حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«ملاكي» وثائقي خليل زعرور

الجديد في قصّة قديمة

نديم جرجورة

يستمرّ موضوع المفقودين والمخطوفين اللبنانيين أثناء الحرب الأهلية في تحريض البعض على إنجاز صنيع فني أو ثقافي ما. معينه لا ينضب. إنه موضوع إنساني بحت. التطرّق إليه عبر هذه المسألة يُحرّر النصّ الإبداعي من بلادة الفكر السياسي اللبناني. من التمزّقات الحاصلة في البنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإعلامي. من تجاذبات النزاعات اللبنانية المريرة. التطرّق إليه حاجة ضرورية. فهو لا يزال حيوياً، وإن في دائرة صغيرة مرتبطة بأهالي أولئك الذين اختفوا فجأة أثناء المعارك الطاحنة بين الأطراف المتخاصمة. وإن في إطار ضيّق، انضمّ إليه مثقفون ومهتمّون ومعنيون.

النتاج السينمائي اللبناني تناول الموضوع. أفلام وثائقية وروائية قصيرة انشغلت به. السينما الروائية الطويلة أيضاً. هذا كلّه بخفر. عدد الأفلام هذه قليلٌ جداً. فعلى الرغم من سخونته الإنسانية والأخلاقية أولاً، ظلّ الإنتاج الإبداعي المرتكز عليه قليلاً. آخر الأفلام الوثائقية المتعلّقة بهؤلاء الذاهبين إلى غياب أقسى من الموت، أنجزه خليل زعرور بعنوان «ملاكي» (2010، 80 دقيقة). ميزته الأولى: اختياره أهالي مفقودين ومخطوفين لم يظهر معظمهم سابقاً في أفلام خاصّة بهم. ميزته الثانية: إدخال جانب متخيّل، عَكَس واقعاً أعنف من الخيال. ميزته الثالثة: الأمكنة المنتقاة لتصوير اللقطات/ الحوارات مع الشخصيات المختارة. الاشتغال البصري منقسم إلى أمرين: أولاً، هناك السرد المباشر لحالات مختلفة عاشها أهالي المفقودين. والسرد المباشر بدا متشابهاً في المناخ العام للحكاية المعروفة، في حين أن القصص الفردية اختلف بعضها عن البعض الآخر لجهة التفاصيل الصغيرة، أو الهامشية، أو المتعلّقة بانفعال من هنا أو بتفكير من هناك. ثانياً، هناك لقطات أعادت صوغ العالم الداخلي للراحلة أوديت سالم. أي الدخول إلى منزلها، وتلمّس الأشياء التي صنعت فراغاً عظيماً في حياتها. أو الحالات التي فجّرها اختطاف ولديها في واحدة من المفاصل البشعة للحرب الأهلية. أو النسمات التي لا تزال قابعة في زوايا المنزل، أو في حجراته، أو في ذكريات ناسه الغائبين. «رتابة» النصّ العام المتعلّق بسيرة الخطف والفقدان بدت، في الجانب المتخيّل، أقدر على إعادة صوغ الحكاية من منظار انفعالي بحت. أو ربما من منظار إنساني أعمق. حادثة السير التي أودت بحياة أوديت سالم باتت جزءاً أساسياً من حكاية الأهالي الذين أرهقتهم الشيخوخة، كما أرهقهم وجع السنين الطويلة، الطالع من أفئدة حطّمها الخطف والفقدان. في السرد المباشر، روت السيدات أوجاعهنّ وأحلامهنّ الموؤودة. روت السيدات الجالسات خارج منازلهنّ (أي في ديكورات أو بلاتوهات جعلها خليل زعرور امتداداً بصرياً لحالات ذاتية) فصولاً من ذاكرة الألم النازف. وفي اللقطات المتخيّلة، غاصت عدسة الكاميرا في الحميميّ. أي في الصمت الأقوى تعبيراً من الكلمات كلّها، وإن حملت الكلمات كمّاً هائلاً من الآلام.

