حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

400 ألف معجب ومعجبة انتخبوه وحملوه على الأعناق:

تامر حسني خليفة مايكل جاكسون ونازع اللقب من موسيقار الأجيال!

القاهرة ـ من كمال القاضي

عندما زار النجم الهندي أميتاب باتشان القاهرة عام 1991 كانت الزيارة حدثا جللا ليس لأهمية الفنان الهندي الوسيم فحسب ولكن لما أحدثته الزيارة من هيستيريا وردود أفعال جماهيرية غير متوقعة، خاصة من جانب الفتيات فقد زادت الحفاوة عن حدودها الطبيعية وخرجت عن إطار المعقول لتصبح ضربا من الجنون والاختلال العقلي، إذ تعالت الصرخات وبدأت حالات من 'النشيج والإغماء' تنتاب بعض الفتيات العذريات من اللواتي خرجن إلى الشوارع واتجهن الى مطار القاهرة لاستقبال نجمهم المفضل طويل القامة أسمر اللون كحيل العينين واستمرت مسيرة الاستقبال الحافل من المطار وحتى وصول الضيف الكريم إلى مقر إقامته بفندق الماريوت، وفي اليوم التالي تضاعف عدد المستقبلين والمعجبين وزاد الصراخ والبكاء والعويل وتنوعت أشكال الاستجداء ما بين طلب صورة تذكارية ونظرة عين وإيماءة وإشارة وغيرها من صنوف رد التحية، وفي الحقيقة أن الرجل لم يبخل، لكن حدث ما تجاوز كل هذه الأشياء فأثناء زيارة شان للمتحف المصري وسط حراسة أمنية مشددة اخترق أحد الشباب الطوق الأمني وأمسك بكتف الفنان الكبير وطلب منه أن يقرأ ورقة مكتوبة باللغة العربية فلما التقط أحد رجال الأمن الورقة وسأل الشاب المعجب عن محتواها قال:

إنها طلب وظيفة في الهند مؤكدا أن أميتاب باتشان لو قرأها سيهتم ويبحث له عن فرصة عمل مناسبة عز وجودها في مصر، وهنا كانت الكوميديا وتجلت آيات السخرية في عيون رجل الأمن وكل المحيطين بالنجم والشاب الباحث عن وظيفة هندية على مقاسه، وبالمناسبة كان الشاب طويلا ـ عريضا، مائلا إلى البدانة!

تذكرت هذه الحادثة وأنا أشاهد بعين رأسي عبر شاشات التلفزيون بانوراما استقبال نجم الأغنية الشبابية تامر حسني بمطار القاهرة لحظة وصوله من أمريكا عقب فوزه بواحدة من الجوائز الموسيقية والغنائية الكبرى واعتباره امتدادا لمايكل جاكسون على حد قول من قدموه في الحفل المهيب بالولايات المتحدة، كان تامر لحظة وصوله أرض المطار وخروجه من البوابة الرئيسية محاطا بالآلاف من المعجبين والمعجبات الذين أخذوا يتصايحون ويهللون ويبكون حول سيارته السوداء الفارهة وهو لا يكاد يظهر من بينهم لشدة الزحام الغريب أن هذا العدد ليس هو كل جمهور تامر وإنما لا يعدو كونه عينة من 400 ألف مواطن ومواطنة حضروا الحفل الأخير وهتفوا، تامر تامر بنحبك يا تامر ـ بالروح بالدم نفديك يا تمور ـ بالطول بالعرض هنكمل المشوار، بكل هذا الحماس والتدفق خرجت الجماهير الغفيرة تحيي مطربها الكبير وتعبر عن ملامح زمن آخر رموزه من مطربي الأغنية الشبابية بإيقاعاتها الراقصة وموسيقاها الصاخبة بعد أن صار كل شيء مآله إلى الرقص وديدنه الصخب، إذ لا حاجة للثبات على المسرح بعد موت أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وعلي إسماعيل وكمال الطويل ومحمد الموجي وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي بات متساويا في اللقب مع 'تمورة' فهو أيضا مطرب الجيل بشهادة 400 ألف معجب بينهم 300 ألف معجبة أجمل من اللاتي كن يعشقن صوت عبدالوهاب وموسيقاه ولو أن هناك عدلا في القسمة لحصل تامر حسني على رتبة لواء ليكون متساوياً مع نظيره في كل شيء ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ويكفي حصول تامر على خلافة جاكسون المكانة التي لا يمكن أن يحظى بها عبدالوهاب. فبرغم أنه كان فتى الأربعينيات الأول ومحطم قلوب العذارى آنذاك إلا أن أحدا لم يختره من الولايات المتحدة الأمريكية ليتوج بمثل الجائزة الممنوحة لنجم الشباب ورمزهم ولم يشفع له نشيد وطني الأكبر ولا السلام الجمهوري ولا دقة ساعة العمل ولا كل أغانيه الوطنية، إذاً فلقب مطرب الأجيال أو موسيقار الأجيال أو سيادة اللواء الركن فكلها من حق 'تمورة' وحده يجب ألا ينازعه فيها أحد وليذهب الحاقدون والكارهون الى الجحيم وليكن ما يكون!

