حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

3 حكايات في فيلم واحد

"من الآن" عزف منفرد عن الموت

محمد رُضا

كان عمر المخرج الأمريكي الراحل جون هيوستون ثمانين سنة حين صوّر آخر أفلامه وعنوانه “الميّت” في العام 1987 ومات في نهاية العام ذاته .

المخرج الياباني الكبير أكيرا كورساوا كان في التاسعة والسبعين من عمره حين أخرج “أحلام” في العام ،1989 وفي الثمانين من عمره حين أخرج “مغناة في الربيع” سنة 1990 ثم في الرابعة والثمانين حين حقق آخر أفلامه “فيما بعد” سنة 1993 أي قبل أربع سنوات من رحيله . أما كلينت إيستوود فهو اليوم في الثمانين من عمره وجديده بعنوان “من الآن” .

المسألة ليست في ذكر عناوين أفلام هذه المجموعة بعدما أصبحت فوق الثمانين، بل ملاحظة أن الموضوع الذي جثم في “الميّت” لهيوستون، وفي أفلام كوراساوا الثلاث المذكورة، كما في فيلم إيستوود الجديد هو واحد: الموت .

بالنسبة إلى إيستوود الموت ليس غريباً عن أعماله . إنه ينزف دماً وقد يموت في نهاية “الخارج عن القانون جوزيه وَلز” سنة 1976 ومتمثّل في موت أقرب الناس إليه في “غير المسامح” (1992) وأقرب الناس إلى شخصية بطله شون بن في “ميستيك ريفر” (2003)، ثم هو محنة يتعرّض لها بنفسه في “مليون دولار بايبي” (2004) حينما تطلب منه هيلاري سوانك أن يخلّصها من عذابها فيفعل . وفي آخر فيلم مثّل فيه (وقام بإخراجه أيضاً) وهو “غراند تورينو” (2008) يصوّر موته هو .

في فيلمه الجديد المؤلف من ثلاث حكايات يعرضها متوازية متنقلاً بين حكاية وأخرى بسلاسة بالغة، يتحدّث عن الموت نفسه، وعن تأثيره في شخصياته .

يبدأ إيستوود فيلمه بذلك العزف الخفيف على الأوتار، عادة استقاها فيلماً وراء فيلم واختتم أعماله بها . في “غير المسامَح” هناك عزف قريب جدّاً لما نسمعه هنا على المشهد النهائي حين يدفن إيستوود زوجته (لا نراها) . هنا يطالعنا المخرج بمشهد يقع في غرفة في فندق آسيوي على البحر .

ماري مذيعة تلفزيونية فرنسية ناجحة (سيسيل دو فرانس) تغادر الغرفة لتتمشّى صباح أحد الأيام تاركة صديقها ديدييه (تييري نيفيك) وحده . كل شيء يبدو طبيعياً لكن فجأة هناك هدير، الجميع يلتفت إلى ما يحدث متسائلاً، وفي لحظة ينتقل الفيلم من الهدوء إلى العنف: كارثة تسونامي المعروفة وقعت والبحر تحوّل إلى جبل من الماء الجارف الذي حوّل المكان إلى كارثة . ماري تجد نفسها مجروفة بالمياه، ثم تُصاب بضربة على رأسها فتغرق . يتم سحبها إلى اليابسة وتُعدّ ميّتة، لكنها تصحو، من لحظتها تلك تدرك أنها خبرت الموت ورجعت منه .

ننتقل إلى سان فرانسيسكو: جورج (مات دامون) يعمل في البناء، لديه موهبة (يسمّيها لعنة) وهي التواصل مع الأرواح، شقيقه الأكبر يريده تحويلها إلى “بزنس”، لكنه يرفض . يضطر إلى ممارسة هذه الميزة مرّتين قبل أن يقرر الذهاب إلى لندن حيث موطن كاتبه المفضّل تشارلز ديكنز .

في لندن، وخلال مرور القصّتين السابقتين، نتعرّف إلى التوأم (فرانكي وجورج مكلارن)، أنهما دون الثانية عشرة من العمر، أحدهما أكبر من شقيقه باثنتي عشرة دقيقة . أمهما مدمنة ويحاولان إنقاذها من محاولات موظفي الخدمات الاجتماعية إدخالها إلى المصحّة، في غمار هذه المحاولة يسقط أحدهما ميّتاً في حادث سيّارة، فيعيش الآخر حياته في ذكرى أخيه .

