حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لاميتا فرنجية:

فيلمي مش قليل الأدب

كتب مى الوزير

قادمة من لبنان إلي مصر وهدفها هو السينما والدور الجيد أيا كان حجمه، دخلت الفن من بوابة الجمال ولكنها مقتنعة أن الجمال وحده لا يكفي ويجب أن تصاحبه الموهبة «لاميتا فرنجية» أتت إلي مصر وتركت تقديم البرامج باحثة عن مكان لها في السينما المصرية وسعيدة بعملها مع نجوم الكوميديا المصريين

·         تعد هذه التجربة الثانية لك في مصر هل وجدت اختلافاً بينهما؟

ـــ في العملين خضت التجربة مع اثنين من نجوم الكوميديا الناجحين فرامز جلال الناس بتحبه وله جمهور كبير وحضور خاص يميزه عن باقي النجوم ويقدم أفلاماً تعتبر مودرن ومختلفة عن الكثيرين ومحمد رجب اسم كبير وأدواره كلها متميزة ولكن العامل المشترك بين النجمين هو المنتج أحمد السبكي الذي سعدت بالتعاون معه كمنتج يحب عمله ويسعي لتقديم الجيد.

ولكن في «محترم إلا ربع» التجربة مختلفة لأن مساحة دوري أكبر رغم أن التريلر الخاص بالفيلم لم يظهر هذا لأنني لم أظهر فيه كثيراً وهذا طبعاً ضايقني لأن كل من شاهد التريلر تنبأ بأن حجم دوري سيكون صغيراً وهذا غير صحيح تماماً لأن مساحة الدور كبيرة وقد أخبرت السبكي بانزعاجي وقال لي إن موسم عرض الفيلم قد اقترب وإن الناس ستشاهد بنفسها. وإنهم تعمدوا التركيز علي الطفلة «ليلي زاهر» وبشكل عام أنا سعيدة ببدايتي في مصر لأني شعرت أن الناس أحبتني ولأني تقدمت في مصر بشكل مختلف لأني كنت أقدم أعمالاً بدوية وكنت أبحث في التنوع وتقديم نوع جديد من الدراما وأعتقد أنني بدأت أجد ضالتي

·         هل عملك مع السبكي من قبل هو السبب في ترشيحك مرة ثانية؟

ـــ فعلاً فنحن تعاملنا مع بعض من قبل وعلاقتنا جيدة علي المستوي الإنساني فأخبرني أنه يريدني معه في الفيلم الجديد وتقابلنا مع محمد رجب وأحببت أن أتعاون معه ثم قرأت السيناريو فوجدت الدور كبيراً كمساحة تمثيل وتفاصيل كثيرة تعلقت بها في فتاة بسيطة ولذيذة وتتميز بنفسية متزنة.. ومحبة للحياة رغم أنها تواجه مشاكل في حياتها بسبب أهلها وعلاقتها بهم ولا تستطيع تحديد هدفها بسبب مشاكلها مع أهلها

·         هل كنت المرشحة الأولي للدور؟ وهل يزعجك اعتذار أكثر من فنانة قبلك عن دور قدمته؟

 ـــ أنا لا أصدق أي كلام أسمعه لذلك إذا لم يخبرني المنتج أو المخرج بأنه قد رشح أحداً قبلي للدور فأنا لا أصدق هذا ولا أجعله يؤثر علي وأنا المنتج أخبرني أنني الاختيار الأول في الدور لذلك لن أنتبه لغير ذلك وحتي إذا حدث وتم ترشيح غيري فالمهم هو أدائي للدور وانطباع المشاهدين وهل نجحت فيه أم لا فهذا وارد أن يتم الاعتذار من قبل النجمات لأسباب مختلفة ولكن هذا لا يقلل من قيمة الدور نفسه ولا في قيمة الفنانة التي قبلت به

·         بعد مشاهدة التريلر تكون لدي البعض انطباع أن الفيلم يحتوي علي مشاهد وإيفيهات إباحية. ما تعليقك؟

ــــ أنا بشكل عام لم يعجبني التريلر وأري أنه ظلم الفيلم لعدم تركيزه علي النجوم من ناحية ومن ناحية أخري عرض بعض المشاهد التي لن يفهمها المشاهد إلا بعد مشاهدة الفيلم كاملاً وقد تعطي انطباعاً خاطئاً لدي البعض خاصة مشاهدي أنا في فتاة رقيقة وخجولة وهناك مشهد في التريلر أظهر عكس هذا تماماً، لذلك أري أن التريلر ظلم الفيلم فالفيلم لا يحتوي علي أي إيفيهات أو مشاهد خارجة وبعد عرضه سيتأكد الجميع من هذا

