حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سمير غانم:

الطناش سرّ السعادة الزوجيّة!

القاهرة - مصطفى ياسين

متحدّث رسمي باسم الضحكة الحلوة، سفير معتمد لمدينة خفة الدم، وزير مفوّض من فن الكوميديا لنشر البهجة في قلوبنا، قنبلة ضحك موقوتة لا نخشى انفجارها ونحب شظاياها، نعيش معه فوق خشبة المسرح وعلى شاشة السينما والتلفزيون، يحاصرنا فنستسلم لفنّه ونضحك ونضحك...

إنه الفنان الكوميدي سمير غانم خريج كلية الزراعة جامعة الإسكندرية ومواليد 15 يناير (برج الجدي). معه نفتح ملف الذكريات وأهم المحطات والمواقف بعيداً عن الفن.

·         إذا فتحنا ملف طفولتك، ماذا نجد فيه؟

وُلدت في قرية أبوكسي في الفيوم وكان والدي ضابط شرطة يسافر الى معظم محافظات مصر. كنت طفلاً لطيفاً، فلم أكره أحداً أو أتأخّر عن مساعدة، لكن ما كان يضايقني أن أذنيَّ كانتا كبيرتين جداً، «لكن الحمد لله صغرت بعد ما كبرت!».

·         هل كنت شقيًّا؟

إطلاقاً، خصوصاً في البيت. كنت ألعب مع أصدقائي كثيراً من دون أن يؤذي أحدنا الآخر. عشنا فترة في مدينة بني سويف حيث حصلت على الشهادة التوجيهية ولي فيها ذكريات لا تُنسى مع «شلة» المدرسة.

·         ماذا ورثت من صفات الوالد؟

التسامح والاتكال على الله في كل خطوة.

·         هل كنت تحب المذاكرة؟

أبداً. كان والدي يذاكر لنا الدروس وأحياناً كان يأتِ بمدرّس خصوصي. آنذاك، كان المدرّسون في الصعيد ظرفاء جداً ويتحدثون بلغة عربية سليمة.

·         وماذا حدث بعد حصولك على التوجيهية؟

وجدت نفسي في كلية الشرطة، فقد كانت هذه أمنية والدي. عشت في الكلية لمدة عامين كاملين وكانت مادة الدستوري عقدة حياتي.

·         هل تذكر كم كان يبلغ مصروفك؟

قرش أو قرشان، وفي العيد ثلاثة قروش، فكنت أشتري بها حلويات وألواح شوكولا. أذكر أنه كان لدينا بقّال اسمه مصطفى البنا متجره في آخر شارعنا وكان مشهوراً بالحلويات.

·         كيف كانت طبيعة العلاقة بين والديك؟

ربطت بينهما أجمل قصة حب رأيتها في حياتي. وبنتيجتها ارتبطت بزوجتي. كانت والدتي حنونة جداً على والدي، لا تتركه إلا عندما ينام، تلبي له كل طلباته واحتياجاته، وعندما كان يصاب بوعكة صحية لا تهدأ إلا إذا اطمأنت عليه.

·         من توفي قبل الآخر؟

ماتت والدتي في سن صغيرة.

·         هل شعرت بالحرمان حين كنت طفلاً؟

لم يكن لوالدي سوى راتبه الصغير وعلى رغم ذلك كان يكفينا ويجعلنا نشعر بأننا أغنى أسرة في العالم.

·         ما أهم صور المراهق سمير غانم؟

كانت الرياضة تشغل بالي، خصوصاً رياضة كمال الأجسام في الساحات الشعبية.

·         كنت نحيفاً أم سميناً؟

نحيفاً جداً. كانت نحافتي تسبّب إزعاجاً كبيراً لوالدتي.

·         هل أُغرمت آنذاك؟

نعم وتعذبت أيضاً. بطبعي، أعشق المرأة وأرى أنها نعمة من الله، وعندما أقدّم مسرحية ما يكون فيها الصف الأول مملوءاً بالنساء الجميلات، «ويا بخت الجمهور لأن الضحك في هذه الليلة بيكون غير عادي».

·         مَن مِن الفنانين آنذاك كان يعبّر عن مشاعر الحب التي كانت تختلجك؟

عبد الحليم حافظ.

