حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سيدة الشاشة الفرنسية الجديدة

لويز بورجوان: أنا سوداوية لكني أحب الحياة

إعداد: محمد هاني عطوي

على مدار سنتين، حصدت ملكة جمال النشرة الجوية السابقة في التلفزيون الفرنسي لويز بورجوان أدواراً في خمسة أفلام، وكان صعودها الفني خاطفاً جداً إلى درجة أن هذه الطالبة السابقة في الفنون الجميلة غدت على وشك الانهيار أمام المشروعات الفنية الكثيرة التي انهالت عليها بشكل مفاجئ، فبعد شهور على ظهور مسلسلها المتلفز، (مغامرات أديل وايت - دراي المدهشة) ها هي بورجوان تعود إلى الشاشة الكبيرة بفيلم من إخراج جيلز مارثون بعنوان “العالم الآخر” .

بات الكثيرون من نقاد السينما الفرنسية يتساءلون: كيف تسنى لهذه الفتاة أن تصبح نجمة الشاشة الفرنسية الجديدة؟ بل وذهب البعض إلى اعتبارها سيدة الشاشة الفرنسية الجديدة، نظراً لأنها تمتلك كل مقومات النجمات السينمائية، وربما تتفوق عليهن في عدد من الميزات مجلة “إيل” الفرنسية ومجلة “برومبير” السينمائية أجرت حواراً مع هذه النجمة الصاعدة التي صرحت بكل اعتزاز وثقة بالنفس بأنها غير راضية عن نفسها بعد رغم ما حققته من نجاح، وعلى الرغم من عدم دراستها للفن والسينما فهي تلقائية جداً أمام الكاميرا وتتصرف بحدسها ولذا قال لها الممثل السينمائي والمسرحي الفرنسي فابريس لوتشيني عندما قابلها في محطة “كنال بلس” الفرنسية: “آنسة لويز، اعلمي جيداً أنني لن أمثل فيلماً بعد الآن إلاّ وأنت إلى جانبي”، وعندما سئل فابريس عن سبب إعجابه المفاجئ بها أجاب “إنها إحدى آيات الحسن، فعندما تراها للوهلة الأولى لا يمكنك إلاّ أن تصاب بالصدمة الحقيقية لطابعها خفيف الظل والمشرق” .

المخرجة آن فونتين التي أخرجت لها فيلم “فتاة موناكو” مع فابريس لوتشيني تقول إن لويز تمتلك جانباً يذكرنا بالممثلات الأمريكيات الشهيرات، بمعنى أنها قادرة على أداء الأدوار الكوميدية مع احتفاظها بطابعها الجذاب وذلك مثل العديد من الممثلات الأمريكيات كاميرون دياز وجوليا روبرتس وبكلمة مختصرة لا تنطبق مقولة “كوني جميلة واصمتي” على لويز بورجوان، لأنها جميلة وجذابة وتمتع بروح خفيفة لا يمكن غض الطرف عنها أبداً .

وهنا نص الحوار الذي أجرته المجلتان معها .

·         في المرة السابقة التي التقيناها تحدثت عن مهنتك الجديدة كممثلة مع شيء من التردد وذلك من منطلق أنك لم تشاهدي بعد الأفلام التي مثلت فيها وبعد أن ظهرت هذه الأفلام للعلن وشوهدت على الشاشات فما رأيك؟

- شاهدت الأفلام كلها تقريباً وأعتقد أنني حققت تقدماً لا بأس به مقارنة مع أول فيلم ظهرت فيه وهو “فتاة موناكو” .

·         ألم تعد تخيفك هذه التطورات على الصعيد المهني الجديد؟

- عملت كثيراً لأحقق هذا المستوى الذي مازلت غير راضية عنه كل الرضا، وبذلت كثيراً من الجهد لأعرف شخصية بعض المخرجين أمثال لوك بوسون الذي أخرج مسلسل “مغامرات أديل وايت - دراي المدهشة” وذلك كي أكون واثقة من نفسي وأنا أمام الكاميرا لأن الأمور التي تقع معك أثناء التصوير لا يمكن تخيلها ولابد من أن تكون واثقاً من عملك إلى حد الإتقان .

