حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما العراقية لا يعترف بها الوطن!

قيس قاسم

تكشفت خلال الدورة الأخيرة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، بعض ملامح المتغيرات التي طرأت على السينما العراقية خلال السنوات الأخيرة. فعلى المستوى العملي صار حضورها في المحافل السينمائية العربية والدولية، أمرا واقعا، تجاوز التهليل والمبالغة في حجمها، وصار وجودها محدد الملامح الى حد كبير.

من هنا يمكن أخذ مهرجان أبو ظبي مثالا لتقييم وتلمس هذا التطور والنمو الذي صاحبها. فالمهرجان يقترب من العالمية بقوة، وفيه تعرض أهم الأفلام المنتجة حديثا على مستوى العالم كله، وعلى مستويات الدعم المالي قد يفوق أو يقترب من مثيلاته، فيما يشكل الضيوف وتواجدهم علامة مميزة فيه. وربما أكثر تجليات قوة حضور السينما العراقية تمثلت في منح مجلة «فارييتي» وهي المجلة السينمائية المختصة، الأهم والأوسع على النطاق العالمي، جائزة «مخرج الشرق الأوسط» لمحمد الدراجي. ويكفي وصفها له بـ«السينمائي الأكثر اجتهاداً في المنطقة»، وأشادت بتصويره الآسر للحياة في عراق ما بعد صدام حسين، الموضوع الذي تناوله في كلّ من أعماله الوثائقية والروائية. وفي الوقت نفسه عرض المهرجان جزءاً من فيلمه الوثائقي قيد الانجاز «في حضن أمي» الذي اشترك في اخراجه مع أخيه عطية الدراجي، كمؤشر على اهتمام المهرجان في إكماله خصوصاً وأنه حصل على منحة ضمن برنامج «سند» لدعم السينمائيين، وهو ما يشير ضمنا الى احتمال مشاركته كاملا في الدورة المقبلة على أغلب الظن، كما حدث مع فيلم عدي رشيد «كارنتينة»، الذي اشترك في هذه الدورة، بعد حصوله على دعم مالي مماثل. وعلى الرغم من خروجه دون جوائز، فإن عرضه ضمن برنامج مسابقة «آفاق جديدة» طرح سؤالا حول عدم مشاركته في مسابقة الروائية العربية؟ ومع إتفاق المعنيين بالسينما على ان جوائز أي مهرجان لا تمثل تزكية مطلقة للأفلام الفائزة قدر عكسها لإتفاق بين أعضاء لجان تحكيمها، الذين، عادة، لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين. واختياراتهم، غالبا ما تعكس ذائقتهم السينمائية، وليس الحكم النهائي على جودة الأفلام المعروضة من عدمها. الشيء المهم في المهرجان كان مشاركة رشيد للمخرج الأميركي دوغ ليمان في الندوة المفتوحة مع الصحفيين حول تجربتهما في العراق ونظرتهما الى واقعه السينمائي وآفاق تطوره. لقد أشاد ليمان كثيرا بتجربته مع عدي الذي ساعده في الإخراج عندما صور في بغداد فيلمه «لعبة عادلة»، كما تطرق عدي الى الظروف التي يعمل فيها السينمائي العراقي داخل بلاده وحماسة الشباب لإنجاز أعمالهم متحدين الصعاب والمخاطر وهذا ما لمسه المخرج الأميركي بنفسه. مجالسة رشيد لدوغ ليمان والعمل معه مؤشر آخر على حيوية السينما العراقية، الذي لمسناه في ثنايا حديثهما، فقد قال دوغ عنها: يكفي اننا كنا نخفي وجه عدي في كل اللقطات التي صورناها لتوثيق الفيلم. كنا خائفين من احتمال تعرضه للأذى. وبالنسبة للتصوير كنا في صراع حقيقي مع الجهات المنتجة التي لم تكن راغبة في مجيئنا الى هنا خوفا من احتمال تعرضها لخسائر مالية إذا ما حدث مكروه لأحد العاملين معنا، ومع هذا كانت تجربة رائعة لقد ساعدنا العراقيون كثيرا. في حين جاء كلام عدي مختلفا بعض الشيء فهو عراقي ويعيش في بغداد، وأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال، تحدث عدي عن الحرية المتوافرة لحركة السينمائيين وعن غياب الرقابة الرسمية على عملهم وتصويرهم، فالعراق كما أكد، واحد من الدول القليلة في المنطقة التي تسمح بالتصوير دون الحاجة لأخذ موافقات رسمية. ثم تحدث الاثنان عن الظروف التي جمعتهما في بغداد، وكيف تطور العمل المشترك بينها الى التفكير في مشاريع أخرى مثل التي ظهرت أخيرا بين عدي ومحمد الدراجي وتأسيسهما لمركز سينمائي، يعرض أفلاما ويدعم نتاجات الشباب السينمائية، خصوصاً في مجال انتاج الأفلام القصيرة. وشدد عدي على انه ينطلق في عمله من رؤية فنية تحدد نظرته للواقع المعاش: أنا أشدد على ان مهمتي ليست تحريض الجمهور، لهذا أردت لفيلمي «كرنتينة» أن