·         هل كنت تكتب رسائل غرامية؟

أبداً.

·         ما الصفة التي تكرهها في المرأة؟

أن تعتبر نفسها «فاهمة» كل شيء، «يمكن أعذرها لو كانت زي القمر لكن مش حلوة وتتفلسف... لا».

·         بعد فترة عزوبية طويلة كيف أقنعتك الفنانة دلال عبد العزيز بدخول قفص الزوجية؟

وجدت نفسي فجأة متزوجاً. أجمل هديّة قدّمتها لي دلال هي ابنتاي دنيا وإيمي.

·         يقول الكاتب أنيس منصور: «الزواج دليل على فشل الرجل في أن يكون حراً»، فما ردك؟

هذه المقولة صحيحة.

·         هل الحب موهبة والزواج خبرة؟

الزواج فن ويحتاج الى فنان كي يحافظ عليه.

·         سُئلت مرة: ما سر السعادة الزوجية؟ فأجبت: «أنا زوج شاري دماغي»، ماذا تعني بهذا الكلام؟

«أطنش» دلال عندما نكون معاً في المنزل فتهدأ لوحدها وتشعر بأنها مذنبة، وبما أنني الأكبر سناً فلا بد من أكون أنضج منها، عموماً «هي عقلت خلاص».

·         ما رأيك في إحصائية يابانية مفادها: الزوج الياباني يتحدث مع زوجته 45 دقيقة فقط في اليوم؟

«كتير قوي»!

·         هل في حياتك أنت ودلال: «قلة حبنا» و{كنكة حبنا» و{بطيخة حبنا»؟

هذا الكلام قلناه في مسرحية «المتزوجون»، لكنه غير موجود في الواقع.

·         هل تحتفظ بأي تذكارات حب؟

طبعاً، أحتفظ بكل الهدايا التي قدّمتها لي دلال.

·         هل حصل أن قدّمت لها هدية وقالت لك أن ذوقك «وحش»؟

لا... لأن المرأة تعشق الهدايا حتى لو كانت ثعباناً في كيس.

·         ما أخبار الغيرة؟

كانت موجودة قبل الزواج، لكن انتهت بعده وأصبحنا مرتاحين و{مش لاقيين حاجة نعملها».

·         هل زوجتك طاهية ماهرة؟

لا تعرف طريق المطبخ، لكن لدينا طباخ يطهو كل ما أشتهيه من الأطعمة.

·         سمّ لنا أحد هذه الأطعمة؟

المحشي والسمك.

·         هل أنت ماهر في الطهو؟

أحياناً، أتفنّن في صنع أطباق معيّنة وأعتبر نفسي خبيراً في الكريم كراميل.

·         هل أنت «سي السيد» في البيت؟

بالعكس، «أنا طيب وغلبان وفي حالي».

·         كيف هي علاقتك بابنتَيك؟

نحن أصدقاء، وبيننا ثقة كبيرة متبادلة.

·         ماذا ورثتا عنك?

خفة الدم.

باختصار

·         ما هي هواياتك؟

مشاهدة الأفلام الأجنبية.

·         مَن يبهرك مِن النجوم ؟

آل باتشينو.

·         ومن النجمات؟

كاثرين زيتا جونز.

·         أي من فصول السنة تفضّله أكثر من غيره؟

الربيع.

·         هل تجيد السباحة؟

كنت بطل سباحة في كلية الشرطة.

·         هل تجيد كرة القدم؟

لا أفهمها.

·         ما هي نقطة ضعفك؟

مجاملٌ زيادة عن اللزوم.

·         ما العصر الذي كنت تتمنى أن تعيش فيه؟

عصر الفراعنة.

·         أذكر موقفاً غريباً صدر عن أحد معجبيك؟

اتصل بي أحدهم في الخامسة صباحاً وطلب مني صورة لي.

الجريدة الكويتية في

12/11/2010

 

مخرج قطار الحياة شكري ذكري:

واجب السينما التعبير عن المهمّشين

القاهرة - فايزة هنداوي 

نجح المخرج شكري ذكري من خلال أول أفلامه التسجيلية «قطار الحياة»، في لفت الانتباه الى موهبته مبشراً بميلاد مخرج متميز، إذ نال عنه جائزة خاصة من لجنة التحكيم من مهرجان الإسكندرية لدول حوض النيل في دورته الأخيرة، وتنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية في دورته الرابعة عشرة. كذلك، يشارك الفيلم في مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية في دورته السابعة في أبريل المقبل.

