حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"ميناء الذاكرة".. مرثية يافا في مواجهة التهويد

سعيد أبو معلا

مقاربة مختلفة وتستحق الاحترم مع النقد أيضا للمخرج الفلسطيني "كمال الجعبري" في معالجته لجرح مدينة يافا التي تتعرض لغول التهويد الإسرائيلي، تلك المقاربة البصرية والجمالية لذلك الواقع المؤلم والبائس والبارد ورهين حالة من الانتظار القاسي جاءت عبر فيلمه الجديد "ميناء الذاكرة" (روائي طويل/ 63 دقيقة / انتاج 2010) الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي مؤخرا.

مقاربة جرح يافا المتمثل بسياسات تهويدها وسرقة بيوتها بكل ما يعني ذلك من مأسى إنسانية حملت أسلوبا مختلفا، دون صراخ أو كليشيهات، دون ضجيج مفتعل أو غير مفتعل، إنها مقاربة صادقة وتغور عميقا في واقع هذه المدينة التي لا تملك من قدرها إلا الانتظار أو واقع بشر بسطاء يبدون من ردود أفعالهم بأن لا حول لهم ولا قوة، لا انفعالات ولا صراخ ولا بكائية يقوم بها الممثلين، ربما المدينة هي التي كانت تبكي جرحها وعوامل الزمن الذي نهشها والكثير من إجراءات الحظر والمنع وسياسات التهويد.

الفيلم الذي صنف على أنه روائيا ومول من أكثر من جهة إنتاجية (ألمانيا وفرنسا وفلسطين والإمارات والصندوق العربي للثقافة والفنون) حمل نفسا وثائقيا للدرجة التي حيرت البعض في تصنيفه، حيرة لا تعنينا هنا بالدرجة الأولى لكنها وفي ظننا تقف في صفه إذا ما تمعنا الفيلم والأسلوب الفني الذي اختاره وأن اعتراه الضعف في بعض مفاصله.

ذات شتاء

الفيلم بأحداثه وشخوصه القلائل يبدأ من ذات شتاء بارد في مدينة يافا التي يبدو وكأن البرد والشتاء دفع بالسكان للاختفاء والتواري عن الأنظار، شاب فلسطيني يحمل همه ويقود سيارته إلى مكتب محامي كي يسأله عن أوراق منزله التي قدمها له قبل سنوات عشر لنكتشف  أن المحامي اضاع أوراق الشراء القديمة التي كان من المفترض أن يظهرها كدليل دامغ على شراء المنزل الذي يأويه ووالدته العجوز والمريضة واخته التي تعمل في تنسيق الزهور أمام قرار المحكمة الإسرائيلية الذي يشكك في ملكيتهم للبيت ويدعي المستوطنون شراءه.

من هذا المأزق يبدأ الفيلم ليضعنا في جوه وأسلوبه، يعود الشاب للمنزل ويجلس مع اخته وأمه، ينظر ثلاثتهم للتلفاز ويتبادلون حديثا باردا دون أن يلتفتا لبعض، الأخت تسأله عن الفعل طالما الأوراق التي تثبت ملكيتهم للمنزل قد اتلفت من مكتب محامي سيظهر لاحقا أنه كان يخونهم وجزء من المؤامرة على حقهم.

تنتقل الكاميرا الراصدة بهدوء ويقين برودة حياة هذه الأسرة، لترينا شابا يقود دراجة نارية، يقف على أحد المفترقات، يخلع قبعة الحماية ويبدأ بالصراخ بأعلى صوته وبشكل هستيري، يتوقف ويكمل مسيرته وتجواله في جسد المدينة المنهك.

يتكرر ذلك الفعل من "مجنون" المدينة ذاك بكل ما يرمز له من دلالة حيث يبدو معادلا رمزيا للعين التي تدور في أرجاء المدينة وتكشف ما تتعرض له من أخطار محدقة واختفاء سكانها عبر صراخه المتكرر. وفي أخر مشهد لهذا الشاب المجنون نراه يعاين التغييرات التي طرأت على المدينة حيث البناء الحديث والحدائق الإسرائيلية التي حلت مكان بيوت الفلسطينيين ومقابرهم، يقف ومن خلفه البحر على تله صغيرة ويبدأ بالضحك الهستيري هذه المرة، فيما جرافة ضخمة تعمل من خلفه وبموازاة البحر، في دلاله رمزية على السخرية مما يفعله الاحتلال بحق المدينة التي تدمر لمصلحة المحتلين.

