة يتم بناؤها.

·         يقال إن هذا تعبير عن الوحدة الوطنية!

 لا.. هذا ليس تعبيرا عن الوحدة ولكنه استفزاز، لذلك قال فضيلة شيخ الأزهر إن هذا تضييق، لأن كل دين له طقوسه الخاصة، واسمح لى أن أقول إن سماع صوت الأذان داخل الكنيسة أمر لا يرحب به المسيحيون والعكس صحيح، وعدم ترحيب الكنيسة بوجود مسجد بجوارها لايعنى أن هناك عداء، ولكن اترك لى فرصة كى أمارس طقوسى الدينية بشكل سلس ولا تشوش علىّ، لأنه فى الحقيقة أنت لا يمكن أن تصلى وهناك من يصرخ بجانبك.

·         تحدثنا فى «روز اليوسف» عن دور بعض المفكرين فى إذكاء الفتنة وأسمينا هذا النموذج بالمثقف الطائفى - ما تعليقك؟

 من الأشياء التى تشبه المسرحيات العبثية قصة السيدة (كاميليا)، وهى سيدة مصرية عادية اختلفت مع زوجها وتركت المنزل دون أن تخبره، وسواء أسلمت هذه السيدة أو لم تسلم أنا لا أعرف ما شأن هؤلاء الذين أدخلوا أنفسهم فى الموضوع، حتى لو كانت أسيرة أو محتجزة كما يقولون فهذه مسألة تخص الأجهزة المعنية، ولكن هناك مصالح ضخمة فى إثارة مثل هذه الموضوعات ويجب ألا أترك أصحاب هذه المصالح حتى يشعلوا نيران فتنة طائفية لا خلاص منها، والمفروض أن يتصدى كبار العلماء لحل هذه المسائل لا أن يتركوها لأصحاب المصالح والأغراض، ثم السؤال الآن هو هل تم اختصار الوطن فى السيدة كاميليا، وسواء أسلمت هذه السيدة أم لا فهل لإسلامها علاقة برغيف العيش وتدهور التعليم، وصحة المواطن وغياب النظافة عن الشوارع، مسألة كاميليا كان يجب أن يتصدى لها كبار العلماء ويحسموها، ولكن على الجانب الآخر عندما يظهر الأنبا بيشوى ويقول نحن أصل مصر والمسلمون ضيوف فهذا استفزاز لأن هذه قضية يمكن مناقشتها كقضية علمية إذا كان المجتمع متنورا، إنما لا تلقى بعود كبريت على قش ساخن ولا تنتظر الحريق!

·     ما كنت أقصده أن هناك أناسا لهم جماهير مثل زغلول النجار الذى قال للناس إن وفاء قسطنطين قتلت.. ود. سليم العوا الذى قال إن الكنائس بها أسلحة.. ما تأثير هذا من وجهة نظرك ؟

 أنا أرى أن الذنب ليس ذنب هؤلاء الرجال، ولكن ذنب من سمح لهم أن يقولوا هذا، وأنا هنا لا أقول نصادر حرية الرأى، ولكن هذه أخبار، فمن قال إن السيدة وفاء ماتت أو أنها معتقلة، هذه قضية تختص بها جهات الأمن، وهى لاتخص الإسلام فى شىء وإضافة عنصر لملايين المسلمين لا يعنى أى شىء، ثم أنت لديك مسلمون مارقون وملحدون ومكتوب فى خانة البطاقة أنهم مسلمون والمعنى أن الإسلام والإيمان مسألة فى القلب، وبالنسبة للدكتور العوا أنا أقدره، وأقدر علمه ولكن الإعلام له سحر خفى، والكل يريد أن يكون له نصيب من هذا السحر.

·         من الذى يتحمل المسئولية أكثـر الإعلام.. أم التعليم.. أم رجال الدين؟

 المصائب لا تقسم بالعدل إنما كل هذه عوامل أدت إلى هذا الوضع.

·         ما الذى يجب أن نفعله؟

 أول شىء هو القبضة القوية، قد تكون هذه القبضة للدولة، وقد تكون لرجال الدين المستنيرين، ولكن فى النهاية أنت محتاج لقبضة قوية تنهى عن الفحشاء والمنكر لأن التطرف منكر وفحشاء، هذه القبضة يجب أيضا أن تعيد للعقل المصرى اتزانه لأن الأفكار أصبحت مشوهة فى نفوس الناس، يعنى أنا سمعت أن الدولة كانت تعمل على تقوية الاتجاه السلفى ليواجه الإخوان المسلمين وأنا أسال: ألم يفكر أحد أن التيار السلفى أكثر خطورة من الإخوان؟!