عن هذه الجوائز وخطواته المقبلة كان اللقاء التالي.

·         حدّثنا في البداية عن فكرة الفيلم ولماذا اخترت المهمّشين للتعبير عنهم؟

تشغلني دائماً الحالات الإنسانية ومن اضطرّتهم الحياة للعيش على هامشها، وأرى أن السينما والفنون بجميع أنواعها يجب أن تعبر عن هذه الطبقات وتنقل صورة واقعية عن همومها ومشاكلها.

جاءتني الفكرة أثناء استخدامي القطار في إحدى سفرياتي، إذ لفتني أن ثمة أسراً كثيرة تعيش بجوار شريط السكة الحديد وتحيا حياة كاملة، لذلك عندما بدأت في التفكير بمشروع تخرّجي في الجامعة الفرنسية قررت أن يكون هؤلاء الناس موضوع فيلمي.

·         لماذا اخترت اسم «قطار الحياة»؟

لأن الفيلم لا يعبر فحسب عن الأسرة التي تعيش بجوار شريط السكة الحديد، بل عن قطار الحياة الذي تعيش داخله أيضاً.

·         ولماذا اخترت هذه الأسرة تحديداً؟

بحثت طويلاً عن أسرة تعبر عن واقع هذه الطبقة إلى أن وجدتها، فالحاج يحيى، رب الأسرة، رجل واعٍ ويملك رؤية فلسفية للحياة وهذا أكثر ما جذبني فيه، إذ على رغم فقره ومعاناته إلا أن لديه فلسفة ونظرة عميقة.

·         وكيف تمكّنت من إقناع هذه الأسرة بالتصوير؟

تفهّم الحاج يحيى الفكرة واقتنع بأن هذا الأمر لا يسيء الى أسرته بل ينقل المعاناة التي تحياها.

·         لاحظنا أن الأسرة كانت تتصرّف بعفوية، ولم تكن تنظر الى الكاميرا أثناء التصوير، كيف تمكّنت من ذلك؟

من خلال العلاقة الوطيدة التي نشأت بيني وبين هذه الأسرة، خصوصاً أن ابنهم الأكبر في مثل سني، لذلك كانوا يتعاملون معي بطبيعية.

·         كم استغرق التحضير للفيلم من الوقت؟

أربعة أشهر، إذ التقيت بالحاج يحيى كثيراً لأعرف منه تفاصيل حياته وأتعرف إلى أسرته التي تتكون من ثلاثة شبان أحدهم أجرى جراحة قلب مفتوح ويحتاج إلى الرعاية، أما التصوير فقد استغرق يوماً واحداً.

·         دار حديث طويل بين أفراد الأسرة أثناء تناول الغداء وكان معبراً عن أحوالهم والمجتمع ككل، هل كان متفقاً عليه ضمن السيناريو؟

أبداً، بل تركتهم يتحدثون كما يحلو لهم، حتى أن دخول الإبن الأصغر أثناء الغداء لم يكن متفقاّ عليه، لكني استمريت في التصوير كي تكون الأمور طبيعية.

·         هل واجهتك صعوبات أثناء تصوير الفيلم؟

نعم، أهمّها أن المنطقة التي تم التصوير فيها غير مناسبة للتصوير السينمائي لأنها تقع على شريط السكة الحديد، كذلك منزل الأسرة كان صغيراً فلم يتح استخدام الكاميرات بشكل مناسب.

·         وكيف تغلّبت على تلك المشاكل؟

احتاج ذلك الى مجهود كبير، واختيار أماكن مناسبة للكاميرا، إذ كنا أحياناً نضعها خارج المنزل لتصوير بعض المشاهد بداخله، كذلك استخدمنا نوعاً معيناً من العدسات يساعد في اتساع الصورة.

