حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«عن الرجال والآلهة».. أن تعيش لتحب.. وأن تموت لتحيا

كتب محمود عبد الشكور

أجمل ما تخرج به بعد مشاهدة الفيلم الفرنسي الفائزة بالجائزة الكبري لمهرجان كان 2010 الذي يحمل اسم «Des Hommes e tdes Dieux» أو عن الرجال والآلهة تلك الشحنة الروحية الهائلة التي تجعلك تستهين بالتجارب التي تواجهها والمشكلات اليومية المعتادة التي تتعرض لها في مقابل هذه التجربة الصعبة التي عاشها أبطال الفيلم رهبان دير أطلس بالجزائر الذين عاشوا أيام الرعب والعنف والقتل والإرهاب عام 1996 ثم دفع سبعة منهم حياتهم ثمناً للكراهية والجهل، الفيلم أحد روائع مهرجان الفيلم الأوروبي وقوته في رأيي لا تنبع فقط من تميز عناصره الفنية بأكملها تقريباً وخصوصاً السيناريو والتصدير والإخراج والتمثيل ولكنها ترتبط أساسا بدمج تجربتين في تجربة واحدة تجربة روحية مسيحية تجعل أبطال الفيلم «الرهبان» يقتدون بالسيد المسيح في الحب والتسامح وفي الإيثار والتضحية وتجربة عقلية وجودية حيث يمارسون حقهم في الاختيار إلي مداه ويدخلون أحيانا في نقاشات عقلية حول فلسفة التضحية ومعضلة الخير والشر ويعيدون اكتشاف الحياة بل ويولدون من جديد علي حد تعبير أحدهم رغم أنهم تجاوزا سن الشباب لسنوات طويلة باختصار نحن أمام تجربة بالمعني الديني المسيحي وبالمعني الفلسفي الوجودي معا وليس مثل الفرنسيين مقدرة علي تقديم عمل فني رفيع المستوي في هذه المنطقة الصعبة والممتعة في نفس الوقت.

اختار المخرج المتمكن خافيير بوفوا أن يشارك بجانب الإخراج في كتابة سيناريو الفيلم مع إتيين كومار كانت لديهما القصة الحقيقية التي تتحدث عن مأساة دير أطلس ورهبانه الذين لم يغادرو الجزائر رغم سنوات القتل والدم وقد تم اختطاف سبعة منهم علي يد ما يسمي بالجماعة الإسلامية بقيادة أبي عبدالرحمن وطلب الإرهابيون اطلاق سراح بعض رجالهم كشرط لإطلاق سراح الرهبان ولكن الحكاية انتهت بإعدام الرهبان السبعة، كانت هناك طرق كثيرة لمعالجة هذه المأساة ولكني أتصور أن كاتبي الفيلم ظلوا مشغولين بسؤال هو: لماذا أصر هؤلاء الرهبان علي البقاء في الدير ولم يتركوه؟ هذا هو السؤال/ التجربة الذي قام عليه الفيلم كله وهذا هو أيضا ما جعل البناء يقوم علي مستويين من الصراع: صراع خارجي ظاهر يتمثل في الحرب المعلنة بين الإرهابيين والجيش الجزائري الذي يطاردهم في كل مكان وصراع داخلي يتم داخل الدير في شكل حوارات الرهبان لتحديد موقفهم من الرحيل والبقاء ويتم أيضا داخل كل شخصية من الشخصيات ويتخول تلك الصراعات الخارجية والداخلية فواصل عبارة عن صلوات الرهبان وطقوسهم وأغنياتهم ودعواتهم ويظل المحك الأساسي وثمرة التجربة كلها في أن تتحول تلك الطقوس إلي طاقة تدفع الرهبان لاختيار طريق الخلاص بالبقاء بكل ما يعنيه ذلك من انتظار الموت في أي لحظة.

