حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

زوم

مهرجان سينما في بيروت بَرَكةٌ مزدوجة الإيجابيات

محمد حجازي

عشرة أيام فقط تفصل بين ختام مهرجان أيام بيروت السينمائية الذي اختُتِمَ أمس مساء، وبين افتتاح مهرجان بيروت السينمائي الدولي في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل·

موعدان متقاربان ·· نعم، لكن ليس في الأمر ما يضر في واحدة من أعظم عواصم صالات السينما في العالم قياساً على مساحة لبنان· الأول كان ناجحاً ورائعاً ومزدحماً بالأفلام والضيوف والروّاد في إثبات أنّ شبابنا يقدِّر الأعمال المميّزة، وتدفعه ثقافته العميقة والمتجدّدة مع كل ما هو عصري، لأن يقصد المهرجانات ويشارك في يومياتها مُطّلعاً على جديدها ومناقشاً أصحابها حين تعقد ندوات·

والثاني يحمل وعوداً طيّبة، فالافتتاح مع شريط صوفيا كوبولا الفائز منذ أسابيع قليلة بجائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية الأخير (في مكان ما) إضافة إلى تقديم أفلام عديدة عربية وعالمية لها صدى، أو تحمل جوائز وتقديرات، مع تظاهرات جديدة تُعنى بإفساح المجال أمام مُحبِّي السينما من الشباب بأن ينخرطوا بأفكارهم في الفعل السينمائي الأنموذجي·

ما فات الأول من أفلام، وفّره الثاني، والعكس صحيح، ونحن لا نُريد قول بعض الكلام الذي يتردّد، ويسأل بسوء نية لماذا يكون هناك مهرجانان سينمائيان في بيروت، وفي وقت غير بعيد، وبالمقارنة مع مثل هذا الموقف، ولماذا تكون هناك محطات فضائية عديدة أو إذاعات كثيرة، ولماذا الاستوديوهات؟ ولماذا كثرة الخرّيجين من المعاهد المتخصصة؟ وألف لماذا تُطرح لكنّنا نقول إن أي نشاط سينمائي هو إضافة نوعية متميّزة وقادرة على جعل الفن السينمائي حاضراً بقوة في يومياتنا، على أساس أنّ هذا المدعو <سابعاً> يحتل المرتبة الأولى في الاهتمامات عالمياً·

ليس عادياً العثور على جهة تهتم برصد الحركة السينمائية محلياً، عربياً، ودولياً، وتقدّم للمهتمين خلاصة ما صُوِّر وعُرِضَ وحاز جوائز، بحيث يكون الجميع حاضرين، وعلى تماس مع كل المستجدات في مجال الفن السابع، فالذي يُسعِدنا هو أنّ جمهورنا يقرأ، يُشاهد، يستمع ويناقش، ويعنيه الفوز بأكبر قدر من الثقافة، وهو يتواجه بشكل دائم مع الذي تشهده منابر السينما في العالم·

والذي يعنينا هنا هو أنّ ما تقدّمه هذه المهرجانات في معظمه لا تبرمجه الشاشات الكبيرة للعرض الجماهيري فتكون فرصة للنقّاد كما للمهتمين العاديين كي يتعرّفوا على هذه النماذج التي يُطلق عليها عادة مسمّى: أشرطة المهرجانات·· هذا يعني والحال هذه أنّ المهرجانات تسدُّ فراغاً كبيراً حاصلاً في شكل المعرفة السينمائية، حيث نسمع كثيراً بأفلام عُرِضَتْ، وربِحتْ أو أخرى كانت جيّدة، فيكون والحال هذه مجرد عرضها يعتبر حدثاً متقدّماً يُفترض الاهتمام به واحترامه·

مهرجانان في بيروت، لا مشكلة إطلاقاً·· والعاصمة قادرة على استيعاب أكثر منها بكثير نظراً لكم الإنتاج الكبير عالمياً، وعربياً، مع فرصة أكيدة للاطلاع على أحدث ما صوّره اللبنانيون من مخضرمين محترفين، أو خرّيجي معاهد، كل هذا يتأمّن في المهرجانين، فلماذا نعترض عليه ولا نؤيّده أو نعتبره صورة من صور متكرّرة في يومياتنا، من دون إعطاء فرصة لمعرفة خصوصية كل مهرجان وراءه عدد غير محدود من المتعاونين لتخصيص هذا المنبر بالتحية·

