حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ابن القنصل.. يعتمد خمسة نجوم

د.وليد سيف

يفرض علينا معظم نجومنا أن ننسي فكرة أن السينما عمل جماعي يقد لنا  غالبا أفلاما تسيطر عليها نظرية النجم الأوحد . وهي في الحقيقة مسألة مخلة جدا بفن السينما و بفن الدراما الذي يقوم أساسا علي الصراع ، و الذي يفرض الإلتزام به عادة حالة من التوازن بين الشخصيات الرئيسية علي الشاشة . و لكن تظل هذه الأمور هي الإستثناء في أفلامنا ، و أصبح هذا الإستثناء يتحقق غالبا في أفلام يقوم ببطولتها الفنان أحمد السقا كنجم أوحد ، ليس في مساحة ظهوره علي الشاشة و لكن فيما يمنحه للآخرين من مساحات قد تتجاوز أحيانا مساحته هو نفسه .

ليس هذا فقط ما يميز فيلم ( إبن القنصل ) للمخرج عمرو عرفة ولكن تأمل هذا الفيلم البسيط في فكرته و المحدود في مضمونه يكشف عن الكثير من الإيجابيات . فمن اللحظة الأولي أنت مع إيقاع مختلف ومع سينما تدخل بك إلي الحكاية بلا ثرثرة و لا مقدمات فتندفع إلي قلبها بسخونة و بعد مشهد سريع يجمع شريكي المزور الشهير بالقنصل _ خالد صالح _ و حديث عن مخاوف أن يضيع حقهما في عملية سرقة بعد القبض عليه  .. لتتوالي سريعا المشاهد المتلاحقة للقنصل في المحكمة ثم  السجن ثم غرفة الزيارة تتخللها مشاهد موازية لطفل يقوم بتقليد الرسوم و الخطوط بالتوازي مع القنصل ، ليتأكد لنا إنه ابنه . يكبر الطفل عصام و يصير شابا ملتحيا علي طريقة السلفيين _ أحمد السقا - ويستقبل القنصل ساعة خروجه علي باب السجن فلا يتعرف عليه .   و يبذل الشاب كل جهده لإقناع القنصل أنه ابنه من صلبه و لكن القنصل لا يلجأ إليه إلا عندما تضيق به السبل فيقيم معه علي مضض و علي غير إقتناع . ويتمادي القنصل في إستغلال الشاب فيستدعي فتاة ليل _ غادة عادل - لتقيم معهما علي أنها ابنة شقيقته . و يتآمر مع هذه الفتاة علي الشاب و ينجحان في إقناعه بالتخلي عن إلتزامه الديني والاشتراك معهما في عمليات نصب و تزوير. ولكن كل هذه العمليات ليس هدفها سوي الوصول إلي كنز القنصل الذي أخفاه قبل سجنه . وهنا تتكشف العديد من المفاجآت لنجد أنفسنا ضحايا مع القنصل وقد تعرضنا لمؤامرة أو خدعة كاملة صاغها بإحكام المخرج عمرو عرفة وإشترك فيها مع المؤلف أيمن بهجت قمر وكل فناني مختلف عناصر الفيلم السينمائي من ماكياج و ملابس و إكسسوار وإضاءة و مونتاج وموسيقي تصويرية وتمثيل أيضا .