ولكن السيناريو لم يقفز مباشرة إلي هذا السؤال الصعب لماذا اختاروا البقاء والتضحية بأنفسهم؟ وإنما بدأ من نقطة البداية التي تطلبت أمرين: رسم ملامح شخصيات الرهبان الثمانية الذين بدأ بهم الفيلم ورسم ملامح علاقاتهم بسكان القرية التي سنعرف فيما بعد أنها قامت بسبب الدير وليس العكس بمعني أن الخدمات التي يقدمها الرهبان اجتذبت سكاناً ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الدير الصغير، اختار صناع الفيلم أن يعطوا مسحة تسجيلية تقدم مشاهد تلك العلاقات، المشهد الافتتاحي صلاة تكاد تعطيك انطباعاً بأن الفيلم مثل عشرات الأفلام التي تدور في الأديرة لا يخرج أبداً من المكان وأن الرهبان لن يرتدوا أبداً إلا الزي الكنسي ولكن فيلم عن الرجال والآلهة يرسم صورة مختلفة وحميمية عن الرهبان الذين يندمجون بشكل كامل تقريباً مع السكان، رئيس الدير كريستيان يصطحب زملاءه ومنهم الطبيب لوك لحضور حفل طهور ابن الشاب نورالدين الذي يعمل معهم ويقف الرهبان لكي يستمعوا إلي القرآن الكريم، الطبيب لوك يستقبل عشرات المرضي يعالجهم ويمنحهم الأحذية ويصل عدد المرضي أحياناً إلي 150 مريضاً كل يوم، الرهبان يصنعون العسل ويبيعونه في السوق يحرثون الأرض ويزرعونها ويرعون الماشية، الطبيب لوك يقبل أن يكون مستشاراً عاطفياً لفتاة جزائرية تساعدهم في الزراعة داخل الدير يرتدون الملابس الكنسية أما خارجه فهم يرتدون السويترات والبنطلونات وحتي الطواقي التي يرتدونها كغطاء للرأس أثناء الشتاء البارد تجعلهم جزءاً من المجتمع الذي يعيشون فيه.

الطريقة التي رسمت بها شخصيات الرهبان الثمانية لم تبرز فقط حبهم وتسامحهم وارتباطهم بالمكان والناس ولكنها أبرزت أيضا فهمهم لطبيعة الدين الإسلامي حيث يظهر كريستيان وهو يقرأ القرآن ويقتبس بعض آياته في كتاباته بل إنه يكتب في نهاية أحد خطاباته عبارة إن شاء الله باللغة العربية وعندما يقتحم الإرهابي «علي فياتيه» الدير بحثًا عن أدوية أو طبيب لعلاج ثلاثة من زملائه، يتلو كريستيان عليه الآية القرآنية التي تقول إن النصاري هم الأقرب للمسلمين ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان وأنهم لا يستكبرون، بل إنه يذكر للإرهابي أنهم يحتلفون بعيد ميلاد المسيح «عيسي»، ويؤكد الفيلم طوال الوقت أن هؤلاء الرهبان يفصلون تمامًا بين الإرهاب وبين القرآن والإسلام الصحيح، ولاشك أنها رؤية إيجابية جدًا ومتقدمة مقارنة بأفلام كثيرة تخلط بين الإرهاب والإسلام، وهي أيضًا رؤية مقنعة لأننا نتحدث عن رهبان مندمجين تقريبًا في مجتمع عربي مسلم.

ولكن الملامح الأوضح لشخصيات الرهبان الثمانية لا تكتمل إلا بوضعهم داخل تجربة بالمعني المسيحي أو ابتلاء بالمعني الإسلامي، فقد توحد الإرهابيون وقاموا بذبح مجموعة من العمال الكرواتيين العاملين في احد المشروعات بالقرب من الدير، وتواترت أنباء عن قتل فتاة لأنها خلعت الحجاب، وأنباء عن قتل معلمات لأنهن قلن لتلميذاتهن إن الحب حلال ومباح، وقد وشت بهن للإرهابين تلميذة عمرها 15 عاما، هنا يصرح الراهب كريستيان لزملائه بالسؤال الصعب: هل نرحل أم نبقي؟ وهنا تتباين الآراء عند التصويت، وهنا يهتز إيمان الراهب «كريستوف» مثلا فيعلن أنه ضد فكرة الانتماء الجماعي، وينهار تقريبا عند اقتحام الإرهابي علي فياتيه للدير، وفي مشهد آخر مع كريستيان، يتساءل كريستوف عن مغزي الاستشهاد، هنا أيضا يبرع السيناريو في تقديم الانسان بكل تضاريس ومخاوفه ونقاط ضعفه، وهنا أيضًا يظهر التوظيف الجيد لاختيار الأدعية والصلوات التي تقدم النموذج المثالي للإنسان الصالح في مقابل هذه الحوارات البشرية البسيطة حيث الضعف والحسابات الصغيرة، وبينما يبدو كريستيان راسخًا وقويا ورافضًا لفكرة التخلي عن الفقراء بترك المكان، ورافضًا أيضًا لفكرة الخضوع للحراسة من قوات حكومة يعتبرها فاسدة، فإن الطبيب لوك يبدو أيضا في حالة سلام دائمة مع نفسه، ويقول في مشهد مهم أنه رجل حر لأنه لا يخاف الموت، وعلي الجانب الآخر يختبئ العجوز اميديه دائما تحت السرير كلما اقتحم الإرهابيون الدير، ويرتعش كريستوف حتي يجد أخيراً السلام ويختار أن يضحي حتي النهاية.

