حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أبطال الفيلم ينتظرون ردّة فعلٍ إسرائيليّة غير مسبوقة

«وادي الذئاب ــ فلسطين» قنبلة موقوتة بدأ عدها التنازلي

دبي ـــ علي محيي الدين

يُثير فيلم «وادي الذئاب» أكثر الإنتاجات تكلفة بتاريخ السينما التركيّة، والذي تصل ميزانيّته إلى 20 مليون دولار، الكثير من الجدل في أوساط الإعلام العالمي، فقصّة الفيلم مرتكزةٌ على حادثة الاعتداء الإسرائيليّ على سفينة «مرمرة» التركيّة، من ضمن أسطول الحريّة الذي كان محمّلاً بمُساعدات لقطاع غزّة الفلسطينية.

وحبكته تدور حول عمليّة فريق «كوماندو» تركيّ تُلاحق الضابط العسكريّ الإسرائيلي الذي أمر بالهجوم على قافلة أسطول الحريّة.كانت شركة «بانا فيلم»، المنتجة للفيلم قدّ جهّزت مختلف المواقع في الأراضي الفلسطينيّة بغاية تصوير الفيلم قبل عمليّة الاعتداء التي حصلت في 31 مايو 2010.

وعليه قام بهادي أوزدينير، كاتب السيناريو بإعادة صياغة الحبكة كي تُصبح عمليّة الاعتداء تلك محور الفيلم الجديد، وعندما سُئل أوزيدينير عن سبب تغييره النصّ، كان جوابه: «نحن نريد أن نحرّك ضمير العالم، نريد الحريّة لشعب فلسطين البريء والمعذّب الذي يعيش حياة غير إنسانيةّ بما يُمكننا أن نسميّه أكبر سجنٍ في العالم».تمّ تصوير أحداث الفيلم في مدينتي أضنة وتارسوس بفريق عملٍ بلغ 400 شخص.

وقد صرّح مسؤولو شركة الإنتاج بأنّهم قاموا باستكشاف العديد من المناطق في سوريا ولبنان وتركيّا وبلغاريا، ووقع اختيارهم بعد ذلك على هاتين المدينتين بسبب نسيجهما التاريخيّ، وطُرُقهما والحضارة المحلّية فيهما. وقد جذبت عمليات التصوير أكثر من 3000 سائح إلى منطقة «شيحة كريم» المجاورة لتارسوس حسب صحيفة زمان اليوم التركيّة.

وقد صرّحت صحيفة «الوطن» اليومية، أنّه من المقرر أن يبدأ عرض الفيلم في 28 يناير. وتم تصوير جزء منه على متن السفينة التركية مرمرة التي شهدت هجوم الجنود الإسرائيليين على النشطاء المؤيدين لحقوق الفلسطينيين. والفيلم استثمار لنجاح مسلسل تلفزيوني أثار الجدل.

وتناول قصة جاسوس تركي خيالي يدعى بولات ألمدار يسافر إلى إسرائيل لملاحقة المسؤولين عن الهجوم على سفينة مرمرة. وأثار المسلسل نزاعاً دبلوماسياً في يناير الماضي بين تركيا وإسرائيل بسبب حلقة أظهرت جنوداً إسرائيليين، وهم يخطفون أطفالاً وقال نقادٌ إن الفيلم قد يؤدي الآن إلى تجدد التوتر بين البلدين، لكن مخرج الفيلم زبير ساسماز يرى أن أي أزمة يثيرها الفيلم ستكون قصيرة.

نسخة العراق

وفي جزء سابق من الفيلم كان بعنوان «وادي الذئاب ـ العراق»، أُرسلت الشخصية الرئيسية بولات ألمدار، الذي تصفه وسائل إعلام إسرائيلية بأنه رامبو التركي، لملاحقة قائد عراقي أمر بمهاجمة جنود أتراك في العراق. وقد تمّ إنتاج الفيلم سنة 2008.

ولقي نجاحاً باهراً في الأوساط التركيّة، إلا أنّه تعرّض لانتقادٍ شديد من الولايات المتّحدة التي عبّرت عن استيائها من المشاهد التي تُظهر الجنود الأمريكان سعداء وهمّ يقتلون المدنيين في أحد الأعراس، أو وهم يفجّرون مسجداً أثناء وجود المصلّين فيه، فضلاً عن مزيجٍ بين الصور الواقعيّة وأخرى تمّ إنتاجها حول الممارسات الأميركيّة في سجن أبو غريب.