في نصف الساعة الأولى يؤسس إيستوود لهذه الحكايات وما هو مذكور هنا هو ما ورد في نصف الساعة الأولى فقط . فيما بعد سنواصل تبعات هذه المواقف المتعلّقة بالموت والموتى والأرواح والتجربة الخاصّة للعلاقة بين الموتى والأحياء . سنتعرّف إلى آثار الأحداث الأولى في تلك الشخصيات وكيف تجد نفسها وتآلفت حتى من قبل أن تلتقي بالضرورة .

سيناريو بيتر مورغن الذي كتب سابقاً “الملكة” و”فروست - نيكسون” و”آخر ملوك اسكتلندا” مختلف، لأنها المرّة الأولى بعد تلك السيناريوهات التي يترك جانباً الشخصيات الحقيقية ويعمد إلى التأليف المطلق . من ناحيته، فإن إيستوود ينصرف إلى تنفيذ الحكايات والانتقال من كل واحدة إلى الأخرى في إدراك كامل لمتطلّباتها . لن تلحظ توتّراً ولا تكلّفاً ولا إبهاراً . لديه موضوع قوي وسيناريو جيّد ومجموعة من الممثلين التلقائيين وفوق ذلك اهتمامه بالموضوع وإسباغ حسّه التراجيدي عليه .

مع نهاية الفيلم يتجلّى الجانب العاطفي ويتصالح كل شخص من هذه الشخصيات الرئيسة مع نفسه وماضيه ومع الموت ذاته . وأماكن التصوير لافتة، خصوصاً تلك اللندنية، حيث تتم المصالحة كما لو أن نفس إيستوود ترنو إلى الجذور الأوروبية القديمة . 

قدمت مئات المخرجين المبدعين

"الستينات" العصر الذهبي للسينما

رغم أن الأفلام الجيّدة مازالت تصلنا من السينمات المختلفة حول العالم، فإنه لا توجد فترة في التاريخ تشابه فترة الستّينيات، لا من قبلها ولا من بعدها . إنها الفترة التي كان هناك مئة مخرج يستحقّون الاهتمام كل سنة من ذلك العقد عوضاً عن عشرة أو عشرين كما هو الحال اليوم . الفترة التي تخلّص فيها المبدعون مما كان يشدّهم إلى الخلف: قوانين سلطوية من هنا، شيفرات دينية واجتماعية من هناك، قيود الإنتاج المسيطر من ناحية ثالثة .

في كل قارّة، شهدت السينما نهضة اختلفت عما كانت السينما سجّلته من قبل، من أيام ولادتها وحتى مطلع ذلك العقد . من أستراليا وحتى قلب إفريقيا، ومن السويد إلى أمريكا اللاتينية مروراً بعدد من الدول العربية، كانت هناك حركات مختلفة تتشكّل متباعدة حتى ولو كان بعضها نال حوافزه من نجاح بعضها الآخر . سينما جديدة تأسست في البرازيل وفرنسا ومصر وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وتشيلي وكوبا وأستراليا والاتحاد السوفييتي ومنظومة البلاد الواقعة في معسكره . وكلّها كانت معادية للسائد، معبّرة عن جوهر تغيير سيمتد إلى السبعينيات حيث انتهى على صخور جيل جديد انتمى إلى عالم آخر لم يكن هو ذاته الذي عايشه الجيل السابق .