السقا يتقدم

وعندما تعود ذاكرتك إلي الوراء مع بداية أحداث الفيلم سوف تتأكد من مهارة صناعه و من أن كل شيء تم تحقيقه بشكل متقن . فأداء أحمد السقا بأسلوب المبالغة لم يكن عيبا في التمثيل ولا في رسم الموقف كما توهمت في البداية و لكنه من دواعي التمثيل داخل التمثيل . فنراه بأدائه الحركي والإنفعالي وهو  يستقبل والده بفرحة عارمة تصل إلي حد أن يقفز من بلكونة الدور الأول و يسجد شكرا لله ويصمم علي أن ينام إلي جواره ليحظي بحضنه وقد إغرورقت عيناه من الفرحة و لا يثنيه عن هذا تحذير القنصل له (أنا باشخر و بارفص و عندي تبول لا إرادي) . و في إعتقادي أن أحمد السقا في هذا الفيلم حقق مستوي رفيعا من الأداء لم يسبق له الوصول إليه. و أنه قدم عرضا تمثيليا في منتهي الرقي سواء في مرحلة الخداع أو بأسلوب مختلف تماما في مرحلة كشف الحقيقة أو في مرحلة التنكر في أشكال مختلفة للشخصية . وقد تحولت إلي وجوه متنوعة من وجهة نظر القنصل ، الذي أصبح يراه في كل الوجوه المحيطة به من إثر الصدمة التي كادت تذهب بعقله ، في أداء مميز أيضا لخالد صالح ..وإن كان خالد قد شاب أداءه بعض الخلط بين عجوز طاعن في السن يتحرك بصعوبة و يكاد يوشك علي السقوط مع كل خطوة و بين عجوز متماسك و رشيق ما زال لديه قدر من النشاط و الحيوية ومتمكن من الحركة إلي حد الرقص بمهارة  . كما يبدو أحيانا متأثرا بشخصية الضرير التي أداها في رمضان الماضي في حركة الرأس وهزة الرقبة و نظرة العين.

ولكن لا شك أيضا أن خالد صالح قدم تنويعة جديدة في أدواره و إستطاع أن يحقق كوميديا الموقف بإجادة.

ولعب الماكياج دورا كبيرا في إضفاء المصداقية علي الشخصيات . وكذلك الملابس و الإكسسوارات بتنوعها و تناسبها مع مختلف الشخصيات خاصة غادة عادل بما ظهرت به من مبالغة لإمرأة تتظاهر بأنها فتاة ليل . أما الموسيقي التصويرية لمحمود طلعت فقد تلاعبت بنا و أكدت علي مواقف الشجن الخادعة، كما أيدت عصام في مشاعره الكاذبة وكانت تطرق أبواب العقل في لحظات الإستنارة المزيفة حين تظاهر عصام بالإقتناع بالإشتراك في عمليات التزوير بحجة أنها لأغراض إنسانية .

جريمة كاملة

وحقق المونتاج لمعتز الكاتب تأثيرا كبيرا في الوقفات الحادة المريبة عند مناطق رفعت من حالة الغموض والترقب . كما ساهم في رفع حرارة الكوميديا في الإنتقالات المتنوعة علي محاولات القنصل التسلل إلي فتاة الليل في الشقة أو في خطوات إقناعه و تخليه عن مظهره المتدين .

وتأتي إضاءة محسن أحمد لتلعب دورا يتجاوز التعبير و التأثير لينطلق إلي آفاق المتعة البصرية الخالصة والغزل الصريح لجماليات الإسكندرية.. وفي تحقيق خطة لونية وضوئية للفيلم ككل في الإنتقال السلس بين درجات اللون والظل وهي تتناسب مع السيناريو الذي يروي الحكاية بأسلوب التتابع الزمني التقليدي غالبا . وربما بالغ السيناريو في إخفاء كل أوراقه حتي النهاية مما إضطره إلي إضافة مساحة للشرح والتبرير . ومما أضعف أيضا منطقة من الفيلم كان من الممكن أن يكشف المؤلف فيها عن بعض أوراقه بشكل تدريجي . ولكن ما يعوض هذا الجانب هو الدراسة الجيدة التي حققها النص لمختلف التفاصيل الفنية لعمليات التزوير ، والقانونية لكل الخطوات الإجرائية وهكذا لم يكتف فيلم (إبن القنصل ) بتقديم ثلاث نجوم متألقين أمام الشاشة هم أحمد السقا وخالد صالح و غادة عادل بنفس القدر تقريبا،  بل تألق خلفهم أيضا مجموعة من المبدعين علي رأسهم الكاتب أيمن بهجت قمر خاصة في حواره البديع و مدير التصوير الفنان محسن أحمد الذي إستطاع أن يمارس سحره الضوئي واللوني في مختلف أجواء ليل ونهار الإسكندرية.. ووراء هؤلاء النجوم الخمسة كان المخرج عمرو عرفة الذي أصبح يتفوق علي نفسه من عمل إلي عمل.. حيث لا تهدأ كاميرته في البحث عن الزاوية او الحركة المناسبة للموقف لإضفاء مصداقية كاذبة عليه في خدمة المؤامرة التي يصنعها و علاوة علي كل هذا فإن الفيلم رغما عن أي تحفظات يستحق أن ينال خمس نجوم وهو أعلي تقدير يمنح للأفلام وذلك علي الأقل مقارنة بأفلام موسم العيد و في حدود طموحه المحدود كفيلم مغامرات بلا زعم ولا إدعاء و لا محاولة إضفاء بعدا إجتماعيا علي موضوعه وإن كان حوار الفيلم تضمن أجمل أجمل ما سمعت في النقد الإجتماعي بين القنصل وولده : " الصين بقت بتعمل كل حاجة ".." طيب و إحنا بنعمل يه ؟ " .." كسبنا كاس الأمم الأفريقية تلات مرات علي التوالي " !!!

