حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلما 'الورثة' المكسيكي و'صنع في لوس انجليس' الاسباني

حين يكون للاستغلال ورثة وللنضال حصاد

محمود عبد الرحيم

ثمة ما يجمع الفيلمين التسجيليين 'الورثة' المكسيكي و'صنع في لوس انجليس' الاسباني، الذي جرى بهما اختتام 'مهرجان سينما اسبانيا وامريكا اللاتينية' قبل ايام، يتمثل في تسليط الاضواء على الاستغلال للعمالة، وان ركز الاول على الاطفال وانتهاك براءتهم وتحميلهم ما لا يطيقون، والثاني على المهاجرين غير الشرعيين ونضالهم من اجل الحصول على الحد الادنى من حقوقهم.

وقيمة هذين الفيلمين في الطرح القوي لقضية ملحة متكررة الحدوث، ويعاني منها كثيرون في الشرق والغرب، وتستدعي طوال الوقت دق الاجراس، للتحذير من اثارها الاجتماعية والنفسية الخطرة، خاصة ان هذا النوع من الاستغلال يتزايد يوما بعد اخر في ظل التوحش الرأسمالي وازدياد معدلات الفقر والبطالة وغياب النازع الاخلاقي الذي يحول ضد استغلال الانسان لاخيه الانسان.

اذا توقفنا عند فيلم 'الورثة' للمخرج المكسيكي ايجنيو بولجيفسكي نلحظ ان شريط الصوت يكاد لا يحمل شيئا اللهم فيما ندر، فالمخرج يركز طوال الوقت على الصورة، ولا يلجأ للحوار او حتى الموسيقى الا نادرا، ربما كان منطقه ان 'الصورة بالف كلمة'، وعلينا ان نوليها كل الاهتمام، ولا نسمح لاي مؤثر او وسيط اخر ان يأخذ ولو مساحة محدودة من تركيزنا.

ونراه يرصد حركة الاطفال داخل الغابة او المزرعة، بكل تفاصيلها على مدار اليوم، من جمع فروع الاشجار وحملها، الى ملء اوعية الماء، مرورا ببذر وحصاد المزروعات المختلفة وطحن الحبوب وصناعة الخبز، وحتى الطوب والمنسوجات، وذلك في لقطات متنوعة الاحجام، وان كان يركز في لقطات 'الكلوز اب' كثيرا على الوجوه التى يبدو عليها علامات الانهاك والتعاسة، ويركز اكثر على حركة الاقدام، خاصة حين يبدو ان الطفل سيتعثر ويسقط من ثقل ما يحمل، او حين يغوص برجليه في الطين، وهي لقطة دالة تجسد وضعية الانحدار الانساني والحياة غير الادمية التي يعايشها هؤلاء الاطفال رغما عنهم، والتي تجعلهم قاب قوسين او ادنى من السقوط، او الانهيار بمعناه النفسي والمادي، بعد ان جرى اخراجهم من عالم الطفولة، حيث اللعب والمرح الى عالم الكبار بقسوته ومسؤولياته الثقال.

وهذه اللقطات كانت غالبا متبوعة بلقطة متوسطة او طويلة للطفل وهو يحمل فوق كتفيه وعائي ماء مربوطين بعصا وحبل، كما لو كان هذا الطفل يحمل صليب المه، الذي لم يكن له خيار فيه، ودونما ذنب.

ورغم سيطرة الاطفال على المشهد العام وحضورهم الكثيف باعمارهم التي تقل عن الخمس سنوات ولا تزيد عن الاثنتي عشرة سنة، الا ان المخرج من وقت لاخر، يظهرهم لنا بجوار ناضجين يقومون بنفس العمل او بما هو اقل منه جهدا، ليبرز بقوة فكرة الانتهاك لطفولتهم، وحجم المعاناة التى يتعرضون لها.

ويبدو حضور عجائز خائري القوة في الخلفية، ذا دلالة ايضا، كما لو كان الفيلم يريد ان يخبرنا ان الاحتياج المادي وعدم وجود من يرعى هؤلاء الاطفال، ربما لوفاة ابائهم او ما شابه، هو احد الدوافع على نزولهم للعمل قبل الاوان، او انهم 'ورثة' الشقاء وذات الاستغلال من ابائهم واجدادهم، وان مصيرهم سيصير كهؤلاء فقراء ومهمشين ومهملين، تم مص دمائهم والقاؤهم بلا رعاية ولا اهتمام في انتظار الموت.