لا أعني بـ«رتابة» النصّ العام انتقاصاً من القيمة الأخلاقية للحكاية. «الرتابة» هنا انعكاسٌ لشعور مفاده أن الحكاية معروفة، أقلّه بالنسبة إلى مهتمّين ومعنيين بالمسألة. أي ان تفاصيل الخطف وآثاره الأولى ومراراته المستمرّة لغاية اليوم، بعد عشرين عاماً على النهاية المنقوصة للحرب الأهلية، متشابهة في حبكتها، ومختلفة في جوهرها. ما فعله خليل زعرور، على مستوى الديكور/ البلاتوه والشقّ المتخيّل، جعل «الرتابة» أخفّ وطأة، وأنضج روحاً في إعادة سرد الحكاية. ما فعله خليل زعرور، باختياره سيّدات أخريات غير أولئك اللواتي بتن معروفات جداً في الوسط الإعلامي والحراك المجتمعيّ المدني على الأقلّ، بدا كسراً لمألوف الشكل الحاضن تلك الحكاية ومفاعيلها الإنسانية والأخلاقية. هذا، بحدّ ذاته، جميل. السينما هنا واضحة المعالم، وإن ببساطة المشتغل على جمع المألوف بالمختلف. الشقّ المتخيّل (هناك تصوير للقاء متخيّل بين أم وابنها المخطوف) ساهم في جعل السرد المباشر أخفّ وطأة، وإن قدّم مرتبة عالية من التأثير العاطفي. علاقة الأم بابنها المخطوف، العائد في أحلامها المترجمة إلى متتاليات بصرية بكاميرا خليل زعرور (تصوير إيلي برباري)، منحت «ملاكي» شيئاً من جمالية الاشتغال البصري. شيئاً من حيوية الصورة في إعادة رسم الملامح العامة والخاصّة لمسألة المخطوفين والمفقودين. شيئاً من معنى تحويل الكاميرا إلى عين، والعدسة إلى منظار.

هذان المشهدان مؤثّران، انفعالياً وسينمائياً. الانفعالي هنا طاغ. لكن السينمائي حاضر. الدخول إلى منزل الراحلة أوديت سالم أشبه بدخول إلى عالم أُريد له أن ينغلق على السؤال المعلّق حول مصير الأحبّة. أشبه باختراق المستور، لا لكشفه أو فضحه بالمعنى السلبي للتعبير، بل لفهم (أو لمحاولة فهم) بعض المخفي في سيرة امرأة أمضت أعواماً طويلة في فراغ العيش على الحدّ الفاصل بين وهم «قد» يُفضّله أناس يخشون مرارة الحقيقة، فيتمسّكون بوهم مفاده أن إدراك الحقيقة قاس وصعب ومؤلم، وواقع غياب الأحبّة وعدم معرفة مصائرهم. وبين الوهم والواقع، أرخى صمت المعنيين الرسميين ولامبالاتهم ظلاّ أسود قاتماً وقاسياً على المسافة الفاصلة بين خيمة ومنزل.

قد يكون «ملاكي» أكثر الأفلام الوثائقية اشتغالاً مغايراً لمألوف العلاقة البصرية بين الصنيع الإبداعي ومسألة المفقودين والمخطوفين. المغاير، هنا، سينمائي. والاشتغال مفتوح على جرح لا يندمل بسهولة.  

عالم محمد ملص

كان ذلك في شتاء العام 1992. الرحلة لدمشق كانت الأولى لي بعد مشوار طفولة قديم. والرحلة هادفةٌ إلى لقاء جميل. برفقة الصديق محمد سويد، ذهبتُ إلى دمشق لحضور العرض الأول لفيلم «الليل». وكان الليل هابطاً على جغرافيا عربية موغلة في قهر ناسها وبيئاتها وأحلامها الموؤودة. وكان الفيلم بداية تعارف مع مخرجه. يومها، لم أكن أكثر من مُشاهد. والرحلة إلى دمشق بداية مسار. مشاهدة الفيلم، وتمضية السهَر في منزل مخرجه، والاستماع إلى نقاش بين الصديق سويد وصانع الفيلم، شكّلت كلّها، بالنسبة إليّ، مدخلاً إضافياً إلى عالم مختلف. شكّلت كلّها، بالنسبة إليّ، بداية هاجس لا أعرف ما إذا استطعتُ بلوغَ تجلّياته لغاية الآن أم لا: هاجس البحث في الفرديّ، كانعكاس لحالة الجماعة.