ذات الكاميرا الهادئة تدفعنا لزيارة أحد مقاهي المدينة الفارغة، شابان يجلسان معا بلا حديث حميمي، يبدو وأن أحدهم صاحب المقهى، يقف ويذهب إلى موقد النار، يشعل منه سيجارة، ويقرب جمرة النار من "زوره" في محاولة لتدفئته، ينفخ على الجمرة مرات كثيرة، ويعود لصديقة، يجلسان بملل وحيرة وكسل بائن، حالة من الفراغ لا تدفع على الحوار والحكي وإنما الانتظار الذي يكتم رغبات ما.

على الجانب الأخر عجوز ستيني يرتدي لباس "قبطان" بحري، يرمق التلفاز المشغل على فيلم أجنبي صور في ذات أحياء المدينة التي يعيشون فيها ويصورهم على أنهم إرهابيين، ذلك العجوز يبدو وكأنه قادم من زمن لن يعود، هو زمن ميناء المدينة الذي يعاني الخراب من جهة والعمران الاحتلالي الجديد، ليبقى الزي وحالة القبطان بهيئته وصمته دلالة على عمر مضى ولن يعود.

تأخذنا الكاميرا بصبر تدفعنا لتقبله إلى عائلة مسيحية في ذات الحي القديم، فتاة كبيرة السن ووالدتها العجوز، كل ما تفعله تلك العائلة هو التجول في أنحاء المنزل، نرى الفتاة تنهض كل صباح لتطعم القطط الكثيرة التي تقف خلف الباب وتعود على إيقاع الجرافات التي نسمع أصوتها المزعجة لنستنتج أنها تنهش المنازل القديمة وتقيم بدلا منها عمارات حديثة، أما المرأة العجوز والمريضة فتراقب التلفاز طوال الوقت، تشاهد فيلما عن المسيح فيما قط الأسرة الناعس ينام بكسل فوق رسيفر التلفاز.

تأثيث بصري

كاميرا المخرج تأخذنا إلى أولئك الشخوص المحدودين أكثر من مرة، تعاينهم بلا ملل أو كلل، وتعيد التأكيد على واقعهم، لتنقل لنا جزء منه، وبين تلك النقلات أو الزيارات الدورية يعمل المخرج على سرد بصري يؤثث فيه عمله، نرى مشهدا يظهر فيه مخرج إسرائيلي يطلب من ممثل يهودي يبدو من لكنته قادما من روسيا أن يقول جملة: "بيدي هاتين بنيت هذا الجمال" ويشير لسقف منزل فلسطيني يعتبر تحفة معمارية، يطلب منه المخرج أن يعيد الجملة بالعبرية مرات عدة ويفشل في ذلك كل مرة. كما نرى مجموعة من المستوطنين تتجول في الحي القديم وتتفحص بيوته التي ستكون الصيد القادم في موسم السرقة الممتد، كما نرى يهودية تطرق باب أحد البيوت وتسأل عن إمكانية بيع البيت أو استئجاره، ونرى مشهدا يظهر إعلانات لشراء بيوت الفلسطينيين، وأخر لفتاة تغسل يديها باستمرار وكأنها تعاني هوس النظافة، ونرى مشهدا لجرافات إسرائيلية تحفر عميقا بعد أن هدمت بيوتا.

كما تقف الكاميرا طويلا عند لقطات لنوافد بيوت وقد أغلقت بالأسمنت، وعلى بيوت نصف مهدمة، وعلى شوارع فارغة، وعلى مفترقات طرق باردة، وعلى أبواب أكلها الصدأ، وعلى حجارة البحر التي قذفت من جوفه واستقرت على رمله، ونرى البحر ومقبرة مهترئة الشواهد...الخ من المشاهد الفرعية التي أثث فيها المخرج فيلمه ونسج منه حكايته ومرثيته لتلك المدينة التى تسمى يافا.

وكأن جل هدفه معاينة المكان وبعض شخوصه، مكان خاوي إلا من بعض العائلات التي تجاهد للحفاظ على بقائها بكل ما تستطيع، فهل عندها ستجدي دعوات الصمود لبشر يعتبر ذلك جزء من حياتهم.

كل ذلك جعلنا أمام فيلم له جمالياته البصرية والدرامية والجمالية الخاصة به.

