حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سمير وشهير وبهير كوميديا طازجة

كتب:علا الشافعي

يبدو أن موسم أفلام عيد الفطر بات من أسوأ المواسم السينمائية وأقلها إقبالا ليس علي مستوي الجمهور فقط بل أيضا صناع السينما‏.

والذين أصبحوا يخشون من عرض أفلامهم بموسم العيد‏.ويكتفون بأن يكون امتداد العرض أفلام الصيف‏,‏ مع عدد قليل من الأفلام الجديدة حيث شهد عرض‏4‏ أفلام تتفاوت في مستواها وهي الرجل الغامض بسلامته للنجم هاني رمزي وسمير وشهير وبهير الذي يقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة هشام ماجد وشيكو وأحمد فهمي والتجربة الاخراجية الاولي لمعتز التوني‏,‏ وفيلم ولاد البلد لسعد الصغير ومحمد لطفي ودينا وفيلم عائلة ميكي بطولة لبلبة وأحمد فؤاد سليم وعمرو عابد ومجموعة من الشباب واخراج أكرم فريد وهي الأفلام التي لم تتخط ايرادتها‏15‏ مليون جنيه‏.‏

عائلة ميكي فيلم دافئ

منذ اللقطات الأولي تشعر أن هذا الفيلم الرقيق والمغزول بدفء شديد خارج سياق الأفلام المعروضة وأنه ظلم بعرضه في هذا التوقيت خصوصا‏,‏ وأنه فيلم شديد الإنسانية ويناقش أفكارا تهم الكثير من الأسر‏,‏ وأهمها الاهتمام بالصورة المثالية عن أنفسنا والتي عادة ما نحرص علي تصديرها للآخرين بعيدا عن حقيقة الأمور‏.‏

حيث تجسد الفنانة لبلبلة دور ربة منزل ومسئولة شئون قانونية في إحدي الهيئات الحكومية وزوجة لواء ولديها‏5‏ أبناء في مراحل تعليمية مختلفة إضافة إلي والدتها التي تعيش معها تجسد دورها رجاء حسين‏,‏ وطوال الوقت تري أن أبناءها ملتزمين وشديدي المثالية ولذلك تصر علي الاشتراك في مسابقة الأسرة المثالية‏,‏ وسرعان ما تكتشف لها الحقيقة فابنها الأكبر يضطر إلي ممارسة مهنة لا يحبها‏,‏ والثاني يؤكد لها أنه وصل إلي بكالوريوس الهندسة وهو لا يزال في السنة الثانية والثالث يعشق الكرة‏,‏ ويضطر في لحظة إلي أن يتحول إلي بلطجي ليدافع عن حقه وابنتها التي لا تثق في جمالها وتري أنها ممتلئة ولا يشغلها سوي الجلوس علي الإنترنت والحديث مع شباب لا تعرفهم ومحاولاتها الدائمة إيهام نفسها والآخرين من أصدقائها بأنها في حالة حب ومرغوبة‏.‏

الفيلم مليء بالمفارقات الدرامية والمشاعر الإنسانية ولأول مرة أري عملا للمخرج أكرم فريد بهذا القدر من البساطة والانسيابية علي مستوي الصورة‏,‏ إضافة إلي موسيقي عمرو إسماعيل المعبرة ومونتاج مها رشدي‏,‏ الناعم والذي يتناسب مع تركيبة السيناريو والفيلم أعادنا إلي أفلام الأسرة والتي تفتقدها السينما المصرية منذ فترة طويلة‏,‏ والأهم أن نشاهد فيلما تتصدر تتراته أسماء نجوم من العيار الثقيل أمتعونا في مباراة تمثيلية وهم لبلبة وأحمد فؤاد سليم ورجاء حسين إضافة إلي عدد من الوجوه الواعدة أهمها عمرو عابد وبالفعل تستحق شركة نيو سينشري التي قامت بإنتاج الفيلم التحية لتحمسها لهذه النوعية‏.‏

