حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

قارورة العسل ليلى طاهر:

تزوّجت 5 مرات وفشلت!

القاهرة - مصطفى ياسين

أطلق عليها الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس لقب «قارورة العسل» وسماها الكاتب الراحل جليل البنداري «إيفا غاردنر» الشرق.

هي معادلة من النضارة والموهبة، الالتزام والحضور. امرأة لا يعرفها الخريف، ويخاصمها الفشل. ثروتها تفاؤل لا يختفي قمره! رحلة عطاء فني ومشوار جميل صنعا لها بصمة وشخصية.

إنها شرويت مصطفى فهمي المشهورة بليلى طاهر، مواليد حي شبرا في 13 مارس (آذار) وخريجة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية.

في الحوار التالي تكشف لنا طاهر عن الوجه الآخر بكل أحلامه وناسه وذكرياته بعيداً عن الفن.

·         اسمك الحقيقي شرويت، ما معناه؟

أصله تركي، لأن لوالدي جذوراً تركية، ومعناه الوردة المفتّحة والنفس الصافية.

·         ما أبرز ذكرياتك عن حي شبرا الذي ولدت فيه؟

أحد أجمل الأحياء الشعبية في القاهرة وأشهرها، أقصده من حين إلى آخر لأستعيد ذكريات جميلة، فلا أنسى مثلاً العم مصطفى بائع الفول والطعمية والعم زكريا الخردواتي وسيد أبو عيشة الذي كنا نشتري منه الآيس كريم.

·         ما هو ترتيبك بين إخوتك؟

الأولى وبعدي ولد وبنت، أي كما يقولون «البكرية».

·         كيف عشت طفولتك؟

بـ{برستيج» لأني كنت طفلة وقورة ومتّزنة بسبب مكانتي كأخت كبيرة يفترض فيها التحلي بالعقل والحكمة، بالتالي لم أكن ألعب.

·         هل كنت تتمتعين بوضع خاص لدى والديك؟

طبعاً، فأنا فرحتهما الأولى وساد علاقتنا الصدق والاحتواء، إلا أنهما حمّلاني المسؤولية عن شقيقيّ وعن البيت عندما كانا يخرجان، كذلك الأمر عندما أخرج مع شقيقيّ أكون مسؤولة عنهما وعن راحتهما وتلبية احتياجاتهما.

·         ماذا كانت مهنة الوالد؟

كان مهندساً ميكانيكياً، درس سبع سنوات في أوروبا، لذا كان عقله متحرراً ومتطوراً وسابقاً لعصره ومنحنا الحرية في التفكير والتعبير والإحساس بكل شيء نريده، مع ذلك لم يتخلّ عن كونه مصرياً. أذكر أنه أصرّ على إدخالي إلى إحدى المدارس العربية ورفض التحاقي بمدرسة فرنسية كي أتحدث بلغة بلدي ويكون لديّ انتماء كما كان يقول.

·         ما أهم صفة تعلّمتها منه؟

الاعتماد على النفس وأذكر عبارة كان يرددها: «يوم ما أمد إيدي لأي شخص أقطعها»، لهذه الدرجة كانت لديه عزة نفس وكان يقول لي دائماً: «عيشي في حدود إمكاناتك».

·         كيف تلقيت خبر وفاته؟

شكّل أكبر صدمة في حياتي، فقد كان أبي عائداً إلى منزلنا الجديد في حي المبتديان حين صدمته سيارة أمام دار الهلال ونقل إلى المستشفى في حالة خطيرة، وكنت أسمع عبر الهاتف في كل لحظة خطورة حالته إلى أن جاءني خبر رحيله فأصبحت لديّ عقدة من الهاتف ويفزعني رنينه حتى في ساعات النهار، وفي حياتي العادية لا أستخدمه إلا في الضرورة القصوى.

·         هل أثّر رحيل الأب على شخصيتك؟

إطلاقاً لأني أضع ما تعلمته منه أمام عيني، خصوصاً الاهتمام بالدراسة والعلم. أذكر أنه كان دائم الشجار مع عمي الذي كان يهوى التمثيل وكثيراً ما نهره بالقول: «لا تفسد البنت بأفكارك وكلامك»، وعندما شعر أن في أعماقي رغبة في احتراف الفن قال: «لا مانع لكن خدي الشهادة أولاًً».

