حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جين ويمان خطفت حبيب ماريلين وتزوجته

كتب عبد النور خليل

26 أغسطس سنة 1946 لأول مرة فى حياتها تشعر «نورما جين» بالأمان، فقد صارت ممثلة لها عقد رسمى يربطها بواحدة من أكبر شركات الإنتاج الأمريكية، وكان أحد بنود العقد أن نورما الصغيرة تغير اسمها إلى ماريلين، ورأت هى أن تضيف اسم «مونرو» إلى الاسم المقترح وهو لقب استخلصته من اسم عائلة أمها، وهو فى نفس الوقت لقب واحد من رؤساء أمريكا.

كان يوم توقيع العقد من أسعد أيام نورما.. وقفت أمام المرآة تقفز فرحاً، وراحت تحادث نفسها معبرة عن أمل فى مستقبل زاهر، الثراء فيه وشيك وفى تلك اللحظة قطعت نورما على نفسها عهدا، إنه عهد بوقف شرابها على الشمبانيا وطعامها على الكافيار فالشمبانيا والكافيار علامتان من علامات الثراء، وفجأة غشيها بعض التشاؤم.. فما هى إلا مجرد فتاة مطحونة من زمرة من الفتيات الجميلات اللائى تزخر بهن شركة فوكس ولكن أيا منهن لم تتمكن من شق طريق لنفسها فى عالم الشهرة، فالتيار فى شركة فوكس قوى للغاية لدرجة لا تسمح لأى من هاويات النجومية بمجرد محاولة مزاحمة النجمة الساطعة «بتى جراييل» أو النجمة المدللة للشركة والتى يخشى المسئولون فيها إتاحة فرصة الظهور لواحدة من الوجوه الجديدة فتغضب نجمتهم.

قامت شركة فوكس بإيفاد روى كرافت المحرر الفنى المعروف لإجراء حديث صحفى مع اكتشافها الجديد وكان هذا شأنها مع كافة وجوهها الجديدة كنوع من أنواع الدعاية وأدمت قصة اليتيمة الشقراء قلب الصحفى الكبير وأدمعت عينيه وكتب «روى» يومها عن نورما أو ماريلين كما لم يكتب من قبل.

وبعد مقال «روى» جرى كثير من الصحفيين للقاء الوجه الجديد لعلها تمدهم بشىء يشد قراء صحفهم أسوة بزميلهم، وبين يوم وليلة وجدت نورما أن كل من اسميها الجديد والقديم أخذا يكتسحان بجانب صورها معظم الصحف والمجلات الأمريكية، وظنت نورما أن آمالها فى مستقبل فنى لامع أصبحت وشيكة وتأكد لها هذا بعد أن قامت الشركة بإسناد دور قصير لها فى فيلم «سكودا هو.. سكواد هاى».. وانتهى تصوير الفيلم وبدأ عرضه وكانت المفاجأة.. لقد ألغى المونتاج دور ماريلين فى أول أفلامها وحاول أصدقاؤها أن يدفعوها للتحرى عن سبب الإلغاء وهل هى «بتى جراييل» أم هناك سبب آخر، ولكن ماريلين رفضت تماما استقصاء السبب، فالمحصلة واحدة، وابتلعت ماريلين خيبتها وجلست تنتظر إشارة جديدة لفيلم جديد، وطال انتظارها ولا بادرة تنبئ بفيلم مقبل.

رأت ماريلين أن تعود لمهنتها الأصلية كموديل للتصوير وذلك درءا للملل وكسبا لبعض المال وأصمت ماريلين أذنيها تماما عما حاولت بعض زميلاتها من فتيات شركة فوكس إقناعها به، رفضت تماما أن تسلك سلوكهن وتقع على عجوز ثرى يتولى أمورها المالية وتتولى هى تدليله، فالرجل فى حياة ماريلين عليه أن يعبر أولا قلبها حتى تعطيه حبها.

وكانت منذ طلاقها من «جيم» وحتى هذه اللحظة لم تعثر على من يحرك قلبها وكان سيدنى سكولسكى هو الوحيد من الجنس الآخر الذى تتخذه صديقا فقد كان عارفا تماما لحدود علاقته بها والتى لم يحاول أبداً أن يتخطاها ولم تكن العلاقة بينهما تتعدى حد تناول العشاء وتبادل الأحاديث الودية الصادقة.

