حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

النجمة الأميركية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها تعلمت من أوروبا التاريخ

أنجلينا جولي متحدثة عن فيلمها البوسني: استقبلت بالترحاب وأحببت الناس

محمد رُضــا

* جولة في سينما العالم

* كان معروفا عن أحد الصحافيين الرومان المقيمين في لوس أنجليس أنه كان يأتي بحقيبة خاوية إلى أي مؤتمر صحافي معقود، أو إلى أي حفلة تقيمها شركة أفلام، فإذا افتتح «البوفيه» سارع أولا إلى الأكل، ثم، وقبل أن يشبع تماما، يفتح حقيبته العريضة ويبدأ بإسقاط أنواع الطعام فيها: موز، وتفاح، وعلب لبن، وخبز بالجوز، ومرطبات الصودا، أي شيء من شأنه أن لا يلوث الحقيبة. وكان الجميع قابلا على مضض تلك التصرفات، معيدا إياها إلى الجوع الذي لا بد أن الصحافي شعر به أيام كان يعيش تحت وطأة النظام الشيوعي في بلاده. رحل النظام لكن الجوع لا يزال مستحكما. لكن حينما أخذت زوجة الصحافي (وكلاهما في عقد الستينات من حياتهما) تصحب زوجها إلى الحفلات ومعها حقيبة توأم الأولى كان لا بد من صافرة الحكم.

وقبل أسابيع قليلة، ذكرني زميل يحضر مؤتمرات صحافية مماثلة في لندن أن هناك من كان يأخذ معه إلى البيت بعض المشروبات، مما دعا شركات الأفلام إلى حجب هذا النوع من الترفيه المكلف. أما معي أنا، فقد شاهدت ذات مرة صحافيا يهرع إلى العرض الخاص المقيم ومعه طبق كبير مليء بأنواع المكسرات كان خطفه من فوق طاولة الاستضافة. حين شاهد على وجهي علامات الاستغراب قال: «الفيلم غير مسل.. قلت أتسلى».

* هناك مشهد نهاري من فيلم أنجلينا جولي الجديد «السائح» نراها فيه ترتدي فستانا أسود تقود به يختا في قنوات فينيسيا بتمهل قاصدة مقابلة أحد مسؤولي المنظمة الجاسوسية التي تنتمي إليها. لا شيء آخر فوق اليخت السريع. لا حقيبة يد ولا حقيبة ملابس ولا حتى مشط شعر. يصل اليخت إلى رصيف ميناء خاص وتستعد أنجلينا لمغادرة اليخت. لقطة من الأمام لها وقد أصبحت الآن على الرصيف.. إنما بفستان أبيض! ربما لا توجد ممثلة يمكن أن تغري المشاهد بإعفاء الفيلم من التبرير مثل أنجلينا جولي، أو ربما لم ينتبه معظم المشاهدين الذكور لهذا المشهد لأن عيونهم، إذا لم نقل قلوبهم أيضا، معلقة بالممثلة وليس بما ترتديه. وربما كان هذا حال مخرج الفيلم الألماني فلوريان هنكل فون دونرسمارك، وإلا كيف فاتته هذه التفصيلة؟

وربما لم يلاحظ بعضنا بعد أن للممثلة ذات الـ35 سنة هوى خاصا بأفلام «الأكشن». صحيح أن «السائح» لا يحتوي على الكثير من الحركة في هذا المجال، بل يسعى إلى التشويق (ولا يحققه أيضا إلا بمقدار)، لكن قبل هذا الفيلم شوهدت، ومنذ أن لعبت الجزء الأول من «لارا كروفت» سنة 2003، في عدد متزايد من أفلام «الأكشن» ربما أكثر من سواها من ممثلات الدرجة الأولى. ودائما ما تترك أثرا طيبا في النفوس. جمالها من النوع الثائر وأدوارها هي كذلك أيضا. هنا نتذكر أدوارها في «مستر ومسز سميث»، و«مطلوب»، و«سولت» والجزء الثاني من «لارا كروفت» أيضا.

هذا لا يعني تخصصها فقط في هذه الأفلام. والحقيقة التي تقال هي أنها تترك أثرا جيدا في أدوارها الدرامية كتلك التي في «الراعي الطيب»، و«قلب عظيم» و«تبادل».

