حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما المصرية..

تتويج لجهود صناع السينما في مائة عام

بقلم : د. صبحي شفيق

منذ تأميم الاستديوهات ودور العرض الكبري، وهناك جهود عنيدة يبذلها سينمائيون مناضلون في سبيل إنشاء «سينماتيك مصرية»، علي غرار السينماتيك الفرنسية، لأن علاقتنا بالأخيرة لم تنقطع حتي اللقاء الذي تم بين المنتجين، وعلي رأسهم الأستاذ منيب شافع، رئيس غرفة صناعة السينما، والدكتور خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومي للسينما بمصر.

هذا اللقاء، ثم المبادرة العملية من الوزير الفنان فاروق حسني، وكذلك تشكيل لجنة للإشراف علي المشروع برئاسة فاروق عبدالسلام، كل هذا تتويج لجهود من كانوا يضفون الأسس التي يرتكز عليها مشروع السينماتيك، وفي مقدمتهم عبدالحميد سعيد، الذي توفي في صمت القبور، والدكتور عبدالمنعم سعد، وبعد هذا الرعيل الأول، جاء الرعيل الثاني، وفي مقدمته علي أبو شادي، ثم الدكتور مجدي عبدالرحمن، ومجدي واحد من قلائل المتخصصين في تكنولوجيا الصورة، لا علي الصعيد القومي فحسب، بل علي مستوي الشرق الأوسط بأجمعه، وهو مناضل لا يكل، ولا يكف عن متابعة القرارات الجمهورية الخاصة بمساهمة الدولة في دعم السينما، وفي حفظ التراث، ولنذكر كيف قام بترميم فيلم المومياء، لنحصل علي نسخة كأنها خرجت من المعمل اليوم، وهو أيضاً الذي مد جسراً بين السينما المصرية الحقيقية لا سينما الحواديت ونمر السيرك- وبين السينما الأمريكية الطليعية، بالتعاون مع أحد روادها المعاصرين: «مارتن سكورسيزي» ويرجع إليه الفضل في الحصول علي هذه النسخة الجديدة من المومياء، وأسأل: أين مكان مجدي في هذا المشروع؟ مجرد سؤال.

سؤال آخر يتعلق باختيار قصر الأمير عمر طوسون، القصر كان مدرسة شبرا الثانوية، وقد درست بين جدرانها، ومعي رفيق رحلة العمر الموسيقار بليغ حمدي، والناقد الكبير عبدالنور خليل، والممثل أبو الفتوح عمارة، والمكان رائع وتكتمل معالمه لو امتد كوبري من القصر إلي شاطئ النيل، بموازاة هيئة الكتاب ودار الوثائق القومية، لأنك لو قلت لأحد هواة السينما: سيعرضون فيلما طليعياً- مثلاً، لو وجد، في شبرا ربما انفجر ضاحكاً، لكن لو قلت ان السينماتيك بجوار المباني الشاهقة من بنوك وفنادق وهيئة كتاب، وانها علي كورنيش النيل، عندئذ يرتسم الجو العام للمشروع.

وسأتصور ان مبني السينماتيك قد وصل إلي مرحلة التشطيب، وهنا يبرز سؤال: أي معدات وأي فريق عمل، وأي نوع من الأفلام، أي من هذا كله سيتوافر في جهاز السينماتيك، إدارياً وتكنولوجيا؟

لابد من صحوة تحدث في أوساطنا السينمائية، لتنفتح مصر علي التطور المذهل في صناعة السينما علي مستوي العالم، فنحن ندخل في عصر الإرسال عبر الألياف الضوئية، والفيلم يصل إلي دور العرض من الشركة المنتجة الأم مباشرة، لا علب ترسل، ولا حتي أقراص صلبة «DVD» لا شيء من هذا، فالفيلم يرسل علي نحو ما يصل إلي الكمبيوتر هذا الزخم من الصور والمعلومات والأفلام والأغاني ورسائل الأصدقاء إلخ، إلخ.

والإرسال عبر الألياف يعني نهاية القنوات التي تبدأ بواسطة الكابلات، ففي خلال فترة زمنية وجيزة لن يكون «الدش» هو المستقبل، بل ستكون في يدك رقيقة «Ship» كالشريحة في المحمول، وتحرك أرقام القنوات، لتصلك بضعة آلاف منها، ولن يكون هناك التليفزيون الحالي العلبة، وإنما العرض سيتم علي شاشة عريضة، تعمل أربع شباك ليزر علي تضخيم الصورة لتصبح مساحة الكادر 5.2 متر ارتفاعاً و5.3 متر عرضاً ويمكنك ان تحمل هذه الشاشة إلي أي مكان في البيت تود ان تشعر بالراحة وأنت تتابع العرض.