الفيلم إذن لا يتحدث فقط عن مجرد حادثة إرهابية بشعة ولكنه في حقيقته دعوة شاملة للفرز والاختيار، فالرهبان يفرزون ويعرفون الفرق بين الإسلام والإرهابيين، والجزائريين والدوالي الذي يعرض حماية الدير يفرزون ويعرفون الفرق بين الاستعمار الفرنسي والرهبان الطيبين، والتجربة نفسها ستفرز الذين اختاروا أن يقتدوا بالمسيح حتي النهاية، وسيكون الاقتداء بالتسامح المطلق لدرجة أن كريستيان يتوقف للصلاة أمام جثة علي فياتيه، ونسمع في النهاية صوتًا متسامحًا يجعل من الإرهابيين قتلة الرهبان مجرد أشخاص لا يعلمون، وكأن الرهبان يطبقون حرفيا تعاليم السيد المسيح عندما قال: «أحبوا أعداءكم.. وباركوا لاعنيكم»، لقد أصبحت معاناة الرعب اليومي أخف كثيرا من آلام المسيح علي الصليب، وأصبح ما منحه الرهبان للفقراء لا يمكن مقارنته بما منحه السيد المسيح للبشرية وللمحزونين، وهكذا يمكن أن تلخص التجربة كلها بأن علي الإنسان أن يعيش ليحب وأن يموت ليحيا.

لم تكن الصلوات الكثيرة التي تتخلل الفيلم مجرد تكرار ولكنها وضعت للتعبير عن الحالة النفسية للرهبان ومعاناتهم الداخلية، وهناك صلاة يؤدونها بصوت عالٍ لا يستطيع أن يطغي علي صوت طائرة هيلوكبتر للجيش الجزائري تحلق فوقهم تعبيرًا عن هذا التناقض الصارخ بين ما هو سماوي وما هو أرضي، بين أقوال السماء وخيارات البشر وصراعاتهم الصغيرة، علي مستوي الصورة أبدع المخرج «خافيير بوفوا» في تقديم تكوينات رائعة للصوات المختلفة، ومن زوايا متنوعة، كما أضفي هالة من القداسة علي اجتماعات الرهبان علي المائدة لأخذ الأصوات، وفي مشهد رائع استمعوا فيه للموسيقي اقتربت الكاميرا من العيون فسجلت شحنة من الإيمان تمهيدًا لتضحيتهم الأخيرة، حتي في المشاهد الخارجية، ظل الرهبان دائما في قلب الشمس وكأن النور يتبعهم في كل مكان، ونجح المخرج بامتياز في اختيار مجموعة من عمالقة التشخيص كلهم من كبار السن، وكان أعظمهم تألقًا لامبيرت ويلسون في دور كريستيان وميكايل لونسوال في دور الطبيب الساخر لوك واوليفييه رابوردين في دور كريستوف والرائع جاكيه هيرلين في دور الراهب العجوز الذي يبدو كطفل كبير ويحمل اسمه اميديه.

