حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مخـرج إماراتـي يحمل«غيمة» إلى «بيروت»

أحمد الزين: أستعد لتجربة الأفلام الروائية الطويلة

إيناس محيسن – أبوظبي

يستعد المخرج الإماراتي أحمد زين في الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في مهرجان بيروت السينمائي، الذي يفتتح بعد غد ويستمر أسبوعاً، إذ يشارك فيلمه «غيمة شروق» في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في المهرجان، كما يشارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي، الذي يقام في الفترة من 14 الى 23 الشهر الجاري، بينما يشارك فيلمه «منحة الوالد» في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية في المهرجان.

واعتبر زين في حواره لـ«الإمارات اليوم» أن هذه المشاركات هي «نتاج للتطور الكبير الذي وصلت إليه الأفلام الإماراتية، سواء من حيث المستوى الفني أو الأفكار التي تتناولها، وهو ما أهلها للمشاركة والحصول على جوائز في فعاليات ومهرجانات سينمائية ليست عربية فقط ولكن عالمية أيضاً»، مضيفاً أن المشاركات الخارجية والاحتكاك بصناع أفلام ذوي خبرة وأفكار مختلفة يساعد على منحنا المزيد من النضج والتطور في عملنا، وفي الرؤى السينمائية التي نقدم بها أفلامنا»، وشدد الزين على أن «التطور بالنسبة لنا لم يكن خياراً، فإذا لم ننجح في تطوير أنفسنا وأعمالنا متنا».

مشروعات مقبلة

كشف مخرج «البعو» و«بلا قلب»، أنه يستعد في الفترة المقبلة لخوض تجربة الأفلام الروائية الطويلة، إذ يعمل على مشروع فيلمه الطويل الأول «فردوس خميس» الذي سبق وفاز بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة «أفلام من الإمارات»، وهو صاحب الفكرة والاخراج، وقام بكتابته محمد الحمادي.

كما يدرس زين مشروع فيلم جديد بالتعاون مع «شركة ايمج نيشن»، وأضاف «بعد 10 سنوات من العمل في مجال الأفلام القصيرة، بات لدينا ما يكفي من التجربة والخبرة لخوض تجربة تقديم أفلام روائية طويلة غير تجارية، خصوصاً في ظل توافر فرص الاحتكاك بصناع السينما في العالم من خلال المشاركة في المهرجانات، بالإضافة إلى توافر جهات ومؤسسات لا تبخل بدعم الأعمال المتميزة مثل مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي ومجموعة ابوظبي للثقافة والفنون ومؤسسة الامارات»، مشيراً إلى أن تلك «خطوة كنا نفتقدها كثيراً في السنوات السابقة، إذ كان غياب التمويل وضعف الموارد والامكانات المادية من أبرز العقبات التي نواجهها في عملنا».

فيلم عائلي

وصف زين فيلمه «غيمة شروق» الذي سبق وحصل على شهادة تقدير في مهرجان الخليج السينمائي الثالث ،2010 بـ«العائلي»، «فأبطال الفيلم هم أبناء اخوتي، وهي المرة الاولى التي يقفون أمام الكاميرا فيها، ورغم صعوبة ذلك، إذ تطلب الأمر الكثير من التدريبات التي استمرت لما يزيد على الشهرين، إلا ان علاقتنا العائلية سهلت الأمر، ووفرت لنا فرصة التدريب في أوقات مختلفة سواء بالليل أو النهار، كما ان توافر الاستعداد لدى الشباب كان له دور كبير في تطوير قدراتهم».

وحول موضوعه قال إن «غيمة شروق» فيلم سينمائي قصير «يطرح قضية إهمال الأهل لأبنائهم في سن المراهقة، بأسلوب سينمائي جميل، مع مواقف تتنوع بين الجادة والكوميدية.