أداء مميز وإيقاع بطيء

شريط الصوت في الفيلم حمل ما يوازي المدلول البصري وأثره، فهناك أصوات جرافات تدق الأرض، أصوات هدم منازل، أصوات عمليات البناء، نعيق غربان موحش، هناك الصمت الذي يشي بالكثير غير قلة الحيلة وانعدام اي أفق للغضب والثوران، صمت الممثلين الذين نرى أنهم أمام عجزهم يفقدون قدرة الكلام إلا لماما.

هنا نقول أن رحلة تتبع الفيلم لحركة عدد قليل من الشخصيات التي تدور في دائرة مجهولة النهاية بدا متقنا، وتحديدا في قدرته على التعامل مع الشخصيات والخروج بأصدق تعبيرات لمشاعرهم وفي حالات ضعفهم الإنساني، وهو ما تحقق بفعل قرب المخرج من هذا الفريق حيث أن كثير من الممثلين هم أقارب للمخرج، وهو ربما ما أوصله إلى درجة عالية من الأداء التمثيلي تركز على حركة الوجوه والانفعالات والعلاقات والصمت، والارتكاز على تعابير الممثلين وحركاتهم اليومية والتقليدية أيضا.

أما فيما يخص إيقاع الفيلم البطيء فكان تجليا لإيقاع المدينة أو الحي القديم والبشر المهددين فيه بالتهويد، لكن وأن أخلص الفيلم له بدا مملا ورتيبا في كثير من الأحيان.

بين إيليا وغودار

سيدرك المشاهد بسرعة أن مخرج "ميناء الذاكرة" ممسوس بأسلوب المخرجين الفلسطيني إيليا سليمان في فيلم "يد الهية" و"الزمن الباقي" وكذلك المخرج الفرنسي "جان لوك غودار (Jean-Luc Godard) الذي كان من رموز ما عُرِف بالموجة  الجديدة في السينما الفرنسية.

ففي العمل الجديد حاول الجعبري تقليد أسلوب إيليا سليمان من حيث الحوار القليل والقليل جدا، الاعتماد على الصور وجمالياتها ومحاولة استنطاقها، وكذلك الإتكاء على تعابير الممثلين الذين أدوا شخصيات مختلفة للتعبير عن الحالة النفسية التي يعيشونها وواقعهم، وتكرار المشاهد لمنحها دلالات بعينها...الخ من الفنيات التي عرف بها "سليمان" و"غودار" أيضا.

لكن ذلك الأسلوب لم يكن متقنا بالدرجة الكافية، فمحاولة تقليد إيليا الذي يبهر المشاهدين بأفلامه لم تصل إلى درجة النضج، بدت تقليدا غير متقنا، وهو ما أوقع الفيلم في مطبات منها بطيء الإيقاع الذي أورث المشاهدين شعور الملل بفعل التكرار غير المدروس لمشاهد منحت دقائق من زمن الفيلم دون أن تضيف الكثير في رصيد الفيلم أو في التأثير على المشاهدين.

ففي اللحظة التي وصل المشاهدين شعور الملل والرتابة وتساءلوا عن جدوى التكرار في بعض المشاهد، وقع الفيلم في خلل، هنا لم يكن ذلك الشعور نابعا من إحساس المشاهد بالشخصيات وواقع المدينة وهو الهدف الأصلي لذلك الأسلوب الذي استخدمه المخرج. فهناك ملل تعيشه الشخصيات، واقع بارد مليء بالانتظار والرتابة والمصير المجهول، هي حالة تقطع الأنفاس، واقع تلك المدينة والحي الموحش ثقيل جدا، رغب المخرج بتوصيله للناس، جزء منه وصل فعليا فيما جزء أخر منحهم مللا ربما كسر تلك الحالة من الإحساس بالشخصيات في ظل عدم وجود أحداث فعيلة تحرك الفيلم أو دراما واضحة اللهم إلا الدراما الداخلية للعمل نفسه، دراما عاشتها الشخصيات دون أن تخبر بها.

بقي أن نقول أن الفيلم الحائز على جائزة "لويس ماركوريل" في تظاهرة مهرجان أفلام الواقع في باريس مؤخرا هو عمل مختلف رغم بعض عيوبه الفنية، لكنه يحتاج يقينا إلى مشاهد مختلف أيضا، فهل يحفر هذا النمط من الأفلام عميقا في نفوس متلقيه.. في ضوء وعينا الكبير بتكرار الألم الفلسطيني وامتداده طوال خمسين عاما، وهو ما يتطلب طرقا وأساليب فنية جديدة ومختلفة لتناوله وعكسه وتقديمه.

