حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"شو صار؟":

تطهري للخروج من دوامة الحرب

نقولا طعمة

أثار فيلم "شو صار"، مؤلفه ومخرجه ديغول عيد، حالة تعاطفية لأكثر من سبب: الأول، منع عرضه من قبل جهاز الرقابة اللبنانية، وثانيا، موضوعه الذي تناول حدثا جللا مرتبطا بالمخرج، لوقوعه في البلدة الشمالية العكارية عدبل التي ولد وتربى فيها، وهاجرها مطلع الثمانينات بسبب الحادث الذي خلف مجزرة انسانية واجتماعية مفجعة، طاولت المخرج بمقتل مروع لوالدته وشقيقته وعدد من أنسبائه.

كان الحدث رد فعل على حوادث اغتيال لأخوين من البلدة عينها، اتهم حزبهما بالاغتيال مسؤولا أمنيا في حزب معاد لحزبهما وهو من البلدة عينها. وأدى رد الفعل إلى مجزرة ذهب ضحيتها تسعة أشخاص، وترافق بأعمال عنف مروعة.

ترك الحدث، الذي آثر ديغول عيد وصفه ب"المجزرة"، وطأة قاسية على أبناء البلدة، خصوصا الذين طاولتهم بأحد أبنائها، أو تعرض منزلهم للممارسات المروعة.

لم يعرض الفيلم مشاهد عن المجزرة أو آثارها المباشرة بسبب عدم توافر الوثائق، فكانت المجزرة ووطأتها، وما سببته وخلفته من آثار، معروضة على ألسنة أشخاص قابلهم عيد، فبدا أن آثارها لم تمح، لا بل وكأنها وقعت بالأمس القريب.

هاجر كل ذوي الضحايا حاملين معهم ذكريات الحدث الأليمة، ولم يجر اعتذار أو مصالحة تنهي مفاعيل الفعل ورد الفعل، فظلت النفوس متأججة، ومختلجة بالأسى والحقد.

حاول عيد إعطاء الفيلم معان انسانية وحضارية، فكرر في عرضه كلاما عن أهمية تجاوز الحدث وآثاره، مصرحا ل"الجزيرة دوك": “أعرض الفيلم لا لأثير غباره مجددا، بل ليعرف الناس هول الأحداث علهم يبتعدون عن تجدد ارتكابها".

رغم قرار منعه، ثم السماح بعرضه في مجالات متخصصة وضيقة، استضافت جمعية "امم" عرض الفيلم في هنغارها في محلة الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت، وحضر العرض المخرج قادما من فرنسا للغاية.

لا تعرف الغاية الحقيقية من عرض الفيلم بعد مرور نحو ثلاثين عاما على وقوع الأحداث، لكن الواضح أن ديغول عيد كان لا يزال حتى اللحظة متأثرا به، ومنزعجا من استمرار وطأته عليه. أظهرت تطورات أحداثه انفعالات شديدة لم يستطع الزمن تجاوزها لأنها ظلت كامنة في النفوس خارج إطار مكان وقوع الحدث، فلم تجر متغيرات، هي في العادة يومية وروتينية تسقط رهبة من هنا أمام مرتكب، أو من هناك أمام مسؤول. ظلت العواطف متأججة ومتفاعلة دون تفريغ، فكان شحنة عاطفية مقلقة وموترة لعيد، ولكل من كان في موقعه من أهل الفعل ورد الفعل. هذا ما أظهرته تطورات أحداث الفيلم ووقائعه، وكلام أبطاله الذين كانوا من أبناء العائلة عينها، ومنهم المسؤول المتهم عن اغتيال الأخوين.