·         هل اختلفت خططك بعد المجيء إلي مصر؟

ـــ بالتأكيد بعد استقراري في مصر تختلف خططي فأنا كنت أعمل كمذيعة علي الـ «LBC» وأقدم برنامجاً يتناول السياحة في لبنان وأهم المعالم السياحية والتعرف عليها عن قرب، كما أقمت فترة في الإمارات وقدمت مسلسلات في دبي فقمت ببطولة مسلسل «الجمر» هذا غير بعض الأعمال البدوية، لذلك أتوقع أن الفترة المقبلة في مصر ستتغير فيها حياتي بشكل كبير وحتي نوعية الأعمال التي أقدمها ستتأثر بهذا

·         بالحديث عن نوعية أعمالك شاهدناك حتي الآن في أفلام كوميدية فقط ألا تسعين للتغيير؟ وماذا عن الدراما؟

ــــ بالتأكيد أسعي للتغير ولكن وسط ما يعرض علي أنا أختار الأفضل وأيا كانت نوعية العمل ويجب أن أكون في المكان الصحيح، وأنا عرض علي الآن مجموعة أعمال لكن مازلت خائفة ومنتظرة ردود الأفعال حول الفيلم.

أما بالنسبة للدراما فأنا في انتظار الدور الجيد لأنه مغامرة كبيرة إن لم يكن بالمكان الصحيح ولكن السينما هي الأقرب إلي قلبي ومن أجلها أتيت إلي مصر

·         ماذا عن دورك في فيلم «365 يوم سعادة»؟

ـــ أقدم دور فتاة لبنانية في الفيلم وغير مسموح لنا بالتحدث عن أي تفاصيل للفيلم ولكن بعيدا عن هذا فالفيلم كله تجربة رائعة بالنسبة لي فأنا سعيدة بعملي مع «أحمد عز» فنحن تقابلنا من قبل في إعلان ولكن الفيلم شيء مختلف فهو شخص محترم جداً ويركز في عمله وأنا متفائلة جداً بالعمل معه

·         هل دخولك من باب مسابقات الجمال ساعدك في عملك؟

ـــ أكيد الملامح تساعد الفنان لأنها مهنة تعتمد علي الشكل والصورة العامة بشكل كبير ولكن ليس للأبد والموهبة هي الأهم وهي مايجب أن نهتم به لأن الجمهور يمل بسرعة وواع بدرجة كافية فهو يريد فناناً حقيقياً وليس مجرد وجه جميل كما أن هناك العديد من الوجوه الجميلة ولست أنا وحدي لذلك لا أعتمد علي شكلي الخارجي فقط.

صباح الخير المصرية في

09/11/2010

 

هكذا بدأ الحب القاتل بين ماريلينن ويوب كنيدى

كتب عبد النور خليل 

مع أول خطوة على ظهر الباخرة العملاقة شعرت ماريلين بشعور يكتنفها لقد أحست بجسدها خفيفا وبروحها شفافة. عجبا لقد زايلها شعور الاكتئاب الذى سيطر عليها طوال الأسابيع الماضية، إن هواء البحر المنعش كان له فعل السحر عليها، فمع أول لفحاته شعرت ماريلين وكأن روحها تعود إليها بعد أن كانت تحس أنها تاهت منها.. إنها الآن سعيدة ترى الحياة أمامها مشرقة جميلة. إنها تفتح ذراعيها لتستقبل نسمات البحر العليلة وتستنشقها، بل هى تستقبل الحياة بين ذراعيها وابتسمت وتعجبت من أمر نفسها. لماذا تركت نفسها فى فراشها أياما سوداء عانت خلالها من اليأس لماذا والدنيا حلوة مقبلة ونظرت ماريلين إلى هانز وأحست أنها تحبه. فإليه بلا شك يرجع فضل شفاء نفسها، بل شفاء قلبها أيضا. فقد أحست فى تلك اللحظة أنها قوية بل قوية جدا.. أقوى حتى من حبها لبوب.. وتحسست مكان قلبها.. يبدو أن جراحها اندملت فلا ألم ولا بوب. وقررت ماريلين أن تمرح فى تلك الرحلة ما شاء لها المرح.. ستنطلق وتلهو وتلعب ستعود مراهقة صغيرة، بل طفلة غريرة لا هم لها إلا المتعة والاستمتاع.

وبدت ماريلين فى مرحها على ظهر «التأكوين» كطفلة متفتحة سعيدة كأسعد ما تكون.. حتى لو كان عليها أن تفترق عن سر سعادتها أى هانز بعد أربعة أيام فالزمن لا يهم، ولكن المهم هو اللحظة الحالية.. والأيام القليلة التالية.