·         السلفيون لا يواجهون الحزب الوطنى فى الانتخابات؟

 الحزب الوطنى ليس الدولة، والمفروض أن يكون فى خدمة الدولة، أنا أسأل: هل تستطيع أن تعتبر أن إسرائيل ليست عدوا لمجرد أنها لا تحاربك حاليا؟! نفس الأمر والقياس مع الفارق، تيار لايحاربك ولكنه فى النهاية يشكل خطورة على مواطنيك، ودعنى أختصر لك الموضوع، وأقول لك مشكلة الدولة فى مصر إنها تريد أن تكون جماعة إخوان مسلمين ثانية، يريدون أن يكونوا بديلا للإخوان المسلمين، وأنا أقول ألا يكفينا ما حدث لنا من الإخوان حتى يأتى الحزب الوطنى ليكون بديلا لهم.

·         ولكن فى السنوات الأخيرة تم تعديل الدستور لينص على أن مصر دولة مدنية تقوم على المواطنة؟

 العبرة ليست بالقوانين على الورق، ولكن بأن يتم تطبيقها.

·         هل لديك أقوال أخرى؟

 هناك مثل قاله لى صديق وهو أننا لا نبنى الكوبرى إلا بعد أن تغرق المعدية، وهناك شىء خطير جدا وهو أننا سرعان ما ننسى، وأنا أحذر من آفة النسيان وأقول ماهى إلا أيام قلائل وتعود «ريما لعادتها القديمة».

·         البعض يرى أن الحديث عن المطالب القبطية بعد الحادث خطأ وأن الاستجابة السريعة أيضا خطأ؟

 أنا أيضا أتحفظ على كثرة المطالب لأنك يجب أن تنال حقوقك فى مناخ عادى، ولكن المطالب القبطية ونحن نعيش المأساة بدت وكأنها تعويض، لأن حقك يجب أن تأخذه بشكل عادى جدا وليس عندما يقع عليك ضرر تقول حققوا لى ما أريد خاصة أن المطالب ليست لها علاقة بالحادث، وأنا أرى أن المطلب الأساسى الآن هو إعادة حالة الوفاق بين المسلم والمسيحى لأن حالة الوفاق هذه هى التى ستحقق كل المطالب.؟

مجلة روز اليوسف المصرية في

15/01/2011

 

فيلم يجمع أنجلينا جولي مع جوني ديب

«السائح».. السينما حينما تجعل الرومانسية مشوقة؟

عبدالستار ناجي

حرصت ان اكتب عن فيلم «السائح» للمخرج الألماني فلوريان دونرسمارك والنجمين انجلينا جولي وجوني ديب في وقت متأخر بعض الشيء، لسبب واحد، هو التخلص من حالة تكاد تسيطر على النسبة الأكبر من زملاء مهنة النقد السينمائي، الذين حينما يكتبون بشكل متسارع، يدخلون في متاهة الاعجاب.. أو عدمه... ولاننا امام فيلم يحمل الكثير من الالتباس، فعلينا ان نتجاوز لغة الاعجاب، الى مساحة من البحث، انطلقنا بها من خلال رصد أكثر من 27 مقابلة انكليزية وفرنسية ظلت في مجملها تتساءل عن أداء جوني ديب.. ولغة المغامرة.. بينما قلة هم الذين توقفوا عند البناء الدرامي، ومعادلة الجمع بين الرومانسية والتشويق، فبعد ان ظلت الرومانسية وفي نسبة كبيرة من النتاجات السينمائية، تتحرك في اطر وفضاءات بعيدة، عن المغامرة الصريحة، يجدها هنا جزءاً من النسيج العام للبناء الدرامي، خصوصاً اذا ما نظرنا الى الحبكة العامة للفيلم.

وهذا ما نذهب اليه كمدخل...

فنحن امام حكايتين، أو خطين اساسيين، أولهما، حكاية الحب التي جمعت بين (اليكسندر) و(اليز). وهذا يبدو الاساس الظاهري الذي يتورط به المشاهد، فاذا به امام خط آخر يظل يتحرك متقدماً ومتأخراً تارات اخرى، بشكل محور الخط الثاني، الذي يكاد يسيطر لاحقاً على مجمل الاحداث.

وفي الخط الثاني، نتعرف على حكاية (اليكسندر) الرجل البريطاني، الذي قام بسرقة ملياري دولار من المافيا الروسية، ليختفي عن الأنظار.