عندما اقتحم الإرهابيون الدير للمرة الثانية اختبأ اثنان من الرهبان منهم اميديه، فأخذ الإرهابيون ستة رهبان وراهبا سابعا كان قد وصل توا إلي الدير حاملاً الأدوية والهدايا من فرنسا، وفي 21 مايو 1996 نفذ الإرهابيون حكم الإعدام في الرهبان وهو مشهد لم نره أبدًا، كل ما رأيناه طابور من الإرهابيين والرهبان يسيرون فوق الجليد الأبيض ثم يذوبون في منطقة رمادية، تعامل صناع الفيلم مع النهاية بمنطق شاعري رقيق ومؤثر ، ويا ليتهم تعاملوا بنفس المنطق مع اسم الفيلم بدلاً من تعبير عن الرجال والآلهة الذي لا أعرف بالضبط مغزاه، فلم تكن المعركة أبدًا مع السماء، ولكنها كانت داخل نفوس الرجال.. ومن أجل السماء!

روز اليوسف اليومية في

21/11/2010

 

'المنسيون' فيلم يغوص في أوجاع وآلام الهجرة

ميدل ايست أونلاين/ روما 

المخرج المغربي بن جلون يصور صرخات استغاثة للحالمين بالهجرة إلى أوروبا من الاستغلال والعنصرية والدعارة في فيلمه العالمي 'المنسيون'.

كان لعشاق الفن السابع بروما، الثلاثاء الماضي موعد مع عرض الفيلم الطويل "المنسيون" للمخرج المغربي حسن بن جلون، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان السينما المتوسطية 2010.

ويحاول الفيلم الذي عرض أمام جمهور غفير تسليط الضوء على إشكالية الهجرة، خاصة غير الشرعية مع كشف الظروف الاجتماعية للمهاجرين الشباب، كما يؤرخ لشريحة منسية تعيش صراعات بين الحياة والموت.

ويقف الفيلم على هموم وآلام المجتمع، كما تسعى أحداثه إلى تقريب بعض الصور المجتمعية من الجمهور المغربي، حيث اختار مخرج الفيلم مدن فاس والدار البيضاء وبروكسيل لتوضيح معاناة المهاجرين وآخرين في وضعية غير قانونية يبحثون عن الحب والاستقرار، ويؤمنون بأن أوروبا هي الملاذ والحل لكافة مشاكلهم.

ويسلط الفيلم الضوء على الهموم والمشاكل التي يتعرض الحالمون بأوروبا سواء من النساء والرجال "أبطال الفيلم" كالاستغلال والعنصرية والمعاملة السيئة والدعارة وغيرها، كما يوجه رسالة إلى

ويرى بن جلون أن الفيلم لا يركز على قضية بعينها، بل يطرح عدة مشاكل تصادف المهاجر الذي يلهث وراء الهجرة، ويحلم بتحقيق أحلامه، وإثبات ذاته بالعمل في أوروبا، كما يتطرق لأوضاع المهاجرين، وتأثيرالثقافة الجديدة على حالتهم النفسية وصراعهم مع تمسكهم بقيمهم وعاداتهم في بلادهم الأصلية.

وأشار أن أحداث الفيلم تغلب عليها النظرة السوداوية لتداعيات الهجرة، وتصيغ رسالة في قالب اجتماعي مفاداها "أن الهجرة ليست الفردوس المفقود، وأن العالم الجديد يحمل الكثير من الأخطار، لذا تراجعوا عن ركوب الأوهام".

وأوضح بن جلون أن الفيلم لا يعتمد على طرح قصة حب تدور أحداثها في بلد المهجر لتوضيح الفكرة والمضمون، بل على منطقة العمل الجماعي ليسلط الضوء على المواهب والطاقات الفنية الجديدة، كما يستثمر كل الطاقات الابداعية للمواهب الفنية المعروفة والتي نالت شهرتها، حيث يشارك في أحداثه مائة فنان من بينهم مريم أجدو، وليلى لعرج، وأمال فكا، سناء بإلحاج، وفدوى طالب، ورجاء صدقي، عبد الرحيم المنياري، وأسماء الخمليشي، وأمين النتجي، وعبد الله شكيري، وجليل داوود، وعبد الملك أخميس، إضافة إلى بعض الممثلين من بلجيكا وفرنسا كاسكر بونوا وكلير هيلين كاهينماني وبول ماري وأناييس مورو.