حبكة الفيلم

بعد أن يرفض أسطول الحريّة، المحمّل بمساعدات إنسانيّة لغزّة، العودة عن قراره بالتوجّه إلى المدينة، يتعرّض الأسطول لهجومٍ من قبل قوات البحريّة الإسرائيليّة.

وفي مشهدٍ دراميّ، يُدافع ناشطو السلام عن أنفسهم، إلا أنّهم يتعرّضوا للقتل بأسلحة الجنود الإسرائيليين، لذا يتوجّه فريقٌ عسكريٌّ تركيّ إلى إسرائيل للقيام بملاحقة القوى الإسرائيليّة التي نفّت عمليّة الاعتداء بتوجيه من موشيه بن أليعازر.

المسلسل

تدور أحداث المسلسل التركي في مكان مظلم وموحش بأطراف اسطنبول، حيث تتم أقذر عمليات المتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وعمليات غسيل الأموال والمتاجرة بالبشر.

ويعدّ «وادي الذئاب» من أفضل المسلسلات التي ظهرت على التلفزيون ووسائل الإعلام التركية، فقد أجمع عليها الاختيار من المشاهدين والنقاد.

كما تم إنتاج فيلم بنفس الاسم عام 2006 وأثار جدلاً واسعاً للإشارات الصريحة عن التعذيب في السجون ودور شركات الأمن الخاصة، وقد عرض الفيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي، ومعروف أن الفيلم حقق دخلاً قارب 28 مليون دولار وبلغت تكلفته حوالي 10 مليون دولار.

تدور أحداث الجزء الأول من «وادي الذئاب» حول شخصية علي كندان الذي يقوم بدوره الممثل نشأت شاشماظ وهو الطفل الذي تم انتشاله من الملجأ، ويتحوّل بعد ذلك إلى ضابط مخابرات، يطلب منه عن طريق رئيسه المباشر أن يتوغل في عملية سرية بقلب المافيا التركية فيما يعرف باسم مجلس الذئاب.

ولتبدأ الرحلة كان لا بد أن يموت علي ويولد بشخصية جديدة، وبعد مجموعة من عمليات التجميل لتغيير ملامح وجهه يولد بولات، ويبدأ في التقرب من زعماء المافيا والتسلل إلى غرف عملياتهم لمعرفة مخططاتهم ويتعرف إلى سليمان شاكر رجل المافيا المعروف بعد أن ينقذه من موت محتوم.

ويصبح ذراعه الأيمن ويشكل الاثنان معاً فريقاً مميزاً داخل المافيا.يُذكر أن المسلسل بعد عرضه أثار أزمة دبلوماسيّةً بين إسرائيل وتركيّا على خلفية مقطع مؤلف من دقيقتين أظهر اختراق البطل داراً للسفارة الاسرائيلية وقتل عدد من الموظفين هناك، بعد أن اختطف رجال «الموساد» أحد الأطفال.

وبنتيجة هذا المقطع استدعت اسرائيل السفير التركي وعاملته معاملة سيئة وصفت بـ«الإذلال» قبل أن وتعتذر بشكلٍ رسمي من تركيا إثر التهديدات التي وجهتها تركيا لإسرائيل في حال عدم تقديمها اعتذار خطي بسحب السفير التركي.

وقد ردّ بطل المسلسل نيجاتي شاشماز، المعروف بمراد علم دار، إن إسرائيل عجزت عن تحمل مقطع من دقيقتين واعتبرته «معادياً للسامية واليهود، وموجّه ضد إسرائيل»، مبيناً أنه يترقب ردة فعلها على الفيلم الجديد الذي تبلغ فترة عرضه 120 دقيقة.

البيان الإماراتية في

31/12/2010

 

ضمن فعاليات ديوانية الأفلام في نادي الكويت للسينما

العنزي يحلل "عذابات آنا" للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان 

ضمن فعاليات ديوانية الأفلام، عرض نادي الكويت للسينما الفيلم السويدي الشهير عذابات آنا، ضمن خماسية سينمائية يعرض خلالها خمسة من أفلام المخرج والمؤلف والمنتج العالمي انجمار بيرغمان (1918-2007) وهي بالإضافة إلى عذابات آنا: الختم السابع، بيرسونا، العار، و أخيراً التوت بري.

الفيلم من تأليف بيرغمان أيضاً، ومن بطولة ماكس فون سيدو وليف أولمان وبيبي اندرسون وجوزيفسون إيرلاند، وهو من انتاج عام 1969ومدته 100 دقيقة.