ولكن كان هناك نوع آخر من الدعوات تقبل عليه ماريلين، فبين الحين والآخر كان يطلب منها أحدهم أن تصاحبه لحفل استقبال أو ترافقه فى دعوة عشاء، وكان غالبية هؤلاء من رجال الأعمال الذين يعتبرون المرأة الجميلة بجوارهم كديكور متمم لإنهاء صفقاتهم، وكانت ماريلين تقبل على مثل تلك الدعوات، فمن ناحية كانت تنتهزها فرصة لتناول وجبة طعام شهية فى مكان فخم ومن ناحية أخرى كانت تأمل أن يكون الحظ متخفيا فى ركاب إحدى تلك الدعوات فتظفر بفرصة فنية قد لا تعوض، تلك الفرصة التى كانت تعلق عليها الكثير من الآمال والتى كانت على استعداد للتضحية من أجلها بأشياء عديدة ولكن ليس بالكثير

* «الفرصة رقم «2»

لوس أنجلوس.. مدينة تختنق ببرودة جوها شتاء وتنوء بقيظ حرها صيفا وفى شهر أغسطس من ذلك العام 1947 كانت ماريلين مازالت ترزح تحت ثقل انتظارها الطويل، ولكن هيهات فلا إشارة من شركة فوكس ولا استدعاء لعمل وكأن الشركة قد أسقطت نجمتها من طيات حسبانها.

وبالرغم من الديون الثقيلة التى كانت ماريلين تنوء تحت ثقلها فإنها تمكنت من مواصلة دراستها فى معهد «اكتورز لاب للتمثيل» مستعينة فى ذلك بالمساعدات المالية الصغيرة التى يمدها بها أصدقاؤها المقربون بين الحين والآخر، وفى المعهد المذكور بدت موهبة ماريلين التمثيلية دون المتوسط، فهى خجولة ولا طاقة لها على مواجهة الجمهور وعبثا حاول أساتذتها بث الثقة فى نفسها لعل رعشة صوتها أثناء الأداء تزايلها والنظرة المنكسرة تزول من عينيها، ولكن أساتذتها ما كانوا ليعرفون أن عيوبها تلك لا ترجع لنقص فى الموهبة بقدر ما ترجع للحزن والحسرة اللذين يملآن نفسها بسبب تراكم ديونها وتعطلها عن العمل.

- أنا أختنق بديونى.. عليك أن تجد لى مخرجا لابد أن تجد لى عملا.

هكذا صاحت ماريلين والدموع تملأ عينيها موجهة حديثها لهال اينورت وكيل الفنانين، والذى كانت مس ستيفنلى قد عهدت إليه بمستقبل ماريلين الفنى ويبدو أن عبارة ماريلين الأخيرة كان لها وقع السحر على الريجيسير الكبير.. فبعدها بأيام تمكن هال من إقناع شركة كولومبيا بإجراء اختبار لها.. وبالطبع أكدت الكاميرا أن هذه الفتاة لها عبق خاص وبها شىء ما، شىء لا تخطئه عين ولا يختلف عليه اثنان.. وإن كان يصعب تحديد ما هو.

وفى الحال قام المسئولون فى الشركة بتوقيع عقد عمل مع ماريلين وتعهدت الشركة بموجبه بأن تصرف لنجمتها الجديدة راتبا أسبوعياً مقداره «125 دولاراً» وإن لم تلتزم بتقديم أدوار لها ورأت ماريلين أن تشغل وقتها بمواصلة دراستها للدراما، ليس فى معهد «أكتورز لاب» هذه المرة ولكن على يد ناتاشا ليتيس مسئولة الإلقاء فى شركة كولومبيا.

«إنسانة متصنعة.. سوقية التصرفات.. مبتذلة الملبس» كان هذا أول انطباع لمس ليتيس عن ماريلين حين وقع بصرها عليها، على تلميذتها الجديدة وهى تدخل متأخرة عن موعد بدء «الدرس» وملابسها تصرخ بالإثارة إثارة رأتها مدرسة الإلقاء لا تليق بوقار الدراسة أيا كان نوعها.