المشكلة الآن ليست في اقتسام الألقاب بين الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وطويل العمر تامر حسني فهناك مشكلة أخرى ومعركة تدور رحاها بين أنصار تامر وأنصار عمرو دياب على 'الفيس بوك' وصفحات الجرائد والمواقع الألكترونية وسيارات الميكروباص وأسواق الخضار والطماطم، وتلك معركة استمرت طويلا وتولدت عنها معارك صغيرة بين أفراد العائلات فكثيرا ما تجد أبا ينحاز لتامر، بينما الإبن يؤيد عمرو أو العكس وعادة ما يفتح الخلاف فلي وجهات النظر باب المشاكل والصراعات فينتهي سجال الطعن والدفاع الى شقاق يدوم طويلا ولا تنقشع غمته إلا بجلسات صلح يحضرها كبار العشائر وزعماء القبائل بعد أن تتحول الخلافات حول المطربين إلى قضية قومية، هكذا تتبدى المساخر وتتجلى الحقائق المرة وتتسع دائرة الهزل حين يطل علينا من الشاشة مطرب يغني عارياً وآخر يرتدي الخيش لزوم الدعاية الرخيصة لكلام منغم مضبوط على إيقاع واحد يشبه الأغاني ولا يماثلها، وهذه أيضا مطربة تتبارى في الإثارة لتكسب أرضية إضافية على الساحة الغنائية أو ساحة 'العرب كليب' الكل يدور في دوامات الغرق ولا يعبأ بالموت أو الانتحار، لم ينظر أحد هؤلاء إلى شادية الجبل فيروز، سبعون عاما من الشدو ولازالت صبية في العشرين يزداد صوتها شبابا كلما صدحت بالآهات وامتلأت رئتاها بالموسيقى ووجع الحب ونسيم الرومانسية وهواء البلاد البعيدة، فيروز صوت يسافر عبر القلوب الى القلوب ووشاح يرفرف على أكتافها جسدا يمتد من المحيط إلى الخليج فتمتد النغمات ويمتلئ الكون بالغناء فتبلغ عصافير الجناين رسائلها للمحبين، أرأيتم من يستحق الآن لقب الريادة؟

جيل محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفيروز أم جيل تامر حسني وعمرو دياب وأبو الليف؟!

القدس العربي في

09/11/2010

 

أحمد حلمي: بين رأس المال وأفكار شبيهة

عماد ابو يونس  

تبتسم وتضحك من كل قلبك لمشاهدة احد افلام احمد حلمي، وخصوصا فيلم 'ظرف طارق' وفيلم 'جعلوني مجرما' وفيلم 'زكي شان' وفيلم 'مطب صناعي'. يضحك الانسان لسبب ومن دون سبب، وأيضا يبكي الانسان لسبب أو من دون سبب، وكما أسلفت في مقالاتي السابقة عن عادل امام وكريم عبد العزيز وهاني رمزي وفيلم 'الريس' وعن تامر حسني وابو عوف فإنني هنا بصدد احد اهم اركان الخديعة الاخرى.

أحمد حلمي بصفته وشخصه هو احد اهم اركان الخديعة الاخرى ان كان مدركا او غير مدرك، ويا للعجب مما تجده في افلام حلمي، فهناك الكثير من المواضيع والنقاط، هناك إن أمعنت النظر لاصبت بخوف شديد يصيبك ببرد قارس فتتكسر عظامك فتصاب بالشلل أو تموت فزعا لشدة قسوة ما تراه، أما لماذا ستصاب وكيف؟ وما هي الاسباب؟ اليك بعضها:

1 ـ احمد حلمي في الاربعة افلام المذكورة يلتقي بفتاة احلامه وهي ابنة اغنياء تسكن في فيلا وتملك سيارة فارهة وباهظة الثمن، ويا للصدفة جميع الفتيات متشابهات من حيث جميع المواصفات تقريبا.