مرّت أيام كثيرة. ظلّ اسم محمد ملص راسخاً في وعيي. ظلّ بعض أفلامه وكتاباته التي شاهدتُها وقرأتُها في تلك البدايات مؤثّرة فيّ. «الليل» أبرزها. كتاب «المنام» أيضاً. أما «فوق الرمل تحت الشمس» فجاء لاحقاً. وكذا «أحلام المدينة» و«حلب، مقامات المسرّة». لقاءات عدّة جمعتنا معاً، هنا وهناك. غير أن متابعة شغف السينمائي أمرٌ بديع ومُرهِق، لأن شغفه أقوى من أن ترسمَه الكلمات، أو أن يلتقطه من لم يمسّه وجع الإبداع بالصورة. سجالاته حادّة، وإن بدا الشكل الخارجي للمخرج هادئاً ومتواضعاً. قدرته على المناكفة، بأفلامه ومواقفه وآرائه، مذهلة. خيباته أيضاً؟ ربما. لكن خيبات كهذه دافعٌ يومي له لإكمال مسار صداميّ لا يهدأ.

أذكر ملامح من حالة قاسية أرخت ظلالها على المكتب في جريدة «السفير»، عندما تلقّى الصديقان الياس خوري ومحمد سويد خبر الحادث الأليم الذي تعرّض له محمد ملص أثناء اشتغاله على «الليل». ربما من تلك اللحظة، بدأتُ أزداد تأكّداً من أن لمعنى الصداقة حضوراً قوياً، وإن كان نادراً، في عالم ممسوس بالغدر والخيانات. بدأتُ أنتبه، أكثر، إلى موقع السينمائي، المنتمي إلى حالة ثقافية عربية عامّة، روّادها «محاربون» من أجل حق يرونه مقدّساً، أو بالأحرى من أجل حقّين: الحرية أولاً وأساساً، واختراق الممنوع وتحطيمه ثانياً، لأن لا ممنوعات في الإبداع، ولا إبداع من دون حرية.

ساهم «الليل» في تثبيت موقع السينمائي، المقبل إلى فيلمه هذا من أشياء سابقة، أبرزها «أحلام المدينة»، أي خيبات الوجع والتقهقر، وأمل الانبعاث مجدّداً من داخل الجنون. «الليل» محطّةٌ أساسيةٌ في مسار السينمائي: إنه محاولة بصرية لتجديد معنى الاشتغال على الذات، بهدف جعلها أقدر على تحطيم الخيبات والانتصار عليها.

هناك استحالة لاختزال عمر سينمائيّ لا يزال نابضاً بحيوية جميلة. أكتفي بهذا القدر. فالأهمّ، في هذه اللحظة، أن يدخل المهتمّون إلى جزء من عالم محمد ملص، إلى هذا «الليل» الذي يفتح عالمه أمامهم، بعد أن نبّهَهم بأنه في مقابل الظلام، هناك نور أيضاً.

(نصّ الكلـمة التي قدّمها الزميل نديم جرجوره في الأمسية الثانية (مساء الثلاثاء الفـائت) من تظاهرة «محمد ملص: سينما الزمن المفــقود»، التي يُنظّمها «نادي لكل الناس» في صالة سينــما «متروبوليس/ أمبير صوفيل» في الأشرفية، المنتهية مساء اليوم، بعرض فيلمين قصيرين هما «فوق الرمل تحت الشمس» و«محارم» بدءاً من السابعة مساء، يليهما الفيلم الطويل «المهد»).  

كتــاب

«شطحات»: عن زعتري وتغيّا

اختارت إدارة تحرير المجلة الفرنسية «شطحات» (التي تصدر بهيئة كتاب سنوي) المخرِجَين السينمائيين اللبناني أكرم زعتري والجزائري طارق تغيّا وأعمالهما، الموزّعة على الفن السابع والفنون البصرية والتجهيز والفيديو، مادة أساسية للعدد الثاني الصادر في أواخر العام الفائت. وذكرت إدارة التحرير في تقديمها العدد المذكور أن زعتري يتابع بحثاً فنياً محفوراً في عمق التاريخ الراهن والمثير للنزاع والجدل للبنان، في حين أن أفلام تغيّا تستكشف العاهات والنواقص والتصدّعات والانشقاقات الحاصلة في الجزائر في عقد التسعينيات.