وثمة مشهد يستدعي التوقف عنده، وهو تكديسهم في سيارة نقل، كما لو كانوا ماشية وليسوا بشرا، وامارات الاجهاد والوجوم تبدو على الجميع، فيما امرأة منهكة ترضع طفلها، وطفل اخر يتشبث بقدم من هو اكبر منه، والكل ينظر شاردا الى السماء، كمن ينظر للغد خوفا منه، او طمعا في ان يأتي الخلاص.

وحين يستعرض لنا المخرج المنزل الذي يقيم فيه الاطفال، نجد انه يكاد يشبه الحظيرة، فهم يعاشرون الدجاج والخنازير، ويعيشون حياة بدائية تستلزم منهم ان يواصلوا العمل بالليل للوفاء باحتياجاتهم المعيشية من طحن الحبوب الى صنع الخبز الى الغزل، فلا لعب ولا تعلم ولا شيء يذكر غير العمل والاستنزاف للقوة.

ووسط هذه الوضعية غير الانسانية، يريد ان يقول المخرج على ما يبدو ان هؤلاء، وان كان يبدو ان احاسيس الطفولة قد هجرتهم للدرجة التي صار بعضهم يردد وهو يعمل بعض اغاني الكبار عن الحب والهجران، من دون ان يعيها، وكنوع من الاستلاب العقلي، والتشوه الوجداني الذي يصل الى تقليد ممارسة مفردات وطقوس عوالم الكبار، فان لديهم حنينا خفيا للعودة الى طبيعتهم والاستمتاع بطفولتهم، وقد جسد ذلك من خلال لقطة الفتاة وهي تغزل، حيث صور المغزل بحركته السريعة، كما لو كان ارجوحة، فيما الفتاة شاردة تسرح بخيالها، على خلفية موسيقية راقصة.

بالاضافة الى تصوير احد الاطفال الاكبر سنا، وهو يصنع من بقايا الاخشاب لعبا واقنعة، ويبدو منتشيا وهو يقوم بدهانها، عكس ما يبدو عليه وهو يجمع الخضروات او يحمل الحجارة، ثم قيامه في لقطة اخرى هو وبقية الاطفال بارتدائها والرقص على موسيقى مرحة.

ويبدو الفيلم في طرحه واطاره الدلالي جيدا الى حد بعيد، وان تسبب غياب شريط الصوت الا فيما ندر، في تسرب الملل، خاصة مع المشاهد الطويلة ورصد تفاصيل غير ضرورية، كتتبع الاطفال في لقطات متشابهة او مكررة تستهلك مساحة زمنية مبالغا فيها، وهم يقومون بملء الماء مثلا، او جمع الاخشاب ونقلها، وحصد انواع مختلفة من الخضروات كالطماطم والفلفل وقصب السكر، او استعراض الغابة والسماء من زوايا مختلفة وفي توقيتات مختلفة، التي وان كانت تلعب دور الفواصل، وتقوم بوظيفة جمالية الا ان تكرارها بكثرة يزيد من طول الفيلم بغير داع، ويرهق المتلقي.

ويجيء فيلم 'صنع في لوس انجليس' للمخرج الاسباني المودينا كاراسيدا ليلفت النظر الى فئة اخرى من المستغلين، في بقعة اخرى من العالم، او بالاحرى داخل الدولة العظمى الاكثر تطورا وحضارة، من خلال ثلاث مهاجرات من امريكا اللاتينية، يتعرضن للعمل في ظروف صعبة، ولا يحصلن على الحد الادنى لحقوقهن.

ويبدو ان المخرج اراد التأكيد على هذا المعنى من البداية، باستعراضه من وقت لاخر بالكاميرا، مظاهر الرفاه الامريكي من خلال الابنية الشاهقة والشوارع النظيفة وواجهات المحال البراقة وتمثال الحرية، فيما وراء هذا المظهر الخادع حقيقة شديدة البشاعة تتمثل في الاستغلال للبشر، وذلك في مقاربة تهكمية شديدة الدلالة، زاد عليها بالوقوف عند الرموز المسيحية المنتشرة هنا وهناك من ايقونات للمسيح ولمريم العذراء والصليب المدلى، ما يعني ان ما يحدث من انتهاك وتمييز مناقض لدعاوى مدنية كالعدالة ومناهضة الظلم والاستغلال، وحتى للمبادئ الدينية التى تدعو الى الاخاء والمساواة.