وبالنسبة لدور العرض- والسينماتيك تخضع للنظام العالمي للعروض السينمائية- أقول بالنسبة لدور العرض، يصل الفيلم إلي رأس جهاز العرض، فيخزنه كما هو الحال في القرص الصلب «Hard disk»، وترسل الشركات المنتجة حزمة تحتوي علي عشرات الأفلام دفعة واحدة، فيعرض أصحاب دور العرض الجديدة، وهي دور تحتوي علي عشرات الشاشات، يعرضون فيلما علي هذه الشاشة، وآخر علي تلك الشاشة، والفيلم الذي يلقي رواجاً يستمر، والفيم الذي يعرض عنه الجمهور يحفظ، هذا هو نظام دور العرض المتعددة الشاشات، أي: «MULTIPLEXES».

هنا نواجه مشكلة لا تتعلق فقط بالسينماتيك، بل بصناعة السينما بشكل عام، وهل لدينا بضعة مليارات من الدولارات لنؤمن إيصال الأفلام إلي دور العرض المتعددة القاعات؟ أي شراء: أجهزة عرض بنظام الضغط «Complession» ودفع اشتراك سنوي للشركات الأم؟

اقتصادياً، نحن في مواجهة احتكار هوليوود للعروض السينمائية علي مستوي كوكبنا هذا «الأرض» وفي وثيقة رسمية، نشرت أجزاء منها بالقاهرة منذ ثلاثة أعوام، وعنوان الوثيقة: «إعادة صياغة العقل البشري»، «Choping the humman mind».

وتنص الوثيقة علي شراء أراض أينما توجد صناعة سينما قومية كبري، لإقامة دور العرض متعددة الشاشات، ثم شراء 49% من أسهم الشركات المنتجة الكبري في أوروبا وأسيا، ولو رجعنا إلي احصائيات ارتياد دور العرض الأوروبية حالياً، سنجد 68% من دور العرض الفرنسية والألمانية لا تعرض سوي أفلاماً أمريكية، وتصل النسبة إلي 91% في إسبانيا، أما شركات الإنتاج الكبري، فلنضرب مثلاً بفرنسا: شركة جومون، صرح صناعة السينما الفرنسية، اشترت سوني هوليوود 49% من أسهمها، يليها شركة باتيه واشترت باراماونت 49% من أسهمها والنتيجة لدي زملاء دراسة بقسم السينما بجامعة باريس الأولي، هم الآن طليعة مخرجي فرنسا، أفلامهم تظل سنوات وسنوات في مخازن لا تجد دار عرض تعرضها.

ستقول لي: وما علاقة كل هذا بمشروع السينماتيك المصرية؟

وردي هو ان السينماتيك ليست فندقاً 5 نجوم، لكن معمارها لو كان معاصراً سيكون بثورة جذب، ويجيء ما بالداخل: «أي أفلام ستعرضها هذه السينماتيك؟

هي ليست أرشيف سينما، ولا ينبغي الخلط بين الأرشيف وبين أهم دار عرض لأحدث الأفلام الطليعية، وأعني بذلك: «السينماتيك».

ولو رجعنا إلي الطفرة الهائلة التي حدثت في لغة التعبير البصري- السمعي في الستينات، سنجد ان السينماتيك في أي بلد تطور فيه الإبداع السينمائي، هي الباعث والمحرك الطليعي.

خذ مثلاً، فرنسا مجموعة النقاد الجدد الذين التفوا حول مجلة كاييه للسينما، أمثال تروفو ولابارت وانيس فاردا وجودار وغيرهم، اين تعلموا السينما؟ الجواب: في السينماتيك، فحتي ذلك الوقت لم تكن السينما قد دخلت الجامعات كما هو الحال في جيلنا، فلم يكن في فرنسا سوي معهدين: مدرسة لدي لوميير، وهي مدرسة لتعليم التصوير السينمائي، ثم معهد الدراسات العليا السينمائية، I.D..L.I.E.C المعروف عندنا بحروفه الأولي: «إيديك»، لم يكن معهدا لغرس الفكر السينمائي ولكي يكتسب طلبته مجموعة العلوم والفنون التي تصنع الفيلم «بل كان كثانوية الصنايع في مصر حالياً، الدراسة به سنتان فقط، وقد أنشئ عام 1945 لتلبية حاجة ضرورية، هي: «تفريخ» حرفي سينما بأسرع وقت ممكن، لأن السينمائي الذي شارك في الحرب، كمصور أو معلق، لم يعد له وجود، أستشهد، وكان لابد من إعداد جيل جديد.