وتدور أحداثه في منطقة تبعد عن العاصمة ابوظبي بنحو 45 كيلومتراً هي منطقة بني ياس، حول مجموعة من المراهقين تراوح أعمارهم ما بين الـ13 والـ14 أي في المرحلة الدراسية الإعدادية، يقررون الهروب من المدرسة والذهاب إلى ابوظبي، ويستعرض الفيلم العديد من المواقف التي يتعرضون لها وهم في طريقهم إلى ابوظبي، أما في طريق العودة فيتعرض أحدهم لحادث سير خطير ليموت أمام أصدقائه الثلاثة».

وثائقي

انتقد المخرج الذي قدم عدداً من الأفلام الوثائقية منها فيلم «الجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين»، الذي حصل على شهادة تقدير في مسـابقة أفلام من الامارات ضمن مهرجان ابوظـــبي السينمائي ،2009 الفكرة الســائدة لدى كثير من صانعي الأفلام الشباب، بأن الأفلام الوثائقية أكثر سهولة في التنفيذ. مرجعاً هذه الفكرة إلى الخلط بين مفهوم الفيلم التسجيلي من جهة والتقرير أو الفيلم التسجيلي التلفزيوني من جهة أخرى، «فرغم انني قدمت ثلاثة أفلام وثائقية، إلا انني مازلت أشعر بأنني لم أصل إلى ما أريده، وأن هناك المزيد من النضج الذي أبحث عنه».

وأوضح زين أن فيلمه التسجيلي «منحة الوالد»، يتناول قصة كفاح المواطنة الأرملة أم راشد وهي امرأة كبيرة السن تعرضت لظروف قاسية وصعبة في حياتها بعد ما تخلى عنها أهلها وأهل زوجها، فلم يكن لها من معين بعد الله سبحانه وتعالى، سوى منحة الشيخ زايد رحمه الله، وهي مزرعة في مدينة العين (منطقة مزارع حرز) لكي تعيش هي وأبناؤها اليتامى فيها وتكون لهم مصدر دخل، ويوضح الفيلم كيف استطاعت أم راشد أن تعيش وتربي ابناءها في المزرعة حتى تزوجوا جميعًا ورحل كل منهم إلى بيته، بينما تصر والدتهم على التمسك بالمزرعة والعمل بها باعتبارها منحة الشيخ زايد، لتصبح المرأة الوحيدة التي تعيش في منطقة مزارع حرز المكونة من 800 مزرعة وتعيش من ريع محصولها، بل وتقوم بقيادة شاحنة كبيرة وهي في هذه السن»، لافتًا إلى التعاون الكبير الذي ابدته بطلة القصة أم راشد خلال التصوير الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة مساعدة المخرج هناء الشاطري، وقام بالمونتاج حسن كياني.

تطور خليجي

رفض المخرج الإماراتي أحمد زين وصف الأفلام الإماراتية التي جرى تقديمها في الفترة الأخيرة بالضعف، موضحاً أنه «قد يكون هناك اهتمام أكبر من جانب صناعها بالتقنيات الحديثة وفنون الإخراج على حساب قصة العمل، خصوصاً في الأفلام القصيرة التي تحتاج إلى سيناريو مكثف وحبكة قوية حتى تعبر عن المضمون في دقائق معدودة، وفي النهاية يظل تقييم الاعمال مرهوناً بوجهات نظر صناع الافلام ومتابعيها، وآرائهم الشخصية»، مشيراً إلى أن «هناك تطوراً واضحاً في مستوى الافلام الخليجية، خصوصاً الافلام السعودية التي أصبحت تطرح قضايا مهمة ومتميزة، وإن كان نقص الدعم المادي يشكل عائقاً كبيراً امامها، كذلك شهدت الأعمال العمانية تميزاً واضحاً، واستطاعت ان تخلق لنفسها شخصية مميزة».

الإمارات اليوم في

04/10/2010

 

جزء رابع ثلاثي الأبعاد

«شر مقيم: آخرة».. أهـــــــلاً بكم في عالم الألعاب الرقمية

زياد عبدالله – دبي 

الشر مقيم لا يغادر، إنه متواصل ومستمر وعلى شيء يجعلنا نتوقعه يطفو على سطح الشاشة متى أمكن وفي أي وقت، فهذا الشر مقيم -علينا أن نكرر- لن يتردد في أن يعود لأربع مرات مع فتح الباب على مصراعيه للحبل على الجرار والذي يعني سينمائياً المزيد من الأجزاء والكثير من المغامرات والمفاجآت والاكتشافات التي ستنجو منها أليس التي لن تكون إلا في بلاد العجائب، بلاد ما بعد فناء البشرية وقد أصيبت بفيروس فتاك.