وتعجبت ماريلين من أمر نفسها كيف تمكن هذا الدنماركى الرائع من أن يجعلها تقص عليه من خفايا طفولتها التعسة ما لم تقصه على أحد من قبل.. إنه بلاشك يمتلك قدرات خاصة،.. وابتسمت ماريلين هو بالفعل يمتلك قدرات خاصة.. لقد حدثت ماريلين الرجل ذا القدرات الخاصة عن طفولة «نورما جين » الطفلة التى انتزعوا منها أمها ليودعوها مصحة عقلية.. كما قصت عليه أيضا الكثير مما لاقته فى الملجأ الذى نشأت فيه ولم تنس أن تحكى له عن «العمة جريس » تلك القريبة التى استقبلتها على باب الملجأ يوم خروجها منه، كذلك روت له عن فترة زواجها من «جيم دوجرتى » كان غيورا عنيفا يزداد عنفه.. حين تصرخ فى وجه لاعنة المطبخ وأعمال المنزل.

إنه ماض درامى مأساوى.. كاد استرجاعه أن يعيد إلى ماريلين ما كانت تعانى منه من شعور بالاكتئاب ولكن كان هناك هانز وذكاؤه.. استوعب احتواءها فبعد أن انتهت ماريلين من رواية قصة ماضيها المؤلم لهانز رأته يحتويها بين ذراعيه ويضمها إليه بقوة، وكأنه يريد أن يخلصها من الآلام وأحزان العالم داخل صدره الحنون.. وطلب منها هانز، بل ورجاها أن تنسى تماما كل ما يمكن أن يعكر صفو لياليهما القليلة معا ووعدها بأسعد أربعة أيام فى حياتها

* على باب الفندق انتظرتها مظاهرة..

ظنت ماريلين أنها فى تلك الرحلة ستكون بمنأى عن المتطفلين وأعينهم، ولكن هيهات فلا مفر من الشهرة ومتاعب الشهرة.. إن بوادر ذلك بدأت تظهر لقد عرفها بعض المسافرين بالرغم من نظارتها السوداء وقبعتها العريضة.

ورست الباخرة الأنيقة على الشاطئ وغادرها المسافرون وأخذ الجميع طريق الفندق الشهير فى تلك الجزيرة الرائعة.. وفوجئت ماريلين بما لم تتوقعه.. إنها مظاهرة.. مظاهرة على باب الفندق تنتظرها لقد سبقها إلى الفندق خبر وصولها فخرج النزلاء وتجمع سكان الجزيرة أمام المدخل هاتفين ملوحين منادين باسم فاتنة هوليوود.. عكس ما تخيلت ماريلين فقد وجدت نفسها سعيدة، بل سعيدة جدا بهذا الاستقبال.. إنها فرحة وارتفع هتاف جماعى باسمها طالبا منها بإلحاح أن تمتع الجميع بسهرة غنائية فى الفندق وكانت ماريلين فى شدة نشوتها كانت سعيدة فرحة بحب هانز.. فرحة بانتمائها له.. وأن يكون رجلها ورأت أن سعادتها أكبر من أن يقتسماها وحدهما فوافقت كما وافق صاحبها على أن تقدم فى الليل لنزلاء الفندق.. وصلة غنائية ممتعة.

وصعد الاثنان إلى حجرتهما وضحكاتهما تسبقهما بينما نظرت ماريلين إلى هانز وصوتهما يطفحان بالبشر

وفى المساء جلست ماريلين تستعد لحفلها الغنائى وضحكت قائلة لهانز:

- إنها المرة الأولى التى سأغنى فيها دون مساعدة من الماكيير أو الكوافير.

سيدتى أنا تحت أمرك.

وجلجلت ضحكة ماريلين.. وهانز يتولى أعمال الماكيير بينما صوته الباسم يرن فى أذنيها. قليل من أحمر الخدود على الذقن لمسة من اللون البنى على الشفة السفلى أما هذا الحاجب فيجب إطالته قليلا.

وغنت ماريلين كما لم تغن من قبل.. لقد أبدعت على حد قول الحاضرين.. والتف حولها نزلاء الفندق، وكادت تختنق تحت ضغط الملتفين حولها.. وتقدم هانز.. هانز رجلها وحملها بين ذراعيه وشق بها الجموع وخرج ليصعد بها إلى حجرتهما فى الفندق. بينما هتافات الجمهور وتصفيقهم تلاحق الثنائى السعيد.

السعادة دائما قصيرة العمر. وبسرعة البرق انتهت أيام سعادتها مع هانز وجاء اليوم الموعود وغادر الحبيبان الفندق. وصعدت ماريلين برفقة هانز على ظهر العبارة «التأكوين» وتحركت العبارة وانتهت الرحلة. وبنهايتها انتهت أسعد أيام ماريلين مع هانز، وكذلك انتهت مغامرتها الثانية مع الصحفى الدنماركى

* عودة للشقاء والحب المر..

قل لى شيئا جميلا.. من نوع كلمة أحبك.