ويرى الناقد مصطفى الطالب "أن بن جلون قدم فيلم المعادلة الصعبة على مدى 105 دقيقة، حيث يطرح أحداثة بطريقة سلسلة ومؤثرة بما فيها المشاهد التي تتعرض لإستغلال المهاجرات في أعمال الدعارة، وكيف تكتشفن فخ الاستغلال الذي زج بهن، وكيف يجدن أنفسهن مضطرات للتعاطي مع الدعارة خوفا من فقدانهن حياتهن، في نفس الوقت يطرح معاناة الشباب في قالب اجتماعي درامي مؤثر، وهم يتطلعون لحياة كريمة عبر الهجرة، خاصة الهجرة غير الشرعية، فيتم استغلالهم ببشاعة في بلد أوروبي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، كما استطاع أبطال وبطلات الفيلم أن ينقلوا بحرفية وإبداع معاناة الشباب دون السقوط في المبالغة.

ويضيف أن الفيلم يحتوي على مشاهد مثيرة وجريئة لكنها مهمة لأحداث الفيلم، وأداة رئيسية ليتفاعل الشباب مع الخطر الذي قد يواجهونه في الهجرة، خاصة في استغلال المهاجرين في أعمال الدعارة، كما تعامل المخرج بصورة ذكية، إذ تم التركيز على صرخة الفتاة المغتصبة أكثر من فعل الاغتصاب، مما أعطى المشهد قوته الدلالية والرمزية.

يذكر أن فيلم "المنسيون" حصد من قبل عددا من الجوائز في مهراجانات طنجة وتطوان وروتردام، كما تم عرضه في إطار المسابقة الرسمية خلال الدورة 26 لمهرجان السينما المتوسطية بالاسكندرية، الذي نظم بسنتمبر ـ أيلول الماضي.

ويسعى المهرجان المتوسطي، الذي يندرج هذه السنة في إطار السنة الأوروبية لمكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، منذ إحداثه سنة 1995 إلى دعم التعاون بين البلدان المتجاورة خصوصا السينما الجيدة مع الإيمان بأن التنوع يشكل قيمة حقيقية.

كما يهدف هذا المهرجان ان يكون أداة للنهوض بحقوق الإنسان، وخلق فضاء للحوار بين الثقافات والتربية والتكوين للشباب في المجالات الاجتماعية والثقافية، ومكافحة العنصرية وكراهية الأجانب.

واختار المهرجان الذي يبدأ فعالياته من 11 إلى 21 نظم الجاري، خلال هذه الدورة تسليط الضوء على السينما المغربية إلى جانب السينما الفرنسية والتركية والبلجيكية.

ميدل إيست أنلاين في

21/11/2010

 

مشاركة ٤ أفلام مصرية قصيرة فى مهرجان أردنى دون سفر مخرجيها

محسن حسنى 

يقام غداً الأحد فى بلدة «محترف رمال» بمنطقة اللويبدة الأردنية حفل ختام مهرجان الأردن الدولى للفيلم القصير، بعد أربعة أيام من الفعاليات تم عرض ٢٠ فيلما قصيرا خلالها، بينها ٤ أفلام مصرية.

تواكب فعاليات المهرجان مع أيام عيد الأضحى المبارك، وانشغال المخرجين المصريين بتصوير أعمال أخرى فى مصر، وعدم وصول بعض الدعوات لأصحابها فى التوقيت المناسب.. كانت ثلاثة أسباب كافية لعدم سفر أى مخرج مصرى لمتابعة عرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان.

المهرجان الذى يرأسه المخرج حازم البيطار شهدت فعالياته عرض ٢٠ فيلما قصيرا بين تحريك وتسجيلى وروائى قصير وتجريبى، خلال أربعة أيام هى فترة انعقاده التى بدأت يوم ١٧ نوفمبر وانتهت يوم ٢٠ منه، وشارك من مصر الفيلم التسجيلى «الحياة بين يديها» للمخرجة سالى أبوباشا والروائى القصير «أحمر باهت» للمخرج محمد حامد والروائى القصير «جوه البحر» للمخرج رومانى سعد، والروائى القصير «يا مسافر وحدك» للمخرج شادى أبوشادى، لكن اللافت للنظر أن أيًّا من المخرجين المصريين المشاركة أعمالهم لم يحضر فعاليات المهرجان!

