حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زهايمر.. أولها شجن.. آخرها كوميديا الزعيم

كتب نهى العليمى

لم أتصور عندما قررت دخول فيلم الزعيم عادل إمام أنه سيبكيني قبل أن يضحكني، وسيضعني أمام قضية نفسية وفلسفية مهمة لهذا الحل، هي أن غياب العقل والذاكرة ونسيان كل من حولي حتي أصدقائي وأحبابي مؤلم لهذه الدرجة، فهو الموت بعينه ووجدتني أقول في أعلي موقف تراجيدي بتقسيمات وجه عادل إمام العظيم، وهو يبكي مشاهداً مصيره أمام عينيه متمثلا في صديق عمره الفنان سعيد صالح وقد سبقه لهذا المرض الذي أنساه حتي أولاده وجعله لا يتحكم في نفسه، إن أي مرض عضوي قد يكون أهون من هذا العذاب لإنسان لا يذكر بيته ويستيقظ مستغربا كل من حوله، وقد يصل ذلك لنسيانه أولاده.

وكان أكثر المواقف تأثيرا ورمزا عندما مشي الصديقان عادل إمام وسعيد صالح في نفس الطريق يفصلهما سور حديدي لدار الرعاية التي يسكنها سعيد صالح بعد أن تمكن منه هذا المرض اللعين، الذي لا يعطي الفرصة لصاحبه بقهره لأنه ببساطة ينسيه من هو.. وبقدر هذا الحزن والتعايش مع شخصية البطل عادل إمام بقدر الضحك والسعادة التي شعرت بها عندما اكتشفت أن الموضوع لا يتجاوز خطة وضعها أولاده لإيهامه بإصابته بالزهايمر .. ومع أن قصة الأبناء الانتهازيين وزوجة الابن الشريرة فكرة مستهلكة دراميا، إلا أن خفة دم الزعيم، وإتقان الدور لكل من فتحي عبد الوهاب وأحمد رزق في دور الابنين والمواقف الكوميدية التي «خلص فيها والده حقه منهم» أكسبت الفيلم طعما كوميديا أضحك كل من بالسينما، خاصة عندما جمع ولديه في البانيو وصمم علي أن «يحميهم» ليؤكد لهم أنه بالفعل قد أصيب بالزهايمر من تأثير الأدوية التي اتفقوا مع الطبيب علي إعطائها له لتؤثر في ذاكرته أمام المحكمة، وهنا أبدع عادل إمام كعادته وخطف الضحكة من قلب كل المشاهدين، ولكني شعرت أن أحمد رزق يعيد دوره في مسلسل العار «الزوج ضعيف الشخصية»، ورانيا يوسف جميلة، ولكنها كررت نفسها بهذا الدور.

زوجة الابن أو زوجة الأخ الشريرة التي تسعي للمال فقط، حيث قدمتها في أكثر من عمل «أهل كايرو.. مجنون ليلي».. أما الرشيقة نيللي كريم فتجعلك تشعر بأنك أمام فراشة رقيقة مصرية من خفة دمها وتلقائيتها وبملامحها الطيبة التي تعكس حسن نيتها رغم اشتراكها في التمثيلية علي البطل بإيهام أنه مريض وهي ممرضته، وأنه دائما ما ينساها، رغم أن كل هذا جزء من التمثيلية التي رسمها أولاده، وكيف تجعلك تطير معها، وهي ترقص برشاقة مع البطل وتتعاطف معه، ولا تكرهها عندما تشرح للبطل أنها وكل «طاقم الشغالين» قد دفعتهم الحاجة للمال للاشتراك في هذه الكذبة وليس الطمع مثل أبنائه أبطال الكذبة وتستمر المواقف التي يأخذ بها البطل ثأره ويحاول تربيتهم علي «كَبر» علي حد قوله، حتي يقولوا «حقي برقبتي»، وتبدأ خطة البطل الحقيقية لتأديبهم عندما يعطيهم درسا في نهاية الفيلم بأن الطمع «آخرته السجن».

القصة كاريكاتورية للأب الذي يجنن أولاده بدلا من أن يجننوه وخفيفة مع عدم واقعية الكثير من أحداثها، ولكن مناقشة قضية الزهايمر قد تكون الأولي من نوعها في السينما.

وكانت ديكورات فيللا عادل إمام والقصر الذي ظهر في لبنان لصديقه الذي اشترك معه في إيهام أولاده بوضع ماله في الكوكايين معبرة والمناظر الرائعة لبيروت.