2 ـ البحث عن ارضاء ابنة الاغنياء باسلوب لطيف يجمع معه خفة الدم، ولكن، أليس هذا الطرح يشبه في سياقه اسلوب كريم عبد العزيز في الكثير من افلامه عندما يتبع اسلوب التذلل للوصول الى ابنة الاغنياء والزواج منها؟

3 ـ في فيلم 'ظرف طارق' يظهر حلمي وهو يعمل موظفا في شركة اتصالات ويدور صراع بينه وبين مدير العمل للوصول بحلمي ليكون موظف مبيعات ناجحا، أليس من الغريب التشابه بين الفيلم والكثير من الافلام الامريكية التي تبدأ بطرح موضوع الرأسمال واستنزاف الموظف او العامل؟

4 ـ ألا يعتبر هذا الفيلم تكريسا لفكرة استغلال العامل حتى أبعد الحدود؟

5 ـ وإذا لم يكن هذا صحيحا، فلماذا يعود حلمي في فيلم 'جعلوني مجرما' ليؤكد سيطرة رأس المال على حياة الانسان واستعباده، ألم يكن صاحب فكرة تصنيع منتوج ينافس منتوج الشركة وبهذا يمكن للشركة ان تأكل نفسها قبل ان يأكلها الغير؟

6 ـ الا يعتبر حلمي مدافعا وداعما للنظام الرأسمالي متناسيا ما يعانيه شعبه من فقر وبؤس وضياع؟

7 ـ الا يؤكد حلمي كل ما ذكر عندما يظهر في فيلم 'مطب صناعي' هكذا ومن لا شيء ليصبح مديرا لشركة. إنسان لا تربطه به سوى علاقة صداقة منذ فترة زمنية قصيرة؟

8 ـ حلمي وبلا منازع يعود مرة اخرى في فيلم 'زكي شان' ليثبت لنا ان الانسان في هذا الزمن يفقد قيمته الانسانية ان لم يملك القوة أو بالأحرى ان لم يتقرب من ابنة الاغنياء ويتودد لها كي يوقعها في حبائله؟

9 ـ لماذا يريد حلمي في جميع افلامه اقناعنا بأنه من السهل في مصر ان تتقرب من ابنة رجل مليونير؟ الا يعني ذلك ان الفوارق بين الطبقات في مصر ليس لها وجود وان الشعب المصري بأسره طبقة واحدة متساوية اقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا؟

10 ـ الا يعني كل ما ذكرته بان احمد حلمي يبيع الاحلام للشباب مقابل إعلانهم نوما أبديا لا احد يستيقظ منه؟

11 ـ أليس حلمي مثل من سبقوه داعما للنظام المصري وللأنظمة المستبدة في العالم العربي؟

12 ـ حلمي صاحب الكثير من عوامل العبث التي يقدمها باسلوب مضحك وقاتل، فاذا كنت شابا ماذا انت فاعل بعد ان اصبحت تعلم بما يدور؟ واذا كنت ابا فهل تعتقد ان حلمي ممثل كوميدي؟ ام انه رسول يبلغك بموتك القادم في القريب العاجل أنت وزوجتك واولادك جميعهم؟

يقول نابليون بونابرت (ليس هناك احد سواي مسؤول عن نكستي فقد كنت ألد عدوا لنفسي).

كاتب وباحث فلسطيني

القدس العربي في

09/11/2010

 

عرض فيلم ' تأريخ الرمال' للمخرج داني ماريكا:

الصحراء بنبضها ومخزونها وناسها وتاريخها وحاضرها بقالب فني آسر

لييج - بلجيكا ـ من احمد صالح سلوم

كيف يمكن ان نكتب تاريخ الكائنات التي عبرت على رمال الصحراء في القارة الافريقية بدءا من الانسان البدائي وتحولاته الى ما نصادفه اليوم من قبائل او تجمعات بشرية تتعايش مع الندرة القاتلة للماء وما هي حتى الحيوانات والحشرات والنباتات التي تكيفت مع هذا المناخ القاسي الشحيح.

