حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج العراقي جمال أمين يلج دائرة "العتمة الأبدية"

لندن – عدنان حسين أحمد

يعرف المتابعون لتجربة جمال أمين الإخراجية نزوعه الدائم لإنجاز أفلام قصيرة مركزّة كما هو الحال في فيلم "اللقالق"، "فايروس"، "قطع غيار" أو غيرها من أفلامه الروائية والوثائقية المعروفة. غير أن هذا الفيلم الذي إنضوى تحت عنوان "العتمة الأبدية" هو الأكثر تركيزًا وتكثيفًا من مجمل أفلامه السابقة لأن المخرج نجح في أن يختصر مآسي حربين ضروسين من خلال لمحات بسيطة مُستقطرَة لجنديين عراقيين فقدا بصرهما كليًا وإنتقلا بشكل قسري من عالم النور المتوهج الى خانق العتمة الأبدية.

وقبل أن نلج الى تفاصيل الثيمة الرئيسة للفيلم، ونحلل الأفكار الأساسية التي تهيمن على مخيلة الشخصيتين الرئيستين في الفيلم لابد من الإشارة الى أن المخرج جمال أمين قد عاد في هذا الفيلم الى بعض شخصيات فيلمه السابق "قطع غيار" لأنها شخصيات مفجوعة ومُمتحنة ومطعونة في الصميم، غير أن ثيمة هذا الفيلم مختلفة تمامًا لأنها تتمحور حول فكرة "الفقد الأبدي" أو "الخسائر التي لا تعوّض".

كما أن طريقة التعاطي مع الأفكار المبثوثة في هذا الفيلم مختلفة لأن المعالجة الفنية كانت تنصّب في إطار الفهم الوجودي للحياة، وجدوى العيش بعينين منطفئتين لا تريان شريكة الحياة أو فلذة الكبد أو الأهل والأصدقاء والمعارف وما الى ذلك.

* البناء المعماري

يعتمد المخرج جمال أمين على بناء أفلامه بطريقة معمارية مدروسة، الأمر الذي يدعوه لأن يزاوج ما بين رؤية السيناريست، وهو للمناسبة كاتب هذه السطور، وبين رؤيته الفنية التي تنطوي على أبعاد تقنية وفكرية وجمالية.

فلا غرابة إذًا حينما تتلاقح شطحاته وتجلياته مع آراء وأفكار كاتب السيناريو، فكلاهما مثل، الأواني المستطرقة، يزودان بعضهما البعض بالقيم الجمالية التي تضخ دماء جديدة في شبكة الشرايين المبثوثة على مساحة الفيلم الكلية. هذا التراسل التأملي، ما بين المخرج والسيناريست، هو الذي منح الفيلم حبكته الرصينة الحالية التي سنتوقف عندها في السطور التالية.

تبدأ أحداث الفيلم بمؤثر سمعي شديد الدلالة يتمثل بالمقطع الأول من أغنية أم كلثوم المعروفة "يا مسهّرني" حيث تقول فيه: "مخطرتش على بالك يوم تسأل عني / وعنيَّ ميجافيها النوم يا مسهرني".

ولو تمعنّا جيدًا لأكتشفنا أن هناك مؤثرًا بصريًا أيضًا يتمثل بالعينين السهرانتين اللتين جفاهما النوم تمامًا. لابد لمتلقي هذا الفيلم أن ينتبه جيدًا الى الجملة الاستهلالية التي سيسمعها بتقنية الـ "Voice-over" مفادها: " أمي الله يرحمها كانت تقول دائمًا اللي يموت يرتاح! كلامها صحيح، اللي ماتوا إرتاحوا". يبدو أن العراقيين الذين عاشوا في العصر الحديث، في الأقل، يفضلون الموت على هذه الحياة القاسية التي يعيشونها، بل أنهم يعتبرون الموت راحة، وأن الذين ماتوا قد أغدق الله عليهم نعمة كبيرة!

دعونا نضع هذه المؤثرات الثلاثة جانبًا لأن إحدى الشخصيتين الرئيستين "إياد" لم ينتبه أصلاً لا لأغنية أم كلثوم الجميلة، ولا إلى خطاب السيد رئيس الوزراء الذي يتحرك في دائرة الرتابة والملل على الرغم من الكلمات المعسولة والوعود الوردية التي يغري بها مخيلات العراقيين المجنّحة.