منذ استيقظت ماريلين صبيحة يوم وصولها من رحلتها مع هانز وهى لا تكف عن الاستماع لتلك الأغنية قد يكون السبب لكونها تود سماع تلك العبارة «شىء جميل من نوع كلمة أحبك » من الرجل الذى لم يتصل بعد.. نعم فبوبى وصورته عادا كأقوى ما يكونا فى ذاكرة وقلب ماريلين.

إن رحلتها مع هانز لم تنسها «بوب » أو لم تلغ بوب من نفسها، بل أخفته لأيام داخل أغوار نفسها ليعود ويعود فيها قويا.. بل أقوى مما كان بمجرد أن وضعت قدمها الأولى فى منزلها نعم ذلك المنزل الذى شهد لياليها الحلوة مع الحبيب الغائب.

وفجأة خطر لماريلين خاطر أراحها وأضفى على روحها شيئا من السكينة إنها أمضت أياما وأسابيع فى انتظار محادثة تليفونية من حبيبها. ولكن ألا يكون هو أيضا فى مثل شوقها ولهفتها يتلهف على لقائها ويشتاق للقياها.. غير أن من فى مثل اعتزازه ومركزه تمنعه كرامته من أن يكون هو البادئ فى الوصل بلاشك يتحرق لسماع صوتها، ولكنه ينتظر أن تتصل به هى بعد فترة القطيعة هذه.

وارتاحت ماريلين لهذا التحليل وتناست تعليماته بأن يكون الاتصال دائما من جانبه هو. وقررت ماريلين أن تقدم على الصعب.. لماذا الصعب وهى واثقة أنه يتحرق شوقا للقياها وبقلب تكاد تسمع دقاته.. وبيد مرتعشة أمسكت ماريلين بالسماعة.. وأدارت قرص التليفون إنها النمرة الحبيبة. نمرة المدعى العام الأمريكى ومن بعيد أتاها صوته..

صوته الذى تعرفه بقلبها قبل أذنيها. يا إلهى لقد كانت مصيبة فى حدسها إنه يبدو ملهوفا.. وامتلأت أسماعها بعبارات الترحيب والود. وأنَّبت ماريلين نفسها لماذا حرمت نفسها طويلا من كل هذا الفيض من السعادة التى تتدفق إليها من السماعة. بينما الحبيب بوب كان ينتظرها.. ينتظر أن تتصل به هى.. إنه ملهوف وصوته يكاد يصرخ بذلك.. وتاهت ماريلين فى دنيا الأحلام.

وانقلبت الدنيا على رأسها فجأة وعلى غير انتظار فى لحظة غير متوقعة.. أخبرها بوبى أنه مضطر لإنهاء المكالمة.. وانتهت المكالمة بل بترت بل أجهضت.. إن بوبى الحبيب لم يحدد موعدا للقاء.. يا إلهى.. إن الدنيا تدور من تحتها.

وضعت ماريلين السماعة وشعرت بكل أثقال العالم تنتقل على كتفيها وتكتم أنفاسها وبكل ما أوتيت من قوة.. أخذت الحبيبة المصدومة تصرخ.. وتصرخ بقوة لتشق صرخاتها أرجاء المنزل.

وهرعت بات إليها.. إنها فى حالة أقرب للهياج منها إلى الثورة، المسكينة تتقلب فى فراشها وفى كل اتجاه بينما فمها يصدر أصواتا غريبة متباينة هى خليط من الأنات والصرخات والضحكات.

وتصرفت بات على عجل و أتى الإخصائى مسرعا واستسلمت ماريلين الباكية لأيديهم وهم يحقنونها بالمخدر القوى.

أخذ المخدر يسرى فى عروقها بطيئا.. حاملا الهدوء إلى أعصابها وانحنت بات تلملم الأشياء التى ألقت بها ماريلين أثناء ثورتها فى أرجاء الحجرة ومن بين تلك الأشياء «باروكة » ماريلين السوداء وكانت الطامة الكبرى. فمبجرد أن وقعت عينا الشقراء على تلك الباروكة حتى عاودتها ثورتها الأولى ثم انخرطت فى بكاء مر.. تبدو دمعاته وكأنها خارجة مباشرة من طيات القلب وليس العين.. لقد فجر آلامها منظر الباروكة.. إنها الباروكة التى أعدتها للتخفى بها حين تذهب لملاقاة بوب. ولكن بوب لم يحدد لها موعدا لا فى الداخل ولا فى الخارج وعلى هذا فالباروكة تجسم لها خيبة أملها فى حبيبها وحبها معا.

وأبعدت بات الباروكة وأخذت أنات ماريلين تخفت شيئا فشيئا. حتى راحت فى سبات عميق.

أمضت ماريلين طيلة صباحها وليلها نائمة بفعل المخدر القوى. وفى صبيحة اليوم التالى.