·         رأى بعض النقاد أن في الفيلم بعض التطويل وكان يمكن أن يكون أكثر تكثيفاً؟

«قطار الحياة» أول أفلامي ولا بد من أن يتضمن بعض الهفوات. أقدّر كل من انتقد الفيلم نقداً بناءً، لأن ذلك بالتأكيد سيفيدني في أفلامي المقبلة.

·         كيف تقيّم فوزك بجائزتين من مهرجانَي الإسكندرية والإسماعيلية؟

كانت سعادتي بهما كبيرة فلم أتوقّعهما إذ ما زلت في بداية مشواري. فاجأتني جائزة مهرجان الإسماعيلية كثيراً لأنها أتت من جمعية النقاد، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة إلي وأكثر مما كنت أتمنى.

·         كيف اختير الفيلم لمهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية؟

عبر شبكة الإنترنت، إذ أرسلت للقيّمين على المهرجان طلب المشاركة وردّوا بالموافقة.

·         ما هي مشاريعك المقبلة بعد النجاح الذي حققه {قطار الحياة»؟

ثمة مشروع فيلم روائي قصير من إنتاج المركز القومي للسينما وسأبدأ تصويره قريباً. تدور فكرته حول التحرّش بالأطفال.

·         برأيك، ما أهم المشاكل التي تعانيها السينما التسجيلية والقصيرة في مصر؟

ثمة مشاكل كثيرة أهمها عدم وجود جهات لتمويل هذه الأفلام وأماكن لعرضها. أقترح تفعيل القانون الذي يُلزم كل منتج بعرض فيلم تسجيلي أو روائي قصير قبل عرض الفيلم الطويل.

·         هل تفكّر في الاتجاه الى إخراج الأفلام الروائية الطويلة؟

بالتأكيد. حلم كل مخرج تقديم أفلام روائية طويلة، وإن كنت لن أبتعد عن السينما التسجيلية والقصيرة لأنني أعشقها.

الجريدة الكويتية في

12/11/2010

 

أفلام عيد الأضحى...  بين احتكار النجوم والنزاع على الإيرادات

القاهرة - رولا عسران 

أربعة أفلام فقط استقر عليها الرأي المصري لعرضها في عيد الأضحى، طبعت منها 225 نسخة موزّعة بين الأفلام، تبعاً لتوقعات المنتجين لما قد تحقّقه من إيرادات ولعدد دور العرض التابعة لهؤلاء.

تتوزّع أفلام العيد بالتساوي بين جبهتي التوزيع في مصر: «المجموعة الفنية المتحدة» التي قررت عرض الفيلمين:

- «بلبل حيران» لأحمد حلمي (يدخل فيه أولى تجاربه الإنتاجية) ومن بطولة شيري عادل وزينة وإيمي سمير غانم.

- «ابن القنصل» بطولة: أحمد السقا، خالد صالح، وغادة عادل.

بدورها، تدخل «الشركة العربية» هذا الموسم بفيلمين: «زهايمر» لعادل إمام، و{محترم إلا ربع» لمحمد رجب.

مراهنات

راهنت «المجموعة المتحدة» على «بلبل حيران»، فخصصت له 70 نسخة تتوزّع بين دور العرض المختلفة، فيما خصصت 60 نسخة لـ «ابن القنصل».

في المقابل، راهنت «الشركة العربية» على «زهايمر» لعادل إمام فقررت طبع 80 نسخة منه، بينما أحدرت 45 نسخة من «محترم إلا ربع» باعتبار أن إيراداته ليست مضمونة، علماً أن إيرادات فيلم يشارك في بطولته كل من عادل إمام، فتحي عبد الوهاب، أحمد رزق، نيللي كريم، رانيا، ويخرجه عمرو عرفة، شبه مضمونة خصوصاً عندما نضع في الحسبان أن إسعاد يونس اختارت بنفسها الأبطال وربطت موافقتها على إنتاج الفيلم بالاستعانة بالنجوم الشباب لمشاركة إمام البطولة، بل أيضاً اختارتهم بنفسها بالتعاون مع المخرج عمرو عرفة وعادل إمام، لذا يبدو واضحاً أنها كانت تعرف منذ البداية ماذا تريد تحديداً.