إذ سئم العراقيون هذه الإسطوانة المشروخة. فإياد كان يصنع الشاي تارة، ويتصل بصديقه الضرير هارتيون تارة أخرى. إياد الذي ينتمي مذهبيًا الى الطائفة الأكبر في العراق كان جنديًا في الحرس الجمهوري، أي بمعنى أنه وقود جاهز لأية نار مستعرة في العراق، وقد إشترك في حرب الخليج الثانية، أو ما يسمى بالحرب العراقية-الكويتية، وأصبح فريسة سهلة لمادة اليورانيوم المنضّب التي قتلت إشعاعاتُها الأعصاب البصرية في عينيه وتركته يتخبّط بقية حياته خبط عشواء الى أن تلقفته الأيادي الرحيمة في كوبنهاغن وأعادت صياغة حياته من جديد ككائن كفيف البصر، وبدأ يعرف كيف يقرأ ويمشي ويتنقل في الحافلات والقطارات بسهولة ويسر، لكن السؤال الأكثر أهمية هو: من يستطيع أن يعيد لهؤلاء نعمة البصر التي خطفها تجّار الحروب وطُغاة الأزمنة الحديثة؟ هذا هو محور الفيلم وثيمته الرئيسة، لكن دعونا ندقق في التفاصيل التي تؤثث متن هذا الفيلم القصير.

يقول إياد تعرضنا للقصف الجوي بالقرب من الناصرية فذابت الدبابات والمدفعية والسيارات، ولك عزيزي القارئ أن تتخيّل المشاهد المرعبة لدبابة مصفحّة قد إنصهرت في موضعها، أو مدفع عملاق قد هطل وذاب وراء دريئته! يا تُرى، ما الذي سيفعله جندي مقاتل مثل إياد حينما يواجه عدوًا لا مرئيًا يحوّل أسلحة الخصم في هجمة سوريالية الى مادة ذائبة أو منصهرة في رمشة عين؟ يتساءل إياد بحَيرة: الى أين نتجه، فكل الطرق المُفضية الى بغداد مسدودة، وليس أمامنا سوى طريق البصرة؟ يتصاعد الزخم الدرامي للفيلم حينما يُواجَه إياد بسؤال مفرط الحساسية بالنسبة إليه مفاده: ما الذي تريد أن تراه بالضبط؟ أو هل لديك أمنية في أن ترى شيئًا محددًا؟ يجيب إياد بأسىً كبير بما معناه: "سافرت الى سوريا عام 2002 لكي أرى أمي! إلتقيتُ بها، وسمعت صوتها، لكنني لم أرَها! خطبتُ وتزوجتُ في سوريا، لكنني لم أرَ زوجتي! سيأتيني طفل حاليًا، وأريد أن أراه، لكنني لن أستطيع ذلك ما حييت. فالقضية ليست قضية يوم أو يومين، سنة أو سنتين، وإنما هي قضية العمر كله، وهذا أمر مؤلم ويحِّز في النفس"، ثم ينخرط في بكاء حار.

لا تختلف قضية هارتيون عن قضية إياد كثيرًا ، فالنتيجة واحدة وإن تعددت الأسباب! فهارتيون، أرميني الأصل، لكنه عراقي الجنسية، ويُفترَض أن تتقدم المواطنة العراقية على القومية والدين والمذهب.

ومثلما إلتقينا في فيلم "فايروس" بعدد من الشخصيات التي تنتمي الى عدد من القوميات والمذاهب العراقية مثل العربي والكردي والسنّي والشيعي، ليس بهدف بث التفرقة وتروّيج النَفَس العنصري، وإنما للإشارة الى الفسيفساء المتنوعة التي يجب أن تثري نسيجنا الاجتماعي والفكري، فإن هارتيون، الأرميني المسيحي إنما هو رمز الى مكوّن موجود ضمن تشكيلة الأعراق والمكونات الأساسية للشعب العراقي. لقد خاض هارتيون غمار الحرب العراقية-الايرانية، وتحديدًا في "نهر جاسم" الواقع شرقي البصرة.