يكون مثل صرخة، وليس فيلما سياسيا، وقصته وشخصياته الرئيسية تؤكد هذا التوجه، فأحداث الفيلم تدور حول عائلة مهجرة تسكن البيت ذاته الذي يسكن فيه قناص مأجور. ووجد عدي العمل فيه مختلفا عن فيلمه الأول: يختلف «كارنتينة» عن فيلمي الأول، فلقد اشتغلت «غير صالح للعرض» تحت تأثير الغضب، إذ كنت كعراقي متأذيا وغاضبا عما حصل في بلادي. أما في فيلمي الأخير فقد أردت طرح أفكار وأسئلة حول الواقع الذي نعيشه في العراق، وخصوصاً المتغيرات الاجتماعية التي كرست الذكورية بشكل صارخ. ففي الحروب تبرز مثل هذه الظواهر بوضوح. لقد أردت التركيز على الحروب وما تنتج. وعلى مستوى المشاركة خارج الأفلام مثل سير الممثلة شذى طه سالم فوق السجادة الحمراء كما فعل كبار الضيوف، علامة على حضور جديد، مثل اختيار المخرج قاسم عبد في لجنة تحكيم مسابقة أفلام من الإمارات، وفي مجال التغطية الصحفية حضر زملاء من بغداد لتغطية المهرجان من بينهم علاء المفرجي الذي سلط الضوء على واقع السينما العراقية اليوم بصراحة واضحة: ميزة السينما العراقية الحالية انها قد تحررت من التابوات التي فرضتها السلطات السابقة، ولكنها، للأسف، خضعت الى نوع جديد من الرقابة، ذي طابع اجتماعي- ديني. لقد استثمر السينمائيون العراقيون هذه الحرية، فقدموا أفلاما وثائقية كثيرة ودرامية قليلة وكلها، تقريبا، دارت حول الماضي القريب وما تعرض خلاله الشعب العراقي من قمع واضطهاد. التركيز على هذا الجانب السياسي أبقى السينمائيين العراقيين أسرى هذه الحالة الماضوية، وهذا ما نلمسه بشكل واضح في الأفلام الوثائقية. والروائية بدورها وثقت الماضي، دون فحص «البديهيات» والمسلمات التي أخذ الناس بها لزمن طويل وترسخت بوضوح خلال العقود الثلاثة الماضية. ولذلك نحن بحاجة الى دراستها ومعاينتها سينمائيا. ما يعيق هذا التوجه برأيه؛ هو زيادة الميل عند السينمائيين العراقيين ومنهم الشباب الى تقديم الصورة العراقية التي يريد الآخر مشاهدتها، بدوافع متعددة. هؤلاء يستجيبون الى رغبة الآخر، الداعم والمتلقي، فيقدمون أعمالا لا تمثل «ذاتهم» الحقيقية، ولا تعبر عن الذات السينمائية المنتمية الى المكان نفسه، وهذا ما نلمسه في أفلام محمد الدراجي وعدي رشيد على سبيل المثال. ومع تفهمنا لحاجة هؤلاء المادية والدعائية لتحقيق نتاجهم فنحن ننتظر منهم تقديم أعمال سينمائية تعبر عن هواجسهم في المقام الأولى. ووجد في مساعدة الدولة لهؤلاء تخليصا من هذا التوجه: ينبغي الضغط عليها لتقديم الدعم للسينمائيين يجب ان تؤدي التزامها ازاء الاستحقاق الثقافي والسينمائي، وهي من الخطوات المشجعة التي ستدفع السينمائيين العراقيين الى البحث في موضوعاتهم الخاصة، دون الحاجة للآخر. فيما رأى زميله زياد الخزاعي، في ابعاد الدولة تحريرا للسينمائي من ضغوطها، فمعظم نتاجات السينمائيين العراقيين الحالية مستقلة مئة بالمئة حتى وان استقبلت أموالا أوروبية أو عالمية. فغياب الدولة في العراق وتحييد ما يسمى بـ«مؤسسة السينما والمسرح» يعد في رأيه فضيلة لصالح السينما نظرا لعدم وقوع مبدعيها ونصوصهم الى الشرط الحكومي أو الشرط الحزبي كما كان يحدث في الأنظمة السابقة. وهذا ما يتفق عليه المخرج قاسم لأنه يرى في السينما العراقية الحالية استقلالا، يوفر الحرية للمشتغلين فيها، ويساعدهم على تقديم رؤيتهم بحرية، بسبب اعتمادهم شبه الكامل على امكانياتهم الذاتية، مع عدم اعتراف عراقي رسمي بالسينما ونتاجاتها بالمطلق. وهنا تكمن المفارقة كما يقول قاسم: فنحن نعرض أفلامنا في المهرجانات والعراق لا يعترف بها. وتجربة مدرستنا (كلية بغداد) خير مثال فخلال هذه السنين التي عملنا بها في بغداد لم يأت أحد من المسؤولين عن الحقل الثقافي ويسألنا عن احتياجاتنا. ولهذا نستمد ديمومتنا وقوة حضورنا من حب السينما نفسها ورغبتنا في المشاركة مع العراقيين الآخرين في احداث نوع من التغيير المرتجى. ولولا احساسنا بالسعادة التي يوفرها لنا العمل في الكلية المستقلة لتركنا العمل في بغداد منذ زمن بعيد.
إجماع على المواصلة ومؤشراته واضحة كانت في الدورة الأخيرة من مهرجان أبو ظبي السينمائي!