قدم للفيلم مدير نادي السينما.الزميل الناقد السينمائى عماد النويرى .

وعقب على الفيلم رئيس قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور علي العنزي، الذي طرح في البداية تساؤلات عن سبب التئام شمل عشاق الفن السابع حول بيرغمان مجيباً بالقول، "إن أسباب لا حصر لها تدعونا لتدارس بيرغمان أبرزها أن كبار المخرجين على رأسهم كوبولا، كوبريك، سكورسيزي وودي آلان وغيرهم، عشقوا أفلامه بسبب جمال صورها ومهاراته السينمائية وروعة مؤلفاته، واعتبروه عبقرية لا يمكن الاقتراب منها وكأنه شيء مقدس". وقال "رغم أن بيرغمان اعتبر أن اتجاهات العنف الهوليوودية في السينما العالمية هي اتجاهات شكلية تستدرج المشاهد الى قرار غبي وغير واع، إلا أن ثلاثة من أفلامه حصدت الأوسكار"، وبلغت أعماله 44 فيلماً ونحو 100 مسرحية وعشرات الأعمال التلفزيونية التي قدمها برؤية جاوزت قواعد العمل الفني، وانكب على كتابتها بنفسه كأعمال ادبية أشبعها فلسفة وفكرا وتأمل واندهاش".

وأشار العنزي إلى أن فيلم عذابات آنا الذي عرضه نادي السينما، يعد واحداً من أجمل أفلام بيرغمان وهو جزء من ثلاثية تتضمن Hour of the Wolf و Shame، وتدور أحداثه حول البطل أندرياس (ماكس فون سيدو) الذي يعيش في عزلة في الجزيرة، بعد أن تخلت عنه زوجته في وقت ما سابق، وجمعته في منزله الجديد علاقة صداقة جديدة بعائلة تسكن على مقربة من كوخه الجديد، وتتكون أسرة جاره من الزوج أليس (جوزيفسون إيرلاند)، وهو مهندس معماري ناجح يحب الرسم؛ والزوجة إيفا (بيبي أندرسون)، وصديقتهم الفضلى آنا (ليف أولمان )، التي تتعافى من حادث سيارة راح ضحيته زوجها وطفلها.

أقام البطل أندرياس في بداية الفيلم علاقة عابرة مع زوجة جاره إيفا، وهي امراءة جميلة يتضح أنها تخفي تعاسة وحزنأ في قرارة ذاتها الملتاعة. إنها تحب زوجها ولكنها ترى أنه يهملها و "أن لا لزوم من قبله، لها في حياته ".

ويمضي العنزي موضحاً أن بيرغمان قدم عقب هذه النزوة، حكاية حب جديدة يخوضها أندرياس بجدية أكثر مع الجريحة آنا التي ستشاركه الحياة في كوخه، وتعيش ظروفاً اجتماعية مشابهة لظروفه؛ فهو مطلق وهي أرملة.

يتضح من سياق الفيلم السويدي المترجم للإنجليزية، أن أنا إمرأة شهوانية تتحدث كثيراً عن ضرورة السعي لتحقيق الكمال الروحاني، وتدعي أن "الكمال" كان متوفراً في زواجها المفقود، لكن شفافيتها الدينية هذه يواكبها غموض أخلاقي، إذ أنها تمارس التضليل مع حبيبها الجديد أندرياس مدعية مثالية علاقتها بزوجها الأول رغم دراية أندرياس التامة عبر رسالة أخذها من محفظتها، بضعف زواجها وحقيقته الواهنة والمتضعضعة، وأن زوجها المتوفى حاول بحسب الرسالة من دون جدوى تركها، بسبب مطالبها العاطفية غير المعقولة التي كان يحذرها منها زوجها، والتي كان "من شأنها أن تؤدي الى العنف العقلي والنفسي، والجسدي".

