حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

الكاميرات الأجنبية ليست كلّها تجسُّسية

محمد حجازي

مدن، جزر، مرابع، وفنادق موزّعة على امتداد العالم، وفي دول كبيرة وصغيرة حازت شهرة واسعة من جرّاء تصوير أفلام ضخمة الإنتاج في ربوعها، وإذا بالزخم السياحي يتضاعف، لأن مَنْ عرفوا الفيلم وأحبّوه يسعون لاستكمال الصورة لديهم من خلال المعاينة الميدانية، فتكون زيارات ورحلات ترفع من وتيرة الإقبال على مناطق معروفة أصلاً، أو جرى التعريف عنها حديثاً·

نقول هذا في وقت أعلنت فيه إمارة دبي عن استنفار كامل أجهزتها ومرافقها لتسهيل مُهمّة تصوير الجزء الرابع من: <مهمة مستحيلة> مع توم كروز، بإدارة براد بيرد، حيث أكدت بارامونت أنّ هذا الجزء سيُصوّر في عدد من البلدان لكن معظم المشاهد ستكون في الإمارة الشابة والنشيطة رغم ما عصف بها من أزمات·

والمؤسف أنّ مرجعيات عديدة في عالمنا العربي لا تُدرك معنى وقيمة وفائدة تصوير أشرطة عالمية في ربوعنا، بل إنّ أي مادة مُصوّرة تنقل حيثيات مكان معين إلى عموم الناس فهي تفيده بقدر ما، لكن المخرج فادي حداد، وله العديد من الكليبات الناجحة اشتكى في حديث معنا من جشع أصحاب المرابع عندنا لأنّهم باتوا يطلبون المال الكثير كبدلٍ للتصوير عندهم ما جعله يتّخذ قراراً بعدم التصوير في لبنان إطلاقاً، وفعلاً عاد مؤخراً من تايلاند حيث صوّر ديو مع رجاء المغربية ورضا إنتاج <آرابيكا> (السيد محمد ياسين)، وكانت الدهشة حين كلّفه استئجار حصان لأخذ مشهد واحد له ألف دولار بينما استعان في سوريا بـ 40 حصاناً مقابل مبلغ قليل جداً·

وإذا كانت القاهرة استحدثت وحدات عاملة، وإدارة مستقلة تقوم بمهمة تسهيل العمل لأي فريق أجنبي يُريد التصوير في مصر يترأسها الناقد يوسف شريف رزق الله، فإن المغرب يُعتبر من أكثر دول العالم العربي استيعاباً للدرس العالمي هذا، فقد استحدثت استوديوهات عملاقة، وفتحت أراضيها لاستقبال المشاريع العملاقة الوافدة من هوليوود والعديد من دول أوروبا، وبالتالي تقديم كامل الخدمات التقنية والبشرية بشكل يُشجّع المنتجين على المجيء، فيما الفائدة القصوى تكون من خلال عنصر الإفادة الذي يناله المغاربة، أولاً من خوض المتخصصين لما يشبه الدورات التدريبية الميدانية، فإذا بالمخرجين الأجانب يستعينون بمساعدين محليين، كما ببعض التقنيين، والعاملين في مجالات فنية سينمائية تلفزيونية مختلفة·

إذاً التعويض يظهر جلياً من خلال العمالة المغربية، وهذا ما قصده المنتج التونسي المعروف طارق بن عمار عندما بنى هو الآخر استوديوهات عملاقة في بلده، ووفّر لها كل متطلباتها التقنية بحيث يكون الوافد الأجنبي مرتاحاً لما اتخذه من قرار بالمجيء إلى هذا البلد·

كل هذا يؤشر إلى ضرورة تشريع أبوابنا للمشاريع الوافدة فهي في كل الحالات مفيدة، ويجب أن تُوضع بنداً رئيساً في كل الخطط السياحية التي ترسمها الوزارات عادة أملاً في أعلى رقم استقطابي للأجانب إلى بلادنا، حيث يُفترض بنا أنْ نتعلّم من الدول المتقدّمة علينا سياحياً، مثل تركيا التي اشتغلت على مشروع كل مواطن دليل سياحي فتحوّل أي سؤال استفهامي يطرحه أجنبي في تركيا يجد مئة جواب مفيد عليه·

