|
يجب أن نقدم عملاً يليق بالإنجاز الأعظم في تاريخ الشخصية المصرية
الذي حققته القوات المسلحة في معركة أكتوبر ..1973 هكذا بدأ ممدوح الليثي
رئيس جهاز السينما حديثه مع "الجمهورية" عن فيلم "وبدأت الضربة الجوية".
أكد الليثي أن هذا العمل يجب أن يأخذ حقه في الاعداد الجيد قبل الدخول
في مرحلة التنفيذ مشيراً إلي أن هناك متطلبات نوفرها حتي يخرج الفيلم بأفضل
صورة وهي ميزانية ضخمة تلائم هذه النوعية من الأفلام وتعاقدنا مع شركة
جرافيك علي أعلي مستوي خاصة وأن الجرافيك سيحل لنا مشكلة عدم توافر الأسلحة
المستخدمة في حرب 73 هذا إلي جانب إطار درامي قوي يختلف عن الأعمال التي
قدمت من قبل فالأفلام التي انتجت من قبل تناولت بطولات فردية أو بعض
العمليات الحربية التي تخص سلاحا واحدا مثل فيلم "الطريق إلي إيلات" ولكن
و"بدأت الضربة الجوية" يشمل استعدادات قوات الطيران وقوات المشاة والمظلات
والمدفعية والبحرية لمعركة المصير.
عن الأحداث التي سيتناولها الفيلم يقول: الأحداث تدور حول استعداد
القوات المسلحة المصرية للمعركة ودور الرئيس الراحل محمد أنور السادات
والرئيس محمد حسني مبارك والفريق أحمد اسماعيل القائد الأعلي للقوات
المسلحة والفريق عبدالغني الجمسي وكيف خططوا لهذه المعركة التي كان يبدو
الانتصار فيها مستحيلاً بسبب وجود حائط صد "خط بارليف" وساتر ترابي بجانب
قناة السويس التي قام العدو بتلغيمها وكيف خططنا لعبور المستحيل بمساعدة
القوات الجوية هذا إلي جانب السرية التامة التي اعتمدنا عليها مع اشقائنا
في سوريا وخطة الخداع الاستراتيجي التي كان لها عامل مؤثر في انهاء المعركة
لصالحنا وتنتهي أحداث الفيلم ببداية الضربة الجوية وتحليق طائرتنا في سماء
سيناء فوق ترابها الطاهر.
وعن الممثلين المرشحين لبطولة الفيلم أكد انه ينتظر تفريغ الأدوار
وترشيح الممثلين.
وعن المشاريع الجديدة للجهاز أشار إلي انه يقوم بتحضير فيلمين هما
"المسطول والقنبلة" و"يوم للستات".
وعن رئاسته للجنة الدراما العليا والصلاحيات التي يمتاز بها أكد انها
مشاركة المسئولين في التخطيط للأعمال الدرامية وحول الأفكار التي يحملها
تجاه هذه اللجنة أشار إلي انه يريد أن يكون هناك تنوع في أنواع الدراما
مابين الدراما الاجتماعية والبوليسية والتاريخية والأعمال الكوميدية
والتراجيدية وبذلك لن يشعر المشاهد المصري بالملل. وأتمني أن يكون هناك
انتاج درامي جديد طوال العام ولا مانع أن يستحوذ شهر رمضان علي 30% من هذا
الانتاج و70% علي مدار العام ولكن أن يحصل شهر رمضان علي 95% من الانتاج
ويتبقي 5% لبقية العام فهذه عملية حرق للأعمال وللنجوم فعرض عشرة أعمال ذات
مستوي متميز أفضل من عرض 70 مسلسلا دون المستوي. وحول وجود أشرف زكي كنائب
له في اللجنة عبر الليثي عن ثقته في أشرف كرجل مثقف ومخرج قوي وأنه بلا شك
سيفيد.