الأسبوعية العراقية في

07/11/2010

 

«زهور كركوك» فى المسابقة الرسمية لمهرجان روما

ريهام جودة 

رغم دراسته وعمله كطبيب أسنان، فإن حبه للتمثيل دفعه لترك مهنته ودراسة التمثيل فى إحدى المدارس الكبرى فى لندن، ليقدم أشرف حمدى أولى تجاربه التمثيلية فى فيلم مستقل، ثم عمل مذيعاً فى برنامج «صباحك سكر زيادة» على قناة «o.t.v»، وعاد للتمثيل مجددا فى مسلسلى «خاص جداً» ليسرا و«هالة والمستخبى» لليلى علوى، وست كوم «تامر وشوقية»، وفى حين يصور حاليا فيلم «إذاعة حب» مع منة شلبى، تبقى تجربة مشاركته فى الفيلم العالمى «زهور كركوك»، الخطوة المهمة فى بداية مشواره الفنى، حيث تواجد حمدى فى روما حالياً مع أسرة الفيلم مؤخرا، الذى شارك فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بمهرجان «روما» السينمائى الدولى.

«حمدى» الذى يجيد أربع لغات هى الإنجليزية والإيطالية والألمانية والفرنسية، تحدث إلى «المصرى اليوم» عن بدايته وقال: «قدمت أولى تجاربى التمثيلية فى فيلم مستقل للمخرج أحمد خليفة بعنوان «Wingrve»، وهو إنتاج كندى مصرى مشترك للعرض «dvd» مباشرة، وحقق الفيلم نجاحاً معقولا فى مبيعاته فى أمريكا وكندا، حيث ينتمى لنوعية الرعب التجريبى، ونشرت بعض المجلات الفنية تعليقات جيدة عن الفيلم فى مصر، وهو ما فتح لى بعد ذلك باب العمل فى التمثيل، خاصة مع عملى فى ورشة سيناريو للسيناريست محمد حفظى».

وعن مشاركته فى الفيلم العالمى «زهور كركوك» قال: منذ عامين حضرت أسرة الفيلم إلى مصر، وأجروا «كاستينج» لعدد من الممثلين منهم عمرو سعد وآسر ياسين ومنى زكى، وحين أرسلت لهم مجموعة من الأفلام القصيرة التى مثلت فيها، اتصلوا بى وتوجهت إلى إيطاليا وطلبوا منى المشاركة وأجسد فى الفيلم دور «رشيد» ابن عم بطلة الفيلم الطبيبة نجلاء وهو رجل أعمال عراقى يتصدى لها دائما خاصة بعد وقوعها فى غرام طبيب كردى يعالج الأكراد، ويحاول الحفاظ على مركز العائلة فى المجتمع العراقى عام ١٩٨٨، وقد تغيرت ملامحى تماما بفعل الماكياج لتجسيد هذه الشخصية.