الملاحظ على خارطة أفلام العيد أن نجوماً من الصف الأول يؤدون بطولتها، وأن هذه الأفلام حاربت لعرضها في الموعد المحدد لها، بينما انسحبت مجموعة لا بأس بها من الأفلام على رأسها: «فاصل ونواصل» لكريم عبد العزيز، «أسوار القمر» لمنى زكي، «سعيد حركات» لطلعت زكريا، «بون سواريه» لغادة عبد الرازق... هكذا يخلو الموسم الثاني على التوالي من أفلام لمحمد السبكي بعدما انسحب هذا الأخير من موسم عيد الفطر.

كان يُفترض أن يشارك السبكي في هذا الموسم بفيلم «سعيد حركات» أو «بون سواريه»، لكنه انسحب خوفاً من عدم تحقيق إيرادات في ظل احتكار النجوم للأفلام المعروضة. لكنه ما لبث أن نفى ما أشيع عن أسباب انسحابه، مؤكداً أن المنتج الواعي يعرف كيف يحقق إيرادات حتى في المواسم الميتة، وعلل الأمر بعدم الانتهاء من التصوير لغاية اليوم.

تنازع وحرب

في هذا الإطار، يرى المنتج هشام عبد الخالق أن الموسم المقبل سيشهد تنازعاً على «كعكة» الإيرادات، خصوصاً أنه يضم مجموعة من النجوم ستبدأ الحرب بينها خلال أيام، مع تأكيده أن المنافسة الشريفة مهمة لتغذية السوق السينمائي.

أما المنتج وليد صبري فيلفت الى أن هذا الموسم في صالح الموزعين لأن قلة الأفلام المعروضة تتيح لهم تحقيق إيرادات أعلى، ويوضح: «قدرة الموسم على التحمّل واحدة ولن تتغيّر سواء قسمناه إلى 10 أفلام أو إلى 20 فيلماً. فهنا تكمن الصعوبة، لا سيما أن المنافسة بين هذه الأفلام يقوم بها نجوم الشباك».

في المقابل، يرى رئيس «غرفة صناعة السينما» منيب شافعي أن الموسم مبشّر مع حضور النجوم المكثّف في أربعة أفلام فقط من بينهم: عادل إمام، أحمد رزق، فتحي عبد الوهاب، رانيا يوسف، غادة عادل، نيللي كريم، أحمد السقا، خالد صالح، زينة، أحمد حلمي، ومحمد رجب... لذا لا علاقة للأمر بعدد الأفلام بقدر ما له علاقة بجودتها.

الجريدة الكويتية في

12/11/2010

 

صلاح ذو الفقار... وحصاد ثمين

محمد بدر الدين 

جمع صلاح ذو الفقار (1926 - 1993) بين القدرة على أداء الأدوار الجادة الصارمة والبراعة في أداء الأدوار المرحة المحببة.

صلاح أحد أشقاء أو فرسان ثلاثة دخلوا السينما بعدما جذبهم سحرها وعشقوها كمحبوبة لا تقاوم وتفانوا في هذا الحب الجميل: الآخران هما المخرجان المقتدران عز الدين ذو الفقار ومحمود ذو الفقار.

كان صلاح، على غرار عز الدين، ضابطاً تغمره المشاعر الوطنية فشارك في أفلام ذات طابع وطني سياسي من بينها: «رد قلبي» و{بورسعيد»، من إخراج عز الدين ذو الفقار وكاد هذا الأخير يخرج «الناصر صلاح الدين» لولا وقوعه تحت وطأة مرض شديد فرشّح بنفسه يوسف شاهين، الذي قدم عبره أحد أحسن أفلامه على الإطلاق.

أدى صلاح في «رد قلبي» دوراً مرحاً ولافتاً، وفي «الناصر صلاح الدين» دور عيسى العوام الشهير، المقاتل المسيحي الفدائي الصلب في جيش صلاح الدين.

بدت الرومنسية والتعبير عن عاطفة الحب القوية لدى الأشقاء امتداداً وتأكيداً لأحاسيس العاطفة والرومنسية تجاه الوطن، فعز الدين هو مخرج «بين الأطلال» و{إني راحلة» و{نهر الحب» وغيرها من أفلام ستظلّ في صدارة إنتاج الفن السينمائي المصري الرومنسي. كذلك قدم صلاح أداء لا ينسى في دور أحمد إلى جانب شادية بدور منى في الفيلم الرومنسي «أغلى من حياتي» الحافل بالمشاعر النبيلة وبمسحة ميلودرامية مقبولة، إخراج محمود ذو الفقار الشقيق الثالث!