ما تقدم يراد له الدخول إلى فيلم Resident Evil: Afterlife «شر مقيم: آخرة» الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، ويدعونا إلى تجربة ثلاثية الأبعاد هذه المرة، بحيث نكون أمام الجزء الرابع من هذه السلسلة الخارجة من رحم الألعاب الرقمية، وتحت عنوان ترويجي عريض يتمثل في أنه أول فيلم مأخوذ عن لعبة رقمية يقدم ثلاثي الأبعاد، الأمر الذي يقودنا أيضاً إلى علاقة متشابكة تزداد قوة بين الأفلام التجارية والألعاب، وعلى شيء يتخطى ما أصبح كلاسيكياً الآن بمعنى تحويل أي فيلم تجاري ناجح إلى لعبة رقمية، إلى عملية معكوسة ليس «شر مقيم» بأجزائه الأربعة إلا إحدى تجلياتها، وليمتد الأمر إلى التماس أثر الألعاب الرقمية في بنية أفلام «الأكشن» التي أصبحت منذ زمن تمنح المشاهد شعوراً بأنه أمام لعبة رقمية وليس سيناريو تمضي على هديه الدراما التي يقدمها، لا بل إن الرغبة تمتد لأن تحتوي مقاعد السينما على مجموعة من المفاتيح التي تمكن المشاهد من التحكم في المصائر، التي لن تكون مخيبة طالما أن البطل سينجح في النهاية في اجتياز المراحل الخطرة كافة، والوصول إلى المرحلة النهائية محققاً «السكور» المطلوب، ولعل ما قدم عليه جيمس بوند في جزأيه الأخيرين سيمنحنا الشعور سابق الذكر، وذلك بعد مقارنتهما بالأجزاء السباقة للعميل 007 لنكون أمام تغليب لمنطق الألعاب الرقمية على الشخصية الجاسوسية وعوالمها الخاصة التي صيغة أولاً على يد الكاتب ايان فليمينغ، وليكون هذا المنطق من جهة أخرى منطق جيل بأكمله تشكل ويتشكل، واسترسالاً يمكننا الحديث عن أن الحروب أصبحت تتبع هذا المنطق، فكل شيء يظهر أمام الشاشة، وليس على من يجلس أمامها إلى الضغط على المفاتيح لقتل البشر ليس بوصفهم بشراً بل أهدافاً مماثلة لما مارسه الجندي في طفولته ومراهقته.

نعود إلى فيلم «شر مقيم: آخرة»، الذي يعود إلى إخراجه مجدداً بيتر اندرسون، كاتب ومنتج هذه السلسلة في أجزائها الأربعة، تاركاً الإخراج في «شر مقيم: قيامة» 2004 لالكسندر ويت و «شر مقيم: انقراض» 2007 لراسل مولكاي، ويبقى احتمال جزء خامس أمراً وارداً بقوة، لكن في اتباع لأرباح هذا الجزء وكل ما سيتبع بدراسات تسويقية، يشكلان في النهاية كل ما يراد لهذا الفيلم تحقيقه.

آلبرت (شاون روبرتس) الذي ما أن يتهشم حتى يعيش، وكلما أودعت الرصاصات في جسده عاد من جديد، قد فجرت طائرته كما نشاهد في النهاية، لكن لنا أن نسأل أيضاً كم مرة حدث ذلك مع آلبرت وعاد، فهذا تفصيل لا معنى له متى تم إقرار جزء جديد، فله أن يعيش أيضاً.

أليس ستكون المتنقلة بين الأجزاء الأربعة، أليس أي الممثلة ميلا جوفافيتش في الأجزاء الأربعة، ومعها تلك المسدسات المعلقة على ظهرها كما لو أنها نينجا لكن ذات أسلحة نارية.