مبروك اختيار دبي للتصوير، والأمل أنْ نُحاول تغيير الصورة التي عمّمها عدوّنا عنّا، من خلال إعطاء حرية للأفلام العالمية بأنْ تُصوّر ما تريده في بلادنا بعيداً عن منطق التخوين والاعتقاد بأنّ كل مَنْ يُصوّر عندنا هو جاسوس حتى يثبت العكس·

اللواء اللبنانية في

05/10/2010

 

عروض

<كلوني> يودِّع حبيبته بيد دامية بعدما قتل أخصامه في المافيا الإيطالية

<جوفوفيتش> تستعمل أسلحة أنثوية وبيضاء وما يجيده أندرسون من مؤثرات··

محمد حجازي

هناك العديد من الأفلام الجديدة الجيدة تتم برمجتها أسبوعياً بدأ عددها يزيد مؤخراً، وقد اخترنا للعرض هذا الأسبوع شريطين أحدهما جيد في صياغته ومادته، والآخر تجاري جماهيري من نوع الأكشن·

The American يدخله جورج كلوني ممثلاً ومنتجاً وربما لا يكون الشريط جماهيرياً بمعنى مادة الجذب، وإن يكن الشريط من نوع الأكشن إلا أنّه مادة من نوع خاص، فإضافة إلى كاريسما كلوني نعثر على نص ذكي، وجيد لـ رومان جوفيه عن رواية لـ مارتن بوث عن رواية بعنوان

: AVery Private Gentle Man نعم الموضوع ليس جديداً بل مُعادٌ كثيراً·

نحن مع جاك (كلوني) القاتل المأجور العامل لدى المافيا الإيطالية ولقبه الاميركي يريد أنْ يُنهي خدماته وينسحب بسلام، لكن هذا الأمر لا يمر هكذا· فهو يتعرّض لمحاولة اغتيال في إحدى مناطق السويد الثلجية، لكنه يقتل مهاجمه ثم يقضي على صديقته رغم علمه ببراءتها·

قائده يبلغه بأنّ عليه السفر إلى روما كي تتم حمايته هناك، وعندما يصل إلى المطار يُزوّد بهاتف خلوي وسيارة صغيرة، على أن يقصد قرية إيطالية نائية وهادئة تمنع السويديين من الوصول إليه، لكن تتالي وصول محاولي اغتياله إلى المكان يؤكد له أنّ رفاقه في المافيا الايطالية هم الذين يخططون لقتله، وقد نجح هذا الاميركي في قتل مهاجميه كلهم، حتى اضطر زعيم المافيا شخصياً الى التوجّه للقرية، ومواجهة جاك، فقتل الزعيم وأصيب جاك الذي قاد سيارته للقاء صديقته كلارا (فيولانتي بلاسيدو) التي ربطته بها علاقة صادقة، لكنه وصلها على آخر نفس، ومضمّخاً بالدم ومات خلف المقود دون أن يفوز بها·

صُوِّرَ الفيلم في (كاسيل دل فونتي) ومنطقة (آبروزو) وجاء الشريط في 105 دقائق معبّراً عن خصوصية ما يفكّر به وينفّذه كلوني مع المخرج انطون كوربيجن·

Resident Evil 3D: Afterlife هو جزء ثانٍ من الشريط الذي لعبت بطولته ميلا جوفوفيتش في شخصية أليس، وهنا جزء ثانٍ من المغامرات التي كتبها ويخرجها بول ي· س أندرسون والنتيجة فيلم متفجر بالمؤثرات الخاصة (بريندون كارمودي) والمشهدية (دنيس بيراردي)، وهو أسلوب لطالما تميّز به أندرسون، من حيث جماجم تنفجر، ورصاص يخترق الأجساد ويخرج من الجهة الأخرى وكأنه قذيفة·

أليس هنا في منطقة لوس انجلوس، المُصابة بفيروس خطير، وحيث هي من الفريق المنقذ فقد واجهت مخاطر عديدة، منها وجودها في منطقة منعزلة وعليها ان تقصد منطقة التجمّع الكبيرة للناجين مُسلّحة بسيف وبندقيتين وتعود طائرة خاصة تضم إليها الشابة الجميلة والناجية كلير ريدفيلد (آلي لارتر)، وتلتحق الاثنتان بزملائهما الباقين من فريق الانقاذ ثم يكون قرار بالمغادرة الى السفينة التي تضم المئات من الناجين تماماً من الفيروس··