مفعمة بالحزن والقلق والأسى كانت تطورات أحداث الفيلم، وعروض وقائع الحدث الذي تناوله. كيف يمكن لإنسان أن يعيش طوال حياته مثقلا بهكذا عناصر؟ كل واحد ممن يعنيهم الموقف تعامل مع واقعه بطريقته المحافظة على آلامه، أما عيد فأحب أن يخرج، ويطوي صفحة مضى عليها الزمن، ولم يعد من المفيد الإبقاء عليها في النفوس. كان يجب التطهر من آثارها بطريقة ما. لماذا عليه الاعتراف وهو ليس المرتكب؟ لكن كيف يتطهر من دون اعتراف؟ وبماذا يعترف؟.

لم يكن أمام عيد سوى وضع فيلم عن المجزرة تنهي روايته معها، ويفرغ شحنة الثلاثين سنة الماضية التي تركت المجزرة عبئها عليه. فكان الفيلم بالنسبة له خطوة تطهرية أولى، تصل به إلى تلك الغاية، فيعود وأولاده إلى بلدتهم، ويعيشون متجددين لمرحلة ما بعد المجزرة التي طال محو ذاكرتها عنهم.

والفيلم يفتح باب الاعتراف، وقص ما جرى، والتعبير عما في الذات، إذن وضع الفيلم من دون عرض لا يؤدي المطلوب، فكانت الرقابة اللبنانية بالمرصاد كأنه من غير المسموح التطهر لدى اللبنانيين، ولولا ذلك لما ظلت الحرب الأهلية كامنة، وقابلة للتفجر في أي لحظة. هل هي إجراء عفوي، أم مقصود؟ قد لا نعرف. لكن المؤكد ان النتيجة هي بقاء الواقع اللبناني في حرب أهلية كامنة، حتى إذا جاءت اللحظة المناسبة، والظروف المؤاتية، عاد الوضع في البلاد إلى تكرار ذاته من تفجر وقتل وتدمير.

خطوة عيد كانت باتجاه يلغي الحرب الأهلية من النفوس، بتطهرها، ليستعيد الناس عافيتهم، ويعودوا لحياتهم الطبيعية.

لكن عيد ينفي أن يكون الفيلم ما يشبه المعالجة النفسية له، ويذكر في معرض مناقشته مع الجمهور الذي حضر العرض: “لا أعتبر الفيلم معالجة نفسية لي، ولو لم أكن متصالحاً مع نفسي سابقاً، لما تمكنت من انجازه". 
وردا على سؤال يتعلق بسبب إصراره على العرض في صالة عامة، قال: "الهدف من السينما التأثير على جماعة وقصته تتعلق بكل الجماعات اللبنانية. وليس بفرد يقوم بـ"نقرة" على الانترنت. ثمّة مصيبة في لبنان تسمّى "تسوية"، والانترنت تسوية أيضاً، ولم يعد جائزا الاستمرار هكذا".

وثائقية الفيلم
قدم عيد فيلمه على أنه وثائقي، وهكذا تناولته التعليقات عليه. غير أن الفيلم المفعم بالانفعالات العاطفية الذاتية، والمعاناة الفردية الكبيرة، لا يمكن أن تترك فسحة واسعة للموضوعية والحياد والتجرد كعناصر يتطلبها التوثيق.

بالمقابل، لم يكن من السهل على عنصر معني بالمجزرة بشكل مباشر القيام بمقابلة كل الأطراف، فهو لن يكون في موقف سليم بمواجهة قاتله. لذلك لم يستطع إجراء هذه المقابلة، فلا القاتل يقبل، ولا المقتول يستطيع.

ويصيب الفيلم هدفا توجيهيا عندما يركز مخرجه على أنه للعامة وليس تجربة فردية وفي مقابلة معه نشرها موقع الجمعية المستضيفة، يقول: "عندما تنطلقين من تجربة ذاتية، تخافين ألا يفهمك الناس وأن تصل الرسالة الى عائلتك فقط. تمثلت الصعوبة في أن أنسى أن القصة تخصني وألبس دوري كمخرج، ومن الصعب جداً ألا يكون عندك كبرياء أمام الكاميرا. اخترت أن أكون مخرج الفيلم قبل أن أكون بطله”.