والفيلم أول عمل أوروبى روائى طويل يتم تصويره فى العراق وكردستان بعد سقوط صدام حسين، ويشاركنى بطولته مجموعة من الممثلين العالميين من جنسيات مختلفة وضيف الشرف الفلسطينى محمد بكرى، ويعرض الفيلم تجاريا فى إيطاليا ١٩ نوفمبر الجارى، حيث ستتم دبلجته إلى الإيطالية، كما سيعرض فى قسم السينما العربية فى مهرجان «دبى». وعن كواليس تصوير الفيلم قال : استغرق التحضير للفيلم عاما كاملا، وصور فى كردستان فى أماكن حقيقية، وقد صورت مشاهدى فى شهر كامل، بعد أن أحضروا لى مدرساً للهجة العراقية، وانتهى التصوير فى يناير الماضى.

المصري اليوم في

07/11/2010

 

فيلم «مفتوح مغلق» لليانة بدر

الجدار الإسرائيلي مرة أخرى

بشار ابراهيم 

على الرغم من أنه ليس جوهر القضية، ولا جزءاً من تاريخها.. إلا أنه بتمدده الثقيل الرازح على مختلف تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية، بات جدار الفصل العنصري قضية بحدّ ذاته. قضية تحشد لها الطاقات، والجهود والإمكانيات.. ويتآلف الفلسطينيون والمتطوعون القادمون من شتى أصقاع العالم، لابتداع أفكار خلاقة، يمكن لها أن تواجه هذا التمدد السرطاني العنيد، الذي يتوغل في خلايا الأرض الفلسطينية، من مدينة إلى بلدة إلى قرية، ومن مزرعة إلى حقل وبيدر، وسهل وتل ووادٍ.. أفكار يمكن لها أن توازي تلك الفكرة الباذخة بجنونها، وبعنصريتها، وبجهنميتها، التي تجلّت عن جدار صلد عالٍ، يمكن له أن يشقّ الأرض الواحدة، والبيت الواحد، والأسرة الواحدة، ليجعلها تنتمي إلى عالمين مختلفين، تنسد الآفاق بينهما، إلى درجة الإحباط!

يتمطّى الجدار سادراً في غيّه، ذاهلاً عن أشكال المعاناة العنيفة التي يعيشها الفلسطينيون على حافته. لا يأبه بما يولّده من آلام وحسرات وعثرات، ومن اضطرار في كل لحظة للتحايل عليه، وعلى بواباته، ومعابره، وعلى إطلالته الشاهقة، التي تتصاغر أمامها أحلام الفلسطيني، إلى حدّ أن تتكثف في إمكانية العبور للوصول إلى مدرسة، أو جامعة، أو عمل، أو مشفى، أو أرض، أو مزرعة، أو زيارة صديق أو قريب.

لا يفتت الجدار المكان فقط.. إنه يفتت الزمان أيضاً. هكذا يغدو عالم الفلسطيني مشطوراً. عالم ما قبل الجدار، وعالم ما بعد الجدار! هنا آلام وأوجاع ومعاناة.. وهنالك بقايا ذكريات وحكايات. صار طموح الفلسطيني أن يستيقظ ذات يوم فيتمكن من رؤية الأفق الذي سدّه الجدار، وغيّبه خلف إسمنته، أن يمضي التلميذ إلى مدرسته، والطالب إلى جامعته، والعاجز إلى مداواته، من دون الحاجة للانتظار للمرور بين أصابع جندي وجدار ومعبر وبوابة.

في أحدث أفلامها الوثائقية، تذهب المخرجة الفلسطينية ليانة بدر إلى هناك، إلى حافة الجدار. كأنما تريد أن تعدّ البوابات واحدة واحدة. رقماً رقماً، وهي تعرف أن وراء كل بوابة ألف حكاية فلسطينية وحكاية، وأن عند كل رقم ألف وجع فلسطيني وألم. والجدار صادٌّ ذاهل لا يسمع إسمنته صراخاً، ولا يلتفت لهمسه.. وجنده ماضون في تنفيذ أوامر، لا تمسها نبرة من إنسانية، ولا تنبض فيها وخزة من ضمير.