الجزيرة الوثائقية في

26/10/2010

 

الفنان المصري عمرو سعد لـ «العرب»:

من شككوا في موهبتي يسعون الآن ورائي لأعمل معهم

القاهرة - نجوى رجب 

يعتبر النقاد عمرو سعد امتداداً للفنان الراحل أحمد زكي، فهم يصفونه بأنه يتقن أدواره بعناية فائقة، واستطاعت أعمال الفتى الأسمر الجديد أن تفرض نفسها بقوة، خاصة السينمائية منها، ومنها فيلم «دكان شحاتة» ومن قبله «حين ميسرة» الذي نال إعجاب الجمهور والنقاد معاً، والآن يطل علينا بفيلم «الكبار».

«العرب» التقت به لمعرفة الأعمال القادمة له، وهي فيلم «الكفيل» و «أسوار القمر» وفيلم فرنسي، ومعرفة الكثير عن حياته التي لا يعرفها أحد، فإلى نص الحوار.

·         حدثنا عن تجربتك مع فيلم «الكبار»؟

- فيلم «الكبار» يدور حول رسالة سياسية تلقي الضوء على المسؤولين الذين يحصلون على سلطات وصلاحيات واسعة، ويستغل بعضهم مكانته في الحصول على كل شيء وقهر الفقراء، والفيلم تأليف بشير الديك وإخراج ماندو العدل، وأقوم بدور كمال وكيل النيابة الذي يتسبب في إعدام شاب عن طريق الخطأ، فلا يستطيع أن يكمل حياته فيدمن الخمر ويكتئب ويستقيل من النيابة لشعوره بالذنب، ويقوم بالعمل بمهنة المحاماة، ولكنه يخسر أولى قضاياه نتيجة تسلط أصحاب السلطة الفاسدين، ويقابل كمال رجل أعمال فاسدا يجسد شخصيته خالد الصاوي، وتنقلب حياته ويدور صراع بين كمال وصديق عمره الضابط محمود عبدالمغني الذي يحاول إعادته لحياته الشريفة.

·         وماذا عن مسلسل «مملكة الجبل»؟

- «مملكة الجبل» تأليف سلامة حمودة وإخراج مجدي أحمد علي. ويدور المسلسل حول صراع بين ثلاث عائلات كبيرة، كما يدور حول كنز أثري، وأقوم بدور مناع الشاب الصعيدي الذي يحاول أن ينقذ عائلته وأهل بلده من الجهل والسلاح والمخدرات.

·         يردد البعض أن المسلسل يشبه فيلم الجزيرة؟

- لا يمكن أن يكون كل مسلسل يتحدث عن قضية المخدرات والسلاح مشابهاً لفيلم الجزيرة، ولا أرى أية علاقة بين العملين، فـ»مملكة الجبل» هو محاولة زرع الانتماء في أشخاص تربوا بعيدا تماما عن يد القانون، وهذا هو دور البطل في المسلسل، أن يبعد أقاربه عن الخطر، وأن ينأى بأهل القرية عن حياة الجبل.

·         تحدث عنك البعض بأنك امتداد للفنان أحمد زكي، فهل هذا يرضيك؟

- هذا شرف لي أن أكون امتداداً لعملاق مثل الفنان أحمد زكي، ولكنه لن يأتي أحد مثله.

لكن قيل: إنك تقلد زكي في فيلمك «دكان شحاتة»؟

لم أقلد الفنان أحمد زكي، بل قمت بأدائي الخاص لشخصية صعيدية، والملابس الصعيدية معروفة، خاصة للشباب في نفس عمري، وقد ارتداها الفنان أحمد زكي في فيلم «الهروب» لأن الشخصية تستلزم هذه الملابس، فمن هنا جاء الربط بيني وبين الراحل العظيم أحمد زكي، وتحدث الكثيرون بأن عمرو سعد يقلد أحمد زكي في فيلم «الهروب» ولكن هي ملابس غير مقصود بها التقليد أبدا، والأداء مختلف، والرابط الوحيد كان الشخصية الصعيدية والملابس، وأيضا الملامح والبشرة السمراء، لكن أتمنى أن أكون مثله؛ لأن هناك فنانين لا يمكن تكرارهم.

·         هل قمت بدور في عمل فني من أجل المال فقط وندمت عليه؟

- مسلسل «أولاد الشوارع» مع الفنانة حنان ترك، فقد قمت بأداء دوري مع أنه دور صغير جدا، ولكن قمت به من أجل المال.