وبازدراء قدمت مس ليتيس أحد السيناريوهات للفتاة السوقية طالبة منها أن تردد ما جاء به. وقاطعتها قائلة:

- علاوة على مظهرك غير اللائق فإن إلقاءك بشع.. إما أن تأخذى الأمر بجدية وتبذلى جهدك فى تحسين طريقة نطقك وهو أمر يلزمه كثير من الجد.. أرى أنك تفتقرين له أو.. ولم تدع ماريلين مس ليتيس تستكمل عبارتها الاستفزازية وفاجأتها برد غير متوقع:

- حسنا يامس ليتى.. سأبذل جهدى.. سأبذل جهدى لأكون عند حسن ظنك

* رجل جديد.. ودور جديد..

بعد هذا اللقاء المثير بأيام صارت مدرسة الإلقاء الغيورة على عملها.. والتلميذة ذات المظهر غير اللائق لا تفترقان فقد شعرت مس ليتيس بحاستها القوية التى تشم الموهبة على أى بعد أن هذه الشقراء الخجولة بها شىء كبير.

ووفت ماريلين بوعدها، وأظهرت بالفعل جدية فى استيعاب دروسها، وشيئا فشيئاً بدأ جهدها وجهد مدرستها يؤتيان ثمارهما، فقد أسندت الشركة لمارلين دورا مهما فى فيلم «نساء الفرقة الموسيقية».

وكان الدور يتضمن أغنيتين وعهدت الشركة إلى الموسيقار «فريد كارجر» بتدريب ماريلين على الغناء وأكد كارجر لماريلين أنه سيتمكن فى ظرف أسابيع قليلة من أن يخلق منها مطربة متميزة.

بدأت ماريلين تنتظم فى دروسها مع أستاذ الموسيقى الساحر، كما أطلقت عليه فى نفسها وأسرت به لأصدقائها أما من ناحيته فقد كان لماريلين وضع خاص فى نفسه وكان يتميز بوسامته ورشاقة قوامه ولكن أكثر ما كان يشد النجمة الشقراء إليه كان هذا النبع الهائل من الحنان الذى يشع دائما من عينيه.

ومنذ اللحظة الأولى داخل ماريلين شعور خفى بأن هذا الرجل سيكون له دور فى حياتها ويبدو أن حدس ماريلين كان فى محله فبسرعة فائقة وجد كل من الفنانين وقد ومضت بينه وبين زميله شرارة ما من الإحساس وبعد أن كانت لقاءاتهما لا تتعدى لقاءات العمل بدأت تتعدى ذلك للقاءات عشاء وغداء.. وخلافه.. وكثر خروجهما معا، وتطور الأمر حتى صارا لا يفترقان وبدأت مسارح هوليوود ومطاعمها وجميع أماكن اللهو بها تشهد الحبيبين الجديدين متلازمين بل إن «كارجر» تجاوز حدود علاقته النسائية السابقة، فأقدم مع ماريلين على ما لم يفعله مع صديقة من قبل فقدمها لأسرتها المكونة من أمه وشقيقته وصار تردد ماريلين على منزل أسرة حبيبها ومعلمها أشبه بتردد الخطيبة وأراد «كارجر» أن يحيط ماريلين بكل ما من شأنه أن يسعدها ويريحها وأقنعها بالانتقال من مسكنها المتواضع لمسكن آخر أكثر رفاهية بعد أن تولى بالطبع كل المصاريف التى يتطلبها الانتقال للمنزل الجديد.. وكأنه أراد أن يتوج مشاعره نحوها بعلامة من علامات الحب لا تقبل الشك فأهدى إليها سيارة صغيرة تمكنها من التنقل بيسر وسهولة دون مذلة سؤال سائقى التاكسيات.

وكثيراً ما تساءلت ماريلين بينها وبين نفسها عن حقيقة مشاعر «كارجر» نحوها فكل تصرفاته تدل على اهتمامه بها وهو اهتمام بالغ لا يمكن أن يصدر إلا عن شخص محب ولكنه وحتى هذه اللحظة لم يكن أبدا قد صرح لماريلين بحقيقة مشاعره نحوها، وكان «كارجر» مطلقا وله ابن فى السادسة.

