حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ماكينة العولمة السينمائية تنشر ثقافة غير اخلاقية:

لماذا يتبنى المخرجون المغاربة سينما الشذوذ والاباحية؟

حسن بنشليخة

من بين الأفلام التي شاركت في المسابقة الرسمية بمهرجان مراكش فيلم المخرج Carlos Augusto de Oliveira (روزا مورينا)، قصة الفيلم تروي بطريقة بسيطة وفي نفس الوقت معقدة وبلا عمق وبلا صدق قضية تبني الأطفال من دولة أجنبية. إنها قصة الشاذ الجنسي 'توماس' ورحلته الطويلة المحفوفة بالمشاكل والمخاطر من الدنمارك إلى البرازيل، ومحاولة تحقيق حلمه بتبني طفلة من شابة برازيلية فقيرة. وواحد من أكثر الأشياء إثارة للاهتمام، هو الطريقة التي يقر بها الفيلم كلا من الحقائق السياسية وصرامة المساطر التي تحاول منع ذلك في كل من الدنمارك والبرازيل. فبطل الفيلم لا يحق له التبني في بلده ويجيء ذلك من باب الإشارة فقط، من دون أن يشرحها الفيلم حتى نتعاطف مع البطل. والبطل قبل كل شيء، كما يقدمه الفيلم، رجل شاذ لكن حياته طبيعية مثل جميع بشر هذه الأرض، والاهم هو انه طيب وحنون وعطوف وسخي فأين المشكلة إذن؟ المشكلة تكمن في عدم شرح الفيلم لماذا تمنعه دولته الدنمارك من التبني داخل بلده، الدنمارك، مثلها مثل الدول الأوروبية وباقي دول العالم، تعتبر التبني من طرف الشواذ مدمرا للمجتمعات ومهددا لها بالزوال والفناء. كما أثبتت دراسات علم النفس وعلم النفس الاجتماعي أن الأسرة التقليدية القائمة على الزواج الطبيعي، هي الوحيدة القادرة على تربية وتنشئة وتقويم الأطفال في مناخ سليم وطبيعي، كما عرفته نواميس الكون. لكن الجانب السيئ في الفيلم هو التركيز على الوضع القاسي واللاذع للأحياء الفقيرة في ساو باولو والاحتفاء بالمسوخية والدعاية لموضوع البغاء والشذوذ الجنسي في قالب 'إنساني' ننسى معه كل شيء إلا إحسان وشفقة البطل ورغبته في 'إنقاذ' حياة بشرية من الفقر، لهذا السبب نعتبر الفيلم مادة نتنة معلبة بإتقان لاحتواء رائحتها العفنة.

جمهورية 'لوط'

خرج مؤخرا عن صمته بطل سلسلة أفلام هارى بوتر دانييل رادكليف وفجر قنبلة بين محبيه باعترافه انه شاذ جنسيا. وهذا النموذج يعتبر مثالا في حلقة محكمة تحاول تعميق اتجاه معين، وفق خطط ودراسات للوصول إلى المقاصد والتطلعات، بالعمل على التهوين والتشكيك في القيم اللاغربية. والفيلم المشار له أعلاه هو واحد من هذه الحلقة لهذا نعتبره دعاية سخيفة للشواذ، الذين أصبح لهم الدور الكبير والمؤثر في مؤسسة صناعة السينما. وتحاول السينما الدفاع عن كل شاذ، ونشر الظاهرة باستهداف الشرائع الدينية والأخلاقية ومهاجمة الزواج الرسمي، بل انساق الكثير من الدول الغربية الى الاعتراف بزواج الشواذ وطرح السؤال التالي: ولم لا بما أن الأمر قرار شخصي يتعلق فقط برجلين يحبان بعضهما البعض ولا يتسببان في أذى لأحد؟ ليست المسألة بهذه السهولة لان الشذوذ تتحكم فيه مؤسسات وحكومات وعوامل ومؤثرات خفية يصعب إدراكها.

تتبنى ايديولوجية العولمة فلسفة رافضة تقوم على تغيير طابع العلاقات الاجتماعية، من خلال نشر أوجه الفساد والانحلال والآثام والشرور بكل الوسائل بما فيها السينما. ولحركة الشواذ نفوذ قوي في السياسة والمجتمع الغربيين، وتتطلع إلى إحداث 'ثورة الشذوذ' لإسقاط 'الرجعية الجنسية'. ودعاة الشذوذ الجنسي يتخذون من هذه الأفكار منطلقاً، تساعدهم على ذلك الماكينة الإعلامية السينمائية الخطيرة لنشر ثقافة بديلة ومضادة للثقافات المحلية الأخرى، بما فيها العربية والإسلامية التي تشكلت فيها مفاهيم وقيم ومبادئ مغايرة للغرب. فسينما هوليوود تحولت إلى ناطق رسمي ومرتع للرذيلة تُخرج أفلاما بقيم ضارة بالمجتمع وتهدد كيانه. وهدف هذه الأفلام، في جهودها المتواصلة، إضعاف دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والدعاية لثقافة متردية لجذب جمهور عريض ينساق وراء الكلام الفارغ.