يقول شادى أبوشادى أحد المخرجين المشاركين : دعوات المهرجان وصلتنا قبيل انعقاده بأيام قليلة وهذا كان أحد أسباب تعذر حضورنا لأن إجراءات السفر لبعضنا استغرقت وقتا ولم تنته قبل العيد، كما أن تواكب مدة انعقاد المهرجان مع أيام عيد الأضحى المبارك كان سببا فى اعتذارنا عن عدم حضوره، وخلافا لكل هذا فإن بعضنا مشغول خلال الفترة الحالية بتصوير أعمال أخرى، فأنا– على سبيل المثال– أعمل حاليا كمساعد أول للمخرج حسنى صالح، ونواصل التحضير لمسلسل «وادى الملوك»، وكما هو معروف فإن الفترة التحضيرية تستلزم وقتا وجهدا من مساعدى المخرج بصفة خاصة، ونكثف ساعات العمل حاليا، بحيث نبدأ التصوير خلال ديسمبر المقبل.

 الجدير بالذكر أن المهرجان تشارك به أفلام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ولبنان والسعودية وفلسطين والعراق والأردن وعمان والبحرين وسوريا ومصر.

المصري اليوم في

20/11/2010

 

الموسيقى التصويرية نصف الصورة السينمائية

دبي ـ أسامة عسل 

تشكل الموسيقى التصويرية، حسب رأي بعض النقاد، نصف الفيلم السينمائي على اعتبار أنها الوسيلة الأقوى التي توفر للجمهور فرصة الاندماج في المشهد.

وعلى الرغم من أن الكثير من الناس عند مشاهدتهم لأي فيلم لا ينتبهون للموسيقى، ومن الممكن بعد انتهائه يقولون لم نسمعها، لكن مع هذاـ تؤثر فيهم ـ دون أن يشعروا وحتى لو لم ينتبهوا لها. ومع تطور الدراما، وخصوصا في السينما، أصبحت الموسيقى التصويرية فناً قائما بذاته، تأتي مصاحبة أو خلفية لأحداث على الشاشة، وهي عموما منفصلة عن الأغاني التي قد يعرضها الفيلم، وتحتل مكانة متميزة في مسابقات المهرجانات السينمائية الكبيرة (الغولدن غلوب والأوسكار) وترصد لها جوائز تؤكد أهميتها وضرورتها في بناء العمل الفني.

وتوضع موسيقى الأفلام غالبا بعد رؤية مؤلفها للفيلم منتهيا، أما في الأفلام التي تتطلب موسيقى خاصة بها كأغنية أو رقصة أو معزوفة فإن الموسيقى تؤلف وتسجل قبل تصوير المشهد، وتتألف موسيقى الفيلم عادة من سلسلة منفصلة مدة كل منها تتراوح من بضع لحظات إلى بضع دقائق، وتعد الموسيقى التي تستمر لمدة خمس دقائق حالة استثنائية تتطلب ضرورة وتوظيفا فنيا لها، حيث تساعد في صنع جو للفيلم أكثر إقناعا بالزمان والمكان.

وهناك أسماء بارزة في هذا المجال تركت بصمات خالدة في فن الموسيقى التصويرية، منها عالميا جون ويليلمز، صاحب أشهر موسيقى تصويرية سينمائية في تاريخ هوليوود (حرب النجوم، سوبرمان، وحيد في المنزل، هاري بوتر) .

ومعظم أفلام المخرج الكبير ستيفن سبلبيرغ، وجيمس هورنر الحاصل على جائزتي أوسكار عن أفضل موسيقى تصويرية وأفضل لحن لأغنية عن فيلم (تايتانيك)، وهانس زيمر ملحن ألماني تميزت أعماله بدمج الموسيقى الإلكترونية بالأوركسترالية التقليدية وحققت نجاحا كبيرا في (رجل المطر، الإمبراطور الأخير، وقيادة الآنسة دايزي)، وهاورد شور صاحب موسيقى الفيلم الشهير (صمت الحملان) والفيلم الملحمي (سيد الخواتم) بأجزائه الثلاثة.

أما على المستوى العربي وخصوصا المصري؛ فهناك فؤاد الظاهري الذي وضع الموسيقى لأكثر من 300 فيلم منها (دليلة، لوعة الحب، في بيتنا رجل، الطريق المسدود، ورصيف نمرة خمسة)، وأندريا رايدر الذي وضع موسيقاه الرائعة لفيلم (عاشت للحب)، وأحمد إسماعيل صاحب موسيقى فيلم (الحقيقة العارية)، وظل هؤلاء الثلاثة يشكلون تراث السينما العربية في الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات حتى منتصف الثمانينات.