·         هل كنت تشعرين بجمالك وأنت طفلة؟

في المدرسة كان الأساتذة يطلقون عليّ لقب «الطالبة المبتسمة» وكنت مدللة، لكن لم يؤثر هذا الأمر عليّ أبداً.

·         حدثينا عن والدتك.

كانت سيدة عظيمة تعلّمت منها الحبّ وكانت الصدر الحنون الذي لا يضيق بي عندما تضيق الدنيا، كنت أقسم بحياتها وأوفي القسم «ولو على رقبتي».

·         هل كانت قريبة من مشاعرك أم ثمة مسافة فصلت بينكما؟

لم أشعر أنها أمي إنما أختي الكبيرة وصديقتي.

·         هل صحيح أنك كنت تنتظرين يوم الخميس من كل أسبوع للذهاب إلى السينما؟

نعم وكنت أقصد سينما الأهلي والشرق في السيدة زينب أو سينما شبرا ودوللي في شبرا. آنذاك عشقت أفلام ليلى مراد وفاتن حمامة وكمال الشناوي وكنت أنفق مصروفي على شراء صورهم وأعلّقها في غرفتي.

·         هل كنت متفوّقة في المدرسة؟

دائماً. لم أكن أستطيع ممارسة هوايتي في ارتياد السينما إلا إذا ذاكرت واجتهدت وأحرزت مجموعاً كبيراً في درجاتي المدرسية، فهذا كان شرط والدي.

·         لماذا التحقت بمعهد الخدمة الاجتماعية؟

حصلت على 70% في الثانوية العامة وكان يمكن أن يدخلني هذا المجموع كلية الطب إذ طالما حلمت بأن أكون طبيبة، لكن زميلاتي دخلن الفرع الأدبي فشاركتهن خيارهن ما قضى على حلمي، بالإضافة إلى أنني عندما كنت في الثانوية العامة تزوجت.

·         كم كان عمرك؟

حوالي 17 عاماً وكان زوجي تاجراً ويسكن في جوارنا في شبرا، طلب يدي فوافقت من دون تفكير شرط ألا أنقطع عن الدراسة، فوافق لكنه تراجع عن وعده بعد الزواج وبعدما أصبحت حاملاً، فاضطربت العلاقة بيننا وكان الطلاق هو الحل، هكذا وجدت نفسي وحيدة وأماً لابني الوحيد أحمد وأنا في الثامنة عشرة من عمري.

·         كيف تحمّلت مسؤولية الأمومة والدراسة وأنت في هذه السن الفتيّة؟

كانت لدي إرادة قوية بالإضافة إلى أن والدتي ساعدتني في تربية أحمد.

·         ماذا أكسبتك تجرية الزواج والطلاق المبكر؟

جعلتني صاحبة رأي. في الماضي كنت أوافق «على طول الخط» وأقول نعم ولم أكن أتفوه بـ «لا» أبداً.

·         وماذا حدث بعد ذلك؟

بقيت سنوات من دون زواج، وفي عام 1959 التقيت المخرج حسين فوزي وتزوجته لأنه كان طوق نجاة لي من الإحساس بالوحدة بعد الطلاق وسنداً لي في تلك المرحلة التي التحقت فيها بالفن في سن صغيرة، إذ كانت علاقاتي العامة ضعيفة وشعرت بالحاجة إلى شخص يساعدني في رحلة الحياة.

·         لماذا إذاً تم الطلاق بينكما بعد ثلاث سنوات؟

على رغم كونه طيباً وحنوناً إلا أنه لم يكن يحبّ الأطفال ما سبّب مشكلة في علاقتنا خصوصاً أن ابني أحمد هو كل حياتي.

·         وبعد ذلك?

تزوجت الكاتب الصحافي الراحل نبيل عصمت، وتمت حفلة الزفاف في منزل المطرب الراحل فريد الأطرش الذي غنى لنا في تلك الليلة، إلا أن الزواج لم يستمرّ أكثر من عام لأن عصمت فضّل أن يكون وجودي في البيت على حساب عملي.

·         ما سبب تعدد زيجاتك؟

حبي الشديد للحياة الأسرية والاستقرار. تربيت على هذه الصورة وحاولت قدر المستطاع ألا يحدث انفصال في كل زواج لكن سوء الحظ كان صاحب الكلمة الأخيرة دائماً.