وفي مرحلة تفتقر الممثلات فيها إلى تلك النوعية من الأفلام التي تحقق نجاحات تجارية ونقدية معا، نجد أنجلينا ما زالت قادرة على تحقيق قدر معتدل من النوعين. وبالمقارنة، تقدم على خطوة الإخراج حاليا وتفكر في أن يكون فيلمها الأول في هذا المجال بداية طريق جديدة. صحيح أنها ليست الوحيدة بين الممثلات اللاتي فعلن ذلك، لكن ليس كل الممثلات ذهبن إلى البوسنة لإخراج فيلم عن معاناة المرأة هناك.

·         كيف كانت تجربة تحقيق هذا الفيلم الذي أفهم أنه لا يزال بلا عنوان؟

- أستطيع أن أقول عنها إنها كانت تجربة تحمل أكثر من صفة: صعبة، وخطرة، وجميلة.. وأعتقد أنها كانت أيضا ضرورية لي. لقد بدأت بقيامي بكتابة فكرة عن أطفال الحرب البوسنية وعرضها على براد (شريكها الممثل براد بت) وكان رد فعله مشجعا. قال: «عليك أن تفكري في تنفيذها على نحو ما». لم يقل إن علي إخراجها، لكني فهمت أنه يقترح أن أتابع ما كتبته وأهتم بتطويره كمشروع. بعد ذلك، الكثير من أجزاء الصورة أخذت تلتقي وتشكل المشروع. ووجدت نفسي متحمسة، وأخذت أبعث بالسيناريو إلى المنتجين وتلقيت ردود فعل إيجابية.

·     من الصعب طبعا الحديث عن فيلم لا يزال في مرحلة ما بعد التصوير، لكن كيف عالجت الموضوع الإنساني الذي يتعامل مع المأساة البوسنية؟ أقصد هل سنشاهد فيلما أوروبي اللمسة أميركي المعالجة؟

- نعم من الصعب الشرح والفيلم ليس جاهزا بعد. الفيلم الأميركي في كثير من الأحيان خشن وعنيف وسريع. وفيه طاقة معينة تحرك الأحداث كما يتوقعها المشاهدون. لكن الفيلم الأوروبي يجعلك في رأيي ترتاح أكثر لأنه ليس من المطلوب منه أن يخلق لديك التوتر أو رد الفعل التشويقي ذاته. وهذا تبدأ بالإحساس به وأنت تصور الفيلم، ربما لأن أوروبا فيها تاريخ ومحيطها البيئي مختلف ثقافيا يجعلك تريد أن تتواصل معه وتتعامل معه. إلى ذلك، حين تصور فيلما هناك ليس المطلوب منك أن تتعجل في العمل كما الحال هنا، مما يعطيك فرصة أكثر للراحة.

·         لقد مثلت سابقا أفلاما في مواقع أوروبية. ما الذي حصدته في المقابل؟

- أحب التمثيل في أفلام يتم تصويرها في أوروبا. لقد وجدت أنني أتعلم الكثير عن الحياة والمجتمعات في تلك الأفلام. وهذا يفيدني في ثقافتي الخاصة ويجعلني أحترم المكان الذي أزوره وأتواصل مع الناس الذين لم أكن لأعرفهم إلا نظريا ربما لو أنني لم أمثل أفلاما هناك.

·         كيف بدت البوسنة لك، وماذا عن كل تلك الإشاعات التي سمعناها حول منع فريق العمل من التصوير؟

- كانت هناك معلومات خاطئة عن الفيلم أثارت رد فعل بعض المسؤولين. تعرف أن الحرب خلفت حساسية كبيرة لدى البوسنيين وأنا أفهمها تماما ومتعاطفة معها للغاية، لكن السيناريو كان بريئا من محاولات الإساءة كما تصور البعض وانتهت المشكلة سريعا. استقبلت بترحاب كبير وصورنا كما أردنا وفي كل المواقع التي رغبنا في التصوير فيها. كانت تجربة مهمة جدا في بلد جميل وأناسه طيبون.

·         قبله مباشرة بالطبع صورت «السائح» في فينيسيا حيث قيل إن مشكلات من نوع آخر حدثت خلال التصوير..

- تقصد الحشود؟

·         نعم. قرأت أن المعجبين كانوا أكثر مما يستطيع فريق التصوير فعل شيء حيالهم.