·         الجمهور ينتظر أعمالك، فما هي؟

- هناك فيلم يدور حول موظف بسيط يحلم بالسفر للخارج ويفرض عليه نظام الكفيل، وتحدث مفارقات وأحداث لا يشعر بها المشاهد العادي الذي لم تمر عليه تجربة السفر للخارج، وهو من تأليف ناصر عبدالرحمن، وجاءت فكرته منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويحكي قصه شاب يسافر للخارج ويهرب من الضغوط، ويغترب عن نفسه ووطنه ويفقد هويته، وكذلك فيلم «أسوار القمر» وهو بطولة مشتركة من تأليف محمد حفظي وإخراج طارق العريان، كما أقوم بدراسة دور في فيلم فرنسي.

·         ملامح وجهك توحي بأن هناك ظروفا قاسية صنعت نجوميتك؟

- بالتأكيد فالإنسان الحقيقي يصنعه الحزن والصعاب، فقد كنا تسعة إخوة، وكان يربط بيننا حب، ولم تضحك لي الدنيا إلا بعد ظروف صعبة، ومن الأشياء الصعبة التي مررت بها، في إحدى المرات كنت أصوِّر مسلسلاً والمخرج طردني بعد يومين من التصوير بسبب عدم موهبتي، وآخر رفضني لمجرد أنني طالبت بزيادة أجري زيادة طفيفة، ومعظم هؤلاء المخرجين والمنتجين يجرون ورائي الآن، ولكنني لم أفكر في التعامل معهم لأن ما بداخلهم ليس إنساناً، بل مجرد شخص يبحث عن المال فقط ولا يهتم بمشاعر الناس ولا بأية حالة إنسانية، فكل هذه الظروف صنعت عمرو سعد، بالإضافة إلى جلوسي على المقاهي واحتكاكي المباشر بالشارع واليأس والإحباط الذي يعيشه معظم الشباب في الوقت الحاضر.

·         كيف كانت تجربتك مع المخرج خالد يوسف؟

- قابلت خالد يوسف عند المخرج يوسف شاهين، وكان وقتها مساعد مخرج لشاهين، فعندما كنت بالمعهد وكنت أعد لمشروع التخرج زرت شاهين في مكتبه، وفوجئت أنه قابلني مقابلة ممتازة وباهتمام لم أتوقعه، وشعرت عند خروجي من عنده أنني سأكون فناناً متميزاً، لكن لم أعمل معه.

·         هناك من يتهمك بالإساءة لسمعة مصر؟

- لم تسئ أفلامي لسمعة مصر أبداً، بل تقدم واقع الإنسان المصري المطحون، فما القيمة الفنية عندما نقدم قصوراً ومنتجعات وقرى سياحية ونرفض تقديم الحقيقة، فهذا نفاق؛ لأن الأطباء لا يحتاجون لعلاج، المرضى فقط هم الذين يحتاجون للعلاج.

·         ألا ترى أن الأفلام المصرية الأخيرة أصبحت تشجع على العنف؟

- الشعب والجمهور المصري والعربي عموما عاطفيون جدا، ويتأثرون بكل شيء، سواء كانت مشاهد عاطفيه أم عنيفة، وأرى أن الأفلام عندما تكون صادمة فهذا يعد نجاحا؛ لأنه أحيانا يكون آخر الدواء الكي، فليس معنى أن يكون الفيلم عنيفا أنه يشجع على العنف، ولكن لكي يُظهر واقعا حقيقيا.

·         ما ردك على اتهام «دكان شحاتة» بالإساءة للمتصوفين؟

- لم نسئ للمتصوفين أبدا، بل هي دعاية من أحد المحامين للشهرة، والمشهد الذي اعتُرض عليه كان مشهدا لمجموعة من الدراويش مغرمين بأغنية في الحب، وليس لها أية علاقة بالمتصوفين.

·         كيف كانت تجربتك مع الفنانة هيفاء وهبي؟

- رغم أنها أول بطولة لهيفاء، لكنها أثبتت أنها ممثله ناجحة، فقد كانت ملتزمة بالبروفات والتصوير، وأيضا الذي علمته هو أن هيفاء رفضت العديد من الأدوار التي كانت البطولة فيها مطلقة، ووافقت على المشاركة في فيلم «دكان شحاتة» لقناعتها بخالد يوسف كمخرج قوي.

