حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محسن أحمد:

الإخراج هوايتي والتصوير حرفتي

القاهرة - نسمة الحسيني

بعد احتجابه خمس سنوات عن الشاشة الفضية، يُعرض راهناً للمخرج محسن أحمد في الصالات فيلم «الرجل الغامض بسلامته».

محسن أحمد أحد أبرز مديري التصوير الذين عرفتهم السينما المصرية... عن تجربته السينمائية الأخيرة والهجوم الذي تعرض له كان اللقاء التالي.

·         ما الذي حمَّسك لإخراج «الرجل الغامض بسلامته»؟

تجربتي السابقة مع الفنان هاني رمزي في فيلم «أبو العربي»، والمتعة التي شعرت بها أثناء العمل معه، بالإضافة إلى السيناريو الرائع الذي كتبه بلال فضل، فضلاً عن وجود فريق عمل متميز.

·         تأخرت تجربتك الثانية في الإخراج خمس سنوات، لماذا؟

لانحيازي إلى عملي الأساسي كمدير للتصوير في «دم الغزال»، «الشبح»، «الوعد» وغيرها... وقد نالت في معظمها جائزة أفضل تصوير. كذلك انشغلت بفيلمي «زهايمر» و{ابن القنصل» اللذين سيعرضان في عيد الأضحى، وبإعداد أطروحة دكتوراه في التصوير ومناقشتها.

·         هل قصدت أن يتضمن فيلمك الثاني خطاً سياسياً، بعدما كان الأول كوميدياً فحسب؟

لا. إنما المؤكد أن كل شيء في الحياة له علاقة بالسياسة سواء مباشرة أو غير مباشرة.

·         لكن بعض النقاد اعتبر أن الخط السياسي في الفيلم لا معنى له ودخيل وغامض، ما ردّك؟

أحترم آراء النقاد ومن حقهم التعبير بحرية، ثم رسالة الفيلم واضحة والخط السياسي من صلب الأحداث وليس مقحماً فيها.

·         جرعة الكوميديا في الفيلم ضئيلة مع أن بطله الممثل الكوميدي هاني رمزي، ما السبب؟

لأنه ليس فيلماً كوميدياً مباشراً، بالإضافة إلى أن جرعة الضحك تختلف من فيلم إلى آخر، فمثلاً يختلف نوع الضحك في «غبي منه فيه» و{أبو العربي» عن فيلم «جواز بقرار جمهوري»، فأنا لا أقدّم عبره إفيهات للضحك فحسب إنما أعود عبر مضمونه إلى أفلام نجيب الريحاني، وهذه النوعية هي الأقوى في أفلام الكوميديا كي لا تكون السينما أقرب إلى المنولوج أو الـ{سيت كوم».

·         كيف تعاملت الرقابة مع الجرأة التي تميّز بها الفيلم؟

بإيجابية، وقد تناقشنا في أمور كثيرة جاءت لمصلحة الفيلم، لذا كنت وغيري من فريق العمل سعداء برأي الرقابة واقتراحاتها.

·         تردد أنها حذفت مشهدين من الفيلم، ما ردّك؟

هذا الكلام غير صحيح. لم تحذف الرقابة أي مشاهد.

·         كيف تعلق على الانتقاد الذي اعتبر أن الفيلم يتضمَّن أفيهات جنسيَّة؟

السبب إعلان الفيلم الذي تصممه شركات الإنتاج بطريقة «من كل بستان زهرة»، وتركيب جملة من مشهد على جملة من مشهد آخر، لتعطي في النهاية إيحاء غير موجود في المشاهد الأصلية، وأنا كمخرج لست مسؤولاً عن الإعلان وإنما عن الفيلم فحسب.

·         استغرق التصوير أكثر من عام ونصف العام، ألم يؤثر ذلك على الفيلم؟

يرتبط أي فيلم بظروف صنَّاعه. بدأنا التصوير قبيل شهر رمضان قبل الماضي، وكان هاني رمزي مرتبطاً بتصوير مسلسل «عصابة بابا وماما»، ونيللي كريم بتصوير مسلسل في سورية، وانشغلت بدوري في مسلسل «بيت العيلة»، لذا توقفنا عن التصوير مراراً، وبما أننا لم نكن مرتبطين بموعد عرض معين فضلنا أن نتمهَّل لنقدم الفيلم بشكل أمثل.