·         على ذكر بوسون، ما رأيك في العمل الذي قمت به معه بعدما شاهدت المسلسل؟

- أعتقد أنه سيكون من المؤسف أن أقول إنني راضية عن نفسي، أليس كذلك؟ خاصة أن نهاية مسلسل (أديل وايت - دراي) لم تزل مفتوحة ولم تزل هناك الكثير من الأمور التي تتجاوز جزئي الرسوم المتحركة التي اقتبسها بوسون وعمل عليها قبل أن يحولها إلى مسلسل تلفزيوني، وأظن أنني سأكون سعيدة الحظ لو كانت هناك تكملة لهذا المسلسل، لأنها ستكون فرصة جيدة لي لأحسن أدائي .

·         إلى هذا الحد أنت لست راضية عن نفسك؟

- من المحبط جداً أن تشاهد فيلماً وتكتشف أنه كان بإمكانك أن تعمل أفضل مما عملت وأن الأمور لا يمكنها أن تعود إلى الوراء لأن الفيلم ظهر للعلن؟

·         ما الذي يزعجك في أدائك كممثلة؟

- هناك كثير من الأشياء المتعلقة بتصرفاتي وفي نبرة صوتي، لكن يمكن ألا تكون هذه الأشياء مهمة للبعض فأنا التي أدقق وأمحص لأنها تخصني شخصياً .

·         هل كان نجاح الفيلم الجديد على مستوى تطلعاتك وتوقعاتك؟

- أحصينا مليوني تذكرة دخول، وأعتقد أن هذا أمر جيد، أليس كذلك؟ والفيلم اشترته 60 دولة .

·         ولكن يلاحظ أنك أنجزت الأفلام الثلاثة خلال سنة واحدة وبوتيرة ماراثونية .

- بعد فيلم “فتاة موناكو” انفلتت السلسلة واكتشفت خبايا هذه المهنة بعض الشيء، وأعتقد أن فيلم آن فونتين كان شيئاً خاصاً وفي تلك اللحظة تشعر أن الآخرين يخطفون شيئاً منك من دون أن تشعر بحقيقة ما يحدث بالفعل، أي كما لو كنت مخدراً .

وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى تدريب أكثر من كونه اكتشافاً داخلياً لمواهبك، والحقيقة أن العمل مع المخرج لوك بوسون غيّر لدي فكرة الالتزام، فالتحضير للتصوير كان طويلاً جداً وقمنا بالعمل سوياً ستة أشهر، وتملكني شعور بأنني أنهكت بالفعل ولم يعد بمقدوري إعطاء المزيد، لكن في النهاية ها هي النتيجة، حصدنا جميعاً نجاحاً كبيراً للفيلم .

·         إذا تحدثنا عن الفجوات في الفيلم لوجدنا أن كل المشاهد التي صورتها في “العالم الآخر” كانت تبدو عائمة بعض الشيء أو كأنها منفصلة نوعاً ما عن جسم الفيلم .

- كان دوري شبه صامت، وهذا ما شدني إلى الفيلم، فالشخصية عبارة عن شبكة يمكن لكل المشاهدين أن يعرضوا عليها كل مقاصدهم ونياتهم، لأن شخصية أودري هي لغز ولا بد أن تبقى هكذا حتى نهاية الفيلم .

والحقيقة أنني رويت قصصاً عند كل مشهد وهذا ما شجعني عليه المخرج جيل مارشون . وربما يبدو ذلك مخالفاً للمنطق بالنسبة للبعض لأنني لم أتحدث كثيراً في الفيلم ولكنني كنت أروي قصة كلما نظرت إلى جريجوار (الأمير رانجيه شريكي في الفيلم) .

·         هل تشاهدين فيلماً تمثلين فيه أم أن أداءك يبقى بالنسبة لك عائقاً يمنعك من رؤية الجيد في الفيلم؟

- في بداية الأمر، واجهت بعض المشكلات لتقمص الشخصية في فيلم “فتاة موناكو” وكنت دائماً ألوم نفسي بأنه كان علي ألا أقوم بهذه الحركة أو تلك الإيماءة في الفيلم وكنت شديدة الانتقاد لنفسي، وفي فيلم (العالم الآخر)، دخلت في القصة منذ بداية الأمر وأعجبت كثيراً بطريقة مونتاج الفيلم التي تجعلك تتدارك بعض الأخطاء وخاصة طريقة كريستون هونوريه المبدع في المونتاج والذي يقف لفترات طويلة على الوجوه ويجعلك تكتشف العديد من الميزات وكذلك الأخطاء التي يمكنه حذفها .