- (تضحك): تعرف أنه صعب بعض الشيء أن تتخلص من أشخاص لا تريدهم. (تضحك مرة ثانية) كان هناك مشاهدون التفوا حولنا، جوني ديب وأنا، على نحو تحول إلى مظاهرة فوق مياه فينيسيا. تتعلم أن تتجاوز ذلك. كنا في مدينتهم وفي بلدهم ولا تستطيع أن تحاسبهم كثيرا على حبهم أن يكونوا موجودين خلال التصوير. كان صعبا من حين لآخر، لكنني لا أعتقد أن هذا موجود في الفيلم.

·         الشخصية التي لعبتها تندرج تحت شخصيات أخرى لك كامرأة تهوى المغامرة ولديها قدرة بدنية على تحملها..

- لكن مع اختلاف رغم ذلك. أعتقد أنها المرة الأولى التي أجد فيها توازنا بين الصورة التي تصف والشخصية التي لعبتها. هي تعرف المغامرة ولديها القدرة على تحمل تبعاتها، لكنها في الوقت ذاته امرأة شفافة وعاطفية. أعتقد أنها أقرب إلى من أي دور سابق لعبته.

·         هل كانت تلك مرتك الأولى في فينيسيا؟

- زرتها عدة مرات على فترات قصيرة، لكنها المرة الأولى التي أمكث فيها لفترة طويلة. ولا أستطيع أن أحدثك كم يختا ركبت وكم «جيلاتي» أكلت وأولادي. لقد استمتعت بها كثيرا، وأكثر ما أعجبني وأذهلني كثرة المتاحف فيها. لقد كانت الفرصة متاحة لدروس في التاريخ. أيضا أعجبتني لأن الإيطاليين هم الوحيدون الذين ينطقون اسمي صحيحا. كانت أمي تقول دائما: «لقد منحتك اسما إيطاليا» لكني لا أعتقد أن الأميركيين ينطقونه على نحو صحيح.

·         ... وكانت فرصة للكثير من الملابس الأنيقة... طريقة هوليوود في زمن بعيد. ماذا تقولين في ذلك؟

- أوافق على ملاحظتك. وهذا ما كنا نأمله. البعض قد يقول إنه ليس واقعيا، لكني لا أعتقد ذلك. إنه فيلم خيالي ليس مطلوبا منه أن يلحق التفاصيل ويحاول الإقناع بكل جانب منه. لقد شاهدت فيلمين لهيتشكوك هما «لكي تقبض على لص» و«شمال شمالي غرب»، وهما كما تعلم فيلمان من المغامرات الجاسوسية كما الحال في «السائح»، لكن أحدا لم ينتقد الملابس الأنيقة حينها ويقول إنها غير واقعية. أوافقك. هذا جزء من هوليوود السابقة.. وأنا سعيدة أني اشتركت في إعادته.

·         هل تشاهدين الأفلام الهوليوودية القديمة؟

- أحبها كثيرا لأنها تنقلني إلى زمن لم أعشه وحياة لم أتعرف عليها ومستوى من الأفلام الكلاسيكية الذي لم يعد له وجود اليوم. 

العالم يشاهد

* A Useful Life إخراج: فديريكو فيروي.

تمثيل: جورج جلينك، مانويل مارتينيز.

دراما - أوروغواي – 2010.

* فيلم آسر لمعظم دقائق الـ66، هذا قبل أن يقوم المخرج بتغيير إيقاع الفيلم وأسلوب معالجته فتتراجع تلك العناصر الإيجابية التي سادته حتى ذلك الحين. قصة مبرمج للسينماتيك (يقوم به ناقد سينمائي متوسط العمر وهذا فيلمه الأول) يعيش عالما منعزلا عن المحيط مشغولا بأفلام السينما الصامتة وكلاسيكياتها الفنية التي ما عاد أحد يحضرها. ذات يوم يتلقى نبأ إغلاق الصالة. هنا عوضا عن أن يصور لنا الفيلم المعضلة التي يواجهها بإمعان متزايد، نجده يقرر أن بطله يستطيع التأقلم مع المتغيرات ويغير من نمط حياته لا لشيء إلا لأن السيناريو طلب منه ذلك. ليس أن ثلث الساعة الأخيرة رديء، لكنه لا يتساوي، كما لا تتماشى مع ما سبقها.

العروض: ترشيح الأوروغواي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي

* Rabbit Hole «جحر الأرنب» إخراج: جون كاميرون ميتشل.

تمثيل: نيكول كيدمان، وآرون إكهارت.