أخبار النجوم المصرية في

25/11/2010

 

رؤية خاصة..

انطباعات دمشقية

بقلم: رفيق الصبان 

اعترف بان لي ضعفا خاصا تجاه مهرجان دمشق السينمائي.. فأنا اشعر كأني جزء منه. جزء ثابت لا ينفصل وتعجز الأيام عن هزيمته. ربما لانني واكبته منذ بداياته.. ولم انقطع يوما عن حضور فعالياته مهما كانت الظروف الصحية التي تحيط بي.

وهذا شعور غريب لم احسه مثلا تجاه مهرجان »كان«  السينمائي الذي رافقته خلال خمسة وثلاثين عاما متواصلة.. ومع ذلك احسست دائما اني غريب عنه تفصلني عنه »مسافات« عاطفية وتقربني منه مجموعة الافلام الرائعة التي يسعي الي تقديمها كل عام والتي فتحت أمامي وأمام الكثيرين من سواي مجالات لا تحصي.. وآفاقا متناهية عرفنا من خلالها.. أروع اتجاهات السينما العالمية وأكثر تطوراتها وتقنياتها تأثيرا.

ربما هذا أيضا ما حققه مهرجان دمشق السينمائي.. علي الصعيد العربي، يضاف اليه هذه الشحنة العاطفية الدافئة التي يغرق فيها كل زواره.. وهذا العطر الخاص ذا الرائحة الزكية المخدرة التي تزهو بها مدينة دمشق علي مر تاريخها الطويل وهذا العام اتخذ المهرجان طابعا خاصا جدد به نفسه واعطي لفعالياته بريقا لا حد له.

أفلام مهمة من جميع انحاء الدنيا.. متوجة بجوائز كبري أو تسعي للحصول علي جوائز كبري.. تتنافس بقوة أمام لجنة تحكيم رائعة مؤلفة من »٢١« أخصائي سينمائي.. قدموا من أطراف العالم الاربعة وتظاهرات سينمائية تغطي سبعة أو ثمانية مخرجين من كبار رجال السينما الذين جعلوا منها حقا فنا سابعا لا يرقي اليه فن آخر.. ودرر سينمائية مختارة.. واطلالات واسعة علي السينما التركية والعربية.. وفتح آفاق واسعة للنقاش والحديث عن مشاكل السينما العربية.. جروحها، وآمالها، أمجادها وأزماتها.. كل هذا من خلال سبعة أيام مشرقة.. يأتي كل يوم فيها بجديد ولكن ضمن هذا كله.. تطل علينا أفلام وأسماء لا يمكن تجاهلها. وارتعاشات سينمائية تترك في الروح أثرا يستمر طويلا.. بعد انتهاء العرض.

وسأكتفي بهذه العجالة في التوقف عند أربعة أو خمسة أفلام كان لها وقع الصدمة الحلوة علينا جميعا.. وان كان البعض منها قد اصابنا بخيبة أمل غير متوقعة.