وفي اطار ذلك الخط، تتعرف على الحبيبة (اليزا) وما هي الا عميلة، لجهاز يعرف بجهاز جرائم المال البريطاني مكلفة باستعادة ضرائب قيمتها 700 مليون دولار هي الضرائب المقررة على تلك المليارات المسروقة!

اللقاء والأحداث، يتمان في مدينة البندقية الايطالية (فينسيا) حيث يطلب اليكسندر ان يلتقي حبيبته اليزا.

وفي ذات الخط والمحور الثاني، نتابع كماً من المغامرات تتعرض لها اليزا، في طريقها من باريس الى فينسيا من قبل رجال الأمن البريطاني (سكوتلانديارد) وأيضاً زعيم المافيا ورجاله الباحثين عن - اليكسندر - والذين يعرفون ان الطريق اليه، يتم عبر رصد ومتابعة تحركات صديقته... وتكون المشهديات الأولى حينما تصل الرسالة الأولى لها في احد المقاهي في العاصمة الفرنسية لنبدأ بعدها احداث الفيلم، عبر كم من المشهديات المثيرة تارة.. والمشوقة تارة.. والغامضة تارات اخرى.

كم من المغامرات، كتبت ونفذت بعناية، تجعلنا نتساءل عن ذلك الخيال المجنح لكتاب المغامرات.. ومن بعدها العناصر التي تنفذها، وهي في الغالب عناصر متخصصة تقوم بتجهيز وتحضير كل مشهد، ليأتي المخرج وفريقه من المصور للرصد والتصوير.. فقط. كما يتم وضع الممثلين في اماكنهم، مع استخدام بدلاء في جميع المشاهد التي تصور من بعيد.. أو من خلف الممثل.

وما شاهدناه من مشاهد للنجمة انجلينا جولي، يجعلنا نصاب بالذهول، وهو ما يذكرنا بها في عدد من الأفلام التي قدمتها، وكان آخرها «سالت» ومن قبلها «السيدة والسيد سميث» و«لارا كروفت».

وضمن الخط الأول الدرامي، وعند وصول اليزا الى فينسيا يأتي ذلك الاحتراف العالي في الكتابة الدرامية، حينما يتم اقحام شخصية جديدة هي «فرانك» ويجسدها جوني ديب، حيث تقوم «اليزا» باستخدامه من أجل التضليل على رجال الأمن وعصابة المافيا بان «اليكسندر» خصوصاً في ظل التشابه بينهما.

وتتطور محاور الخط الأول، حينما تقع اليزا في غرام ذلك السائح... الذي يذهلنا بطفوليته.. وعفويته.. واستغرابه من واقع الأحداث والمغامرات التي تحيط به، ولا يعرف سببها.. ومبرراتها.

وهناك، وسط اتون تلك المشهديات التي تحبس الأنفاس والمغامرات التي تجعلنا ننصرف عن جمال فينسيا.. واغراء انجلينا.. وطفولة جوني ديب.. لنجد أنفسنا مرهونين الى التشويق والمغامرات، هناك بالذات تسرب لنا الاحداث، كماً من المعلومات، حول اجراء «اليكسندر» (الاصلي) عملية جراحية، غير بها ملامحه.. ولهذا تدخل في دائرة الشك.. ليصبح هذا الأخير لغزاً وأحجية، كما هو شأن بقية الألغاز والاحاجي.

التي تبدأ من سبب طرد اليزا من الامن.. الى من هو اليكسندر.. والسائح الذي دخل الى شبكة العنكبوت.. كم من الاحاجي.. والألغاز.. تجعلنا نلهث ونحن نعيش تسابق الاحداث، رغم اننا يفترض أننا امام لقاءات رومانسية.. وعلاقة حب.. فاذا نحن بمشاهد تحبس الأنفاس.. نشغل عيوننا.. وعقولنا من أجل فك شفراتها المتداخلة.

ونظل نعيش حالة (اللهث).. حتى نصل الى الخدعة المفاجئة في المشهد الأخير، عندها نقول.. باننا كنا امام فيلم أقل ما يمكن ان يقال عنه، انه فيلم «يستحق المشاهدة».