دراما عاطفية - الولايات المتحدة – 2011.

* أخيرا وجدت نيكول كيدمان الدور الذي يعيدها إلى سابق أعمالها ذات الشخصيات المركبة، لكنها لا تزال بحاجة إلى منح المشاهد ما يكفي من المشاعر التي من شأنها تحريك عاطفته تجاهها. تؤدي هنا شخصية الزوجة التي فقدت ابنها الوحيد طفلا في حادث سيارة غير مقصود، وذلك قبل 8 أشهر. تعتقد أنها في الخطى الصحيحة لتجاوز المحنة، لكنها في الحقيقة لا تزال فيها وهي تصد رغبات الزوج في التواصل معها والبدء في تكوين العائلة المنشودة من جديد. إخراج مقبول من حيث إن الفيلم لا يسقط في الميلودراما رغم الفخاخ المنصوبة أمامه. لكن المخرج لا يملك القدرة على توظيف المشاعر العاطفية لنقلها إلى مشاهديه وكل ما يحدث على الشاشة يبقى على الشاشة.

عروض: تجارية عامة

* The Way Back «طريق العودة» إخراج: بيتر وير.

تمثيل: كولن فارل، جيم ستيرغز.

مغامرة - الولايات المتحدة – 2011.

* خلال الحرب العالمية الثانية تم إيداع أحد السجون السايبيرية خليطا من المحكوم عليهم من بينهم روس وبولنديين وألمان والمخرج الأسترالي وجد في قصة بعنوان «الفرار إلى الحرية» موضوع فيلمه الجديد. لكنه فيلم يختلف عن أعماله السابقة التي شملت «الموجة الأخيرة» و«غاليبولي» و«ترومان شو» من حيث إنه بلا عمق يذكر. فحواه قرار عدد من المساجين الهرب من ذلك المعتقل متحدين بذلك 4000 ميل من البرية الموحشة في فصل شتائي قارس. بالمقارنة مع فيلم ييرزي سكولوموفسكي حول الأفغاني الهارب في أوروبا، يقدر المرء قيمة العمل الذي لا يتطلع إلى «البروباغاندا»، بل إلى الإنسان في حد ذاته.

عروض عالمية محدودة

* التقديرات رديء وسط جيد ممتاز تحفة 

شباك التذاكر في الولايات المتحدة

* استبدال مواقع أسبوع خافت آخر هذه الأيام يقدم فيه فيلم «عزم حقيقي» للانتقال من المركز الثاني إلى الأول، في حين يتراجع «ليتل فوكرز» من الأول إلى الثاني بفارق دخل محدود. فيلمان جديدان يدخلان السباق بتواضع.

المركز هذا الأسبوع، ثم الأسبوع الماضي (بين هلاليين)، وعنوان الفيلم، وإيراد الأسبوع، ثم عرض له.

1 (2) True Grit: $14,605,135 «عزم حقيقي»: إعادة صنع لفيلم ويسترن كلاسيكي مع جيف بردجز ومات دايمون.

2 (1) Little Fockers: $13,487,245 «ليتل فوكرز»: كوميديا مع بن ستيلر وشركاه حول العائلة المتناقضة دوما.

3 (-) The Season of the Witch: $10,612,375 «موسم السحرة»: نيكولاس كيدج ينتقل من عصر إلى عصر والمغامرة واحدة.

4 (3) Tron Legacy: $10,090,002 «أرث ترون»: خيال علمي/ مستقبلي مع جيف بردجز (أيضا).

5 (9) Black Swan: $8,113,011 «البجعة السوداء»: نتالي بورتمن ترقص في سبيل الفوز والأوسكار أيضا.

6 (-) Country Strong: $7,326,165 «قوة بلد»: غوينيث بالترو مغنية تغيب شمسها لكن لا يزال لديها ما تقوله لمنافستها.

7 (6) The Fighter: $7,001,504 «المقاتل»: مارك وولبرغ يلاكم في سبيل الفوز ولو بالأوسكار، لكن كرستيان بايل يسرق الاهتمام.

8 (4) Yogi Bear: $6,641,250 «الدب يوغي»: على الورق بدا هذا «الأنيماشن» فكرة جيدة. على الشاشة أمر آخر.

9 (10) The King›s Speech: $6,414,407 «خطاب الملك»: كولين فيرث ممتاز في دور يبدو أنه سيقوده إلى الـ«غولدن غلوبس» والأوسكار.

