حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد عز:

قررت أن أغير جلدى بالعودة إلى الرومانسية

حوار   نجلاء أبوالنجا

فى جرأة واضحة يبتعد أحمد عز عن أدوار الأكشن ويغامر بتقديم فكرة رومانسية كوميدية غنائية فى فيلم «٣٦٥ يوم حب» مع دنيا سمير غانم وصلاح عبدالله ومى كساب وإخراج سعيد الماروق مخرج الكليبات اللبنانى الشهير الذى يخوض أولى تجاربه السينمائية. وقد بدأ عز تصوير فيلمه الجديد بمنطقة الهرم الأسبوع الماضى وهو أول أفلامه مع الكاتب يوسف معاطى والمنتج محمد ياسين بعد انفصاله عن منتجه السابق وائل عبدالله.

عز تحدث لـ«المصرى اليوم» عن فيلمه الجديد وكذلك آخر تطورات فيلم (الظواهرى) ومشكلة قصة «٣٦٥ يوم حب» التى تنازع عليها معاطى مع المونتير ماجد مجدى.

فكرة فيلم «٣٦٥ يوم حب» بعيدة تماماً عن اختياراتك.. ما سر اختيارك لها فى هذا الوقت تحديداً؟

- اعترف أن معظم اختياراتى السابقة إن لم يكن كلها انحصرت بين الأكشن والدراما، وكنت أتمنى أن أجد موضوعاً مختلفاً لا غير جلدى كممثل حتى لو تطلب ذلك بعض المغامرة. وعندما عرض على المنتج محمد ياسين فكرة الفيلم وجدتها مختلفة وتدور فى قالب رومانسى ناعم عن قصة حب بسيطة وحالمة وهو أمر أهملناه كثيراً فى أعمالنا، وحتى إذا تعرضنا له نمر عليه بسطحية، لذا وجدت أن التعمق فى قصة رومانسية مغامرة تستحق أن أخوضها، وقد كتب يوسف معاطى الفيلم بطريقة شديدة التميز والرقى وخفة الظل.

ألا تخشى أن تتم مقارنتك بنجوم الكوميديا؟

- أنا لا أنافس نجوم الكوميديا ولست ممثلا كوميديا، وهناك بعض الأمور أحب أن أصححها. فالفيلم ليس غنائيا ولا كوميديا بالمعنى الصريح للكلمة.. لكنه يعتمد على كوميديا الموقف والإضحاك من خلال الحدوتة وليس من خلال الإفيهات والحوارات الصارخة. وقد حرص يوسف معاطى على أن يكون الفيلم «دمه خفيف» والمشاهد مكتوبة بعناية لأن هناك شعرة تفصل بين الكوميديا والاستظراف. وأنا سعيد وفخور بالعمل معه لأنه من أهم المؤلفين فى مصر وتعامل مع كبار النجوم، وصنع معهم نجاحا كبيرا فى تاريخ السينما.

ما رأيك فى المشكلة التى حدثت بين معاطى والمونتير ماجد مجدى بسبب اتهام الأخير له بالاستيلاء على فكرة الفيلم ؟

- ماجد مجدى صديق عزيز وفنان واسمه مكتوب على الفيلم كفكرة وهذا يوفيه حقه المعنوى والأدبى ولا وجود لخلافات، فالأمر تمت تسويته خاصة أنه لم يقصد الإضرار بالفيلم ولا بنا ولا بمعاطى ونحن فى النهاية زملاء ولن نختلف وكلنا نحب السينما ونحاول خدمة الصناعة.

تتعاون للمرة الأولى مع مخرج الكليبات اللبنانى سعيد الماروق.. أليست مجازفة خاصة أنها أولى تجاربه السينمائية؟

- الماروق جديد على السينما المصرية لكنه مخرج رائع على كل المستوى الفنى. والكليبات التى صورها من أفضل الكليبات من حيث الإخراج فهو صاحب رؤية ووجهة نظر.. وقد رشحته أنا ومعاطى والمنتج محمد ياسين وأجمعنا عليه خاصة أنه شارك فى إخراج الفيلم الأمريكى «المتحولون» وله خبرة جيدة فى السينما العالمية، وطموحه لم يكن الكليبات بل السينما. وقد أثبت فى أول أيام التصوير براعة كبيرة واعتقد أن الناس ستنبهر به. وليس صحيحا أن الفيلم سيصور فى لبنان لأن المخرج لبنانى.. بالعكس الفيلم بالكامل سيصور فى مصر.