لكنه كان بطلا في الفيلم، ومعنيا مباشرا بأحداثه، فتفاعل مع موقع بلدته التي عاد إليها بعد سنين طويلة، وبكى بغزارة دموع من شأنها تفريغ ما اختبأ بداخله لسنوات طوال”.

وهنا، يضعف الموقف عنصر التوثيق لصالح عنصر ثان يفترض أن ينضم تصنيف الفيلم إليه وهو أنه روائي أدبي يستند إلى وقائع حقيقية. لكن هذا ما نفاه عيد ذاكرا أن التوثيق أبواب وأصناف.

وفي كلام ل"لجزيرة دوك" عن هدفه من الفيلم، قال: “الهدف هو إحياء الذاكرة المطمورة لضيع كثيرة في لبنان جرت فيها حوادث مماثلة، أو غير مماثلة، وقد تكون أقوى وأفظع، لكي نعيد فتح الذاكرة مجددا بغية عدم تكرارها. لم يكن عندي حل آخر أنطلق منه إلا القصة الشخصية، وهي موجعة”.

وعن عدم موافقة الأمن العام علي الفيلم، قال أن الحجة هي أنه متضمن لذكر أحزاب سياسية وأشخاص، مما يمكن أن يسبب ردة فعل، ويصبح المخرج مسؤولا عن ردات الفعل التي تقع عليه. بما يعني أن الدولة لا تحميك. تورطك وتتركك دون مساعدة”.

الجزيرة الوثائقية في

07/12/2010

 

سينمات

نادي "المصباح السحري" بتعاون سويسري لبناني

ترويج السينما في زمن الفضائيات والانترنت

نقولا طعمة – بيروت 

انطلقت في بيروت مبادرة نادي "المصباح السحري" لترويج السينما لدى الأطفال كابنة للنادي الأم في سويسرا.

وتتعاون على المبادرة السفارة السويسرية في لبنان وجمعية "سينما متروبوليس".

عمر التجربة السويسرية نحو 18 عاما، وتنتشر في دول العالم بهدف إيصال متعة الفيلم للأولاد معروضا في دور السينما وصالاتها، بالتفاعل مع الآخر، ومشاركته عواطف الفرح والحب والحزن والغضب والرعب، وابتداء بفيلم للوريل وهاردي.

وتتبع التجربة مبدأ تحبيب الأولاد بالسينما بتقنيات فنية استعراضية تسبق العروض، وبتقديم شروح للأفلام المعروضة لأعضاء النادي من الأولاد يعشرة أيام قبل عرضها

عضوة جمعية متروبوليس أماني سمعان عرضت ل"الجزيرة دوك" التجربة الوافدة هذه السنة إلى لبنان: "المصباح السحري" ناد سينمائي خاص للأولاد بين 8 و12سنة تدعمه السفارة السويسرية في لبنان، وناديالمصباح السحري” الأم في سويسرا".

الفكرة هي أن نحبب الأطفال والأولاد بالسينما ونشعرهم بمتعتها، قالت سمعان، مضيفة "نقدم لهم 9 أفلام موسميا -فيلم كل شهر- بدءا بفيلم متناسب مع العمر. ويحضر الأعضاء من دون أهلهم، وتحت إشراف مسؤولين من النادي، يختبر الأطفال المشاعر السينمائية الكبرى، وهي نفسها مشاعر الحياة، فيعيشون تجربة فريدة مع أصدقاء من سنهم”.

وعن الأفلام قالت أنها "تغطي مختلف الحقبات التاريخية المتعلقة بالسينما، من 1920 وما بعد، لكي يرى الأولاد كيف تطورت السينما. وقسمنا الأفلام بشكل أن يكون كل 3 أفلام تحت موضوع معين، ف 3 منها أفلام للضحك، و3 للحزن، و3 شيء من الخوف، و3 للحلم”.