لكن مشاهدة أحدث الأفلام في ذلك الوقت، لم يكن لها وجود إلا في السينماتيك.

في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، يرجع الفضل لظهور تيار الأندرجراوند «سينما ما تحت الأرض» إلي السينماتيك، فيوناس، ميكاس، وشارلي كليرك، وسيدني لوميت، لم يدرسوا في أي معهد، بل ولدت أفكارهم السينمائية في قلب السينماتيك.

وكذلك حركة السينما الحرة في انجلترا Free Cinema وأيضاً حركة السينما الجديدة، سينما نونو، بالبرازيل، Cinema Nono أضف إلي ذلك سينماتيك الجزائر وهي مستودع لكل أفلام العالم الثالث، ولروائع الإبداع السينمائي الأسيوي والأوروبي، وقد لعبت دوراً كبيراً في ميلاد سينمات قومية أفريقية.

مرة أخري: أي أفلام ستعرض في السينماتيك المصرية؟

هذه هي قضية البنية العليا، في أي مشروع. الكيف بعد الكم؟

ويتطلب ذلك إقامة جسور متعددة مع مراكز الإنتاج السينمائي غير الاحتكاري غير الهوليوودي وكانت هذه استراتيجيتنا عندما كنا نخطط لسينما جديدة في مصر، كان الناقد مصطفي درويش ووقتها شغل منصب مدير الرقابة علي المصنفات الفنية، كان يتصل بالشركات التي تنتج أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، والموجة الجديدة الفرنسية والسينما الحرة الإنجليزية. وأغلبها كان يعرض بدور العرض بالقاهرة والإسكندرية، فيلم صعب البناء مثل هيروشيما حبيبي للمخرج ألان رزنيه عرض بسينما كايرو بالقاهرة وبعده فيلم «ذات العيون الذهبية»، وبعده فيلم تكبير الصورة لأنطونيوني ثم الصحراء الحمراء، وغيرها وغيرها.

وإلي جانب مصطفي درويش تكونت جمعية نادي سينما القاهرة برئاسة أحمد الحضري وبعضوية أحمد راشد وهاشم النحاس وسامي السلاموني، فيما أذكر وغيرها وغيرها من طليعة سينمائي مصر.

كان النادي يقيم عروضه بسينما أوبرا وكانت مقاعدها 3 آلاف، وأذكر وأنا أقدم الصحراء الحمراء لأنطونيوني كان عدد الواقفين ممن لم يجدوا مقاعد يفوق عدد الجالسين ولم يكن يسمع صوت آخر غير صوت مقدم الفيلم.

وشجع هذا التيار كبار كتابنا وصحفيينا وعندما أنشأنا 26 ناديا سينمائيا علي مستوي المحافظات كان يحيي حقي هو الذي يقدم الأفلام بسينما قصر ثقافة المنصورة، والأمثلة كثيرة وكثيرة، والخلاصة: كان يوجد تخطيط. ننشئ معهد سينما في 1959 فتكون أول دفعة تتخرج فيه في سنة 1963، هل نتركهم لتجار السينما من منتجي ذلك الوقت؟

كلا، بل ننشئ لهم مركزا تجريبيا كل خريج يتعرف علي أسلوبه الذاتي من خلال فيلم قصير، فإذا وصل إلي قمة النضج لا نتردد في دفعه لإخراج أول فيلم طويل له، لا يهمنا السن، بل الرؤية، بل الإمساك بالكاميرا كما يمسك الروائي بالقلم، والنتيجة؟ ظـهور تيار سينما جديدة، رواده ممدوح شكري وناجي رياض وأشرف فهمي ومحمد عبدالعزيز ومدكور ثابت وعاطف الطيب وخيري بشارة وسمير سيف وغيرهم.

وحاليا لدينا مراكز مستقلة للإنتاج السينمائي لكن ليست لديها رءوس الأموال ومن أهمها شركة «سمات» وقد أنتجت مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية لا يقل مستواها عن ميثلاتها في أوروبا، لكن مازالت رئيسة الشركة المخرجة هالة جلال السيد عاجزة عن إنتاج فيلم طويل. لماذا؟ لا توجد سياسة مكتملة للدعم، ولا يوجد من يسمح مكتسبه العلمي باتخاذ قرار إنتاج هذا العمل أو ذاك.