·         هل بدأت تلاحظين طريقة معينة للعمل كممثلة؟

- العلاقة مع المخرج تقرر عدداً من الأشياء بالنسبة لي، سواء أدار العمل بشكل مباشر أم غير مباشر، فمثلاً لاحظ علي المخرج كريستوف بلون في فيلم “بيضاء كالثلج” حالات لم أكن أنتبه إليها ولذا أرشدني إلى طريقة التمثيل المثلى من دون أن أدري ما الذي يفعله ومن أن يتفوه بكلمة إلا بعد انتهاء العمل، في حين أنني كنت أتحدث كثيراً مع المخرج بوسون أثناء التصوير، فلكل مخرج طريقته في العمل وعلي تقبل كل الطرائق لأصل إلى النجاح المطلوب .

·         بعد الأفلام الأربعة التي صورتها، لاحظنا تنوعاً كبيراً في أدائك، وكذلك اكتشفنا في فيلم “العالم الآخر” صورة جديدة لك وهي أنك حساسة وسوداوية .

- لا شك أنها فرصة كبيرة بالنسبة لي، فبعد فيلم (فتاة موناكو) قيل لي إن الأدوار التي يجب أن تقترح علي يجب أن تتنوع، بدءاً من أم متزوجة، ودور يشبه دور أنديانا جونز ولكن بصورته الأنثوية، وفتاة اللغز في (العالم الآخر) . . . فماذا تريدون أكثر من ذلك؟

·         دور أودري في فيلم “العالم الآخر” ليس بعيداً جداً عن دورك في “فتاة موناكو” فأنت دائماً تلك الفتاة البراقة التي تجذبين إليك بل وتبهرين كل من شاهدك وينتهي الأمر بأن تحرقي الشخصية الرئيسية .

- نعم هذا صحيح، قالت لي آن فونتين: “أريدك أن تكوني مشرقة ولامعة” كما أن العمل مع جيل مارشون زاد من هذا الدور .

ولا أريد التفكير كثيراً في الأسباب التي تجعل المخرجين يختارونني وأفضل أن أغض الطرف عن ذلك .

·         أنت بالنسبة للجميع الفتاة المرحة التي نحب أن نقضي معها أوقاتاً حلوة، لكنك فاجأت الجميع بعمل فيلم عن الموت، وهو فيلم جاد ورصين، فمتى سنرى لك فيلماً كوميدياً تماماً؟

- الحقيقة التي لا يعرفها عني الكثيرون هي أنني سوداوية الطابع وأستمع كثيراً إلى الموسيقا الحزينة، وعندما كنت في كلية الفنون الجميلة كان البعض يفاجأ بطبعي الحزين . ومع كل ذلك، أحب الحياة والضحك والمرح . أما عن الكوميديا فأنا في انتظار أن يعرض علي أدوار وأنا على أتم الاستعداد لقبولها.

الخليج الإماراتية في

03/11/2010

 

مخرج ومنتج أفلام الكرتون يحكي تاريخها

"إيقاظ الجمال النائم" ثورة في عالم ديزني

إعداد: محمد هاني عطوي 

“إيقاظ الجمال النائم” هو وثائقي أمريكي رائع أنتج في العام 2009 ويحكي بشكل موثق تاريخ شركة “والت ديزني” الطويل في الرسوم المتحركة بدءاً من إنتاج “الثعلب والكلب” في العام 1980 وحتى الظهور الناجح ل “الملك الأسد” في العام 1994 .

هذا الوثائقي هو من إخراج منتج أفلام ديزني، دون هان وهو يعتبر في الوقت الراهن ثورة في عالم ديزني نظراً للتقنيات المتطورة التي استخدمت لسرد ذلك التاريخ الطويل لوالت ديزني .

الحقيقة أن عالم الرسوم المتحركة كان في العام 1984 فناً يحتضر، وكانت استوديوهات ديزني على وشك الإفلاس، أو كما سماها البعض بالامبراطورية المتهالكة التي لم تعد قادرة على تجديد ذاتها ومتابعة التطورات، بل إن كلاسيكيات بدت وكأنها لوحات عصر النهضة أو لوحات كارفاج أو ميشال آنج أعمال رائعة لكنها بعيدة عن الواقع .