يقول هارتيون بأنه سيق للخدمة الإلزامية في أواخر عام 1986 من دون تدريب كاف. وكل الذي تعلّمهُ هو كيفية إحترام الضابط والخوف منه بغية تنفيذ أوامره. وفي تلك الأثناء حدثت إشتباكات بين الجنود العراقيين والإيرانيين. فجأة سقط على مقربة منه صاروخ معادٍ فأصابت بعض من شظاياه رأسه ويده ورجله. كانت إصابة الرأس شديدة مما أدى الى فقدان بصره تدريجيًا. تزوج هارتيون من بنت الجيران بعد مرور أربع سنوات من عوقه، وأنجبت له ثلاثة أطفال غيّروا مجرى حياته، لكن أمنيته الوحيدة التي لا تختلف عن أمنية إياد في أن يرى زوجته، ويتمعن بوجوده أطفاله الذين جاؤوه بينما هو غارق في عتمته الأبدية.

* المعالجة الفنية

لابد من الأخذ بعين الإعتبار حركة إياد من مدينة أودنسة الى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. فحينما يدخل الى جوف عربة القطار الوثيرة ويجلس الى جوار النافذة وكأنه يستمتع بمناظر الطبيعة الخلابة التي تتخاطف هاربة من ناظريه. لعب المخرج جمال أمين لعبة تقنية جميلة أضافت الى الفيلم أبعادًا بصرية لم نألفها في أفلامه السابقة. فلقد قسّم النافذة التي يجلس الى جوارها إياد الى قسمين:

القسم الأول مهمل لأنه يقع الى جوار المساحة التي تشغلها جلسته، والقسم الثاني نرى منه الفضاء الخارجي بأشجاره التي تندفع عكس حركة القطار، ثم تنعكس على هذا القسم تحديدًا مشاهد لذكريات بصرية حربية راسخة في ذهن أياد حيث نشاهد دبابات تتحرك في إتجاهات شتّى، وطائرات مقاتلة تقلع من حاملة طائرات أميركية، وسمتيات تحوم في ساحة المعركة، وقتلى متكدسين بعضهم فوق بعض، وآبار نفط تحترق، وعجلات تشتعل فيها النيران، وكل ما من شأنه أن يقود ذاكرة المشاهد الى أيام حرب الخليج الثانية التي تكالبت فيها ثلاث وثلاثين دولة بغية طرد القوات العراقية وتحرير الكويت من قبضة الدكتاتور الغارق في أحلام اليقظة.

يستمر المخرج في توظيف هذه اللقطات المأخوذة من أرشيفين، الأول لحرب الخليج الثانية، والثاني للحرب العراقية-الايرانية. فحينما يصل إياد الى كوبنهاغن يجد صديقه هارتيون في إستقباله. ثم يتحركان من محطة كوبنهاغن الى منزل هارتيون. وبدلاً من توظيف نافذة القطار كشاشة لعرض لقطات مدروسة من أرشيف المعركة، تتحول واجهات المنازل، والرصيف الإسمنتي الى شاشات متحركة تعرض مشاهد حربية متنوعة مأخوذة من أرشيف الحرب العراقية-الايرانية هذه المرة لأن هارتيون قد إشترك فيها وتعرض لإصابات خطيرة أفضت به الى فقدان بصره.

ربما يدهش المشاهد وهو يرى الحركة الرشيقة للكفيفين وهما يمشيان من المحطة الى البيت، يجتازان الشوارع، وينزلان السلالم، ويخترقان النفق ثم يستقر بهما المطاف في البيت. لقد خضع هذين الضريرين الى تدريبات طويلة ومكثفة بحيث صارا يمشيان تقريبًا بذات السرعة والرشاقة التي يمشي بها الإنسان العادي مستعينين طبعًا بالعصي المعدنية ذات الإستشعارات الحساسة التي تقيهما عثرات الطريق إن وجدت.