ورأى العنزي أن لدى بيرغمان نوع خاص به من التشويق المتصاعد من أحداث عادية، كما أنه يملك وسائل رائعة في إعداد وتقديم مشهد شخصياته، ليصبح، كمخرج هو الخالق الذي يبحث عن سرية خاصة في ذواتها تدفع المتفرج لتخمين معناها والوصول الى القلب منها؛ مشيراً إلى شخصية أندرياس التي تعد أكثر الشخصيات الرئيسية الأربع، ظهوراً في مشاهد الفيلم، إلا أنها أقل الشخصيات بوحاً، حيث أن ما يكشفه بيرغمان عن سيرتها (وهو عن طريق الفلاش باك) كان وجيزاً وهو أن البطل خرج من السجن مؤخراً بتهمة التزوير، وضرب شرطي، وانفصل عن زوجته التي كانت تتهمه بأنه "مصاب بسرطان الروح.. ولديك أورام في جميع أنحاءك"، ولم يتم تأكيد أو نفي ظروف البطل الضحية والجاني في الوقت عينه أو تأكيدها في سياق الفيلم، لينتهي الفيلم بحقيقة واحدة بعيدة كل البعد عن الحياة الخاصة للبطل، وهي حقيقة حملتها مجمل أفلام بيرغمان منذ فيلمه الأول "الختم السابع"، وتتمثل في نقاش فكري يحمل إشباع فلسفي دسم مع عشاق الفن السابع، يكون فيه لكل مشهد من المشاهد أكثر من فكرة وأكثر من رأي في تحليله، حول الأسئلة الوجودية التي يطرحها، عن وجود الإنسان على هذه الأرض، ما هي مهمته، وإذا كان هناك سبب أصلا لوجوده.

ومضى العنزي يقول أنه رغم إلحادية أسئلة بيرغمان وقسوتها الظاهرة، إلا أنها تحكي لنا عن أوروبا وتاريخها المخزي في النصف الأول من القرن الماضي، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وحصدها لملايين الأرواح البريئة، مبيناً أن بيرغمان كإنسان عاصر تلك الأحداث العظام وأخذ يطرح هذه الأسئلة بنفسه لعله يجد جواباً أو يظل في تيهه يبحث عن النور في الظلام المطبق، ولعل هذه الأحداث الكبرى هي التي أوحت له بفيلمه العظيم التجريدي «الختم السابع»، الذي أطلق شهرته للعنان، وهي الأحداث نفسها التي جعلت بيرغمان في نهاية عذابات آنا يصور البطلة آنا بعد أن تعمق يقينها الإيماني تطلب في نهاية الفيلم من أندرياس أن يترجل في العراء والخلاء من سيارتها، وسط بيئة شديدة الكآبة والوحدة، ظهر يوم ماطر، في منتصف أرض صحراوية طينية يظهر في كادرها شجرة متساقطة الأوراق تشبه شجرة صمويل بيكيت في مسرحيته العبثية في إنتظار جودو، حيث تتركه آنا وتنطلق بسيارتها مسرعة وكلها يقين، وكأنها تقود حملة تبشير أو بعثة مسيحية اندفعت واثقة الخطى نحو الوعظ، فيما ظل أندرياس أسير شكه يترنح في الخلاء كالثمل، تائه في فلك أسئلة غيبية وبشرية لا أجوبة لها في أعماق النفس البشرية.

وذكر العنزي إن عذابات آنا وهو الثاني بالألوان من أفلام بيرغمان، وقد كانت ألوانه كئيبة مصفرة في الغالب، ورمادية شتوية اسكندنافية في النهار، فيما سيطر البني العميق السواد والأخضر الداكن على بعض المشاهد، وبرزت لطخات من الدم الحمراء في كثير من المشاهد بصورة تدفع إلى الكآبة وعبثية الحياة التي شعر بها الشبان الأوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال العنزي إننا أمام شخصيات مشحونة بالقلق والغموض وقصص الحب غير المكتملة، لكن ذلك يجب أن لا يحول دون وعينا لتأطير بيرغمان للفيلم ضد عالم الحروب والعنف، برغم أن الحرب تم التعامل معها كمنمنمة في الفيلم وذلك عبر صورة تلفزيونية عابرة لمشهد من حرب فيتنام في واحد من أبرز المشاهد، مشيراُ إلى أن موقف بيرغمان من العنف كان حاضراً في الفيلم وتم عرضه أيضاً من خلال إحدى ثيمات الفيلم الفرعية، المتمثلة في سلسلة المجازر التي ارتكبتها شخصية مجهولة كانت تطوف الجزيرة بشكل عشوائي تشنق الكلاب، وتجز رقاب الخراف، وتشعل النيران بالخيول، بصورة حولت القرية إلى جحيم شيطاني.