من المواضيع المطروحة في هذا العدد، بالإضافة إلى قراءة نقدية لفيلم «اليوم» لزعتري (فرنسوا شوفال) وحوار معه أجراه الثنائي لورا غانينيجاد وجيريمي غرافايا، هناك «الفن والصورة الأخرى للواقع» لرشيدة تريكي عن النتاج الإبداعي لتغيّا، وحوار معه أجراه غرافايا ونوريا هدّادي. هناك أيضاً مجموعة من المقالات والنصوص والصُوَر الفوتوغرافية الملوّنة، إلى شريطي «دي. في. دي.»، تضمّن الأول، وهو بعنوان «نظرات إلى العالم»، أعمالاً للثنائي زعتري وتغيّا، واحتوى الثاني على أعمال لفيرونيك غويل (نُشر في العدد نفسه حوارٌ معها أجراه غرافايا) وبيتر سنودون وسفيان عادل وإسماعيل بحري وفريديريك دوفو.

السفير اللبنانية في

13/01/2011

 

محمد ملص متمرّد يسكنه الانتظار

غازي قهوجي 

المخرج السينمائي السوري المعروف "محمد ملص"، هو أحد الأسماء التي ما تزال اليوم ضمن دائرة الجدل حول أفلامه المغايرة أو البعيدة عن السائد والرائج والمألوف.

هو من المخرجين "المؤلفين" حتى عندما يشتغل على نص وسيناريو من كتابة شخص آخر.
هو من المندفعين للغوص في الذاكرة المتصلة والمتواصلة مع ظواهر الحاضر، وربما لهذا جاءت لغته البصرية رقيقة شفافة، صلبة، قاسية، مباغتة وصادمة، منذ بداياته، أحس بأنه من جيل "الخوارج" الرافضين والمتمردين الذين لم يتدجنوا ولم يعتمروا يوماً طاقية "الاخفاء".

محمد ملص، انسان صاحب لوعة مزمنة، غرست في نفسه نغمة تحولت مع الوقت الى وشم غائر على القلب ولا يزول.

عاش الهجرة "القنيطرة" والغربة والوحدة والضجر في الزمن الذي نمت فيه وتكاثرت الطحالب، وكبرت مساحات المياه الآسنة، حين اقتلعت نكسة الخامس من حزيران 67 العديد من ريش جناحيه وحدت من فضاء تحليقه.

هذا "الخارجي" بامتياز الآتي من جمر هواجس الناس، ومن المعرفة والموهبة، استطاع ان يجمع ذاته ويوحدها بعناد واصرار، ليسكنه التمرد المغلف بالدعة والسكون والانتظار المتحفز، وقد أدرك ـ عميقاً ـ التداعيات والانهيارات بعد ان نهشت ما ادعت بأنها "ثورات" كل بذور وبراعم النهضة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين تلك الروح النهضوية التي فتحت نوافذها على ثقافة "الآخر" بالحوار والتواصل، ونهضت بجوهر ومعنى العروبة الجامعة والحاضنة، الى ان اجتاحتها "الأنظمة" بمسلماتها الأبدية وأقفلت بعنف كل النوافذ، وأصبحت التضحيات ـ فقط ـ من أجل حماية وبقاء واستمرار عالم فاسد، ومن أجل مجتمعات محكومة بالطغيان وبأحادية المعاني والرؤى والأحلام.. وهكذا، الى ان بات الصراع والمنافسة والتقاتل بين قوى جاهله جهدت وتجهد بكل ما تملك من ارساء وقواعد مجتمع "سابق" عفا عليه الزمن وبايديولوجيات غيبية، اقرب ما تكون الى "التبصير" والتكهن.. وممارسات همجية قاتلة أزهقت وأعدمت كل رأي مختلف ومغاير.

لقد حاول محمد ملص ان يكتب ذاكرته القريبة من جهة "أحلام المدينة" وذاكرته النائية من جهة ثانية "المهد"، فسلك دربا تفكيكياً، ولم تكن من همومه الاضافات بقدر ما كان هاجسه ان يختزل ويمحو لتعلو الكثافة، سيما وهو المثقل بذاكرة "مفخخة" هتكت "المسلمات" وخرجت من محبسة فلسفة "اليقين".