وتحدثت عن البرنامج بأنه "يقدم أفلاما قديمة، بداية مع 3 أفلام صامتة للوريل وهاردي، تلقى الأولاد الشرح عنها، وعن سبب ما يجري ومعناه، وسبب صمته، لأنها تعود ل 1927-1932، حيث لم يكن قد بدأ الصوت يرافق الصورة”، متابعة ببرنامج أفلام قصيرة تمثل السينما في بلدان مختلفة، ثم فيلم "الولد" (The Kid)، وهو فيلم قصير، مع عروض لشارلي شابلن من 1921، ومع شارلز باورز بأربعة أفلام قصيرة من الولايات المتحدة الأميركية سنة 1926”.

"بذلك، يأخذ الأولاد فكرة جيدة عن بداية السينما"، تقول سمعان، "ثم ينقلون بعد ذلك إلى العصر الحديث، مع "أولاد السماء" لمجيد مجيدي الإيراني لسنة 1997، ثم جيبورو ل"لي جونغ هيانغ" من السينما الكورية الشمالية عام 2002، ثم إلى فرنسا مع فيلمي "كرين بلان" و"البالون الأحمر" لألبرت لاموريس من سنتي 1956 و1952، وانتهاء ب"ماكس أند كو" لفردريك غوايوم السويسري لعام 2007”.

تتراوح العروض بين 70 و80 دقيقة، وهي جرعة كافية ل"وقعة" سينمائية، يكون الأولاد قد اطلعوا فيها على السينما في مراحل تاريخية مختلفة، ومن بلدان وثقافات متنوعة، فلمسوا تطوراتها، وتمايزاتها من عصر لآخر، ومن بلد لآخر

وشرحت سفيرة سويسرا في لبنان روث فلينت ل"الجزيرة دوك" مفهوم "المصباح السحري" الذي "انطلق في سويسرا سنة 1992، وانتشر بعد ذلك في فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمغرب والسنغال وانكلترا ولبنان".

أضافت فلينت أن "الفضل ل"المصباح السحري" هو في تمكين الأولاد من اكتشاف السينما عبر مختارات واسعة من الأفلام من أبعاد مختلفة تغطي أحلامهم، وأفراحهم، وأحزانهم ومخاوفهم بعيدا عن مدارسهم وأهلهم”.

 وأوضحت أنه "بهدف مساعدتهم على فهم أفضل لفنون السينما، يقدم لكل عضو من نادي "المصباح السحري" كتاب إرشادي شارحا للفيلم قبل حضوره. ثم يقوم ممثلان في السينما بعروض تشرح عناصر الفيلم”.

وختمت أن "المشروع يشجع التفاعل بين الأولاد، ويتيح لغالبيتهم اكتشاف دور السينما للمرة الأولى في حياتهم”.

الجزيرة الوثائقية في

07/12/2010

 

 

 

المليجى

بقلم: كمال رمزي

فيما يقرب أو يزيد على «500» فيلم، عمل محمود المليجى «1910 ــ 1983» مع معظم المخرجين المصريين، وجسد، بقدرة هائلة على الإقناع، عشرات النماذج البشرية المتناقضة، الموغلة فى الشر، المخاتلة، الممارسة للشر، وتلك التى تقف على الجانب الآخر، الطيبة، الحانية، التى يخفق قلبها مع المظلومين والمضطهدين، ومن قست عليهم ظروف الحياة.. لكن المليجى، مع يوسف شاهين، ابتداء من «الأرض» 1970، ينطلقا معا إلى آفاق أعلى وأبعد مما وصلا إليه فى أفلامهما من قبل، مثل «ابن النيل» 1951 وحتى «الناصر صلاح الدين» 1963.. وإذا كانت الأدوار التى أداها المليجى فى «العصفور» أو «إسكندرية ليه» أو «حدوتة مصرية» تستحق الدراسة، فإن الشخصية الجديرة بالتأمل، فى تقديرى، هى «المدبولى» فى «عودة الابن الضال» 1976، ذلك الفيلم الأقرب للنبوءة، وتلك الشخصية ذات المغزى الإنسانى الشامل.