عن باقي أعضاء اللجنة أكد أنه سيختار مابين نقاد وكتاب سيناريو
ومخرجين وحول ارتفاع أجور النجوم بشكل مبالغ فيه أوضح انه له تأثير سلبي
ليس علي مستوي الدراما التليفزيونية فقط ولكنه يهدد صناعة السينما أيضاً
لأن السينما لن تستطيع أن تدفع هذه الأجور وأوصي بعدم مبالغة النجوم في
أجورهم.
وحول تصعيد ممثلين جدد بأجور أقل كحل لهذه المشكلة أكد أنه بالطبع يتم
هذا التصعيد ولكن يجب الاعتراف بأنه رغم ظهور عشرات الممثلين الجدد إلا أن
الموهوبين عددهم قليل.
وعما تم صرفه العام الماضي وهو يقترب من 400 مليون جنيه علي دراما
رمضان أشار إلي أن الأمور تحسب بمقياس أخر وهو هل كان العائد من الإعلانات
والتسويق أقل من هذا الرقم أو أعلي فإذا كانت حصيلة الإعلانات أعلي يصبح
الانتاج ناجحا وعن عودة شركة الصوت والضوء والسينما لوزارة الثقافة بعدما
كانت في وزارة الاستثمار أكد أن عملية النقل يجب أن تتم بدراسة متأنية وهل
سيتم نقل الصوت والضوء أم السينما فقط.
وعن عيد الفن أشار إلي أنه يتم التحضير له فقد اتفقنا علي عمل لجان في
كل نقابة وكل نقابة ترشح 10 أشخاص ليصل مجموع ترشيح الثلاث نقابات إلي 30
ولكن يشترط ألا يكونوا كرموا من قبل ذلك.
.. والمخرج علي عبدالخالق:
أدخلنا بعض التعديلات علي السيناريو .. وأسماء أبطاله
تكهنات
فكري كمون
تسلم المخرج علي عبدالخالق منذ أسبوعين نص سيناريو وحوار فيلم "الضربة
الجوية" الذي كتبه عاطف بشاي وينتجه جهاز السينما عن قصة "حدث في أكتوبر"
للكاتب صلاح قبضايا.
يقول عبدالخالق إن السيناريو أعجبه كما أنه قرأ كتاب "صلاح قبضايا"
ووجده ثرياً ومليئاً بالأحداث الكبيرة.
يضيف عبدالخالق الذي له باع كبير في اخراج الأعمال السينمائية الحربية
إننا أخيراً سنشاهد فيلماً قوياً عن الاستعدادات لحرب أكتوبر 73 وهو يحتاج
إلي جهد كبير وتشترك في تقديم تسهيلات لإنتاجه كل أفرع القوات المسلحة من
طيران ومهندسين وضفادع بشرية ويكفي أن نشير إلي أن مشاهد الطيران به تكشف
كيف أن طيارينا تلقوا تدريبات عادية وعندما تحركنا بعدد 220 طائرة يوم
السادس من أكتوبر كانت الخسائر المتوقعة بنسبة 22% ولكنها لم تتعد 5..2
ويقول علي عبدالخالق إننا أخذنا موافقة مبدئية علي المعالجة أما
السيناريو والحوار فيتم عليه حالياً ادخال بعض التعديلات حيث تصف حقائق
جديدة اكتشفناها وننتظر الموافقة الأخيرة علي التنفيذ.
أوضح أن كل ماقيل عن أسماء مرشحه لبطولة هذا العمل مجرد تكهنات ولابد
أن تكون قريبة من أبطال أكتوبر لأشخاص لا يزالون يحيون بيننا خاضوا غمار
هذه البطولة وبعضهم استشهدوا.
أشار إلي أن الفيلم يتطرق إلي مشاركات وأحداث مدنية منها التدريبات
علي فتح ثغرات في الساتر الترابي وعبور القناة وسط دعاية تؤكد أن أنابيب
النبالم ستحرق كل من يفكر في العبور.. قال أن أحداث الفيلم تقع في عام
بدءاً من عام 72 وحتي أكتوبر 73 حيث بدأت الضربة الجوية ويشمل تفاصيل
التحضير للحرب من الناحيتين العسكرية والتخطيطية وأن ميزانيته ستكون مفتوحة
كي يكون علي المستوي.
