حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

كذب شائعة انسحابه من المهرجان

أبو النجا: أتجاهل الانتقادات الجزائرية.. ومشاركتي بـ"وهران" مؤكدة

جنة أحمد نور - mbc.net

كذب الفنان المصري خالد أبو النجا تقارير تحدثت عن رفضه المشاركة بمهرجان الفيلم العربي بوهران، وذلك بعد تعرضه لانتقادات جزائرية ومطالبة نجوم جزائريين باعتذار الفنانين المصريين عما وصفوها بـ"إهانة الشعب الجزائري".

وفيما أكد أنه لا يمانع مشاركة فنانين جزائريين في عمل سينمائي شريطة أن يكون الدور مناسبا له، أشار إلى أن الفن بإمكانه تجميع الشعبين ثانية، بعد نجاح الإعلام في التفرقة بينهما.

وأكد أبو النجا -في تصريح لـmbc.net- أن فيلمه "ميكروفون" سيكون حاضرا في مهرجان "وهران"، رافضا ما تردد عن انسحابه من المشاركة، بدعوى أنه شارك بذات الفيلم في مهرجانات القاهرة ودبي ولندن وسالونيك باليونان واستكهولم بالسويد.

وقال: "الدعوة وجهت لي من مهرجان سينمائي جزائري عربي كبير، وسألبي تلك الدعوة" مشددا -في الوقت نفسه- على أن المهرجان لم يبلغه بأي تصورات في هذا الصدد.

واعتبر أبو النجا "أن انتقادات بعض الفنانين من شأنها إشعال فتيل الأزمة مجددا"، مضيفا "لن أهتم بها، ولن أرفض المشاركة في مهرجان "وهران"، حتى لو كنت شاركت بفيلمي في أكثر من 10 مهرجانات دولية كبيرة".

وحذر الفنان المصري من التمادي في الأخطاء، مؤكدا أن الإعلام من تسبب في تلك الأزمة، وعليه أن يطفئها الآن حتى تعود المياه إلى مجاريها بين الشعبين الشقيقين.

وأقسم أبو النجا "أنه ذاهب للجزائر، في محاولة منه لنفي الشائعات وقطع الطريق أمام أي محاولة لإشعال الأزمة بين مصر والجزائر مجددا".

وأشار إلى أن "الإعلام ساهم في توليد الكراهية بين جمهور البلدين، ويجب عليه الآن أن يصلح خطأه، لأن الإعلام إذا كان من الممكن أن يفرق بين شعبين، فان الفنون لها دور كبير في تجميع الشعبين حول عمل واحد".

وأضاف أن الفنانة يسرا قالت له: "إن كلاما قيل على لسانها لم تدل به، ولأن ما كتب في الصحف وقت الأزمة لم يكن كثير منه حقيقيا".

في الوقت نفسه أكد أبو النجا "أنه لا يمانع في مشاركة فنانين جزائريين في عمل سينمائي كبير، إذا ما كان هناك دور مناسب له، ويمثل إضافة لمشواره الفني"، مشددا على "ضرورة أن تكون هناك أعمال عربية مشتركة بيننا خاصة في السينما التي تحتمل ذلك".

وبشأن الجوائز التي حصدها فيلمه "ميكروفون" في عدد من المهرجانات أشار أبو النجا "إلى أنه يتمتع بحس فني عال، وأنه شعر بذلك في نجاح فيلمه "سهر الليالي" من قبل، وأن هذا الفيلم "ميكروفون" سيلقى ذات النجاح الفني والجماهيري، وأن الجوائز لم يتوقعها لكن أحيانا يتوقع رد فعل الجمهور نحو أفلامه ويراهن على نجاحه جماهيريا".

وأكد أبو النجا "أن فيلمه يعد تجربة جديدة في السينما المصرية، وأنه لم يواجه حربا من شركات التوزيع الكبرى النصر والماسة وأوسكار، وهو فيلم يمثل السينما المستقلة الجديدة التي تملك جواز الذهاب إلى كل المهرجانات الدولية والعربية".