السينما السورية قدمت أفلام ثلاثة.. اثنان منها يعرضان لأول مرة علي الشاشة البيضاء »حرامي الصمت« لسمير ذكري.. المأخوذ عن قصة »فسيفساء دمشقية« للكاتبة غادة السمان.

وهذه هي المرة الأولي.. التي تنقل فيها قصة لهذه الكاتبة السورية الشهيرة.. رغم أنها كتبت ما يفوق العشرين قصة أخري.. ولكن هذه القصة بالذات.. تجول بعيدا في تاريخ الكاتبة وطفولتها والازمات التي صادفتها، وترسم صورة للمجتمع السوري في الاربعينيات.. ومحاولة فتاة حرة متمردة، اثبات وجودها وشخصيتها في مجتمع لازالت تحكمه قواعد ذكورية صارمة.

المخرج اراد أن يصنع من فيلمه »فسيفساء« سينمائية.. يعبر فيها عن الفسيفساء الفكرية التي قدمتها الكاتبة باقتدار ولكن تاه مع الاسف في ثنايا القصة.. وارتبك كما اربك جمهوره.. باختلاط الأزمنة فيها.. والتي كانت تعود بنا الي فترات متباعدة اختلطت ببعضها بشكل جعل قراءة الفيلم شبه مستحيلة.. واذا كان »ذكري« قد نجح في اعطاء بعض المشاهد لمسة درامية حقيقية.. ومشاهد أخري امسك فيها بقدرة فائقة لكن هذه المشاهد المتناثرة الجيدة.. لم تستطع آخر الأمر أن تصنع فيلما جيدا ومقنعا.

ويخرج المتفرج متساءلا.. هل اضاعت غادة السمان المخرج المحترف ذي التجارب الناجحة أم ان المخرج الطموح.. قد اضاع الكاتبة؟

علي العكس بدا لنا فيلم »أمطار ايلول« لعبداللطيف عبدالحميد »والذي فاز بالجائزة البرونزية في المسابقة الدولية« أكثر انسجاما مع عالم المخرج ورؤاه.. وأسلوبه الذي يغوص بعيدا في اجواء الواقعية الشعرية التي عودنا عليها منذ افلامه  »قمران ونونة« و»نسيم الريح« و»أيام الضجر« عذوبة فائقة في الرؤيا.. واحساس شعري متدفق.. وحنين غامض يمسك بشرايين القلب.

الفيلم يروي قصة أسرة مكونة من أب أرمل وستة أولاد ذكور.. يعيش كل منهم »قصة« حب خاصة به.

الصغير الذي يساعد والده في بيع الفاكهة.. وخصوصا ثمار البطيخ.. والذي تربطه بوالده صلة عاطفية خاصة اجاد الفيلم وتميز في رسم خطوطها. كما أجاد الممثلان اللذان لعبا دور الاب والابن تجسيدها بشكل شديد التأثير.. »أيمن زيدان« لعب دور الاب.. وربما كان هو الاسم الوحيد المعروف ضمن طائفة الممثلين الكبار الذين اختارهم المخرج لاداء باقي الادوار«.

الابن يعيش قصة حب.. مع فتاة يراها من خلال نافذتها.. ويجري كل يوم مخترقا الشوارع ليقف أمام باب منزلها ينظر اليها دون أن يحاول مرة واحدة أن يكلمها أو أن يحول حبه المرتعش في قلبه الي حقيقة واقعة. تمضي به الايام ويشيب شعره.. ولكن نظرة عينه المتقدة لا تنطفيء.. ولهاثه في سبيل السعي اليها لا ينقطع.

اما الابن الثاني.. فهو يعشق فتاة ثرية.. ينظف لها سيارتها كل يوم.. وينتظر منها نظرة واحدة وعندما تتحقق هذه النظرة تنتهي العلاقة بشكل فاجع وغير متوقع.

فيحس العاشق أن حياته لم يعد لها معني أو هدف.. ويقدم لنا المخرج »مشهد موت« لا ينسي بشاعرية اعتدنا عليها منه.