هي أعراس سينمائية··· أفلام تُعرض، كتابات نقدية تُنشر، ندوات، آراء مختلفة نقاشات من النوع الذي يجعل أي استفهام حول مُخرج أو ممثل أو موضوع يعثر على جوابٍ شافٍ من صاحب العلاقة مباشرة، فلا تكون هناك تعمية ولا آراء تُطلق من دون أساس فعلي، وبالتالي ينال المُصنّف السينمائي حقه من المتابعة، والرصد، بحيث تتوسّع الثقافة هذه، وتشمل جوانب الأفلام التي تكون بدورها تتناول الحياة من جوانب متعدّدة·

اللواء اللبنانية في

28/09/2010

 

حدث

الفيلم الذي اختارته مصر كي يمثّلها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي

رسائل البحر: الإسكندرية تحتضن تائهين في الحياة

محمد حجازي

اختارت لجنة خاصة، كلّفها وزير الثقافة المصري فاروق حسني، شريط: <رسائل البحر> عن نص وإخراج داود عبد السيد، لتمثيل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية من العالم، متجاوزاً 27 شريطاً عُرِضَتْ حتى الأسبوع الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، وترأس اللجنة الكاتب محمد سلماوي·

تولّت إنتاج هذا الشريط الشركة العربية للسينما (إسعاد يونس)، بإشراف عمار مراد، حيث أُعطيت البطولة لمدينة وبحر الإسكندرية وسط تلاطم أمواج حياتية عصفت بأبطال العمل بدءاً من الطبيب يحيى (آسر ياسين)، مروراً بالمومس نورا (بسمة)، إلى الأجنبية الوحيدة كارلا (سامية أسعد) وقابيل (محمد لطفي)، وهي شخصيات مقهورة، هزمتها الظروف وما عادت قادرة على تحمّل الأكثر في دأبها كي تتكيّف مع الحياة·

لا شك في أنّ هناك خصوصية لحضور الممثل آسر، وهو إسم على مسمّى، خصوصاً أنّه يقدّم شخصية صعبة جداً، لا تلبث أن تتطوّر وتتفاعل وتكبر مع ظروف فائقة الحساسية، وكان اللقاء الأبرز بين يحيى الذي يُعاني من تأتأة في التحدُّث، جعلته ينعزل عن محيطه، ويذهب ليعيش وحده في منزل عائلته القديم في الإسكندرية، حيث يصادف نورا التي تتعلّق به فقط لأنّه فطري عفوي وما عنده يقوله علناً من دون تردُّد·

لكنه، وفي كل مرة تقترب منه كان يبادرها أنا لا أملك المال الذي أعطيك إياه على اعتبار نوع عملها، وكانت تُفهِمُهُ بأنّها لا تُريد مالاً منه، فهو مميّز عن الباقين، وله في مشاعرها مكان بارز، كل هذا جعل يحيى صاحب حظوة بالغة عندها، وعندما أرادها أن تسهر معه ليلة رأس السنة ووجدها تعتذر منه بطريقة هادئة، عندها سألها عن الرقم الذي تريده تعويضاً لها عن خسارة زبون أو أكثر في هذه الليلة كي يكسبها معه·

تتوطّد العلاقة، رغم الكثير من المواجهات بين الطرفين، لكنها كانت على الدوام تستوعبه ولا تتركه أسيراًً لخياله وتصوّراته، بعدما وجدت فيه ما لم تجده في الرجال الآخرين من نخوة وصدق ووفاء·