لكن حين تشرق أنوار السينماتيك المصرية أود لو تكن مركز تجمع السينمات القومية، من أوروبية مستقلة إلي إيرانية إلي أفغانية إلي أرجنتينية وبرازيلية وأفريقية واسترالية، فكل هذه السينمات القومية تشكل قوة لا يستطيع أي احتكار الوقوف أمامها.

كيف؟

التفاصيل في مشروعات عديدة قدمت للوزير الفنان فاروق حسني وأرجو أن يعيد النظر إليها ثم يحرر الوزارة ممن يلقون بمشروعات من أهم مشروعات السيادة في أدراج مكاتبهم.

جريدة القاهرة في

21/12/2010

 

 

«أنا الحب».. امرأة روسية مرشحة للجولدن جلوب

بقلم : ماجدة خيرالله 

أعلنت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود عن ترشيحات جوائز الجولدن جلوب الـ68 تلك التي سوف تعلن نتائجها في السادس عشر من يناير المقبل! وتحمل تلك الترشيحات توقعات لما سوف تكون عليه جوائز الأوسكار، حيث تتفق معها غالباً في نسبة كبيرة من جوائزها، وتختلف الجولدن جلوب عن الأوسكار، في اهتمام الاولي بتصنيف الافلام الي دراما وكوميديا موسيقية  ورسوم متحركة، كما يضم تقييمها وقائمة ترشيحاتها المسلسلات التليفزيونية الطويلة والقصيرة، بالإضافة للأفلام المنتجة للعرض التليفزيوني.

وكنا نأمل أن نجد من بين قائمة الترشيحات لأفضل فيلم أجنبي "غير ناطق بالانجليزية" فيلمنا المصري "رسائل بحر" للمخرج داوود عبد السيد، ولكن للأسف خلت القائمة منه، وهذا يعني أن الاحتمال الأكبر أن الفيلم لن ينال ترشيحا لجائزة اوسكار افضل فيلم أجنبي ايضاً! أما الافلام الخمس المرشحة فهي "بيوتيفول" وهو إنتاج مكسيكي -اسباني من إخراج أليخاندرو كونزاليس أنريتو، وهو من بطولة خافيية بارديم، وفيلم الفرقة الموسيقية "the concerte "  وهو فيلم فرنسي من إخراج "رادو ميهالينو" وتعود أحداثه الي ثلاثين عاما سابقة، حيث يتم الاستغناء عن خدمات قائد فرقة البولشوي الموسيقية، لاستعانته ببعض اليهود، اثناء عرض موسيقي للفرقة في مدينة باريس، ونظرا لانه كان في حاجة لتدبير أكثر من ثمانين موسيقياً، لاكتمال الفريق، فقد اضطر للاستعانة ببعض العازفين اليهود وهو الأمر الذي أطاح به من قيادة الفرقة، الاحداث تدور في إطار كوميدي ساخر، اما الفيلم الروسي "الحافة "، فهو من إخراج "اليكسي يوشيتيل" وتدور أحداثه في غابات سيبيريا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تتلاشي الفروق بين المنتصر والخاسر، ويعيش الجنود الالمان ظروفا شديدة الصعوبة، ويعانون من صقيع الجو الذي جمد أطرافهم ، مثلهم مثل الجنود الروس، وأصبح هاجس الجميع الافلات من شبح الموت الذي حصد أرواحهم، دون أن يملك أحدهم سلاحاً لمواجهته! أما الفيلم الدانمركي "في عالم افضل" للمخرجة سوزان بيير، فهو يدور حول عائلتين من الدانمرك، تربطهما صداقة تؤدي الي تشابك العلاقات بينهما، مما يؤدي إلي نشوء بعض الاضطرابات السلوكية، بين افراد العائلتين، أما الفيلم الخامس فهو الايطالي "انا الحب" I am love  وهو من إخراج لوكا دوجوأجينو، وبطولة الممثلة الاسكوتلاندية تيلدا سوينتون، وهو الفيلم الذي قال عنه النقاد انه من أهم ماقدمته السينما العالمية هذا العام!