اما الاب نفسه.. فيعشق سيدة أرملة يعيش معها قصة حب في سيارة قديمة تقف في غوضة دمشق، ولما كانت السيدة تحلم بمطر ايلول.. ان يقدم لها مطرا مصطنعة من خلال صهريج ماء. ويجعلها تعيش وهم الحب. كما يعيشه هو.

اما الاربعة الآخرين.. فانهم يشكلون فرقة موسيقية عربية تعزف ألحان الحب والهوي.. دون أن يعيشوا هم قصص الحب الحقيقية.. مكتفين بالتسلل اليها عبر موسيقاهم وعزفهم.

لا يمكن تلخيص فيلم »عبداللطيف عبدالحميد« لأنه فيلم أحاسيس ومشاعر مثل أن يكون فيلم احداث ومواقف، انه يقطر عذوبة وحنينا ونشوة، وكأنه قصيدة حب حزينة ضاحكة يقدمها المخرج الشاعر الي مدينة دمشق التي عشقها حتي الثمالة.. وأصبحت بالنسبة اليه أيضا.. قصة حب مستحيلة تشبه في غموضها ونشوتها ورحيقها »مطر ايلول«. وبالطبع.. كانت هناك الافلام التي كللتها المهرجانات الكبري بالجوائز .. كفيلم »الرباط الأبيض« للنمساوي »هينكية« والذي احرز السعفة الذهبية في كان قبل عام والذي اثار انقساما شديدا بين معجبين به الي حد الجنون..

بين رافضين دون مهاونة الفيلم قوي وغامض ويحتاج الي قراءة متأنية.. يقدم منه المخرج عن رؤيته كيف تلد النازية.. في قرية المانية صغيرة.

في الثلاثينيات وان النازية لم تأتنا من الخارج، وانما نحن الذين صنعناها.. بسكوتنا وخنوعنا ورضانا، فيلم وثيقة لا حد لجماله وزخمه وتأثيره.

وهناك »بيوتيفول« الذي سحر القاهرة خلال الاسبوع الاوروبي الذي نظمته ماريان خوري والذي يروي من خلال اداء خارق للعادة للممثل الاسباني »بارديم« مشكلة رجل باع روحه للشيطان ويحاول استردادها.. عند اقتراب الموت منه.

وهناك فيلم صوفيا كوبولا.. الذي حاز جائزة فينسيا والذي بدا لي انه لا يستحق هذه الجائزة الكبري رغم موضوعه اللطيف.. وابتعاده عن الابهار المزيف.

ولكن الهدية الكبري الحقيقية التي قدمها المهرجان هذا العام لرواده.. كان الفيلم الجزائري - الفرنسي المشترك »الخارجون عن القانون« للمخرج الموهوب رشيد بوشارب.. والذي حاز علي الجائزة الكبري الدولية في المهرجان الي جانب جائزة أحسن فيلم عربي.. أي أكبر جائزتين في هذا الحفل السينمائي الكبير.

الفيلم يروي بواقعية مدهشة وحيادية تثير الاعجاب وقائع الحرب التي شنتها جبهة التحرير الجزائرية في فرنسا والمقاومة العنيفة التي وجهتها للكيان الفرنسي في سبيل الحصول علي استقلالها.. والموقف المتوحش الذي دفعته السلطات العربية الفرنسية ضد هذه المقاومة المشروعة.

»تكنيك« مدهش وايقاع يقطع الانفاس.. وذروة حقيقية توصل اليها رشيد بوشارب في تقديم فيلم سياسي حقيقي.. اختلط فيه الواقع بالخيال..  من خلال أسرة جزائرية مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد تطرد من بيتها الجزائري.. وتضطر للهجرة الي باريس، حيث تعيش حياة الضنك والشقاء. الأخ الاكبر يسجن بسبب ميوله القومية والثاني يحارب لمجد فرنسا في الهند الطيبة والثالث يدير مقهي شرقيا  وحلبة للملاكمة.. وتجمعهم الاقدار في موقف واحد.. يدفعون ثمنه غاليا من حياتهم في سبيل استقلال حلموا به.. وماتوا شهداء دون أن يشهدوا تحقق حلمهم.