وخصائص هذه السينما قائمة على تغيير المجتمع بإحداث 'زلزال' يطال قضايا عموم الشواذ، ومن أهم مبادئ هذه السينما التخلي عن الأسرة المبنية على فكرة الرجل والمرأة. بمعنى آخر يجب القضاء على الزواج المقيد على الرجل والمرأة حتى يتمكن الشواذ من تحقيق طموحاتهم في جميع حقول الحياة والبناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومن ثم القضاء على 'هيمنة' الأسرة. وللوصول إلى هذه النتائج كان لزاما على هوليوود رسم خارطة الطريق للتأثير في كل سينمات العالم في تقديم كل أسباب الانتكاسة الأخلاقية في أوساط المشاهدين لحثهم على 'النهوض' ضد عقلية المجتمع 'القديم المتخلف' لبناء مستقبل 'جديد' تتحقق فيه جمهورية 'لوط'. وتناسلت أفلام موكب الفضائح السينمائية، التي لا يمكن أن نحصيها هنا، والتي تريد أن تقنع بأن الطبيعة لم تخلق فقط الرجل والمرأة، بل خلقت الرجل والمرأة وشيئا ثالثا: الشاذ جنسيا، وتوالت الضربات التي تبعث على الاشمئزاز، حيث ناقشت بعض الأفلام فكرة الحمل الاصطناعي للرجال الشواذ.

إنها سينما تعد مصدرا للأمراض والبلاء والانهيار الأخلاقي تحاول فرض انحرافها ومرضها على سلوك الجميع وعلى سلوكيات المجتمعات الأخرى تحت ستار سينما العولمة العالمية التي تريد إضفاء الشرعية على علاقات الشواذ.

صندوق 'باندورا'

تبنى مخرجونا المغاربة سينما العولمة وانجرفوا وراء موجه شرسة من أفلام الشذوذ واللواط وقصفونا بإباحيتها وسطحيتها وتكرارها وأسلوبها المترهل (نبيل عيوش) أو أفلام الدعارة أو السحاق (حسن بنجلون وفيلمه الأخير المنسيون، ليلى المراكشي، نرجس النجار، عزير السالمي، نورالدين لخماري، فوزي بنسعيدي، وغيرهم)، من دون أن يفهموا مهمة توظيف الفن الراقي للجنس في السينما الذي يقدم رسالة إنسانية ومع ذلك يحاولون تقديم مبررات عن شللهم الفكري بمزاجية وغرور وزغاريد رنانة من صنف ضرورة كسر 'التابوهات' وإيقاظ 'الجمهور النائم على أذنيه'، تفوق حجم بالونهم الهوائي الفارغ. إنهم يعتقدون مع أنفسهم أنهم سيتحولون في يوم ما إلى رموز أو مخرجين يحملون شعلة 'الحرية'، لكن أعمالهم في الواقع تعزز الخراب الفكري وتدني معنويات المشاهد، إنها شكل من أشكال البورنو تهدف إلى استغلال الإنسان وتحقيق الربح وإثارة الجدل على طريقة 'خالف تعرف'، لكنها تنحدر بسرعة البرق إلى مقالب الزبالة.. وإذا استمروا بطرح موضوع الجنس بالشكل غير الصحيح الذي يغيب العقل ويتبنى القيم الفاسدة ويتجاهل رسالة السينما الهادفة فليدركوا أنهم فتحوا صندوق 'باندورا' ليضعوا السينما المغربية على كف عفريت وسوف يسيرون في نعشها. أما إذا وظفوا مسألة الجنس بالطريقة الصحيحة فمن شأنها أن تثير مجموعة من الأسئلة حول علاقة الصورة بالقيمة والمضمون وتشكل مدخلا مهماَ لفهم أحد أهم العناصر تعقيدا في مسيرتنا الحياتية.

نحن هنا لا نعترض على حق أي مخرج أن يصور ما يحلو له شرط أن لا يسقط ضحية السعار الجنسي، الذي يقود حتما إلى الكبت والانحراف ويؤثر بطرق سلبية على نسيج المجتمع، لكننا مع الفن الهادف الذي يسعى إلى ضبط سلوكنا وتعميق فهمنا للنفس البشرية. خذ على سبيل المثال الفيلم المكسيكي 'غيوم' الذي شارك في المسابقة الرسمية بمهرجان مراكش السينمائي الأخير، وهو فيلم مليء بالمشاهد الجنسية، لكن توظيفها كان بالطريقة الصحيحة لرصد المرحلة الحياتية الخطيرة التي يمر بها المراهق أو حالة الضياع والفقر والتهميش التي تعيشها المرأة وتتسبب لها في عرض جسدها للمساومة. ويعرض الفيلم هذه المشاهد بلمسات فلسفية تنبش في الروح الإنسانية لفهم التغيرات في مظاهر النمو المختلفة التي يتعرض فيها الإنسان في فترة معينة من حياته والصراعات المتعددة التي يعانيها داخلية كانت أو خارجية، كالأنانية والصدمة واستحضار الماضي الذي يوحد ويمنع الشمل في نفس الوقت. فجاء الفيلم ببعض من الجمال نفسه والصور السحرية التي تحويها قصة غابرييل غارسيا ماركيز 'مائة عام من العزلة' الحبلى بالاضطرابات الاجتماعية والنفسية والسياسية. انه فيلم بمشاهد جنسية مزعجة لكن من دون الإفراط في المعايير الأخلاقية، والاهم انه يفتح زاوية للتفكير تفهم معها أن غرض الفيلم هو الغوص عميقا في نفوس شخصيات الفيلم، مستعينا بعلم النفس لتعميق إدراك الناس بما حولهم من مخاوف وآمال وألم وموت وحب وضياع وجنس بالطبع، وإمكانية التجديد والتطلع لعالم أفضل.