ونهاية بالأرض الخضراء علي مدد النظر التي ظهر فيها عادل إمام يحتضن فيها حفيدته وحبيبته الحقيقية والوحيدة في الفيلم، والتي تمثل البراءة والطفولة والصدق والمستقبل أيضا.. وكأنه يريد أن يقول إن هذه الطبيعة والهروب من ضغوط الحياة مع من تحب هي المنقذ الوحيد من الزهايمر آفة العصر...

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

 

الزهايمر.. الضحك من قلب المأساة

كتب لميس سامي

تخيل أنك تستيقظ من نومك، فتجد حولك بشرا لا تعرفهم ولم ترهم من قبل، علي الرغم من أنهم يدعَّون معرفتك تمام المعرفة، فتجد حولك ممرضة تقنعك بأخذ الدواء لأنك مريض بالزهايمر منذ سنتين، وعند رفضك للدواء محاولا تبليغ الشرطة تجد أمامك خادمة تحاول إقناعك بأنها تعمل منذ فترة، والجنايني الذي تعود قطف زهور الصباح، تنهال عليك الاتصالات من سوسو وغيرها يعاتبانك لنسيانك لها بعد قضاء ليلة جميلة.

ويحاول الجميع إقناعك أن عدم تذكرك لهم ناتج عن عدم مواظبتك علي الدواء والمفاصلة في روشتة الدكتور!!

هذه هي الفكرة الأساسية التي يطرحها الزعيم عادل إمام بقوة. كوميديا اجتماعية من خلال شخصية محمود شعيب تاجر الجملة بالموسكي الذي كلما أراد الاستنجاد بشيء ليقنع من حوله بأنه غير مريض ولا يعرفهم، يجد الموقف ضده، لدرجة أنه بدأ للحظة يشك بأنه مريض فعلا، لكنه ظل مصرا علي الثقة في نفسه، مما جعله يصرخ علي «حامد» - ضياء الميرغني - الذي كان يقوم بكل أعماله ليسأله عن هؤلاء الغرباء، فيؤكد له حامد «عشرة العمر» أنهم موجودون منذ سنين، كل الظروف أظهرت أن محمود شعيب مريض بالفعل حتي صوره القديمة لم يتذكر منها إلا اثنين من أصدقائه هو شافعي - أحمد راتب - وعمر المحامي - سعيد صالح، وكانت بداية الاستنجاد بأبنائه، الذي تشاجر معهم منذ عدة أشهر، وهو «أحمد رزق» الذي قدم دور كريم وسامح «فتحي عبد الوهاب»، وطلب منهم أن يحضروا الشرطة لاصطدامه بأشخاص جاءوا لزيارته ويدعون أنهم أصدقاؤه، وكانت صدمة محمود شعيب عندما أخبره أبناؤه أن هؤلاء هم أصدقاؤه الذين يسهرون معه يوميا !! وينصحه الدكتور بالراحة التامة، وأخذ الدواء وعندما استطاع الفرار من المنزل وذهب ليشكي لصديقه شافعي «أحمد راتب» الذي أقنعه أنه مريض بالفعل بمرض «الزهايمر» منذ فترة ومع ذلك أخذ يحارب فكرة المرض، وعندما سأل عمر المحامي صديقه منذ زمن التجارة علم أنه في إحدي دور الرعاية فذهب لزيارته وعلم أنه مريض بالزهايمر، وهنا تأتي روعة الفيلم في أقوي مشاهده والذي جمع بين سعيد صالح وعادل إمام وهو جالس بجواره ليذكره بنفسه وعلامات المرض تكسو وجه سعيد صالح. فيتذكر عندها صديقه محمود شعيب وصديقه شافعي وأبناءه الذين هجروه منذ عام، وأثناء محادثتهم وجد محمود أن صديقه يتبول لا إراديا دون أن يشعر بشيء، فتأمر الدكتورة «إسعاد يونس» والتي اقتصر دورها في هذا المشهد القوي الممرضة بحضور «حفاضات»، فيغادر محمود ويأخذ في البكاء، وهو يلقي علي صديقه آخر نظرة تحمل معاني الألم والأسي لما وصل إليه وعزاءه لنفسه خوفا من أن يأتي الدور عليه.. فيذهب إلي منزله مستسلما تماما لأخذ الدواء، حتي لا تتدهور حالته كحالة صديقه ثم يكتشف محمود شعيب أن هناك لعبة من خلال حواره مع السباك الفنان «يوسف عيد»، وتأكد أنه ليس مريضا.