امرأة سعيدة ولكن

تدور أحداث الفيلم الايطالي أنا الحب، في مدينة ميلانو من خلال عائلة من اصول ارستقراطية، كونت ثروة ضخمة من مصانع النسيج التي تملكها، الابن الاكبر للاسرة "تانسريدي ريتشي " تزوج من فتاة روسية، تعرف بها اثناء زيارته لموسكو من اكثر من ثلاثين عاما، وتزوج بها ومنحها اسما ايطاليا هو"إيما"، وبمجرد أن اصبحت إيما واحدة من اسرة ريتشي الايطاليه، نسيت أصولها وحاولت ان تكون امرأة إيطالية، فقد تعلمت اللغة حتي أتقنتها وان كانت تنطقها بلكنة روسية، ملابسها وأزيائها من ارقي بيوت الازياء الايطالية الكلاسيكية، لاتعرف ايما إن كان يمكن أن تعتبر نفسها امرأة سعيدة أم لا؟؟ فهي تعيش في قصر فاخر، يخدمها عشرات من الخدم والمساعدين، تمتلك مجموعة من التحف والمجوهرات، أنجبت من زوجها ابنة هي اليزابيتا وابنا هو "إيدواردو"، تهتم إيما بكل التفاصيل في قصرها المنيف، ولكنها تتحرك مثل إنسان آلي بلامشاعر، مع بداية الفيلم نتابع إيلما وهي تستعد لاقامة مأدبة لافراد اسرة زوجها، حماتها الارستقراطية المتعجرفة، وحماها وزوجها وابنها الشاب الذي احضر فتاته التي تستعد لوضع طفلها، وتشعر بالغربة بين افراد اسرة إدواردو، ولذا تحرص إيما أن تجلسها بين فتاها وبين ابنتها حتي تجد من يهتم بها ويحادثها، لتزيل عنها هذا الشعور البغيض بالغربة، اهتمت إيما بكل التفاصيل، بينما لم تفكر في نفسها، وكانت وصيفتها الامينة المخلصة، هي من اعدت لها الملابس التي سوف ترتديها والمجوهرات التي سوف تضعها حول عنقها ومعصمها.

صداقة عائلية

يرتبط الابن الشاب "إدواردو"بعلاقة صداقة، مع أنطونيو وهو طاه إيطالي يدير مطعما صغيرا في منطقة ساحلية، ويجيد تقديم اشكال مختلفة من الاطعمة، ويتفنن في طهيها، مما يشجع إدواردو علي مشاركته في المطعم الذي يملكه، ونظرا لخواء حياة إيما من اي مشاعر حقيقية، فهي تشعر ان الاطعمة التي يقدمها لها، أنطونيو مفعمة بالأحاسيس، وكأنه يضع فيها بعض من روحه، وعواطفه، تجد إيما نفسها مندفعة بكل جوراحها لهذا الشاب الايطالي، الذي يطيح بعقلها ويخرجها من تحفظها، فتجد نفسها منخرطة في علاقة عاطفية وجسدية معه، وكأنها لم تعرف الحب او الجنس قبله، تسمح له أن يقص خصلات شعرها، ويحتفظ بها، ولاول مرة تتحدث مع مخلوق عن اصولها الروسية، واسمها "كاديش "الذي لايناديها به أحد!إنها تشعر مع أنطونيو بأنها عادت تلك الفتاة الروسية التي تناستها وتجاهلتها عندما انضمت الي عائلة ريتشي الايطالية، في اندفاع مجنون تنسي إيما الحذر، وكأنها لم تعد تهتم بمخلوق آخر سوي حبيبها الشاب أنطونيو، الذي اغرقها في حب مجنون، وصادق لم تجربه من قبل، ويحدث أن يكتشف الابن الشاب تلك العلاقة، فيثور علي أمه ويواجهها بالأمر، ولكن ينتهي الموقف بكارثة تلحق بالشاب، فيسقط في حمام السباحة وترتطم رأسه ويتم نقله الي المستشفي بين الحياة والموت، ولاتستطيع إيما مواجهة الأمر، فتدخل حجرتها لتنام بملابسها الفاخرة، وتأتيها وصيفتها لتخلع عنها تلك الملابس، وتلبسها أخري سوداء، وتفهم أن ابنها إدواردو قد مات، وتتصرف الام بذهول وكأنها تعيش خارج الحدث، ولاتصدق أن ماحدث قد حدث، وبعد انتهاء مراسم الدفن، تهرع الي الكنيسة طلبا لراحة النفس، فيلحق بها زوجها، ويدرك أنها تعاني من البرودة فيخلع الجاكت ويضعه علي كتفيها، فتنظر له وتخبره في هدوء أنها تحب "أنطونيو"، وفي ثانية واحدة وبدون تفكير ينزع عنها الجاكت ويقول لها في قسوة، لن يكون لك وجود في حياتنا مرة اخري، في ثانية واحدة قرر ان يتخلي عنها، فتجري لاهثة الي حجرتها في القصر المنيف، تعد حقيبتها وترتدي لاول مرة ملابس"كاجوال"غير تلك الكلاسيكية التي كانت تخنق جسدها دائما، تبكي وصيفتها، وهي تودعها وتنظر لها ابنتها في رجاء ولكن نظراتها تتحول الي حالة من الحنان فهي تدرك ان أمها لم تكن سعيدة في هذا المكان الجليدي الذي يخلو من المشاعر الصادقة، أما زوجة إدواردو فهي تشعر بآلام حادة في بطنها، وتدرك أنها سوف تفقد جنينها بعد كل تلك الأحداث المفاجئة، البرجوازية المتسلطة، وتهرع إيما للخارج فارة بحياتها دون أن تنظر للخلف لتنقذ ما تبقي من سنوات عمرها التي أفنتها مع تلك العائلة ، أما الابنة الشابة فقد كانت منخرطة في علاقة مثلية مع فتاة تعرفت عليها في روما، بما يعني ضياع اي أمل لاستمرار تلك العائلة البرجوازية المتغطرسة!