يذكر أن الدورة الرابعة "للمهرجان الدولي للفيلم العربي" بمدينة وهران الجزائرية الممتدة من 16 إلى 23 ديسمبر/كانون الأول، تفتح ذراعيها لاستقبال ضيوفها من الفنانين المصريين، بعد القطيعة التي استمرت أشهرا، على خلفية أحداث "أم درمان" بين مشجعي كل من المنتخبين المصري والجزائري.

وستكون مصر حاضرة في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بفيلم "ميكروفون" للمخرج أحمد عبد الله، وبطولة الممثل خالد أبو النجا، وكذلك من خلال مسابقة الأفلام القصيرة بفيلم "أحمر باهت" للمخرج المصري محمد حامد؛ كبادرة "حسن نية" من هيئة المهرجان، مضيفة أن الجزائريين لن يردوا الإساءة بالمثل.

الـ mbc.net في

12/12/2010

 

عودة الى كلاسيك السينما (3): ذئاب الميناء

حميد مشهداني من برشلونة

الترجمة الحرفية للعنوان هو الفيلم “في الميناء”، على أن الترجمة العربية عندما عرض الفيلم في العالم العربي كان جميلا وصائبا مجازيا: "ذئاب الميناء". حصد هذا الفيلم عام 1954 على أكبر عدد من جوائز الاوسكار بعد فيلم “ذهب مع الريح” 1939 الذي أستحق 10 منها، وهذا حصل على 8 وكان أنتاجا لشركة “كولومبيا” التي كانت تشك في نجاحه تجاريا بعد رفضه من قبل العديد من الشركات السينمائية، والمنتجين.

أكتب عن هذا الفيلم الرائع لعدة اسباب، الاول منها هو أنني رأيته في تلفزيون بغداد عام 1966، وأتذكر جيدا انه عرض بعد أسبوع أو أسبوعين من عرض فيلم “عربة أسمها الرغبة” 1951 حيث ايقظني من نومي صراخ مارلون براندو ”ستيلا...ستيلا"، فخرجت من غرفتي لارى أخي الاكبر متمتعا بمشاهدة الفيلم، الذي كان على وشك الانتهاء، ولن انسى هذه اللقطة الفريدة التي فيها أختزل الكون كل معاني التعبير الدرامي، ورأيت وجه الممثل العظيم لاول مرة في حياتي الملتوي، وكأنه يعتذر القدر، فتعلقت بشخصيته كممثل، وكإنسان، ومنذ ذالك اليوم والى حد الان لم أتوقف عن مشاهدة أفلامه، والقراءة عنه،

وأحتفظ بكل أفلامه، مع مجموعة كبيرة من الكتب والمقالات في أرشيف خاص، ولكنني سأشير لاحقا الى سيرته الذاتية “الاغنيات التي علمتني أمي” وهو الكتاب الوحيد الذي يعترف به “براندو” بأنه الحقيقي، مستثنيا العشرات من السير الذاتية والمذكرات التي نشرت دون موافقته، ففي هذا الكتاب يسرد كل حياته و أسراره للكاتب “روبرت لندسي” الذي أصاغ بروعة كتابا مثيرا من من أول صفحاته الى اخرها.

السبب الثاني هو، اعجابي اللامحدود بالمخرج السينمائي-المسرحي “ايليا كازان”1909-2003، التركي- اليوناني الاصل، فهو من مواليد “أسطنبول” لعائلة يونانية هاجرت الى الولايات المتحدة الاميركية أقول اعجابي به رغم تناقضاته المريرة اهمها كانت وشايته على رفاقه في “الحزب الشيوعي الاميركي” امام لجنة التحقيق التي قادها السيناتور “ماكارثي” التي سميت ب”محاكم التفتيش” السيئة الصيت، وهو كان ناشطا في هذا الحزب في منتصف الثلاثينيات، خصوصا أولائك الذين كانوا يعملون في فرقة “التجمع المسرحي” المشهور الذي هو كان أحد مؤسسيه في العقد الثالث من القرن الماضي، والذي رسخ “منهج ستانسلافسكي” في التعبير المسرحي، وبعد تفرط هذا التجمع اسس “ستوديو الممثل” 1947 في نيويورك الذي تخرج منه العديد نجوم المسرح والسينما على مدى عقود.