يجب أن يوظف الجنس في السينما عن كفاءة وجرأة وليس وفق المخطط الذي يعمل على قتل القيم في المجتمع المغربي، ومن دون تجاوز ما يمس حرمة المشاهد والحذر من الدعاية للشذوذ الجنسي والسحاق والدعارة ومحاولة تقديم السند لهذه العلاقات والانحدار بالفن السابع إلى مرتع الرذيلة. إن تبني سينما جنسية صارخة ومقصودة ومهينة هدفها إشاعة ثقافة متردية وإباحتها سيؤثر حتما على مقومات الأنماط الاجتماعية والثقافية وحتى سلوك الرجل والمرأة من الأساس.

' كاتب من المغرب

القدس العربي في

04/01/2011

 

دراما التناقضات والأضداد في فيلم 'الفرح':

عرس ـ مأتم يجمع المفاسد والشرور والخيانات

احمد عمر  

فيلم 'الفرح' فيلم مصري يجلو الجروح التي أثخنت الروح المصرية والتحولات التي طرأت عليها، كأنه يحاول الإجابة على سؤال 'ماذا حدث للمصريين'؟ او يعيد طرح السؤال، وهو عنوان كتاب سوسيولوجي شهير لجلال أمين. الفرح فيلم من تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز مخرج فيلم 'كباريه'. انه فيلم مؤثر حقا، لولا النهاية المزدوجة التي تجعل كل ذلك الجهد أشبه بالمزاح؟ انه فيلم يجمع المتناقضات على حلبة واحدة، في مصارعة مستمرة طول مدة الفيلم الساخن بين الأسود والأبيض، في بؤرة واحدة، في لحظة واحدة، في مكان واحد. الفيلم يذكر بالمثل القائل شرّ البلية ما يضحك. لكن الفيلم يذكر أكثر، والمقارنة واحدة من طرق المعرفة؛ بفيلم ' Monsoon Wedding' من إخراج 'ميرا ناي' وهو فيلم اشتركت في إنتاجه شركات من أمريكا والهند والمانيا وايطاليا وفرنسا، وفاز بالأسد الذهبي. تنكشف في 'عرس مونسون' فضائح عائلة هندية بنجابية في دراما عرس يزوج فيها رب أسرة بنجابي ابنته لصديقه في عرس تقليدي يجمع فيها أفراد العائلة المنتشرين في الشرق والغرب. العرس يتفرع بحبكته إلى حبكات وقصص متفرعة كما في هذا الفيلم المتقن المدهش. مكان فيلم الفرح حي شعبي في منطقة عشوائية أو فقيرة، تلتهب حبكة الفيلم عندما يعيب أهل الحارة على والد العريس مشككين في عذرية جميلة كنتهم المستقبلية (جومانا مراد) فيطلب أبو جميلة (سعيد طرابيك) من صهره عبد الله (ياسر جلال) الذي تغرّب في السبع دول وداخ السبع دوخات في سبيل تأمين مهر العروسة. استمرت فيها خطبة الشاب سبع سنوات، والجنس ينهش في لحمه ولحمها (كما يقول المنولوج الداخلي للعريس) وقد ولغ في الإناء، ففقدت البنت عذريتها، وحتى لا ينفضح أمام أهل الحارة، سيقوم بعملية رتق بكارتها في ليلة الدخلة قبل الدخول بالعروس، ببكارة كاذبة صناعية حتى يبرّ بوعده لوالد الصبية ولأهل الحارة! إنها أولى المفارقات السوداء؟

العرس سيكون مختبرا للجميع، حيث تلتقي فيه المصالح والمفاسد، ويغدو لحظة غفران وكفران، ففيها سيكون العريس (ياسر جلال) الذي يطلع بدراما الواجب والشهامة مشغولا إلى شحمة إذنيه، ومذهولا عن ليلة فرحه بالاتصال بصديق له للاتفاق مع طبيب في عيادة سوداء لترميم بكارة العروس، فيما ينشغل شقيق العروس زينهم (خالد الصاوي)، الذي يجسد صراع الطمع والقناعة بأسماء المدعوين ورئاسة المهرجان (في دلالة دولية لفظية احتفالية) لجمع النقطة (الهدايا المالية) وتأمين سعر المكرو باص الموعود.