واعترفت له الممرضة أن كل ما حدث كان من تخطيط كريم وزوجته نجلاء وسامح بالاشتراك مع صديقه شافعي وكل العاملين في المنزل ليقنعوه بأنه مريض زهايمر ويتم الحجر عليه، ليسدد أبناؤه ديونهم وطلبت منه أن يعفو عنها وعن الخدم لأنهم غلابة.

وبدأ محمود شعيب الشروع في نفس اللعبة بأنه مريض بالفعل وليس علي المريض حرج، ولكن كان الغرض من اللعبة تربية وإصلاح أبنائه من أول وجديد..

فتبدأ مطاردات «عادل إمام» لأبنائه بشكل كوميدي كما تعودنا ولم يواجههم بأنه كشف لعبتهم ولكنهم استمروا في البحث عن أمواله، وكانوا علي استعداد للقيام بأي شيء حتي وإن كان تهريب «كوكايين» لسداد الرهينة حتي تم ضبطهم في المطار ليأخذوا درسا في السجن لبضعة أيام، حتي تم الكشف أن «الكوكايين» عبارة عن دقيق !!

«الزهايمر» فيلم قوي، ولكن المؤلف نادر صلاح الدين اختصر هذا المرض في مشهد واحد وهو مشهد «سعيد صالح» علي الرغم من أنه «مرض العصر»، وكانت ستصبح سابقة للمؤلف إذا ناقش أبعاد هذا المرض وخطورته، ولكن عبقرية الممثلين وحضورهم القوي «غطوا» علي ثغرة السيناريو، فالفيلم أشبه بالسيمفونية، المايسترو فيها الرائع عادل إمام وفريق العزف من الوجوه الشابة الذين تكاتفوا لتقديم فيلم في إطار كوميدي اجتماعي.

فيتغير إيقاع الفيلم بين الكوميدي والتراجيديا، وهو ما أعطي للعمل جمالا مميزا ليجمع بين الجنون والابتسامة، وهذا ما وفق فيه المخرج عمرو عرفة، موسيقي «عمر خيرت» دائما تلعب علي وتر «حالتك المزاجية» فتجعلك تبكي في مشهد وتبتسم في آخر وتعيش حالة الحب أحيانا.

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

 

أزمة محمود شعيب أم أزمة الواقع

كتب يارا سامى

بمجرد عرض أي فيلم للزعيم عادل إمام في السينما تجد نفسك متحمسا لحضوره، ليس فقط لأنك ستضحك وتنسي هموم الحياة، ولكن لأنك ستري الزعيم صاحب الأداء السهل الممتنع وهو يقدم لنا شخصية جديدة لم يقدمها من قبل، ولأنه أكثر ممثل متجدد في اختياراته.. فلا تجد له شخصية تتشابه مع الأخري.. كما أنه يختار بذكاء شديد الشخصية التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية يمر بها، وهذا العام يقدم لنا فيلمه الجديد «زهايمر».. ذلك الفيلم الذي قد يبدو في مشاهده الأولي وكأنه يتعرض لأزمة مرض الزهايمر الذي يصيب كبار السن، وذلك من خلال إيهام الجمهور أن البطل «محمود شعيب» - عادل إمام - يعاني من هذا المرض لدرجة أنك تصدقه بكل جوارحك وتتألم عندما تتخيل أنك قد تقع فريسة لهذا المرض اللعين في يوم من الأيام، فتدعو الله في سرك أن يرحمنا ويكفينا شر هذا البلاء.. فتتفاعل مع أبطال الفيلم خاصة في المشهد الذي جمع بين الفنان سعيد صالح - في ظهور خاص ومتميز - والزعيم عادل إمام - فبطل الفيلم «محمود شعيب» في محاولة للنجاة من وهمه بأنه مريض الزهايمر، تذّكر أن له صديقا قديما، وعندما سأل عنه عرف أنه في مصحة لعلاجه من هذا الوحش.