وقد سعى المخرج الى حشدنا نفسيا للتعاطف مع شخصياته الثلاث، بادخالنا الى عالمهن الخاص، وخلفية كل شخصية اجتماعيا ومعاناتها، والامال التي كانت تعلقها على الهجرة، والتي بدت سرابا، تحت وطأة الحقيقة المرة.

فاحداهن مكسيكية وتدعى ماريا تحكي كيف وصلت الى هنا مع زوجها وهي شابة مراهقة مفعمة بالاحلام، لتجد نفسها منكفئة حتى الساعة الواحدة صباحا على ماكينة الخياطة بمنزلها، بجسد مجهد ومشاعر محبطة، لتوفر بالكاد متطلبات ابنائها الثلاثة.

وقد حرص المخرج على ان يصحب هذه السيدة داخل المنزل وهي تعمل، وفي نفس الوقت تسرح شعر ابنتها، بينما الاخرون يلهون في ضجيج، ليقربنا من روتينها اليومي والضغط النفسي الذي تعانيه والمسؤوليات المزدوجة الواقعة فوق كاهلها.

بينما المرأة الثانية ميورا تسللت هربا عبر الحدود من السلفادور الى داخل امريكا، لتجد نفسها عاملة في محل ملابس تتقاضى سنتات محدودة، لانها بلا اوراق رسمية، فيما تركت وراءها ابناءها وابا واما مريضين.

ويتركنا المخرج نشاهد معها شريط فيديو اتى اليها من اهلها، لنسمع حديثا مؤثرا يجعلنا نشفق عليها، حيث يبدي الاب والام خوفهما من ان يموتا فجاة ويتركا الاولاد بلا رعاية، وامهم في الغربة.

ولا تختلف الثالثة ليوب المكسيكية كثيرا عن زميلتيها، فقد اتت تراودها الاحلام، متصورة ان اختها التى سبقتها قد حققت شيئا، لتسير في نفس المصير، غير ان المخرج حرص على اظهارها بمظهر الفتاة القوية الواثقة من نفسها والمتمردة من البداية من خلال اهتمامها بمظهرها والحرص على التزين وجملتها الموحية 'نشعر بالخوف لكن لا يجب ان نسمح له ان يشل حركتنا'.

وقد بدا الفيلم بداية قوية بلقطة لها وهي تصعد الاسانسير، الذي سنتبين دلالتها لاحقا، حيث ستواصل الصعود باحتجاجها، ولن تقتصر عند حد الحصول على حقوقها البسيطة.

وينتقل بنا المخرج الى نقطة ابعد ومعنى اهم، يتجاوز مسألة التعاطف مع ضحايا الاستغلال الى المواجهة وخوض معركة الدفاع عن الحقوق وعدم الاستسلام للوضع المزري، خاصة بعد ان يتم فصلهن من العمل، اذ تلتقي السيدات الثلاث في مركز اجتماعي لرعاية المهاجرين، وهناك يبدأ التواصل مع بعضهن البعض في البداية لتفريغ شحناتهن السلبية والهرب من الضغوط التي تحاصرهن، وصولا الى التعرف على محامية تتبني قضيتهن، وتحرضهن على الضغط على اصحاب الاعمال عبر التظاهر ورفع قضايا.

غير ان الايام والشهور تمر ولا استجابة، والضغوط العائلية تزداد عليهن واليأس يسيطر عليهن، خاصة بعد ان تتعرض احداهن للتهديد بالطلاق من زوجها، بينما الاخرى تنقطع اخبار اولادها الذين كانوا على وشك القدوم الى امريكا مُهربين، فتقرر كل منهما التراجع، بينما تصمد الثالثة، ثم سرعان ما ياأخذ الامر منحى اخر لدى زيارة الشابة المؤمنة بقضيتها لاحد المتاحف القديمة، ورؤية صور لعمال كانوا يحتجون في الماضي ويرفعون لافتات تتحدث عن ضرورة الوحدة كطريق للحصول على الحقوق، فتقوم باعادة تنظيم الصفوف من جديد، وبذل جهد مضاعف في الشارع والجامعات، والسعى لعمل نقابة او اتحاد للعاملات في صناعة الملابس، وتعود اليها رفيقتاها بعد ان استردتا الثقة في نفسيهما، ويتحركن بحماس حتى ينجحن في كسب الرأي العام والاعلام، ثم المحكمة، فيرضخ اصحاب الاعمال في النهاية لمطالبهن ويقمن بالتفاوض معهن.