إعتمد المخرج جمال أمين على تقنية السخرية السوداء. فهذان المواطنان البسيطان اللذان فقدا نعمة النظر ها هما الآن يغنيان من منافهما البعيد أغنية لها علاقة أساسية بالبصر، ومثلُهُما مَثلُ الفنان الذي يرسم الفاكهة التي يحتاجها، لأنه لا يملك ثمن شرائها. تقول كلمات الأغنية:

"عين بعين عالشاطي تلاكينا غير الكُمر ما واحد عرف بيناتلاكينا ومشينا والنسيم يهب يميل الزلف وياها ." وقبل أن يكملا عجز البيت يتلاشى الصوت بطريقة "Fading out"، ولكي يوغل المخرج في سخريته المرة فإنه يجعلهما يغنيان النشيد الوطني الذي لم يتقناه أيضًا وذلك لصعوبته وتشابه كلماته حيث يقول مطلعه:

"مَوطِني مَوطِنِي / الجلالُ والجمالُ والسَّنَاءُ والبَهَاءُ / في رُبَاكْ في رُبَاكْ"

ثم يختتم المخرج رؤيته الفنية حينما نكتشف عبر تقنية الـ " Voice-over " طبيعة التشويش المخيف وحجم التداخل الكبير الذي يحدث في مخيلة إياد وذاكرته المسكونة بعدد لا يُحصى من المخاوف. ونظرًا لأهمية المقطع الأخير نقتبسه كليًا حيث يقول:

"كلما يطوي إياد سنة جديدة من حياته لابد أن يتذكر بشكل قسري أجواء الحروب التي خاضها رغماً عنه، إذ تقترن مفرقعات الألعاب النارية غالباً بدوي القنابل والصواريخ وقنابر التنوير التي تتعلق في كبد السماء الدنماركية بينما ترتعد فرائصه وكأنَّ هذه المفرقعات ليست ألعاباً نارية، وإنما قنابل حقيقية تفجّر في أعماقه كل الذكريات المؤلمة التي أفضت به الى هذه العتمة السرمدية".

ختامًا لابد من الإشادة بالجهود الجهيدة للمخرج جمال أمين الذي أنجز هذا الفيلم التعبيري الذي يلامس شغاف العاطفة الإنسانية في كل مكان من العالم. لا ينحصر هذا الفيلم في التعبير عن مأساة هذين الجنديين اللذين كُلِفا بأداء خدمة العلم، وإنما يمتد ليشمل آلاف الضحايا الذين تعرضوا لإعاقات جسدية متنوعة خلال الحربين الشرستين اللتين خاضهما الجيش العراقي، غير أم محنة هذين الجنديين مختلفة تمامًا لأنهما فقدا بصرهما وهو أعز شيء في الوجود، وذلك هو ما حاولت الكاميرا إصطياده وإستجلاء حجم الألم الكبير الذين يستوطن ضحاياه على الرغم من أنهم لا زالوا أحياء يتنفسون.

العرب أنلاين في

13/01/2011

 

أفلام طلبة معهد البحر الأحمر للعلوم السينمائية في مركز الحسين الثقافي

عمان – ناجح حسن 

ينظم معهد البحر الأحمر للعلوم السينمائية في العقبة احتفالية تتضمن عرض جملة من الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لخريجي المعهد وذلك مساء السبت المقبل في مركز الحسين الثقافي برأس العين.

من بين الأفلام المشاركة في الاحتفالية : (الأب) إخراج عبدالسلام الحاج و(الناي) لسعيد نجمي و(سواليف) لأسامة نمروقة و(ثرثرة) لمصطفى زكريا إضافة إلى فيلم لفادي حداد وعدد من اشتغالات الطلبة البصرية التي تعرض للمرة الأولى .

ترفد هذه الإنجازات مجتمعة خريطة صناعة الأفلام المحلية بأعمال جديدة لتضاف إلى تلك الأعمال الأردنية في هذا الحقل الإبداعي حيث جرى اختيار البعض منها للمشاركة في نشاطات وفعاليات وملتقيات ومهرجانات سينمائية محلية وعربية ودولية .