دنيا سمير غانم ومى كساب وشادى خلف يشاركونك لأول مرة بطولة عمل سينمائى.. هل هذا مقصود؟

- يجب على أى ممثل أن يجرب كل شىء ويغير من نفسه ومن حوله وطبيعى أن أتعاون مع كل الممثلين. وبصراحة كل الأسماء المذكورة أصحاب مواهب حقيقية.. وكنت أحب التعاون مع دنيا سمير غانم لأنها أثبتت أنها ممثلة قوية جدا وتجيد كل الأدوار، وهى الاختيار الأنسب لشخصية البطلة فى فيلم «٣٦٥ يوم حب»

وما حكاية إصرارك على أن يصور الفيلم وائل درويش مدير تصوير مسلسل «الجماعة»؟

- بعد مشاهدة «الجماعة» والأجماع على روعة وجمال الصورة كان لابد أن نصر على وائل لأن هذا فى صالح العمل. ووائل أثبت أنه من أكثر المصورين قدرة على إحداث انقلاب فنى وتقنى فى الصورة

الفيلم تقرر عرضه فى موسم إجازة نصف العام.. هل تراه موسما جيدا خاصة أنك تعودت على عرض أفلامك فى موسم الصيف؟

- موسم نصف العام يندرج تحت قائمة المواسم النشطة سينمائيا. وقد وافقت جدا على اختياره لعدة أسباب أهمها أن موسم الصيف لم يعد بنفس قوته بسبب شهر رمضان. كما أننى غائب منذ اكثر من موسم، لذا فضلت التواجد فى موسم نصف العام حتى يتاح لى وقت كاف لاختيار فيلم للصيف إذا أمكن. والسبب الاهم أننى مؤمن بأن الفيلم الجيد ينجح فى أى موسم سواء صيف أو عيد أو غيره.

هناك غموض حول أسباب فسخك لتعاقدك مع المنتج وائل عبدالله والتعاقد مع المنتج محمد ياسين، وقيل إن السبب هو مضاعفة ياسين لأجرك؟

- تعاملت مع وائل لسنوات طويلة ولا أنكر فضله واعتبره اخا وصديقا ولم يحدث حتى الآن أى خلاف بيننا. وتعاقدى مع ياسين لا يعنى أننى اختلفت مع وائل. أما حكاية الأجر ومضاعفته فلا أساس لها من الصحة لأننى «راجل مش بتاع فلوس ولا اجرى وراء القرش» كما يقولون وكل الوسط الفنى يعرف عنى ذلك وعلى رأسهم وائل عبدالله نفسة. الفلوس بالنسبة لى شوية ورق ولا تغنى عن العلاقات الإنسانية ولا تعوضنى خسارة فنية فى فيلم يسىء لى. لكننى ابحث عن السيناريو الجيد وهذا هو الفيصل. وأنا سعيد بالعمل مع محمد ياسين لأنه منتج محترم ومثقف ومع ذلك إذا وجدت عملاً جيداً مع وائل سأقدمه على الفور، فنحن فى سوق مفتوحة ولابد أن نتعاون.

أخيراً.. ما مصير فيلم «الظواهرى»؟.. وهل أنتقل إلى المنتج محمد ياسين؟

- مصير (الظواهرى) لم يتحدد حتى الآن لأنه مرهون بإعادة كتابته.. لو أعاد مؤلفه حازم الحديدى كتابته وكان السيناريو جيدا سأدخله فورا لموسم الصيف. والظواهرى لم ينتقل إلى محمد ياسين بل ما زال مع وائل عبدالله.

المصري اليوم في

26/09/2010

 

«أوليفر ستون» يكشف أسرار الأزمة المالية العالمية فى «وول ستريت.. المال لا ينام أبداً»

كتب   ريهام جودة 

عالم الفضائح المالية والتداولات والمعاملات السرية للاستحواذ على أصول الشركات، يعود المخرج الأمريكى «أوليفر ستون» بفيلم «وول ستريت.. المال لا ينام أبداً» وهو الجزء الثانى من فيلمه الشهير «وول ستريت»، الذى قدمه عام ١٩٨٧ وشارك فى كتابة السيناريو له مع «ستانلى ويزر»، ولعب بطولته «شارلى شين» و«مايكل دوجلاس»، وحقق نجاحاً كبيراً واشتهرت شخصياته، وكان نجاحه فى الشارع الأمريكى أكثر، حيث أدرك المواطنون تلاعبات البنوك للسيطرة على الشركات الاقتصادية والاستحواذ على أصولها لتحقيق مصالح مالية كبيرة، أدت إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمالة،