يتحوّل الفلسطينيون إلى نمال صغيرة، تزحف بدأب حول الجدار باحثة عن بوابة للعبور. نهمهم للحياة، أو ربما لاستكمال ما تبقى لهم منها، يدفعهم إلى الغوص في خليط من الجدّ والسخرية، واللوعة والمرح، وحتى الاعتياد على ما لا يمكن له أن يكون عادياً.

رواية الحياة اليومية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، باتت رواية العبور من البوابة، واجتياز الجدار، من ناحية إلى أخرى.. كأنما بات الجدار هو بحر الظلمات ذاته، القادم من أساطير الأولين، وأهوال ما يمكن لمخيلتهم أن تنسجها. والمخرجة ليانة بدر، الكاتبة الروائية أصلاً، تطارد تفاصيل الحكاية، سواء قدّمها طفل صغير، أو فتى ناهض، أو صبية يافعة، وصولاً لشهقات العجائز، ودمعاتهن التي تتسرب في حفر أخاديد، نحتتها مرارات الأيام على الوجوه.

بعد أفلامها الوثائقية: «فدوى.. حكاية شاعرة من فلسطين»، عام 1990، و»زيتونات«، عام 2000، و»الطير الأخضر«، عام 2002، و»يوميات حصار كاتبة«، عام 2003، يأتي فيلمها الوثائقي «مفتوح مغلق«، عام 2006، المتوسط الطول (مدته 42 دقيقة)، ليكون حفنة من تلك الحكايات المريرة التي يعيشها الفلسطينيون، بشتى شرائحهم العمرية والجنسية، وقطاعاتهم المهنية، وتنوعاتهم الاجتماعية. وتختار المخرجة تقسيم فيلمها على مقاطع متتالية، يحمل كل منها عنوانه الخاص، مانحة الأولوية لما يمكن أن يكون أكثر تأثيراً في وجدان المشاهد الغربي والعربي على السواء. لذا نراها تبدأ فيلمها بعنوان «مفتوح مغلق: إلى المدرسة»، وتنهيه بعنوان «مغلق مفتوح: إلى الأرض»!..

من معبر قلنديا؛ الاسم الأشهر في عالم الحواجز والبوابات والمعابر، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ينطلق الفيلم، ليمرّ على عدد من البوابات، معتمداً قصة وحكاية عند كل منها، يمكن لها جميعاً، أن تشكل فصلاً من حكاية الفلسطينيين مع الجدار اللعين.

يبدأ الفيلم من المدرسة. من معاناة التلاميذ الصغار في طريق الوصول إلى مقعد الصف. وقوفهم على البوابات، وخضوعهم لعمليات التدقيق والتفتيش من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي. انتظاراتهم الطويلة ريثما تتفضل البوابة بالسماح لهم بالعبور.

مذهل أن تدخل تلك التعابير الاحتلالية في قاموس تلاميذ لم يتجاوزوا مرحلة الدراسة الأولى. مؤلم أن يتحدث طفل، لم يبلغ العاشرة من عمره بعد، عن أجهزة التفتيش، وآليات التدقيق، وإبراز الهويات، والأوراق الثبوتية، وفكرة استصدار التصاريح للذهاب إلى المدرسة، أو العودة إلى البيت، أو المرور في المكان!..

والأطفال الفلسطينيون يتكيّفون مع ما هو غير عادي في الحياة، ليستمروا في الحياة. هناك عند «رأس عطيه: بوابة رقم 36»، يستيقظ الأطفال باكراً جداً. يأتون، وهم لا يعلمون ما الذي تحضره البوابة لهم من مفاجآت، وهدايا صباحية!.. مرور، أم انتظار. نظرات متفحصة، أم تفتيش يدوي، أم الخضوع للوقفة بين يدي أجهزة التفتيش الإلكترونية، التي يمكن لها أن تكتشف كل شيء، إلا تلك الأحلام والأمنيات التي يربيها الأطفال الفلسطينيون على مهل، بانتظار أيام لا جدار فيها، ولا بوابة، ولا معبر.. ولا جندي احتلال.