ويكتمل النصر، بان يصل للمرأة السلفادورية خبر سلامة اولادها المختفين، بينما تجد المرأة المنهكة عملا على ماكينة الخياطة فرصة للجلوس مع ابنائها والاحتفال معهم، بينما الفتاة المتمردة تواصل مسيرة احتجاجها وتشارك في مظاهرات ضد منظمة التجارة العالمية وسياساتها.

وقد خرجن من هذه المعركة اكثر قوة وثقة على المستوى العام والخاص، واكثر رغبة في المشاركة والعطاء.

وربما هذه هي الرسالة الاهم لهذا الفيلم ذي الايقاع السريع والبناء الجيد فنيا وفكريا، من التأكيد على رفض الاستسلام والرضوخ للامر الواقع، والايمان بالذات والصمود في وجه كل الضغوط، والنضال والتوحد لاعادة الحق المسلوب، فما ضاع حق وراءه مطالب، والحصاد قادم اذا امتلكنا الارداة.

*كاتب صحفي وناقد مصري

mabdelreheem@hotmail.com

القدس العربي في

05/10/2010

 

مهرجان الفيلم الأوروبي:

احتفاء بالإبداع وتجسيد لصراعات غذتها الظروف الاقتصادية

إسراء الردايدة/ عمان 

قدمت الدورة الثانية والعشرون من مهرجان الفيلم الأوروبي مجموعة من الأفلام الروائية والتسجيلية والتاريخية، التي طرحت قضايا متنوعة ومختلفة في بعديها الثقافي والجمالي.

المهرجان الذي أسدلت الستار على عروضه السبت الماضي، احتضن على مدار أسبوع نحو 16 فيلما، من بلجيكا، السويد، الدنمارك، بريطانيا، هنجاريا، ألمانيا، اليونان، اسبانيا، فنلندا، فرنسا، التشيك، هولندا، ايطاليا، النمسا، رومانيا، وبولندا.

واختلفت الأفلام في طريقة عرضها عن السينما الهوليودية، ووفرت نافذة لمحبي الفن السابع، للاطلاع على تنوع الخبرات في الإخراج، ومجريات الأحداث في الدول المشاركة.

واستقطبت الدورة الثانية والعشرون حضورا مميزا عن سابقتها، لتقديمها مجموعة من أشهر الأفلام التي عرضت في دور العرض الأوروبية وخارجها، وحققت نجاحات كبيرة.

وسلطت هذه الدورة الضوء على الأوضاع الاقتصادية في أوروبا وتأثيرها على الحياة الاجتماعية، ودورها في رسم الخطوط العريضة للعلاقات بين الأفراد ومجتمعاتهم، والمشاكل التي تعاني منها تلك المجتمعات.

ومن بين هذه الأفلام الإيطالي "أخي ولد وحيدا" لمخرجه دانييلي لوكيتي، ويطرح تأثير تيار الحزب الشيوعي المحلي والحركة الفاشية الرجعية وأفكارها على الإيطاليين في الستينيات من القرن الماضي، وما رافقها من ثورات عمالية وبطالة وركود وفقر.

في حين عرض الفيلم الروماني "تبادل" لمخرجه نيقولا مارجينيو، الأبعاد الاقتصادية وتأثيرها على العائلات، وانتشار الجريمة في وقت ساد فيه تسريح العمال من المصانع.

في حين جسدت أفلام أخرى تاريخ بعض الدول المشاركة مثل الفيلم البريطاني "فكتوريا الشابة" للمخرج جان مارك فالي.

وبرز الجانب العاطفي والأسري في جملة مختلفة من الأفلام، التي أكدت أن الحب مفتاح لتخطي المصاعب، وأن القيم والعائلة هي طوق النجاة في هذه الحياة، ومن هذه الأفلام الفيلم اليوناني "لمسة من التوابل" لمخرجه تاسوس بوخيتيس، والألماني "العاصفة" للمخرج هانز كريستيان شميد.