كما اشتهرت الجمل الحوارية للفيلم والتى باتت من بين الإفيهات الخالدة فى ذاكرة الجمهور، خاصة الذين لهم علاقة بعالم المال والأوراق المالية، خاصة جملة وردت على لسان شخصية «جوردون جيكو» تقول: «الطمع ليس شيئا جيدا فقط، بل هو قانونى وفى كل مكان».

كانت الأزمة الاقتصادية العالمية التى يعيشها العالم منذ ما يزيد على عامين هى التى دفعت «ستون» للتفكير فى تقديم جزء ثان من الفيلم، حيث انهيار شركة «ليمان برازرز» إحدى الشركات التى استفادت من تلك التلاعبات فى فترة الثمانينيات لتصبح شركة عملاقة، لكن كانت أولى الشركات المنهارة عام ٢٠٠٨.

استعان «ستون» بكل من «ألان ليوب» و«ستيفن شيب» لكتابة السيناريو، واختار «شيا لابوف» لبطولة الفيلم، كبديل للممثل «شارلى شين»، حيث يقدم شخصية «جيكوب مور» سمسار البورصة الشاب الطموح الذى يأمل فى تحقيق الثراء بأى شكل، حتى لو أوقعه ذلك فى المتاعب، كما يقع فى غرام ابنة «جوردون جيكو»، والتى تجسد دورها «كارى موليجان».

تطلب تجسيد «لابوف» لدور «جيكوب مور» أن يعرف الكثير من المعلومات ويقوم بأبحاث عن سوق المال الأمريكية وحركة تداول الأوراق المالية، وبالفعل تدرب «لابوف» فى واحد من أكبر مكاتب سماسرة البورصة فى أمريكا «تشارلز شواب»، والمثير أنه استطاع تحقيق الربح خلال فترة التدريب، رغم أنها كانت الخطوة الأولى له فى عالم التداولات المالية فى البورصة، وحقق ربحا يقترب من نصف مليون دولار، تحديداً ٤٨٩ ألف دولار ليثبت أنه مستثمر ناجح.

وقال «لابوف»: « قبل أن أقابل (أوليفر ستون)، وبمجرد علمى بترشيحى للدور التحقت بمكتب «شواب»، وبعد أن أنهيت مدة التدريب وجدت أن الوقت قد حان للاستثمار، لأننى تمنيت أن أقوم بهذا من قبل، فقمت باستثمار مبلغ ٢٠ ألف دولار، وعندما راجعت المبلغ فى ١٨ فبراير الماضى، وجدته وصل إلى ٤٨٩ ألف دولار، لقد أصبحت بالفعل أجيد الاستثمار، والأمر يتعلق بمن يحصل على المعلومة أولاً.

عرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «كان» فى مايو الماضى، وحصل على تقييمات متباينة من النقاد.

من ناحية أخرى حرص بطل الفيلم «مايكل دوجلاس» - الذى اكتشف إصابته بورم سرطانى فى الحنجرة قبل أشهر قليلة - على حضور العرض الأول للفيلم الأسبوع الماضى إلى جانب أبطاله ومخرجه، رغم حالته الصحية المتدهورة، حيث خضع للعلاج الكيميائى والإشعاعى على مدى ٨ أسابيع حتى الآن، وأكد «دوجلاس» خلال العرض الخاص الذى أقيم للنقاد الجمعة الماضى أن إصابته بالسرطان ربما ترجع إلى الإجهاد والضغط العصبى الذى تعرض له طوال العام الماضى، وداعب الصحفيين «ربما من الأفضل تقديم أدوار نظيفة فى المستقبل» فى إشارة إلى دور الشرير الذى يقدمه فى الفيلم.