 في هذا الفيلم، يحاول “كازان” ان يبرر خيانته لرفاقه فيقوم بسيناريو تبناه هو من مقالات صحفية كان قد كتبها “بود شلبيرغ” 1914-2009 حول سيطرة “المافيا” على موانئ نيويورك وابتزازهم عن طريق “النقابة” للحمالين والعاملين البسطاء، والتي كانت مؤلفة من أبرز أعضاء المافيا، والبطل في هذا السيناريو هو “تيري”؛ براندو، المرتبط بالمافيا عن طريق شقيقه “شارلي”؛ رود ستايغر محامي النقابة، وبعد تورطه الغير مباشر في اغتيال أحد العمال من قبل المنظمة الاجرامية، تبدأ هموم هذا الشاب “الملاكم السابق”، خصوصا بعد تعرفه على أخت القتيل “ايف ماري سينت” ويقع في غرامها، وهي التي كانت في حركة محمومة للكشف عن قتلة أخيها، ويتعثر هذا الحب بعد بدء السلطات القضائية في التحقيق الجدي فيما يتعلق ببعض الاغتيالات الغامضة التي حدثت مؤخرا، فبين عشقه المخلص لهذه الفتاة، وندمه على مساهمته غير المباشرة في موت اخيها، وضغط الشرطة يجعله ان يعيش جحيما، وليحسم هذا الكابوس يعترف أمام لجنة التحقيق على دور النقابة في الاغتيال و الابتزاز، وفي المشاهد الاخيرة من الفيلم، أمام حشد كبير من عمال الميناء في جانب. وفي الاخر اعضاء نقابة “المافيا” يصيح “براندو” في وجه زعيمها -انا لست نادما على ما

قمت به. لست نادما على الاطلاق، أتفهم؟؟” هذه هي الفكرة الاساسية للفيلم، التي منها اراد “كازان” التعبير عن عدم ندمه وشايته برفاق حزبه السابق، فهو يحبك نوعا من “الدراما” الغنائية، فيها يغير الشخصيات والافكار، والمواقع حيث يضع “الحزب الشيوعي الاميركي” و كأنه “نقابة” المافيا.

كان “مارلون براندو” مترددا في المشاركة بهذا الفيلم مبدئيا، خصوصا بعد انسحاب “ارثر ميلير” من هذا المشروع، مما أثار شكوك الممثل من هذا الانسحاب المفاجئ، ولكنه أخيرا قبل بطولته على مضض بسبب حبه واحترامه الكبير لاستاذه الذي منح له فرص الشهرة كممثل فريد في مسرحيات، وأفلام سابقة مثل “عربة أسمها الرغبة” و“فيفا ثاباتا” رغم بشتراك “بود شيلبيرغ” الشيوعي السابق، والذي صار من أكبر المطبلين ضد الشيوعية في الولايات المتحدة، والذي تجنبه “براندو” أثناء التصوير، ولم يحدثه طيلة حياته.

ولكي نعطي توضيحا لتناقض “كازان” في هذا الفيلم، هو اضطراره الحصول على ترخيص خاص من “مافيا“ الميناء نفسه، وترخيص أخر في كل مرة تتغير فيها مواقع التصوير، يكتب “براندو” في مذكراته ان “كادج” كما يسميه كان يدعوه يوميا اثناء التصوير الى مطعم الميناء بجانب أصدقاء اخرين، ولم يعرف براندو الا بعد سنوات ان زعيم “مافيا” الميناء كان حاضرا كل في كل تلك المآدب والان لنتخيل عبقرية المخرج، في كسبه مباركة “مافيا الميناء” كي يشتكيها في الوقت ذاته، بطريقة لا يستطيعها الا مخرج رائع مثل ايليا كازان.