ومع بداية الفيلم سنكون أمام الشركة اللعينة التي اخترعت فيروساً كان كفيلاً بتدمير البشرية، لكن كما هي العادة فإن هناك ناجين، وعلى رأسهم أليس الأمل الأكبر والأخير، ومعها ستبدأ اللعبة الرقمية خصوصاً في القسم الأول من الفيلم وهي تهاجم المعقل الآمن الذي أوجدته الشركة التي لم نعرف لما عليها أن تكون يابانية، وفي الوقت نفسه فإن من يدير كل شيء هو آلبرت الأبيض وكل من حوله آسيويون، وسرعان ما تخرج أليس كواحـدة من عجائب القتال الرقمي، ومع قيام المخرج باجتراح لقطات بطيئة ومعها تثبيت اللقطة عند حركة بهلوانية أو قفزة في الهواء أو مع الرصاصات وهي في طريقها إذ تتوقف قليلاً لنراها ثم تكمل، وكل ذلك على هدي «ماتريكس» و«الماتريكسية» السينمائية.

نعود إلى منطق اللعبة الرقمية لئلا نسأل عن أي منطق درامي، فبعد معركة حامية الوطيس ينجو منها كل من آلبرت وأليس، يعود الفيلم إلى أليس وهي تبحث عن مكان اسمه «أركاديا» يكون آمناً غير ملوث بالفيروس اللعين، وقد التقطت نداءاته عبر أجهزة الاتصال.

أليس ستعثر في بحثها عن «أركاديا» على ناجين آخرين أولهم كلير (آلي لارتر) التي تكون فاقدة لذاكرتها، ومن ثم تعثر أيضاً على ناجين في لوس أنجلوس موجودين على سطح مبنى سجن، بينما هم محاصرون بأعداد هائلة من البشر المصابين بالفيروس، البشر الذين ما عادوا بشراً بل جموعاً هائجة ومتوحشة تزأر فتخرج من أفواهها ما يشبه الوردة المتوحشة التي تبتلع ما يقف أمامها، وعليه يصبح الوصول إلى «أركاديا» التي يكتشفون أنها باخرة راسية في البحر كل ما على أليس ومجموعة الناجين من حولها فعله، خصوصاً أن الوحوش البشرية تكون قد بدأت بالتسرب إلى المبنى المحصن والذي ما عاد آمناً، لكن فإن ما ينتظرهم في «أركاديا» سيكون فصلاً جديداً من الخديعة.

لن يدهشنا الفيلم وهو يتبع وصفات جاهزة ومعدة سلفاً، ولعل أفلاماً لا تعد ولا تحصى تلتقي على الثيمة نفسها وتجد في «الغرافيك» مربط خيلها المروض جيداً، ولن يكون إلا من تلك الأفلام التي تترافق ونقرشة «الناتشوز» أو «الفوشار» التي لن تتسبب في أي إزعاج قد يضر بالمشاهدة، وله إن كان مدعاة لدهشة هنا ودهشة هناك، فإن ذلك سيكون متأتياً بالدرجة الأولى من البناء البصري في القسم الذي تصل فيه أليس لوس أنجلوس المحترقة، خصوصاً عندما تهبط بطائرتها المروحية على سطح مبنى يكون تحته مئات آلاف من الوحوش البشرية، وعلى شيء من أجواء غرائبية وقيامية، ومن ثم تصعيد حالة الحصار التي تطالها ورفاقها الناجين، والتي لن تطول كثيراً ونحن نعود مجدداً إلى اللعبة الرقمية للفيلم، بينما تقوم أليس ومن معها بقتل الأعداد اللامتناهية من البشر المتوحشين الذي يبدأون بالتسرب إلى المبنى الذي كان منيعاً ووقع تحت قبضة المتوحشين، وما عدا ذلك فلنا أن نشهد كيف لهم أن ينجوا مع بضع خسائر لا أهمية لها طالما أن أليس مازالت على قيد الحياة، وبالتالي تحقيقهم أعلى «سكور» من قتل تلك الوحوش مع ظهور أحدها عملاقاً يرتدي قناعاً فيه مسامير وقد حمل مهدة هائلة الحجم، ونحن ننسى الخيال العلمي ونفكر بالواقع الرقمي، نخرج من الفيلم ونمضي خلف اللعبة الرقمية لمنافسة ميلا جوفافيتش وجعلها تفعل أكثر مما فعلت في الفيلم.