المليجى، هنا، باقتدار، يعبر عن جيل شائخ مهزوم انتهى دوره فى الصراع وإن كانت حياته لم تنته بعد.. إنه يبدو كالشبح، موجودا وغير موجود. هو يرى ويفهم ويعى، ولكنه لم يعد قادرا على الفعل. سلطة تداعت وانهارت لتحل محلها سلطة الابن الشرس ــ بأداء شكرى سرحان ــ المتجبر، بأنانيته التى لا يحدها حدود، والذى استحوذ على الثروة وأدوات الإنتاج، الأرض والطاحونة ودار العرض.. المليجى، يبدو كما لو أنه شخصية أثيرية، تملأ أجواء الفيلم بأنفاسها وعبقها دون أن نلمسها لمسا مباشرا، وتثير فينا أكثر من تساؤل، فهل كان المليجى ومعه شاهين طبعا ــ يفكر فى تلك القوى السياسية التى لم يعد لها دور فى الواقع وإن كانت لاتزال على قيد الحياة؟ هل يعبر المليجى عن ذلك القطاع الكبير من الناس الذين لا صوت لهم وإن كانوا ينسبون إلى العائلة.. وأيام إبداع الفيلم، كان الكلام ــ فى الواقع ــ لا يتوقف عن «العائلة» المصرية الواحدة، تحت مظلة «كبير العائلة»!.. إن «المدبولى» أو المليجى يرى، وبجلاء أن كارثة تلوح فى الأفق، ستقضى عليه وعلى مجمل أفراد العائلة، وهو يدرك، على نحو يقين، أن لا فكاك من هذا المصير، فالعائلة تمزقها الخلافات وتسيطر عليها روح الكراهية، خاصة تجاه الأخ الكبير، الممسك بالسلطة.

وفعلا، تتحقق توقعاته، وتغرق «ميت شابورة» فى بحر من الدم، وهو يطالعنا بوجهه الدامى فى مذبحة النهاية، دون أن تصدر منه أية إيماءة توحى بأنه فوجئ بهذا المصير.. كان المليجى، الأقرب إلى الضمير، يتحرك، طوال الفيلم، كما لو أنه ظل، يطل على مسار الأمور المتدهور، بنوع من الشجن الحكيم، لا شك عندى من أنه أحد معطيات الصدق، النابعة من صلاح جاهين، مؤلف القصة والمشارك فى كتابة السيناريو.

عرض «عودة الابن الضال» فى 24/9/1976.. وجدير بالذكر أنه بعد أقل من أربعة أشهر، وبالتحديد فى 17، 18 يناير 1977، أسيلت دماء كثيرة وكادت مصر تحترق، فيما عرف باسم الانتفاضة الشعبية، التى أطلق عليها «رب الأسرة المصرية»: انتفاضة الحرامية.

الشروق المصرية في

08/12/2010

 

35 مليون دولار مكاسب 6 مواقع تقوم بالقرصنة على الأفلام

غزة - دنيا الوطن

على هامش مهرجان القاهرة السينمائى، أقيمت أمس ندوة بعنوان "قرصنة الأفلام وتأثيرها على صناعة السينما" بفندق سوفيتل الجزيرة، أدارتها الفنانة والمنتجة إسعاد يونس رئيس الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى ومنيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما والدكتور تامر عبد العزيز، ممثل غرفة صناعة السينما، ولاكسمانان سوريش رئيس رابطة السينما الهندية وبينواه جينستى السكرتير العام للاتحاد الدولى للمنتجين وان دومينيك رئيس جمعية المنتجين بفرنسا ورئيس منظمة الاتحاد الدولى.