جيل الستينيات راهن على أنه سيغيّر في وجه الحياة وسينحت في الزمن (قول الحكيم الشاعر والسينمائي أندريه تاركوسكي)، ليكتشف أن الوجه الذي ابتسم له لعقدين استبدل قناعه بآخر . في الواقع، ما حدث لم يرتكبه السينمائيون ولا لهم علاقة به، ولا حتى له علاقة بنجاح أو إخفاق مشوارهم الإبداعي . لقد انطلقوا متحسسين الحاجة إلى التغيير . لكنهم لم يكونوا الوحيدين في ذلك، بل كانوا وسط بحر متلاطم من التيارات الثقافية والشعبية التي كانت تطلب الأمر نفسه: في الولايات المتحدة كان الجيل الجديد يطالب بالحرية الكاملة للأفرو - أمريكيين، ويستجيب لنداءات مارتن لوثر كينغ ومالكولم أكس . هناك أيضاً، كانت حرب فيتنام تواجه انقسام الشارع والبيت الأمريكيين: الجيل السابق، ولأسباب مفهومة، كان معها . الجيل الحالي (والاستثناءات في الجانبين محسوبة) كان ضدّها . وكان ضدّها أيضاً كل العالم من بيروت، التي رشقت سنة 1968 فيلم جون واين “القبّعات الخضر” بالحبر والبندورة حين عرضته صالة الحمرا، إلى موزامبيق، ومن نيودلهي إلى أوسلو وساو باولو . لكن في مقابل هذا الفيلم نبتت الأفلام المعادية للسُلطة وللعنف العسكري حول العالم، من “زد” الفرنسي لكوستا غافراس إلى “إذا . . . .” البريطاني للندساي أندرسن ومن “إيزي رايدر” الأمريكي لدنيس هوبر إلى “أدالين 31” السويدي لبو وايدربيرغ .

كلمة جديدة واكبت السينما والحركات بأسرها: تجدها في “الموجة الجديدة” في فرنسا و”السينما البريطانية الجديدة” و”السينما البرازيلية الجديدة” وفي “جماعة السينما الجديدة” في مصر أو عبر نعوت قريبة مثل “السينما البديلة” في عواصم عربية كبيروت ودمشق وبغداد و”سينما الأندرغراوند” في نيويورك .

إنه العقد الذي أصاب زلزال المتغيّرات الثورية الحياة اليومية بأوجهها وحقولها المختلفة كما في ثقافاتها المتعددة، في كل مكان من أمريكا اللاتينية وتشي غيفارا إلى العالم العربي وجمال عبد الناصر، ومن استقلال الجزائر سنة 1962 إلى خروج الأمريكيين من فيتنام بعد إحدى عشرة سنة على ذلك التاريخ .

كل ذلك، والمرء لابد أن يلاحظ، في الوقت الذي كانت فيه الهويّات الثقافية لكل بلد محفوظة لم تنهر بفعل التطوّرات، وكل ذلك، والمرء لابد أن يلاحظ أكثر، والسينما ترتفع عن تابع ترفيهي في مدينة ألعاب، إلى كيان فني وثقافي كامل ومؤسس ومنفصل بذاته .

خلال الستينيات، لم تعد الأفلام الشبابية المناهضة منكمشة في عروض ضيّقة وغير مسموع بها، ولم يعد مخرجوها سينمائيون يكدحون لجمع التمويل ويستعطفون المنتجين لمنحهم الحق في لقطة طويلة يستغرب المنتج من وجودها خوفاً من أن تعترض الموضوع . كل ذلك، لأنه في حين أن الجمهور العريض كان لايزال سائداً، كان هناك جمهور عريض آخر قد نشأ . تلك الأفلام، أولئك المخرجون، هذا الجمهور، مثلّث رائع تتوّج بانتشار الثقافة السينمائية عبر سلسلة من الكتب والمجلات والإبداعات النقدية . 

علامات

المطبّعون سينمائياً

لا تزال المهرجانات السينمائية العربية تحجم عن استقبال أفلام من إنتاج الدولة المغتصبة “إسرائيل”، وحسناً تفعل، إذ هي بذلك تؤكد ضرورة إحلال السلام والعدل ومنح الفلسطينيين ما يستحقّونه من حقوق واستقلالية قبل البدء بأي مشاريع ثقافية وسينمائية .

ومع أن بعض هذه المهرجانات تستقبل أفلاماً من إخراج سينمائيين فلسطينيين دعمهم مكتب “صندوق الدعم الإسرائيلي”، أمثال توفيق أبو وائل وإيليا سليمان، وإسكندر قبطي، إلا أن تبريرها لذلك قائم على اختيار المنطق السائد بأن المقاطعة ل “إسرائيل” وليس للمخرجين الفلسطينيين . إنه وضع من قاعدة “أضعف الإيمان”، لكنه على الأقل لا يذهب إلى حد استقبال الأفلام “الإسرائيلية” المحضة . وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رفض مراراً إجراء هذا النوع من التصالح، رغم ضغوط “إسرائيلية” مورست في هذا الاتجاه، وكذلك رفضت مهرجانات أخرى ولاتزال .