تحدث عن فيلم "يوم الكرامة" الذي اخرجته فقال انه يتعجب لعدم اذاعته
خاصة في ذكري عيد القوات البحرية ورغم اشادة القوات البحرية به وهو الذي
يتناول حادث إغراق المدمرة إيلات وهي أهم ثلاثة أحداث عسكرية علي مستوي
العالم علي أنه موثق من مذكرات اسحق شيشان قائد المدمرة إيلات نفسه.
الجمهورية المصرية في
27/10/2010
«ستون»..
أفكار «ثريَّة» ودراما «فقيرة»
كتب
محمود عبد
الشكور
هناك بعض الأفلام التي تبدو نقطة قوتها أحد أسباب ضعفها، بمعني أن
تكون الفكرة البرّاقة الكثيفة والجديرة بالحوار والنقاش أقوي بكثير من قدرة
صنّاع
الفيلم علي تقديم دراما قوية مقنعة تحمل تلك الأفكار وتندمج
معها. لو أرادت مثالاً
واضحًا جدًا لما أقول فهو الفيلم الأمريكي
«Stone»
الذي عرض في الصالات المصرية تحت
اسم «ستون»، الفكرة بل الأفكار التي يناقشها الفيلم كثيفة
جدًا، فلسفية ودينية
كالخير والشر، والإثم والبراءة، والرسائل التي يبعثها الله للإنسان، بل إن
فكرة
وجود الله وحضوره في الأفعال الإنسانية قائمة ويُعبّر عنها، وهناك أيضًا
فكرة وقوع
الإنسان بين ثنائية الأكاذيب والحقائق، بل إن الأفيش يحمل أيضًا هذه
العبارة
الدالة: «البعض يروي الأكاذيب.. وآخرون يعيشونها».. وكل فكرة
من هذه الأفكار يمكن
أن يصنع منها فيلم بأكمله، وفي مقابل هذه الكثافة والثراء الذي يعبر عنه
بشكل
مباشر، يوجد نوع من الفقر الدرامي الواضح يرجع أساسًا - في رأيي - إلي وجود
مشكلات
في الطريقة التي رسمت بها شخصيات الفيلم الأربع المحورية مما جعلها معبِّرة
أكثر عن
أفكار مجردة أكثر من تعبيرها عن بشر من لحم ودم يمكن أن تفهم سلوكهم علي
ضوء ما
تعرفه عنهم.
أعرف بالطبع صعوبة أن تُناقش أفكار فلسفية وجودية أو دينية في
الأفلام، ولكن ذلك لا يبرر مشكلات الفيلم الدرامية الذي كتبه «انجوس
ماكلاكلان»
وأخرجه «جون كورّان»، وقام ببطولته النجم «روبرت دي نيرو»، هناك شخصيات
أربع كما
ذكرت تتقاطع مصائرها لتصنع ما يشبه الصليب: في أعلي الشمال يوجد بطلنا
الضابط «چاك
مابري» (روبرت دي نيرو) الذي يتبقي له أيام قليلة للتقاعد عن العمل، وهو
يرمز
للالتزام بالقانون والتدين الظاهري والإيمان بقيم العائلة. هذا
من حيث المظهر،
ولكننا سنكتشف فيما بعد أنه مُتشكك في الدين، وأسرته ليست بالتماسك الذي
تبدو عليه،
وابنته ستطلب الطلاق من زوجها، كما أنه يكسر القواعد والقانون عند أول
اختبار حقيقي
لأخلاقه.