وتقاتل أليس، ومعها الشقيقان كلير وكريس (وينتوورث ميلر) وبينيت (كيم كوتاس) كي يخرجوا من أتون المصابين بالفيروس، الذين تبدو عليهم إمارات التشوّه الخلقي، وتحوّلهم إلى وحوش لاهثين خلف جثث البشر·

ينجح الأربعة في تخطّي كل هؤلاء بعدما قتلوا العشرات منهم، وبينهم وحش كبير استطاعت أليس وكلير القضاء عليه، بعدما أنهكهما وكاد يقضي على الأربعة الذين وصلوا إلى قارب صغير حملهم الى السفينة التي تنتظرهم والتي يجدون فيها كامل ذاكرتهم التي خسروها بعد المعاناة بمواجهة الفيروس والضحايا الذين سقطوا والدمار الذي طال مناطق عديدة في أكثر من قطاع فيها·

أندرسون استعان بـ 12 مساعد مخرج واستند في نصه إلى موضوع مطروق عدة مرات، ولم يكن لافتاً سوى وجه جوفوفيتش والمؤثرات المشهدية التي اجتهد فريق يقوده كارمودي، وبيراردي في جعله مُدهشاً، لكنه ليس جديداً تماماً على القدرات الهوليوودية المعتادة، خصوصا أنّ العمل ثلاثي الأبعاد·

اللواء اللبنانية في

05/10/2010

 

حدث
الشريط يُوزّعه لبنان لكنه لن يعرضه على أي شاشة جماهيرية ومُدته (333 دقيقة)

<كارلوس> يُقدّمه <أساياس> مرتزقاً استغلّته الأنظمة والتنظيمات طرح نفسه ثائراً أُممياً فأغواه المال وبدا أحياناً على صورة بوند···

محمد حجازي

وأخيراً وصلنا <كارلوس> الفيلم· 333 دقيقة ·· خمس ساعات ونصف الساعة أمضيناها في صالة متروبوليس - أمبير، نتابع فصول هذا الفيلم الذي ركّبه من حلقات مُسلسلة صوّرها بعنوان (Carlos) والتي جزء منها كارلوس الثائر الفنزويلي بعدما استحصل بطرقه الخاصة على نصف السيناريو الذي يحكي عن سيرته الخاصة والتي لا تنفي أنّه تحوّل من ثائر أُممي إلى أداة استخدمتها منظّمات وتنظيمات وحكومات وأجهزة أمنية مخابراتية لتنفيذ خطط خاصة بها·

الفيلم لا ينكر هذا التوجّه·· وإنْ كان الفنان أحمد قعبور (يلعب شخصيته وديع حداد بثقة) توجّه إلى الذين تظاهروا عند باب الصالة احتجاجاً على الصورة التي يُقدّمها الشريط عن هذا الرجل، في محاولة لتسليط الضوء فقط على عملياته التي نفّذها لصالح القضية العربية، طالباً منهم استنكار مَنْ سلّمه من الزعماء العرب لفرنسا·

هذا الأخذ والرد بين صورتين لـ <كارلوس> جعل المخرج الفرنسي أوليفيه أساياس يلغي سفره إلى بيروت للمشاركة في ندوة ونقاش حول الفيلم مع نقاد ومهتمين، وأرسل كتاب اعتذار بهذا الصدد تمت تلاوته قبل العرض مُعلناً عن أنّه مخرج وباحث وكاتب ولا ينتمي إلى أي تنظيم أو حزب أو تيار سياسي وما يورده في الشريط موثق وحقيقي·

كارلوس الذي قرأ نسخة من السيناريو في سجنه الفرنسي اعتبر أنّ الذي يتناوله الشريط ليس هو في معظم الصفات المُسبغة عليه، فهو لا يدخن ولا يشرب، وليس زير نساء وهي نواحٍ ركّز عليها الفيلم في محاولة لتقديمه كنسخة عن بوند·