فجأة وبدون مقدمات وعقب سهرة رومانسية على ضوء الشموع فى أحد المنتديات الفاخرة سقط حاجز التحفظ الذى كان «كارجر» يحيط به علاقته بماريلين وشهدت أول ليلة حب بين الاثنين أحلى المشاعر العاطفية وليلتها تأكدت ماريلين أن من يهواه قلبها يبادلها حبا بحب وكان «كارجر» أول رجل منذ طلاقها تسمح له بعبور الحدود المسموح بها أى رجل وغرقت ماريلين فى بحر عسل الحب وغرق معها الموسيقار المعروف.. ولكن أبدا وبالرغم من كل ذلك لم تفلت من شفتى كارجر أى عبارة حب حتى فى أحلى لحظات الحب.. وطال الأمر وكارجر دائماً متحفظ وفكرت ماريلين بسرعة وقدرت أن تكون هى البادئة ففاجأت كارجر يوما بقولها:

- فريد.. لا أستطيع الحياة بدونك.. وأرى إنه نفس إحساسك لماذا إذن لا يضمنا سقف منزل واحد؟

وانتظرت ماريلين الإجابة وقلبها يكاد يتوقف عن الدق من فرط الانفعال.. وبعد ثوان مرت كأنها دهر جاءتها إجابة الرجل الذى تحبه ويحبها جاءتها لتنزل على رأسها نزول الصاعقة:

- الأمر يرجع لسبب بسيط ياعزيزتى.. فأنت لا تملكين مقومات الأم التى أقبلها كأم لطفلى.

وبإشارة من يدها منعت ماريلين الرجل من الاسترسال فى عبارته وقامت بغضب ففتحت باب شقتها مشيرة له أن يغادرها فى الحال.. بعد أن عزمت لحظتها على أن يغادر حياتها كلها.

ولم يكن الأمر سهلا على امرأة تحب.. لم يكن من السهل عليها أن تنزع لحظات حب ترعرع على مدى طويل ولكن جرح كبريائها كان عميقاً لدرجة أمدتها بالقوة وحالت بينها وبين الاتصال بكارجر أكثر من مرة بل كانت أقوى تلك اللحظات التى تمكنت فيها من التغلب على ضعفها يوم جاءها الحبيب الهاجر يدق بابها ويستعطفها أن تفتح له ورفضت حتى أن تجيبه فى الوقت الذى كانت كل ذرة فى كيانها تكاد تصرخ باسمه منادية.

وكان الفيلم الذى مثلته لشركة كولومبيا.. «نساء الفرقة الموسيقية» قد بدأ عرضه وبدا أنه لن يحقق نجاحاً مذكوراً وكانت فترة انتهاء عقدها مع شركة كولومبيا قد اقتربت ولا بادرة لتجديدها.. وبدأ شبح التعطل يطل على رأسها من جديد وبدا لها أن سطوع نجوم طالعها بدأ فى الأفول لتطالعها فترة سوء حظ فى كل جوانب حياتها.

ولم تكن ماريلين تشكو لأحد مما بدأت تعانيه من مشاكل مالية بالإضافة لمشكلتها العاطفية حتى سيدنى سكولسكى صديقها المقرب كانت تضن عليه بما يؤلمها ولم تكن تعرف إن سكولسكى يلاحظ كل شىء ويكاد قلبه ينفطر حزنا من أجلها ولكن لم تكن بيده حيلة

* .. امتحان الحب ..

ذهبت ماريلين ذات يوم لقضاء السهرة فى منزل أحد الأصدقاء وكان يرافقها سكولسكى ومن بين الحضور كان هناك «جوزيف شتانك» المدير المسئول لشركة فوكس للقرن العشرين ومنذ اللحظة الأولى وقعت ماريلين من نفس الرجل المدير موقعا حسنا، فدعاها لتناول العشاء معه فى اليوم التالى.. ثم تكررت الدعوات وجن رجل السينما بالشقراء الفاتنة وازداد ولها بها بالرغم من شحيح عواطفها وحدود علاقتها به والتى لم تكن أبدا تتخطاها ولم تشفع هداياه القيمة عندها أبدا بالتجاوز.

وظلت ماريلين فى علاقتها بشتانك محافظة على كبريائها فلم تخبره أبدا بانتهاء عقدها مع شركة كولومبيا، ولا بشبح الإفلاس الذى يكاد يطل عليها.