لكن على الصعيد الإعلامي، هناك من يكتب داعياً، على نحو أو آخر، إلى هدم هذا الجدار الذي يسمّونه نفسياً، وبعثرة هذا المانع الذي يعتبرنه عاطفياً والقبول بالآخر، والآخر هنا طبعاً هو العدو الذي اغتصب الأرض، ويريد المزيد منها، واغتصب الحرية ويريد تقويض ما تبقّى منها، واغتصب الأرواح ولا يمانع بقتل كل الفلسطينيين لو استطاع ليتمكّن من التسيّد على كل الأرض تمهيداً لمزيد من السيطرة والاحتلال .

ما يكتبه البعض نوع من الابتزاز الفارغ على أي حال . يعتقدون أن معاداة “إسرائيل” تعني أن المعادي أغمض عينيه عن كل نتاجاتها، وأنه بالتالي يأخذ من تلك الإنتاجات موقفاً آلياً من دون تفكير .

فموقف الناقد العربي من المخرج أموس غيتاي منحاز ضدّه لأنه من الكيان الصهيوني، وليس بسبب قيمة أعماله، وموقفه من أي فيلم “إسرائيلي” سلبي لمجرّد أنه يحمل علم “إسرائيل” . بذلك يعدّ الساعي للتطبيع الأكثر فهماً وإدراكاً وانفتاحاً وتميّزاً من الباقين الذين لديهم مواقف ضد المبدأ الشامل .

من الضروري أن يحمل المثقّف والناقد فكراً مستنيراً، أن يقرأ ما يكتبه العدو وأن يشاهد ما ينتجه من أعمال فنية، وأن يتابع ما يقوم به حين تُتاح الفرصة وعلى الإنترنت الفرص متاحة . لكنه أمر آخر أن يشجّع إنتاجات معيّنة لمجرد أن مخرجيها “اليسار الإسرائيلي” . ولأسباب مهمّة من بينها أن هذا اليسار لا يلعب دوره الذي يأمله المطالبون بالتطبيع الثقافي إلا بحدود ضيّقة . هناك حق لا غموض عليه وهو حق الفلسطينيين في الحياة فوق أرض فلسطين، واليساري اليهودي مطالب بأن يتبنّى هذا الحق علانية إذا ما شاء أن يعارض الصهيونية . كذلك، وبما أن الحق لا يخضع للتجزئة، فإنه لو كان معارضاً حقّاً لترك الكيان “الإسرائيلي” واختار دولة أخرى ينتمي إليها .

هذا الكلام ينزل إلى قعر الحقيقة حتى ولو بدا ساذجاً للبعض، لكن الجميع - يساريبن ويمينيين - يستفيدون من الوضع القائم والقبول بالطرف الآخر “الفلسطيني” يتراوح من منحهم مواقع للحياة أشبه بجزر بشرية صغيرة، إلى العودة إلى اتفاقات أوسلو التي مسحت بأوراقها الدولة الصهيونية الأرض وتوسّعت لما بعد الحدود التي نصّت عليها تلك الاتفاقات .

عوض مطالبة الناقد السينمائي العربي (كما ورد في مقال نُشر في صحيفة لبنانية مؤخراً)، بأن يهدم الجدار الذي يسمّونه نفسياً، دعونا نسمعهم يطالبون العدو بهدم الجدار الذي أقامه ليتحصّن وراءه وهو جدار عنصري وغير حضاري باتفاق الشرق والغرب . عوض مهاجمة النقاد والسينمائيين وأصحاب المهرجانات الذين ليسوا بحاجة إلى من يعطيهم درساً في كيفية ممارسة حرفهم، لم لا ينظر هؤلاء إلى العدائية التي تمارسها الصهيونية حيال كل الثقافات والأديان ودعوات السلام؟

م.ر

merci4404@earthlink.net

http://shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في

11/10/2010

 

 

صناع فيلم «مسلم»:

نأمل فى نظرة مختلفة و«محترمة» للمسلمين السود فى أمريكا

كتب   ريهام جودة 

أن تكون أسمر البشرة وتعيش فى الولايات المتحدة، فالنظرة المتربصة بك قد تبدو مقبولة، إذا وضعت فى اعتبارك ميراثا خامدا من العنصرية نحو السود فى التاريخ الأمريكى، لكن أن تكون مسلما أسود مقيما فى الولايات المتحدة بعد أحداث ١١ سبتمبر، فانت بلا شك تواجه اهتماما مزدوجا ممن حولك من الأمريكيين، مهما كان التغنى الكاذب بالمساواة وعدم التفرقة بسبب الدين أو اللون تحت لواء الحلم الأمريكى.. هكذا يقدم الفيلم الأمريكى الجديد «مسلم» أحوال المسلمين الأمريكيين السود، وخاصة فى ولاية «ميتشجن» التى يعيش بها عدد كبير منهم، من خلال قصة طالب جامعى مسلم يدعى «طارق مهدى» يحاول الموازنة بين تدينه والحرية التى تتيحها الدراسة الجامعية والاختلاط بين الشباب والفتيات، منهم مسلمون مثله وآخرون غير مسلمين، ويستخدم الفيلم لقطات فلاش باك لعرض طفولة «طارق».

يجسد الممثل «إيفان روس» دور «طارق» فى الفيلم، ويجسد «روجر جوينفر سميث»، دور والده، وبدأ عرضه هذا الأسبوع فى عدد من المهرجانات أولها مهرجان «شيكاجو» السينمائى، بعد عرضه لأول مرة فى مهرجان «إيربان وورلد» السينمائى فى مدينة «نيويورك»، ثم عرضه فى مهرجان «تورنتو» السينمائى الدولى قبل أيام قليلة.

وقد أطلق صناعه حملة دعاية على الفيس بوك ودعوة للمشاركة بآراء ومعلومات على صفحة الفيلم بالموقع، ربما تساهم فى الحصول على فرصة العرض التجارى، حيث لا يزال الفيلم يبحث عن موزع له، ويأتى عرضه فى الوقت الذى أجرى فيه منتدى «بيو للأديان» استطلاعا كشف عن أن ٣٠ % فقط من الأمريكيين ينظرون نظرة إيجابية للإسلام بانخفاض ١١% عن نسبة الاستطلاع الذى أجرى عام ٢٠٠٥، حيث كانت النسبة ٤١٪، وبالتالى انخفضت نسبة الثقة فى المسلمين من قبل المواطنين الأمريكيين.

وعبر كاتب سيناريو الفيلم ومخرجه قاسم بصير وأبطاله عن رغبتهم فى فتح قلوب وعقول الملايين بهذا العمل، وأن ينظر للمسلمين والإسلام بنظرة محترمة ومختلفة عما أصبح سائدا منذ هجمات ١١ سبتمبر، وقال بصير: نأمل أن يشاهده المسلمون الأمريكيون، فيقولون هذا يمثلنا ويخصنا، كما نأمل أن يكون صيحة تحذير مما يحدث للمسلمين السود مثل فيلم «افعل الصواب» الذى عرض عام ١٩٨٩ وناقش بكل جرأة الصراعات بين الأعراق فى مدينة «بروكلين». أثار عرض الفيلم فى مهرجان «إيربان وورلد» جدلا كبيرا، حيث شاهده عدد كبير من النقاد والجمهور، وهو ما علق عليه «ستيسى سبايك» مؤسس المهرجان أن الجدل المثار حاليا حول رفض عدد كبير من الأمريكيين إقامة مسجد بالقرب من المنطقة التى شهدت هجمات الحادى عشر من سبتمبر والمعروفة باسم «المنطقة الصفراء» ساهم كثيرا فى اهتمام رواد المهرجان بالفيلم ومشاهدتهم له.

أبرز مفاجآت الفيلم كانت مشاركة النجم «دانى جلوفر» فيه، والذى يبدو متحمسا خلال الفترة الأخيرة للمساهمة فى المشروعات السينمائية الصغيرة محدودة التكلفة، حيث شارك فى ١١ فيلما مستقلا خلال العام الماضى فقط، وأكد «جلوفر» أن سبب مشاركته فى الفيلم هو مساعدة هؤلاء السينمائيين الجدد فى التعبير عن مشاكل المسلمين السود وجاذبية اسمه للحصول على فرص تمويلية مناسبة، وأيضا منحه فرصة للعرض التجارى.