شهد العام الفائت تخريج الدفعة الأولى من طلبة المعهد ساهم البعض منهم في تعزيز حراك صناعة الأفلام الأردنية وفي بلدان المنطقة متسلحين بقدرات وخبرات تعبيرية بصرية لافتة تتناغم مع أحدث ما وصلت إليه صناعة الأفلام بالعالم في حين اتجه البعض الآخر إلى العمل في الحقل الأكاديمي والإشراف على ورش تدريبية متخصصة في فنون صناعة الأفلام  الآخذة في الانتشار ببلدان المنطقة .

كما استقطبت محطات وقنوات التلفزة خبرات البعض من الطلبة في ميادين متعددة سواء في مجال الخدمات الإنتاجية أو في تقنيات صنع الرسوم المتحركة فضلا عن اقتحام العديد منهم حقل تعزيز صناعة الأفلام التسجيلية والروائية المستقلة. 

شارك عدد من أفلام الاحتفالية العام الماضي في مهرجانات سينمائية عربية ودولية  وفازت في جوائز بمهرجان الفيلم جامعة زايد في أبو ظبي ومهرجان يسوعية بيروت للأفلام القصيرة والمهرجان السينمائي الدولي ببيروت ومهرجان الفيلم العربي الفرنسي بعمان ومهرجان برلين السينمائي الدولي ومهرجان الفيلم العربي في روتردام ومهرجان دوربان السينمائي الدولي  والمهرجان الدولي للفيلم القصير للطلبة ومهرجان القاهرة السينمائي لحقوق الإنسان ومهرجان الفيلم في طوكيو باليابان ومهرجان الفيلم العربي في وهران بالجزائر.

كما إن العديد من المخرجين الشباب وقع عليهم الخيار في المشاركة في مختبر بولاية يوتا الاميركية ومختبر الراوي لكتابة السيناريو في الأردن وحيز المواهب في ألمانيا وبرنامج الكاتب العالمي في ولاية ايوا وورشة التنوع في ولاية لوس انجليس بأميركا .

معلوم إن خريجي المعهد الذين يجري منحهم شهادة الماجستير في فروع صناعة الأفلام يعمل حاليا البعض منهم  على مشاريع لإنجاز أفلام روائية طويلة بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام .

الرأي الأردنية في

13/01/2011

 

يبدأ تصوير «جدو حبيبي» مع محمود ياسين

علي إدريس: أفضل أفلامي على الشاشة من تأليف زوجتي

القاهرة: دار الإعلام العربية 

علي إدريس، مخرج متميز لم يأتِ اسمه مصادفة في عالم صناعة الأفلام، فقد ظل سنوات طويلة يعمل كمساعد مخرج في أكثر من 30 فيلماً حتى جاءته فرصته الحقيقية في فيلم «أصحاب ولا بيزنس»، لكن انطلاقته الأكبر كانت في «التجربة الدنماركية»، حتى وصل عدد أفلامه إلى 154 فيلماً، ثلاثة منها مع إمام آخرها «مرجان أحمد مرجان»، كما انفرد أخيراً بخط كوميدي راق مع «الدادة دودي» و«عصابة الدكتور عمر»، فيما يبدأ قريباً تصوير فيلمه الجديد مع محمود ياسين بعنوان «جدو حبيبي». إدريس قلبنا في محطاته الفنية عبر السطور التالية..

·         معظم أفلامك تأخذ الطابع الكوميدي فهل «جدو حبيبي» يندرج تحت نفس النوعية؟

«جدو حبيبي» فيلم يدور في إطار اجتماعي كوميدي، ويحكي قصة فتاة تعيش عمرها كله خارج مصر، ولم تلتق جدها مطلقاً، ثم تقرر فجأة مراسلته فتتعلق به وتعود إلى مصر، لتفاجأ بأنه رجل ثري، فتحاول الاستفادة من ثرائه بأي شكل، لكنه يكشف حيلها وألاعيبها ويبطلها بالرغم من كونه رجلاً كهلاً.