العرب القطرية في

26/10/2010

 

زوم
ناشطون سينمائيون لبنانيون يدعمون أهم المهرجانات العربية

محمّد حجازي  

يعنينا ويسعدنا كثيراً معرفة أن عدداً من اللبنانيين الناشطين سينمائياً والذين واكبناهم في تظاهرات مختلفة في بيروت ينتشرون مع مواسم المهرجانات العربية خصوصاً في الخليج، ويقومون بمهام متميّزة في مجالات التنسيق والبرمجة والقيادة الإدارية الفعّالة بحيث يكونون في صلب النشاط السائد، ما يعطينا دفعاً نموذجياً إلى الأمام كي نتفاءل بأنّ طاقاتنا، ومعظمها شابة، تتم الاستعانة بقدراتها وخبراتها وديناميكيتها ومعرفتها بمفاصل العلاقات المهرجانية والسُبُل التي تسمح بحجز وشحن وعرض أفلام مختلفة·

وإذ انتهى مهرجان أبوظبي، فإنّ الدور التالي على <ترايبيكا> في الدوحة ودبي والخليج، لذا فإنّ شباباً وشابات من لبنان يتحرّكون بين هذه التظاهرات المتميّزة والواعدة والراغبة في تثبيت حضورها دورة إثر دورة، وتؤمّن مشاركة اللبنانيين أكثر من فائدة أوّلها الخبرة النموذجية في الميدان، وثانيها معرفتهم بأكثر من لغة أجنبية، وثالثاً قدرتهم على التعاطي الراقي مع كل الجنسيات المشاركة إضافة إلى شخصياتهم المتحرّرة، وبروز علامات الاهتمام والود على وجوههم، بحيث لا نرى أيّاً منهم غاضباً أو مُرهقاً، وهذا واكبناه مباشرة في عدد من دورات دبي، وفي الدوحة مع التحضير للدورة الثانية من <ترايبيكا>·

عدد لا بأس به من النجوم العالميين أثنوا على طريقة الاتصال بهم ثم على أسلوب رعايتهم والتواصل معهم بعد وصولهم، فقد شعروا بألفة عبّر عنها كثيرون، كانوا يسألون هؤلاء العاملين في المهرجانات العربية عن جنسيتهم فيردون بأنّهم لبنانيون، لأنهم لاحظوا أنّهم أصحاب بشرة حنطية وليس سمراء عادية أو داكنة، الأمر الذي عزّز حضورهم والحاجة إليهم في هذه المهرجانات واحداً تلو الآخر، وقد التقينا عدداً منهم في مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت، وفي مطار الدوحة، ولسان حالهم: <حالياً نحن محجوزون لعدة مهرجانات>·

والجميل هنا، أنّ هؤلاء الذين يحبون السينما ويتابعون فصولها، ونواصيها، هم خرّيجو إعلام أو فنون مرئية أو تشكيلية، ويعتبرون أنّ أي خبرة يحصلون عليها من أي مصدر هي مكسب حقيقي، وترتاح جميع التظاهرات إلى أنّ الفتيات العاملات لا يجدن صعوبة في السفر من بيروت وتمضية أيام عديدة في أي دولة للعمل ثم الانتقال إلى مكان آخر قبل العودة إلى بيروت·

وخلال انعقاد إحدى دورتي مهرجاني كان والبندقية، أيضاً كنّا نعرف بسفر عدد من هؤلاء الناشطين إلى إحدى هاتين المدينتين لمتابعة فعاليات السينما فيهما، ما يعني أنّهم إنما يأخذون عملهم على محمل الجد، فيسافرون، ويشاهدون أفلاماً، ويشاركون في المؤتمرات الصحفية والندوات والورش المختلفة، على خلفية أنّهم يريدون معرفة كل شيء عن هذا الفن الذي يعتبرونه أولاً في اهتماماتهم وإنْ كان سابعاً في عرف المتخصصين·

المبادرة الفردية التي عُرِفَتْ عن اللبناني تُطبّق هنا في أبهى مظاهرها، فكل عنصر مجتهد، يحب السينما انخرط في بيروت، في العديد من التظاهرات والنشاطات المختلفة فأسهم بالقدر المتاح في عملية النجاح لهذا المهرجان، أو الأسبوع السينمائي، أو الاحتفالية، ودأب على العمل وعندما حان مشروع المهرجانات خارج لبنان، وتحديداً في دول الخليج العربي، وجد نفسه مساهماً في جهد مشترك مع شباب وصبايا من جيله ووسطه يعملون معاً من أجل إنجاح السينما في هذا المهرجان أو ذاك·