10 (7) Tangled: $5,111,098 «متشابك»: الأميرة المسجونة واللص الذي يخطفها وتقع في حبه. 

مهرجانات وجوائز

* نقابة المخرجين ترشح

* الجميع كان يتحدث عن أن هذا العام هو عام المخرج ديفيد فينشر بلا منازع، لكن حين قامت نقابة المخرجين الأميركيين في مطلع الأسبوع بإعلان ترشيحاتها لجائزة أفضل مخرج، وتصدر اسمه تلك الترشيحات، ساد هوليوود يقين من أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الأوسكار نفسه. إنه بالطبع مخرج «الشبكة الاجتماعية» الذي نال قسطا كبيرا من مدح النقاد وقدرا لا بأس به من الإقبال (ويقال إن نسخة جديدة من الفيلم سيعاد عرضها في صالات السينما). قائمة النقابة تضم أيضا توم هوبر عن «خطاب الملك»، ودارن أرونوفسكي عن «البجعة السوداء»، وديفيد أو راسل عن «المحارب»، ثم كريستوفر نولان عن «بداية».

* الـ«غولدن غلوبس» تقترب

* بعد يومين، في السادس عشر من هذا الشهر، تنطلق حفلة الـ«غولدن غلوبس» لتجيب عن كل تلك الأسئلة حول من الذي سيفوز بالجوائز الرئيسية التي تمنحها «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب». وكان التصويت النهائي للأعضاء قد أرسل إلى مؤسسة فرز أصوات متخصصة وسرية حاملة إليها ما يرجح بأن يكون تنافسا مثيرا للاهتمام بين كل المتسابقين. خذ مثلا مسابقة أفضل ممثلة في دور درامي التي تضم كل من نيكول كيدمان وهالي بيري وجنيفر لورنس وناتالي بورتمان وميشيل ويليامز. وفي حين أن قلائل يتوقعون فوز جنيفر لورنس أو ميشيل أدامز، فإن معظم التوقعات منصبة على ناتالي بورتمان عن دورها في «البجعة السوداء»، من دون إغفال قوة حضور نيكول كيدمان وهالي بيري. أما على الصعيد الرجالي، اثنان يقودان التوقعات هما كولين فيرث عن «خطاب الملك» ومارك وولبرغ عن «المحارب»، في حين أن جيمس فرانكو يحل ثالثا في نسبة التوقعات عن « Hours127».

الشرق الأوسط في

14/01/2011

 

جوائز الشهرة والتميز مشبوهة أم صحيحة؟

تنشط في موسمي رمضان وبداية العام الجديد

القاهرة: طارق الشناوي 

انظر حولك ستكتشف أن الكل صار يحمل اللقب أو في طريقه للحصول عليه.. إن لم يكن الآن فإنه لن يمضي هذا الشهر إلا وسوف تجد كل فنان يحتضن جائزة، وقد يلحقها أيضا بوثيقة تؤكد للجميع أنه الأول بلا منازع!! دائما ما تنشط غدة الجوائز داخل كل فنان في موسمين، وهما رمضان وبداية العام الجديد، ولهذا نعيش موسم التكريمات والندوات في رمضان بينما يتم نصب مولد الجوائز في شهر يناير (كانون الثاني).

في الأعوام الأخيرة زادت نسبة معدلات إنجاب الجمعيات التي تنحصر أنشطتها في تلك الندوات الفنية، وأصبح من المستحيل أن تلاحق كل هذه الفعاليات الموسمية، وصار الإثبات الوحيد الذي يؤكد أن هذه الجمعيات الفنية أو الثقافية على قيد الحياة هو أن تنشر عنها أخبار، وحتى يحدث ذلك فإن حجم النشر يتناسب في العادة مع اسم النجم أو النجوم الذين يحضرون هذه الاحتفالية أو تلك الندوة التي تقيمها الجمعية.