·         ثم تزوجت الفنان يوسف شعبان وقلت في حوار أجري معك إنه أجمل قصة حبّ في حياتك، فما الذي جذبك إليه؟

«مش عارفة»، يحدث الحب فجأة من دون أن نخطط له.

·         ووقع الطلاق بينك وبينه ثلاث مرات إلى أن تزوجت الملحن خالد الأمير.

صحيح، للأسف لم يستمرّ زواجي به أيضاً.

·         ألم تتعلمي من فشلك?

لا وهذا اعتراف صريح مني. أنا فاشلة كزوجة ولا أدري السبب.

·         هل ساهم فنك في حدوث شرخ في علاقاتك الزوجية؟

بل كان السبب في زواجي بسرعة، فأنا امرأة شرقية وأم ولي أسرة لا بد من أن تفخر بي وتحترمني، لذلك أرتعب من الإشاعات في الوسط الفني وأتجنب أي مكان يسبب لي مضايقات.

·         ما الصفة التي تجذبك في الرجل؟

شعوري بالأمان معه وأن يكون رجلاً مسؤولاً يمكن الاعتماد عليه.

·         والصفة التي تزعجك؟

الكذب.

·         في عواطفك... هل أنت رومنسية أم عملية؟

رومنسية جداً.

·         في حوار معك سئلت: هل الغدر من طبيعة الرجل؟ فأجبت: ليس الغدر فحسب ولكن الرجل يخطئ في كل شيء من دون أن يحاسبه أحد!

ربما كنت آنذاك أعاني من زواج فاشل مررت به.

·         هل شعرت بالخوف عندما تزوج ابنك أحمد؟

بالعكس، أكره الشخص المرتبط بأمه زيادة عن اللزوم، منذ طفولته زرعت فيه قيمة غالية هي أن تكون له شخصية مستقلة، ولم أفرض مرة رأيي عليه إنما أنصحه وأوجهه، ثم انتظرت طويلاً لحظة زواجه لأني لم أنجب بنتاً فأصبحت زوجته ابنتي، أما أجمل هدية حصلت عليها فهي أحفادي الذين أمارس طفولتي الضائعة معهم.

·         نلاحظ أنك تحبين الحيوانات.

بل أعشقها، خصوصاً القطط والكلاب.

·         ما سر نضارة ليلى طاهر؟

ما من سر، فأنا أتقدّم في السنّ وأتغير ويتضاءل جمالي مع انقضاء كل سنة من عمري. أؤمن بأن لكل مرحلة جمالها الخاص وأن الناس يحبونني لذلك أنا جميلة في عيونهم.

·         تكره كل امرأة عاماً جديداً يضاف إلى عمرها، ماذا عنك؟

أحب كل عام جديد، لأنه يضيف إلي خبرة وتجربة في الحياة.

·         ما رأيك بالجراحة التجميلية؟

«ما تهونش عليّ نفسي» وأخاف منها.

الجريدة الكويتية في

24/12/2010

 

مؤلّف الشوق وبطله سيد رجب:

توقّعت جائزة سوسن بدر

القاهرة - فايزة هنداوي

فاز أول سيناريوهاته، «الشوق»، بجائزتي الهرم الذهبي في «مهرجان القاهرة السينمائي» وأحسن ممثلة للفنانة سوسن بدر، كذلك حاز دوره في الفيلم إعجاب النقاد والجمهور.

إنه السيناريست والممثل سيد رجب. عن هاتين الجائزتين وأسباب اتجاهه الى كتابة السيناريو كان اللقاء التالي معه.

·         لماذا فكرت في كتابة السيناريو، بعد سنوات طويلة من التمثيل؟

أكتب القصة القصيرة منذ فترة طويلة، وكان فيلم «الشوق» في البداية عبارة عن قصة قصيرة كتبتها متأثراً بسكان الأحياء البسيطة في مصر، وعندما نُشرت في مجلة أميركية، وجدت تشجيعاً كبيراً على تحويلها الى مشروع أكبر، ووجدتها بالفعل تصلح كنواة لفيلم روائي طويل، فكتبت السيناريو الذي تحمّس له المخرج خالد الحجر.

·         هل كنت تتوقّع جائزة الهرم الذهبي؟

كانت هذه الجائزة مفاجأة سارة، لكني عندما كتبت الفيلم كنت واثقاً في أن دور «أم شوق» لو أدته ممثلة قوية ستحصل من خلاله على جائزة، وبالفعل جسّدته سوسن بدر بشكل متميّز.