ولكن سيدنى الصديق المخلص لماريلين والذى كان يعرف مقدار وله شتانك بصديقته واستعداده لعمل أى شىء يسعدها ويساعدها.. رأى أن يخبر رجل السينما بما خفى عنه من أزمة ماريلين .. ومن فوره قام الأخير بالاتصال بـ«هارى كوهن» رئيس شركة كولومبيا ووافق كوهن على لقاء ماريلين فى مكتبه.. وحدد لها موعدا عاجلا وفى الموعد المنتظر اقتادتها سكرتيرته إلى حجرته.. وتركتها عائدة بعد أن أغلقت خلفها الباب، وقبل أن تخطو ماريلين خطوة واحدة داخل الحجرة الضخمة التى يتصدرها مدير الشركة الكبيرة.. فوجئت بمستر «كوهن» يطالعها من خلف مكتبه بينما يده تمتد لها ببطاقة صغيرة ودون أن يرفع عينيه عن الورق الذى يطالعه قال لها بصوت واثق مشيراً إلى البطاقة التى بيده: - هذا عنوان يختى الخاص.. أنت مدعوة لدى فى الموعد المدون هنا.. أرجو ألا تتأخرى وابتلعت ماريلين دموعها.. لتجيب كوهن بصوت متهدج:

- أشكرك.. فدوار البحر يحول بينى وبين تلبية دعوتك الكريمة.

- صغيرتى.. أرجو ألا تدعى الشرف.. وتمثلى العفة فأنا أعرف حقيقة علاقتك بزميلى «شتانك» وأنك كنت خليلته التى أراد التخلص منها بتسريبها لى.

ورأت ماريلين أنه من العبث عليها أن ترد على كوهن.. ودون وعى منها انطلقت مغادرة الغرفة دون حتى أن تلتفت وراءها وصوتها يخرج رغما عنها مختنقا بالبكاء ومعلنا التحدى فى آن واحد.

- لتذهب أنت وشتانك وجميع العاملين فى السينما إلى الجحيم.

وصفقت الباب خلفها بعنف كاد أن يخلعه من مكانه

* عارية من جديد

131 دولاراً.. هو كل ما تملكه حاليا ماريلين من حطام الدنيا.. واسودت الدنيا فى عينى الفاتنة الشقراء ورأت أن تلجأ إلى دفتر تليفونها لعلها تجد فى أحد الأسماء المدونة بها مخرجا لها من ضائقتها وتوقفت بالفعل أمام اسم «كيلى» ومن فورها قامت بالاتصال به، ومن فوره طلب منها أن توافيه فى الحال فلديه عمل لها.

كان الرجل مصوراً محترفاً ولم تعترض ماريلين على ما عرضه عليها، ووافقت على أن تتصدر صورتها العارية صفحة شهر مايو من نتيجة إعلانية لقاء خمسين دولاراً.

واستلقت الشقراء الفاتنة تحت الأضواء الساطعة للكشافات وبدأت كاميرات المصور الفنان تباشر عملها وظنت ماريلين أن كيلى لن ينتهى من عمله ولكن لم تكن تعرف أنه مشدوه بما تجده له عدسته لذا فقد أخذ يعيد ويزيد فيما يعمل لا يود أن يتوقف أبدا وأخيرا انتهى كيلى من عمله ورفض أن تغادره ماريلين حتى يخبرها بنتيجة الطبع والتحميض.

وخرجت صورة ماريلين من المعمل.. وأمام روعة ما أتم من عمل.. صاح كيلى، وهو ينظر بانبهار لإنجازه:

- إنها بلا شك ستكون هديتنا القيمة للشعب الأمريكى عن شهر مايو سنة 1949.

غادرت ماريلين الاستوديو واتجهت إلى مقهى «سيكاو بادرو» لقد أرادت أن تحتفل وحدها بنجاح الصورة. وتناول وجبة خفيفة فى المقهى الذى يأوى الفنانين وبالرغم من سعادة ماريلين لم يستطع النجاح الذى تحتفل به أن ينسيها للحظة أنها متعطلة بلا عمل حالى ولا بادرة لعمل منتظر.

- إن إخوان ماركس يبحثون عن شقراء فاتنة لتلعب دوراً رئيسياً فى فيلم جديد لهم.. اخترقت هذه العبارة أذنى ماريلين عبر المائدة المجاورة إنها تكاد تكون العبارة الوحيدة التى سمعتها من حديث اثنين من زبائن المقهى يشغلهما حوار طويل لقد رأت ماريلين فى تلك العبارة هدية ألقت إليها السماء بها فى الوقت المناسب.

وفى الحال سجلت ماريلين فى مفكرتها الصغيرة اسم «كوان» وهو مدير الإنتاج المسئول لدى إخوان ماركس كما فهمت من حديث المائدة المجاورة.

وفى منزلها قامت ماريلين وبمجرد دخولها بالبحث عن نمرة «كوان» فى دليل التليفون ثم اتصلت به.