المصري اليوم في

26/09/2010

 

«الصورة الملتبسة» لإبراهيم العريس:

البدء السينمائي المستمر منذ عقود

منغانا الحاج 

ضمن فعاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، صدر عن دار النهضة العربية في بيروت للناقد السينمائي إبراهيم العريس مجلد ضخم، تحت عنوان: «الصورة الملتبسة» ومذيل بعنوان فرعي: «السينما في لبنان: مبدعوها وأفلامها«. تتوزع موضوعات الكتاب على 464 صفحة من الحجم الكبير. وتشتمل على توثيق دقيق ومفصل لنشأة السينما اللبنانية، وللمراحل التي قطعتها، طوال ثمانية عقود من عمرها. ويعتبر الكتاب مرجعا شاملا عن السينما في لبنان، يزود القارئ والباحث على السواء بكم وافر من المعلومات، عن العاملين في حقل السينما في لبنان، إلى الأسماء العربية والأجنبية التي ساهمت في ولادة السينما اللبنانية ورافقت تطورها. فتحضر أسماء الأفلام والمخرجين والممثلين. ويضمن العريس كتابه الموسوعة فيلموغرافيا عن مئة فيلم لبناني يجعل توثيق الأفلام بالصور واللقطات النادرة من الكتاب وثيقة مهمة ومميزة.

بدأ الإنتاج السينمائي في لبنان، كما جاء في التقديم المدون على الغلاف الأخير من الكتاب، على شكل مغامرات فردية عابثة، ليتحول مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 واحدا من ابرز الفنون المنتجة في لبنان او عن طريق لبنانيين. فتمكن بعض الأفلام ان ينتزع لنفسه مكانة متميزة ومتقدمة في مسار السينما العربية الجديدة حيث تمكنت بعض الأفلام من ان تشارف النجومية، وتطرح نفسها في المهرجانات العالمية، ويشير الكتاب إلى فيلم المخرج اللبناني مارون بغدادي «بيرت يا بيروت» الذي فاز بجائزة اساسية في احدى دورات كان، لكن وتيرة انتاج الأفلام الروائية الطويلة قد خفت منذ العام 1993 «وبدأ ابناء جيل سينما الحرب يراجعون حساباتهم في وقت كان فيه عدد كبير من المخرجين الشبان ينتظرون دورهم لتحقيق اعمالهم، وهم حققوها على اي حال».

يقسم العريس تاريخ السينما اللبنانية إلى سبع مراحل، تعتبر تأريخاً لمسار المجتمع اللبناني وما رافق نهوضه وتعثره. لهذا يعتبر العريس «الصورة الملتبسة» استعارة لهوية لبنان الملتبسة، التي لا تزال على الرغم من انتزاع لبنان استقلاله ومن عقود طويلة، هوية ممزقة، يتحارب اللبنانيون طوائف ومذاهب وسياسات حزبية ضيقة على رسم ملامحها، بدم الحقد والتعصب أحيانا، ودم الكراهية والعداء أحيانا أخرى«. واللافت ان هذه المراحل تكاد تتطابق مع تحقيق متزامن وممكن لسيرورة التاريخ الاجتماعي- السياسي في لبنان، بل وربما التاريخ الاقتصادي عادة».

تبدأ المرحلة الاولى في 1929 وتمتد حتى نهاية الأربعينات. وهي المرحلة التي كان فيها الاحتلال الفرنسي للبنان يلفظ انفاسه، وانتهت بانتزاعه استقلاله عام 1934. ثم كان الجلاء عن ارضه عام 1946، وتعتبر هذه الفترة مفصلية في تاريخه ،حيث كانت بداية تلمس لبنان لكيانه كدولة مستقلة وذات سيادة على أرضه. ويورد العريس ثبتا بأفلام تلك المرحلة، وهي عائدة لعلي العريس يعتبره أول رائد لبناني للسينما اللبنانية، وقد حقق فيلمين، يعتبران من أفلام المرحلة الأولى: «بين هياكل بعلبك» و»كوكب أميرة الصحراء».إلى ذلك يذكر أسماء ثلاثة أفلام أخرجها فنانان ايطاليا الأصل: «جميلة تحت ظلال الارز «،»مغامرات الياس مبروك»، ثم «مغامرات ابو العبد«.

تمتد المرحلة الثانية من 1951 حتى 1965. فيها عرف لبنان ازدهاراً اقتصادياً، بعد تحول الرساميل العربية اليه، مستفيدا من اوضاع القاهرة اثر ثورة الضباط الأحرار ومن الانقلابات المتلاحقة في دمشق، كما من الرساميل الفلسطينية التي خرجت من مخابئها بعد طول انتظار. وقد عالجت أفلام تلك المرحلة مسائل تحمل توجهات أخلاقية، كمسائل الشرف والكرامة، إلى مسألة الهجرة والحنين إلى الارض.