اللافت في مسيرة صلاح ذو الفقار أنه قدّم أفلاماً مهمة تندرج ضمن أنواع عدة... فشكلت حصاداً ثميناً بكل معنى الكلمة!

إلى جانب «الناصر صلاح الدين» الذي يُعتبر ذروة في الفيلم التاريخي الوطني القومي و{أغلى من حياتي» الذي يُعدّ ذروة في الفيلم الرومنسي الميلودرامي و{رد قلبي» الذي يعدّ ذروة في الفيلم الوطني الرومنسي، قدم ذو الفقار مع رشدي أباظة وصباح «الرجل الثاني» إخراج عز الدين ذو الفقار وهو ذروة في الفيلم البوليسي.

كذلك، قدم مع شادية (زوجته آنذاك) «مراتي مدير عام» (1966)، إخراج فطين عبد الوهاب، الذي تميّز بروح مرحة ورحابة فنية وإتقان شامل لعناصر الفيلم كافة، فشكّل ذروة في مسيرة الفيلم المصري على صعيد السينما الاجتماعية الراقية ونموذجاً لأفلامنا التي تدافع، بصدق وسلاسة ومن دون أدنى ادعاء، عن حقوق المرأة وضرورة مساواتها مع حقوق الرجل في العمل وتحقيق الطموح المشروع. إنه بلا جدال أحد أحسن أفلام مخرجه وبطليه وأحد أبرز أفلام السينما المصرية.

لم يلبث فطين أن قدّم أيضاً مع الثنائي المحبوب بحق صلاح وشادية، الزوجان في الحياة والمشعان في الفن، «كرامة زوجتي» (1967)، «عفريت مراتي» (1968)... وقد أكدت الأفلام مقدرة ذو الفقار العميقة الواسعة في تقديم المشاهد الجادة الصارمة بإقناع والمشاهد المرحة المحببة بإمتاع.

الحق أن الجانب الكوميدي الممتع في أداء ذو الفقار لم يبرز في هذه الأفلام فحسب (إخراج فطين عبد الوهاب ملك السينما الكوميدية المصرية)، إنما أيضاً في أعمال كثيرة غيرها، من بينها: «موعد في البرج»، «جمعية قتل الزوجات»، «زوج في إجازة»، «زوجة من باريس»، «صباح الخير يا زوجتي العزيزة»... فضلاً عن دوره المشوّق وحضوره الجذاب والنادر في مسلسل «عائلة شلش» مع الفنانة القديرة ليلى طاهر، التي شاركته بدورها في أكثر من عمل آسر، وفي مسرحياته ومن بينها «روبابيكا»، المسرحية الكوميدية الشهيرة مع تحية كاريوكا.

في سينما ذات أبعاد اجتماعية - سياسية وطنية تاريخية، قدّم ذو الفقار أعمالاً بارزة وأدواراً مميزة، إذ نشاهد له من إخراج كمال الشيخ: «الرجل الذي فقد ظله» (1968) و{غروب وشروق» (1970)، ومن إخراج يوسف شاهين: «الناس والنيل» (1972) و»الوداع يا بونابرت» (1985)، ومن إخراج سعيد مرزوق: «المذنبون» (1976) و{أريد حلاً»، ومن إخراج نادر جلال: «الإرهابي» (1994)، ومن إخراج إنعام محمد علي: «الطريق إلى إيلات» وهو آخر أفلامه، الذي عرض في منتصف التسعينيات الماضية.

لكننا نحسب أن دور ذو الفقار البارع في فيلم «الأيدي الناعمة» (1963)، إخراج محمود ذو الفقار، يجمع قدراته على التعبير في مواقف متنوعة ومتدرجة، من لحظات الجدية الصارمة إلى المرح المحبب وخفة الظل والظرف الحقيقي، إلى جانب أحمد مظهر الذي أكد قدراته التمثيلية الهائلة في مواقف مختلفة... هذا الفيلم مقتبس عن نص مسرحي للرائد توفيق الحكيم، كتبه بعد ثورة يوليو، ويتمحور حول قيمة العمل ودوره في مجتمع ناهض جديد.