·         قيل إن الجائزة مُنحت للفيلم مجاملة لفرنسا بسبب مشاركتها في الإنتاج، ما ردّك؟

لم تشارك فرنسا في الإنتاج، ولكنها منحت الفيلم 110 آلاف يورو بعد مشاركة السيناريو في مهرجان «كان»، وهي منحة عينية وليست مادية تمكّنا من خلالها استخدام تقنيات مثل المؤثرات الصوتية وغيرها، ولو في الأمر مجاملة لكان من الأَولى منح الجائزة لفيلم فرنسي.

·         ما رأيك في الهجوم الكبير على «الشوق»؟

أرى أنه هجوم غير منطقي، ولا بد من مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه، خصوصاً أن هذا الهجوم اعتمد على صورة من أصل أكثر من 80 صورة للفيلم على شبكة الإنترنت.

·         لماذا رُوّج للفيلم باسم «روبي وكوكي»، على رغم أن سوسن بدر هي بطلة الفيلم الحقيقية؟

هذه حسابات إنتاجية لا علاقة لي بها. أما من جهتي، فقد كنت أؤكد باستمرار في جميع وسائل الإعلام أن سوسن بدر هي بطلة الفيلم.

·         رأى نقاد كثر أن في الفيلم درجة كبيرة من الكآبة والسوداوية، فهل تتفق معهم؟

نعم. الفيلم واقعي قصدت من خلاله كشف واقعنا بشكل مكثّف وصادم، كي يشعر الناس بحجم المشاكل التي نحياها. ولا أرى عيباً في وجود فيلم سوداوي، إذ لا بد من التنوّع في ظل وجود عشرات الأفلام الهزلية، ثم إن «الشوق» لم يخل من لحظات السعادة والتي جمعت بين شوق والشاب الذي أحبّته، إلا أن الواقع كان لهما بالمرصاد.

·         تساءل عدد من المشاهدين عن شرب أهل الحي الخمور يومياً على رغم فقرهم الشديد.

للأسف هذا هو الواقع في كثير من الأحياء الشعبية ومن يذهب إليها سيجد نسبة تعاطي الخمور والمخدرات كبيرة، إذ يهرب سكانها من خلالهما من واقعهم المرير ويصرفون جزءاً كبيراً من دخلهم لشرائهما.

·         لماذا لم نرَ أي شخصيّة إيجابية بين شخصيات الحي كافة؟

أرى أن الشخصية التي أداها محمد رمضان والتي خرجت من الحي لتحقيق طموحها بالارتقاء إلى حياة أفضل، شخصية إيجابية جداً أخذت قرارها ونفّذته بالفعل.

·         رأى البعض أن «الشوق» ركّز بشدة على العلاقات الجنسية المشوّهة في الحي.

هذه العلاقات موجودة بالفعل، وقد ظهر من خلال الفيلم أنها تنتج من ضعف إنساني وليس من انحلال أخلاقي، وكان المقصود بها التركيز على كيفية استغلال «أم شوق» لكل المشاكل الموجودة في الحي بهدف خضوع سكانه لها.

·         اتُّهم الفيلم بالمط والتطويل، خصوصاً مع تكرار مشاهد تسوّل البطلة وبعض الجمل الحوارية، فما ردّك؟

لم يكن عدد مشاهد التسول في السيناريو كبيراً، وبعض الجمل التي تكرّرت كانت مكتوبة مرة واحدة، لكن ثمة دائماً رؤية لكاتب السيناريو وأخرى للمخرج تظهران في الفيلم، ثم إن المخرج هو الذي يختار الإيقاع وليس لي أن أتدخّل لأن دوري ككاتب سيناريو ينتهي عند الاتفاق النهائي على الفيلم.

·         ما المبرّر الدرامي برأيك لتراجع البطلة عن زيارة أهلها، خصوصاً أنها لجأت بعد ذلك الى التسوّل؟

المبرر الدرامي هو أنها لم تتمكّن من مواجهة ماضيها، كونها متحدّرة من أسرة مستواها الاجتماعي مرتفع، وعندما أحبت شخصاً فقيراً رفض أهلها زواجها به لعدم ملاءمته لها، إلا أنها أصرت وراهنت على الحب، مؤكدة أن ظروفهما ستتحسن مستقبلاً، وهذا ما لم يحدث فخسرت رهانها، ما يعني أن جميع خياراتها فشلت لذلك تراجعت.