تحية من القلب للعديد من هؤلاء الناشطين تتقدّمهم هانيا مروة، زينة صفير، فاليري نعمة، نصري صايغ وغيرهم الكثيرون ممّن باتوا حاضرين نراهم في بيروت، ولم نعد نُفاجأ بهم في أي مدينة عربية·  

 

عروض

<يا نوسك> لبناني سويسري ظريف تزيده خصوصية <زينة دكاش> بإدارة إيلي خليفة
<بن آفلك> سيّد الكاميرا من أمامها وخلفها يقدِّم أكشن نظيفاً ومؤثراً و <فيكتوريا الصغيرة> فاجأت الجميع فقادت بريطانيا وأنجبت 9 أبناء وعاشت فوق الـ?80

يعنينا أن نستهل أفلام البرمجة الأسبوعية لأفلام الصالات بشريط: Ya noosak للمخرجين اللبناني إيلي خليفة والسويسري ألكسندر مونييه عن نص لإيلي خليفة إنتاج Taxi Films وCabbout Production (جورج شقير)، وتولّت مهمة المنتج المنفذ سابين حمدان، وأدار التصوير راشيل عون وتولّت المونتاج غلاديس جوجو والصوت لـ إيريك مانشيت، ومهاب شانيه ساز، بينما صاغ الموسيقى زيد حمدان· وعلى مدى ساعة وخمس دقائق نواكب مناخاً لبنانياً خالصاً مع خفة دم زينة دكاش في شخصية منى، والسويسري الألماني سيغفريد تيربورتن، في دور رودي الذي يحب أن يعمل في لبنان لأنه أحب النّاس والحياة لذا يفتتح له محل بيتزا صغيراً، تديره منى، ويتولى علي (حسين مقدّم) ومروان (طارق يعقوب) مهمة توصيل الطلبات على دراجتيهما الناريتين·

ويتعدّد وجود الوجوه النسائية في الشريط على أساس أن كل <افرنجي برنجي> فإنّ كل فتاة ترى رودي تقع في حبه منهن: سولا (ألكسندرا قهوجي) وسوسو (دنيا ابراهيم) مايا (مروة أبي خليل) ميشلين (نيكول كاماتو) يمنى (آية شمس الدين)، لكن رودي طبعاً لن يكون إلا لزينة أو منى الشابة التي حين يدعوها رودي إلى حفلة في منزله بوجود عدد من المعارف تلبس أجمل ما عندها، وتأخذ تاكسي يوصلها اليه، لكن السائق (جورج قاصوف) يحاول الاعتداء عليها فتكبّله وتأخذه مخفوراً في سيارته، ثم تسلّم المفاتيح والرهينة إلى رودي الذي يأخذه إلى مخفر البوليس حيث يعلق في سين وجيم، وعدة أيام توقيف قبل إطلاقه، لا تغادر خلالها منى الشارع تحت نافذة احتجازه إلى أنْ يُطلق سراحه، وينطلق وإياها على دراجة نارية بين السيّارات وخلفهما دراجتان أخريان مع مروان وعلي مع صديقتيهما·

الشريط خفيف الظل كثيراً، والكاستنغ جيد، خصوصاً بين رودي ومنى، ومن المشاركين في التمثيل أيضاً: عوني قواص، يوسف فخري، ختام اللحام، جورج دياب، أنطوان نادر وأنطوان بيلر·

The Town بطولة وإخراج وإنتاج بن آفلك، واللافت فيه أنّه يدخلنا إلى خانة الممثلين الذين يُخرِجون جيداً مع دليل إضافي يُشير إلى أنّ فناناً غيره تتهافت الطلبات عليه للتمثيل، يُقرّر أن يكون كاتب سيناريو ومخرجاً وممثلاً في آن، وكأنما يريد القول بأنّه قادر على الإبداع في النماذج الثلاثة·· لكنها الحقيقة·

نعم، فعمله خلف الكاميرا جيد، لأنه يقود فريقاً متجانساً جداً ولا شيء يُخفّف من غلواء حضوره القوي أبداً، سواء في المشاهد العادية أو التي فيها عاطفة وتواصل، أو تلك الشديدة الحركة والإثارة، فيما يلعب أمام الكاميرا دوراً يناسبه جداً، ولا يبدو أنّه تدخل في هذا الصدد بل هو في مكانه مع فريق متجانس، هم عصابة من لصوص المصارف الذين يخططون ليل نهار من أجل الانقضاض على المصارف واحداً تلو الآخر، ودائماً هناك خطة مختلفة في كل مرّة يسرقون، لذا فهم ينجون من مخاطر القتل مع مبالغ خيالية يحصلون عليها ويعيشون من خلالها أفضل اللحظات·