- مستر كوان... أنا قطعة من الحلوى الفرنسية عطرة العبارة..

همست ماريلين فى التليفون وهى تطلب من مدير الإنتاج بشركة إخوان ماركس أن يجرى لها اختبارا سينمائيا وحدث ما قدرته ماريلين تماما فلم تغادر مكان الاختبار إلا وجيبها عامر بعقد طويل الأجل من الشركة السينمائية الجديدة

* .. حفل الدموع ..

بدأت حملة الدعاية التى اعتادت الشركة إحاطة نجماتها بها لتكتسح البلاد طولا وعرضا وخلعت الصحف على ماريلين لقبا جديدا هو «أكثر نساء الأرض جاذبية» وبالطبع زاد عدد طالبى الود وتضاعف عدد معجبيها ولكن لم يكن يهمها فى كل هؤلاء إلا واحد.. هو كارجر الذى كان مازال متربعا على عرش قلبها.. شاغلا كل فكرها.

رأى أصدقاء ماريلين أن يحتفلوا بمارلين وعقدها السينمائى الجديد، واختارت ماريلين مكان الاحتفال إنها قاعة بعينها فى فندق معين اعتادت هى وكارجر أن يمضيا فيه سهراتهما. وعلى باب القاعة.. استوقف رجل الاستقبال ماريلين وأصدقاءها.

- آسف أيها السادة لا يمكن قضاء سهرتكم هنا فقد تم حجز المكان بأكمله لحفل خاص وهو حفل زواج مستر فريد كارجر والنجمة «جين ويمان».

وألقت ماريلين بنفسها فى أول مقعد صادفها..... وصوت كارجر يأتيها من فراغ ويكاد يصفعها.

- أنت لا تصلحين أما لطفلى.. أنت لا تصلحين أما لطفلى.؟

 

مصادر ومراجع هذه الدراسة:

- آلام ماريلين مونرو.. تأليف جورج كاريوزى (1962)

- أفلام ماريلين مونروه تأليف كونواى ميتشل وريتشى مارك (1964)

- نهاية أسطورة تأليف مانويل دوران (1965)

- ماريلين مونرو: تأليف توماسو جيرليو (1969)

- قصة اللامنتمون تأليف جيمس مور (1963)

- ماريلين مونرو 1926 - 1962 تأليف جبيلسون (1969)

- نورماجين حياة ماريلين مونرو تأليف فريد لورانس جويلز (1969)

- ماريلين. مأساة فينوس. تأليف أدوين. ب . هويت (1965)

- ماريلين . قصة حياة. تأليف نورمان ميلر (1973)

- ماريلين مونرو. تأليف موريس زلتاو (1967)

- رجال فى حياة ماريلين. تأليف جين ألين واين (1991)

- ماريلين مونرو قفزة الموت. تأليف عبدالنور خليل (1992)

- شقراء. تأليف جويس كارول (2000)

صباح الخير المصرية في

28/09/2010

 

رائد الرسوم المتحركة في مصر والعالم العربي .. عـلـي مهيـب .. وداعا

كتب كاميليا عتريس 

من عجائب القدر أن يغيب عنا خلال 24 ساعة اثنين من مؤسسي الفنون الخاصة والراقية وذات الطابع المتميز الذي أضفي علينا البهجة والسرور .. هما مخرج العرائس العظيم .. صلاح السقا .. صاحب أشهر وأجمل مسرحية لعرائس الأطفال «الليلة الكبيرة» وغيرها من الأعمال المبدعة والمتميزة .. والغائب الحاضر الثاني هو .. مؤسس فن الرسوم المتحركة في مصر الأستاذ علي مهيب ..

ولذلك أطلق عليه الأب الروحي للرسوم المتحركة في مصر بل في المنطقة العربية بلا منافس .. وهو أيضا مؤسس الجمعية المصرية للرسوم المتحركة التي جمعت كل محبي هذا الفن الجميل وصاحب أهم فيلم للأطفال عن حرب أكتوبر المجيدة وهو فيلم «وليد المصري»

كانت بداية الرسوم المتحركة المصرية بعد قيام الثورة وعند ظهور التليفزيون المصري عام 1960 م علي يد رائدي فن الرسوم المتحركة المصريين الأخوين مهيب .. ولا شك أن الفنانين علي مهيب وحسام الدين مهيب قد تربعا علي عرش الرسوم المتحركة المصرية منذ بداية الستينات حتي منتصف الثمانينات فلم يكن شعار مهيب أو الرسوم المتحركة تغيب عن الشاشة الفضية في السينما أو التليفزيون في أي يوم من أيام هذه السنوات وردد كثير من الأجيال المتعاقبة أغاني أعمالهما فقد قدما لفن الرسوم المتحركة المصري خلال نصف قرن من الزمن مئات من الأعمال وصلت إلي أكثر من 1800 عمل ما بين فيلم أو فيديو قصير .. فوازير .. مقدمات أفلام وأفلام دعائية سواء لمصر أو للدول العربية .