ونجد دراما الجمال والقبح في شخص عريف العرس، النباطشي العسلي (ماجد الكدواني) الذي شوّه أبوه جبينه في طفولته عقابا على طيش، والمفارقة في أنّ الأب يجري وراء ابنه من عرس إلى عرس، مخافرا على أبواب الحفلات لاحقا بابنه كي يغفر له ضربته تلك التي شوهت وجهه، من غير أن تجدي توسلاته أو تشفعات الأم ووساطتها له بتليين قلب الابن على ابيه، ولعلها أهم ذرى الفيلم الدرامية، فالأب هو الذي يطلب الصفح من ابنه، تليها وتسبقها اللحظة الدرامية الأهم التي تجمع الأم (كريمة مختار) التي تمثل الأم المصرية حق تمثيل، والساخطة على ابنها زينهم الذي أبى الامتثال لها وجمع في العرس المفاسد كلها (راقصة، بيرة، حشيش..) ونجد الشباب والشيخوخة في قصة الزوجين شوقي (حسن حسني) الشيخ العجوز الذي يتعاطى العقاقير لاستجلاب القوة والباه كي يليق بفتنة زوجته الشابة نسرين (مي كساب)، وسيجمع الفيلم العفاف مع الفجور في قصة سميرة (دنيا سمير غانم) التي تتحصن بزي شاب ناكرة انوثتها من جهة، وقائمة بأود عائلتها من جهة ثانية والتي ستتعرض إلى محاولة اغتصاب من قبل حسن الحشاش (باسم سمرة) الأمر الذي يدفعها إلى الدفاع عن شرفها بقتله.

سيجمع صانع الفيلم الأول احمد عبد الله، الضلال والهدى، والدين والدنيا، والهوى والطاعة أيضا في تلك اللحظة، فالراقصة نوجة (سوسن بدر) ستهتدي على يد الأم تائبة عن الرقص، في ليلة العرس قبل أن تموت وسترفض الراقصة أداء نمرتها في العرس إلى أن يجبرها زينهم على أداء نمرتها بالقوة، لكن اللحظة الدرامية العليا هي التي تموت فيها الأم (دراما الموت والحياة في لحظة العرس المبشرة بالولادة كما يفترض) فينقلب العرس إلى مأتم، فيبكي الابن على أمه التي ماتت وهي ساخطة عليه، لكن الطمع يدفعهم إلى إقناع زينهم بالسكوت على موتها، ومن بينهم العريس الذي يعيش سباق ستر الفضيحة، والمنولوجست صلاح ادم الذي يريد فرصة لإثبات موهبته الآفلة في رواية النكات، أمام نفسه وأمام ابنه، وأمين الجمعية حبشي (محمود الجندي) الذي يريد استعادة خسائره.. ينجحون أخيرا في إقناع زينهم والرقص والعربدة على جثة الام، لحين جمع النقطة. فينقلب المأتم إلى عرس مزيف. الفرح والترح بينهما حرف واحد، وشعرة واحدة هي الأمانة التي خانها الجميع باستثناء الزوجة صفية (روجينا) التي تترك شقة زوجها زينهم وهي تقول مودعة : انا صرت أخاف منك .. اللي يخون أمه يخون مراته.

يبقى أن نشير إلى ان صناع الفيلم، غفلوا عن مشهد يجمعون فيه العروس في بيت أخيها، وزفها منه، ووقعوا - بحسن نية، ما وقع فيه شخصيات الفيلم جميعا - بالاحتيال على النهاية التراجيدية، وهي النهاية التي تختتم بسرقة مال النقطة في لحظة غفلة عن الحارسين، وضياع المال والأخلاق، وهي نتيجة طبيعية للكذب على الحق والموت، فحبل الكذب قصير، إلى ابتداع نهاية أخرى، سعيدة للفيلم.

وهو احتيال لا يمكن مقارنته بنهايات بأفلام أجنبية ضمت نهايتين للفيلم مثل فيلم 'محامي الشيطان' The Devil's Advocate لمخرجه تايلر هاكفورد، فهو فيلم فانتازي. النهاية المزدوجة يمكن أن تقبل في أفلام كوميدية أيضا.

' كاتب من سورية

Wafa777_7@hotmail.com

القدس العربي في

04/01/2011

 

أمنيات العام الجديد2011

نبيلة عبيد تتمني العودة للسينما وسعيد صالح يحلم بالمسرح

كتب : محمد التلاوي 

مضت أيام وليالي 2010  بكل ما تحمل من أحلام ونجاحات وطموحات، الكل يتمني أن تحمل الأيام الأولي لعام 2011  بشائر تفاؤل وأمل في أيام أفضل ، وسعادة ترفرف فوق الجميع ، وإنجازات كبيرة نحو المستقبل، آخر ساعة سألت بعض نجوم الفن عن أحلامهم العامة والشخصية للعام الجديد.
الفنان عزت العلايلي
: عام 2010 انتهي بهمومه ونجاحاته وهذا العام كان عام نجاح بالنسبة لي وفي 2011  علي المستوي الشخصي أتمني الصحة والستر من ربنا والنجاح في العمل والتقرب إلي الله أكثر وأكثر أما علي المستوي العام أتمني أن تلتفت الدولة إلي الثقافة والسينما ويكون الاهتمام بهما أكثر من ذلك لأنهما بمثابة سلاح لنا. وأتمني أيضا أن ينهض المسرح وأن يشهد هذا العام عودة الدولة للإنتاج السينمائي.

نبيلة عبيد أكدت أنها متفائلة مع بداية كل عام وتتمني أن يشهد عام 2011  انتشار السلام في العالم كله وأن يشعر الناس بالطمأنينة وتتمني علي المستوي الشخصي أن يرضي الله عليها وأن تكون متواجدة في السينما في العام الجديد بفيلم هادف يفيد الناس.