وفي أقصي الجنوب وعلي العكس من «چاك» يوجد المجرم الشاب «چيرالد
كريسون» الذي يطلق عليه اسم «ستون» ويلعبه «إدوارد فورتون» لقد تورط في
الإدمان وفي
المشاركة في إحراق منزل جده وجدته بعد قتلهما، أمضي من العقوبة
ثماني سنوات في
السجن حصل فيها علي الثانوية العامة، وأصبح من العاملين في ورش النسيج
بالسجن،
ولكنه يخضع الآن لفحص «چاك» الذي تتلخص مهمته في رفع تقرير لمجلس مختص،
يُفرج
بموجبه عن «ستون» بدلاً من أن يستكمل السجن لمدة ثلاث سنوات
إضافية وفي حين سيبدأ «ستون»
من العنف والجريمة بعد أن نشأ في وسط إجرامي، سينتهي إلي الإيمان بمذهب
روحي
هندي يؤمن بالتناسخ، وبالميلاد المتجدد للإنسان للتكفير في كل مرة عن
أخطائه، ويؤمن
بأن العودة إلي الله تتم في لحظة تشبه فكرة التجلي الصوفية.
وإلي أقصي
اليمين توجد شخصية «مادلين» (فرانسيس كونروي) زوجة «چاك» الهادئة الوادعة
التي
تتحدث عن الروح، والتي تكتب ملاحظاتها علي «الإنجيل»، ليس هناك حوار مع
زوجها الذي
يحبها، ولكن تستطيع أن تعتبرها رمزًا للإيمان المسيحي العميق
الذي يسلم بكل شيء، كل
فعل يحدث قدّره الله وكتبه وأراده، وإلي أقصي اليسار يوجد النقيض لهذه
الشخصية وهي
الجميلة الفاتنة «لوستيا» (ميلا جوفوفيتش)، وهي رمز الشهرة المطلقة وزوجة
«ستون»
التي تتفق معه علي إغواء «چاك» حتي يكتب
تقريره بالإفراج عن المجرم «الشاب»، وتنجح
فعلا في ذلك، وفي حوار لها مع «چاك» تقول: إنها لا تؤمن بوجود
الله، كما أنها تخطط
بعد خروج زوجها أن تحتفظ به وبزوجها معا، ولكن الزوج يخرج شخصا آخر
فيتركها، وتبحث
هي عن شاب جديد.
هذا التقسيم الهندسي للشخصيات هو الوسيلة الأساسية لمناقشة
فكرة الإيمان والتشكك، وفكرة الخطيئة والبراءة بكل تفسيراتها، التفسير
المسيحي
المعروف الذي يجعل السيد المسيح الفادي الذي ضحي من أجل خطايا
البشر، والتفسير
الروحي الهندي الذي يجعل التفكير من خلال فكرة التناسخ التي آمن بها «ستون»
بحيث
يعود الإنسان بعد موته للحياة في صورة جديدة للتكفير عما اقترفه في حياته
السابقة،
هناك أيضا فكرة المظهر والجوهر، فالضابط الملتزم بالقانون
وبالصلاة في الكنيسة
ينتهي إلي الشك والتأرجح، والمجرم الخارج من السجن يخرج مؤمنا بأفكار روحية
صوفية،
وتظل الزوجة رمز الإيمان المسيحي علي موقفها، بينما تبدو المرأة الشهوانية
علي
موقفها، ويقوم شريط الصوت بالتعبير المباشر عن هواجس الشخصيات
من خلال محطة دينية
تناقش كل هذه الأفكار ويقطعها أحيانا أنباء عن خطط أوباما للإنعاش
الاقتصادي في
إشارة علي ما يبدو أن معارك الروح هذه تتم في إطار حياة مادية قاسية.