يقول "كافكا" الانسان لا ينمو عامودياً من تحت الى فوق، وانما هو ينمو ويزدهر من الداخل الى الخارج.

ان "أحلام المدينة" و"الليل" و"باب المقام" و"المنام" وما يعادلها من أفلام محمد ملص هي منبثقة وطالعة من دواخل رؤاه ومعاناته، فهو ـ يومنذ البدء ـ يلف أفلامه بفيض من الضباب والظلال والعتمة الغامضة الملتبسة، فمعه نرى الأحلام طبقات: من الرمادي الدخاني الى الرصاصي وصولاً الى اللون "الليلي" المضيء! لكأن تحت تلك الكتل القاتمة ناراً حارقة يلمع وهجها من بين التراكمات الهائلة للعادات والتقاليد واحتفالات "التدجين" والتعبئة وقدسية الخضوع، ومحاولات وأد الروح واطفاء الضوء في العيون وإماتة "الآخر".

لقد حاول ملص ان يقول بأننا وطدنا ونحن نحمل ـ في الحل والترحال ـ عبء الهزائم ونفبرك معاركنا، ونحن في قفص أولي الأمر والنهي والسلطان.. هذا القفص الرمادي الذي نشاهد من خلاله ونرى كل شي، ولكن من خلف القضبان!

ان هواجس ومرارات ونقمة "محمد ملص" وتطلعاته الرافضة، المتمردة والمطاردة "تاريخياً"، هي التي خفزته وقادته الى العمل على فلم "المهد" الذي تعود أحداثه الى فترة ما قبل ظهور الاسلام في الجزيرة العربية.

لقد أوّل "ملص" بدلالات بصرية ولغة سينمائية ما تخطى السيناريو وحتى بنية النص، فوصل وأوصلنا معه حين شكل جسراً بين الزمنين: الغابر والراهن. وتبين بأن السيوف التي قاتلت التفرقة والجهل كسرت وضاعت ولم نرث منها سوى الأغماد.. في حين بقي منها سيف واحد مسلول بيد "البطل" يضرب به الريح والمدى، جارحاً بصوته المدوي صمت الصحراء، بعد ان ابتلعت كثبان الرمل رايته، وبعد ان خضعت القبيلة للهوان. لم تكن صرخة في واد ترددها الأصداء، بل كانت صرخة في صحراء تأكل الصوت والصدى.

يعتبر فلم "المهد" ـ المحجور عليه ـ خطوة متقدمة، وجرحاً مفتوحاً لمعالجة سينمائية مزجت بين تداعيات الذاكرة وبين التاريخ والوثيقة والحلم والموقف والرفض...

في هذا القلم هناك الكثير من مفاصل مسرى حياة "محمد ملص" بمقاربته المدهشة لـ"هاملت" في العمقين البدوي ـ الحضري في مملكة الرمال.

كان محمد ملص في هذا الفلم انساناً "فرداً" وانسانا "جماعة" اختط طريق التمرد ووجده الوسيلة الفضلى للمجابهة وللانتماء الصحيح.

وان الانسان المغاير، المنفتح على الآتي والمخلوع والمهدور دمه من القبيلة بسبب فكره التغييري ورؤاه المتحررة، هو صاحب الدرب الصواب في زمن اصبح النوم فيه هو وحده سلطان العرب.

المستقبل اللبنانية في

13/01/2011

 

«مجد الصباح» كوميديا ممتعة لهاريسون فورد

الدوحة تشاهد فيلم «الدبور الأخضر» قبل يوم من عرضه العالمي

إعداد: عبدالرحمن نجدي 

تشاهد الدوحة هذا الأسبوع 5 أفلام جديدة تتراوح بين الكوميديا الرومانسية وكوميديا الأكشن والرعب والرسوم المتحركة، وكلها تستحق المشاهدة، ولكن أفضلها بالتأكيد الكوميديا الممتعة لهاريسون فورد «مجد الصباح» الذي يدور في كواليس محطة تلفزيونية ويركز على الصراع بين مقدم برامج كئيب وعدائي ومنتجة ساذجة ولكنها طموحة. فيلم «الدبور الأخضر» يستوحي أحداثه من قصص «كوميكس» الشهيرة عن ناشر صحافي يكافح الجريمة ويعمل على إحباط مخططات المجرمين. وتدور أحداث قصة فيلم الرسوم المتحركة «باص وبوتز» الكلاسيكية المعروفة التي ألهمت أجيالا من الأطفال على مر السنوات حول قط ذكي يعمل على مساعدة سيده. ونترك لجمهور السينما حرية الاختيار بين فيلم الرعب «الانتظار» الذي تجري أحداثه في أسرة سعيدة نكبت بتقمص روح شيطانية صينية في ولدها البالغ من العمر ست سنوات، وبين فيلم ممثل أفلام الحركة دولف لندجرين «العرض الاستثنائي» الذي قام بإخراجه ولعب دور البطولة.