سعيد صالح قال: أهم أمنية في 2011  أن يكون هناك تكافل اجتماعي أكثر من ذلك وأن الناس تحب بعضها وتتحقق كل آمال المصريين ويزداد الرخاء في بلدنا ، وتتوقف الحروب والصراعات في الدنيا كلها، أما أمنيتي الشخصية هي أن أعود إلي المسرح الذي أعشقه مرة أخري وأقدم عرضاً جيداً ينال إعجاب الجمهور.

وائل نور يقول: أتمني الصحة والستر والاستقرار في كل شيء ورضا ربنا ورضا أمي وأتمني أيضا أن أعود إلي السينما.

ميس حمدان قالت: علي المستوي الشخصي نفسي ربنا يبعت لي ابن الحلال وأتجوز وربنا يرزقني "ببنتين وولد" أما بالنسبة للعمل نفسي أعمل مسلسلا سوريا وأكون متواجدة في الوطن العربي كله، وأتمني أن يرزقني ربنا وأسرتي الصحة والعافية والستر، وان يعم السلام العالم كله.

الفنان أحمد عيد تمني أن يكون عام 2011 هو عام الزواج والاستقرار بالنسبة له مؤكدا انه "زهق" من العزوبية ونفسه يدخل القفص الذهبي، وتمني أيضا الصحة والستر.

شريف رمزي قال: أتمني الاستقرار المادي والعاطفي والأسري ونفسي أعمل فيلم أصل من خلاله إلي العالمية، وأتمني قبل كل ذلك رضا ربنا، وأن يحفظ بلدنا الحبيبة مصر.

عفاف شعيب قالت: أول أمنية أن ينعم الله علي أخي بالشفاء، أما الأمنية الثانية هي أن يعم الخير والسلام كل العالم ، وأن يحب الجميع بعضهم لأن الأخلاقيات والسلوكيات انهارت فاختفي الحب والوفاء والإخلاص.

الصحة والسعادة والستر هي من أهم أمنيات الفنانة اللبنانية "مروي" وتضيف إلي أمنياتها أن تكون 2011تكون سنة سعيدة علي كل الوطن العربي وتقول نفسي يرتفع رصيدي الفني هذا العام بتقديمي أعمالا ذات قيمة.

آخر ساعة المصرية في

04/01/2011

 

رانيا يوسف: لا مجال للشائعات في حياتي

كتب : محمد إسماعيل 

رصيدها الفني قليل ، ورغم ذلك ظلت تحيط بها الشائعات ، خصوصا بعد ارتباطها بزوجها الفنان والمنتج محمد مختار ، تقول إنها لا تهتم بما يقال ، مادامت تثق في خطواتها ، وتفعل ما لاتخجل منه ، وقفت أمام الزعيم عادل إمام في آخر أفلامه زهايمر، سألتها عن شعورها وهي تقف أمام هذا النجم الكبير.

قالت كنت سعيدة لأن الزعيم بنفسة اختارني لمشاركته بعد أن شاهد دوري في مسلسل حرب الجواسيس.. وكنت أشعر بأن قلبي هيقف من القلق ومن السعادة في نفس الوقت.

·         تردد بأن نيللي كريم هي التي كانت مرشحة لدورك مما تسبب في خلافات بينكما ؟

غير صحيح فأنا من كانت مرشحة لهذا الدور منذ البداية ولم تحدث خلافات بيني وبين نيللي كريم من الأساس تلك الشائعات تدهشني خاصة أنني ونيللي صديقتان.

·         هناك اتهام بأن ملابسك اعتمدت علي المبالغة وأنها كانت أقرب لعروض الأزياء؟

ملابسي في الفيلم كانت مناسبة تماما فأنا أقدم شخصية زوجة رجل أعمال فماذا يجب أن ترتدي ملابس مقطعة.

·         الكثيرون أكدوا أن زوجك محمد مختار هو السبب في ترشيحك للفيلم؟

زوجي لا يتدخل في شئوني الفنية نهائيا ولكن بحكم خبرته ألجأ إليه في كثير من الأحيان قبل خوضي في أي أعمال فنية لأن رأيه يهمني.. كما إنني وزوجي محمد مختار متزوجان منذ ما يقرب من13 عاما فلماذا تأخرت مساعدته أو إنتاجه لأفلامي كل هذا الوقت .

·         بمناسبة زوجك محمد مختار إلي أين وصلت مشكلتك مع الخادمة ؟

الخادمة قامت بسرقة مصوغاتي الذهبية وعندما قررت اتهامها رسميا لجأت إلي حيلة زواجها العرفي من زوجي محمد مختار وهو كلام غير صحيح ولا يصدقه عقل وهو ما تراجعت عنه مرة أخري في أقوالها وقالت إنها لجأت إلي هذه الكذبة لاستغلال شهرة زوجي في التشهير به.

آخر ساعة المصرية في

04/01/2011

 

ظلال ماريان خوري .. وأوجاع المرض النفسي

رسالة دبي:نعمة الله حسين 

افتح عينيك لتري العالم حولك.. افتح قلبك ليستوعب مدي المتغيرات التي تحيط بك  من كل جانب.. حاول أن تفهم أن العالم يتسع للجميع بمختلف  ثقافاتهم.. لغاتهم.. دياناتهم.. معتقداتهم.. فليس هناك أحد أفضل من الآخر إلا بما يفعله ويقدمه.