وعندما ذهب لزيارته وجده، وقد أصبح شخصا لا يتذكر سوي بعض الأحداث أيام ثورة ,1952. ومن خلال حديث محمود شعيب مع سعيد صالح تجد أن أبناءه قد هجروه ولم يسألوا عنه الأمر الذي جعل محمود شعيب يشعر بأنه سيعيش نفس السيناريو، ولكن هذه المرة سيكون البطل .. كان مشهدا يحمل في طياته العديد من المشاعر الإنسانية المختلفة ما بين الحنين إلي صداقة العمر ممتزجا بحسرة وشفقة علي الحال الذي آل إليه صديقه، وربما نظرة مستقبلية للحالة التي سيكون عليها بطل الفيلم، ويكون مجرد جسد تائه في الحياة، وقد ترجمت جميع هذه الأحاسيس في دموع الزعيم، وهو ينظر إلي صديقه من خلف الأسوار وهو يمضي قدما لملاقاة مصيره.. إنها نظرة عميقة كانت أصدق تعبيرا عن الألم الذي يمكن أن يشعر به إنسان وهو يري نصب عينيه مصيره المحتوم.

ويحسب إلي الفنان عادل إمام حرصه علي استقدام الوجوه الشابة لمشاركته في أفلامه، وكانت تلك المرة الفرصة كبيرة، حيث دفع بأربعة منهم كل واحد يستطيع أن يتحمل بطولة فيلم بمفرده وهم «فتحي عبد الوهاب» و«أحمد رزق» و«نيللي كريم» و«رانيا يوسف».. كما أنه منح فرصة ذهبية للعديد من الوجوه الأخري أمثال إيمان السيد في دور إجلال التي أدت دورها بعفوية وتلقائية ولم تشعر بالرهبة ، كذلك لا نستطيع أن نغفل الأداء المتميز لكل من «يوسف عيد» في دور السباك وضياء الميرغني في دور «حامد».

كذلك المشاركة المتميزة للموسيقار عمر خيرت الذي أثرت موسيقاه في العمل وأضفت عليه طابعا شجيا..

الفيلم يناقش قضية ليست بجديدة علينا في السينما وهي جحود الأبناء تجاه والدهم الذي بذل الكثير وأعطي الكثير حتي ينجح أولاده ويحققون أحلامهم.. ولكن قوبل هذا العطاء بالنكران والطمع ومحاولة سلب الأبناء لأموال والدهم برفع قضية حجر عليه طاعنين في سلامة قواه العقلية وإيهام المحكمة بأنه مريض بالزهايمر.. ولكن استطاع بطل الفيلم «محمود شعيب» أن يتحايل علي أبنائه لإفساد كل مخططاتهم ولغاية أخري هي إعادة تربيتهم من جديد.

وكنت أتمني أن تدور الفكرة الرئيسية للفيلم حول مرض الزهايمر.. فالعديد من المشاهدين دخلوا الفيلم علي هذا الأساس.. فكنا نحتاج أن نعرف العوامل المسببة للمرض.. فأنا كمشاهدة توقعت أن أري الفنان عادل إمام، وهو يقدم دور مريض الزهايمر، وكان يمكن فعل ذلك بالخروج من إطار الكوميديا حتي لا يتم تسخيف القضية المطروحة.

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

 

الزهايمر.. شاهد ما شافش حاجة

كتب مى الوزير

لا أعلم لماذا عندما شاهدت أداء الفنان عادل إمام في فيلم زهايمر، تذكرت مسرحية شاهد ماشافش حاجة رغم أنه لا مجال للمقارنة لاختلاف الشخصيتين، ولكن ربما بسبب بساطته فمن منا لم يتعاطف مع شخصية «سرحان عبدالبصير» الذي تورط بدون أن يدري في قضية لا يعلم عنها شيئاً، هكذا شعرت حينما رأيت أداءه السلس في تجسيد دور الأب المغلوب علي أمره الذي تآمر عليه أبناؤه وأقرباؤه ليعيش في حالة من التخبط لدرجة تصل إلي اقتناعه بمرضه أخيرا إلي أن يكتشف المؤامرة التي دبرت له ويبدأ في الانتقام من أبنائه.

منذ سنوات طويلة لم أكن أقتنع بالزعيم في دور الدنجوان الذي تقع في غرامه النساء ويتسابقن عليه، ولكن الشخصية من لحم ودم يشعر بها المتفرج ويتعاطف معها ومع دموعها ولا يشعر فقط أنها شخصية من عالم آخر بعيداً عنه، ومن أروع مشاهد الفيلم ذلك المشهد الذي قدمه الفنان سعيد صالح صديقه الذي أصيب بالمرض، وكيف بدأ يعيد حساباته من خلاله، الفيلم تناول حالة من الخداع تعرض لها من الجميع وكيف باعوا مبادئهم لمجرد الحصول علي المال بداية من أبنائه وأصدقائه وهذا ما صدمني وكنت أتمني فعلا أن يكون مصاباً بالزهايمر فعلا لتستمر الحالة الإنسانية التي اندمجت فيها مع الشخصية فهذا المرض قماشة عريضة كان من الممكن استغلالها دراميا وتناولها بشكل أدق وكحالة إنسانية نفتقدها في الدراما ولم يتم تناولها من قبل.