أداء عبقري

الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون التي لعبت شخصية إيما، تقدم في هذا الفيلم أداء عبقريا، تستحق عنه أرفع الجوائز، فقد استطاعت أن تتعلم اللغة الايطالية والروسية قبل تصوير الفيلم بأشهر قليلة، ورغم أن ملامحها تحمل بعض القسوة والبرودة إلا أنها عبرت عن لحظات الحب، وكإنها قطعة من الثلج تذوب علي حرارة الشموع، وقد بلغت في تصوير مشاعر امرأة في منتصف العمر تقابل الحب في سنوات عمرها الحرجة فتضرب عرض الحائط بكل الاعتبارات حتي اعتبارات الامومة، حداً جعل النقاد يؤكدون أنها صاحبة أفضل أداء للممثلة في افلام 2010، تيلدا سوينتون من مواليد نوفمبر 1960 ، سبق لها الحصول علي أوسكار افضل ممثلة مساعدة عن فيلم مايكل كلايتون أمام جورج كلوني عام 2008 ، وتم ترشيحها لجائزة بافتا عن دوها في فيلم قضية بينجامين بوتون الملغزة، وفيلم احرقها بعد قراءتها، وهي بطلة سلسلة افلام نارنيا وسبق لها مشاركة ميريل ستريب ونيكولاس كيج في فيلم "adaptation"  وتستعد لتصوير فيلم "نحتاج أن نتحدث حول كيفين" الذي تقدم فيه شخصية سيدة يقتل ابنها في حادث غامض فتصاب بحالة انهيار نفسي، وتلجأ الي كتابة خطابات لزوجها السابق الذي يقيم في بلد آخر، تحدثه فيه عن ابنهما لتجد من يشاركها في فجيعتها!

جريدة القاهرة في

21/12/2010

 

سباق نجوم أمريكا علي جائزة الكرة الذهبية

ماجدة خيرالله

باستثناء فيلمين تم ترشيحهما لجائزة أفضل فيلم أجنبي، لم تخرج ترشيحات الكرة الذهبية عن دائرة التوقعات.

ٍالكرة الذهبية أو »الجولدن جلوب« هي الجائزة التي تمنحها جمعية الصحفيين والمراسلين الأجانب في هوليود، وهي الخطوة قبل النهائية في طريق جائزة أكاديمية العلوم والفنون المعروفة بالأوسكار، تصدر قائمة الترشيحات فيلم »خطاب الملك«  الذي حصل علي 7 ترشيحات ويلعب بطولته النجم الإنجليزي »كولين فيرث« مع الأسترالي »جيفري راش« والأمريكية »هيلينا بونهام كارتر« والفيلم للمخرج توم هوبروتدور أحداثه في عام  1938ويلعب فيه »كولين فيرث« شخصية الملك جورج السادس والد إليزابيث ملكة بريطانيا الحالية، وكان قد فوجيء بقرار تخلي شقيقه الأكبر الملك إدوارد عن العرش بسبب زواجه من الأمريكية مسز سومبسون.