كان هذا موضوع الفيلم الوثائقي 'تأريخ الرمال' الذي عرض في صالة المركز الثقافي العربي لبلدة لييج مساء يوم الاثنين 25/10/2010 وبعدته التقليدية التي تبدو غريبة في يومنا امام تسارع التكنولوجيات الرقمية، لتصل الى مستويات متقدمة من التطوير، نجد ان المخرج داني ماريكا يعبر من خلال تقنياته واجهزته المستخدمة عن فلسفة خاصة لعالم التوثيق والصورة والكاميرا والتقنيات المتوفرة، وهو يصرح بهذا في الندوة النقاشية التي تلت عرض الفيلم يستخدم المخرج ماريكا ثلاثة بلجيكتورات مع مناقل متنقلة تشبه سلاح الكلاشينكوف ذا المخزن المدور، وهو تماما كآلية الاطلاق التسليحية تمر خراطيش السلايتات - النيكتيف - بمخزن مدور يدور اتوماتيكيا امام البلجكتورات، لتنقلها الى الشاشة المنصوبة في المركز الثقافي العربي لبلدة لييج. وعملية اعداد الصوت تتم بشكل منفصل عنها ليوقت بدء بث الصور مع شريط الصوت، الذي تبثه ماكينة مختلفة ليجتمعا مونتاجيا امام ناظري المشاهد ليبهر الحاضرين بهذه الصور التي أخذت في اوقات اختيرت بعناية جدا، والدليل هي مساقط الاجسام المسنودة في الصور، فهي اما في الصباح الباكر جدا او المساء المتأخر واول الليل او الليل المضاء باشعة القمر، صوت ماريكا الاذاعي يرافق الصور بعناية مختارة، بدقة المزج بين حضور الصورة الطاغي بالموسيقى التصويرية وبصوت رخيم يقدم معلومات مكثفة في عباراته المختصرة ليختلط بها علم الحياة بعلم الاحياء مع الجغرافية السياسية والاستراتيجية، مع ما تضمنه باطن هذه الصحراء من ماء زلال ونفط وما نتج عنهما من تحولات عميقة في مكانة الصحراء والبشر والحروب، التي اشعلها النفط والصراعات الدولية على رمال الصحراء التي تبدو عدما، الا ان فيها ما يدير اقتصادات العالم لعشرات السنين القادمة، لهذا يأتي ذكر البنك الدولي وما نعرفه عن مشاكل السودان وباقي الدول الصحراوية، ولا ينسى المخرج ان يقدم لنا فن الانسان البدائي والحيوانات التي عاش معها وعليها، وايضا تعبيرات الصور واذا ما كانت تدل على توفر المياه للسباحة ام انها جرداء منذ البداية. في حديث مع محرر هذه السطور اعرب داني ماريكا عن عشقه لهذا العمل وبهذه الطريقة التقليدية، وانه لا يفضل اضافة المؤثرات على بانوراما الصور المتداعية لوحدها، ليكون مخلصا لها وليجعلها تقدم نفسها بنفسها، وهذا ما ابداه الحضور الذي ابدى ملاحظاته، انه كان يتمنى لو ان بعض الصور كانت تقدم بطريقة ابطأ، ورد المخرج ماريكا ان الزمن الاطول لصورة معروضة لا يزيد عن ست ثوان، في ما احصى محرر هذه السطور معدلا من ثلاث الى خمس صور في العشر الثواني محاولا المصور داني ان يستفيد من الاثارة التي يثيرها هذا التشويق بعرض المزيد من الصور في زمن مختار حسب رؤيته، رد المخرج ان الصور التي اعجبت البعض قد يرغب اخرون ان لا تكون هي بذاتها، بل صورا اخرى وهذا ما يجعل العمل غير متوازن، لذا فضل هذا الاختيار ليكون حلا وسطا.