استيقظت وكأنها تفيق من حلم عميق.. كان جو اليوم يوحى بنهار جميل ورن جرس التليفون.

إنه بالفعل نهار جميل لابد أنه بوبى يسأل عنها أبدا إنه «جو ديماجيو » فهو يدعوها لتناول العشاء معه وقبلت دعوته.. فهى بالفعل فى حاجة لحنانه، ولكن أين هى وموعد العشاء.. إن النهار طويل وبطىء ممل.. ورأت ماريلين أن تقطع ملل يومها بجولة فى السوق.

جولة تتحرر فيها من نجوميتها وشهرتها.

وضعت ماريلين نظارتها السوداء على عينيها تلك النظارة التى تستعملها دائما فى حالات التخفى وخرجت لم يكن هناك شىء بعينه تريد ابتياعه، ولكن كانت هناك رغبة قوية تعتريها وتحثها على الشراء. شراء أى شىء، فعملية الشراء هذه تشبه عندها عملية التنفيس..إنها تريد أن تنفس عن كثير مما ترزح به نفسها.. واشترت أى شىء.. فراء من المنك.. فازة أنيقة.. عظمة صناعية لكلبها. وحقيبة يد من جلد التمساح لبات.

وعادت ماريلين إلى البيت. إنه دكتور جرينسون فى انتظارها إنه الإخصائى النفسى الذى تنتظم فى العلاج تحت إشرافه.. إن لماريلين رأيا خاصا فى جرينسون وعلاج جرينسون إنه لا يمتلك أكثر من مقدرة خاصة على إقناع من يلجأون له بأنهم ليسوا بمرضى.. ولا دخل لعلم النفس فى ذلك.

وطالت جلسة العلاج هذه المرة.. وانتهت الجلسة كالعادة بزجاجتين من الشامبانيا وساعة من الحب.

تساءلت ماريلين وهى تكتب الشيك للطبيب يا ترى هل اعتاد جرينسون أن تعقب كل جلساته مع مريضاته جلسة خاصة من الحب.. ؟ ولكن ماريلين لم تشغل نفسها كثيرا فى الوصول إلى إجابة عن تساؤلها. إن ماريلين لم تشعر فى حياتها بحنق على أحد مثل شعورها بالحنق على جرينسون فى تلك اللحظة. إنه يختلف عن كل الرجال الذين عبروا حياتها فهو الوحيد الذى يأخذ مقابل حبها ألا يكفيه أنها ماريلين مونرو.

وخرجت ماريلين من حجرة نومها.. تلك التى كان يشاركها فى الفراش جرينسون منذ لحظات.. وكان الطبيب المعالج قد سبقها إلى مدخل المنزل. ودون أن ترفع عينيها إلى وجهه تقدمت منه وألقت إليه بالشيك.. مقابل أتعابه.. وأحست أنها تلقى إليه بكل احتقارها واشمئزازها.. وقالت له وهى متشاغلة عنه بمداعبة كلبها :

دكتور «جرينسون» أرجو أن تؤجل زياراتك حتى أعاود أنا الاتصال بك. إذ أننى أشعر بتحسن ولا حاجة إلى جلساتك على الأقل فى الوقت الحاضر وعبثا حاول دكتور جرينسون أن يقنعها بأنها فى أمس الحاجة لعلاجه، ولكنها كانت قد نادت بات راجية منها أن ترافقه حتى باب الخروج. إلى لقاء أرجو ألا يكون قريبا.. بذلك همست ماريلين لنفسها مودعة طبيبها. ثم تنهدت تنهيدة عميقة تنم عن الارتياح وهى تسمع سكرتيرتها الذكية تصفق الباب بشدة خلف رجل علم النفس.

السقوط فى الخداع

أخبرينى بسرعة.. أين ذلك الحفل الذى استدعيتنى على عجل لأرافقك إليه.. تساءل جو ديماجيو بمجرد دخوله حجرة نوم ماريلين التى كانت ترتدى ملابسها استعدادا للذهاب إلى ذلك الحفل. والذى استعدت له من أجل جو.

عزيزى جو.. إنه ليس حفلا بالمعنى المفهوم، ولكنها جلسة تحضير أرواح يعقدها العالم الروحانى «كينى كينتون». وينظمها خصيصا من أجلى.. ثم استطردت ماريلين تخبر جو. أن العالم الكبير قد طلب منها أن تقتصر فى ملابسها على اللون الأبيض.. فهو يريدها بيضاء من قمة رأسها إلى أخمص قدميها. بينما سيقوم جميع رجاله بلبس الحلل السوداء أما الحفل أو الجلسة فستعقد فى القاعة الذهبية من قصره الضخم.