مما جعل العرش يؤول إلي جورج، الذي وقع في أزمة كبيرة، حيث يحتم عليه منصبه الجديد أن يلقي خطبة علي الشعب الإنجليزي بمناسبه احتفالات جلوسه علي العرش، وسبب الأزمة أنه كان يعاني من التلعثم وعدم القدرة علي النطق الصحيح، وهو مادفع القصر الملكي للاستعانة بخبير في تعليم النطق ، ولكن هذا الخبير الذي لعب دوره جيفري راش، كان يشتهر بروح الدعابه والسخرية، وهو الأمر الذي كان يثير غضب الملك ويجعله يرفض تنفيذ تعليماته!كما حصل فيلم »الشبكة الاجتماعية« علي 6  ترشيحات منها أفضل ممثل »جيس ايسنبرج«  وأفضل فيلم وأفضل مخرج »دافيد فينشر« وأفضل ممثل مساعد وتدور أحداث الشبكة الاجتماعية عن مؤسس شبكة »الفيس بوك« مارك زوكيربرج ، وحصد فيلم »المقاتل« علي 6 ترشيحات أيضا، من إخراج دافيد أو راسيل وبطولة كريستيان بال وإيمي آدمز ومارك وهيلبيرج، ومن الأفلام المرشحة أيضا لجائزة  أفضل فيلم »البجعة السوداء« بطولة نتالي بورتمان ،  كما حصل فيلم » بيرليسك« بطولة المغنية » شير « علي ترشيحين منها ترشيح لأفضل  أغنية وأفضل فيلم موسيقي أو كوميدي أما فيلم البداية للمخرج كرستوفر نولان فقد نال ثلاثة ترشيحات منها أفضل فيلم وأفضل مخرج ومؤثرات، ونال الممثل »جوني ديب« ترشيحين لأفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي عن فيلميه آليس في بلاد العجائب و»السائح« الذي شاركته بطولته إنجلينا جولي..  وهو الفيلم الذي حصل علي 3 ترشيحات تشمل أحسن فيلم وأحسن ممثل وأحسن ممثلة، و»السائح« من إخراج »فلوريان هينكيل فون دونسمارك« وهوأيضا كاتب السيناريو بمشاركة »كريستوفر ماكوراي« وجيروم سال »مخرج فرنسي«! والسائح مقتبس عن فيلم فرنسي تم إنتاجه في عام 2005 من بطولة »صوفي مارسو« ويحمل اسم »أنتوني زيمر« وهو اسم الشخصية المحورية التي قدمها »إيثان أتاي« في النسخة الفرنسية، وجوني ديب في النسخة الأمريكية»السائح«! الذي تدور أحداثه بين باريس ومدينة البندقية»فينيسيا«؟ في بداية الفيلم نتابع امرأة فاتنة هي »ليز« أو أنجيلينا جولي، تخرج من فندق شهير بمدينه باريس، لتجلس علي كافيه ويتابعها عن بعد، فريق من رجال الإنتربول وسكوتلاند يارد، يجلسون في عربة »فان« مجهزة للمراقبة والرصد، ويبدو من الوهلة الأولي أن »ليز«  تدرك أنها مراقبة، وبعد لحظات يأتيها عامل بريد، يسلمها خطاباً، تقرأ محتواه، حيث يقول لها راسله، اركبي القطار المتجه إلي فينيسيا، وابحثي عن شخص قريب من حجمي وهيأتي، واجلسي معه حتي تقنعي من يراقبك، أنه أنا، ويؤكد عليها بحرق الخطاب بعد قراءته مباشرة، وتفعل ذلك بسرعه، وتغادر المقهي، متجهة الي محطة القطار، وفي لحظات ينقض فريق المراقبة علي الخطاب الذي تحول أمامنا، إلي قطع صغيرة متفحمة، ويذهبون به إلي »الفان« أو السيارة المعدة للمراقبة، وبمعالجة بقاياه، يتم قراءة محتواه، بطريقه جهنمية، بينما يقوم فريق آخر بملاحقة »ليز« الي محطة القطار، وتبحث »ليز«  عن شخص يشبه حبيبها الذي تسعي خلفه عدة جهات منها الإنتربول، وسكوتلاند يارد، والمخابرات، وبين كل ركاب القطار لاتجد إلا شخصا أمريكيا، تبدو عليه السذاجة والدهولة هو»جوني ديب «! فتجلس معه، أما إيه الحكاية بالضبط، فيمكن تلخيصها في أن ليز الفاتنة علي علاقة برجل خطير له معاملات مع المافيا الروسية، وكانت مهمته غسل الأموال القذرة، واستطاع أن يستولي علي مبلغ من المال يزيد علي سبعمائة مليون دولار! أودعها في مكان خفي، ثم أجري جراحة تجميل غير بها ملامحه تماماً، حتي يهرب من ملاحقة زعيم المافيا الروسي، ورجال الإنتربول واسكوتلاند يارد المكلفين بالقبض عليه، لأنه يواجه تهمة التهرب من دفع الضرائب عن المبلغ الضخم الذي استولي عليه! وهؤلاء جميعا لايعرفون كيف يمكن لهم التوصل إليه، بعد أن غير ملامحه، إلا من خلال مراقبة حبيبته »ليز« التي لابد أنها سوف تلقاه في مكان ما! وفي القطار المتجه إلي فينيسيا ، تتعرف ليز علي السائح الأمريكي فرانك »جوني ديب«، وتعرف منه أنه مدرس رياضيات قرر القيام برحلة يغسل فيها أحزانه بعد أن فقد حبيبته، ويبدو فرانك شخصا ساذجا قليل التجربة، من أصول ريفيه،تحمل ملامحه تعبيرا دائما يدل علي الدهشة والعبط! وتقرر ليز أن تستخدمه ، لتقنع الجيش الذي يتتبعها بأن فرانك هذا، هو حبيبها الخطير، ولكن بعد أن قام بتغيير ملامحه بجراحة تجميل متقنة كلفته، عشرين مليون دولار قام بإجرائها جراح برازيلي! ويجد فرانك نفسه مطاردا من رجال يسعون لقتله، دون أن يعرف سببا لذلك بينما الفاتنة الحسناء »ليز« التي ورطته في هذه المشكله قد اختفت من الفندق ، الذي كان يقيم فيه معها، يحمل الفيلم كما لابأس به من المطاردات التي تحمل طابعاكوميديا، وتؤدي المخاطر التي يواجهها الثنائي »ليز« و»فرانك«  إلي حدوث شرارة الحب بينهما، وتتعجب ليز من مشاعرها فهي تحب رجلها الهارب، وفي الوقت نفسه تجد نفسها متعلقه بهذا السائح الأمريكي الساذج الذي كاد يفقد حياته أكثر من مرة، لينقذها من براثن عصابة المافيا! ويحمل الفيلم مفاجأة لايتوقعها إلا واحد دماغه شغالة، ويستطيع قراءة شفرة الفيلم!