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

 

الزهايمر عودة للضحك من القلب

كتب اماني زيان

عندما ذهبت لرؤية فيلم.. «زهايمر» كنت متخوفة أن يكون الموضوع مجرد سخرية علي مرضي الزهايمر واستهزاء بما يحدث لهم من نسيان لكل ما هو قريب أو بعيد حتي أبنائهم وأحبائهم فقد مررت بتجربة آلمتني حين مرض أبي وشك الأطباء في إصابته بهذا المرض المرعب.

وانتابني الرعب من اليوم الذي سأدخل علي أبي غرفته ويسألني أنت مين؟!

ولكن الفيلم وخاصة في بدايته كان صادقا مؤلما رغم تمتعه بكم هائل من الكوميديا الخالية من السخرية والاستهزاء وخاصة مشهد الزعيم مع سعيد صالح ونظرة الخوف والحسرة التي كانت في عين عادل إمام وهو يري ما ينتظره في المستقبل فهو ليس فقط إنسانا ينسي كل من حوله بل إن كل من حوله أيضا نسوه وأصبح كالطفل اللقيط في ملجأ تحت رحمة من لا يعرفهم ولا يحسون بآلامه.

ينتقل الفيلم بعد ذلك لصورة مختلفة فكل ما حدث في بدايته مجرد خدعة يتعرض لها الأب لسيطرة ولديه علي أمواله كريم وسامي واللذين قاما بدوريهما الفنانان فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق واللذان أضفي وجودهما تألقا أكبر لما يتمتعان به من خفة ظل وإتقان للدور رغم أن وجود رانيا يوسف والتي قامت بدور الزوجة المتسلطة لأحمد رزق لم يكن لها نفس التأثير، وخاصة أن دور إجلال الذي قدمته الفنانة الشابة إيمان السيد والذي يذكرني أداؤها بالفنانة الرائعة رحمها الله «سناء يونس» وكان اختيارها في هذا الدور وإعطاؤها فرصة لإظهار موهبتها أضاف للفيلم كثيراً وهذا ما تعودناه من الزعيم فهو مكتشف المواهب بداية من هنيدي وأشرف عبدالباقي وصولاً إلي إيمان السيد لكن التحول الذي حدث في الفيلم أصابني ببعض الإحباط فقد كنت أتوقع إكمال ما بدأه عن حالة المرض وتفاصيله وكيفية التعامل معه.

خصوصا أن هذا لم يكن ليؤثر علي مسيرة الكوميديا في الفيلم فقد أضحكني الزعيم في الجزء الأول من الفيلم خاصة مشهده مع ياسر السائق الذي كان يحاول منعه من الخروج بأمر ابنه وذكرني الزعيم بأفلامه السابقة «سلام يا صاحبي» و«شمس الزناتي» و«حنفي الأبهة» و«اللعب مع الكبار» الأفلام التي كانت تفجر الضحك من خلال قضية جادة وهو ما يعرف بالكوميديا السوداء.

بعد لحظات تأقلمت مع فكرة الخدعة وهنا أحسست بدور الفنانة «نيللي كريم» نوعاِ ما لكني لا أدعي أنه قد أثر في بأي شكل من الأشكال..

واستمرت حالة الاستمتاع بالضحك حتي النهاية التي كانت متوقعة، أب يؤدب أولاده دون أن يتسبب في أذيتهم بشكل يصعب إصلاحه.

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

 

زهايمر محمود شعيب وزهايمر المجتمع

كتب هايدي عبدالوهاب

عندما نكتشف أننا فى حاجة لأن نربى أولادنا من جديد بعد أن أفسدهم المجتمع وسيطرت عليهم شهوة المال فهل ننجح فى ذلك؟

فيلم «زهايمر» للفنان عادل إمام تأليف نادر صلاح الدين إخراج عمرو عرفة يحاول أن يجيب عن هذا التساؤل حيث جسد عادل إمام شخصية محمود شعيب الرجل الثري الذي يعيش وحيدا ويستيقظ صباح يوم ليجد أن كل من حوله تغير، ويفاجأ بشخصيات جديدة تقتحم حياته منها الممرضة والخادمة والجنايني وأنه مصاب بمرض الزهايمر منذ عامين ونتيجة لعدم مداومته علي الدواء ساءت حالته.