الخيال العلمي سيطر على مجموعة من الأفلام، وجرى تقديمه عبر مشاهد مبسطة، حملت جماليات الطبيعة الأوروبية في جبالها وسهولها ووديانها في الفصول الأربعة المختلفة، وعكست دقة التصوير وجمالياته في السينما الأوروبية.

وتجاوز المهرجان المتنوع في فعالياته حدود العاصمة عمان، من خلال عرض نشاطات في الزرقاء التي اختيرت عاصمة للثقافة الأردنية للعام 2010.

وضمت الفعاليات كذلك عروضا لرقص الهيب هوب بمشاركة فرق أوروبية منها؛ فرقة فرنسية "أكروراب"، وعرضا لفيلمين قصيرين في الزرقاء، وقراءات سينمائية في نصوص أدبية، أقيمت في مقهى "البوكسات كافيه".

كما أقيم على هامش المهرجان معرض لمجموعة من المصورين، الذين التقطوا صورا بمرافقة تسجيلات صوتية تحكي قصصا من الزرقاء.

وجاء المعرض بالتعاون مع المصور أحمد السفاريني، وبمشاركة شباب من المدينة، إلى جانب دعم المخرجين الشباب ومنحهم فرصة للتعبير عن وجهات النظر حول المواضيع المختلفة، وتبادل وجهات النظر عن طريق عقد مسابقات للشباب الأردنيين خلال مسابقة "أفلام حقوق الإنسان".

وأقيمت المسابقة بالتعاون مع مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" كخطوة أولى قبيل إطلاق المهرجان في كانون الأول (ديسمبر) 2010. ويشارك المخرجون الفائزون في دورات تعليمية متخصصة في صناعة الفيلم.

واللافت في المهرجان استضافته للفنانة المغربية سناء العلوي، التي لعبت دور البطولة في الفيلم الإسباني "صديق ياسمينة"، التي بدأت مسيرتها الفنية بأعمال إعلانية في المغرب ومسلسلات تلفزيونية بفرنسا.

ويتطرق "صديق ياسمينة" للمخرجة الاسبانية ايرين كاردونا، لمعاناة المهاجرين التي تقدمها السينما الأوروبية، وحضور الأقليات فيها ومعاناتهم في الاندماج مع المجتمعات الجديدة بقيمها وعاداتها ولغاتها.

وحضرت الملاحم الأوروبية في المهرجان من خلال قصص العشق والغرام في الفيلم البلجيكي "خاداك" لمخرجه روبنسون وودورث، الذي توغل في تاريخ وطبيعة حياة الترحال لسكان منغوليا المتجمدة.

وجاءت الأفلام التسجيلية لتلقي بظلالها على السينما الأوروبية بمشاركة لمخرجات مثل المخرجة الإيرانية ناهد بيرسون سارفيستاني، وهي صانعة أفلام، وثورية سابقة، ساهمت في إسقاط النظام الملكي في إيران، في ثورة العام 1979، وبعد أن قدمت اثنين من الأفلام الوثائقية، قررت إنتاج فيلم عن الملكة السابقة بعنوان "أنا والملكة "، وهي ملكة إيران السابقة فرح بهلوي التي تعيش في المنفى حتى اليوم منذ العام 1979.

وتميزت الدورة الثانية والعشرون بالحضور النسوي لمخرجات من جنسيات مختلفة مثل؛ الهنجارية كريستينا جودا، والروسية إيرينا كاردونا، والهولندية دانا نيشيشتان.

ولم تغب الكوميديا عن هذا المهرجان، وخصوصا السوداء التي تسخر من الواقع الاجتماعي، كما في فيلم "فليم وسيترون" الدنماركي و"أيها النادل..اهرب"، إلى جانب أفلام مميزة وقوية منها الفيلم الفرنسي "نبي" لمخرجه جاك اوديارد، الذي ناقش نظرة المجتمع الغربي للإسلام وصعوبة تقبله في عالم مليء بالعنف.