·         وجد بعض من مشاهد الفيلم أن «أم شوق» شخصية شريرة، ولم يتعاطف معها على رغم أنها فقيرة ومقهورة، فهل قصدت ذلك؟

«أم شوق»، بحسب رؤيتي، امرأة ذكية وتتمتع بقوة شخصية مكّنتها من السيطرة على الشارع ووضعه تحت سطوتها، أما ما وصل الى البعض فمرتبط برؤية المخرج.

·         أثناء كتابتك السيناريو، هل كنت ترى نفسك في دور «أبو شوق» الذي أديته في الفيلم؟

أنا في الأساس ممثل، لذلك كنت أجسّد كل الأدوار في ذهني أثناء كتابتها، وقد أحببتها جميعاً، إلا أن المخرج خالد الحجر اختارني لدور «أبو شوق».

·         لماذا لم يشارك «الشوق» في مهرجان دبي على رغم أنه تم قبوله؟

لأنه كان علينا أن نختار بين «مهرجان دبي» أو «مهرجان برلين»، ففضّلنا برلين، كذلك نحاول المشاركة في مهرجان «كان».

·         هل تتوقّع أن يحقّق الفيلم إيرادات كبيرة في السينما؟

لا تعنيني الإيرادات، لأنني حققت حلمي بتنفيذ الفيلم كما كنت أتمنى، ورصدت المشاكل والواقع، وجسدت دوراً جيداً. كذلك، من المعروف أن الإيرادات ليست دليلاً على جودة العمل الفني.

·         ما هي آخر أعمالك السينمائية؟

انتهيت من تصوير دوري في فيلمَي «أسماء» مع هند صبري، و{صرخة نملة» من إخراج سامح عبد العزيز، ثمة أيضاً مشروع سيناريو جديد سأبدأ بكتابته قريباً.

الجريدة الكويتية في

24/12/2010

 

بعد التعاقد مع إمام ومكي وعز

هل تتحدّى الشركة العربيّة قانون منع الاحتكار؟

رولا عسران

قبل مرور أسبوع على تصريحات أحمد حلمي حول نيّته صناعة فيلم يجمع نجمي الكوميديا في مصر أحمد عز ومحمد سعد، أعلنت المنتجة إسعاد يونس نجاحها في التعاقد مع الأخيرين لإنتاج فيلم سينمائي لهما ومع عمرو عبد الجليل لبطولة فيلم «بالألم» مع أحمد عز، فهل سيعيد تعاقد «الشركة العربية» مع هؤلاء النجوم فكرة الاحتكار ثانيةً؟

خُيّل للبعض أن تصريحات حلمي أحد ضروب الخيال، إذ ليس سهلاً الحصول على توقيع سعد وعز، خصوصاً سعد، فما بالك بالجمع بينهما! كما أعلن حلمي، مستغلاً موافقة عز السابقة على مشاركة السقا بطولة فيلم «المصلحة»، إلا أن هذه الفكرة أصبحت حقيقة بعدما سبقته «الشركة العربية» إلى تنفيذها، فسجلت انتصاراً سيتيح لها حصد إيرادات ضخمة، لا سيما أنها متعاقدة من الأساس مع أحمد مكي وعادل إمام.

جاء تعاقد إسعاد يونس مع النجوم الثلاثة قبل مرور شهر على قرار أصدرته «غرفة صناعة السينما» بالإجماع ويقضي بمراعاة استقطاع نسبة 10٪ من النسخ ومنحها لشركات أخرى مستقلة عنها، عند توزيع شركات التوزيع الأفلام، ذلك بعد شكوى رفعها عمرو عثمان، صاحب بعض دور العرض، وطالب فيها بتحويل سبع شركات للمحاكمة بتهمة تقييد التوزيع السينمائي في مصر من خلال ممارسة الاحتكار، بناء عليه أصدرت لجنة الممارسات الاحتكارية قراراً بمنع الاحتكار ومقاضاة من يلجأ إليه قانوناً، وهذا ما دفع «غرفة صناعة السينما» إلى إصدار قرار مشابه.