·         هل أنت راض عن موعد عرض الفيلم في موسم تعتبر مدته الزمنية قصيرة؟

يتمنى أي فنان أن يُعرض فيلمه في أفضل توقيت، لكن هذه هي الظروف المتاحة أمامنا، مع ذلك حقق إيرادات إيجابية ومرضية لنا.

·         ساد الغموض فكرة ملصق الفيلم لدرجة أن تساؤلاً برز عن مدى ارتباطه بالفيلم، ما تعليقك؟

ليس شرطاً أن يعبّر الـ{أفيش» عن مضمون الفيلم حرفياً، لكن كانت فكرته جديدة وشكلت عنصر جذب.

·         ما ردك على احتجاج البعض على دور نيللي كريم لأنه مهمش؟

الدور لا يُقاس بمساحته، بل بمدى تأثيره في المشاهد.

·         إلى أي مدى ينطبق لجوء بطل الفيلم إلى الكذب للحصول على وظيفة على الواقع؟

للأسف، الكذب والنفاق والخداع والغش أصبحت من سمات عصرنا.

·         ماذا عن فيلم «زهايمر» مع الفنان عادل إمام؟

أشارك فيه كمدير تصوير، وهو تعاوني السادس مع عادل إمام والثالث مع المخرج عمرو عرفة، الذي عملت معه في فيلمي «الشبح} و{ابن القنصل»، ووجدت أن تناغماً ما يجمعنا.

سادت العمل أجواء أسرية للغاية لدرجة أننا شعرنا بالحزن عند انتهاء التصوير، على رغم الظروف الصحية التي مررت بها نتيجة الإرهاق الذي أصبت به من جراء التصوير ساعات من دون توقف. عموماً، اعتبره تجربة ممتعة مع مخرج واع وممثلين ابتكروا حالة من الألفة والتناغم بين بعضهم.

·         يتجه مصوّرون كثر إلى الإخراج، فهل ثمة علاقة بين الاثنين؟

الإخراج مهنة تجذب فناني السينما، لذا نجد أن كبار المخرجين كانت لهم مهن أخرى من بينهم: صلاح أبو سيف وبركات وكمال الشيخ الذين بدأوا بمهنة «مونتير»، وشادي عبد السلام كمهندس ديكور والذي تنبع رؤيته الإخراجية من تخصصه الأصلي، إذ كان يخرج الفيلم على أسس بصرية كما في فيلم «المومياء».

يهتمّ المصور بالسرد البصري في إخراجه، أما المونتير فيهتمّ أكثر بإيقاع الفيلم. بالنسبة إلي أعتبر الإخراج هواية، فيما التصوير مهنتي التي أعشقها.

·         اتجهت إلى إخراج أعمال كوميدية، مع أنك قدمت الألوان السينمائية كافة كمدير تصوير؟

ليس الأمر مقصوداً، لم يكن أول فيلم كتبته لي زينب عزيز منذ 15 عاماً كوميدياً وإن لم يرَ النور، ثم إن الكوميديا أصعب الأنواع السينمائية، إذ يسهل ابتكار دراما تثير البكاء إنما يصعب إخراج ضحكة من قلب المشاهد.

الجريدة الكويتية في

04/10/2010

 

بعد قرار الرئيس مبارك دعم الدولة لها مجدداً

السينما المصريَّة... هل تعود إلى مجدها؟

القاهرة - رولا عسران 

في لقاء مع مجموعة من النجوم من بينهم: يسرا، حسين فهمي، محمود ياسين، عزت العلايلي، نيللي كريم... بالإضافة إلى د. أشرف زكي، نقيب أصحاب المهن التمثيلية، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك موافقته على إعادة دعم الدولة لصناعة السينما المصرية لتستعيد مكانتها ودورها كأحد أهم مصادر الدخل القومي.

كيف يرى أهل السينما هذا القرار، وهل يتحول إلى أرقام وحقيقة ملموسة، أم يبقى مجرد حبر على ورق كغيره من قرارات؟

أكد د. أشرف زكي أن الرئيس يعتبر السينما صناعة وثروة قومية ينبغي دعمها، وقد «لمسنا حرصه على الاستماع منا إلى المشاكل التي تواجهنا ووعدنا بحلها».

بدورها، أوضحت يسرا أن الوفد تطرق إلى مجمل هموم صناعة السينما ودور الفنان في تشكيل وعي الشعب وثقافته وطرح القضايا التي تهمه وتشغل باله في محاولة لحلها.

ورأى حسين فهمي أن اللقاء كان أشبه بجلسة عائلية تطورت إلى ما يشبه النقاش المفتوح حول مشاكل وأزمات الفن عموماً والسينما خصوصاً.