آخر ساعة المصرية في

21/12/2010

 

سعيد صالح: أنا »مجرم مسرح«

كتب : محمد التلاوي

مشهد واحد فقط قدمه سعيد صالح في فيلم زهايمر،  لكنه كان كافيا لإثارة مشاعر التعاطف والحزن والألم،  عادل إمام بكي بدموع حقيقية،  وهو يجلس أمام صديق  عمره،  ويتابع أداءه المتميز لشخصية المصاب بفقدان الذاكرة والإحساس، سألته.. هل قرأت عن المصابين بهذا المرض قبل أداء الشخصية.

أجاب أشاهد كثيرا من الحالات، ومن خلال متابعة بعضهم حاولت معايشة مشاعرهم وانفعالاتهم وتجسيدها أمام الكاميرا،  والحمد لله أني وفقت  في تجسيد بعض جوانب مأساتهم الإنسانية والاجتماعية

·         هل تمثل التكريمات أهمية لديك؟

التكريم يشعر الفنان بأنه موجود وهناك من يتذكره ويذكر أعماله دائما فهو تقدير معنوي.

·         كيف تري السينما ؟

لايوجد سينما ولا مسرح

·         إلي هذا الحد تشعر بالتشاؤم ؟

أتحدث عن واقع. في الماضي كنا ننتج الأفلام السينمائية وكان لدينا 12 فرقة مسرحية.

·         لماذا توقفت  فرقة مصر المسرحية  التي كونتها لتقديم عروض جادة؟

أنتجت روايتين فقط هما كعبلون، حلو الكلام . وأرهقوني ماديا جدا لذلك توقفت عن الإنتاج وكان من الصعب علي  أني أمثل وأنتج في نفس الوقت لذلك توقفت الفرقة.

·         ما رأيك في الجيل الجديد من شباب الممثلين؟

اعتبره جيلا مظلوما .

·         لماذا؟

لأن معظمهم لم يقف علي خشبة المسرح وذهب إلي التليفزيون مباشرة.

·         هل تري نفسك محظوظا ؟

محظوظ لأنني أحب بلدي مصر جدا لذلك أحاول أن أقدم لها كل الذي أقدر عليه.

·         أنت والفنان عادل إمام حققتما نجاحا كبيرا معا لماذا  لاتتعاونان مرة أخري في عمل مسرحي؟

يرد بسرعة  أنا »مجرم« مسرح والبعض ممكن يقلق مني لأني أكون مندمجا جدا أثناء العرض وممكن البعض لا يعجبه سعيد صالح ولا يريدونه أن يتفوق علي أحد.. لكن أكون سعيداً طبعا إذا تعاونت مع اخويا الفنان عادل إمام مرة أخري.

·         أين أنت من الدراما التليفزيونية؟

تقصد "البقالة التليفزيونية" أنا لا أعرف أن أكون "بقالاً" في التمثيل.

آخر ساعة المصرية في

21/12/2010

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)