وعندما يتناول السيناريو أبرز العمليات التي قادها فإن الأسماء لا تعود مشكلة بل هي مُعلنة، مثلاً عملية احتجاز وزراء بترول أوبيك خلال اجتماعهم في فيينا، موّلها مادياً وعسكرياً الرئيس السابق صدام حسين، من خلال ممثله رياض الغراوي (يجسد الدور باسم قهار) وهو نفسه الذي تدخّل باسم العراق يومها للمساعدة في تحرير الرهائن، وكانت أول مرة يتقاضى فيها كارلوس مالاً عندما قبض عشرين مليون دولار لقاء الإفراج عن الوزراء بناء على وساطة شخصية من الرئيس الجزائري هواري بومدين ممثلاً ميدانياً بوزير خارجيته يومها عبد العزيز بوتفليقة (الرئيس الحالي)·

كما إنّ ضابطاً ليبياً كبيراً (يجسّد دوره عصام بو خالد) قدّم حقيبة سامسونايت لـ كارلوس مقدّمه من الرئيس معمر القذافي ممتلئة برزم من الدولارات، ويشير الشريط إلى أنّ الوحيد الذي كان يصرخ في وجه كارلوس هو وديع حداد، وبرز أداء الفنان قعبور للدور بأسلوب جيد وجاء مؤثراً وكان على الخط نفسه من الأهمية الفنان المتميز فعلاً في حضوره فادي أبي سمرا الذي احتل مساحة رحبة على الشاشة ملأها إجادة، وقدرة خاصة لافتة في التعامل مع كاميرا السينما·

وهذا يستدعي إضاءة على حضور الفنانين اللبنانيين في الشريط حيث كانت فرصة فنية لإظهارهم ممثلين رائعين وعلى غير ما عرفناهم في الحلقات التلفزيونية الباردة، البليدة والسطحية، فطلال الجردي (كمال العيساوي - علي) كما رودني الحداد (أنيس نقاش - خالد) وانطوان بلابان (اللواء السوري محمد الخولي) بديع أبو شقرا (وزير البترول السعودي أحمد زكي يماني) منذر بعلبكي (دبلوماسي إيراني) وكارلوس شاهين، مع أسماء أخرى حضرت بشكل عابر خصوصاً بين مجاميع الرهائن، فيما جسّد إدغار راميريز شخصية كارلوس الملتبسة·

إنها قصة الثائر الفنزويلي إيليش راميريز سانشيز، الذي أصرّ في كامل لقاءاته على القول: أنا ثائر ولست مرتزقاً وكان المخرج أساياس عرض الفيلم في مهرجان كان الأخير (أيار/ مايو الماضي) في 333 دقيقة، وعرضه مهرجان نيويورك السينمائي في 309 دقائق، ومهرجان برلين في 140 دقيقة·

وكانت الممثلة دارينا الجندي خاضت حملة ضد الفيلم دفاعاً عن اسم أبيها الكاتب عاصم الجندي (أرملته الإعلامية الهام علوي الجندي) الذي اغتيل قبل سنوات ويورده الفيلم كأحد أهداف كارلوس بموجب تكليف من مخابرات عربية·

أساياس الذي كتب السيناريو مع دان فرانك، سبق له أن عمل ناقداً في دفاتر السينما، ثم أخرج عدة أفلام منها: باريس تستيقظ، نظيف، وساعة الضيف، هو يبلغ حالياً السابعة والخمسين من عمره·

إشارة إلى أنّ الشريط لن يُعرض جماهيرياً في بيروت·

اللواء اللبنانية في

05/10/2010

 

شريهان بعد غياب 8 سنوات تعود إلى الفن "بعمل قوي" 

بعد أن اختفت الفنانة المصرية شريهان ما يقارب الثمانية أعوام عن الساحة الفنية بسبب مرضها وأثر العمليات الجراحية العديدة التي خضعت لها على وجهها بشكل ملحوظ ما استدعى غيابها وإعادة صورتها إلى ما كانت عليه من تألق في سنوات كثيرة ما قبل مرضها، تردد في الصحافة المصرية إنها بصدد البحث حالياً عن عمل فني قوي لتعود به إلى جمهورها مرة أخرى.