هذا الفيلم كان له صدى شعبي كبير في “بغداد” حسب ما اتذكر، بسبب هواية البطل في تربية الحمام الزاجل، وهذه كانت منتشرة في بغداد، وما كان حيا من احيائها يخلو من ما كنا نسميه “مطيرجي” ومنافساتهم، ومسابقاتهم، وسطوح البيوت حيث تزدحم أقفاص الطيور، في بعض لقطات الفيلم كنت أرى تماما ما يشبه سطوح بغداد، ولكن في “نيويورك” ولكن هذه الفكرة كانت في ذاكرة المخرج عن مدينة “اسطنبول” التي ولد فيها، والتي كانت مشهورة بهواية تربية وتدجين الطيور.

ما هي حكاية الفيلم أذن؟ وهل كان “كازان” يريد تبرير خطأه وصوابه في نفس الوقت؟ فهو لم يترك صنع الافلام الرائعة، وهذا الفيلم نفسه هو واحد منها، وبقى على نهجه السابق، ولم يقم بأي فيلم دعائي، أو قومي، وهذا الفيلم بالذات لايبدو سياسيا على الاطلاق، الا اذا تعرفنا على حياته الشخصية وسيرته، فالعديد من المخرجين والممثلين قاموا بصناعة افلام تمجد المواطنة الاميركية، على سبيل المثال، ”جيمس كاجني “ الذي كان على رأس “القائمة السوداء” اضطر أن يلعب بطولة فيلم “داندي يانكي” المعروف حيث يمثل ويغني، ويرقص لرفع معنويات الجنود الاميركيين في الحرب العالمية الثانية، ففي هذه الفترة اتحفتنا “هوليوود” بسلسلة لا نهاية لها من الافلام الحربية بالتعاون مع وزارة الدفاع التي وظفت كل قدراتها في خدمة صناع السينما، ولا أدري من كان يرفع “معنويات” من، فأميركا كانت في حروب خارجية دائمة من الحرب الاوربية الى حرب “كوريا” ثم الى حرب “فييتنام” الى حروب اخرى نحن نعرفها جيدا، وتحت تصرف هؤلاء كانت كل تجهيزات “البنتاغون” من جنود، وطائرات ودبابات، وغواصات، وبوارج حربية، ولكنها في معظمها كانت أفلاما دعائية، وقليل منها أستطاع أدخال “الدراما” الانسانية كما فيلم “من هنا والى الأبد” وهذه الافلام كان لها جانب ايجابي، فهي ساعدت على استرخاء لجان مجلس الشيوخ، ورقابته الصارمة في ذالك الهوس المريض والمبالغ فيه في معاداة الشيوعية.

أعود الى الفيلم، يقول “مارلون براندو” في مذكراته، ”في تلك المرحلة، أن تنزل رصيف الشارع بالقدم اليسرى، كان كافيا للشك في انك عضوا في الحزب الشيوعي، كنت دائما أعتقد، ولحد الان ما ازال ان بلدنا كان على قاب قوسين او أدنى من السقوط في الفاشية” و يقول ان حمى معادات الشيوعية صارت مهنة لبعض اعضاء الكونكرس، فسكروا بشهرتهم التي فاقت شهرة نجوم “هوليوود” كي يغطوا فضائحهم السياسية، كما عرفنا فيما بعد، فالسيناتور مكارثي انتهى في ظلام السكر والكحول، و رئيس اللجنة التحقيقية السيناتور “بارنيل توماس” انتهى في السجن بعد ضبطه في العديد من الرشاوي،
ورغم تناقض الافكار والنوايا، في صناعة هذا الفيلم، فهو ما يزال واحدا في قائمة أحسن عشرة افلام في تأريخ السينما، بسبب الاداء العظيم لـ”براندو” و“كارل مالدن” الذي لعب دور القس ملحا على تيري ان يخبر الشرطة عن القتلة، و “لي كوب” الذي لعب دور وعيم عصابات الميناء، و“ايف ماري سينت”و“رود ستايغر” وكلهم كانوا قد درسوا فن الاداء على يد سيدة التدريب المسرحي”ستيلا أدلر”1901- 1992 مديرة “ستوديو الممثل” وطبقوا منهج “ستانسلافسكي” الذي يعني الاداء الحر للممثل، بمعنى التقمص الذاتي للفنان في شخصيته العادية، لدوره وليس محاولة التمثيل والتعبير المبالغ فيه الذي أعتاد عليه الكثيرين من محترفي المهنة المسرحية، وللشهادة على هذا هي لقطة الفيلم في مشهد التاكسي، بين “براندو” و“أخيه“ رود ستايغر” والتي تمثل القمة في الاداء، وهذه كان قد أعيد تصويرها مرات عديدة، و لا واحدة منها اقنعت الممثل والذي كان يلح على “كازان” بعدم جدواها، ففي هذا المشهد الذي فيه تقرر “المافيا” قتل الاخ الاصغر “براندو” على يد أخيه، كان فيه من التعقيد والصعوبة، مما جعل هذين الاثنين عدم الاقتناع بكل اللقطات، وبعد الحاح براندو على كازان نفذ صبر هذا الاخير الذي قرر في النهاية ان يتركهما ارتجال ادوارهم، وهذا ما نراه في الفيلم وهذا المشهد باعتبار العديد من النقاد الجديين هو قمة الاداء السينمائي.