وبعد عشر سنوات أي في العام ،1994 وجدت شركة ديزني نفسها في مصاف المشهورين الذين نالوا جوائز الأوسكار، وهنا يجب الاعتراف أن الرجل الذي شيد هذه البانوراما المذهلة وأيقظ ديزني من ثباتها هو دون هان أحد كبار المنتجين والمخرجين لدى ديزني، فهو الذي أخرج وأنتج أعمالاً كبيرة مثل حورية البحر الصغيرة، و”الملك الأسد” .

يقول أحد المتخصصين في أفلام التحريك إن ديزني كان بالنسبة لجيل التسعينيات بمثابة الاستوديو الضخم الذي وضح أمامه هدفاً تمثل في البحث عن الكمالية في أعماله، فكل فيلم كان يشكل فرحة عارمة للكبار والصغار معاً .

دون هان يقول “إن “ماوس هاوس” نجح في إقناع الكل أن موظفيه هم عباقرة تقودهم عواطفهم وانفصالاتهم وأن الطفل النائم داخلهم (وداخلنا) يمكنه أن يعبر عن نفسه بكل حرية، إلى درجة أننا نسينا أن خلف هذه الأسطورة، رجال وعالم تجارة” . ويضيف “هان” أن سنوات النصر عند ديزني كانت جميلة ومبتسمة ومفرحة، لكنها كانت مؤلمة أيضاً . ويعتقد “هان” أن المشكلة لم تكن اقتصادية فحسب في امبراطورية الكرتون “ديزني”، بل إن التطور توقف في المؤسسة مع مجيء الأجيال الجديدة وبقائها في الظل .

ويتابع “هان” حديثه: الخطأ لم يكن خطأ العاملين في ديزني، بل خطأ الناس أيضاً أو عدم رغبتهم في مشاهدة أفلام ديزني . والأجيال الجديدة تمثلت في أشخاص أمثال تيم برتون (مخرج وكاتب ومنتج أمريكي) وجون لاستير، وجلين كين، ورون كليمون، الذين دخلوا عالم الاستوديو بمجرد خروجهم من مدارسهم، لا سيما أن ديزني قدم للعديد منهم أمثال برتون منحة لدخول كاليفورنيا للفنون المعروف باسم (Cal Arts)، وهو المعهد الذي يضم صفوة أساتذة فن “الأنيميشن” أو التحريك ممن أسسوا الفن وقامت على أكتافهم الصناعة بأكملها، درس برتون فن التحريك “الأنيميشن” لثلاثة أعوام ثم تخرج، وعمل في البداية كفنان تلوين في فيلم الكارتون “سيد الخواتم” ثم انضم بعدها إلى استوديو شركة “والت ديزني” كفنان تحريك تحت التمرين حيث عمل على فيلم “الثعلب والكلب” (روكس وروكي) . وفي ما يتعلق بالشاب جون لاستر فقد شغل نفسه بفيلم “ترون” (الخيال العلمي) الذي أنتجه والت ديزني .

يقول دون هان إن المشكلة التي عانى منها هي أن أحداً لم يرد الاستماع إليه بعناية علماً بأنه في العام ،1982 كان أكبر نجاح تجاري لاستوديوهات والت ديزني هو الفيلم الموسيقي الذي ظهر في العام 1964 “ماري بوبينز”، وبقي حتى تلك الفترة، إضافة إلى الظهور المنتظم لبعض الأفلام الكرتونية الطويلة بين عامي 1977 و1981 ولذا فإن أكثر من 50% من إيرادات الاستوديو كانت من تلك الأفلام .