وأشار العنزي إلى أن بيرغمان استخدم تقنية إخراجية جديدة في الفيلم يبدو أنها تحمل أهدافاً ترنو إلى تأمل أفكار الفيلم لا حكايته، عبر قطع الفيلم بحوارات طبيعية مع الأبطال الأربعة غير مرتبطة بالخيط العام للفيلم، كانت خلالها الانقطاعات كخطوات الى الوراء يطلب فيها المخرج من الشخصيات الأربعة الرئيسية تقديم تصورهم حول الدور الذي يلعبونه. وليس من المعروف بالضبط أسباب إقحام هذه اللقاءات في وسط الفيلم، ولكن المؤكد أنها جعلت الأحداث وسط بين الواقع وخيال. وقد ادعى بيرغمان في حوار صحافي قديم أن إضافة هذه المشاهد للفيلم لم تكن من منطلق توعوي أو حتى كنوع من أنواع القطع البريختي، بل كانت تعبيراً عن تقديره الشخصي لنجومه، ولا سيما ماكس فون سيدو وليف أولمان وبيبي اندرسون، الذين ساهموا كثيرا في العديد من أفلامه، ورغم كل ما سبق فإن النتيجة الدرامية البريختية لهذه الوقفات لا تخفى على مخرج بحجم بيرغمان.

وأردف العنزي أن تقدير بيرغمان للمثلين وروعتهم يتضح في منحه كل واحد منهم لحظات استثنائية من الحقيقة السينمائية، في مناجاة أنثروبولوجية ثرية ومليئة بالصور الدرامية ودواخل الشخصيات ومنعرجات النفس التي تعاني العزلة مرة والحرمان والصمت، وهذه سمة رئيسة من السمات المميزة لأعمال بيرغمان، التي يسجلها بكاميرا لا تتحرك، مسجلاً ولادة الشخصية من خلال تعبيرات الوجه والحوار. مشيراً إلى أن بيرغمان قدم في عذابات آنا نماذج لقدرته على صياغة الشعر عبر الكاميرا والحوار الفلسفي المدهش وتداخل السؤال الفلسفي بالأسئلة الروحانية لشخصياته التي هي انعكاس لشخصيته وشخصيات أخرى في الواقع كما يراه.

وقال العنزي إن فهم بيرغمان عصي، لكن سبر حياته الخاصة قد يساعد في ذلك؛ فشخصية بيرغمان مربكة ومتناقضة؛ فمثلاً تضاءل إيمانه تدريجياً رغم أنه عاش جواً دينياً بروتستانتيّا مليء بالتأويلات الدينية المسيحية على يد والده القس البرتستاتني، وفي بعض أعماله يبدو منتقداً للمتدينين كما بدى ذلك في فيلمه الختم السابع، بينما في فيلم آخر نجده يقدمهم على أنهم ملائكة كما في صرخات وهمسات. ومضى العنزي يقول إن بيرغمان يبدو تارة مهتم في اختيار أفضل أفلامه، وتارة أخرى يردد بأن أفلامه لا تستهويه وأنه لا يرغب بمشاهدتها مرة أخرى، وأسرياً نجده يؤكد في كل مناسبة حبه اللانهائي لزوجته أنغريد بيرغمان، إلا مغامراته العاطفية تكررت مرارا. ورغم أنه لم يكن من المؤمنين، إلا أنه تمنى عندما كبر في العمر أن يصبح متدينا، وأن يجد الإجابات على أسئلته، وهو مالم يتمكن البطل أندرياس من تحقيقه في الكادر الأخير من عذابات آنا.

مدونة "سينما اليوم" في

31/12/2010

 

أفضل خمسة أفلام بوليوودية في العام 2010

ترجمة: إسراء الردايدة / عمان

شهد العام 2010 كثيرا من الصعود والهبوط في شباك التذاكر خصوصا في بوليوود، حيث تحولت بعض المشاريع الكبيرة إلى كوارث، ومشاريع أخرى صغيرة سطع نجمها بعدد من النجوم الصغار الذين شاركوا فيها.

هذا العام شهد إطلاق العديد من الأفلام الهندية على نطاق واسع وحول العالم، وحققت غالبيتها إيرادات عالية مثل دابانج "Danbang"، و"جولمال3" ""3 Golmaal، و"راجنييتي" "Raajneeti"، وفيلم "اسمي خان" "My Name is Khan"، و"حدث ذات مرة" في مومباي" Once Upon A Time In" Mumbaai"، والمنزل الممتلئ "Housefull"، وأكره قصص الحب "I Hate Luv Storys".