وحاليا تبرز علامات مهمة في مجال الموسيقى التصويرية للأفلام مثل، راجح داود واضع موسيقى (الصعاليك، أرض الخوف، ورسائل البحر)، وعمر إسماعيل صاحب موسيقى (واحد من الناس، آسف على الإزعاج، وأعز أصحاب)، وكذلك لا نستطيع أن نهمل أسماء مثل حلمي بكر، عمار الشريعي، هاني شنودة، عمر خيرت، وياسر عبد الرحمن واضع موسيقى فيلمي (ناصر 65، وأيام السادات)، والذين أسهموا في أن تحظى الموسيقى التصويرية بالاهتمام نفسه الذي تحظى به الجوانب الفنية الأخرى في الفيلم كالديكور والتصوير والإخراج وغيرها.

ولأهمية هذا الموضوع وضرورته الفنية، تسعى بعض التظاهرات السينمائية تفعيله، وفي السطور التالية يرصد (الحواس الخمس) جلسة حوارية حول صناعة موسيقى الأفلام أقيمت ضمن مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، وآراء أخرى لبعض مؤلفي الموسيقى في عالمنا العربي.

مؤلفو الموسيقى: تيمة النغمة يحددها الفيلم وأفكار المخرج

الموسيقى التصويرية جزء أساسي من الفيلم، وبالقدر نفسه من الأهمية كالمؤثرات المرئية، فالتجربة لا تكتمل إلا معها، وبالتالي فإن مهمة المؤلف الموسيقي ليست بالسهلة، وكما شرح المؤلف الموسيقي البريطاني الهندي نيتين ساوهني لجمهور مهرجان »الدوحة ترايبيكا« فإن الأصوات والأنماط المستخدمة تختلف حسب كل قصة، وحسب المشاعر والمواقف والشخصيات والتوجه العام للفيلم.

وفي حلقة دراسية جمعته بعازف الطبلة والدولاك البريطاني الآسيوي الأصل عارف درويش، عرض ساوهني لتجربته في تأليف الموسيقى للأفلام والمسلسلات وألعاب الفيديو وغيرها، قارنا شرحه بمشاهد من الأفلام أو الأعمال التي شارك بها، كما قدم توضيحا مع عرض حي على المسرح للعزف على الطبلة والغيتار.

توجه الفيلم

لفت ساوهني إلى أنه أثناء تأليفه موسيقى لعمل ما سواء سينمائي أو تلفزيوني، يحاول الدخول في أفكار المخرج وآرائه، وهذا الأمر قد يكون صعبا أحيانا، إنما من الضروري أن تكون الموسيقى التصويرية بنفس توجه الفيلم تماما.

وتختلف أنواع الموسيقى بحسب القصة أو طبيعة العمل، ففي مسلسل »أركتيك« مثلا، المهمة كانت كبيرة لأن كل حلقة فيها تفاصيلها، وأكد ساوهني أنه لم يتمكن من النوم أثناء عمله على هذا العمل، وقد تعاون مع فرقة عزف لأن قوة الفرقة تسمح بنقل الدراما والأسطورة، وأكد أنه يدخل العزف في الأعمال الحية، وقد قام بتأليف ألبومات كثيرة من هذا النوع كلها دخلت في حيز الدراما.

فرق العزف

وقد لجأ ساوهني في الكثير من أعماله إلى فرق موسيقية أو أوركسترالية، مثل فيلم »يوغوتو نو يومي« الذي عمل فيه برفقة عزف حي لأوركسترا لندن السيمفونية، ويؤكد المؤلف الموسيقي أن العمل مع فرق العزف قد غير منظوره لأمور كثيرة، وفتح أمامه إمكانات جديدة، فالموسيقى الأوركسترالية تساهم في إلقاء الضوء على النقاط الدرامية وإبراز النص.

ويعتبر ساوهني من أكثر الموسيقيين غزارة في التأليف للسينما والتلفزيون والمسرح، وقد عمل بالموسيقى لأكثر من 04 فيلما سينمائيا وتلفزيونيا، وقد أنتج 8 ألبومات استوديو، وترشح لعدة جوائز وفاز بالعديد منها.