هل يمكن اعتبار تعاقد «الشركة العربية» مع النجوم بمثابة تحدٍّ للقرار الصادر في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؟ خصوصاً أن أفلام هؤلاء ستُعرض في دور عرض «الشركة العربية» فحسب، بالإضافة إلى أفلام عادل إمام وأحمد مكي المتعاقدين معها مسبقاً، فيما تعرض أفلام أحمد السقا المتعاقد مع وائل عبد الله، وكريم عبد العزيز المتعاقد مع هشام عبد الخالق، في دور عرض «الثلاثي». هكذا تصبح الكفة الأثقل هي لـ «الشركة العربية».

لا احتكار

يؤكد المسؤول الإعلامي في «الشركة العربية» عبد الجليل حسن أن نجاح هذه الأخيرة في التعاقد مع أبرز النجوم لا يعني احتكاراً لأن التعاون يقتصر على فيلم واحد، ولن تعرض أفلام النجوم جميعها في موسم واحد، بعدما أصبح العرض يمتدّ على أيام السنة، يضاف إلى ذلك أن «الشركة العربية» تحرص على عرض أفلامها في دور عرض لا تملكها وفي مقدّمها «غودنيوز»، ما ينفي عنها تماماً شبهة الاحتكار.

يضيف عبد الجليل أن الشركة ليست على علم بنية حلمي التعاقد مع هؤلاء النجوم، مشيراً إلى أن «الورق» الجيد هو الكلمة الفصل أولاً وأخيراً في حماسة أي نجم للتعاقد مع أي جهة، لا سيما أن «الشركة العربية» تقدم سيناريوهات متميزة لنجومها ما يسهل التعاقد معهم.

قرار

يرى المنتج والموزع هشام عبد الخالق أن قرار «غرفة صناعة السينما» لا يهدف إلى حماية الصناعة، كما يتخيل البعض، لأنه يلغي دور الموزع، ويتساءل: «ما معنى أن تُعرض الأفلام كافة في دور العرض جميعها؟».

يضيف عبد الخالق: «لا أعرف إن كان هذا القرار اتخذ بناءً على أسس ودراسات مسبقة، لكنه لن يقضي على الاحتكار بل سيسهم في اشتعال الحرب بين جبهات التوزيع التي ستتحول بدورها إلى حرب على الجمهور».

بدوره، يتحدى المنتج والموزع وائل عبد الله أي فنان يقول إن فيلمه سحب من دور العرض ويحصد إيرادات لصالح فيلم آخر، مؤكداً أن «هذا الأمر لن يحدث لأنه باختصار ليس لصالحنا».

عافية

يوضح رئيس «غرفة صناعة السينما» منيب شافعي أن الاحتكار يقضي على صناعة السينما ويجب محاربته بالطرق كافة، وأنه سيتصدى في الفترة المقبلة لأي محاولة لاحتكار السوق سواء من «الشركة العربية» أو «المجموعة الفنية المتحدة»، مضيفاً أن صناعة السينما ستسترد عافيتها بهذا القرار الجديد.

باعتباره رئيس «جهاز السينما»، يقف ممدوح الليثي في موقف محايد في هذه القضية، ذلك أن دور العرض الخاصة بالجهاز لن تتأثر بالقرار الجديد، كونها محايدة في الأساس وتعرض أفلام الجبهتين، إنما «قد يتأثر السوق كله إيجاباً إذا طُبق القرار الجديد ومُنع الاحتكار» على حد تعبيره.

الجريدة الكويتية في

24/12/2010

 

الطريق الدائري...

ارتباك في فيلم طموح

محمد بدر الدين

لفت الفيلم الروائي الطويل «الطريق الدائري» الأنظار في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الأخير، وهو الأول لمخرجه وكاتبه تامر عزت الذي سبق أن قدم أفلاماً قصيرة أثارت نقاشاً جاداً بين النقاد ومتذوّقي السينما.

من الواضح في «الطريق الدائري» روح مخرجه الفنية وطموحه ورغبته في صناعة فيلم سينمائي يتميّز بالتجديد والمغامرة والجدية، لذا استحقّ احترام المشاهدين، لا سيما أنه نجح في السيطرة على العناصر الفنية في الفيلم من تصوير وإضاءة وقّعهما شريف هلال إلى موسيقى تامر كروان، كل منهما موهوب في مجاله، بلوغاً إلى مغامرة أخرى في محلها هي أداء نضال الشافعي دور البطولة للمرة الأولى، فأثبت أن الموهبة على قدر المهمة وأنه يتمتع بمقدرة وكفاءة في أداء دور صعب بتوفيق ودقة إلى جانب بقية الممثلين، خصوصاً فيدرا (أو فرح) وسامية أسعد والنجم عبد العزيز مخيون في دور قصير لكن مؤثر.