هان يعتبر أن الجميلة النائمة وسط الغابة كان لا بد أن تستيقظ من نومها وبأقصى سرعة، لكن قبل ذلك كان لا بد لرجل قوي مثل ميشيل أيزنر أن يتربع على عرش والت ديزني ثم يتبعه رجل آخر لا يقل عبقرية عنه وهو جيفري كاتزنبرغ الذي عوّم أفلام الكرتون وجعلها تنتشر كالنار في الهشيم . ويتذكر هان مجيء كاتنزبرغ قائلاً: “قبل وصوله قيل لنا إن هذا الرجل يجد السيناريوهات الجيدة قبل أن تكتب أصلاً، ولا شك أن هذا القول غير المنطقي جعلنا في البداية نضحك كثيراً، لكننا بمجرد أن رأيناه، اضطررنا أن نقلل من الضحك، فعندما تضع في نفس الغرفة شخصاً مجنوناً بالأنيميشن يأكل ويعيش وهو يفكر بالتحريك، وشخصاً همه قيادة سيارة موستنج، فإن الشرارة ستندلع لا محالة” . وإذا كان أي عمل من ديزني يقاس بنوعية الشخصية السيئة التي تلعبه، فإن فيلم “إيقاظ الجمال النائم” هو تحفة فنية رائعة لأنه حتى لو كان دون هان يدافع عن نفسه وأن الحقيقة ربما تكون أعقد من ذلك، فإن رجلاً مثل كاتزنبرغ يلعب دور القذر في الفيلم حيث يجسد القرشي الذي لا يهمه إلا التهام ضحيته بأي ثمن، وربما تعبر جملته التالية عن حقيقة مرماه، فعندما قيل له أن ديزني ستكون موجودة بين المؤسسات المرشحة للأوسكار قال: “ليس ثمة جائزة أفضل من جائزة بنك أمريكا” .

الواقع أن دون هان يعترف بأن كاتزنبرغ هو الذي يعود إليه الفضل في استعادة ديزني لتألقها من خلال إعادة طرح الأعمال الموسيقية في الأفلام، وهو الأمر الذي ظهر في أعمال كثيرة مثل حورية البحر الصغير والملك والأسد والجميلة والوحش وعلاء الدين وغيرها الكثير من الأفلام التي حققت أياماً مشهودة لديزني في الأربعينات، لكن هان يرى أن طريقة كاتزنبرغ في تحقيق النجاح قاسية وتفتقد للرحمة، فهو يتعامل مع رسامي الكرتون ومحركي الأفلام (أنيميتور) بطريقة استغلالية، ويضاعف المشروعات (حيث يجب عليهم إنتاج عمل لديزني كل سنة بدلاً من كل 3 سنوات)، وينهكهم جسدياً إلى درجة أن رجلاً مثل (جلين كين) متخصصاً في الأنيميشن يرتعش من الإنهاك وهو يحمل فنجاناً من القهوة أثناء العمل .

ويصف دون هان عصر ديزني مع كاتزنبرغ بعصر العرق والدموع والدم، فهو يرمي الأعمال ويصر على إعادة كتابتها من أولها إلى آخرها، وكأن نوعيتها لا تعجبه أو لا تروق له . ولكن في النهاية يرى هان أن كاتزنبرغ هو الذي جاء بفلسفة جديدة إلى ديزني، وهو الذي تكبر من جديد ومنحها بعداً آخر، علماً بأن الكثيرين يرون فيه شيطاناً في ثوب إنسان .

يصف دون هان التسعينيات بأنها “سنوات ميكي” التي تشبه الدراما الشكسبيرية ويقول: “إن المال والفوز الكبير هما العنصران المهمان اللذان حولا استوديو ديزني وأيقظاه من سباته، ولكن إذا كانت عملية إعادة بناء الاستوديو قد حركت الطاقات وشحذت الهمم، إلا أن النجاح قد أطلق العنان لكثير من الطموحات المبالغ فيها وغذى مشاعر الغيرة والحسد والضغينة، فبعد ظهور فيلم “حورية البحر الصغيرة” تصدعت أواصر العلاقة الجيدة بين روي ديزني (ابن أخ والت الوريث الذكي الضعيف) وميشيل ايزنر وجيفري كاتزنبرغ، وعدنا إلى عصر “القادة النجوم”، فالكل يدعي (غراماً بليلى) والكل يريد إسناد النجاح والنصر له، فعلى سبيل المثال استطاع كاتزنبرغ أن يستميل الأنظار نحوه حيث بدت صوره على صفحات المجلات وكثر ظهوره في برامج “التوك شو” والمقالات الافتتاحية للصحف والمجلات وأمامه أراد كل من روي ديزني وايزنر الظهور أيضاً وإثبات الوجود، خصوصاً أن روي ديزني ملّ من سماع تعبير (الغبي) علماً بأنه لا يقل ذكاء ودراية عن كاتزنبرغ، لكن التكبر والسلطة كانا هما المحور الذي دارت من أجلهما الكثير من المعارك الدامية داخل مؤسسة ديزني .