كما وشهدت أفلام أخرى نجاحا معتدلا مثل "انجان انجان" "Anjaana Anjaani"، وفيلم "Atithi Tum Kab Jaoge"، و"BadmaashCompany"، و"Ishqiya" و"Khatta Meetha" و"Peepli Live".

ولكن بقدر النجاح الذي تم تحقيقه من جميع هذه الأفلام كانت التالي لها الحضور الكبير في شباك التذاكر، وبدور العرض الهندية وفقا لمبيعاتها في شباك التذاكر وهي:

- "دابانج" Dabanngg: ويحكي قصة ضابط شرطة فاسد، وتدور أحداثه في ولاية أوتار براديش ويتعامل مع الممارسات غير القانونية فيها، وهو للمخرج أباهيناي سينغ والبطولة والممثل الشهير سلمان خان والممثلة سينها سنوكاشي. وحقق إيردادت ضخمة في الأسبوع من عرضه الأول، كما احتلت موسيقاه كل محطات الإذاعة وقنوات الموسيقى والعروض المسرحية أيضا.

- فيلم عشق Ishgiya: ويحكي قصة حب تدور بين زوجين وفيها طرف ثالث ومؤامرة تحاك ضدهما، وتتسلل ببطء لتلقي الضوء على واقع الحياة في الريف الهندي بتوصر فريد.

عرض الفيلم في كانون الثاني (يناير) من العام الحالي، وهو من إخراج ابهشيك شوباي، وتمثيل نصر الدين شاه وفيديا بالان وارشاد وارسي، وهذ الشخصيات الرئيسية الثلاث للفيلم في سيناريو ضيق. وأغنية الفيلم "Dil Toh Bachcha hai Ji" أسهمت في نجاحه وحققت مبيعات ضخمة أيضا.

- فيلم "Once Upon a Time In Mumbai" أو "حدث ذات مرة في بومباي" يحكي هذا الفيلم قصة رجلين من العصابات، احدهما من الماضي، والآخر من العصر الحديث، حيث يكافحان من أجل البقاء على قيد الحياة في عالم الجريمة في بومباي.

والفيلم حقق أرباحا بطيئة، وتسارعت وتيرتها حتى إنه نال عدة جوائز وحاز على إعجاب النقاد. أبطال الفيلم هم آجاي ديفاغان وايران هاشمس وكانجا رانوت وبارتشي ديسي ورانديب هودا واخرجه ميلا لوثاريا.

- فيلم "Raajneeti" أو السياسة:

وهو بطابع سياسي أنتجه وأخرجه براكاش جها ومن بطولة اجاي ديفجان ومانوج باجباي ورانبيير كابور وأرجون رامبال وكترينا كايف ونصر الدين شاه، وكان حظه جيدا جدا في شباك التذاكر.

ويحكي الفيلم قصة رجل على وشك أن ينال شهادة الدكتوراه وينخرط في عالم السياسة والخدع والأكاذيب والقتل لتحقيق الأهداف، والفيلم اطلق في حزيران (يونيو) الماضي، وانتشر لباقي المدن الهندية، وحقق إيردات ضخمة لقصته التي لامست واقع الحياة السياسية الهندية.

- فيلم "Peepli Live" أو "حياة بيبلي":

فيلم يناقش انتحار المزارعين وتعامل وسائل الإعلام والسياسة مع هذه الظاهرة، وهو من كتابة وإخراج انوشا ريزاف وانتاج شركة عام خان لفنتاج.

الفيلم من بطولة نصر الدين شاه واوكمار داس وراجهابور ياجف وشالينا فازتا وماليك شونوي، وأحداثه تدور عشية الانتخابات الوطنية في قرية بيبلي الهندي، حيث يقوم اثنان من المزراعين، من الذين فقدوا أراضيهم عبر قروض من الحكومة ولم يقدروا، على سداد فوائدها بطلب المساعدة من سياسي محلي غير مبال، حيث يقترح عليه الآخر الانتحار للاستفادة من برنامج حكومي يدفع لعائلات المنتحرين في المينة.

ويسمع أحد الصحافيين في ما يحصل، ويبدأ بالتنقيب والبحث وراء المشكلة من أجل حلها ومساعدة المزارعيين المحليين.

الفيلم مختلف عن القضايا التي اعتادت بوليوود طرحها كل عام، وهو ما أسهم في رفع إيراداته، وشارك في مهرجانات عالمية مثل مهرجان صندانس وتنافس فيه أيضا على جائزة أفضل فيلم أجنبي.

عن موقع: http://www.bollywood-stars.net/

الغد الأردنية في

31/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)