ورغم النوايا التبريرية الشخصية للمخرج، يبقى فيلما عظيما من جميع جوانبه، فحصد ما حصد من جوائز “الاوسكار” وعددها 8، بين أحسن فيلم ، وأحسن مخرج وأحسن ممثل، الى احسن سيناريو، وأحسن ممثل ثانوي، بجانب التصوير، والموسقى الرائعة التي صاغها ليونارد برنشتاين. نحن امام عمل سينمائي يقارب الكمال، رغم انني لا أغفر “كازان” خيانته الذي أعتقد أنه لم يغفرها هو لنفسه كما يقول “مارلون براندو” في مذكراته، ولنتذكر منحه جائزة الاوسكار التقديرية في عام 1999، وهو شيخ أنا أتذكر الصفير والاحتجاج من قبل العديد من الممثلين والعاملين في صناعة السينما.

إيلاف في

12/12/2010

 

ديسمبر... شهر مهرجانات السينما العربية

شريط - سينما

أصبح شهر ديسمبر/ كانون الأول بامتياز شهر المهرجانات السينمائية العربية التي تتنافس على اقتناص أبرز نجوم هوليود، وربح صفوف متقدمة ضمن قائمة أهم التظاهرات الدولية للفن السابع، فما كاد مهرجان القاهرة الدولي يرفع الستار عن فعاليات دورته الرابعة والثلاثين (من 1 إلى 9 /12)، حتى انطلق احتفال مراكش بعشرية مهرجانها السينمائي (من 3 إلى 11)، لتتسلم دبي المشعل في اليوم الموالي لاختتامه، إعلانا عن افتتاح الدورة السابعة لمهرجانها (من 12 إلى 19/12).

وتفتح الملتقيات الكبرى الثلاث المجال أمام نجوم هوليود لتغيير الوجهة نحو سحر الشرق وأساطيره بألوان مختلفة، من سحر مراكش الحمراء الدافئة، إلى عجائب دبي العمرانية الناهضة، مرورا بالإرث الفرعوني لمصر المحروسة، وبينما استضافت القاهرة النجمين الأمريكي ريتشارد غيير والفرنسية جولييت بينوش، حج إلى مراكش عمالقة كبار من حجم فرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيز وايفا منديس وجيمس كين، فيما يرتقب حضور شون بن وكولن فيرث وكولن فاريل وجان رينو إلى إمارة دبي، دعما لمهرجانها الدولي السابع.