تلك
صورة البناء العام للشخصيات، ولكن ظلت المشكلة طوال الوقت في ارتفاع صوت
الأفكار
علي صوت الدراما لدرجة تحول بعض المشاهد إلي مساجلات فكرية خاصة بين «چاك»
و«ستون»
داخل السجن، كانت هناك أحيانا انتقالات مقصودة لتوضيح فكرة التقاطع بين
الشخصيات
الأربع كما في لقاء «چاك» و«لوسيتا» العاطفي مع القطع إلي الزوجة «مادلين»
في
منزلها و«ستون» في السجن، ومع ذلك ظلت أخطر المشاكل في
الشخصيات الأربع لم تكن
مقنعة علي الإطلاق، «جاك» مثلا لم نعرف عنه الكثير رغم أن زوجته وهي في سن
الشباب
اتهمته بأنه جعل روحها مدفونة في قبو، فهل هي إشارة مثلا إلي تشككه وإلحاده
في
شبابه؟ وإذا كان ذلك كذلك فما هي لحظة التحول التي جعلتنا نقف
فجأة إلي «چاك» وهو
يرتل مع المرتلين في الكنيسة؟ ثم كيف ينهار «عالم جاك» فجأة لمجرد أن مجرما
بذيء
اللسان سأله عن خطاياه السابقة؟ ألم يكن من المنطقي أن ينهار ويعترف أمام
قسّ
الكنيسة التي يتردد عليها؟ كيف أيضا يخون مهنته تحت إغواء «لوسيتا»
بينما تتبقي
لديه أيام قليلة ليخرج من عمله وصفحته بيضاء؟ شخصية «ستون» أيضار سمت بشكل
شديد
التناقض فمن مجرم يريد من زوجته إغواء «چاك» إلي شاب أقرب إلي التصوف، تحول
سهل
ومقصود وليس نابعا من طبيعة الشخصية نفسها، بل إننا نسمع
«ستون» يحكي بمتعة أحس بها
وهو يشاهد حريق منزل جده، معني الإحراق هنا هو التخلص والتخلي الصوفي عن
حياته
السابقة، ولكن لأن الاعتراف يأتي داخل السجن أمام الضابط فإنه يعطي معني
الوحشية بل
والسادية بالتلكزز بما حدث لجده ولجدته!
أما شخصية الزوجة فلا تعرف عنها أي
شيء، ولولا أن الممثلة التي لعبتها تمتلك وجها بريئا لما
استطعنا معرفة المقصود من
وجودها، بل إننا لم نعرف لماذا هددت زوجها في سن الشباب بمغادرة المنزل،
أما حديثها
مع الزوج في المنزل فهو منعدم تقريبا، وعند احتراق منزلهما فقط نعرف موقفها
الروحي
من الإيمان بالقضاء والقدر وتدخل الإرادة الإلهية في كل شيء،
وحتي «لوسيتا» التي
ترمز للجسد والشهوة المطلقة بدا موقفها غريبًا ومتناقضا، لأنه من الصعب أن
تتخيل
امرأة بهذه المواصفات الشهوانية تظل مخلصة لزوجها السجين لمدة ثماني سنوات
في حين
نراها في آخر الفيلم وهي تتبادل النظرات ذات الدلالة مع شاب
جديد بعد أن تركها
زوجها «المتصوف» وعشيقها الضابط «المتشكك»!
«ستون» هو اسم المجرم العائد إلي
الإيمان والله، و«ستون» أيضا بمعني الحجر حيث يعتقد المجرم
التائب أن الإنسان يمكن
أن يعاد بعثه في صورة حجر أو نبات أو حيوان ثم يأخذ وقتا حتي يكون جديرا
بأن يكون
إنسانا.. اختلطت الخيوط والأفكار وتكاثفت، وبدا «روبرت دي نيرو» حائرًا في
إقناعنا
بتحولات «چاك» الذي لم نعرف سوي أقل القليل عن عالمه الروحي،
وفشل الثلاثة الآخرون
أيضا في الإقناع باستثناء قدرة «ميلا جوفويتش» علي الإغواء إن كان ذلك قد
تم بطريقة
سريعة لا تليق بضابط يقضي يومه من البيت إلي العمل.. ومن العمل إلي البيت!