‏شهير وسمير وبهير

علي عكس فيلم ولاد البلد جاء فيلم سمير وشهير وبهير للثلاثي شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد يحمل أفكارا كوميدية جديدة‏,‏ حيث يتخذ صناع الفيلم من تيمة العودة بالزمن للماضي كمحور أساسي لإيجاد مفارقات كوميدية خصوصا أن الفيلم قائم علي الفانتازيا والمبالغة التي تصل في أحيان كثيرة الي الشكل الكاريكاتوري بداية من أسماء الشخصيات وأسلوب الحوار الذي يقوم طوال الاحداث علي الافيه أو سوء التفاهم‏,‏ وتدور أحداث الفيلم حول‏3‏ أشقاء من الأب ولدوا في نفس اليوم حيث تزوج والدهم من أمهاتهم الثلاثة في نفس اليوم ويتصادف أنهم يدخلون نفس الكلية‏,‏ وكل منهم له شخصية مختلفة فأحدهم دنجوان رغم أن ملامحه لا تعبر عن ذلك فهو ممتلئ الجسد وذلك خلق مفارقات كوميدية عديدة‏,‏ والثاني دلوع ومرتبط بوالدته بشدة ولا يستطيع أخذ قرار إلا بعد الرجوع إليها‏,‏ والثالث لا هم له سوي أن يكون ممثلا ويعمل دوبلير بشكل أساسي ومجنونا بالنجم أحمد السقا‏,‏ ورغم أنهم لا يتعاملون مع بعض إلا أن قيامهم بمشروع تخرج واحد يلزمهم بضرورة التعاون‏,‏ ويضطرون إلي سرقة مشروع استاذهم في الجامعة وهو عبارة عن ألة زمن ونتيجة لخطأ ما يعودون إلي فترة السبعينينات‏,‏ والتي أضفت علي الفيلم مزيجا من الكوميديا لطبيعة موضة الملابس في تلك الفترة ونوع الموسيقي في ذلك الوقت‏,‏ وكان ذلك اختيارا ذكيا جدا كما ساعد الحس الكوميدي للمخرج معتز التوني في ترك الحرية للأبطال أمام الكاميرا‏.‏

‏ولاد البلد

رغم أنه أقل الافلام التي عرضت في مستواها الفني‏,‏ بل نستطيع أن نقول دون خجل أنه فيلم يخاصم أبجديات السينما‏,‏ الا أنه استطاع أن يتصدر المرتبة الأولي في الايرادات وهو مايفسر نوعية وطبيعة جمهور العيد‏,‏ من شباب ومراهقين وحرفيين والذين يرتادون في الاغلب سينمات وسط المدينة حيث سجل الفيلم أعلي ايرادات من سينمات وسط البلد ويمتليء الفيلم منذ لقطاته الأولي بكم كبير من الرقص وقمصان النوم والإيحاءات الجنسية‏,‏ حيث تدور أحداث الفيلم حول محاولة غسان رجل أعمال يجسد دوره أحمد راتب ترشيح نفسه بمجلس الشعب حتي يحصل علي الحصانة البرلمانية التي تساعده علي إستيراد بضائع فاسدة إلي مصر‏,‏ ويستعين بمجموعة من قبضيات الحارة لكي يروجوا لحملته الإنتخابية‏,‏ ويجسد سعد الصغير دور جاوا المطرب والميكانيكي في وقت واحد ويسعي إلي تحقيق حلم الغناء‏,‏ وشقيقه محمد لطفي أو باندا الذي يخرج من السجن‏,‏ ونري دينا أو سامية جمال وتجسد دور راقصة شعبية تعمل في كباريه ولكنها تخفي حقيقة أمرها عن أهل الحارة‏,‏ وشقيقها علاء مرسي جميل جمال الذي يعمل قواد والحانوتي سليمان عيد ورامي غيط وشقيقته إنجي وجدان‏.‏