المصري اليوم في

11/10/2010

 

قضية كيروستامي

بولس آدم 

واضح بأن سينما (عباس كيروستامي ) ألأيرانية تشكل أرقا كبيرا وصداعا شديدا لوزارة الثقافة ألأيرانية التي تفتخر بمهرجانها السينمائي الدعائي ( فجر ) . كل فيلم من أفلامه تفهمه الحكومة ألأيرانية ، بأنه يفترق بشكل أستفزازي مع آيديولوجيتها المقدسة ، وهي اذ تنتقد أفلامه وتصرفاته بأنها مذنبة ومدنسة بالهواء الغربي ، فأنها تدفع به نحو الغرب أكثر! (وهو الأيراني عشقا لشعبه ووطنه) ،الى درجة تجعلني أفكر ، مالذي أبقته له من اعتزاز بها كحكومة لبلاده ، وهو الذي اخرج افلاما في عهد الشاه وعهد الثورة الأسلامية ، وكل افلامه صورت في ايران عدا ( نسخة مطابقة ) ..غير دفعه بخبث ولؤم ، ليتغرب تماما ، وربما ليكون متمردا صراحة ويعلن بالتالي موقفه الرافض لها والى الأبد ، قضية كيروستامي ، قضية مهمة ونموذج حي له أكثرمن دلالة ليس في ايران فقط بل نحذر من تصديره الى الجوار ، بنسخة مطابقة للذي عشناها بشكل آخر في فترة سابقة وكنا نماذج الضحية في عصر ديكتاتوري آخر .

ليس ببعيد منع كيروستامي تماما في ايران قريبا ، الا في حالة واحدة، أنهيار النظام الحالي ومنعه على ارض ايران من قبل الشعب !

تخلف وزارة الثقافة ودوائر الأرشاد المسنودة بالمسدسات والفرمانات ، تحكم بالحكم القاسي ضد أيقونة أيرانية على صدر السينما العالمية وتطلق الرصاص على فلسفته الفنية وتشنق كاميرته امام أنظار الفقراء والمسحوقين والمقموعين من أبناء شعبه . والذين شكلوا في افلامه ، صوت المظلومية الصادر من بؤس الواقع .. كل ذلك بتصريحات تثير الضحك والسخرية حقا ، فقبلة (كاترين دونوف )على خده بعد مصافحته وتسليمه سعفة كان ، كانت ذريعة الوزير المتخلف لمنع فيلمه( طعم الكرز ) ، وملبس شخصية في فيلمه (نسخة مطابقة )، ذريعة للتقليل من أهمية الفيلم والعمل على تحجيمه والسماح المشروط بعرضه في الأقبية البعيدة لعدد قليل من الأفراد ، لكأنه فيلم يروج للألحاد والكفر والزندقة ، والحقيقة هي كون الفيلم برئ جدا من تهمة اقل درجة وهي الخلاعة .. الذي لااستطيع استيعابة هو ، كيف يحارب سينمائي نقل ومن موقع كارثة الزلزال مأساة الآلاف من المنكوبين ، وكيف يكون ذلك مبعث أرق للنظام ؟ في الحالة هذه ، ماهي أهتمامات الوزير الذي يكلف وكيله ( شفاد شماقدري ) بالتعبير عن رأي اصحاب القرار ، واهداف وزارته بناءا على توجيهات وأرشادات النظام ؟ هل هي بتبني سينما تظهر دولة قوية وشعب هتافات يحمل على كفه عظمة ؟ ام انه توأم للكذاب غوبلز ، الذي صدرعنه كتاب قيم عنوانه ( وزير السينما ) .. المضحك ايضا ، بأن الوزارة تروج بأن المخرج الفيلسوف كيروستامي هو مخرج مهرجانات ، لكأن ذلك حرام أيضا . وعمل مهين لمبادئ الثورة ، تعسا لنظام يهين خبزة سينمائية مباركة يحرم شعبه ونخبته المثقفة منها ، ام أن ذلك النظام لايعلم بأن المخرج الياباني (اكيرا كيروساوا ) قال ذات مرة :

( برحيل ساتياجيت راي، حزنت جدا على سينما رائعة بلغتها الخاصة، غير ان ظهور افلام كيروستامي ، يبعث ذلك الأمل من جديد ) .

أدب وفن في

11/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)