إلى جانب دورَي ذو الفقار وأحمد مظهر، الصديقان في الحياة وفي الفن، برزت أدوار صباح ومريم فخر الدين وليلى طاهر...

«الأيادي الناعمة» هو بحق أحد أفلام صلاح ذو الفقار والسينما المصرية العذبة، التي لا نملّ مشاهدتها أبداً!

الجريدة الكويتية في

12/11/2010

 

عبد الحليم حافظ وأسطورة الأصل

بيروت - محمد الحجيري 

في الوسط الثقافي والفني معمعة جديدة اسمها «أصل عبد الحليم حافظ»، ففجأة استفاقت إحدى المجلات المصرية ونسبت بعد تحقيق «شعبوي» أصل الراحل عبد الحليم الى السعودية.

بالطبع، همّ كل صحافي البحث عن الإثارة لجذب القراء، وأن تفتح المجلة المصرية باب النقاش في أصل العندليب الأسمر، فهي بذلك تضرب على الوتر الحساس أو ترقص في المنطقة الحمراء (الممنوعة) إذا جاز التعبير. فقد يجد البعض في ذلك مفاجأة يرفضها ملايين من عشاق «العندليب» في مصر، خصوصاً عندما تقفز إلى أذهانهم عشرات الأغاني الوطنية الصادقة التي ارتبطت باسمه وأرّخت لعهد كامل شهد تغيرات سياسية واجتماعية وأحداثاً عسكرية خطيرة. بل إن عبد الحليم كان يعتبر عبد الناصر أباه الروحي، بل إن شخصية عبد الحليم تعكس الروح المصرية والمراهقة المصرية.

أن يكون عبد الحليم من أصل مصري أو تركي أو لبناني، فهذه ليست بالمسألة المهمة. فالبحث عن حقيقة الأصل هو «وهم بوهم» بتعبير المتصوّف إبن عربي، خصوصاً حين يستند ألى أصل عائلة العندليب الراحل. ناهيك عن أن متابع كواليس النجوم المصريين وسيرهم يفهم تركيبة المجتمع الفني المصري، التي تشبه تركيبة المجتمع الأميركي.

دوّن الكاتب اللبناني فارس يواكيم كتاباً بعنوان «ظلال الأرز على ضفاف النيل»، ويبيّن فيه أن عشرات من الفنانين والمبدعين اللبنانيين هاجروا إلى مصر، ومنهم من «تمصَّر» (يستعد يواكيم لإصدار كتاب عن السوريين الذين هاجروا الى مصر، منهم سعاد حسني). وقبل يواكيم دوَّن المؤرخ اللبناني مسعود ضاهر كتاباً عن هجرة العائلات اللبنانية الى مصر.

ثمة عشرات من النجوم المصريين الذين أتوا من المغرب وسورية وتركيا والجزائر وحتى السعودية، ويذكر أكثر من مرجع أن الفنانة الحسناء شيريهان والراقصة تحية كاريوكا من أب سعودي وأم مصرية... على هذا يمكن وصف الفن المصري بأنه يختصر الفنانين العرب، ويجمع شخصيات فنية من جنسيات مختلفة تحت سقف واحد، وكأن الثقافة المصرية تفرض شروطها على من يتعاون مع أقطابها.

لا جديد ولا غريب في أن يُقال إن أصل عبد الحليم حافظ سعودي، ففي ذلك عودة الى وهم الأسلاف، فيما العالم كلّه قائم على الهجرات. قد تكون عائلة شبّانة (عائلة عبد الحليم) قد هاجرت من اليمن إلى السعودية قبل أن تهاجر من الأخيرة إلى مصر، وربما إلى فرنسا وأميركا والأردن ولبنان.

دوّن الروائي اللبناني أمين معلوف كتابه «بدايات»، ويظهر فيه كيف تشعبت عشيرة المعلوف تبعاً للمصالح، في الطوائف والانتماءات والبلدان والصوفية والماسونية والعلمانية. يقول معلوف: «أنتمي إلى عشيرة ترتحل منذ الأزل في صحراء بحجم الكون. مواطننا نفارقها متى جف الينبوع، وبيوتنا خيام من حجارة، وجنسياتنا مسألة تواريخ أو سفن. كل ما يصل بيننا، وراء الأجيال، ووراء البحار، ووراء بابل اللغات، رنين اسم...».