ويشير دون هان إلى أن “خلف الرسوم المتحركة الجميلة لعالم ديزني، توجد الكثير من الشخصيات القوية لكن هناك الكثير من المنافسات القذرة والكثير من الفرح، كذلك هناك الكثير الكثير من الآلام، لذا فإن ما أردت التذكير به في الفيلم الوثائقي “إيقاظ الجمال النائم” هو إظهار “الأنيميشن” هي صناعة بحد ذاتها محفوفة بالآلام والتعقيدات والعذابات الكثيرة” .

ثمة تساؤل يطرح نفسه، لماذا هذا الوثائقي الآن وما المغزى ومن الذي سمح لمخترع ميكي أن يتحدث وبصراحة ويكشف كواليس عالم ديزني؟ يقول دون هان: “الواقع أن العودة إلى فترة الثمانينات المفصلية في حياة ديزني هي مهمة للغاية لأنها تقدم لنا وسيلة جيدة لإضفاء شيء من الإنسانية على هذه الامبراطورية، وربما إعادة تلميح مؤسسة كبيرة مرت بأزمات وفترات معتمة، وتقديمها من جديد بثوب أكثر جمالية وإقناع لجمهورها المحب، فضلاً عن ذلك الاعتراف بجميل أحد عباقرة الأنيميشن في العصر الراهن وهو جون لاستر الذي لا يظهر في الفيلم صدفة، بل شاهداً على تاريخ طويل ومرير لعالم ديزني”.

ويرى هان أن مجيء لاستر إلى ديزني أحدث تغييرات جذرية فيها لا سيما بعد رحيل كاتزنبرغ، فجون هو فنان يدير الاستوديو بحرفية فنية وحساسية عالية مرهفة وبإنسانية لا يرقى إليها الشك وهذا هو سبب نجاحه وهو إن أردنا الإنصاف حسب قول (هان) الروح المعنوية الأخرى للوثائقي “إيقاظ الجمال النائم” لأنه هو الذي أيقظ الجميلة من مرقدها بالفعل .

الخليج الإماراتية في

03/11/2010

 

يستند إلى قصة واقعية لينبش الحقائق المستورة

"أسرار القبور" فيلم رعب إماراتي

أبوظبي - فدوى إبراهيم:  

يقدم المخرج الإماراتي الشاب ماهر الخاجة فيلم الرعب الروائي الثالث “أسرار القبور” عن قصة واقعية، وسيشارك فيه في أفلام مهرجان الخليج السينمائي خلال مارس - ابريل في دورته المقبلة . عمد الخاجة إلى وضع سيناريو وحوار الفيلم بمساعدة الشخصية الحقيقية للقصة التي طلبت منه ذلك إبان انتهائه من مشاركته في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الماضية .

يقع “أسرار القبور” في ساعة وأربعين دقيقة، تمثيل نادين الفهد والعنود وشهد الشرع ومحمد إدريس، والهدف منه تسليط الضوء على قضية التحرش بالأطفال والإرهاب والشعوذة . ويحاول الخاجة من خلال فيلمه الذي انتهى منه مؤخراً معالجة الاحداث برؤيته الخاصة لإيصال رسالة هادفة .

يعد “أسرار القبور” من الأفلام الجريئة شكلاً ومضموناً، حيث عمد المخرج إلى تصوير مشاهد عدة بطريقة أقرب إلى الواقعية خصوصاً مشاهد الضرب والملابس الغريبة والطلاسم والنفاق الديني وغيرها . وينفي الخاجة الاتهامات التي تنسب إليه بأنه صور الدين بشكل مسيء، إذ يرى أنه حاول إبراز الوقائع الحقيقية دون تزييف، كما يقول في لقائنا معه ومع فريق العمل في هذه الجولة .