وقبل أن تسترسل ماريلين فى سرد بقية حديثها عن هذا العالم الروحى صاح فيها جو مقاطعا مشوحا بيده فى وجهها :

إذن.. فها هو أفاق آخر ممن يلتفون حولك. يا إلهى لو يمكنونى منه لخنقته بيدى كيف تريدين أن أصحبك بنفسى لمن يستغل طيبتك وسذاجتك لابتزاز أموالك وحشو رأسك بالأكاذيب والخداع.

وخرج جو غاضبا. ولم تحاول ماريلين استرجاعه فهى تعلم طباعه جيدا.. وواصلت هى ارتداء ملابسها البيضاء. إنها ستصطحب معها بات بدلا من جو على الأقل ستتمكن فى وجود سكرتيرتها من سؤال الأرواح عن بوب ومصير علاقتها به.. وهو سؤال كان من المتعذر إن لم يكن من المستحيل توجيهه فى وجود جو.. فلاشك أن ذلك كان سيثير غيرته ويكشف سرية العلاقة التى تود هى أن تظل متخفية حتى تدوم.

لم تسعد ماريلين من جلسة ذلك اليوم فهى لم تكن كسابقاتها. إنها لم تكشف لها عن الشىء الأساسى الذى ذهبت من أجله يبدو أنه حتى الأرواح تناصبها العداء. هكذا فكرت ماريلين أثناء عودتها خائبة الرجاء من قصر كينى كينتون.. إن خيال بوب الذى لم تأتيها الأرواح بأى خبر عن مستقبل علاقتها به لا يفارق مخيلتها.

وضغطت ماريلين على بدال السرعة فى السيارة ونظرت إلى بات قائلة :

إلى الشامبانيا.. فقد تحملنى هذه الغالية إلى العالم الذى عجزت الأرواح أن تحملنى إليه

* حصار الصحافة

استيقظت ماريلين فى صبيحة اليوم التالى وشعور بالإحباط يملأ نفسها ويجثم على صدرها.. وبدت يدها تتناول جرائد الصباح لتتصفحها وتوقفت أمام مقال مأخوذ عن مجلة سوفيتية «إذا تحدثنا عن الحياة الأمريكية فهناك ثلاثة أشياء لابد أن تطرق ذهننا وهى اللبان.. الكوكاكولا وماريلين مونرو».

إنهم يضعوننى جنبا إلى جنب مع أتفه المنتجات الوطنية.

وألقت ماريلين بالصحيفة لتقرأ فى أخرى عن خبر يشير إلى احتمال انفصالها عن شركة فوكس ومطت شفتيها وتناولت مجلة فنية وقع بصرها على خبر يؤكد كاتبه أن هناك مشروع فيلم موسيقى يشارك جين كيلى وماريلين مونرو بطولته.. وابتسمت ماريلين لابد أن جين كيلى وراء هذا الخبر الذى لم تسمع عنه من قبل.. إن جين يتمسح فى نجومية ماريلين من أجل خبر كاذب.. وأن صورتها فى تلك الصحيفة تعجبها ترى ماذا كتبت هذه الصحيفة عنها؟ إنها تؤكد أن ماريلين تعاقدت على تقديم فاصل استعراضى فى أحد أندية لاس فيجاس وهزت ماريلين رأسها.. هؤلاء الصحفيون.. إنهم يؤكدون ما هو مجرد مشروع أو احتمال مشروع مستقبل.. إن صحف اليوم تبدو مملة.. كما أن صورها فيها ليست فى المستوى الذى ترضاه.. وألقت بالجريدة من يدها.. وتقلبت على الجانب الآخر وظهرها للصحف.. فليس بها رغبة فى معاودة القراءة ووقع بصرها على جريدة ملقاة أسفل سريرها على الأرض لابد أنها وقعت من يد بات ودارت الأرض بماريلين. وتسمرت عيناها على تلك الجريدة يا إلهى ما هذا.. إنه خبر كبير يتصدر الجريدة فى إطار خاص إنه يخصها، ولكن لا يخصها وحدها بل يخص بوب أيضا، فالخبر يتحدث عن الشائعة السارية التى تجتاح سائر الولايات المتحدة، وتؤكد وجود علاقة غرامية بين شقراء السينما والمدعى العام الأمريكى.. وتخشبت يد ماريلين على الجريدة وصعدت الدموع إلى عينيها.