* الدبور الأخضر - The Green Hornet

النوع: مغامرات – جريمة

الزمن: 69 دقيقة

التصنيف: PG

البطولة: سيث روجن - جي شو

الإخراج: مايكل غوندري

كوميديا وأكشن مقتبسة من قصص «الكوميكس» المصورة عن مغامرات مدير صحيفة يتحول ليلا إلى بطل خارق ملثم ومكافح للجريمة باسم «الدبور الأخضر».

موضوع الفيلم مقتبس من قصص «كوميكس» الشهيرة التي ظهرت بنفس العنوان منذ حقبة الثلاثينيات وتم تحقيقها في مسلسلات تلفزيونية وعدد من الأفلام السينمائية والحلقات الإذاعية ومجلات وكتب «الكوميكس» المصورة، وتدور أحداث القصة حول صحافي وناشر يكافح الجريمة وتلاحقه الشرطة اشتهر باسم «الدبور الأخضر». وفي الحقيقة تحول الشاب المدلل الذي يملك إمبراطورية إعلامية ورثها عن والده بعد لقائه «بكاتو» سكرتيره وتابعه المخلص، وكونا فريقا لمكافحة الجريمة التي أقلقت بال السكان.

تم تصوير مشاهد الفيلم بمدينة لوس أنجليس-كاليفورنيا باستوديوهات سوني بيكتشرز. وسيتم عرض الفيلم في صالات السينما بالدوحة قبل يوم من نزوله في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

* مجد الصباح - Morning Glory

النوع: كوميديا

الزمن: 102 دقيقة

التصنيف: PG (13 +)

البطولة: هاريسون فورد - راشيل آدمز

الإخراج: روجر مايكل

تدور أحداث الفيلم عن مسيرة منتجة تلفزيونية طموحة ولكنها ساذجة تقبل التحدي بإحياء برنامج تلفزيوني صباحي، وهي ملزمة في التعامل مع مقدم برامج مشهور ولكنه عدائي وكئيب وتكافح من أجل إنجاح البرنامج رغم الضغوط التي تتعرض لها.

فكرة الفيلم قديمة سبق أن ناقشتها السينما بأساليب وموضوعات مختلفة، ورغم ذلك فالفكرة تستحوذ على مشاعرنا وتجبرنا على مشاهدة الفيلم ببساطة؛ لأنها تدور حول مشاكل وقضايا معاشة مع شخصيات حية وقريبة من همومنا وواقعنا اليومي، وأيضا لأنها محفزة مع سيناريو محكم وأداء جيد.

بيكي فولر امرأة شابة تعشق التحدي رغم صغر سنها وقلة خبرتها، وعندما تم تكليفها بالإشراف على إنتاج البرنامج التلفزيوني الصباحي في الشبكة القومية تقوم بهمة شديدة بالبحث عن مقدم برامج معروف، ويقع اختيارها على المذيع الأسطوري مايك بومري «هاريسون فورد» الذي قضي 40 عاما في تغطية الأحداث الكبيرة، ولكن بومري يعتبر هذا الاختيار في هذه الفترة الصباحية «الميتة» لبرنامج يتذيل المراتب الأخيرة إهانة لتاريخه الحافل، ولكن لسوء الحظ يجب أن يلتزم بعقده مع الشركة، فأظهر الوجه القبيح في تعامله مع البرنامج وأفراد الفريق لعل وعسى.

تم طرح الفيلم للعرض بالولايات المتحدة يوم 6 يناير 2011، وحقق في الأسبوع الأول لعرضه مبلغ 9.203 مليون دولار، ونال ترحيبا متوسطا من النقاد الذين منحوه %54 من أصل 126 مقالا نقديا مع اتفاق النقاد على الأداء المبهر من فريق التمثيل المكون من هاريسون فورد وديانا كيتون والممثلة راشيل ماك آدمز.