الإمارات اليوم في

04/10/2010

 

ثقافات / سينما

أفلامه كانت الغربية الوحيدة المسموح بعرضها في ألبانيا الشيوعية

وفاة نورمان ويزدوم الكوميدي الانكليزي الأشهر عالمياً

إيلاف / صلاح أحمد من لندن:  

أعلنت ليلة الاثنين وفاة السير نورمان ويزدوم أحد أكبر أعمدة الكوميديا البريطانية في الخمسينات والستيات في دار للتمريض بآيل اوف مان عن 95 عاما بعدما عانى سلسلة من النوبات القلبية في الأشهر الستة الماضية. وويزدوم ممثل وموسيقي ومغن شقت شهرته الآفاق العالمية ووصف بأنه «عبقري» وقيل إنه كان الكوميدي المفضل لدى تشارلي تشابلن. واشتهر أيضا في العالم العربي، لكن شعبيته اتخذت لها بعدا سورياليا في البانيا بشكل خاص. فقد فاقت شعبية ألمع نجومها الكوميديين في وقت كانت فيه البلاد منغلقة على نفسها تحت حكم الدكتاتور أنور خوجا، وكانت أفلامه هي الغربية الوحيدة التي تسمح السلطات بعرضها في الدولة الشيوعية وقتها.

وفي زيارة له للعاصمة الألبانية تيرانا عام 2001، تزامنت مع زيارة الفريق القومي الانجليزي، سرق ويزدوم الضوء تماما من كابتن الفريق معبود الجماهير ديفيد بيكام. ومنحه األبان أرفع أوسمتهم - بما في ذلك الجنسية الفخرية - واعتبروه «مؤسسة قومية». لكن حياته الباكرة كانت جد عسيرة.

ولد نورمان ويزدوم في حي مارليبون اللندني في 4 فبراير / شباط 1915 لأبويه فريدريك ومود ويزدوم. كان أبوه سائق أجرة وأمه حائكة هجرت الأسرة عندما كان هو في سن التاسعة. وفي الحادية عشرة هرب ويزدوم أيضا، لكنه عاد بعد عامين واشتغل مرسالا في متجر صغير بالحي. وفي ما بعد صار عاملا في منجم للفحم ثم نادلا في مطعم ثم بوابا لنزل.

التحق ويزدوم بفرقة الخيالة الملكية العاشرة وأرسل الى الهند عام 1946 فبدأ يصقل موهبته كموسيقي وكوميدي مسرحي وكان أول ظهور له على خشبة المسرح في ذلك العام. لكن نجمه صعد بسرعة كبيرة بعد عودته الى لندن بحيث مثل في مسارح الويست إند بقلب لندن، وأتاح له ظهوره على التلفزيون شعبية هائلة.

عام 1953 بدأ ويزدوم تصوير سلسلة من الأفلام الكوميدية ذات الميزانية المنخفضة لاستوديوهات «رانك اورغنايزيشن». ولم تجد هذه الأفلام ثناء من النقاد وقتها لكنها قوبلت باحتفاء شعبي عظيم، ليس داخل بريطانيا وحسب وإنما في مختلف أرجاء الدنيا. وكان الفضل يعود اليها في دعم استوديوهات «رانك» ماليا عندما تخفق أفلامها الجادة تجاريا.

وكانت أفلامه، ومعظمها بالأبيض والأسود، تدور حول شخصية «غامب»، العامل الساذج الذي تؤدي تصرفاته الخرقاء الى ضرب الفوضى أطنابها في مكان العمل. على أن نجمه بدأ يخبو منذ منتصف الستينات رغم الاتجاه الى تصوير أفلامه بالألوان.