تدور أحداث الفيلم الدرامي الاجتماعي النفسي والمتسم بطابع الرعب، عن قصة فتاة لأب عربي وأم أجنبية، تتعرض للتحرش من أبيها المتدين، فتمر باضطرابات نفسية تؤدي بها إلى اعتناق ديانات ومعتقدات تزيد من حالتها النفسية اضطراباً، فتتعقد الأحداث لتصل إلى نهاية مأساوية تؤدي بحياة الفتاة، وتمثل هذا الدور الفنانة الإماراتية نادين الفهد حيث تجسد شخصية “سلفيا” الفتاة المعقدة نفسياً من قهر وظلم والدها ونظرة المجتمع إليها التي أدت إلى تدهور حالتها وانهيارها ولجوئها إلى الشياطين للتخلص من قهر الحياة وظلمها لها . بينما تمثل الفنانة الأردنية شهد شخصية الأخت الصغرى ل “سلفيا” وهي “ايفان” المحجبة والمطيعة وهي مناقضة لشخصية “سلفيا” فيكون دورها إيجابياً في حياة أختها لنصيحتها وإرشادها إلى طريق الهداية بعد دخول هذه الأخيرة إلى عالم الشياطين، بينما تقوم الفنانة الإماراتية العنود بتجسيد شخصية غامضة بالفيلم تكون في ذاكرة الفتاتين وتحاول إرسال رسائل لهما قبل العبور إلى النور، واسمها “مريم” الأم التي قام زوجها بتعذيبها حتى الموت .

يحدثنا المخرج ماهر الخاجة عن فيلمه فيقول: استغرق تصوير الفيلم ستة أشهر بين منزلي ومزرعة في منطقة دبا الفجيرة وإحدى الفلل التي حاولنا أن نصورها على أنها ناد ليلي واحد المقابر بمدينة القصيص، وقمت بتصوير الفيلم بنفسي بالإضافة إلى مساعد بكامرتين، إلى جانب الاعتماد على الخدع البصرية، وما ساعدني على ذلك هو دراستي للإعلام في الجامعة البريطانية التي استطعت من خلالها تعلم أساليب التصوير والجرافيك والمونتاج وغيرها، ما ساعدني على القيام بأغلب مهام الفيلم من تصوير وسيناريو وجرافيك ومعالجة صورية حتى الإخراج .

ويتابع الخاجة: لعل من أصعب المشاهد التي واجهتني في الفيلم هو مشهد الطفلة ذات الثمانية أعوام حينما يتحرش بها أبوها، حيث استعنا بطفلة لم أرغب أن أخبرها أو أشعرها بما يجري حولها، إذ وددت أن يكون المشهد واقعياً، فركبت مشهد الأب على مشهد مستقل للطفلة كي لا تشعر بالأمر .

عن الهدف من الفيلم يقول الخاجة: أحاول أن أسلط الضوء على كل ما هو مستور وجريء، كقضية التحرش بالأطفال وما تتركه من آثار نفسية، والإشارة إلى بعض الديانات وما تحملها من رموز نستخدمها اليوم ولا نعرف مصدرها، واتخاذ الكثيرين الدين غطاء لسلوكهم غير السوي والنفاق في العلاقات الاجتماعية، ولعل البطولة النسائية من خلال ست ممثلات يؤدين أدواراً مختلفة يعد صورة من صور التعريف باضطهاد المرأة في المجتمع العربي حتى حينما تكون مظلومة، وقد عمدت إلى إيصال الفكرة للغرب فجعلت جزءاً كبيراً من لغة الفيلم إنجليزية ومترجمة إلى العربية، كما قام بإعداد المؤثرات الصوتية التي لها الأثر الكبير في استمتاع المشاهد بالأحداث، مجموعة من الشباب في الجامعة البريطانية من شركة “d .k prodaction” .