وتميزت الدورة الثانية والعشرون كذلك بزخم العروض، إذ كان يعرض يوميا فيلمان، وذلك لقصر فترة المهرجان الذي جاء بتنظيم بعثة الاتحاد الأوروبي في عمان بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى والهيئة الملكية الأردنية للأفلام ومسرح البلد في عمان، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات والمراكز الأردنية والأوروبية التي تعنى بتطوير المشهد الثقافي والفني في المملكة.

israa.alhamad@alghad.jo

الغد الأردنية في

05/10/2010

 

'مدبر مكائد منعزل'

'زوكربرغ البغيض' خان صديقه ليؤسس فيسبوك

واشنطن – من كريس ليفكو  

فيلم جديد حول نشأة فيسبوك يرسم صورة سلبية عن مؤسسه مارك زوكربرغ، ويصفه بأنه مهووس بمكانته الاجتماعية.

"ذا سوشال نيتوورك" الفيلم الذي يتمحور حول نشأة فيسبوك يرسم صورة سلبية عن مارك زوكربرغ، الملياردير الذي شارك في تأسيس الموقع الالكتروني الواسع الشعبية، واصفا اياه بأنه مدبر مكائد منعزل ومهووس بمكانته الاجتماعية.

في مقابلة مع مجلة نيويوركر نشرت الشهر الماضي، قال زوكربرغ انه لا ينوي مشاهدة الفيلم الذي كتب نصه آرون سوركين مبتكر مسلسل "ذا ويست وينغ" واخرجه ديفيد فينشر صانع فيلم "فايت كلوب".

لكن صحيفة نيويورك تايمز وغيرها افادت ان العاملين في فيسبوك، بمن فيهم زوكربرغ، حضروا العرض الاول للفيلم في دار سينما بالقرب من مقر فيسبوك في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا ليلة الجمعة.

وقال لاري يو، الناطق باسم فيسبوك للصحيفة "ظننا ان هذا الفيلم بالتحديد سيكون مسليا".

لكن من غير المرجح ان يكون زاكربرغ شعر بالمتعة عند مشاهدته.

ففي الفيلم، يبدو مؤسس فيسبوك مثيرا للاعجاب في دفاعه الضاري عن الموقع الذي ابتكره لكنه يبدو ايضا غير جدير بالثقة وغير مخلص لادواردو سافرين، صديقه وزميله في الدراسة في جامعة هارفرد الذي شاركه في تأسيس موقع فيسبوك.

وفي مقابلة مع مقدمة البرنامج الحواري الشهير اوبرا وينفري قبيل اطلاق الفيلم، قلل زوكربرغ البالغ من العمر 26 عاما من اهمية الفيلم معتبرا اياه غير واقعي وقال ان حياته ليست "دراماتيكية الى هذا الحد".

واضاف ان "السنوات الست الاخيرة كانت حافلة بكتابة البرمجيات والتركيز والعمل الشاق، لكن قد يكون من الممتع تذكرها بأنها مليئة بالحفلات وكل تلك الاحداث المثيرة السخيفة".

فيلم "ذا سوشال نيتوورك" الذي يؤدي فيه جيسي ايزنبرغ دور زاكربرغ ونجم موسيقى البوب جاستن تيمبرليك دور مؤسس موقع "نابستر" شون باركر الذي كان ايضا مرشد زاكربرغ، تصدر مبيعات شباك التذاكر في عطلة نهاية الاسبوع الاول لاطلاقه في اميركا الشمالية، حاصدا نحو 23 مليون دولار.

ويستند الفيلم الى كتاب "ذي اكسيدنتال بليونيرز" (اصحاب مليارات بالصدفة) الذي ألفه بن مزريك والى نظرته لموقع فيسبوك.

في المشهد الاول من الفيلم، يلجأ زوكربرغ البالغ من العمر 19 عاما الذي هجرته حبيبته الى جهاز كمبيوتر في غرفة مهجعه، مطلقا سلسلة الاحداث التي مهدت السبيل لنشوء فيسبوك.

يقول الشقيقان التوأمان تايلر وكاميرون وينكلفوس اللذان كانا زميلين له في الدراسة انهما استعانا بزوكربرغ لكتابة برمجية موقع الكتروني مختص بالتواعد يدعى "هارفرد كونيكشن".

وقد وجه الشقيقان وينكلفوس، وهما شابان وسيمان من ابطال العالم في رياضة التجذيف ومتحدران من عائلة ثرية، الى زاكربرغ تهمة سرقة فكرتهما واطلاق فيسبوك في شباط/فبراير 2004 بدلا من الالتزام بالاتفاقية التي عقدها معهما.