«دويتو» عائلي

ويضيف رداً على سؤال حول أن معظم أفلامه من سيناريو وحوار زوجته زينب عزيز؛ فهل أفاده ذلك فنياً، أعترف أن معظم أفلامي من تأليف زوجتي، لكنني تعاونت أيضاً مع عدد آخر من المؤلفين منهم يوسف معاطي وكان آخر تعاون لي معه في فيلم «الثلاثة يشتغلونها» لياسمين عبد العزيز وقبله «الدادة دودي» للمؤلف نادر صلاح الدين، لكن صراحة أرى أن أفضل أفلامي مع زوجتي، وقد أكد المنتجون والنقاد ذلك بعد النجاح الكبير لأفلامنا معاً، حتى إنهم أطلقوا علينا «دويتو عائلي تأليف وإخراج». وسيبدأ تصوير الفيلم نهاية شهر أكتوبر، الموعد المحدد لبدء التصوير بعد أن انتهت شركة «دولار» المنتجة للفيلم من بناء الديكور الخاص بتصوير المشاهد الداخلية، وتبدأ الفنانة بشرى التي تقوم بدور البطولة بتصوير جميع مشاهدها في لندن، ثم تأتي لاستكمال باقي المشاهد في القاهرة.

ويقول رداً على سؤالنا: هل تتوقع أن تحصد بشرى النجاح نفسه الذي حصدته ياسمين عبدالعزيز في «الثلاثة يشتغلونها»: هذا الفيلم لا يعتمد على البطولة الفردية، ولكن على البطولة الجماعية، حيث يتقاسم البطولة معها الفنان محمود ياسين الذي استطاع تحقيق نجاح هائل في «فيلم الجزيرة»، وأعتقد أن نجاح «جدو حبيبي» لن يقل عن تلك الأفلام وربما يزيد؛ لأن محمود ياسين يقدم كوميديا راقية لأول مرة في تاريخه الفني.

بشرى وياسمين عبدالعزيز

لكن الجميع يؤكد أن ياسمين عبدالعزيز حصان رابح في كل أعمالها علاوة على كونها نجمة شباك، فلماذا لم تقم بالاستعانة بها، يقول رداً على ذلك: الدور لا يصلح لها على الإطلاق، حيث يحتاج فنانة ملامحها أوروبية وأصغر سناً من ياسمين وأعتقد أن بشرى تعد من أفضل الفنانات للقيام بهذا الدور، وفوق كل هذا وذاك فهي فنانة مجتهدة وناجحة وقادرة على تحقيق نجاحات في كل عمل تقوم به، وهي تستطيع القيام بدور حفيدة محمود ياسين.

الفنان محمود ياسين لم يقدم كوميديا قبل ذلك، وعلى الرغم من ذلك تحمس له علي إدريس، ويقول عن ذلك: بعد أن شاهدت فيلم «دقة قلبي» لمحمود ياسين رأيت أنه الأنسب لهذا الدور، حيث يقدم الكوميديا اللايت من خلال مواقف خفيفة الدم.

ويقول رداً على انسحابه من فيلم «365 يوم حب»: هناك أسباب أحتفظ بها لنفسي اضطرتني للانسحاب، وقد اعتذرت للشركة المنتجة ولنجوم العمل وعلى رأسهم أحمد عز ويوسف معاطي، مع أنني كنت أتمنى العمل مع عز.

البعض اتهم علي إدريس بإساءته للداعية عمرو خالد في «الثلاثة يشتغلونها»، ويقول رداً على ذلك: كل ما نشر حول هذا الموضوع لا يوجد له أي أساس من الصحة، لأنني لم أصور أي مشهد بالفيلم يسيء إليه، ولا يمكن أن أسمح بذلك ولا أعرف لمصلحة من ينشر مثل هذا الكلام؛ لأنهم في الحقيقة لم يدركوا مدى خطورته عندما يعلنون بمنتهى البساطة أن الرقابة حذفت المشهد الذي أساءت فيه ياسمين عبدالعزيز لـعمرو خالد.والرقابة من حقها الاعتراض على أي مشهد بوجه عام، ومن حقها أن تعترض على أي مشهد ترى أنه من الممكن أن يحدث أي انزعاج أو بلبلة فهذه هي وظيفتها، ومن حقي كمخرج أن أتمسك بوجهة نظري بأهمية بعض المشاهد بالنسبة للسياق الدرامي لحين الاستقرار على نتيجة ترضي الطرفين وتكون في صالح العمل.