أما محمود ياسين فكشف أن الرئيس يرغب بإعادة الاحتفال بعيد الفن تقديراً منه للدور البارز الذي يؤديه هذا الأخير في تثقيف الجمهور، وأنه رحب بالمقترحات حول ضرورة رعاية الحكومة لصناعة السينما ودعمها بوصفها صناعة استراتيجية، على أن يشمل الدعم تسهيل الإجراءات المتعلقة بتشجيع تصوير الأفلام الأجنبية في مصر، بعدما انسحب بعض البلدان من هذا المجال لصعوبة الإجراءات والضرائب والرسوم التي تفرض على الجهات الإنتاجية الأجنبية في مصر.

كذلك كشف عزت العلايلي أن الرئيس مبارك رحب باقتراح الفنانين لمشروع حق الأداء العلني ووافق على طلبهم إنشاء مقر جديد لنقابة الممثلين بدلاً من المقر الحالي، وأمر بتخصيص قطعة أرض لهذه الغاية في مدينة الإنتاج الإعلامي.

بالمناسبة، طالبت نيللي كريم الدولة بإعادة دعم دور العرض كجزء مهم وأساسي من إعادة دعمها لصناعة السينما.

إصلاح السينما

أثار هذا القرار ردود فعل مختلفة بين النقاد والمنتجين، فقد اعتبرت الناقدة ماجدة خير الله أنه خطوة مهمة لإصلاح أحوال السينما والدفع بها نحو الصدارة كعهدها في السنوات السابقة، فيما أشار الناقد أحمد الحضري إلى أن الدولة عندما دعمت السينما، أخرجت إلى النور أفلاماً مهمة وبارزة في تاريخ السينما المصرية.

بدوره، أكد «رئيس جهاز السينما» ممدوح الليثي أن عودة الدعم إلى السينما أمر مهم وضروري ويساهم في تنشيط الصناعة عموماً، «لذا علينا أن نتكاتف لتحقيق هذا القرار الذي يعدّ بمثابة نقطة تحوّل في تاريخ صناعة السينما المصرية»، وهو ينتظر اليوم الذي تستعيد فيه السينما هيبتها بعد تبني الدولة لها.

من جهته، تمنّى رئيس «غرفة صناعة السينما» منيب شافعي عودة الدعم إلى السينما، «لأن هذا الأمر سيخلصنا من الأزمات والمشاكل بين جهات الإنتاج في مصر».

تكاتف و... تجاهل

رأى المنتج د. محمد العدل أن دور الدولة في ازدهار السينما مهم، إضافة إلى دور شركات الإنتاج، لذا على الجهتين التكاتف للوصول بالصناعة إلى مرحلة أبعد وتحقيق إنجازات سينمائية عدة.

في المقابل، تعجّب الناقد محمد عبد الفتاح من تجاهل اللقاء دعوة أسماء معنية على علاقة وثيقة بصناعة السينما من مخرجين ومنتجين وجهات تسويق، مثل إسعاد يونس، محمد حسن رمزي، آل العدل، داود عبد السيد، محمد خان... وغيرهم «كان من الأجدر حضورها إن كان الهدف فعلاً دعم الدولة لصناعة مهمة كانت يوماً أحد أهم مصادر الدخل في مصر.

الجريدة الكويتية في

04/10/2010

 

السينما المصريَّة وحروب الصراع العربي - الصهيوني

محمد بدر الدين 

من بين أنواع السينما المعروفة والتقليدية، سينما المعارك الحربية وهي، كالأنواع كافة، قد تظهر بطابع سطحي لا يحمل عمقاً أو تأملاً حقيقياً وقد تأتي مدعَّمة بأفكار لافتة ومضمون جاد. فكم من أفلام صوَّرت صدامات ونهر دماء يسيل في أتون الحروب، إنما من غير هذه الأفكار أو ذلك المضمون.

كذلك أنجزت السينما المصرية اتجاهاً آخر من صنف سينما الحروب البالغة السطحية، فاستعملت المعركة أو الحرب كخلفية، ضمن سيناريو تقليدي بائس، مفكك الأوصال، يصوّر قصة غرام مفتعلة ومشاكل عائلية أو صداماً بين أفراد بصورة مفتعلة، بينما تأتي في الخلفية أصداء معركة ما ويتنامى إلى سمع الأبطال، بالتالي سمعنا، أن ثمة حرباً ضروس، وقد يذهب البطل إلى القتال فيها، فيكون كل نصيب الفيلم منها، قلق الحبيبة والأم والعائلة والانتظار اليومي الصعب لعودته، وقد يعود منتصراً أو معاقاً أو فقيداً شهيداً...