واحدة من مآخذ النقاد أن الفيلم لم يتعرض لقيم التلفزيون كما شاهدنا في أفلام مثل «شبكة التلفزيون» أو فيلم «نشرات البث» ووصفوا سيناريو الفيلم الذي كتبه ألن روش بأنه صورة مماثلة لفيلمه السابق «الشيطان يرتدي برادا» الذي يدور حول فتاة ساذجة تعمل في مجلة للأزياء تتعرض للاضطهاد من مديرتها في المجلة. والذين أعجبهم الفيلم اعتبروا أن الحكاية مسلية وممتعة.

* الانتظار - They Wait

النوع: دراما – تشويق

الزمن: 89 دقيقة

التصنيف: R

البطولة: مايكل بيهن - جيمي كنج

الإخراج: إيرني بارباراش

تعود العائلة لفانكوفر بعد ستة أعوام قضوها بمدينة شنغهاي بالصين لحضور جنازة خالهم ريموند، وبمجرد وصولهم أصبح ابنهم الوحيد يرى أشباحا ويتملكه أحد الأرواح، وكل هذه الأحداث مرتبطة بمهرجان الأشباح الصيني السنوي.

فيلم رعب وتشويق من كندا، تبدأ أحداث الفيلم بعد عودة الأسرة المكونة من سارة وزوجها جيسون وطفلهما سامي البالغ من العمر 6 سنوات للمشاركة في جنازة الخال ريموند، ويحدث أن سامي أصبح يتحدث ملاحقة بعض الأشباح وسقط مريضا جراء ذلك، وعندما لم تنفع الأدوية الغربية في شفائه تلجأ الأم سارة إلى صيدلي صيني غامض يخبرها بأنه يجب معالجته قبل اليوم الأخير لمهرجان الأشباح الصيني التقليدي السنوي الذي يستمر لشهر واحد، وعلى سارة الآن اكتشاف الروح التي تقمصته قبل فوات الأوان.

تم عرض الفيلم للمرة الأولى بمهرجان تورنتو، وطرح للعرض في منتصف 2008.

* العرض الاستثنائي Command Performance

النوع: حركة – تشويق

التصنيف: R

البطولة: دولف لندجرين - ماليسا سميث

الإخراج: دولف لندجرين

فيلم أكشن يدور حول لاعب طبل في أوركسترا بموسكو يتحول إلى بطل بعد هجوم عدد من الإرهابيين واحتجاز المغني الرئيس في الفرقة. الفيلم من بطولة نجم الحركة المعروف دولف لندجرين الذي شاهدناه العام في فيلمين هما «المرتزقة» مع سليفر ستالوني، وفيلم «أيكاروس» وقد حاول أن يضفي على الفيلم المزج بين الحركة والموسيقى التي مارسها في بداية حياته.

ولندجرين ممثل ومخرج سويدي من مواليد استوكهولم 1959، وهو رياضي من طراز فريد مارس عددا من البطولات من بينها الكاراتيه الذي حصل على بطولته للوزن الثقيل عامي 1980 - 1981، وبطولة أستراليا للكاراتيه 1982، كما مثل السويد في أولمبياد سيول 1982، ومارس أيضا رياضات التايكوندو والمبارزة. من أفلامه المهمة (المدافع 2004، الميكانيكي 2005، رجل المهمات 2007)

* باص وبوتز - Puss N Boots

النوع: رسوم متحركة

الزمن: 79 دقيقة

التصنيف: PG

البطولة: جيرومي ديسشامبس - ماشا ماكيفيف

الإخراج: جيرمي ديسشامبس - باسكال هارولد

فيلم رسوم متحركة يدور حول قط شجاع يحاول مساعدة سيده في الحصول على الثروة والشهرة وأيضا الزواج من الأميرة التي وقع في حبها.

وتعتبر هذه السلسلة الأشهر من بين أفلام التحريك، وقد تم إنتاج العديد من الأفلام منذ مطلع الستينيات، وقد أنتج فيلم جديد سيطرح للعرض في منتصف هذا العام من بطولة النجمة كاميرون دياز.

العرب القطرية في

13/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)