بدأت الفنانة إسعاد يونس حديثها قائلة: "نحن نسرق جهرا" بسبب تطور التكنولوجيا الحديثة وحقوقنا تغتصب كل دقيقة دون وجود رادع أو عقاب للقراصنة الذين تسببوا فى تدمير صناعة السينما، وللأسف كلنا أصبحنا مباحين ومستباحين، وهذا يعد انتهاكا للخصوصية، والمواقع الإلكترونية مليئة بالمحتويات المغتصبة المأخوذة رغما عن أصحابها، ولابد من تقنين المسألة لأن صناعة السينما تهدر دون وجه حق وهذه صناعة تتكلف الملايين، وأنا كمنتجه لا أريد أن أمنع منتجاتى من التداول لكنى أريد أن أقنن المسألة وأستفيد مادياً لأننى صرفت أموالا طائلة فى إنتاج مثل هذه الأعمال، وللأسف السلطات لا تفهم أن قرصنة المعلومات تعد جريمة خطيرة، ولابد من وجود توعية للسلطات لكى نعرفهم أبعاد هذه القضية. 

وأضاف لا كسمانان سوريش رئيس رابطة السينما الهندية "القرصنة أصبحت وباء عصريا لأنها سرقة، والسرقة محرمه فى كل الأديان والإنسانية كلها تنتقد جريمة السرقة فلا يوجد قانون يقول بأن محتوياتى تؤخذ رغما عنى، وآثار هذه القرصنة خطيرة جدا وكل المال الذى يتم من خلال هذه القرصنة يذهب إلى تمويل الأعمال غير المشروعة، ولذلك لابد أن تتصدى الحكومات لهذه المشكلة، فلدينا فى الهند 28 ولاية هناك ستة ولايات فقط منها هى التى تنتج أعمالا فنية- حوالى 1300 فيلم فى السنة، ولذلك سنت هذه الولايات قانون لمواجهة القرصنة على الإنترنت، وهذا القانون وضع عقوبات ما بين السجن عامين أو الغرامة المالية الكبيرة وبعد سن هذا القانون لم نجد أى قرصنة لمدة ستة أشهر، ولكن فرحتنا للأسف لم تدم طويلا فبعد هذه الفترة عادت الأمور لما كانت فى السابق وأكثر، وهذه مأساة حقيقية والشرطة لا تعترف بأن هذه القرصنة جريمة وترى أن مشاهدة الأعمال هى حق للجمهور حتى إن قبضت الشرطة على القرصان فالقاضى يشعر أنها ليست جريمة خطيرة ويعاقبه بغرامة بسيطة جدا".

وعلق الدكتور تامر عبد العزيز ممثل غرفة صناعة السينما "إن صناعة السينما فى مصر تعانى من أزمة قرصنة حادة وبعد أن كانت تدر دخل يصل إلى المليار دولار أى أكثر مما كان يدره القطن المصرى فى فترات ازدهاره وصلت إلى حد الدمار بعد أن أصبحت الأفلام تسرب بعد عشية يوم عرضها الأول بالسينمات وبعد تطور أدوات قراصنة المصنفات تكنولوجيا يوماً بعد يوم لتصبح أكثر دقة وأصغر حجماً رغم أن هذه الأدوات مجرمة فى القانون المصرى الذى يعاقب بحيازتها أو استخدامها أو بيعها أو الإعلان عنها بعقوبة السجن عام واحد ورغم هذا فما تم اكتشافه أو ضبطه أقل من واحد من الألف من هذه الأجهزة وأغلبها تم اكتشافه بالصدفة على المنافذ الحدودية والجمركية قبل أن تصل إلى يد المتقرصنين ، وطبقا لاتفاقيتى "التريبس والوايبو" التى صدقت مصر عليهما وأصبحتا تسريان كقانون من قوانينها ووجود جهاز نقطة اتصال حماية الملكية الفكرية المنشأ بقرار من وزير الصناعة رقم 58 لسنة 1997 بناء على تكليف من الرئيس له إلا أن قانون حق المؤلف رقم 82 لسنة 2002 أغفل فيه المشرع المصرى للأسف منح أى صفة أو دور للمنتجين الذين هم المتضرر الأكبر ويكاد يكون الأوحد من القرصنة على مصنفاتهم ، وبعد قرابة ثمانى سنوات من بدء تطبيق القانون أصبح فى مصر مكتب لحماية حقوق المؤلف فى وزارة الثقافة ومكتب لحماية حق المؤلف فى وزارة الاتصالات ومكتب لحماية حق المؤلف فى وزارة الإعلام إلى جوار جهاز نقطة اتصال حماية الملكية الفكرية ومعاونة من وزارة الداخلية متمثلة فى إدارة حماية المصنفات الفنية دون أى صفة أو ذكر لنا كوزارة صناعة أو كغرفة صناعة السينما فى التقدم بالإبلاغ ممثلين لمصالح أعضائنا نظراً لأن المنتجين لا يتمتعون بأى حماية فى هذا القانون، وتكون الإجابة دائما إذا ما وجهنا خطابا رسميا بالشكوى إلى أى جهة فى الدولة أننا ليس لنا صفة فى القانون رقم 82 لعام 2002 ".