ويتمحور الفيلم حول دعوى قضائية تمت تسويتها في العام 2008، بين الاخوين وينكلفوس وسافرين، صديق زوكربرغ السابق وشريكه في تأسيس فيسبوك. وجزء كبير من الحوار مقتبس مباشرة من سجلات المحكمة.

الشقيقان يستأنفان الحكم الآن، بعد التوصل الى تسوية تضمنت 20 مليون دولار نقدا وعددا كبيرا من العقود الآجلة التي قدرت فيسبوك قيمتها ب 45 مليون دولار.

ويزعم ان سافرين حصل على اسهم في شركة فيسبوك في اطار تسوية تفوق قيمتها الحالية مليار دولار.

يقول ديفيد كيرباتريك، مؤلف كتاب "ذي فيسبوك ايفيكت" (تأثير فيسبوك)، ان الفيلم "آسر" لكنه "مزيج بين الواقع والخيال". وقد شكك آخرون ايضا بروايته للاحداث.

فكاتبة المدونات الالكترونية المختصة بالتكنولوجيا كارا سويشر التي اجرت عدة مقابلات مع زوكربرغ قالت ان الشخصية "البغيضة والشديدة الارتياب" في الفيلم "لا تشبه ابدا شخصيته الحقيقية".

واضافت "صحيح ان زوكربرغ كان متحفظا وأساء معاملة بعض الاصدقاء (حتى في الآونة الاخيرة) وكان ماكرا مرة او مرتين معي. لكنه ليس مختلفا عن الكثير من الاشخاص الذين اكتب عنهم في مجال التكنولوجيا".

وقال كيركباتريك في دردشة على موقع "ذا ديلي بيست" انه يعتقد ان الفيلم كان "قاسيا بشكل مجحف" مع زاكربرغ لكن "صورته ستسمو فوق الفيلم".

واضاف "في النهاية، موقع فيسبوك الذي يسيطر عليه بالكامل هو خير معبر عن شخصيته. طالما ان الناس يستمتعون باستعماله، ستكون مواقفهم ايجابية تجاهه".

ميدل إيست أنلاين في

05/10/2010

 

"فيسبوك" ينعش خزينة السينما الأمريكية

نيويورك- استطاع فيلم عن "فيسبوك" الذي يسيطر بالفعل على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بـ500 مليون عضو­ أن يتصدر قائمة إيرادات دور السينما في أمريكا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث حقق 23 مليون دولار.

ويتناول فيلم "ذا سوشيال نيتورك" "الشبكة الاجتماعية" قصة مؤسس موقع "فيسبوك" مارك زوكربيرج، وهو شخص غير اجتماعي محب للكمبيوتر ينتهي به الحال في مواجهة قضايا من زملائه طلبه جامعة هارفارد قبل أن ينجح في ابتكار أحد أنجح المواقع على شبكة الانترنت.

وتعاون المخرج ديفيد فينشر مع الكاتب آرون سوركين في الفيلم الذي قوبل باستحسان بسبب السيناريو وعمق النظرة الثاقبة إلى تطور الإنترنت.

وأنتج فينشر الفيلم بـ 40 مليون دولار، ويأمل الاستوديو الخاص به في تحقيق 100 مليون دولار في جميع أنحاء العالم والفوز بترشيح لجائزة أوسكار.

وجاء فيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد "ليجيند أوف ذي جارديانز: ذا أولز أوف جاهولي" في المركز الثاني بإيرادات بلغت 9ر10 مليون دولار.

وتراجع فيلم "وول ستريت: المال لا ينام" بطولة مايكل دوجلاس من المركز الأول في الأسبوع الماضي إلى المركز الثالث محققا 10 ملايين دولار.

وحل فيلم الحركة "ذا تاون" بطولة بن أفليك رابعا بإيرادات بلغت 10 ملايين دولار أيضا .

وجاء في المركز الخامس الفيلم الكوميدي "ايزي ايه" بإيرادات بلغت 7 ملايين دولار.فيلم عن "فيسبوك" يتربع على قمة إيرادات السينما الأمريكية

"د ب أ"

ميدل إيست أنلاين في

04/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)