قيمة مهمة

ويرى الموسيقار عمر خيرت أن الموسيقى التصويرية تمثل قيمة مهمة جدا للفيلم وقيمة خاصة فقد سبقت الموسيقى التصويرية الحوار في الأفلام الصامتة في بداية عهد صناعة السينما العالمية والتي أبرزها أفلام تشارلي شابلن، فكان يتم التعبير عن المشاهد من خلال عرض الفيلم الصامت على الشاشة ويقوم الموسيقي أو عازف البيانو بعزف المقطوعات التي تناسب المشاهد المختلفة وعادة يتم اقتباس الموسيقى التصويرية الناجحة في صناعة الإعلان، فيعمل نجاح الفيلم وموسيقاه التصويرية على ربط المنتج بالفيلم، فيثبت في أذهان الجمهور المستهدف.

ويسترسل خيرت في توضيحه للموسيقى التصويرية قائلا: عادة تقسم موسيقى الفيلم السينمائي إلى عدد من المقطوعات تبعا لأحداث ومجرياتها، أهمها: مقطع (التيمة) أو الموضوع وهو المقطع الرئيسي الذي يمثل موسيقى بداية الفيلم ويقدم الرؤية والفكرة الأساسية لموسيقى الفيلم، وهو عادة يتكرر داخل مشاهد الفيلم سواء بنفس صورته أو كتنويعه بآلات أخرى قد تظهر أحيانا كعزف منفرد (صولو) أو كونشرتو.

وهناك مقطع النهاية ويخصص هذا المقطع عند عرض طاقم العمل أو مع اقتراب نهاية الفيلم، كما تعد مقاطع موسيقية خاصة للأحداث أو المشاهد الرئيسية داخل الفيلم كمشاهد المعارك أو مشاهد التحولات ( في أفلام الرعب تحديدا) أو تغير سير الأحداث وهي كلها عادة متفرعة من مقطوعة التيمة.

الجزء الأصعب

وحول استخدام الموسيقى كخلفية حيادية يقول عمر خيرت: هي الموسيقى التي لا يفترض بالمرء أن يسمعها إنها ذلك النوع الذي يساعد على ملء المواضع الفارغة كفترة توقف أثناء محادثة مثلا إنها أكثر ما يكرهه مؤلف الموسيقى في الفيلم ومع ذلك فهو يشعر برضا خاص عن نفسه بعد نجاحه في تحويل موسيقى ذات قيمة فعلية ضئيلة إلى أخرى مفعمة بالحياة تعطي للمشهد بعدا إنسانيا وهذا هو الجزء الأصعب في العمل والذي سينال عليه إعجاب غيره من المؤلفين.

روح العمل

ويتناول مؤلف الموسيقى راجح داوود كيفية وضعه لموسيقى الأفلام قائلا: في البداية أقرأ السيناريو، ثم أضع تصورا عاما للموسيقى، بعد ذلك أشاهد الفيلم بعد تصويره، وأعقد جلسات عمل مع المخرج لنصل إلى الشكل النهائي، ومن ثم أقوم بوضع الروح العامة لموسيقى الفيلم وبعد ذلك أقوم بعمل الموسيقى المناسبة لكل مشهد، من دون الإخلال بروح الفيلم ومستوياته.

مستويات مختلفة

ويقول الموسيقار عمار الشريعي إن الموسيقى التصويرية لم تعد مجرد خلفية موسيقية للمشاهد، ولكنها تعبر كما يعبر الممثل، أو تتواكب مع حركته وانفعالاته وانكساراته وغيرها من الحوارات التي تدور في مشاهد العمل، لذلك لا بد أن يكون المؤلف مدركا لأدواته، ويتمتع بخيال واسع وإحساس فطري، لأن المؤلف الموسيقي لا يؤلف بإحساس لمخاطبة وجدان الناس فقط، بل لأنه محكوم بسيناريو ومشاهد وحوار وانفعالات على مستويات مختلفة يتم التعامل معها كما يجب.

ويرى الشريعي أن المتفرج ينفعل مع المشهد أو الحوار بتحريض من الموسيقى التي تصاحب الفيلم، ويتابع قائلا: حتى في حالات الحب تقود الموسيقى التصويرية مشاعر الناس إلى المشهد ومتابعة الحوار بالانفعال المطلوب.

البيان الإماراتية في

20/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)