روز اليوسف اليومية في
27/10/2010
ذي أميركان: جورج كلوني قاتل غامض
لوس انجليس – من رومان
رينالدي
الممثل الأميركي يؤدي شخصية قاتل مأجور يعمل لحساب عصابة تتخذ من ايطاليا
مقرا لها.
أعطى المخرج الهولندي انتون كوربين الممثل جورج كلوني دور قاتل غامض
في فيلم التشويق "ذي اميركان" الذي ميزته سياسة التقشف في نفقاته... وهو
دور لم يعهده الممثل الهوليوودي من قبل.
ويروي "ذي اميركان" قصة جاك الذي يعرف باسم "مستر باترفلاي" (السيد
فراشة) بسبب أحد الاوشام المرسومة على جسمه، وبسبب سر يربطه على ما يبدو
بالفراشات. هو رجل لا يعرف عنه سوى انه قاتل مأجور يعمل لحساب عصابة تتخذ
من ايطاليا مقرا لها.
وبعد اعمال دموية في السويد، يلجأ الرجل الى قرية ايطالية جبلية
صغيرة، حيث ينتظر تعليمات رئيسه.
فيوكل في النهاية مهمة صناعة سلاح متطور لسيدة غامضة هي الاخرى، لا
يعرف عنها شيء تقريبا، تؤدي دورها الممثلة الهولندية تيكلا روتن. وفي تلك
الاثناء يقيم علاقة مع مومس تؤدي دورها الممثلة الايطالية فيولانتي بلاكيدو.
وبعدما مل من هذا الواقع الغارق في الوحدة والكذب، يخبر رؤساءه برغبته
في ان تكون تلك مهمته الاخيرة.
وعلى هذه الخلفية، ينسج انتون كوربيجن فيلمه ذا الاضاءة الرائعة،
والخالي من العواطف والمشاعر الى حد الجفاف.
ومؤخرا لفت المخرج في ايطاليا إلى انه لطالما اجتذبه هذا النوع من
القصص، مضيفا "اعتقد انه لا بد من وجود لحظة في الحياة تدفعنا للتساؤل ما
اذا كنا قادرين على تغيير كل شيء".
أضاف "جاك في الخمسين من عمره، وهذا السؤال يأتي متأخرا".
يؤدي جورج كلوني هذا الدور بشكل طبيعي جدا، على نمط كبار ممثلي
هوليوود مثل كلينت ايستوود وستيف ماكوين، في اسلوب يعيد الى الاذهان نمط
ابطال السبعينات، اكثر مما يذكر بأبطال ايامنا هذه.
ويبرر "ملجأه" ذلك عدم استخدام اي من وسائل الاتصال الحديثة مثل
الكمبيوتر والهواتف النقالة، واعتماد بدلا منها أكشاك الهاتف القديمة التي
تعيد هي الاخرى التذكير بزمن ولى.
ويقول المخرج "احب كثيرا فكرة العالم الخالي من هذه الامور، واعشق
افلام السبعينات التي كانت مجردة منها".
وانتون كوربين مخرج دخل عالم الاخراج بعدما عمل كمدير تصوير في عدد من
الافلام. وتظهر خلفيته المهنية هذه من خلال عنايته باضاءة الفيلم، وجمالية
اللقطات التي تركز على السلالم والازقة في القرية الايطالية التي يقيم فيها
جاك، مظهرا هذه الازقة والسلالم كأنها متاهة تحاكي التعقيد الداخلي الذي
يعتري شخصية بطل فيلمه.
في ايلول/سبتمبر المنصرم، خرج فيلم "ذي اميركان" الى صالات العرض في
اميركا الشمالية، وبلغ مجموع ايراداته في شباك التذاكر حتى اليوم 35 مليون
دولار.
وهو مبلغ مرتفع قياسا إلى نوع هذا العمل الذي يركز على القيمة الفنية
والتجريب، فيما لا يلقي بالا الى الانتاج الضخم الذي يجذب عادة الجمهور
الواسع.
ميدل إيست أنلاين في
27/10/2010 |