لم تقنعه بعد تكنولوجيا الكاميرات الرقمية ولا القدر اللامتناهي من المؤثرات الفنية والتحويرية والادماجية والتحريرية للصور، فالمخرج داني يعتبر ان الصورة بالكاميرا التقليدية غير الرقمية هي افضل من حيث النوعية والقيمة الفنية، ولانها تكشف حتى عن طبيعة المخرج وشخصيته وربما يلجأ في مراحل قادمة الى التكنولوجيا الرقمية اذا وصلت جودتها الى مستويات فنية عالية وقريبة من التقليدية، هذا ما تحدث به الى الجمهور الحاضر في صالة المركز لمتابعة فيلمه والتعليق عليه، سألته احدى الحاضرات عن زيارته لواحات الصحراء المصرية فاعرب انه دائما يزورها لوحده بسيارته، الا انه اصبح هناك الزام ان يرافقه شرطي قد يكون احيانا لطيفا واحيانا من طبيعة خاصة، وفي السابق كان ملزما اذا نزل مع امرأة في الفندق ان يشهر عقد زواجه الا ان اليوم غير مطلوب في الواحات - هذا مع العلم ان نسبة كبيرة من البلجيك لا تتزوج رسميا بل يتعايش الرجل مع المرأة حتى تحسبهم ازواجا- الا انه في كل رحلاته لا يجد ان ثمة مشكلة فحتى ينجز فيلمه زار مصر وليبيا وتونس والجزائر واغلب الدول التي تتعايش فيها الصحراء الافريقية الكبرى وبعض هذه الدول زارها لحوالي ثلاث او اربع مرات من دون ان يواجه مشكلة تذكر بين القبائل والتجمعات البشرية التي زارها هذا اوحى لاحد الحضور بامكانية للاقتراح بان يوثق ماريكا فيلما يواجه تنميطات الاعلام الغربي الصهيوني لشخصية العربي والمسلم، بانه ارهابي وشخصيته منفرة وقبيحة وغير الاخلاقية، معربا ان زياراته التي لاقت الترحاب والاستقبال الطيب والانساني من العرب والمسلمين - باعتراف ماريكا - الذين يسكنون الصحراء اكبر دليل على خرافات الاعلام اليومي الذي يديره البيزنس الغربي والصهيوني في الغرب التي تلصق الارهاب بشخصيته ليكون عند الرأي العام الغربي مستحقا للذبح والابادة الجماعية.

عندما تشن شركات السلاح والصناعة والبنوك والتأمين والخدمات العابرة للقارات حروبها، واكد ماريكا حقيقة احترام الناس هناك له وانه وجد التسهيلات ولم يجد أي مشكلة مع الشعوب التي التقى الكثير منها بحكم اعداده لفيلمه ولم يتعرض لاي حادث وان اقصى ما حصل معه هو احتدام النقاش مع شخص في اليمن عن شمال وجنوب اليمن.

وكان تعاطف ماريكا واضحا في فيلمه مع سكان هذه الصحراء شارحا مشاكل بعض الاساتذة وعدم تلقيهم لرواتبهم منذ شهرين، مما يجعل المساجد تأخذ دورهم التعليمي وعن الاهمال الحكومي الواضح على معيشة هؤلاء الذين تقدم صحراؤهم الماء العذب لشعوب المنطقة لمئات السنين والنفط الذي يمول خزانة الدولة ليحرموا حتى من فتات ثرواتهم المخزونة والمهدورة على العقود الاستهلاكية الانتحارية اجتماعيا للبترودولار لتمول ريوع صحرائهم القمع والفساد والارهاب الحكومي العربي، فيلم داني ماريكا يقدم بحثا عن متعة بصرية وفنية وجمالية آخاذة، ولكن ايضا بحثا
تاريخيا وانسانيا وجغرافيا وسياسيا معمقا، مما يجعل مشاهدته مرة واكثر من مرة مدرسة فنية وتقنية وتأريخية لتعلم الأناة التي يعمل بها ليقدم هذه النوعية الممتعة من الافلام الوثائقية، التي تكاد تغيب عن عالم الاعلام والبث الفضائي، فنحن مع فيلم داني ماريكا ننتصر للثقافة امام هجوم الفيلم الاعلامي والفضائي الذي يخدر المشاهد بالمؤثرات الفنية والصوتية والتصميمية لتصل مهزلة الافلام الامريكية في هوليوود وبرامج فضائيات النفط العربي الخليجي الى ان تقدم لنا افلاما وهمية هي مجرد عصي فرعون متحركة يحولها الغرافيك الى افاع وديناصورات تمد للمشاهدين لسانها سخرية منهم ومستوى وعيهم المتخلف وتمد يدها لجيوبهم لتسرق اموالهم ولتحصد المليارات مقابل اللاشيء فقط الضحك على الذقون ونحن في هذا الفيلم الوثائقي (تأريخ الرمال) وهذه الصناعة المرهقة والممتعة امام منتج ثقافي - مناهضا للاعلام - يحترم العقل ويقدم له المعلومة المنحوتة بالتعب في قالب فني بصري لا يحور شيئا منه أي بمعنى آخر نحن امام منتج معاد لافلام هوليوود التي تدخل الانسان في عالم وهمي مفتعل ومثير للسخرية من صراع الديناصورات والكائنات الخرافية بعيدا عن تأريخ الانسان حياته وهمومه وترحاله وتحولاته الغنية والحزينة والمفرحة معا.