اما المرحلة الثالثة، فتمتد على مدى العقد السادس، وتحديدا من بداية الستينات مع مجيء المخرج المصري إلى لبنان احمد الطوخي لتحقيق فيلم ديني عن مولد الرسول. ومن افلام تلك المرحلة.، تبرز افلام الرحابنة: «سفر برلك» والاخراج ليوسف شاهين، و»بياع الخواتم «وبنت الحارس«، اخراج هنري بركات.

المرحلة الرابعة يحدد العريس بدايتها بأوائل السبعينيات، لتنتهي في 1975 مع اندلاع الحرب اللبنانية ومغادرة المخرجين العرب بيروت هرباً من وطأة الظروف الأمنية. واللافت تميز تلك الفترة بالخصوبة، حيث عرفت السينما في لبنان تطورا لافتا، تمثل في الخروج على الأفلام التقليدية التي شكلت جزءاً من تراث السينما اللبنانية. فجاءت معالجة الموضوعات بما يتوافق مع أهمية المرحلة لتبث دماً جديداً في شرايين السينما اللبنانية.

ويعتبر العريس المرحلة الخامسة الأهم في تاريخ السينما اللبنانية، وهي تمتد حتى المرحلة السادسة..بعض أفلام هاتين المرحلتين تحقق خارج لبنان، بعد ان ارغمت الحرب العديد من أبرز المخرجين على الهجرة. ويذكر العريس ان ولادة السينما الحقيقية حصلت في هذه الفترة، منوهاً بالدور الريادي الذي لعبه المخرج الراحل مارون بغدادي وتحديداً فيلمه» بيروت يا بيروت» الذي نال إحدى جوائز مهرجان كان السينمائي.

المرحلة السابعة والأخيرة لا تزال مستمرة من التسعينيات، اي بعيد انتهاء الحرب الأهلية وحتى اليوم. ويعتبرها العريس مرحلة انعطافية، غلبت عليها أفلام تجريبية حققها شباب ناقمون على الحرب وعلى مسببيها. ومع هذا الجيل يقول: «يبدو المشروع السينمائي اللبناني في الوقت الحاضر في أحسن أحواله، حلماً معلقاً، ولكن هل كان هذا المشروع ومنذ بداية بداياته سوى نوع من الحلم المعلق تماما كما هو الوطن نفسه، الذي يحاول هذا المشروع ترجمة روحه، عن وعي او عن غير وعي.«
في هذه العجالة نقف على العتبة، تلك التي تيسر لأصحابها التهيؤ لمغامرة ممتعة، يتكشف بهاؤها كلما امعنا استنزافاً لصفحات الكتاب توضيحات ومعلومات وإخباراً. ويأسرنا إبراهيم العريس في استحضاره لمادة موضوعه، متوغلاً بعيدا في الماضي، مستفيدا من ثقافته الموسوعية في هذا الشأن. ولا يفوت القارئ ان يدرك مدى الحب بل الشغف الذي يسم استغراقه، وهو يتلمس مادة موضوعه. ولا يمكننا ان نقلل من المدى الذي يبلغه العريس في الصفحات الطوال التي يجعلها خاتمة كتابه، فيعرض تحت مصطلح «فيلموغرافيا« لمئة فيلم وان بإيجاز، مستكملا بذلك» قاموسه» عن السينما في لبنان.

المستقبل اللبنانية في

26/09/2010

 

رحيل المخرج الفرنسي كلود شابرول: البرجوازي الساخر من نفسه ومن البرجوازية 

منذ ايام، رحل المخرج الفرنسي كلود شابرول عن 80 عاما. وكلود شبرول، المعروف بأنه أحد رواد سينما «الموجة الجديدة»، كان مخرجا نشيطا، امتدت أفلامه من العام 1958 مع «سيرج الجميل»، وحتى العام 2009 مع «بلّامي». 60 فيلما هي حصيلة حياته الفنية، بمعدل فيلم واحد كل سنة. صحيفة «لوبوان» الفرنسية (21 أيلول 2010) اختارت ان تكرمه برسم بورتريه عن شخصيته الفذّة:

كلود شابرول الذي رحل يوم الاحد الماضي عن ثمانين عاما كان، في انتاجه الخصب، يقضم عيوب البرجوازية الريفية بنفس الشراهة التي كان يتناول فيها الطعام.