وكان لافتاً عدم اهتمامه بـ <كارلا> الفتاة من أصول إيطالية في المدينة وتعيش مع العجوز فرانشيسكا (نبيهة لطفي) رغم أنّها أجمل بكثير من نورا، وهي مندفعة كي يكونا معاً، لكن الأمر لم يتطوّر إلا مع نورا التي حالها يشبه حاله، كلاهما يريد الابتعاد عن الناس، وعدم الاختلاط بهم، وبالتالي أن يشعر بسعادة مع الآخر، لذا كانت اللقطات المأخوذة والمعتمدة مستندة إلى ظهورهما وحيويين على متن مركب يعبر في مياه البحر، وكأنّما تحول البحر إلى مآل، ومأوى لآلام وتخيّلات الكثيرين·

أحمد المرسي صاحب إدارة تصوير متميّزة وخاصة جداً، وتتميّز موسيقى راجح داود بحضور أخّاذ وراقٍ وعميق، مع حضور لافت لديكور عمَّره الرائع أنسي أبو سيف، وقد لعب باقي الأدوار: صلاح عبدالله، مي كساب، أحمد كمال، رامي غيط، كالا بالا، دعاء حجازي، وائل سامي·

اللواء اللبنانية في

28/09/2010

 

عروض

<وول ستريت> يحضر بقوة مع تحليل لأزمة الغرب مالياً قبل عامين مع <ستون> يدير <دوغلاس> و<لابوف>

بوند يبكي ·· كاريل يسرق القمر ويحمله إلى الأرض وساراندون حماة في شريطيين جديدين··

محمد حجازي

اخترنا من عروض هذا الأسبوع أربعة أفلام ذات منحى متنوّع·

والواقع أننا في فترة خريفية بدأت خلالها الأفلام الضخمة بالبرمجة، بحيث نشاهد خلال أيام أحدث أفلام جورج كاسواي (The Americain)، والشريط الذي جمع جوليا روبرتس وخافييه بارديم (Eat Pray Love) وموعد عرضه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، هذا إضافة إلى جديد ميلا جوفوفيتش في الجزء الثاني من (Resident Evil) والعنوان (After Life) من دون أن ننسى شريط صوفيا كوبولا المفترض برمجته في المدى المنظور وبعد انتهاء مهرجان بيروت السينمائي (في مكان ما)·

Wall Street 2: Money Never Sleeps شريط جميل ومشغول بعناية متقدّمة جداً، مع الجزء الثاني من الشريط الذي سبق وظهر عام 87 مع مايكل دوغلاس، وشارلي شين، بإدارة المخرج أوليفر ستون الذي أراد انتقاد الوسط المالي في وول ستريت للمرة الثانية، وهذه المرة تأسيساً على الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي عرفها الغرب ثم العالم عام 2008، وأدت الى إفلاسات مصرفية وإقفال بنوك وتدخّل وزارة المالية الأميركية منقذة أو ضامنة، أو مساعدة في عملية قفل ملف·

ستون اهتم بتجديد مواصفات شخصيات الفيلم بالتعاون مع ستانلي ويسر، بينما تخلّى عن الكتابة التي يعتبر أفضل من يجيّرها لـ: آلان لوب، وستيفن شيف، وتم التصوير في مانهاتن، ونيويورك، ويتميّز العمل بالعمق والوضوح بتسمية الأمور بأسمائها بتحديد الأولويات بشكل مباشر، والخروج بخلاصة تقول إنّ الأزمة لم تنته وهي مستمرة إلى ما لا نهاية لأن الأسباب لم تُعالج كلها بعد، ولا أمل في إنجاز حالة مفاجئة وناجعة وإيجابية·

البداية مع اللاعب الأول والرسمي غوردن غيكو (مايكل دوغلاس) الخارج من السجن، يرعب اللاعبين الآخرين، لكنه مكروه من ابنته ويني (كاري موليغان) التي تدرك أفعاله الشنيعة ولا تريد أن تسامحه على شيء، ويصادف أن صديقها جاك مور (شيا لابوف) هو من العملاء الصغار الذين باشروا التمرس في العمل داخل كواليس وول ستريت، وكان لقاؤه ايجابياً جداً بـ غوردن لكن الاثنين يتفقان على عدم إشعار ويني بأنهما يعرفان بعضهما، وهكذا تتم الأمور حتى تعرف ويني من جاك بأمر التعارف بين الطرفين·