ز س جعلته أشبه بمجموعة من الرقصات والأغاني والأفيهات الجنسية فقط دون مضمون حقيقي أو قصة يتفاعل معها محب الفن السينمائي‏,‏ وهو ما يخرجه بالطبع من حسابات أي نقد فني لأنه ببساطة لن تجد شيئا تنقده‏,‏ فلا نري سوي مشاهد رقص دينا‏,‏ وأيضا مشاهد رقص شمس التي تعاني من العجز الجنسي لزوجها سليمان عيد وتحاول إثارته بإرتداء قمصان نوم وبدل رقص ساخنة‏,‏ والمفارقة أن الخط الدرامي‏-‏ إذا اعتبرنا من الأصل أن هناك خطوطا درامية في الفيلم‏-‏ لا يتماشي مع قصة الفيلم التي تشير إلي جدعنة ولاد البلد في رفض الرشوة والإضرار ببلدهم وأنهم أفضل من الأغنياء الذين يبيع بعضهم البلد مقابل حفنة من الأموال‏,‏ ونري مشهدا هزليا في نهاية الفيلم برفض ولاد البلد الرشوة التي يعرضها عليهم رجل الأعمال لكي يساعدوه في صفقة تهريب الشحنة الفاسدة حيث اقتبس المخرج مشهد النهاية لفيلم واحد صفر بطولة إلهام شاهين وهو المشهد الذي يصور تفاعل أبطال الفيلم مع انتصار منتخب مصر لكرة القدم وفوزه بالبطولة الأفريقية‏,‏ ويبدو أن صناع الفيلم أرادوا أن يضيفوا الي الخلطة السبكية بعدا سياسيا وهو من المضحكات المبكيات عندما يري صناع فيلم بهذه الرداءة أنهم أصحاب رسالة‏.‏

الأهرام المصرية في

25/09/2010

 

فاروق حسني : السينما تعود إلي حضن الدولة

كتبت ـ علا الشافعي‏

يبدو أن لقاء الرئيس حسني مبارك بمجموعة من الفنانين أمس الأول سيعيد الروح إلي السينما المصرية من جديد‏,‏ خصوصا بعد أن أصدر الرئيس أوامره بضرورة عودة السينما إلي وزارة الثقافة بناء علي طلب الفنان محمود ياسين‏ الذي تحدث عن أن العصر الذهبي للسينما المصرية كان في الستينيات‏,‏ وفي الوقت الذي تولت فيه الدولة مسئوليتها‏,‏ حيث أنتجت المؤسسة أهم الأفلام التي تحولت إلي أيقونات في تاريخ السينما العربية والمصرية والعالمية أيضا‏,‏ مثل أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين‏,‏ وفيلم المومياء للراحل شادي عبدالسلام‏,‏ ولكن للأسف بعد خروج السينما من عباءة الدولة عانت الأمرين‏,‏ وغابت قسريا عن المهرجانات الكبري‏,‏ وانحصر الإنتاج في نوعية واحدة وهي السينما التجارية‏,‏ وعن عودة السينما إلي وزارة الثقافة وتصورات الوزير المصري فاروق حسني‏.‏

قال حسني‏:‏ إن لقاء الرئيس بالفنانين كان حميما ومثمرا‏,‏ حيث استمع الرئيس بإنصات لكل مطالب وتساؤلات الفنانين حول الوضع العام للدولة إضافة إلي مطالبهم بما يتعلق بكيفية النهوض بالفن وتحديدا السينما‏,‏ التي تعد صناعة استراتيجية بحسب وصف الرئيس‏.‏

وأضاف حسني أن الرئيس أعطي أوامره مباشرة إلي رئيس الوزراء وأبلغه ضرورة تفعيل قرار عودة السينما إلي الدولة‏,‏ وهو ما سيترتب عليه في الفترة المقبلة قيام وزارة الثقافة بعقد العديد من الاجتماعات مع العاملين في صناعة السينما‏,‏ والمتخصصين من منتجين وكتاب ومخرجين للاتفاق علي الكيفية التي سيعمل بها القطاع العام جنبا إلي جنب مع القطاع الخاص لتعود السينما المصرية إلي الصدارة من جديد حيث سيتم التركيز علي تقديم نوعيات مختلفة ومتميزة من الأفلام‏,‏ والاهتمام بكل ما له علاقة بتفاصيل الصناعة من دور عرض‏,‏ ومعامل وغيرها‏.‏

وعبر الوزير عن سعادته الحقيقية باللقاء الذي أسفر عن العديد من القرارات أهمها عودة السينما إلي مكانها الطبيعي وكجزء لا يتجزأ من الثقافة المصرية‏.‏

وقال المنتج محمد العدل‏:‏ إن الدولة يجب أن تكون لها يد في صناعة الثقافة وتحديدا السينما التي تعد أمنا قوميا‏,‏ ويجب الحفاظ عليها‏,‏ وعن نفسي أشكر الرئيس علي هذا القرار الذي يجب أن يتم تفعيله في أسرع وأقرب وقت‏,‏ وجميع العاملين في صناعة السينما يدركون تماما أن العصر الذهبي للسينما المصرية كان في فترة الستينيات خصوصا أن المسئولين عن المؤسسة كان معظمهم من العاملين بصناعة السينما المصرية‏,‏ أو المثقفين ومنهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ رغم وجود بعض السلبيات‏.‏