تحرص عادة هذه الجمعيات بين الحين والآخر على أن توطد علاقتها بالنجوم حتى يوافقوا على المجيء، وهنا من الممكن أن ترى أمامك مباشرة تطبيقا عمليا لقانون المقايضة، أي تبادل المنفعة، يأتي الفنان للحفل الذي يقيمه المهرجان أو الجمعية وفي المقابل ينبغي أن تمنح له جائزة.. إنها قسمة يعتبرونها عادلة رغم أنها في واقع الأمر تخاصم العدالة، ولكن هكذا يراها الفنان عادلة جدا، فهو يلبي دعوة من الجمعية أو المهرجان ويقتطع من وقته ساعتين أو ثلاث مقابل الجائزة، بقدر ما أن هذه المعادلة باطلة لو كان الميزان هو العدالة، ومع الأسف فإن الفضائيات على كثرتها وربما بسبب هذه الكثرة صارت أيضا صاحبة مصلحة في استرضاء النجوم لكي يحضروا، فهي تروج لمثل هذه الأكاذيب لأنها تضمن أن تصور مادة جذابة للمشاهدين وفي نفس الوقت لن تدفع مقابلا ماديا نظير استضافة كل هؤلاء النجوم الذين يرحبون في هذه الحالة بالتصوير للفضائيات مجانا لأنها تساعد على الذيوع والانتشار لجوائزهم، أقصد لأكاذيبهم!! أستطيع أن أقول وأنا مطمئن أن 70 في المائة من جوائزنا العربية في مجال الفنون مطعون في مصداقيتها، بل وشرعيتها.. ومن الممكن أن نذكر بعض الوقائع التي شهدت حالات صارخة للتزوير وساهمت فيها أيضا مهرجانات عريقة.. لعل أشهر مهرجان يحصل طوال تاريخه على نصيب الأسد في هذا الشأن هو مهرجان الإسكندرية، مثلا في دورته الأخيرة لو تأملت جوائزه ستكتشف أنه مثلا منح الجائزة فقط لكل نجم حضر حفل ختام المهرجان، ولهذا فإن الفنانة الأردنية البطلة المشاركة في فيلم «بنتين من مصر» صبا مبارك عندما اعتذرت في اللحظات الأخيرة عن الحضور بسبب ارتباط طارئ، ألغوا جائزتها التي كانت ستحصل عليها كأفضل ممثلة مناصفة مع زينة التي شاركتها البطولة، واكتفوا بجائزة زينة.. في الدورة قبل الأخيرة لنفس المهرجان تقرر في حفل الختام تكريم عادل إمام عن تاريخه الفني الحافل وبالطبع عادل يستحق ذلك، وأيضا اختاروا ابنه محمد باعتباره وجها صاعدا شابا يستحق التشجيع عن دوره في فيلم «حسن ومرقص»، ولا بأس أيضا فلقد كان محمد واعدا في هذا الدور.. ولكن عادل وضع إدارة المهرجان في مأزق عندما اشترط لكي يحضر أن يتم تكريم ابنه رامي إمام عن إخراجه لفيلم «حسن ومرقص»، قال لهم ينبغي أن تعم الفرحة كل أفراد الأسرة.. كانت كل الجرائد قد نشرت في الصباح قبل ساعات من حفل الختام أسماء المكرمين وليس بينهم رامي إمام، ولكنه وبسبب ضغوط أبيه حصل على جائزة التكريم..

الجوائز لا تشهد فقط معارك داخلية، بل تمتد نيرانها لتصل إلى خارج الحدود، مثلا إلى إمارة موناكو حيث جائزة «ميوزيك أوارد» التي تعتبر في الوسط الغنائي هي أهم جائزة رغم أنها هي أكثر الجوائز التي تحوطها الشبهات.. ولو راجعت أحاديث المطربين الذين حصلوا عليها أو حتى لم يحصلوا سوف تكتشف أن الجميع يعتبرها مشبوهة وسيئة السمعة..

سميرة سعيد اقتنصت الجائزة قبل 5 أعوام، ورغم ذلك عندما سألوها أجابت أنه يحدث أحيانا أن تتدخل عوامل أخرى غير فنية أو تمارس ضغوط ما فتذهب الجائزة إلى مطرب أو مطربة لا يستحقها.. ورغم أن سميرة أعلنت كل تلك الاتهامات فإنها حرصت على أن تستثني جائزتها من كل هذه التلاعبات، وظل الاتهام عالقا برقبة تلك الجائزة وكل من يحصل عليها يطاله هذا الاتهام، وبينهم بالطبع سميرة سعيد!! حسين الجسمي قال إنهم ساوموه قبل نحو عامين للحصول على الجائزة، وحدد الثمن نصف مليون دولار، لكنه رفض ومنحت الجائزة في ذلك العام لإليسا التي رفضت بدورها هذا الاتهام واعتبرته مغرضا، وتراشق الاثنان في فترة ما بالاتهامات على صفحات الجرائد..