فيلم يدخل الي القلب مباشرة ولا تتركك ذكراه.. حتي بعد خروجك من الصالات المظلمة..  فان اشباح الاشقاء الثلاثة تظل تلاحقك.. وتطل عليك من جميع الزوايا لتذكرك بما تعيشه الآن.. لا بما تذكره سابقا.. وفي نفس الوقت فيلم وردة تعبق رائحته من القلب والذاكرة..اذا ذكرت الدورة الثامنة لمهرجان دمشق السينمائي.. فستذكر دائما علي انها الدورة التي شهدنا فيها فيلم بوشارب »الخارجون عن القانون«.

أخبار النجوم المصرية في

25/11/2010

 

أيام زمان..

مديرية البحيرة 1929.. منور بأهلها

بقلم: موفق بيومي 

السينما المصرية والذي ترأس تحرير عدد من أشهر المجلات  الفنية ومنها مجلة عالم السينما التي كان في طريقة لاصدار عددها الاول في ٥ سبتمبر عام ٩٢٩١ وهو التاريخ الذي تلقي فيه رد ماضي فقام بنشرة كاملا وهانحن ننقل إليكم النص  كاملا.

 تشجيع حضرة المأمور

»نشرت البلاغ في عدد الجمعة ٦١ أغسطس  كلمة حول  فيلم نهضة مصر أراد بها كاتبها إشباع شهوة دنيئة وشفاء غل حقير وقد سكتنا عن هذا الكاتب العابث احتقارا بشأنه ومضينا نعمل غير حافلين بالصغائر ولكن للبلاغ مركزا محترما وتأثيرا قويا جعلنا نصطدم في طريقنا بكثير من الصعاب التي لولا مثابرتنا علي تذليلها لكان نصيبنا الفشل لذلك نري من حقنا علي البلاغ ومن واجبنا نحوالشعب أن نلقي أشعة من النور علي تلكربما تتغير بعض تفاصيلها أو تزدات ببعض الرتوش غيرالمؤثرة ولكنها تبقي في جوهرها دائمة التكرار، إنها إحداث الحياة.

 »لاجديد تحت الشمس« حقيقة يؤكدها ما نشاهده ونعايشه في كل يوم فالمتأمل - بحياد ودقة - لأي حدث يمر أمامه سرعان ماسوف يكتشف بعد قليل من الاسترجاع لما مضي وكان أنه أمام حدث قديم في ثوب جديد الاحداث المتكررة تطول كل أفرع الحياة بما فيها عالم السينما وما تحتويه من تفاصيل دقيقة، واحد من العناوين التي لايمضي عام دون أن تطل علينا بوجهها هو »الافلام المسيئة إلي سمعة مصر« العنوان مطاطي ومفرط العمومية يحمل أحيانا - وليس دائما - بعض الحق ويتسبب في تهييج مشاعر الكثيرين من أصحاب الحساسية الزائدة الذين ليعرفون الحجم الحقيقي لمصر ويتصورون أن مشهدا مغرضا في فيلم، أو حتي الفيلم كله يمكن أن يقلل من شأنها بل يصل الافراط لدي البعض لدرجة إعتقاده أن وهو مايجعلهم يشهرون في وجه صناع الفيلم سلاح التهم سابقة التجهيز من نوعية التواطؤ والعمالة والخيانة بل وربما التجسس! هذا الموضوع وهذه التهم ليست بجديدة في دنيا الفن السينمائي كما قد يظن البعض بل انها موغلة في القدم وتكاد أن تكون مصاحبة لظهور السينما المصرية كما ستكشف لكم نتائج تقليبنا في أرشيف.. أيام زمان.

 فتنة كوم حمادة!