ولفت العدل إلي ضرورة عودة مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة ترعي السينما علي ألا تقوم الوزارة بالإنتاج بنفسها‏,‏ حتي لا تتكرر الأخطاء التي حدثت مع تجربة المسافر‏,‏ والوزارة مثلا عندما اكتفت بدعم أفلام سينمائية قدمت إنتاجا مغايرا ومختلفا مثلما حدث في رسائل بحر لداود عبدالسيد وعصافير النيل لمجدي أحمد علي وتلك الأيام لأحمد غانم‏.‏

الأهرام المصرية في

30/09/2010

 

لقاء نابل الدولي للسينما العربية و سينما المؤلف

كمال الرياحي - تونس

تشهد الساحة الفنية في تونس تظاهرات سينمائية كثيرة في كامل تراب الجمهورية، ففي قفصة كان الجمهور على موعد مع سينما الشارع وفي حلق الوادي كان جمهور السينما مع لقاء سينما التحريك بينما تشهد قاعات السينما العرض العديد من الأفلام التونسيية الجديدة والقديمة الوثائقية منها والروائية فكان عرض "فن المزود" لسنية الشامخي " و"آخر ديسمبر" لمعز كمون" وإعادة عرض سنيشيتا" وفيلم" عرائس الطين"...كما تشهد قرطاج هذه الأيام تظاهرة السينمائيين الجدد من الشباب وكانت جماهير ثلاثي الأبعاد مع ليلة ثلاثية الأبعاد بعرض شريطين عالميين"أفاتار" و"التيتيان".

لكن الحدث هذه الأيام الذي تناقلت أخباره وسائل الإعلام واهتمت به هو "لقاء نابل الدولي للسينا العربية" وهي تظاهرة سينمائية جديدة بعثت هذا العام تشرف عليها وزارة الثقافة وتديرها جمعية أصدقاء المركب الثقافي بنيابوليس. وقد انطلقت يوم 25 سبتمبر وتمتد إلى غاية 2 أكتوبر, وتخصص هذه الدورة من التظاهرة لسينما المؤلف وسينما الشباب وقد اختيرت السينما البلجيكية لتكون ضيفة شرف هذه السنة وتخصص لها ليلة حيث ستقدّم مجموعة من الأفلام البلجيكية التابعة لمقاطعة "مونس" وهي مدينة بلجيكية أبرمت توأمة مع مدينة نابل التونسية التي تحتضن اللقاء السينمائي. وتشهد هذه الدورة مشاركة عربية مهمة من تونس ومصر وسورية ولبنان وفلسطين والمغرب والجزائر.

وسيتم عرض عدة أفلام منها 'المشتهى' للمخرجة علياء خاشوق (من سوريا)، و'وراء المرآة' للمخرجة نادية شورابي (من الجزائر)، و'فينيك الأيام' للمخرج إدريس شوكة (من المغرب).

كما سيتم عرض فيلم حول الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أخرجه نصري حجاج تحت إسم'كما قال الشاعر'،وفيلم 'المسافر' للمخرج أحمد ماهر (من مصر).

أما فيما يتعلق بالأعمال السينمائية التونسية، فسيتم عرض فيلمخشخاش” لسلمى بكار وفيلم “جنون” للفاضل الجعايبي والشريط الوثائقي “زرزيس” لمحمد الزرن و'النخيل الجريح' للمخرج عبداللطيف بن عمار،'آخر ديسمبر' للمخرج معز كمّون (من تونس)

وستنتظم على هامش اللقاء السينمائي أنشطة أخرى موجهة للمهتمين بمجال البحث والنقد السينمائي منها ندوة دولية بعنوان “رهانات السينما العربية الشابة:الواقع والأفاق” والتي ستركز أشغالها على محوري “جماليات السينما العربية الشابة” و”مشكلة السينما العربية الشابة…هل هي في الإنتاج والتوزيع أو في النصوص والمخرجين؟”.

كما سيتم تكريم عدد من أبرز وجوه السينما العربية، منهم المخرج الجزائري الأخضر حامينا ومحمود الارناووط وحسن هرماس وإدريس بن شوكة وعائلة الراحل الياس الزرلي ونصري حجاج وجيلاني السعدي وهشام رستم.