الفيلم خلال النصف ساعة الأولي يحكي قصة شعيب الذي يرفض الاعتراف بمرضه، ويحاول جاهدا معرفة الحقيقة، لكنه يفشل ولا يجد من يساعده ويتخلي أقرب الناس عنه. فيقوم بزيارة أحد أصدقائه المقربين والذي جسد دوره الفنان سعيد صالح حتي يتأكد من ذاكرته، فيجد أن صديقه نفسه مصاب بالزهايمر في مشهد من أقوي مشاهد الفيلم، حيث يظهر سعيد صالح في حالة سيئة وقد هزمه المرض، لا يتذكر شيئا عن حياته وقد تركه أولاده فيأتي علي لسانه جملة (بلاش يجي عيالي يزوروني علشان ما افتكرش أنهم سابوني ) فالفيلم ركز علي تغير طبائع المجتمع وطغيان المصلحة الشخصية علي العلاقة الإنسانية والمشاعر بين الأب والأبناء.

نكتشف بعد مرور نصف ساعة من الأحداث أن محمود شعيب ضحية للعبة من ابنيه حيث رفعا عليه قضية حجر نظرا لاحتياجهما للمال لسداد قرض بنكي، ويحاولان إفقاده الذاكرة والتواطؤ مع كل من حوله للاستيلاء علي ثروته.

الفيلم يعطي مبررا لتواطؤ الجميع علي خداع محمود شعيب لأنهم غلابة، وهو ما جاء علي لسان ( مني ) نيللي كريم الممرضة التي شاركت في قتل ذاكرته، ودافعت عن نفسها ومن معها من منطلق الفقر الذي تحيا فيه الطبقة الكادحة، والمستعدة لأن تبيع قيمها وأخلاقها في سبيل المال.

فساد الذمة لم يتوقف عند الممرضة والجنايني والخادمة، بل شمل الطبيب الذي خالف قواعد مهنته وشارك في الجريمة والصديق المقرب لشعيب الفنان أحمد راتب، فالكل باع ضميره تحت إغواء شهوة المال.

يقرر الأب المطعون في أبنائه أن يلعب معهم نفس اللعبة ليلقنهم درسا لن ينسوه (هذه هي الفكرة الرئيسية للفيلم) حيث ربط المؤلف أخلاق المجتمع بمرض الزهايمر فإن كان الزهايمر يأكل في جسد المريض حتي يصفيه، فإن الفساد والجحود يأكلان في المجتمع.

مواقف انتقام الأب من ابنيه سامح والذي جسد دوره الممثل فتحي عبدالوهاب، وكريم والذي جسد دوره أحمد رزق جاءت ساذجة، حيث نصب لهما فخا بعد أن أوهمهما بأنه اشتري (مخدرات) بكل ثروته وعليهما تهريبها من لبنان إلي القاهرة، بنية وضعهما في لحظة اختبار حقيقية بين المال الحرام والحلال فيختاران الحرام، ليقبض عليهما في مطار القاهرة وهو الدرس الذي قرر الأب تلقينه لولديه.. وهو درس صالح لكل المجتمع.. الكبير قبل الصغير.

ثم تأتي النهاية، فيتضح أن الأب وضع دقيقا بدلا من الكوكايين، ثم بعد ذلك يقوم بسداد ديون الأبناء ويأخذ حفيدته بعيدا عنهما، ليعلمها ما فشل في تعليمه لولديه وهي نهاية متوقعة منذ بداية الأحداث.

عادل إمام أدي دوره بدفء شديد وقد جسد شخصيتين منفصلتين وسحب البساط كعادته بتلقائيته من تحت أقدام جميع الممثلين في الفيلم، ليطغي حضوره علي كل مشاهد الفيلم وليسرق دموع المشاهدين في مشهد لقائه بصديقه المريض.

نيللي كريم لم تترك بصمة حيث جاء أداؤها باهتا، وبالمثل رانيا يوسف والتي اعتمدت علي ملابسها فقط، في حين أدي فتحي عبد الوهاب وأحمد رزق بتلقائية وبساطة شديدة.

صباح الخير المصرية في

07/12/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)