يحصل أنّهم اضطروا في آخر عملية لهم أن يأخذوا موظفة بارزة في المصرف تدعى كلير كيسي (ريبيكا هال) التي رأت وجه أكثر من شريك في العملية إلا دوغ (آفلك) الذي طلب من رفاقه نسيان أمرها وتركها له كي يبحث في أمر التخلّص منها من عدمه·

وتنمو عاطفة هادئة وصادقة بين الطرفين، من دون أن تدرك هي من يكون هذا الشاب إلى أن ينكشف أمره، ويكون غضب يتم تجاوزه ولكن المطلوب كان في العلاقة مع رفاقه هو تنفيذ آخر عملية لهم كونها كبيرة جداً، وهي كانت فعلاً كذلك، لأنها شهدت فوزهم بمبلغ كبير، ثم وهم يحاولون المغادرة من باب خلفي، كان أحد ضباط الـ FBI ويدعى آدم فراولي (جون هام) يسد الطريق عليهم برجاله الكثيرين، لذا دارت معارك دموية طاحنة سقط فيها رجال بوليس كثر، وقتل جميع رفاق دوغ، ونجا هو لوحده حيث مشى في الشارع وحيداً متنكّراً بملابس رجال البوليس·

كلير تفوز هي الأخرى بثروة داخل حقيبة مدفونة في حديقة منزلها تركها لها دوغ وتوارى حتى لا يعتقله أحد·

استعان آفلك بفريقين تقنيين فقاد فريق المؤثرات الخاصة آلن هال، وفريق المؤثرات المشهدية ديك إدوارد، في شريط مأخوذ عن رواية: أمير اللصوص، لتشاك هوغان، وتولى صياغة الموسيقى التصويرية الخاصة كل من ديفيد باكاي، هاري غريغسون ويليامس، وشارك في التمثيل: جيريمي رميز، سلاين، اوين بيرك، تيتوس ويليفر، بيتي بوستليثوايت، كريس كوبر، دينيس ماكلوغلان·

The Young Victoria شريط من إنتاج العام 2009 في 105 دقائق، أُقيم له حفل كوكتيل لافت دُعِيَ إليه سفراء ودبلوماسيون·

يعود الفيلم بالأحداث إلى العام 1838 حيث يرصد كاتب السيناريو جولياني فيللوس حياة هذه الملكة الشابة الصغيرة التي كانت وليّة عهد بريطانيا ولأنها لم تكن بلغت سن الرشد بعد عُيّن وصي عليها إلى أن باتت قادرة على حكم البلاد·

كان الوصي عليها زوج والدتها الذي أذاقها الأمرّين، لكنها ردّت له كل ما فعله، واستطاعت تجاوزه، ثم طرده من القصر، والطلب من والدتها عدم التدخّل في أمور القصر إذا ما أرادت أن تبقى الأمور طبيعية بينهما، وفيما مارس اللورد ملبورن (بول بيتاني) مهمة المستشار الأوّل لفترة، جاء الأمير ألبرت (ريبرت فريند) الذي بات زوج فيكتوريا وأفهم المستشارالأول أنّ لا علاقة له لا به ولا بزوجته·

ورغم ما واجهها من تظاهرات، ومحاولات لقلب حكمها إلا أنّها أثبتت جدارة في إدارة المملكة وعرف عهدها الكثير من الإنجازات المهمة للشعب، انعكست على الحياة العامة وباتت ملكة محبوبة أنجبت تسعة أبناء وعاشت حتى الثمانين بينما توفي زوجها وهو لم يتعد الـ40 عاماً·

جان مارك فاليه أخرج هذا العمل الذي يميّزه جداً تصويره الرائع هاغن بوغدانسكي، ورافقته موسيقى خاصة (ايلان اشكاري) وتولى المؤثرات فريقان قادهما ستيوارت بريسدون ومارك كوث·

دور الملكة فيكتوريا لعبته الممثلة إيميلي بلانت، وتوزّعت باقي الأدوار: ميراندا ريتشاردسون، جيم براد بانت، توماس كريتشمان، مارك سترونغ، غاسبر كريستنسن، هارييت ووتر، وجانين هاين·

اللواء اللبنانية في

26/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)