ومنذ انضمام مراكش ودبي إلى قائمة الوجهات العالمية للفن السابع، احتدم النقاش حول وجاهة تنظيم الملتقيات العربية الثلاث في فترات متزامنة أو متقاربة، وما إذا كان ذلك يخدم المنافسة المشروعة بينها، أو يؤثر على إشعاع كل منها؟، وكثيرا ما نقلت بعض وسائل الإعلام المصرية خصوصا أصداء هذه المنافسة الخفية من خلال انتقاد حضور نجوم مصريين مهرجاني مراكش ودبي مثلا على حساب القاهرة، وهو ما استمر هذا العام بحضور النجمة يسرا كعضو في لجنة تحكيم مهرجان مراكش، التي يرأسها الأمريكي جون مالكوفيتش، إلى جانب نجوم آخرين مثل حسين فهمي وداليا البحيري وهاني رمزي.

ويسجل الناقد السينمائي المصري، أحمد فرغلي، بأسف تقاطع فترات تنظيم مهرجانات القاهرة ومراكش ودبي، الذي يعكس غياب تنسيق بين إدارات هذه التظاهرات في الجدولة الزمنية رغم التزام عَبر عنه المسؤولون في لقاءات سابقة بينهم يقضي بتفعيل التنسيق على هذا المستوى، بل لاحظ الناقد المصري فرغلي أن المشكلة تفاقمت، وهو ما يشكل إرهاقا للنجوم الراغبة في حضور المهرجانات مجتمعة، وكذا للإعلاميين ومهنيي السينما.

وقال فرغلي، رئيس تحرير البرامج الفنية في تلفزيون "الحياة"، في تصريح لموقع CNN بالعربية، إن كلا من المهرجانات العربية المذكورة يسعى إلى تحقيق التميز من خلال السعي إلى استقطاب أبرز النجوم وتكريس بعض الاختيارات السينمائية الخاصة، ويرى أحمد فرغلي أن مهرجان مراكش، الذي راكم مكتسبات مهمة في ظرف عشر سنوات، يظل المنافس الحقيقي لمهرجان القاهرة الدولي على المستوى الفني، ملاحظا من جهة أخرى أن المهرجانات السينمائية لا تساهم في دعم نشوء صناعات سينمائية حقيقية عبر بلدان العالم العربي، وهو ما تنفرد به مصر التي تستثمر 150 مليون دولار سنويا في هذا القطاع.

ومن جانبه، لا يرى الناقد السينمائي المغربي خليل الدمون ضررا في مبدأ التنافس بين المهرجانات العربية، "شرط أن يقوم هذا التنافس على مقومات ثقافية وفنية، من خلال جودة البرمجة واختيار قائمة الأفلام المتنافسة وتشكيل لجن التحكيم وغيرها،" في أفق تطوير الحقل السينمائي وفتح المجال أمام السينمائيين العرب لتطوير خبراتهم والاحتكاك بالتجارب العالمية المتنوعة.

كما يبدي خليل الدمون، في تصريح لـ CNN بالعربية، تفهما لتقاطع توقيت المهرجانات العربية الكبرى، موضحا أن مسؤوليها يسعون إلى الابتعاد عن مواعيد كبريات المهرجانات العالمية، مثل كان والبندقية، ليجدوا أنفسهم محاصرين في شهر ديسمبر/ كانون الأول، معتبرا أن السبيل للخروج من مأزق التواريخ يكمن في تخصص كل مهرجان في نوع مخصوص من السينما من أجل اكتساب هوية مميزة، وتجنب الدخول في صراع غير صحي على جلب النجوم.

ولاحظ الناقد خليل الدمون، الذي يدير "مجلة السينما" بالمغرب، أن مهرجان مراكش يتجه شيئا فشيئا إلى التخصص في سينما المؤلف، ويحرص مهرجان القاهرة على الجمع بين السينما العربية والدولية، بينما يقترح منظمو مهرجان دبي أفلاما متنوعة المدارس، هذا، ومن المقرر أن يفتتح مساء الأحد ( اليوم) مهرجان دبي السينمائي الدولي، بعرض فيلم " حديث الملك" من بطولة كوابن فيرث، هيلينا بونهام كارتر،غاي بيرس، وجيفري راش، وإخراج توم هوبر.  