كورت ماريلين الصحيفة بين يديها وألقت بها بعيدا .. بعيدا على طول ذراعها وصعدت الدموع إلى عينيها من هؤلاء الصحفيين القساة الذين لا يريدون أن يتركوها وشأنها ما لهم ومال بوب.. ما لهم ومال قصتها معه مالهم ومال قلبها.. ألا يعرف كاتب هذا الخبر أنه بما اقترفت يداه قد حكم عليها بالإعدام.. نعم الإعدام.. فمثل هذا الخبر لو انتشر من المحتمل بل من المؤكد أن يجعل بوب يبتعد عنها، بل يزداد بعدا عنها.. فهو بعيد بالفعل حتى هذه القطرات من لقائه الحلو يستكثرونها عليها لاشك أن بوب بعد قراءته هذا الخبر سيقطاعها قطيعة نهائية خوفا على مركزه من جهة. واسم عائلته من جهة أخرى ثم حياته الأسرية من جهة ثالثة لاشك أن الذى كتب ذلك الخبر صحفى فاشل، وإلا أين كان هو حين كانت نزوة صغيرة جعلت بوب يبتعد عنها. يأتى ليثير الأمر.. هذا الصحفى القاسى.. هل يريد أن يزيد بوب فى تباعده.. أى وحشية أى وحشية وظلت ماريلين تردد أى وحشية عدة مرات ثم صاحت بأعلى صوتها تلعن هذا الصحفى، بل كل الصحفيين بل كل صحافة العالم.

ثم نادت على بات.. إنها فى حاجة لزجاجة من الشامبانيا :

مس ماريلين إنك تغمضين عينيك على الشامبانيا لتفتحيهما عليها.. هذا كثير.. كثير.. إنه مضر لصحتك ولحياتك بصفة عامة.

ولم تجب ماريلين.. فقط أشارت إلى الصحيفة التى تتحدث عن علاقتها ببوب وانخرطت فى بكاء مر يتردد من بين حشرجات صوتها الذى يخرج متقطعا متحشرجا مناديا بالشامبانيا.

كان بوب قد استطاع أن ينظم طريقة سرية يلاقيها فيها فى منزل زوج أخته الممثل بيتر لوفورد.. وقد استمرت تلك اللقاءات منتظمة لفترة ثم تباعدت الفترات التى تفصل بينهما حتى كادت تتلاشى.. فهو بلا شك صار يخشى على مركزه بعد أن بدأت الألسن تلوك سيرتهما ولكن ما الحل؟. إن ماريلين تكاد تجن فلا الحبيب يتصل ولا هى مسموح لها الاتصال به.. على الأقل حتى لا تنتهى المكالمة بنهاية فاترة كما حدث من قبل وفجأة بدأ الأمل يشق نفسها وقلبها لقد واتتها فكرة رائعة.. إنها ستذهب اليوم إلى بيت لوفورد.. دون دعوة.. نعم فبيته مفتوح دائما لأصدقائه مساء.. ويكاد لا يمر يوم دون حفل عشاء أو سهرة صاخبة.. لعل الحظ يحالفها اليوم.. وتصادف الرجل الذى علمها مرارة الانتظار.

ذهبت ماريلين.. وانقضت الليلة.. ولم يأت بوب

لم تيأس النجمة المحبة.. وكررت المحاولة فى الليلتين التاليتين ولكن لا أثر لبوب.. بل الأكثر من ذلك لقد لاحظت واسترعى انتباهها أن لوفورد يتفادى الحديث عنه.. بل يتجنب ذلك. ويغير كل موضوع يخص بوب وجهة أخرى وبطريقة لبقة. لاشك أن هناك تعليمات مشددة صدرت له بهذا المعنى.

لم تيأس ماريلين وذهبت فى الليلة الرابعة وفى تلك الليلة لاحظت ذلك الرجل الفرنسى الذى يجلس بعيدا على البار فى منزل نسيب آل كيندى إن هذا الفرنسى لا يفارقها بعينيه.. بل إن نظراته تلتهمها وبادلته ماريلين نظرته النارية بنظرة أكثر التهابا.

وفى تلك اللحظة انفلتت حمالة ثوبها.. إنه الحظ يحالف ذلك الفرنسى، بل يحالفها هى.. فقد تقدم الرجل الأجنبى.. متظاهرا بأنه يصلح من شأن الحمالة. ولكن لمسات أصابعه النارية على ظهرها العارى أوحت لها بالكثير.

وفى صباح اليوم التالى حاولت نجمة هوليوود أن تسترجع شكل ذلك الفرنسى الذى أصلح لها ثوبها وأوصلها بسيارته وأيضا شاركها فراشها، ولكن صورته كانت قد انمحت تماما من مخيلتها ووقع بصر ماريلين على أرضية الحجرة.. وفوجئت بسبع زجاجات فارغة من الشامبانيا متجاورة ومتراصة أسفل السرير إنه بلاشك مفعول الخمر هو الذى محى صورة الفرنسى من خيالها عموما ارتاحت ماريلين لذلك فهى لا تحب تذكر المغامرات العابرة

* ورجل «المساج»

انتزعت فنانة شركة فوكس نفسها من فراشها وارتدت ملابسها وذهبت غير مقبلة إلى الاستوديو فهناك تصوير.. والجميع فى انتظارها.