إلا أن الارتباك شاب السيناريو، على رغم حسن النية في الفيلم. في البداية، نحن أمام عصام (نضال الشافعي)، الصحافي الشريف المقاوم للفساد ويندرج ضمن كتيبة الشرفاء المقاومين في المجتمع الذين قدمتهم السينما المصرية منذ بروز انحرافات ما يسمى بـ «سياسة الانفتاح الاقتصادي» في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي لغاية اليوم، إذ رأينا الضابط الشريف (عزت العلايلي) في «أهل القمة» (1981) إخراج علي بدرخان عن قصة نجيب محفوظ، البطل الشريف (عادل إمام) في «الغول» (1982)، إخراج سمير سيف وتأليف وحيد حامد، كان صحافياً أيضاً وواجه حوتاً آخر من حيتان الانفتاح والنهب من دون وازع أو رادع. الأمثلة كثيرة في السينما المصرية، لكن قد تختلف المعالجة الدرامية أو مصائر الأبطال...

يعاني الصحافي عصام في «الطريق الدائري» من مشكلة تمسك بخناقه هو وزوجته الشابة (أداء بسيط ومرهف للممثلة سامية أسعد) تكمن في إصابة طفلتهما الوحيدة بفشل كلوي وحاجتها الماسة إلى إجراء جراحة عاجلة (زرع كلى)، إنما كلفتها عالية. أما المفسد (أو الغول) هذه المرة فهو رجل الأعمال وصاحب مصانع الأدوية المعروف رفعت رضوان (مخيون)، الذي تحيلنا شخصيته فوراً إلى قضية أكياس الدم الفاسد المعروفة، التي ارتبطت برجل الأعمال الدكتور هاني سرور.

يقاوم الصحافي عصام عبر مهنته وتحقيقاته الصحافية، في جريدته «الحقيقة»، انحرافات وجرائم من بينها مسألة الفلاتر الطبية التي تسبّب الوفاة لمرضى الفشل الكلوي، ما يزعج رجل الأعمال رفعت ورجاله ويروحون يبحثون عن حلّ لإيقافه، فيدسون في حياته «أميرة» (فيدرا التي أتقنت دورها) وتنسج معه قصة حبّ بالتدريج.

يبدو للجمهور أن كلاً منهما عايش القصة بصدق، قبل أن نعرف الخديعة لاحقاً، إلا أن الفيلم يستدرك أن مشاعر أميرة نحو عصام تحولت فعلاً إلى هذا الإحساس الصادق، بعدما بدأت بهدف الإيقاع به وتصويرهما على نحو يسيء إلى الرجل المتزوج.

أحد غرائب الفيلم هنا أن أميرة قدمت نفسها لعصام باعتبارها زوجة يسافر زوجها شهرين ويعود لمدة أسبوعين، بينما يتضح في النهاية أنها مطلقة، وكانت الحقيقة هنا أسهل للإيقاع بعصام حتى كرجل شريف، يفترض فيه التردد قبل خيانة زوجته.

أحد أخطاء الفيلم، تلك المغامرات المبالغ فيها والتقليدية للغاية والتي لا تليق بفيلم يحاول صاحبه تجديداً، نعني اقتحام عصام شركة رجل الأعمال وخوض معارك مفتعلة مع رجاله الأشداء ووصول عصام إلى رجل الأعمال نفسه وإجباره، تحت التهديد، بدفع مليون جنيه للحصول على تكاليف الجراحة لابنته (حوالى 200 ألف جنيه) وعندما يسأله رفعت: «لماذا باقي المليون؟» يجيبه: «لا أعرف».

فهل قرر عزت فجأة أن يحوّل بطله من رجل شريف إلى رجل حائر بين الطريق الشريف وبين أن يحيد عنه، ليس تحت ضغط عملية طفلته فحسب، إنما لتلبية احتياجات أخرى؟

لذلك قلنا إنه فيلم حسن النية، لكنه أصيب مراراً «بارتباك شديد».

الجريدة الكويتية في

24/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)