الجزيرة الوثائقية في

28/09/2010

 

وصلت إلى الرسوم المتحركة والإعلانات التجارية

"حمى" الأبعاد الثلاثية تضرب هوليوود

إعداد: عبير حسين  

كان النقاد على حق عندما اعتبروا فيلم “أفاتار” للمخرج العبقري جيمس كاميرون، بداية حقبة جديدة في تاريخ صناعة السينما العالمية، ليس فقط لتفرده بصدارة شباك التذاكر، وتحقيقه أعلى نسبة أرباح لفيلم في العالم منذ بدايات السينما، حيث جنى نحو مليار و140 مليون دولار، ولكن بسبب “الحالة السينمائية” التي خلّفها الفيلم، وتسببت في “هرولة” عدد كبير من المخرجين إلى تصوير أفلامهم بتقنية الأبعاد الثلاثية، اعتماداً على الإبهار البصري الذي تحققه التقنية .

انتشرت “موضة” الأبعاد الثلاثية هذا العام بشكل مبالغ فيه لدرجة أن يصدر فيلم كل أسبوع تقريباً مصور بتقنية ثلاثية الأبعاد، حتى شركة “ديزني” دخلت حلبة السباق وأنتجت أفلام رسوم متحركة بنفس التقنية، ونتيجة للأرباح الهائلة التي تمكنت من حصدها أفلام سارت على نفس درب كاميرون مثل “أليس في بلاد العجائب” و”توي ستوري 3”، تم تأجيل إصدار فيلم “صراع الجبابرة” أو “كلاش اوف تايتانز” الربيع الماضي حتى يعالج تقنياً ليواكب الموجة، وهو ما دفع كثير من النقاد السينمائيين إلى التساؤل عن السر وراء هذه “الحمى” التي انتشرت في هوليوود فقط من دون غيرها من مدن السينما العالمية، ومدى مناسبة هذه التقنية لأنواع الدراما المختلفة المقدمة على الشاشة الكبيرة، إضافة إلى جدل اقتصادي من نوع خاص حول التكلفة المالية لتحويل دور العرض السينمائي لتتناسب مع هذه النوعية الآتية وبقوة .

وقضية الأفلام السينمائية ذات الأبعاد الثلاثية عادت إلى الواجهة من جديد في الولايات المتحدة، بسبب فرض زيادة في أسعار التذاكر ما بين 2 و4 دولارات، في صالات العرض التي تقدم هذه الخدمة، ورغم أن كثيرين اعتقدوا إن الأفلام ثلاثية الأبعاد “موضة” في طريقها للتراجع، إلا أن اتخاذ شركات التوزيع الكبرى والتكتلات العملاقة المالكة لمئات من قاعات العرض قراراً بتحويل ما يزيد على 60% من صالات العرض خلال العامين المقبلين لتناسب التقنية الجديدة، أثبت عكس ذلك، وأكد أنها “طوفان” مقبل وبقوة، ولن يتوقف عند النجاح الساحق الذي حققه “أفاتار”، وعززه “أليس في بلاد العجائب”، واستفاد منه “صراع الجبابرة” و”كيف تروض تنيناً”، و”قصة لعب 3” وجميعها احتلت قائمة الترتيب بشباك التذاكر الموسم الماضي .

وبلغ عدد صالات العرض ثلاثية الأبعاد الآن حوالي 5206 بزيادة 54% عما كانت عليه العام الماضي والتي اقتصرت على 3367 صالة وفقاً لأحدث الإحصائيات من الجمعية الوطنية لأصحاب دور العرض السينمائي، ويتوقع ارتفاعها إلى 7000 خلال العامين المقبلين وهو ما يعنى نسبة السدس من إجمالي دور العرض البالغ عددها 200 .40 صالة بمختلف الولايات الأمريكية .