القدس العربي في

09/11/2010

 

أغلب 'كلاسيكيات' السينما المصرية مقتبسة من الأدب  

القاهرة ـ رويترز: يصعب على عشاق السينما المصرية ومؤرخيها تخيل تاريخها مستقلا عن أعمال أدبية، في مرحلة اعتبرها الكثيرون العصر الذهبي للشاشة الفضية في مصر، كانت مصدر إلهام للمخرجين في أفلام تعد الآن من 'الكلاسيكيات'.

ففي استفتاء حول أفضل 100 فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاء 12 عملا من بين أول 20 فيلما في القائمة من مصادر أدبية، وهي (الأرض) و(الحرام) و(شباب امرأة) و(بداية ونهاية) و(البوسطجي) و(رد قلبي) و(دعاء الكروان) و(اللص والكلاب) و(أم العروسة) و(القاهرة 30) و(شيء من الخوف) و(الطوق والاسورة).

ومن مؤلفي هذه القصص والروايات التي تحولت إلى السينما عميد الأدب العربي طه حسين ويحيى حقي وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس وعبد الحميد جودة السحار ويحيى الطاهر عبد الله ونجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل في الآداب لعام 1988.

ويسجل الناقد المصري محمود قاسم في كتابه (أفلام وأقلام) جانبا من العلاقة بين السينما والأدب، إذ يورد غلاف المجموعة القصصية أو الرواية إلى جوار ملصق الفيلم الذي اقتبس منها ونبذة عن العمل الأدبي ومؤلفه والفيلم ومخرجه وكيف اتفق الطرفان وفي ما اختلفا.

ومن أبرز أوجه الاختلاف أن فيلم (الأرض) الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1970 عن رواية الشرقاوي - وهو الثاني في قائمة أهم 100 فيلم مصري- ينتهي بمصرع بطله محمد أبو سويلم دفاعا عن أرضه، لكن الرواية تنتهي بالقبض على أبو سويلم وأصحابه وتوحي بالأمل في الإفراج عنهم.

والكتاب الذي يقع في 225 صفحة من القطع الكبير أصدره قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، وقال المخرج محمد كامل القليوبي في مقدمته، إن الأدب والسينما مثل 'جناحي مقص لا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر'، وإن كانت أغلب الراويات التي تنشر حاليا لا تصلح للسينما التقليدية. واعتبر القليوبي ان الإبداع الأدبي في العالم العربي 'أكثر نشاطا من السينما وأن الفن السابع لم يلعب دوره الواجب في إبراز هذه الإبداعات الجادة'، كما كان الحال منذ منتصف الخمسينيات حين كانت السينما تعتمد على الأدب.

واشار الى ان المخرج السينمائي أحمد ضياء الدين أخرج فيلم (أين عمري) - وهو أول فيلم عن رواية لإحسان عبد القدوس- في عام 1956 .. وفي العام التالي ظهر له عملان هما (الوسادة الخالية) و(لا أنام).. وفي عام 1958 ظهر له (الطريق المسدود) وفي العام التالي ظهر (أنا حرة) وكلها من إخراج صلاح أبو سيف.

ولم ينس القليوبي، وهو أستاذ للسيناريو في أكاديمية الفنون، أن يذكر بأن جودة العمل الأدبي لا تضمن له أن يكون فيلما بارزا إلا إذا توفر له كاتب ومخرج على المستوى نفسه، مستشهدا بنجيب محفوظ الذي تحولت ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين) و(قصر الشوق) و(السكرية) على يد حسن الإمام 'إلى مجموعة من الرقصات والهتافات الوطنية الجوفاء'، على عكس تعامل مخرجين جادين منهم كمال الشيخ في (اللص والكلاب) و(ميرامار) وعلي بدرخان في (الكرنك) و(الجوع) وعاطف الطيب في (الحب فوق هضبة الهرم). ويورد قاسم مؤلف الكتاب في الخاتمة قائمة الأعمال الأدبية التي تحولت إلى أفلام.

وجاءت (ملحمة الحرافيش) لمحفوظ مثل منبع إلهام إذ اقتبس منها بين عامي 1985 و1988 ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و(التوت والنبوت) لنيازي مصطفى و(أصدقاء الشيطان) لأحمد ياسين و(شهد الملكة) و(الحرافيش) لحسام الدين مصطفى و(الجوع) لبدرخان.

 

القدس العربي في

09/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)