في العنوان التالي؛ «مفتوح مغلق: إلى الجامعة»، ننتقل إلى «حاجز بيت إيبا: قرب نابلس»، حيث جنود الاحتلال المدججون بالأسلحة، يستكملون الدائرة الجهنمية، التي تبدأ من إرهاق تلاميذ المدارس، وتمضي إلى إذلال طلبة الجامعات. يتفنن جند الاحتلال بكل ما يمكن أن يثير الغيظ، ويؤلم النفس. يسبقون الطلبة إلى المعابر، ويقفون يترصدونهم، ببنادقهم المشرعة، وأصابعهم الآمرة الناهية، وممارساتهم المذلة القامعة. يجمعون بطاقات الهويات، وأوراق التصاريح. يدققون فيها. يرغمون طلبة الجامعة وطالباتها على الوقوف في طوابير. يفتحون حقائبهم. يفتشون أشياءهم. يحاولون خلخلة أمان أيامهم، وزعزعة ثقتهم بغد أفضل. يؤسسون لكل ما ينفِّرهم من البقاء على هذه الأرض!..

من قرية «صير». يلتقط الفيلم جوانب من حكاية الشهيد الطالب الجامعي، الذي استشهد على الحاجز. تشير القضية إلى أن «بشار»، تمَّ توقيفه على الحاجز، وتعرض للتعذيب، ما أدى لوفاته. تكشف التفاصيل عن التنكيل بالشباب الذي يتمّ على الحواجز والمعابر. ثمة من يتحدث عن آثار قيود على يدي الجامعي الشهيد. أحاديث أخرى عن بقائه محتجزاً على الحاجز تحت أشعة الشمس. مقيداً ومرمياً على الأرض. وضعوه في حفرة.. وكان للضرب، والشمس، والعطش، أن تجعله يبقى في غيبوبة حتى الوفاة!..

الاذلال يصل حدّ الموت. والقتل يُقابل بسخرية «الكابتن هوك» الإسرائيلي. الذي قتل الفتى الجامعي بدم بارد، وهو على ثقة بأن ليس ثمة من قانون يسائله، ولا من ثأر يطالبه. هل بات الدم الفلسطيني مستباحاً إلى هذا الحد؟! كان الفتى عائداً من جامعته، لا من قاعدة فدائية، ولا من خندق مواجهة. كان يحمل حقيبته الجامعية، وليس جعبته الحربية، ومع ذلك كان عليه أن يلاقي الموت، على حافة البوابة.

ومن قرية «صير»، إلى قرية «الجانية»، ينتقل الفيلم ليتوقف عند عنوان «مفتوح مغلق: إلى الحقل»، ليكتشف أن البوابة تعرقل نبت الحياة.. لا نعبر.. ولا نخرج.. والبوابة، هذه المرة، بُنيت من أجل عدم الوصول إلى أشجار الزيتون، أو ماء العين. يتألم الفلاح الفلسطيني العجوز السبعيني، ويبكي أرضه التي رعاها طيلة عمرها، لتستلبها منه بوابة، منعت عليه العبور إليها، والوصول إلى أشجاره.

وإذا كانت المدرسة والجامعة، من أبرز أدوات بناء الغد والمستقبل، الذي يتطلّع إليه الفلسطينيون، فإن أشجار الزيتون من أبرز الشواهد على الماضي الذي نسج الفلسطينيون حكاياته على أراضيهم. إنه نبت عرقهم، وثمرة جهدهم، ومصدر رزقهم. وكما يقف جندي الاحتلال في طريق التلميذ إلى مدرسته، والطالب إلى جامعته، ها هو يقف في طريق الفلاح إلى شجرات زيتونه. يمنعه من سقايتها، بداية، ويمنعه من قطاف حباتها، تالياً، ليقوم باقتلاعها أخيراً. يتحالف الجدار مع المستوطنات والطرق الالتفافية في قضم الأراضي. ويغدو الذريعة الكبرى لاقتلاع أشجار الزيتون، وتجريف التربة، ومنع الفلاح الفلسطيني من الاقتراب من أرضه.

ما بين مستوطنة وجدار، تتبدى رغبة الاحتلال في مصادرة مستقبل الفلسطيني، ومحو ماضيه، وتتجلى ممارساته الذاهبة إلى توطيد تلك الفكرة الصهيونية المنكرة لوجود الفلسطيني أصلاً. فإن أوجدته الوقائع، فعلى جند الاحتلال أن يقوموا بمحو آثاره، وقطع الطريق على مستقبله، مقدمة لطرده من المكان، وليذهب خلف النهر!..