نقاد بارزون في جمعية الكتاب والنقاد السينمائيين الأمريكية كتبوا عدة مقالات فى صحيفة “لوس انجلوس تايمز”، و”يواس توداي”، اعترضوا فيها على زيادة أسعار التذاكر، معتبرين أن هذه التكلفة التي يعتبرها البعض “ضئيلة” قد تكون سبباً في ابتعاد شريحة كبيرة من رواد السينما، خاصة أولئك الذين يرتادونها بانتظام نهاية العطلات الأسبوعية، كما أنها ستصبح عبئاً على العائلات التي ترغب في اصطحاب أبنائها . وتساءل أكثر من ناقد عن جدوى تصوير الأفلام بهذه التقنية، التي يرونها غير مناسبة لكل الأفكار السينمائية، ومدللين على ذلك بتجربة متميزة للمخرج كريستوفر نولن في فيلمه الأخير “انسيبشن” الذي حقق إبهارا رائعاً باستخدام التقنية العادية، وتجربة المخرج جي جي ابراهام في فيلم “ستار تريك” مؤكدين أن الدافع الحقيقي وراء الإصرار على تحويل شكل السينما، وبالتالي صالات العرض “لا يزال غير معروف “ مشيرين إلى عدم نجاح تجربة فيلم set up  الذي لم يتمكن من حصد أكثر من 15 مليون دولار فقط وتوقف عرضه سريعاً .

ريتشارد جرينفيلد المحلل في مؤسسة أبحاث BTIG  قال في تقرير نشرته وكالة “إم سي تي”: “لسنا بصدد تقييم نجاح التجربة، أو تراجعها، لكن الحقيقة الثابتة إن الأفلام التي تم تصويرها بتقنية ثلاثية الأبعاد، استطاعت خلال أقل من عام الاستحواذ على 50% من قيمة عائدات صالات العرض، ما يعنى إن النسبة ستزداد بكل تأكيد، مع انتشار أنظمة الترفيه الرقمي المشابه بالمنازل، وهو تحد حقيقي أمام صناعة السينما التي ستجد نفسها مضطرة لمواكبه تغييرات حادة على غير رغبتها” .

وأضاف: “بعد المتابعة الدقيقة للأفلام المنتجة هذا العام، وجدنا أن كل أسبوع  تقريباً  احتوى على نسخة فيلم ثلاثية الأبعاد، حتى أن صناع فيلم “توي ستوري” قاموا بمعالجة الجزأين السابقين وإعادة إصدارهما بنسخ ثلاثية الأبعاد، واشتعلت المنافسة أكثر بعد قيام شركة ديزني بإنتاج أفلام كرتونية لرسوم متحركة ثلاثية الأبعاد، رغم الشكوك الكثيرة التي قد تثار حول ايراداتها” .

وأضاف المتحدث باسم كنساس سيتي التابعة لمجموعة AMC  الترفيهية “يبدو أن التوقعات التي روجت لانحسار موجة تقنية ثلاثية الأبعاد، لم تكن معتمده على معلومات دقيقة، فالجميع يتلهف لعرض الجزء الأخير من سلسلة “هاري بوتر” التي صورت بهذه التقنية، وفيلم ويل فيرل للرسوم المتحركة “Mega mind”، وفيلم ديزني “نارنيا”، وأعتقد أن هذه أسماء كبيرة في عالم الصناعة والتقنية، وليس متوقعاً قيامهم بمجازفة إنتاجية لأفلام غير مضمونة العائد” .

وكتب رون هورتون نائب الرئيس التنفيذي للأفلام ومدير التسويق بشركة ديكنسون لموقع الترفيه الشهير (The wrap  .com) يبحث حالياً صناع السينما العالمية في نشر هذا النوع من الأفلام الذي لم يعد جديداً، خاصة مع تزايد جمهوره، ونجاحه، لقد بدأت الحرب للاستحواذ على المشاهد، وتجهيز قاعات العرض لأفلام ثلاثية الأبعاد يتطلب ماكينة عرض خاصة، وتغيير شاشات السينما من البيضاء التقليدية إلى فضية حديثة .

الناقد الفني روجر إيبرت قال “تحاول هوليوود فرض هذه الطريقة على كل أنواع الأفلام المنتجة، سواء الرعب، أو الخيال، أو حتى الكارتون، وقد أغراها النجاح الذي حققه فيلم “صراع الجبابرة” عندما تم تصويره بتقنية ثنائية الأبعاد، ثم معالجته ليصبح ثلاثي الأبعاد، لكنها تجربة غير مضمونة النتائج كل مرة، وهو ما حدث بالفعل مع أفلام مثل THE LAST AIRBENDER، و cats and dogs ، ولا أستطيع فهم هذا الاتجاه القوى بعيداً عن المصالح، والمكاسب المادية، التي تحرك كبار صناع السينما” .