وفى حجرتها هناك نظرت للملابس التى أتتها بها خياطة الاستوديو ومطت شفتيها ثم ارتدتها بصمت وأمام المرآة ندت منها صرخة:

ما هذا.. هذا عبث.. أرجوك أن تخبرى مسئول الإنتاج فى شركتك أن مس مونرو ترفض تماما ارتداء تلك الملابس.. التى لا تليق إلا بامرأة فى الستين وليس بشابة فى السادسة والثلاثين.

وعبثا حاولت مسئولة الملابس أن تخبرها أنها متطلبات الدور ورفضت ماريلين الإذعان ورفض مدير الاستوديو استبدال الملابس.

وغادرت نجمة فوكس الأولى الاستوديو غاضبة، ولكنها واثقة من أنهم سيخضعون لطلبها فى النهاية فهم ليسوا بالغباء الذى يجعلهم يخسرون دجاجتهم البلاتينية وبيضها البلاتينى.. ألقت ماريلين بنفسها فى سيارتها وتركت لدموعها الصامتة العنان.. وعلى حافة حمام السباحة فى منزلها طوحت ملابسها وألقت بنفسها فى الماء.. بينما صوتها يدوى عاليا :

شامبانيا.. شامبانيا سريعا.

كان لزجاجة الشامبانيا التى احتستها ماريلين وهى راقدة على ظهرها فى حمام السباحة أثره فى تخفيف الكثير من توتر ماريلين وصعدت ماريلين إلى حجرتها. ولزمت فراشها بعد أن عقدت العزم على ألا تفارق سريرها عدة أيام وفى فراشها الحريرى صعدت صورة جو إلى ذاكرتها وخمنت أنه سيتصل بها اليوم فقلبه المحب يستشعر بؤسها وارتاحت لهذه الفكرة.. فكرة اتصال جو بها.. إنها فعلا فى أمس الحاجة له ولحنانه وتفهمه وقدرت أن اتصاله سوف يكون مساء اليوم أو الغد على أكثر تقدير لا يهم متى يتصل المهم أنه موجود.. دائما هو فى انتظارها.. وواتتها فكرة أضفت على نفسها كثيرا من الطمأنينة.. لماذا لا تبيع منزلها هذا.. نعم هذا المنزل الجميل الجديد.. لماذا لا تبيعه وتعود للإقامة فى نيويورك حتى تكون بجوار جو.

دخل إخصائى المساج واستسلمت ليديه المدربتين إنه رالف أشهر إخصائى مدينة السينما الذى تستسلم لضرباته فاتنات هوليوود.

وانتهى رالف من عمله.. وطلبت منه ماريلين أن يشاركها طعام الغداء.. فهو دائما لديه حصيلة هائلة من الحكايات المسلية والتى لا تفرغ بالطبع عن عميلاته المشهورات نجمات عاصمة السينما.

وعلى المائدة الصغيرة التى جمعت بينهما فى شرفة حجرتها جلست ماريلين تسلى نفسها بالاستمتاع لأقاصيص رالف أن جسد أفا جاردنر ملىء بالبثور وجوان كراوفورد تصرخ بشرتها بأنها على أعتاب الشيخوخة أما كيم نوفاك فإن الدوالى الشديدة الزرقة تشوه نصاعة لونها هذا بالإضافة إلى أنها صاحبة أقبح ساقين فى عالم السينما..

وعن إليزابيث تايلور يؤكد رالف أنها تذكره بالبقرة الحلوب.. أما إذا تحدث عن لانا تيرنر فلا يستطيع أن يمنع نفسه من ذكر التجعيدات التى زحفت على وجهها والترهلات التى يعانى منها قوامها.

وضحكت ماريلين وهى تقاطع رالف:

إذا فأنا الوحيدة فى هوليوود.. التى تجدها خالية من التشوهات ورفع رالف كأس الشامبانيا الذى أمامه ليشربه دفعة واحدة ثم أجاب ماريلين مؤكدا لها أنها فعلا الوحيدة هنا التى تتمتع بجمال طبيعى.. ومثالى أما جلدها فله نعومة خاصة هذا غير أن تناسق جميع أعضاء جسمها يصنع منها دون منازع أكمل امرأة على وجه الأرض.

ولكن يارالف ألا ترى أثر الجراحتين اللتين أجريتهما ألست معى فى أنهما يشوهان جمال جسمى. إطلاقا يا مس مونرو.. إن مكانهما اندثر تماما لدرجة تجعل مكانهما يبدو أشبه بعلامتين من علامات الحسن يزيد من جمال هذا الجسد الرائع ولا ينتقصا من حسنه.

وضحكت ماريلين ملء شدقيها. على كلام أو نفاق الرجل الجالس أمامها. لقد أحسنت باستبقائه معها فحديثه المرح خفف من بعض ما يثقل على نفسها.

صباح الخير المصرية في

09/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)