وفي العام 1966 توجه ويزدوم الى هوليوود حيث شارك في الفيلم الموسيقي الكوميدي «الفخر» ورشح فيه لجائزة توني عن أدائه الباهر فيه. ثم ظهر في فيلم آخر عام 1968 هو «ليلة غزوا مينسكيز» وبدا انه يثبت قدميه في عالم هوليوود الصعب. لكن أزمة عائلية أجبرته على العودة الى لندن حيث هجر السينما الى التلفزيون.

وفي 1981 نال ويزدوم ثناء كبيرا من النقاد لدوره الدرامي في مسرحية «ذهاب رصين» التي مثل فيها دور رجل يموت بالسرطان. وفي التسعينات عاد الى الأضواء مجددا وتوج ذلك عام 1999 بنيله وسام الامبراطورية البريطانية بدرجة «فارس» من الملكة اليزابيث الثانية.

في 4 فبراير 2005 (عيد ميلاده التسعون) أعلن ويزدوم تقاعده لتخصيص وقته لأسرته ولعبة الغولف التي يعشقها في آيل اوف مان حيث عاش حى مماته. وفي الآونة الأخيرة أصيب بمتاعب في القلب حدت بالأطباء لزراعة منظم لضربات قلبه تحت جلده. ويخلفه في اسرته الآن ابنه نِك وابنته جاكي.

إيلاف في

05/10/2010

 

جمهور سينما المستقبل لن يكتفى بالمشاهدة

أحمد عطية 

العام المقبل سيشهد نتيجة تجربة مثيرة فى عالم السينما بمساعدة التكنولوجيا والإنترنت، المهرجان الأشهر للسينما المستقلة «سندانس» سيعرض فى 2011 فيلم «يوم فى الحياة» للمخرج الأمريكى ريدلى سكوت، وهو توثيق لشكل الحياة فى يوم محدد هو 24 يوليو 2010 لأماكن وشخصيات مختلفة من حول العالم.

الفكرة ليست جديدة، ففى عام 2004، تعاون 60 صانع أفلام محترك من حول العالم على تصوير فيلم مدته ساعة من مختلف أنحاء الكرة الأرضية. لكن المثير فى فيلم سكوت هو أنه لا يعتمد على المحترفين، ولا على عدد محدد من المتعاونين. فى يوليو الماضى أعلن سكوت عن دعوة مفتوحة لكل الراغبين فى الاشتراك بالفيلم فى تصوير ما شاءوا ونشره على قناة مخصصة للمشروع بموقع يوتيوب الخاص بمشاركة ملفات الفيديو على الإنترنت، وبالفعل استقبل سكوت 80 ألف فيديو فى اليوم الموعود، لينتظر العالم تحفته السينمائية المقبلة، التى شارك فى صنعها الآلاف وتكلفت القليل. مشروع سكوت هو خطوة جديدة وشكل مبتكر فى الطريق إلى سينما وأشكال فنية جديدة، لا يقتصر دور المشاهدين فيها على مجرد المتابعة، بل يصبح فى إمكانهم التدخل فى السيناريو والموسيقى وإيقاع الأحداث والمونتاج، باختصار يصبح الجمهور صانعا للأفلام والمسلسلات الدرامية بدلا من الاكتفاء بإبداء إعجابهم أو كراهيتهم لها. إنه النموذج الجديد الذى يقلب مفاهيم الإنتاج التجارى رأسا على عقب بفضل التكنولوجيا والإنترنت: الدراما مفتوحة المصدر.

الجمهور منتجا

عام 2002 شهد البداية. المشاركون فى مهرجان «هذا ليس فنا» This is not Art للفن التجريبى بأستراليا قرروا صناعة فيلم وثائقى عن المهرجان، فنتج عن مشروعهم أول فيلم مفتوح المصدر: الرقص للعمارة Dancing to Architecture.

الجرأة فى مونتاج الفيلم وتلوين بعض مشاهده بألوان صارخة لم يكن ما جذب الجمهور لمشاهدته، بل كان عنصر الجذب هو توفير جميع المواد المصورة على الإنترنت، التى زادت على 180 جيجا من المواد المصورة، لمن يريد أن يستخدمها بأى شكل يريد. توالت بعدها تجارب المصدر الفتوح فى الأفلام الوثائقية والروائية، لتظهر أفلام مثل «الطريق 66» و«نقطة التحول» وغيرهما.