ولم يعرف ما إذا كان العمل الذي تبحث عنه هو درامي تلفزيوني أم سينمائي أم مسرحي وحين سُئلت عن الموضوع أجابت بأنها لم تقدر ذلك بعد لأن همها الأول هو نوعية العمل وإن يكون على المستوى المطلوب ولا يهمها إن كان في أي اتجاه فني. وقد صرّح بذلك أيضاً مدير أعمالها جمال أنور مشيراً في أكثر من حديث له إنها تبحث وفي أولويات بحثها العمل الجيد فقط.

من ناحية ثانية تمّ منذ فترة التنويه على "قناة نيل" للسينما على ظهور خاص لشريهان لتحتفل بها القناة من خلال ظهورها في برنامج وهو يعتبر أول ظهور إعلامي لها بعد الوعكة الصحية التي مرّت بها وتماثلها للشفاء.

وقد ذكر أحد المصادر الإعلامية إن "قناة نيل" للسينما اتفقت مع شريهان على تسجيل مجموعة من الحلقات الحوارية معها من إخراج عمر زهران، وأكّد المصدر أيضاً ان الاتفاق تضمّن ان تدفع القناة لشريهان مبلغاً يُقدر بنصف مليون دولار مقابل تلك الحلقات وهو مبلغ ضخم بالنسبة إلى تلفزيون مصري، حيث أن للقناة سابقة في هذا الأمر مع عدد من الفنانين كمديحة يسري ولبنى عبد العزيز، وكان أكبر مبلغ يُدفع لتسجيل مذكرات هؤلاء الفنانين يُقدّر بـ 150 ألف جنيه مصري مقابل عشر حلقات من "دوكيو دراما" أي دراما تسجيلية عن حياة الفنان.

وذكرت بعض المصادر أن الفنانة شريهان وبعد أن تماثلت للشفاء، أجرت عدداً من العمليات التجميلية أعادت إلى وجهها جزءاً كبيراً من رونقه وجماله، وهي شكلت في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين ظاهرة فنية لاقت إذ كانت من الفنانات القليلات اللواتي أبدعن في أكثر من مجال فني فكانت الممثلة على الشاشة الصغيرة وفي السينما والمسرح على حد سواء، كما كانت نجمة استعراضية بامتياز، فغنّت ورقصت واشتهرت لسنوات بفوازير رمضان التي دخلت معها مرحلة فنية ناجحة. وعلم أن الحلقات ستتضمن سرداً لأهم أحداث حياتها بدءاً من نشأتها وظروف دخولها عالم الفن مروراً بمشوارها الفني الذي عرف تألقاً واسعاً.

وأصدقاء شريهان المقرّبون سوف يظهرون في الفيلم بالإضافة إلى بعض الفنانين الذين شاركوها مشوارها الفني، كما تم الإعلان عن مفاجآت لمحبي الفنانة الاستعراضية يحرص فريق العمل على التكتم عليها لتمنح العمل تفرداً وتميزاً.

المستقبل اللبنانية في

05/10/2010

 

الفيلم باعتباره نصّاً شعريّاً *

يوسف عبدالعزيز 

تطوّرت صناعة الصّورة في العقدين الأخيرين تطوّراً مذهلاً ، وذلك بفضل إنتاج أجيال جديدة من الكاميرات التي تتمتّع بتقنيات عالية. ليس هذا فحسب ، بل إنّ انتقال الصّورة من مكان إلى مكان على سطح الكوكب أصبح أمراً متحقّقاً ، ويتمّ إنجازه بوقت قصير جدّاً ، ممّا سمح بتداول الصّورة على نطاق واسع للغاية.

بفضل هذه الطّفرة النّوعيّة التي حقّقتها الصّورة ، أصبح لدينا في الأرض ما يشبه العري الكوني ، فقد أصبح كلّ ما على الأرض معرّضاً لتلك العيون الزّجاجية الغريبة ، التي تلتقطه بسرعة البرق ، وتبعث به إلى أيّ مكانْ تريد.