هذه الدعوة الموجهة من مهرجان »دبي« في دورته السابعة والذي اتخذ شعارا دائما له عبر دوراته السابقة »الجسر الثقافي« الذي يفتح آفاق الحوار لمزيد من المد والتواصل الإنساني والثقافي والحضاري.
هذه الدعوة لمزيد من اللقاءات
.. والحوارات.. والمشاهدات.. نجحت في أن تتوج هذه الدورة الناجحة لمهرجان »دبي« والذي رغم اهتمامه بالعروض العالمية يفتح المجال باهتمام بالغ علي السينما العربية بكل أنواعها واتجاهاتها.

ومن مميزات مهرجان دبي ثراؤه  الفني الشديد.. فإلي جانب الأفلام الروائية هناك أكثر من مسابقة تصلح كل منها في حد ذاتها لأن تكون مهرجانا قائما بذاته.. ومنها مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية.. والمهر العربي  فئة الأفلام القصيرة..

وفي إطار مسابقة الأفلام الوثائقية عرض فيلم »ظلال« لماريان خوري ومصطفي حسناوي.. وهو إنتاج مصري.. فرنسي.. مغربي.. إماراتي. وقد حصل علي جائزة »الاتحاد الدولي لنقاد السينما« فيبرسي.

أحداث الفيلم تدور داخل أروقة اثنتين من المصحات النفسية.. حيث يعالج الكثير من المرضي أصحاب الاضطرابات النفسية والذي يجب أن نعترف بأن المرض النفسي ليس بعيدا عن أي منا.. التحصين ضده قد لا تقوي عليه كل النفوس.. كما أن فقدان الأصدقاء.. أو الأهل والإحاطة السليمة بالرعاية والوعي في التعامل مع النفس البشرية كلها من شأنها أن تؤدي بأي إنسان إلي الوقوع في براثن »المرض النفسي«.

ماريان خوري.. ومصطفي الحسناوي.. قدما فيلما ربما يشكل صدمة لنا لعدم اعتيادنا الاقتراب من هذا الجانب.. إنه أقرب للتحقيق الصحفي لكن بدون شك الصورة الناطقة والحالات التي رأيناها كانت كافية لفطر القلوب.. بالإضافة إلي نجاح مخرجيه في كشف كل عورات »العلاج النفسي« ولا أقول »الجنون«.. ومدي حالة الإهمال والتسيب وعدم الاعتناء الحقيقي بالمرضي... الإدانة الصريحة التي وجهتها »ماريان« إلي الأطباء.. والأهل علي السواء.. الذين ألقوا بأقرب الناس إليهم في هذه المستشفيات ليتخلصوا منهم.. ومن رعايتهم.. والأسوأ أن هناك من أودعوا  هذه المستشفيات كي لا يحصلوا علي حقهم من »إرث« وذلك دون رحمة ولا شفقة.

وستظل صورة الأب العاجز الذي يبكي منهارا من حالة ابنه الذي يتعرض لهياج شديد.. أو الزوجة التي جرح الزوج كرامتها وكسر نفسها.. وعدم إعطائها حقوقها.. لكنها امتلكت الشجاعة لتتحدث عن حياتها الشخصية.. وأوجاعها في علاقتها الحميمية بزوجها كل هذا يجعلنا نتوقف أمام أشياء صغيرة تبدو لنا في الحياة .. لكنها كافية لكي تصيب العديدين بالمرض النفسي.

وبهذه المناسبة والحمد لله أن الجدل الذي دار مؤخرا حول مبني مستشفي الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية قد انتهي علي الأقل مؤقتا بأن تقرر ضمه إلي قائمة الآثار الإسلامية والقبطية.. حيث إن عمره يبلغ أكثر من مائة عام.

وكانت هناك جهات تنوي بيعه وهدم المستشفي ونقله إلي مدينة »بدر« وكأنه لايكفي المرضي وأهلهم مايلاقونه من عذاب.. فقرروا أن يزيدوهم عذابا بالبعاد.

والجدير بالذكر وكما تقول النبذة التاريخية المصاحبة للفيلم بأن أول مستشفي للأمراض العقلية في العالم بنيت في مصر والشام.

ولذلك  كم هو مؤسف الحالة المتردية للمرضي  النفسيين في مصر رغم الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي اعتمدتها الأمم المتحدة وقامت مصر بالتصديق عليها في أبريل 2008.

❊❊❊

بنات الخليج صورة جديدة مشرقة وجميلة للمرأة العربية في عالم الفن والسينما.. تنبئ بمستقبل واعد. وكم كان جميلا أن تفوز في مسابقة المهر الإماراتي اثنتان الأولي »نجوم الغانم« وحصلت علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمها »حمامة«.

والثانية »نايلة الخاجة« عن فيلم »ملل« وهو أول فيلم إماراتي يصور خارج دولة الإمارات وهذه هي بداية النهضة السينمائية والفنية التي سوف تشهدها منطقة الخليج علي أيدي شبابها فتيانا .. وفتيات.