تتوالى عناوين الفيلم التي تحاول استكمال فصول الحكاية: (مفتوح مغلق: إلى البيت)، (مغلق مفتوح: إلى المزرعة)، (مغلق مفتوح: إلى الزيتون)، (مغلق مفتوح: إلى الأرض).. وينتقل الفيلم من قرية «جيوس: بوابة رقم 26»، إلى قرية «بدرس»، ومن ثم إلى «بلعين».. تلك القرى التي غدت على قدر من الشهرة، على الأقل لما شهدته، وتشهده، يومياً من مواجهات سلمية، ونشاطات وفعاليات وتظاهرات في مواجهة الجدار، وربما بسبب حضور العديد من المتطوعين والمتضامنين السلميين، من مختلف أنحاء العالم.

لا يتكلّف فيلم «مغلق مفتوح»، ولا يدّعي بأكثر مما يريده. إنه يطارد المزيد من تفاصيل الحياة الفلسطينية اليومية، في قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة. يركّز على الجوانب الإنسانية المذهلة، التي تتوالد على حافة الجدار، وأمام البوابات، والمعابر.. قصص ستبدو في كثير من تفاصيلها مما هو متجاوز للمخيلة، ولكنها تعيد المشاهد إلى الواقع، بأقسى صوره.

تُرى: هل يبحث الاحتلال الإسرائيلي عن أمن خلف الجدار؟ إن كان ذلك، فلعل في قول الفلاح الفلسطيني الإجابة الفصل، عندما قال للجندي: «أنا الأمن.. وليس الجدار.. إن لم تعطوني الأمن.. الجدار لن يقدم لكم شيئاً»!..

المستقبل اللبنانية في

07/11/2010

 

 

تكلفته بلغت 69 مليون دولار

إجمالي أرباح فيلم "Despicable Me" يصل إلى 500 مليون دولار

دبي - رشا خياط 

تمكّن فيلم الرسوم المتحركة الكوميدي "Despicable Me" (حقيرٌ أنا) بتقنية ثلاثي الأبعاد من جمع 500 مليون دولار رغم أن تكلفته بلغت 69 مليون دولار.

وحصل الفيلم على المرتبة العاشرة لأكثر الأفلام نجاحاً وسادس فيلم انتشاراً في العالم لعام 2010 وقد أنتجته شركة "يونيفيرسال بيكنشرز" لصناعة الأفلام. ويُعتبر الفيلم ثاني أكثر فيلم رسوم متحركة ربحاً لعام 2010.

وتدور قصة الفيلم حول تبني رجل ذي شهرة لثلاثة أيتام خطط لاستخدامهم أداة لمخطط كبير، إلا أنه مع مرور الوقت وجد حبهم البريء له تأثير عميق عليه.

والفيلم من إخراج بيير كوفن وكريس رينالد، ومن بطولة ستيف كاريل وجيسون سيغل وراسل براند، ومن إنتاج شركة "يونيفيرسال بيكنشرز" بالتعاون مع شركة "إليمينايشن إنترتاينمنت" للإنتاج السينيمائي، وذلك حسب مصادر أجنبية متخصصة في أخبار الأفلام.

ويأتي في المركز الأول الجزء الثالث من فيلم "Toy Story" (حكاية لعبة) وهو أكثر فيلم رسوم متحركة ربحاً لعام 2010، حيث بلغ إجمالي بليون دولار وكانت ميزانيته 200 مليون دولار.

وتدور أحداث الفيلم حول أندي الذي أصبح في السابعة عشرة وكبر على اللعب بألعابه وقد تأهب لذهاب للجامعة، وأزمع أندي على أخذ وودي معه وحفظ الألعاب الأخرى في كيس قمامة حتى يخزنهم في صندوق، ولكن أمه تضعهم عن طريق الخطأ في القمامة. وتشك كل الألعاب في أن أندي لا يريد إلا التخلص منها، فتتسلل في علبة تبرعات لدور رعاية الأطفال، فيما يحاول وودي الذي رأى الحقيقة أن يزيل سوء الفهم الذي وقعت فيه الألعاب ولم يستطع فعل ذلك لأنهم نقلوا جميعاً لدار الرعاية.

والفيلم من إخراج لي أنكريتش وبطولة توم هانكس وتيم ألن وجوان كيوزاك. ومن إنتاج شركة بيكسار وأصدرته شركة أفلام والت ديزني.

العربية نت في

07/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)