لم يكن سهلاً تطويع دماغ ويني وجعلها تقبل بمجالسة ومصالحة والدها، وهي لم ترضخ إلا حين جاءها بعاطفة مختلفة وهي حامل، فكان الحفيد باباً صالحاً كي يدخل منه الى عالمها مجدداً، وبالتالي لم تكن المصالحة مجانية أبداً فقد فرز لها غوردن مئة مليون دولار من ثروته، في وقت وقع خصمه الرئيسي برايتون جيمس (جوش برولن) بعدما كان مات بالسكتة القلبية لوي زابيل (فرانك لانجيلا) وجاراه حكيم وول ستريت حول ستانيهارت (إيلي والاش) الذي تنبأ قبل الجميع بكل الانتكاسات التي وقعت·

9 مساعدين لـ ستون وفريق من المؤثرات الخاصة والمشهدية قادها: كريس ل· وارد، وديفيد بورتون، ولا شك في أنّ ستون كان ممسكاً بقوة بجوانب حركة الممثلين، وجاء التعاون مع مدير التصوير رودريغو بريتو، متناغماً جداً مما انعكس ايجاباً على الـ 133 دقيقة· The Greatest

شريط درامي بامتياز، مع فريق متناغم جداً يقوده بيرس بروسنان وسوزان ساراندون في دوري الزوجين ألن وغريس اللذين خسرا فجأة hبنهما الشاب بينيت (آرون جونسون) حين كان في سيارته مع صديقته الجديدة روز (كاري موليغان) التي أبلغت العائلة أنها حامل من ابنهما الراحل·

ألن لم يناقش الأمر، أما غريس فرفضت تصديق ذلك وكان موقفها سلبياً حتى الربع الأخير من الشريط، فيما عمدت روز الى التعامل مع العائلة بكثير من الحب والوئام وكل هدفها أن تعرف فقط أكثر عن الراحل بينيت فقد كانت عرفته حديثاً جداً ولم يمهله القدر كي تعرفه أكثر·

ألن خرج وإياها الى الشاطئ، وإلى صالة السينما، وعندما عاتبته غريس على ذلك واتهمته بأنه لم يذرف دمعة واحدة على ابنه الراحل أصيب بنوبة قلبية استدعت نقله الى المستشفى، ثم كانت نوبة بكاء لافتة لـ جيمس بوند ما قبل الاخير خصوصاً عندما نعلم أن بروسنان هو المنتج المنفذ للفيلم·

لا تسير الأمور على ما يرام مع غريس التي تنتظر سائق الشاحنة التي صدمت ابنها وقتلته في سيارته حتى يصحو من غيبوبته وسألته عن آخر لحظات الحياة لإبنها وباسم من نطق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فأبلغها بأنه كان يطلب من المسعفين إنقاذ روز وتركه هو، وعندما سألته ألم يأتِ على ذكر اسم أمه نفى ذلك·

ويتوتر الوضع مع روز عندما نسمع نقاش الزوجين حول ضرورة بقائها او عدمه، ف غادرت ورفضت العودة، الى ان ذهب ألن وغريس، وريان (جوني سيمونس) الاخ الصغير للشاب الراحل، وطلبوا منها جميعاً العودة الى المنزل معتذرين منها عن كل ما حصل فعادت وأنجبت طفلة فرح بها الجميع·

والمفارقة هنا أن موليغان تحمل في الفيلمين وتُنجب فيهما والحماة دائماً سوزان ساراندون·

الشريط أدارته المخرجة شانا فيست وهو ما أعطاه حساسية أنثوية خاصة في تعاطف مع شخصيته روز ووصفها·

Despicable Me عمل كرتوني بنظام الأبعاد الثلاثية في 95 دقيقة لافتة جداً وهو من أفضل الأعمال الكرتونية التي شاهدناها حتى الآن، وفق هذا المناخ في بطولة بالصوت لـ ستيف كاريل يديره المخرجان: بيار كوفان وكريس رينو، والنص لـ: كن دوريو، سيرجيو بابلوس، سينكو بول·