في عام ٩٢٩١ شرعت »شركة أفلام نهضة مصر« وهي من أقدم شركات السينما في مصر، شرعت في إنتاج فيلم قصير يحمل اسم نفس الشركة - نهضة مصر - وكان يقدم استعراضا لحياة الريف المصري وماوصل اليه - بمقاييس تلك  الفترة - من تقدم وماتخلص منه - بنفس المقاييس - من مظاهر الجهل والتخلف ويبدو أن عداوة شديدة كانت قائمة بين أصحاب الشركة والفيلم وبين أحد الصحفيين الذين وجه نقدا شديدا وحادا الي الشركة وفيلمها  حمل تجاوزا وصل إلي درجة التأكيد علي أن القائمين علي أمر الشركة من الاجانب وأنهم يعملون علي تقديم مصر بصورة مزرية ويسيئون الي ماوصلت إليه من رقي وتقدم بتصويرهم لريف متخلف بعد أن تعمدوا إختيار أسوأ الأماكن واقذرها للتصوير ثم قام بنشر ماكتب علي  صفحات جريدة البلاغ وما أن  قرأه الاستاذ شكري ماضي المدير الفني للشركة حتي سارع بكتابة رد شامل وسلمه الي أحد أقدم وأهم الصحفيين الفنيين المصريين وهو المرحوم السيد حسن جمعة صاحب مجموعة من أهم الكتابات في عالم الافتراءات ليرتدع أمثال هذا الكاتب المغرور عن ذلك العبث الخطير.

ليست شركة فيلم نهضة مصر أجنبية في أي ركن من أركانها فرأس مالها مصري صميم  ومديروها مصريون وممثلوها وعمالها جميعا مصريون وليس بهم من الاجانب إلا من دعت الحاجة إليهم أما أن المناظر أخذت في أقذر حي بكوم حمادة فتلك أكذوبة لم يجرأ علي مثلها غير ذلك الكاتب الصغير.

فإننا حين بدأ حضرة الكاتب يكتب مقاله لم نكن قد بدأنا عملنا بعد بل لم نكن قد وصلنا الي مكان العمل وليس لاكبر النقاد أن يحدث عن عمل لم يره يطلع عليه ولم يتبين محاسنه أو سوأته  لقد وضع الفيلم وبديء في تمثيله وإخراجه ليرفع رأس مصر ويعلي من شأنها وأخذت مناظر الرواية في أجمل بقاع مديرية البحيرة مثل مزرعة رياض باشا التي نالت ميدالية الوجه البحري هذا العام وفي مزرعة الوجيه محمد بك سليمان حمزة ببريم ولقد كان أحق الناس بمحاربة الشركة وعرقلة اعمالها لو صحت الاتهامات أهل البحيرة الكرام فهم أدري من هذا الكاتب بما يضرهم وينفعهم ولكنهم ولشرف الغرض الذي نسعي إليه هبوا لمساعدتنا فقدموا لنا كل مانحن في حاجة إليه وتفضل صاحب العزة مأمور مركز كوم حمادة فأمدنا بعطفة وتشجيعه وغمرنا حضرتا ملاحظي بويس المركز ونقطة الطود بجميل صنيعهما بعد أن تأكدا من شرف غرضنا ولو أن كاتبا غير كاتبنا هذا يحترم نفسه أويقدر مركزه وقف معنا هذا الموقف الذي بلغ حد الفتنة لحاسبناه حسابا عسيرا ولكنه شاب دفعه غرض نعرفه الي سلوك هذا  الطريق الشائك فاندفع في غير روية أوتفكير، لذلك نتغاضي عن هذه ونكتفي بهذه الكلمة ايضاحا للحق وسيتكلم الفيلم عن نفسه حين يجد الجد ويرفع الستار.

 المدير الفني شكري ماضي.

إنتهي الرد اللاذع الماحق الذي مازال يصلح بعد واحد وثمانين عاما من كتابته أن نعيد نشره مع تغيير طفيف حتي يصلح ردا لمهاجمي بعض أفلامنا الحديثة وليس »القاهرة منورة بأهلها« عن أذهاننا ببعيد!.

أخبار النجوم المصرية في

25/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)