بعيداً عن الاعجاب بالسيناريو المحاك بذكاء.. وبعيداً عن لغة التنفيذ الاحترافية العالية للمخرج فلوريان وونرسمارك والأداء الساحر لانجلينا.. وأيضاً (المثير للجدل) جوني ديب، الذي يجعلنا نتساءل، هل دخل جوني الفيلم وهو لايزال لم يغسل عنه مكياج آخر أفلامه «أليس في بلاد العجائب»، لنكتشف لاحقاً، انه اختار الأداء الأنسب للشخصية، والتي تجمع بين العفوية والطفولة وأيضاً الذكاء المتقد.. ويبدو ان جوني ديب سيكون قريباً من شيء من حصاد الجوائأ عن تلك الشخصية التي لا تتطلب قراءة أولية عند المشاهدة.. بل الذهاب للتحليل، وعندها نكتشف باننا امام ممثل.. عبقري.

وقبل ان نخلص...

نشير الى ان المخرج الألماني فلوريان دونرسمارك، استقطبته هوليوود، بعدما فاز منذ ثلاثة أعوام بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلم «حياة الآخرين» والدهشة التي اثارها في عدد من المهرجانات يومها، ومنها مهرجان برلين السينمائي الدولي، ليجد ضالته المنشودة في عرض ستديوهات سوني بيكتشر.

التي قدم لها ما تريد.. ولكن بأسلوبه الذي يدعو المشاهد لان يحرك كل حواسه ليشاهد.. ويتفاعل.. ويحلل.. ويستمتع.. وهكذا هي السينما الجديدة.

ونخلص...

«السائح» حينما نتجاوز المشاهدة الأولى.. نشعر بالدهشة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

14/01/2011

 

روبرت دونيرو للمرة الثالثة رئيساً للجنة تحكيم «كان»

عبدالستار ناجي 

للمرة الثالثة، تختار اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي الدولي النجم الأميركي القدير روبرت دونيرو رئيساً للجنة تحكميها، وستكون المرة الثالثة للدورة المقبلة والتي ستعقد في الفترة من (11-22) مايو 2011 في مدينة كان جنوب فرنسا.

ويعتبر مهرجان كان السينمائي، المهرجان السينمائي الأهم عالمياً، والأول على لائحة المهرجانات الدولية، حسب تصنيف اتحاد المنتجين الدوليين.

وفي تصريح صحافي بمناسبة اعلان اختياره لرئاسة لجنة تحكيم الدورة 64 لمهرجان كان قال روبرت دونيرو: «لقد ترأست لجنة التحكيم مرتين في الثمانينيات من القرن الماضي، وأعرف انها ليست مهمة سهلة ولكنني متشوق لها».

وقال أيضاً: «هذا النوع من المهرجانات يساعد في الربط بين مجتمع الأفلام الدولي وله وقع ثقافي دائم».

وأشار: «كان.. من أقدم المهرجانات في العالم.. وأفضلها».

وكان روبرت دونيرو، بالاضافة الى عمله كممثل ومخرج ومنتج، قد أسس مركز أفلام «تريبيكا» في مانهاتهن عام 1989، ثم مهرجان تريبيكا السينمائي في 2002، ثم مهرجان الدوحة تريبيكا عام 2009.

وأعلن المدير الفني للمهرجان تيري فيريمو، ان العلاقة بين روبرت دونيرو ومهرجان كان السينمائي الدولي تعود الى عام 1976، حينما قدم فيلمه الأول «سائق التاكسي» مع مارتن سكورسيزي، ويومها فاز الفيلم بالسعفة الذهبية.

وحري بالذكر ان روبرت دونيرو يعتبر احد اساتذة التمثيل السينمائي، وهو خريج ستديو الممثل في نيويورك ومن أبرز أعماله «سائق التاكسي» و«الثور الهائج»، وكان قد فاز بالاوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره في الجزء الثاني من فيلم «العراب» عام 1975، وايضاً كأفضل ممثل عن دوره في «الثور الهائج» عام 1981.

وقلده مهرجان «كان» عن أفلام، كان منها فيلم «المهمة» لرونالد جونيه. وكان دونيرو قد انقطع عن زيارة فرنسا لأكثر من عشرة أعوام، بعد ان صدر بحقه حكم قضائي لتورطه في علاقات مع احدى الدور المتخصصة في تأمين المتعة، وهذا ما أنكره دونيرو واثير حول الموضوع كثير من الجدل، جعله يبيع جميع ممتلكاته هناك، ومن بينها شقة في الحي اللاتيني.

وكان لمهرجان «كان» السينمائي دور بارز في اعادة العلاقة بين دونيرو وفرنسا حينما دعى منذ عامين لتقديم حفل اختتام المهرجان وقام بتسليم جائزة السعفة الذهبية.

وليعود في مايو المقبل ليترأس لجنة التحكم الدولية لأهم المهرجانات السينمائية وأكثرها عراقة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

14/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)