ولد الفنان علي مهيب في مدينة السويس 26 / 3 / 1935 .. وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1955م وبدأ حياته العلمية كمدرس فنون في مدرسة كرموز الإعدادية حيث عايش ورسم البيئة المصرية الشعبية بكل ما فيها من أشكال ورموز .. قبل أن يعين معيدا بكلية الفنون الجميلة قسم الحفر .. قام الفنان علي مهيب بمعاونة أخيه حسام مهيب في تحريك الرسوم في تجارب فيلمية قصيرة علي نفقتهما الخاصة عام 1958 م وكان نجاح تلك التجارب سببا في اختيار الأخوين مهيب ليؤسسا ويرأسا قسم الرسوم المتحركة عند نشأته بتليفزيون الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 م وكان عليهما مجابهة صعوبات بداية هذا التأسيس .

أفرزت مدرسة مهيب للرسوم المتحركة منذ بدايتها بالتلفزيون أجيالا من فناني الرسوم المتحركة المصريين من خريجي كلية الفنون الجميلة الذين اختارهم بعناية ودربهم الفنان علي مهيب .. كان فنانو الدفعة الأولي هم محمد حسيب- نصحي إسكندر- رضا جبران- دلاور حسني - حسن عنبر - فهمي عبد الحميد - والفنانتان فايزة حسين وشويكار خليفة .

قدم الأخوان مهيب فيلم الخط الأبيض من إنتاج التليفزيون عام 1963 م جمع هذا الفيلم بين الحركة الحية والحركة المرسومة مستخدما تقنيات لم تصنع لتؤدي مثل هذه النتائج وحصل الفيلم علي الجائزة الذهبية الدولية من مهرجان الإسكندرية .. ومن البرامج التليفزيونية المنفذة حين ذاك ( نافذة حول العالم - خمس خسمات - أمس واليوم - حكاية سبعمائة مصنع- ناس فوق وناس تحت - العسكري والحرامي - فوازير رمضان للقناة الأولي والثانية .

في عام 1966 م استقال الأخوان مهيب من رئاسة مراقبة الرسوم المتحركة بالتليفزيون لتأسيس الاستوديو الخاص بهما (استوديو مهيب).. ثم استقطبت جريدة الأهرام جهود الأخوين مهيب في مجال الإعلان وتوليا منصب مستشارين الفنيين لوكالة الأهرام للإعلان.

بعد عام من تأسيس استوديو مهيب وفي يناير 1967 م دفع الفنان علي مهيب بتجربته الفنية في الرسوم المتحركة إلي الإطار الأكاديمي وقام بتدريس مادة الرسوم المتحركة .. حيث بدأت المحاضرة الأولي في مدرجات قسم الحفر بكلية الفنون الجميلة بالزمالك .. وكانت مادة واحدة فقط .. وبازدياد إقبال الطلبة تحولت المادة إلي مناهج دراسية متخصصة .. تدرس بشعبة الرسوم المتحركة بقسم الحفر بالكلية.

صباح الخير المصرية في

28/09/2010

 

ورحل صلاح السقا ملك فن العرائس

كتب محمد عاشور 

فقدت الثقافة المصرية الفنان صلاح السقا ـــ 78 عاماً ـــ أحد أبرز رواد فن مسرح العرائس الذي قدم ما يزيد علي خمسين عملاً فنياً ساهمت في إثراء صناعة فن العرائس وقد عمل مديراً لمسرح العرائس، وأخرج العديد من المسرحيات منها «حمار شهاب الدين، صحصح لما تنجح، حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان» ويبقي أوبريت «الليلة الكبيرة» من أشهر الأعمال التي قدمها، ويظل هذا العمل علامة بارزة في تاريخ فن العرائس، ولم يكتف صلاح السقا بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي، بل أسهم في إنشاء مسارح العرائس في العديد من الدول العربية والأوروبية، وأجري الكثير من البحوث في تاريخ فن العرائس.