المنتجون العازمون على المغامرة بأفلام جريئة ومبتكرة هم قلة، مقارنة بالراغبين فى الكسب المادى المضمون من الأفلام التجارية. طبقا لتقرير شركة «برايس ووتر هاوس كوبر» للمحاسبة، تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة فى إغلاق 50 شركة أفلام مستقلة فى المملكة المتحدة وحدها، فى أقل من 18 شهرا.

هذا أدى إلى لجوء عشرات من السينمائيين والوثائقيين إلى اللجوء للجمهور من أجل إنتاج موادهم الفنية، وظهور مئات المواقع تقدم لهم الدعم بأشكال مختلفة. موقع «إندى جوجو» على سبيل المثال يتيح لصناع الأفلام المستقلة أن يعرضوا فكرة فيلمهم والدعاية له فى سبيل الحصول على تبرعات من المشاهدين.

يحاول صناع الأفلام إغراء المتبرعين بمزايا خاصة يحددونها، «فإن تبرعت بخمسين دولارا ستحصل على 4 تذاكر مجانية حين يتم عرض الفيلم فى السينما، وإن تبرعت بمائة دولار تحصل على مقعد فى العرض الخاص»، وهكذا نجح فيلم واحد فقط فى جمع جميع الأموال المطلوبة لإنتاجه، وهو الوثائقى «معاطف الأمل» Tapestries of Hope.

هذه المواقع قد لا تتبنى المفهوم الدقيق للسينما مفتوحة المصدر، فدور الجمهور يقتصر على مساعدة صناع الفيلم فى عملهم، دون أن يكون لهم دخل فى العملية الإبداعية للفيلم.

سرب من ملائكة السينما

أحد أجرأ التجارب، التى لم يحالفها النجاح حتى الآن، فى مجال السينما هى تجربة فيلم «سرب من الملائكة» Swarm of Angels. الفيلم روائى طويل، بميزانية مليون جنيه استرلينى. ممول الفيلم هو الجمهور، الذى يقوم بدور المنتج والمخرج والمتفرج معا.

بدأت فكرة الفيلم عام 2006 على يد المخرج والمنتج مات هانسون، الشهير بتأسيسه منظمة «وان دوت زيرو» OneDotZero، التى تنظم مهرجانات متخصصة فى الابتكارات الجديدة بمجال الصورة المتحركة بجميع أشكالها.

وبسبب معاداته للسينما التجارية التى لا تهتم سوى بحجم إيرادات الفيلم، قرر مات أن يكسر احتكار المنتجين للأفلام السينمائية.

الفكرة تبدو بسيطة. يبدأ مات من خلال الدعاية على الإنترنت من دعوة 100 فرد أن يتبرع كل واحد منهم بجنيه استرلينى واحد فقط لا غير، ثم يبدأ فى مضاعفة عدد المتبرعين ومبلغ التبرع ليصل إلى ألف متبرع، ثم تستمر المضاعفة ليصل العدد إلى 50 ألف متبرع بالمبلغ المطلوب. لكن التبرعات لا تقتصر فقط على دفع الأموال، ولكن المشاركة بالمجهود فى صناعة الفيلم.

مشاهدة الفيلم ستكون مجانية على الإنترنت، ولن يكون له أى حقوق ملكية فكرية، فمصطلح «سينما مفتوحة المصدر» يعنى أنه من حق الجميع تعديل الفيلم بأى شكل يرونه، كإضافة مشاهد أو تغيير شكل المونتاج أو الموسيقى أو استخدام المادة المصورة فى إيجاد فيلم جديد.

اختارت مجلة فوربس الأمريكية عام 2007 مات هانسون كواحد من 40 شخصية من المنتظر أن يقوموا بفعل مدهش يغير من وجه العالم. «سرب من الملائكة» يمر الآن بالعديد من المصاعب التمويلية وبطء فى اتخاذ القرارات الإبداعية.

الشروق المصرية في

05/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)