هذه الفضائحية الكاملة في رؤيّة كلّ شيء ، وفي الكشف عن الأسرار ، أصبحت تشكّل تحدّياً عظيماً لأنساق الفنون المختلفة ، وتحديداً لفنّ الشّعر باعتباره فنّاً قائماً على التّخيّل بالصّورة. هنا بإمكاننا أن نضرب مثلاً على التّحدّي السّابق ، فنأخذ المشهد القاسي المدمّر الذي نقلته الكاميرات التلفزيونية قبل سنوات لاستشهاد الطّفل (محمد الدّرّة) ، وبالمقابل نأخذ عدداً كبيراً من القصائد التي كتبها الشّعراء العرب عن الواقعة ، فما الذي سيحدث؟ هنا سوف نجد أنّ المشهد الذي نقلته الكاميرات كان أكثر تأثيراً: سوف نرى الأب في لحظة قنوط مطلق ، وهو يصيح مصعّداً نداءه إلى ما لا يعرف: (قتلوا الولد) ، ثمّ نرى الولد مذعوراً ، وهو يحاول الاختباء في الحضن الذي يعتقد أنّه يحميه ، ثمّ فجأة الولد بلا حراك.

حين نقرأ القصائد التي كُتًبَت عن استشهاد الفتى محمد الدّرّة ، سوف نتأثّر بها بدرجات متفاوتة ، وذلك تبعاً لمستويات القصائد ، غير أنّنا لن نصل بواسطة تلك القصائد إلى تلك الذّروة من المشاعر التي وصلنا إليها من خلال مشهد الاستشهاد الذي بثّته الفضائيّات. الأمر الآخر الذي يحدث هو أنّنا أثناء قراءة القصائد سوف نفاجأ بصور مشهد الاستشهاد وقد اقتحمت علينا الأبواب، لن نقول أنّ المشهد البصري الذي تقدّمه صورة الكاميرا قد ألغى المشهد البصري الذي يقدّمه الشّاعر ، ولكنّنا نقول أنّ عمل الكاميرا بشكل عام قد صعّب عمل الشاعر ، فأصبح ما هو مطلوب منه أضعاف ما كان يطلَب منه في الماضي. هنا لا بدّ من التأكيد على نقطتين بالغتي الأهميّة:

النقطة الأولى وتتعلّق بالمشهدية المنسوجة بواسطة اللغة ، حيث نعتقد أنّها مشهدية معقّدة وواسعة ومتعدّدة ، ولا يمكن لها أن تنفد ، أو تتعطّل ، بسبب صناعة الصّورة التي تبثّها الكاميرا.

النقطة الثانية وتتّصل بطبيعة كلّ من الصّورة المتخيّلة التي يبتكرها الشاعر ، والصورة التي تلتقطها الكاميرا ، فهما في النهاية شيء واحد. في الحالتين ثمّة إبداع إنساني ، ولنكن أكثر جرأة ونقول أنّ الصّورة الطازجة الجميلة المثيرة التي تلتقطها الكاميرا هي جزء من إبداع شعري جديد ، يقدّمه الإنسان الفنّان الذي يدير الكاميرا ويوجّهها. عند هذه النتيجة الحاسمة التي وصلنا إليها في الحديث عن جماليات الصّورة المتحقّقة بواسطة الكاميرا ، نكون قد لامسنا قضيّة في غاية الأهميّة ، وهذه القضيّة تتعلّق بشعريّة السينما.

جاء اختراع السينما في العصر الحديث ليحقّق قفزة نوعيّة على صعيد الأجناس الأدبية والفنيّة المعروفة ، فهذا الشّكل الخطير من الفنّ يجمع في تفاصيله عدداً كبيراً من الفنون: التّمثيل والمسرح ، السّرد القصصي والروائي ، التّصوير والإضاءة والتشكيل والموسيقى ، ...إلخ. كلّ ذلك يتحرّك في مسار شعري ، من خلال الرّؤيا التي يقدّمها الفيلم. السينما بهذه المواصفات يمكن اعتبارها فنّاً شعريّاً جديداً ، أو لنقل أنّ الفيلم هو النّصّ الشّعري الجديد ، الذي ينبغي على الشعراء التّوجّه إليه. لدينا هنا مثال ساطع على هذا التّوجّه ، وهو الشاعر الفرنسي الكبير جاك بريفير الذي دخل حلبة السينما ، وكتب السّيناريو لتسعة عشر فيلماً سينمائيّاً حتى عُدّ أهم كاتب سيناريو في تاريخ السينما الفرنسية.

Yousef_7aifa@yahoo.com

الدستور الأردنية في

05/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)