صاحب الوجه المستدير المغطّى بنظارات عريضة، تخلى عنها عام 1995 بعد عملية الكاتاراكت (المعروف بمرض المياه الزرقاء). هذا الهاوي للطعام اللذيذ، كان أحد المخرجين الفرنسيين الأكثر شعبية، المعروف بفكاهته السوداء وميله للسخرية من الذات. بلغ انتاجه 60 فيلما سينمائيا وعشرين فيلما تلفزيونيا، وقد توّج عام 2005 بجائزة «رينيه كلير» الصادرة عن الأكاديمية الفرنسية، ونال عام 2010 «الجائزة الكبيرة» الخاصة بالمخرجين المؤلفين.

عُرف كلود شابرول لدى الجمهور العريض منذ فيلمه الاول «سيرج الجميل»، عام 1958، والذي نال بفضله جائزة «جان فيغو» و»الجائزة الكبرى» في مهرجان لوكارنو. وهو يُعتبر، مع فرنسوا تروفو وجان لوك غودار، حامل شعلة سينما «الموجة الجديدة». كان يدخن الغليون والسيجار بشراهة ايضا، ويخفي خلف مظهره الطيب اللطيف لذّة ما في التعبير عن القسوة. كان يردّد، من دون التخلي عن ابتسامته الخبيثة المغتبطة، «ابتداء من درجة معينة من البشاعة التي يفضل الناس الاعتقاد بأنها غير ممكنة، يبدأ عملي الحقيقي«.

وكلود شابرول فرض نفسه كصاحب أخلاقيات قادر على تحويل حادثة بسيطة الى حكاية قاسية تُكشف من خلالها الجوانب الأكثر قتامة في النفس البشرية. وهو يروي: «حبي للقصص البوليسية يعود الى الطفولة، عندما كنت أقرأ روايات أغاتا كريستي. وقصة بوليسية رديئة هي دائما أفضل من أي فيلم رديء آخر. وهذا طبيعي لأن الفيلم البوليسي يتناول دائما مسائل خطيرة مثل الحياة والموت والخير والشر، ومن دون أي ادعاء». هذا الذي صوّر فرنسا السبعينات بطريقة لاذعة، كان يقول ايضا:»أنا استخدم الجثة كما يستخدم غيري الاستكش«.

ولد كلود شابرول عام 1930 في باريس من عائلة تنتمي الى البرجوازية الصغيرة. والده صيدلي. خلال الحرب، ترك باريس ولجأ الى ساردنت في منطقة الكروز. كان طالبا مثاليا. تخصّص بالآداب والقانون. ولكنه خيب آمال أهله الذين تمنّوا ان يتابع مهنة الصيدلة. منذ شبابه شغوف بالسينما؛ بدأ كناقد سينمائي في أكثر الدوريات تخصّصا، ثم في مجلة «دفاتر السينما». الفرد هيشتكوك، بصورة خاصة، أثار اعجابه. ولذلك أصدر عام 1957 كتابا بالاشتراك مع إريك روهمر عنوانه «بسيكوز» (ذهان). وهو يشبه المعلم البريطاني هيتشكوك بسخريته وبإنجذابه للقبح والرعب. وقد أضاف اليهما تحليله الدقيق والمرّ لغرور الانسان، خصوصاً الانسان البرجوازي.

وبفضل الارث الذي نالته زوجته حصل على المال اللازم للانطلاق في العمل السينمائي. قال عن هذا الارث: «جدة زوجتي جاءتها الفكرة بالموت اثناء كتابتي لسيناريو». وهكذا تنطلق مسيرته السينمائية(...). هذا الشكّاك الكبير كان يردّد: «يمكننا أن نأخذ الأمور بجدية، من دون معالجتها بجدية»، ويتابع: «ان اليقينيات هي جزء من بؤس الوجود. فليس من الامور السيئة ان لا تكون متأكدا من شيء». كان يحب الممثلين ذوي الخصائص المعينة، مثل ايزابيل أوبير، وزوجته السابقة ستيفان اودران وجان بواريه وميشال بوكيه. كان منتجا وممثلا ومحاورا ومؤرخا (ألّف كتاب»عين فيشي» الصادر عام 1993)، وكان يروي القصص المرعبة في إذاعة راديو فرانس. تزوج كلود شابرول ثلاث مرات، وكان أبا لأربعة اولاد.

المستقبل اللبنانية في

26/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)