وأضاف تامر "حصيلة مكاسب 6 مواقع إلكترونية تقوم بالقرصنة على الأفلام فى العام الواحد تصل إلى 35 مليون دولار وأن موقع دى فى دى عرب تصل مكاسبه إلى 13 مليون دولار بمفرده.

وقالت آن دومينيك رئيس جمعية المنتجين بفرنسا ورئيس منظمة الاتحاد الدولى "إن صناعة السينما من القطاعات الباهظة التكاليف وللأسف الفيلم الذى يتكلف الملايين يصبح بسبب القرصنة بلا قيمة، فكيف يمكننا إنتاج أفلام جديدة طالما أن أموالنا لا ترد إلينا، ولابد من وجود قوانين تسن من أجل السيطرة على هذه المشكلة الخطيرة، وهناك نوعان من القرصنة هما البدائية وهى ليست خطيرة والقرصنة الأخرى وهى العلمية وهى خطيرة للغاية ولابد من وجود عقوبة رادعة للقراصنة وإعطاء كل ذى حق حقه ويجب التعامل مع نظام الآى بى الذى يوضح هوية الأجهزة والأشخاص الذين يقومون بتحميل هذا المحتوى من على الإنترنت".

وأضاف بينواه جينستى رئيس منظمة الاتحاد الدولى "صناعة السينما تواجه تحديات خطيرة بسبب القرصنة لأن لها تأثير سلبى على الاقتصاد وعواقبها وخيمة وتؤثر على ميزانية الدول، ونحن فى المنظمة نحاول التصدى للقرصنة، والاتحاد الدولى الأوروبى أوضح أن هناك عشرة مليارات يورو خسارة بسبب القرصنة، وأنه من المتوقع فى 2015 أن تصل الخسارة إلى 166 مليار دولار، كما أن هناك مليون شخص سيتأثر عمله بسبب هذه القرصنة".

كريش مارسيش عضو جمعية النقاد بأفريقيا والوطن العربى قال من جانبه أن الأزمة تحدث بعد مرور 5 أيام من عرض الفيلم بدور العرض وقطاع الإنتاج يجب أن يكون له دور فى ذلك حتى لا يصل الأمر إلى ما وصل إليه حال الكاسيت والأغانى التى تم القضاء عليها.

وعلقت الفنانة والمنتجة إسعاد يونس قائلة "اليوتيوب على الرغم من أنه موقع أدى إلى التعرف على ثقافات العالم كله إلا أن كل محتواه مُقرصن ومسروق، ويجب ألا نساعد على أنشارة أكثر من ذلك".

واستنكرت إسعاد ما حدث لمجموعة ART التى عانت الأمرين من أزمة "الوصلة" أو ما يعرف "بالسلكة" التى تسرق باقة القنوات وتوفرها للجميع مقابل 20 جنيها وهو الأمر الذى أدى إلى انهيار هذا الكيان الكبير الذى كان بوابة ونافذة لمصر على العالم أجمع.

دنيا الوطن في

08/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)