يقول عنه محمد نورـــ مدير عام مسرح القاهرة للعرائس إن صلاح السقا هو الأب الروحي لمسرح العرائس، وصاحب أشهر المسرحيات التي قُدمت علي مسرح العرائس وهي مسرحية الليلة الكبيرة، وللسقا إسهامات كثيرة فقدم روائع في مسرح العرائس منها «صحصح لما ينجح» سنة 1963 وكانت من تأليف صلاح جاهين وألحان محمد فوزي و«صحصح المصحصح» ، «عقلة الأصبع»، «عودة الشاطر حسن» وعندما نجحت التجربة تم تقديم سلسلة مسرحيات صحصح وهي خمس مسرحيات، وكانت له رحلة عطاء متميزة حتي خروجه علي المعاش.

وأضاف نور: كان لي الحظ بأن قمت بمصاحبة السقا في رحلاته خارج مصر، وإن كان صلاح السقا حظي بنصيب من الشهرة في مصر، فشهرته خارج مصر كانت أكثر بكثير، وبالذات في دول أوروبا، خاصة في رومانيا تحديداً، حتي إن من يأتي من رومانيا لتقديم عروض مسرحية في المهرجان التجريبي، كان يبحث عن أعمال السقا، والذهاب إليه لأنه مؤسس مسرح العرائس في هذه الدول، هذا إلي جانب عدد من المسارح التي أسسها في كل من قطر والعراق وسوريا والسودان وتونس والكويت، فله شعبية طاغية في هذه الدول.

وقد تم تكريم صلاح السقا خارج مصر فنال الجائزة العالمية الثالثة من بوخارست، والجائزة الأولي من برلين، وشهادة تقدير من الولايات المتحدة، ودرع مهرجان جرش، والدرع الذهبي لإمارة الشارقة، والميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا وأخيراً تم تكريمه في عيد الطفولة في مسرح العرائس.. ويؤكد نور أن مسرحيات السقا وأعماله المتميزة تدرس لراغبي العمل في هذا الفن، فهو ملك مسرح العرائس، ورائد من الرواد الذين أرسوا قواعد هذا الفن، وكل من يعمل في صناعة العرائس تتلمذ علي يده، وأضاف نور قائلاً: وأنا أحد هؤلاء الذين تتلمذوا علي يديه، وهو من رشحني لتولي إدارة مسرح العرائس، وجميع العاملين بمسرح العرائس حالياً استفادوا منه بطريقة مباشرة من خلال التعامل معه أو عن طريق التعلم من مسرحياته.

- مبدع حقيقي

أما الدكتور نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان فيري أن معظم الاتجاهات المسرحية في فن العرائس حالياً تُعد امتداداً لمسرح السقا، بل إن أغلب الأعمال استنساخ من أعماله، حتي إن الليلة الكبيرة يتم طلبها للعرض حالياً خارج مصر وداخلها، بل إنها تحصد الجوائز بصفة مستمرة، وهذا يعني أن السقا قدم منتجاً حقيقياً، وصنع جماهيرية شرعية لمسرح العرائس، فقد تعاون السقا مع جاهين وسيد مكاوي، وعبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب وكتب له سمير عبد الباقي.

استطاع أن يتعامل مع هؤلاء المبدعين بما يملكون من حس شعبي، واكتسب بها شرعية مسرحياته. وقال نبيل بهجت: إن الإبداع في مسرح العرائس توقف عند أعمال الستينيات، فأعمال السقا أعمال تاريخية، وعلي تلاميذه أن يطوروا في أعمالهم ولا يقلدوا أعمال السقا، حتي ينهضوا بهذا الفن، ويكملوا مسيرته، وحتي لا تتوقف الذاكرة السمعية والبصرية لفن العرائس في مصر والوطن العربي عند أعمال السقا.

وأضاف إن محبي مسرح العرائس ارتبطوا منذ عقود بأعمال السقا، الذي لعب دوراً كبيراً في تسويق فكرة العرائس ومسرحها من خلال أعماله المسرحية التي تربت عليها أجيال طويلة منذ الصغر، كما يحسب له أنه لم يكن يقوم بدوره بشكل نمطي بل كان مبدعاً في أعماله.

صباح الخير المصرية في

28/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)