أما ديفيد ستامب خبير المؤثرات الخاصة، وعضو لجنة التكنولوجيا بالجمعية الأمريكية للسينمائيين فقال: “إن الاعتماد على الأبعاد الثلاثية سيتسبب في زيادة تكلفة الإنتاج بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، وسيصبح متوسط سعر دقيقة التصوير أعلى من المعدل الحالي الذي يتراوح مابين 30 ألفاً إلى 60 ألف دولار، تضاف إلى كل ذلك التكلفة الاقتصادية الكبيرة لاستبدال الكاميرات الثنائية، بأخرى ثلاثية الأبعاد، وهذا يعني أحيانا أخطاء تقنية تظهر بنسخ العرض مثل قطع ولصق الصور، في المقدمة أو في الخلفية، ويمكن للكمبيوتر القيام تلقائياً بمثل هذه الوظيفة، فتجد أحيانا رؤوس شخصيات بعيدة بعض الشيء عن أجسادها، أو عدم اتساق انفعالات الوجه مع حركات اليدين، وكثير من هذه الأخطاء يلحظها المشاهد بكل تأكيد” .

الكاتب جيرى بيك قال على موقع “cartoonresearch .com” “أعتقد أن الاستديوهات لديها دوافع خفية، أهمها انه بالتحول إلى الأفلام الرقمية، ستنتهي مرحلة طباعة الأفلام، وستحفظ بنسخ ديجيتال يتم توزيعها على نطاق واسع، وبشكل أسهل، وهو ما سيوفر بالنهاية عدة مليارات سنوية كانت تضيع في مراحل طباعة الأفلام” .

الناقد والمؤرخ السينمائي ليونارد مالتين قال: “التاريخ يعيد نفسه، عندما ظهرت الأبعاد الثلاثية للمرة الأولى عام ،1953 شغف الجميع بها، وصرح جاك وارنر اكبر المنتجين وقتها بأن كل الأفلام ستصور بهذه التقنية، وانها مستقبل السينما الجديد، ثم اضطر بعد أقل من ستة أشهر إلى إغلاق قسم الكارتون بشركته معترفاً بأنه كان مخطئاً، وبحلول عام 1954 كانت “بدعة” الأبعاد الثلاثية قد انتهت خاصة مع وجود شكوى مستمرة من الجمهور بإحساسهم بالصداع بعد مغادرتهم دور العرض، وفي العام نفسه عرضت أفلام مميزة مثلت علامة فارقة في تاريخ السينما مثل  Dail me for murder  الذي أخرجه ألفريد هيتشكوك، والعمل الموسيقي الاستعراضي المميز  Kiss me kate ، وفيلم جين واين  Hondo ، وجميعها تم تصويرها بالكاميرات ثنائية الأبعاد العادية  .

المؤرخ الثقافي روبرت تومبسون من جامعة سيراكيوز قال برغم نجاح عدد من الافلام الثلاثية الأبعاد إلا أن جميعها لم تكن على مستوى “أفاتار”، ولم يستطع أي مخرج تقديم نفس روح الإبهار والإجادة التي برع فيها جيمس كاميرون، لذا يجب على الاستديوهات التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار تصوير عمل بهذه التقنية، وبحث مدى توافق الفكرة واستعدادها للتنفيذ بالطريقة الثلاثية .

وأضاف “لا أحد يتمنى اختفاء هذه النوعية من الأفلام، لكن الجزم بنجاحها الباهر، غير صحيح” .

عائدات بالملايين

عائدات شباك التذاكر بالولايات المتحدة فقط لأهم أفلام الموسم التي حصدت الملايين بفضل تقنية الأبعاد الثلاثية:

1- “أفاتار” 750 مليون دولار

2- “توي ستوري” الجزء الثالث 390 مليون دولار.

3- “أليس في بلاد العجائب” 334 مليون دولار.

4- “شريك إلى الأبد” 236 مليون دولار.

5- “كيف تروض تنيناً” 217 مليون دولار.

6- “صراع الجبابرة” 163 مليون دولار.

7- “ذا لاست ايربيندر” 127 مليون دولار.

8- “كاتس آند دوجز” 93 مليون دولار.

الخليج الإماراتية في

29/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)