»نايلة الخاجة« فتاة إماراتية بسيطة.. وإن كانت أحلامها كبيرة.. وكثيرة.. وقد نجحت »نايلة« أن تقدم في فيلمها »ملل« مجموعة كبيرة من السينمائيين الشبان خرجت بهم إلي مابعد حدود بلادهم وذهبت للهند وبالتحديد في منطقة »كيرلا« ذات الطبيعة الساحرة لتروي حكاية زوجين شابين في رحلة شهر العسل.

و»نايلة« لم تكتف  بالإخراج في فيلمها بل قامت ببطولته مع الفنان الإماراتي »غسان الكثيري« الذي عمل في أكثر من فيلم أجنبي.

إن »نايلة« تؤمن بدور السينما في معالجة القضايا الاجتماعية التي تهم الشباب في المقام الأول.. وهي تستعد حاليا لتصوير فيلم وثائقي جديد بعنوان »مروية« وهو عن »ماء زمزم« مما سيكون له تأثير كبير علي مستوي العالم.

❊❊❊

أطفالنا الصغار.. أحبابنا.. من أجلهم  نعيش ونحلم بمستقبل أفضل صغارنا مازالت الحدوتة تسحرهم وتمثل لهم عالما من الخيال يهربون إليه.. يحلمون به علي نفس المنوال الذي كنا نعيشه .. ونعايشه.. وفي افتتاح القسم أو البرنامج الخاص بسينما الأطفال الذي حمل البهجة للصغار والكبار وافتتح بالفيلم البريطاني »كسار البندق« للمخرج الروسي أندريه كوتشالوسكي الذي ولد في موسكو عام 1973 وفاز آخر أفلامه الطويلة »منزل الحمقي« عام 2003 بالأسد الفضي من مهرجان فينيسيا.

الفيلم متعة بصرية وفنية لحدوتة قديمة قدمتها فرق الباليه العالمية علي أشهر مسارح العالم. والأحداث تدور في فيينا في بداية العشرينات عن الفتاة »ماري« ذات التسع سنوات والتي تعيش مع شقيقها الوحيد في المنزل الكبير.. الأبوان في حالة انشغال دائم ولذلك عندما يهديها الخال »البرت« في ليلة عيد الميلاد هدية عبارة عن كسار البندق..  لتبدأ المغامرة باكتشافها بأن هذه اللعبة مسحورة من الفأر الشرير وأمه.. لتدخل ماري وشقيقها عالم القوارض لتنقذ كسار البندق وأهل المدينة التي حكم عليها الجرذان بحرق لعب الأطفال فيها.. لتكون السحابة السوداء  حاجبة للشمش والنور.

إن العالم إذا  اختفت منه ضحكة الصغار.. وضاعت أحلامهم.. وتحطمت لعبهم.. لأصبح بالتأكيد عالما بشعا لامكان للحياة فيه.

آخر ساعة المصرية في

04/01/2011

 

نيكول كيدمان تنافس 4 ممثلات علي الجولدن جلوب

ماجدة خيرالله 

بين خمس ممثلات مرشحات لجائزة الجولدن جلوب عن أفضل دور أول في فيلم دراما،  يبرز اسم نيكول كيدمان عن أدائها الرائع في فيلم "حفرة الأرنب" للمخرج جون كاميرون ميتشل، أما بقية المرشحات فهن "هال بيري" عن فيلم"فرانكي وأليس"، وجينيفر لورنس عن فيلم"عظام الشتاء" وميشيل ويليامز عن فيلم" الفالنتين الحزين"و"نتالي بورتمان" عن الفيلم التحفة "البجعة السوداء" وهو الفيلم المرشح بقوة لجائزة أفضل فيلم، وغالباً سوف ينال ترشيحا للأوسكار! ومن الملاحظ أن اسم نيكول كيدمان قد ابتعد كثيرا عن قوائم الترشيحات للأوسكار والجولدن جلوب خلال الثمانية أعوام الأخيرة، حيث نالت أوسكار أفضل ممثلة عن فيلم "ساعات"HOURS  الذي قدمته في عام 2002 وكان من الممكن أن تكون فرصتها كبيرة هذا العام في الحصول علي الجولدن جلوب، لولا وجود فيلم البجعة السوداء لنتالي بورتمان التي تعتبر منافسه قوية جدا هذا العام، لبقية المرشحات!

فيلم حفرة الأرنب، وضع له السيناريو"دافيد ليندساي اباري"، وتبدأ أحداثه بعد ثمانية أشهر من وفاة طفل صغيرفي حادث مؤلم، أصاب والديه بحالة مستمرة من الحزن والوجوم، وتبدو الأم "بيكا" أو نيكول كيدمان، وكأنها تحاول أن تسيطر علي أحزانها، فتقوم بزارعة حديقة منزلها، بعناية، تلك الحديقه التي كان يلعب فيها طفلها الراحل، والتي مر خلالها مخترقا البوابة وهو يجري خلف الكلب الذي كانت الأسرة تقوم بتربيته، يحدث هذا في نفس لحظة مرور سيارة مسرعة يقودها شاب مراهق، تصدم الطفل وترديه قتيلا في الحال، قبل أن تستوعب والدته ماحدث!السيناريو لم يقدم مشاهد الحادثة، ولكن المتفرج يعرف تفاصيل ما حدث من روايات الآخرين، ومن خلال بعض التفاصيل الدقيقة، وبعض جمل الحوار، وذلك عندما يقول "هاري" الممثل "آرون إيكهارت" لزوجته، أريد عودة الكلب للمنزل، فلم يكن مسئولاً عن وفاة الولد، إنه مثل كل كلاب الدنيا يمكن أن يجري عندما يشاهد سنجابا، وكان لابد للطفل أن يجري خلفه، ماحدث كان قدرا محتما، أريدك أن تعيدي الكلب للمنزل فأنا أفتقده جدا وكان ابننا يحبه، ولاأوافقك في محاولة التخلص من كل مايذكرنا بأنه كان لدينا طفل صغير، إنك تتخلصين من ملابسه ولعبه وأشيائه الصغيرة، وكأنه لم يكن هنا بالمرة!