شاهدنا ذلك في السينما المصرية منذ حرب اغتصاب فلسطين (1948)، على غرار فيلم «فتاة من فلسطين»، ومع حرب السويس والانتصار على العدوان الثلاثي (1956)، ثم الانكسار وعدوان يونيو (1967)، لكن نحسب أن الطامة الكبرى في تناول السينما المصرية لمواضيع الحرب حدثت مع حرب أكتوبر (1973)، لم تكذب هذه السينما خبراً ولم تتريَّث، وما أن وضعت هذه الحرب أوزارها، حتى سارعت إلى تقديم ما تشتهي النفس، فتصوَّر المنتجون والمخرجون أحداثاً ميلودرامية ساذجة وشخصيات مرسومة على عجل من دون أي ملامح حقيقية، ثم حشروها في ثنايا أفلامهم الفجة وأحشائها.

من ينسى أفلاماً على هذه الشاكلة، من بينها: «الوفاء العظيم»، «الرصاصة لا تزال في جيبي»، «بدور»...؟

من الواضح أن المنتجين والمخرجين نفذوا هذه الأفلام نفاقاً وليس إيماناً بقيمة الفن في المعركة، ولم يستمروا حتى في هذا النفاق طويلاً لأنهم وجدوه نفاقاً لا يدرّ ربحاً.

هكذا تحوّلت الحال في السينما المصرية، في هذا المجال، من الشكوى من التناول السطحي وسوء التعامل مع قضية وطنية كبرى كمعركة أكتوبر، باعتبارها حلقة أو جولة في صراع تاريخي ضخم بين الطرفين العربي والصهيوني، إلى الشكوى من تجاهل السينما المصرية التام، لهذه المعركة ولأي معركة أخرى أو أي قضية تمت بصلة إلى ذلك الصراع المصيري، منذ عقد السبعينيات لغاية اليوم.

لكن هل توجد استثناءات؟

نعم، من قبيل الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، نعتقد أن الاستثناء الوحيد في ما يتعلق بحرب أكتوبر، هو فيلم «أبناء الصمت» إخراج محمد راضي، قصة مجيد طوبيا، بطولة محمود مرسي وميرفت أمين. تركز أحداثه على حرب الاستنزاف المجيدة التي كانت حافلة بالمقاومة وإعادة بناء الجيش على أسس جديدة، وصولاً إلى الذروة في أسبوع تساقط الطائرات الإسرائيلية السريع وحائط الصواريخ، فضلاً عن تدمير المدمّرة الإسرائيلية «إيلات» وغيرها من أعمال بطولية، فكانت هذه الحرب الكبرى لاستنزاف العدو الطريق الصحيح والمحتوم لحرب التحرير والعبور التي بدأت ظهيرة 6 أكتوبر.

لا نعتقد أن ثمة استثناءات أخرى إلى جانب «أبناء الصمت»، سوى أفلام تسجيلية جاء معظمها في الحقبة نفسها (السبعينيات الماضية)، نفذها مخرجون كبار، فجاءت مرموقة، مثل: «صائد الدبابات» للمخرج خيري بشارة، «أبطال من مصر» للمخرج أحمد راشد، «مسافر إلى الشمال... مسافر إلى الجنوب» للمخرج سمير عوف، «جيوش الشمس» للمخرج شادي عبد السلام...

ثمة استثناء آخر في الـ 30 سنة الأخيرة، هو «ناصر 56»، فيلم جاد وجيد يتناول معركة السويس (1956)، خصوصاً في الأيام المئة قبل اندلاعها والتي شهدت تأميم قناة السويس وصولاً إلى تجهيز أطراف المؤامرة الثلاثية لشن عدوان، كانت نتيجته الواضحة خسارة المعتدين ودحرهم وعدم تحقيق هدفهم الرئيس وهو استعادة الهيمنة على قناة السويس ونهبها.

في ما عدا ذلك، هل نذكر شيئاً؟ أبداً، ألم نقل إنها استثناء يؤكد القاعدة، لكننا في ذكرى كل حرب، نكتفي بأن نسمع حديثاً إنشائياً معاداً. أين هي الأفلام التي تناولت تلك الحرب؟

الجريدة الكويتية في

04/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)