كاريل في دور اللص الكبير غرو الذي يسمع بأمر سرقة أحد أهرامات الجيزة، حيث قام السارقون بسحب الهواء منه، وجعوله قطعة صغيرة تم حملها والهرب بها، ويقرِّر غرو البحث عن طريقة يؤمن من خلالها سرقة أكبر بكثير من هذه على أساس أن أميركا يُفترض بها أن تكون القائدة ولا تدع احداً يتقدّم عليها·

غرو يجمع كامل اللصوص الموهوبين ويطرح عليهم فكرة طرأت على رأسه ويعتبرها رائعة وتتعلق بسرقة القمر، خصوصاً أنّ هناك جهازاً قادراً على تصغير أي جسم وجعله بالحجم المطلوب فوراً·

تنطلق مركبة فضائية يوضع فيها جهاز التصغير، الذي يطلق منه <غرو> شعاعاً يصغِّر القمر ويجعله في حجم يدخل معه إلى داخل المركبة، وتكون معاناة من خلال عدم القدرة على تثبيت القمر داخل المركبة، لكنه راح يترنّح في أكثر من اتجاه إلى أن أفلت ثم أُعيد·

جايسون سيغل، راسل براند، جولي اندروز، ويل ارنت من أبرز الاصوات المدبلجة لشخصيات الفيلم·

You Again شريط صغير، تجاري فيه إسمان كبيران سيغورني ويفر وجيمي لي كرتيس، بينما الابطال ينحصرون في الفتاتين مارني (كريستي بل) وجوانا (أوريت يوستمان) والعجوز بيتي وايت·

هناك عداوة متأصّلة بين الفتاتين، وتكون الطامة الكبرى أن شقيق الأولى أحب الثانية، وكان صعباً هضم الوضع، وتظل المناكفات حاضرة حتى تتعب كلتاهما، وتبارك الاولى للثانية خيارها·· مع شقيقها·

الإخراج لـ آندي فيكمان، عن نص لـ مو جالين·

اللواء اللبنانية في

28/09/2010

 

ثقافات / سينما

مخرج الفيلم لم يحضر لأسباب أمنيّة والأمن انتشر عند مداخل الصالة

كارلوس... شريط يجسد شخصية ثورية ضيعتها الاستخبارات العربيَّة

محمد حجازي من بيروت 

لم يتراجع مهرجان أيام بيروت السينمائية 6 عن قراره عرض الشريط المثير للجدل "كارلوس" للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس في ختام نشاطاته ليل السبت في 25 أيلول (سبتمبر) 2010 على الرغم من الاحتجاج الذي دعت إليه احدى المنظمات بالتزامن مع عرض الفيلم لما اعتبرته "إساءة لسيرة الفنزويلي كارلوس ورفاقه".

بدأ عرض الفيلم في تمام الساعة السادسة والنصف بالتوقيت المحلي (3:30 ت غ)، وامتدّ على 5 ساعات ونصف الساعة، وحضره حشد ملأ صالة متروبوليس أمبير (الأشرفيّة- بيروت)، ولم يصمد من الحضور في نهاية العرض حوالى الساعة 9:40 ت غ إلا النصف، فليس سهلا المكوث كلّ هذا الوقت على كرسيّ واحد.

تخوّف

اتخذت إدارة المهرجان التدابير الأمنيّة اللازمة أثناء عرض الفيلم، وذلك بسبب الدعوى الى الاحتجاج التي أطلقتها إحدى الجهات منددة بالفيلم لأنّه يقدّم كارلوس الشخصية الثورية التي خدمت القضايا العربية برأيها على أنّه دمية في أيدي الأنظمة العربيَّة والجهات الاستخباراتية التي وظفته في عمليات التخلص من خصومها في الداخل والخارج، ومعها اعتاد تقاضي الملايين لقاء خدمات أمنية ميدانية، إضافة الى إظهاره مجرما يقتل في كل الاتجاهات.