ويوضح رداً على أن وسائل الإعلام وظيفتها تصيد الأخطاء: إن ما حدث معي أكثر من مرة يؤكد أن بعض العاملين بها وليس الكل يسعون إلى «الفرقعة» الإعلامية وخلط الحق بالباطل وتزييف الحقائق للحصول على الشهرة دون إدراك حجم الكارثة التي يمكن أن يسببها نشر تلك الأكاذيب.

ويقول عن رأيه في الاتهام الذي وجهه النقاد لـ«الدادة دودي» بتحريضه الأطفال على الانفلات: هناك عشرات الأفلام التي تجسد الشقاوة والمقالب الشيطانية ومعظمها يتم في إطار كوميدي، لكن في هذا الفيلم هناك سبب لهذه الحالة التي وصل إليها الأطفال بسبب الغياب المفاجئ للأم، إلا أنه عندما استقرت الأمور عرف الأطفال حقيقة الجانب السلبي وتصرفاتهم الخاطئة، والفيلم كان يقدم بوجه عام مساحة من التسلية والكوميديا للمشاهدين ويعتبر من الأعمال المهمة في حياتي التي أحسنت فيها الصنعة الفنية.

النقاد أخذوا على علي إدريس عدم إشارته في مقدمة الفيلم إلى أنه مأخوذ من فيلم «صوت الموسيقى» للنجمة جولي أندروز، فيقول رداً على ذلك:

لا أستطيع أن أجزم بأنه مقتبس من فيلم «صوت الموسيقى»، لأن أحداث الفيلم مختلفة تماماً، فالفيلم لا ينتهي بقصة حب ولم تتزوج البطلة البطل، ثم إن هناك مقولة معروفة تؤكد أن «الفن يقتات الفن»، والدراما كلها تدور في فلك الـ 136 تيمة.

أنا وعادل إمام

هناك 3 تجارب جمعت علي إدريس بعادل إمام آخرها «مرجان أحمد مرجان» يقول عن سر إصرار عادل على التعاون معه، وهل يستطيع أن يفرض رأيه عليه: عادل إمام يفضل التعاون مع جيل الشباب من الممثلين والمخرجين والمؤلفين أيضاً، والدليل على ذلك تجاربه مع رامي إمام ومروان حامد، حيث يهدف دائماً للاستفادة من حماس الشباب علاوة على استفادتي شخصياً من خبرته بصفته نجماً تعامل مع كبار مخرجي السينما والمسرح. وما جعلني أتمسك به أنني أختلف معه كثيراً، وأصر على فرض رأيي، وهذا ما جعله يتمسك بي بعد «التجربة الدنماركية» الذي يعتبر أول فيلم جمعني به؛ وأقول إن عادل من النجوم الذين لا يجيدون التعامل مع الشخص التوافقي والسلبي طوال الوقت. فالاختلاف لم يحدث مطلقاً، وإذا حدث نترك الحكم في النهاية للزملاء، فإذا كانت وجهة نظره صحيحة قمنا بتنفيذها على الفور وإن كانت ستؤدي إلى مشاكل في التصوير أغفلناها؛ لأن العمل الفني يحتاج إلى تكامل آراء، وصراحة كنت أستفيد دائماً من نصائحه وأتمنى أن يجمعني به لقاء قريباً.

مجتمع الرشوة

ردد البعض أن فيلم «مرجان» به إسقاط على أشخاص حقيقيين في المجتمع، يقول رداً على ذلك: هذا غير صحيح على الإطلاق، وإذا حدث ذلك فلماذا انتظر هؤلاء عامين لإقامة دعوى ضد طاقم الفيلم والشركة المنتجة.

ويضيف: البعض يختلف معي في أحداث الفيلم، على الرغم من أنه كشف سلبيات يجب الاعتراف بها، فهناك عدد كبير من الموظفين الحكوميين على استعداد لقبول رشوة لإنهاء أي مصلحة، ويضعونها تحت بند «هدية» ولاأزال مصراً على أن الأحداث منطقية 100% بدليل أن الشخص الذي يرفض الرشوة حالياً يعتبرونه حالة استثنائية.

البيانا لإماراتية في

13/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)