شريط في

12/12/2010

 

فيلم "كارثة غزة": مآسي الحرب إذ لا تحتاج عناء الترميز

رشا عبدالله سلامة

ع.جو- وسط عتمة الحصار، وعلى ضوء "ولاعة" السجائر، استهل المخرجان سمير عبدالله وخير الدين مبروك مشاهد فيلمهما الوثائقي "كارثة غزة".

بلهجة غزية حميمة، وأصوات تتهدج قلقا وارتباكا على الرغم من روح النكتة الحاضرة في أحلك الظروف، وعلى وقع قصائد الراحل محمود درويش عن غزة، يبوح غزيون بآلامهم ومآسيهم جرّاء الحرب الإسرائيلية المسماة بالرصاص المصبوب في نهاية العام 2008 ومستهل العام 2009، مع مشاهد  وثائقية من قلب الأحداث في ذلك الحين.

"متدين يهودي طخ 12 طلقة على بناتي الثلاثة و إمي"، "يوم شفت شو صار فكرت زلزال أو إنه خلصت الدنيا"، "أعدموا الختيار اللي عمره 85 سنة في الدار هذيك"، "شلّحوه إلا من الكيلوت وخلّوه يمشي لدوار السلاطين وهو حامل مرته المحروقة"، "صرت من تحت الهدم أطول أولادي. سحبت بنتي اللي عمرها 12 يوم من إيدها ولقيتها لسة عايشة".. شهادات نقلتها كاميرا على درجة متواضعة من الفنية، ومن دون الاستناد لعامل الموسيقى التصويرية، ومن وسط الركام والدموع الذي أعقب الحرب بأيام.. شهادات قد تبدو مألوفة لدى الشعوب العربية التي تابعتها على الهواء مباشرة إبان الحرب، بيد أنها حتما لن تكون كذلك لدى الجمهور الغربي، والفرنسي تحديدا (إذ إن إنتاج الفيلم فرنسي، كما عُرِض على شاشة فرنسية)، وهو ما يجدد القناعة بضرورة التركيز على عرض المأساة الفلسطينية لدى العالم الغربي، وليس لدى العربي الذي غالبا ما يكون قد حفظ الرواية عن ظهر قلب، حتى غدت من دون تأثير يُذكر لدى البعض .

استعراض الواقع الفلسطيني لا يتطلب عناء الترميز أدبيا أو فنيا؛ إذ تكفي عبارات ك "فش طيور بعد الحرب"، "دعسوا الحمام بالدبابات"، "حتى الحمام رفض يترك فلسطين وما طار وقت الحرب".. كما تكفي مشاهد حقيقية كدراسة أطفال غزة فوق الركام، والدواب الصرعى والمحروقة و تلك المكسورة أطرافها، و"الختيار" الغزي الذي يروي حكاية حرب غزة بمواويله، بعد أن قصف الصاروخ عوده الذي كان يدندن عليه، والحجارة المهدمة التي يعيد الغزيون تجميعها لبناء مساكنهم مرة أخرى..

عبارة تكررت أثناء الفيلم، مثلت نقطة سلبية فادحة، وهي قول غزيين "كمان انتصارين زي هالانتصار ما بضلش ولا غزاوي".. قد تحمل العبارة الآنفة طابعا عفويا لشعب منكوب خاض حربا غير متكافئة، بيد أن تكرارها قد يسهم في تحميل الفلسطيني جزءا من مسؤولية الحرب أمام العالم، على الرغم من كون ذلك غير صحيح إطلاقا، وهو ما قد يفضي لنتيجة سلبية حين يُعرض الفيلم في محافل عالمية.

لربما تكون فراولة غزة، تربيتة الحنان اليتيمة في نهاية الفيلم.. فراولة كقلوب الغزيين، قد تتضعضع بفعل الاحتلال والحروب التي ما انفكت تُفرض عليها منذ الأزل، بيد أنها تبقى زاهية تلتمع تحت وهج شمس غزة، لتبرهن للعالم أن ثمة ما يستحق الحياة هناك..

موقع "ع" الأردني في

12/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)