كانت البداية مع تمويل (ودائما وفق الفيلم) عراقي بأوامر من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، شمل المال وكامل التجهيزات من الأسلحة والمتفجرات، للهجوم على الاجتماع الذي كانت تعقده منظمة الدول المنتجة والمصدّرة للنفط (أوبك) في فيينا، واحتجاز وزراء البترول رهائن للفت أنظار العالم الى القضية العربية. وبعد سقوط العديد من عناصر الشرطة النمساويين ضحايا الهجوم، يخوض المفاوضات مندوب الحكومة العراقية رياض العزاوي (باسم قهار) الذي كان الوسيط في تمويل وتسليح الفريق المهاجم حين التقاهم في بغداد قبل العملية. 

طبعا لم تثمر المحاولة مع الخاطفين شيئا، لتظهر المبادرة الجزائرية عن طريق الرئيس هوّاري بو مدين الذي كلف وزير خارجيته يومها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مهمة إنهاء عملية الاختطاف وكان ثمنها المادي 20 مليون دولار. ويفيد الفيلم في حيثياته بأن وديع حداد أنّب كارلوس واعتبر أن خصوصية دوره وقيمته قد انتهت.

وقد اعتذر المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس في بيان قرئ بالنيابة عنه عن المجيء الى بيروت بعدما علم بأمر الاحتجاج على فيلمه والرغبة في التظاهر ضد عرض الفيلم. وأكد أساياس في البيان أنّه تعاطى مع الشخصيّة بأسلوب مهني وبعد أن أجرى أبحاثًا عدّة، لافتًا إلى أنّه لم يقدم أي معلومة غير مسندة، مؤكدا أنه لا ينتمي إلى أي حزب أو معتقد سياسي وأن ما قدمه هو الصحيح. و من سجنه الباريسي، كان لكارلوس تعليق على ما يقوله عنه الفيلم، فقال ضاحكا إنَّ الذي تتحدثون عنه لا يشبهني فأنا لا أدخن ولا أشرب ولست زير نساء.

سيرة

الواضح أن الفيلم لا يحتفل بـ كارلوس بل يسعى إلى قراءته ويقدمه أكثر ما يقدمه مع العرب وما نفذه معهم أو لهم من عمليات. وتبدو في وقت معين ساحته لبنان فقد تردد وأقام طويلا في بيروت حيث تدرب وتفاعل مع قوى منظمة التحرير سواء في مخيمات بيروت أو مراكز التدريب المنتشرة في المناطق اللبنانية، وكان يدخل ويخرج من مطار بيروت من دون مساءلة.

ويكون الانتقال الى باريس حيث ينفذ عمليات اغتيال عديدة لشخصيات عربية، في وقت كان الموساد حاضرا أيضا وهو يطارد قادة ومسؤولي المنظمة هناك وفي أوروبا، ومن هناك الى اليمن حيث التقى غالبا وديع حداد ونماذج من ثوار العالم (الجيش الأحمر الياباني، أو بادر ماينهوف) ثم الى النمسا (عملية فيينا) وفرنسا (المعتقل حاليا في أحد سجونها والتي قتل فيها العديد من الأشخاص خصوصا 3 من رجال الشرطة دفعة واحدة في شقته) فألمانيا وهنغاريا والمغرب وسوريا (التقى مرتين اللواء الخولي) والسودان (قابل فيها عددا من المسؤولين السياسيين والعسكريين).

في كل تحركاته كان يعثر على الحسناوات اللواتي يقعن في غرامه من أول نظرة، بالتالي فإن الشريط يتضمن لقطات عارية عديدة لـ كارلوس (ادغار راميريز) ولعدد من عشيقاته (نورا فون والدسلاتن وجوليا هومر) بينما لعب ممثلون لبنانيون أدوارًا متعددة في الفيلم، وأبرزهم: فادي أبو سمرا وأحمد قعبور (وديع حداد) وطلال الجردي (كمال العيساوي – علي) ورودني الحداد (أنيس نقاش – خالد) وانطوان بالابان (اللواء الخولي) إضافة الى أدوار أخرى عديدة.

يبقى أن الفيلم تعرضه الصالات اللبنانية خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في جزءين.

إيلاف في

28/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)