❊❊❊

يذهب الزوجان إلي جلسة علاج نفسي جماعية، تضم بعض الآباء الذين فقدوا أطفالهم، يتحدث كل منهم عن تجربته مع غياب طفله أو طفلته، ويشارك الآخرين آلامه، ولكن تبدو "بيكا" او نيكول كيدمان غير مقتنعة بجدوي تلك الجلسات، بل تسخر من حالة الاستسلام التي يبدو عليها الآباء وتصل سخريتها حداَ لايطاق يدل علي توترها النفسي، عندما تقول إحدي الأمهات، محاولة تهدئة نفسها لقد أخذ الله طفلتي لتنضم للملائكة، فتقول نيكول كيدمان، ولماذا لايخلق الله ملائكة آخرين، بدلا من أن يأخذ أطفالنا؟ وتقرر ألا تعود مرة أخري لحضور تلك الجلسات، التي لم تغير حالة الاكتئاب التي تعيشها طوال ثمانية أشهر!بل إنها تزداد شراسة في معاملة الآخرين ، ومنهم أمها التي تتذكر وفاة شقيقها وتقول لها لقد مرت سنوات علي وفاة شقيقك وأنا أحتمل غيابه، الأمر يكون في البداية قاسيا ولكن بعد ذلك يستطيع الإنسان أن يتعايش، فتصرخ فيها نيكول كيدمان، وتقول لها لاتقارني ابنك بابني ، فلقد مات ابنك وهو في الثلاثين من عمره نتيجه تعاطيه للمخدر، بينما مات ابني وهو طفل لايزيد عمره علي أربعة أعوام ولم يفعل شرورا أو آثاما، ولكن الأم تقول في هدوء مهما يكون مافعله شقيقك فهو ابني علي كل حال! والغريب في الأمر هو ماحدث بعد ذلك فقد أخذت "بيكا" أو نيكول كيدمان تطارد شابا مراهقا، وتتبعه عند ذهابه للمدرسة أو عودته منها، وقد لاحظ الشاب المراهق ذلك، وقررمواجهتها في يوم ما، وسألها هل تريدين التحدث معي؟

❊❊❊

تلتقي "بيكا" مع هذا الشاب المراهق وتجلس معه في حديقة عامة،  تبدو هادئة رقيقة مهتمة لأمره، تسأله عن مدي تقدمه في دراسته، وعن هواياته فيخبرها أنه يقوم بإعداد كتاب يتضمن رسومات"كوميكس"، ويبدو عليها أنها متحمسة لمتابعة مايتضمنه الكتاب، الذي يحمل اسم "حفرة الأرنب "، فيخبرها أنه يدور حول حكاية متخيلة عن عالم قام بعمل ثقوب تقود الي مجرات مختلفة، وعندما يموت هذا العالم يبحث عنه ابنه الطفل من خلال تلك الثقوب أو الحفر، فلا يجده لأنه قد مات ولكنه يجد آخرين يشبهونه، إنه مايسمي بالواقع البديل، هذا الشاب المراهق الذي تحرص الأم نيكول كيدمان علي لقائه والاهتمام بأمره، هو نفس الشاب الذي كان يقود سيارته بسرعة وتسبب في موت طفلها! تلك السيدة التي تعامل كل الناس بمن فيهم زوجها بقسوة وتحاول أن تلقي اللوم علي الجميع ، تتحول إلي شخص آخر مع الشاب الذي تسبب في موته، بل تبدو متعاطفة معه، وكأنها تحاول أن تريحه من عذاب الضمير وتساعده علي أن يبدأ حياته من جديد، وهو الأمر الذي يراه زوجها تصرفا غريبا وبعيدا عن المنطق، ولكنه كما يبدو من أحداث الفيلم كان السبيل الوحيد لراحة تلك الأم المكلومة التي وجدت في قاتل ابنها الواقع البديل!

❊❊❊

الفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية الصادقة وقد برعت نيكول كيدمان في التعبير عن الحالات النفسية المختلفة لتلك السيدة الشابة التي فقدت طفلها، فاختل توازنها النفسي، ولكن دون أي مبالغة في الأداء ولاصراخ ولاعويل، كيف تعبر عن المشاعر الداخلية المضطربة، هو درس في الأداء يمكن أن يكون مفيدا لبعض ممثلاتنا اللائي يعتقدن أن التمثيل هو الصراخ والتشنج والنحيب.

آخر ساعة المصرية في

04/01/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)