بطلة الفيلم الممثلة الإماراتية نادين الفهد تتحدث عن دورها الذي وصفته بالجريء وتقول: “أمثل دور “سلفيا”، وهي فتاة تبلغ 8 سنوات، تتعرض للتحرش من أبيها وتظل على هذا الحال حتى سن ال ،18 ولعل سكوتها كل هذه الفترة جاء نتيجة حالة الاضطراب النفسي والانكسار وضعف الشخصية الذي عانته، واستطعت أن أجسده في الفيلم، فتمر الفتاة بحالة من فصام الشخصية وفقدان الثقة بالرجال بعدما عانت الكثير من أبيها، فتهرب من البيت وتتعرف إلى أحدهم، الذي يقوم بدوره باستغلال ضعفها وإدخالها إلى عالم عبدة الشياطين وايهامها بأنه يساعدها بعدما علم بأنها وحيدة، فيتضح بعدها أنه أحد أفراد الاستخبارات واستخدمها كطعم للتوصل إلى شبكة من عبدة الشياطين، وبعدما تحاول الشبكة التضحية بفتاة عذراء كطقس من طقوسهم يتبين لهم أن سلفيا امرأة، فيتم اقتياد الشاب وسلفيا إلى التعذيب في مشهد يعتبر الأصعب إلى أن ينتهي الأمر بدفن سلفيا حية” .

عن عملها مع الخاجة تقول نادين: إن علاقتي بالخاجة كانت سطحية، لكن حينما عرض علي تمثيل دور سلفيا والذي تم رفضه من قبل عدد من الممثلات العربيات والإماراتيات لجرأته، استغرب الخاجة قبولي للدور فتوثقت علاقتنا، إلا أن قبولي للدور جاء بعد تخرجي في أكاديمية نيويورك للتمثيل وثقتي بأنني قادرة على أداء الدور، خاصة أنه مأخوذ عن قصة واقعية أحببت أداءها بشكل واقعي يظهر قدراتي، ولعل إيماني بأن التمثيل مهنة وعلي قبول أي دور يظهر إمكاناتي ويجسد الشخصية بشكلها الصحيح لتصل إلى المشاهد جعلني أوافق على الدور .

تتابع نادين: قرأت السيناريو بتعمق والتقيت بالشخصية الحقيقية صاحبة القصة والتي تعاني من فصام الشخصية واضطراباتها، فحاولت أن أؤدي شخصيتها كما هي في الواقع، فأنا لا أخشى الانتقادات لأنني أقوم بعملي وعلى قناعة به، وإن لم يستوعب البعض جرأتي فهذا لن يوقفني عن التمثيل، فأنا أولاً وأخيراً أداة بيد المخرج وعلي أن أعطي الدور حقه ليقدم المخرج من خلالي فكرته .

العنصر النسائي الرئيسي الثاني في الفيلم هو “إيفان” أو الممثلة شهد الشرع، التي تحدثنا عن دورها قائلة: “ايفان هي تلك الفتاة المتناقضة مع شخصية أختها سلفيا، فهي المطيعة المحجبة الملتزمة دينياً، والتي تحاول نصح أختها التي لا تتمتع بسلوك سوي إلى طريق الهداية، لكنها لم تتعرض للظلم الذي تعرضت له سلفيا التي كانت تحاول من خلال خضوعها لرغبة أبيها أن تحمي ايفان منه، لكن شخصية ايفان لم تبق على هذه السوية، إذ تدخل أيضاً في اضطرابات نفسية بسبب تعرض أختها سلفيا للتعذيب ويسكنها أيضاً الجن والشياطين، ولعل مشاهد الضرب التي كنت أتعرض لها من الممثل محمد إدريس الذي مثل دور أبي في الفيلم كانت الأكثر صعوبة، حيث لم يكن يقتنع المخرج إلا بالمشاهد الواقعية” .

وحول تجربتها مع الخاجة تقول: لقد عرض علي الخاجة أولاً دور سلفيا، إلا أنني لم أجد نفسي فيه وخشيت الظهور على الشاشة ولأول مرة بدور معقد وجريء، بينما وجدت في شخصية ايفان الدور الذي أرغب في أدائه، خصوصاً أنه يحتاج إلى الأداء التعبيري بملامح الوجه أكثر من اعتماده الحوار، ما أمتعني كثيراً وجعلني واثقة من قدرتي على أدائه .

وأضافت: التجربة كانت ممتعة للغاية رغم التعب، فقد تعلمت من الخاجة الكثير ووجدت لديه نظرة ثاقبة للأمور، ووجهة نظر ورؤية مختلفة للقضايا ورغبة في تجسيد الحقيقة بشكل واضح دون تلميع، وأظن أن تقارب أعمارنا كعاملين في الفيلم جعل من وجهات نظرنا المتقاربة أن تسهم في خلق روح عمل جماعية تقدم عملاً جيداً .

الخليج الإماراتية في

03/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)