معظم أبناء العالم العربي يشبه شخصيات رواية معلوف. على أن الحديث عن عبد الحليم يختلف قليلاً باعتباره نجماً. فغالبية الأمم سواء كانت دولاً أو جماعات أو عشائر، تحاول قدر المستطاع نسب بعض الرموز أو النجوم إليها كتعبير عن تفوّقها أو تمايزها، وهذا هو الجوهر «السخيف» للبحث عن أصل العندليب، فلا يهم أن يكون صاحب الصوت العذب مصرياً أو لبنانياً أو سعودياً، لأن الفن يتخطى الهويات غالباً.

سبق أن تحدثنا عن «شغف» بعض الجماعات في الشرق الأوسط عن أصل السيدة فيروز، فبدا من أبحاثها كأن لها مئة أصل وأصل، إذ تختلف وتتضارب الأراء حول المكان الذي وصل منه وديع حداد والد فيروز، هو أحد السريان الذين هاجروا من مدينة ماردين إلى لبنان.

كذلك، تقول معلومات أخرى إنه جاء في عام 1924 من الناصرة في فلسطين إلى بيروت، فيما تعيده إحدى الروايات إلى مدينة حلب السورية، أو إلى المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، قبل أن تعرج به رواية ثالثة إلى بلاد حوران السورية. وهنا تتدخّل رواية رابعة مؤكدة أنه أرمني هرب من المجازر التي أنزلها الأتراك بالأرمن خلال الحرب العالمية الأولى... واللبنانيون أكثر من المصريين يفتشون عن جذور المشاهير في العالم، بدءاً بحديثهم عن شاكيرا وسلمى حايك، وصولاً الى رجوعهم إلى الحضارة الفينيقية.

الحديث عن الأصول فيه ضرب من الأساطير. يوضح الناقد رولان بارت أن عالمنا الراهن يصنع أساطيره أيضاً، ويبدو أن الإنسان بحاجة دوماً إلى أساطير تعينه في العيش، وتعد الأسطورة نمطاً دلالياً وشكلاً فنياً أو كما عبر: «إنها نسق من التواصل، إنها رسالة». وفي هذا الإطار، نتأمل كيف تُحاك الأساطير حول عبد الحليم حافظ (وغيره)، الذي حدثت بلبلة كبيرة سابقاً حول ضريحه، فنقلت «خبريات» فاقت التوقعات عن جثمانه، كأننا نقرأ في رواية خيالية أو رواية خيال علمي عن جثمان غير قابل للتحلّل، ويوم رحيله قيل الكثير عن تصرفات معجبيه وبعضهم انتحر، ويُقال الكثير حول نشوئه وعائلته الفقيرة ورميه بالطماطم في بداية مشواره الفني، وعلاقته بالناصرية والرئيس عبد الناصر.

البداية

التحقيق في أصل العندليب الأسمر الذي نشرته مجلة «روز اليوسف» المصرية (مؤسسة هذه المجلة فاطمة اليوسف من أصل لبناني) بدأ في حوار طويل مع الشاعر السعودي سعود شربتلي، نشرته مجلة خليجية أخيراً، حكى فيه ذكرياته مع نجوم الغناء والموسيقى في العالم العربي، ومن بينهم عبد الحليم الذي التقاه للمرة الأولى في صيف عام 1964.

بعد عامين، تكرر اللقاء بين شربتلي وعبد الحليم في لندن. آنذاك اعترف الأخير بأنه «يعشق الغناء السعودي والإيقاعات السعودية، ويميل ذوقه إلى طلال مداح أكثر من محمد عبده، لأن مداح يغني من قلبه وبإحساس أكبر». عائلة العندليب تُقر بأن أصلها سعودي والمتحدث الرسمي باسمها محمد شبانة أقر بهذا مبتسماً، وقال: «فعلاً... ده صحيح... عائلة شبانة أصلها سعودي. وإن شئت الدقة من منطقة نجد والحجاز قبل تأسيس المملكة السعودية».

الجريدة الكويتية في

12/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)