محمد فؤاد قال إنه رفض هذه الجائزة أكثر من مرة بسبب تلك المساومات المادية..

الحقيقة أن صراع النجوم لا يتوقف طوال العام، خصوصا لو كان وراءه جائزة.. مثلا في منتصف العام الماضي احتدم الخلاف بين عمرو دياب وغريمه الدائم تامر حسني على جائزة «ميوزيك أوارد»، وبعد ذلك ظهرت جوائز أخرى مثل «التفاحة الذهبية» وجائزة «أسطورة القرن»، ورغم ذلك فإن جائزة القرن أو «أسطورة القرن» لا تقارن في سمعتها السيئة بتلك المسماة «ميوزيك أوارد».. ملأ تامر الدنيا مؤكدا بأنه صار هو «أسطورة القرن»، وتساءلت وتساءل غيري: أيّ قرن يقصد؟.. القرن الـ20 الذي لم يلحق به تامر حيث إنه بدأ مشواره بعد نهايته؟ أم القرن الـ21 الذي لم ينتهِ منه سوى سنواته العشر الأولى فقط؟ فكيف يصبح هو أسطورته ولا يزال هناك 90 عاما قادمة قبل نهاية القرن قد تطرح خلالها أساطير أخرى، هذا لو اعتبرنا أن «تامر» أسطورة!! أتذكر أن المنتج الراحل مجدي العمروسي كان هو صاحب الترمومتر الذي لجأت إليه الهيئة المنظمة لمنح جائزة «ميوزيك أوارد» باعتباره رئيسا لاتحاد منتجي الكاسيت في الشرق الأوسط، حيث إنه أكد بأن عمرو حقق في عام 97 أعلى أرقام للتوزيع، وهكذا حصل على الجائزة لأول مرة عام 98.. الجائزة تستند إلى القيمة الرقمية في توزيع الأشرطة والأسطوانات..

كانت العلاقة حميمة بينهما، فأرسل أوراقا موثقة قال فيها إن عمرو هو الأعلى توزيعا في منطقة الشرق الأوسط، وكان العمروسي ينتظر أن يردها له عمرو ويشيد به في أحاديثه التلفزيونية، ولكن عمرو لم يفعلها واعتبر الجائزة حقا مكتسبا، ولهذا قرر العمروسي أن يفسد عليه فرحته وقال إن غريمه محمد فؤاد هو الذي يبيع أكثر من عمرو، وإنه قد أخطأ في الحساب، وعلى هذا صار عمرو يحمل جائزة غير شرعية لأن شريط «كامننا» وقتها باع أكثر من شريط عمرو!! لو عدنا إلى السينما والمهرجانات سنكتشف أن الكثير من الجوائز يتم التلاعب فيها في اللحظات الأخيرة.. مثلا كانت ميرفت أمين تستعد في نهاية الثمانينات للسفر إلى الإسكندرية للحصول على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الأراجوز»، ولكنهم عبثوا بالنتائج ومنحوا الجائزة لإلهام شاهين عن فيلم «أيام الغضب».. بعد بضع سنوات تعرضت إلهام لظلم عكسي من جمعية «فن السينما» التي تمنح جائزة «الأوسكار المصري»، بعد أن أبلغوها بمنحها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الرغبة» تدخلت نادية الجندي شريكتها وغريمتها في بطولة الفيلم واقتنصت منها الجائزة قبل إعلانها بدقائق..

مهرجان «غوردن أوارد» الذي عقد قبل نهاية العام الماضي في الأردن لاختيار الأفضل في مجال دراما المسلسلات شهد أيضا صراعات وتوازنات وضغوطا انعكست بدورها على الجوائز!! ورغم ذلك فإن الصورة ليست مظلمة تماما، فتوجد بعض الجمعيات التي تمنح جوائز ولا تخضع لأي توازنات، مثل المركز الكاثوليكي المصري وجمعية النقاد، ولكنها تظل بمثابة الاستثناء الذي يؤكد القاعدة التي تقول بنودها إننا نعيش مع مطلع كل عام في مولد اسمه الجوائز، والكل لا يريد أن يفوته المولد.. الغريب أن أغلب نجومنا لم يدركوا أن الجمهور لم يعُد يصدق هذه الأكاذيب ولا تلك الموالد!!

الشرق الأوسط في

14/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)