حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

حوار مع المخرج والمنتج السينمائي البحريني بسام الذوادي

الفوز في مهرجان من عدمه أصبح للمشاركين أهم من الثقافة السينمائية

حاوره من باريس حميد عقبي

·         نحتاج في الخليج إلى المؤسسات التي تعنى بالهم السينمائي وتنشر الثقافة السينمائية

·         أنا لست ضد الرقابة إلا إذا كانت جاهلة وغير واعية، أنا مع الرقيب الذي يعرف مجتمعه ويثق به

·         مهرجان دبي السينمائي المهرجان الوحيد في الخليج الذي يفهم الطريق والدعم لخلق أفلام سينمائية خليجية

·         لم نصل إلى شكل خاص بتوزيع الأفلام البحرينية في أوروبا لحداثتها وطبيعة المواضيع التي تطرحها.

بسام الذوادي مخرج ومنتج وسيناريست سينمائي بحريني وخليجي، شارك في العديد من المهرجانات الخليجية والعربية والدولية التقيته في اكثر من مهرجان دولي وكان لنا لقاء خاص وممتع في ضيافة مهرجان الامل السينمائي في مدينة سانتياجوكومبستيلا باسبانيا، سينمائي شاب طموح وصاحب اول فيلم بحريني طويل له طموحات عديدة ورؤية واقعية لحال السينما بالبحرين والخليج العربي، سيرته الذاتية منشورة في الكثير من المواقع الاليكترونية نموذج سينمائي مهم وخصوصا بالبحرين...نستمع اليه في هذا الحوار الخاص بايلاف لنطلع على بعض الهموم والطموحات للسينما البحرينية التي اعتبرها البعض جامدة وخرجت من مهرجان الخليج السينمائي الثالث في دبي بجروح ولم تحصل على اي ميدالية فضية او برونزية او حتى اشادة لاي فيلم رغم وجود مشاركة متميزة في عدد من المجالات ووجود حضور بحريني جيد..لنستمع ونناقش معه بعض القضايا المهمة حول السينما البحرينية والخليجية بشكل عام.

·         خلال مهرجان الخليج السينمائي الثالث لم يفز اي فيلم بحريني وكانت الانطباعات سلبية حول الافلام البحرينية الطويلة والبعض يرى ان السينما البحرينية ظلت جامدة في مكانها هل من تفسير لهذا الجمود ام لكم رأي اخر؟

- قد يحز في نفسي بعض الانطباعات التي سمعتها عن مجموعة الأفلام البحرينية التي شاركت في مهرجان الخليج وذلك لسبب بسيط، وهو أن معظم صناع هذه الأفلام يفتقدون لثقافة صناعة الفيلم السينمائي واستسهالهم لهذه الصناعة، وهذا ينعكس في التعامل مع النصوص التي عرضت بشكل تلفزيوني لأنهم يمتلكون جزء من ثقافة صناعة المادة التلفزيونية وليس الثقافة التلفزيونية، وهذا أثر عليهم بشكل واضح، وقد نعذرهم فلا توجد لديهم تجارب سينمائية يستندون عليها ويبنون معرفتهم بها والنقطة الثانية تعاليهم على السينما بسبب بساطتها في عقولهم وبالتالي يدخلون في تجارب تلفزيونية ويتجرؤون على إطلاق مسمى السينما عليها لحلمهم في دخول هذا العالم الجميل والمعقد في نفس الوقت، وبحكم عدم وجود الثقافة السينمائية لدى الجمهور يلقون التشجيع على الاستمرار في السينما من خلال الصحف ويصدقون وقتها بأنهم سينمائيون ومن هنا يأتي التعالي والإستبساط لهذه الصناعة.

وبعض السينمائيين أومن يمتلكون الثقافة السينمائية يتورطون في التشجيع لحلمهم بأن تكون في البحرين صناعة سينما وهذا حق مشروع لديهم حسب اعتقادي ولكن هذا الحق يجب أن يستمر من خلال التوجيه وتصحيح الخطأ وليس التصفيق لأي صورة تظهر على الشاشة مجرد لتورطهم في كتابة النص أوهناك خلفية صداقة بينهم وبين الصانع.

والسبب المهم من وجهة نظري هو عدم وجود ناقد سينمائي بحريني بالشكل الصحيح، فالناقد يبنى ثقافته السينمائية من التجارب المحلية وتاريخها، ولعدم وجودها بشكل كافي يضطر أن يلجأ إلى ثقافة سينمائية قريبة أو بعيده ويبنى ثقافته النقدية من متابعتها ويعكسها على العمل السينمائي البحريني الفقير من ناحية الكم والمتخصصين، وهذه بالنسبة لي ليست ثقافة أو خلفية نقدية نستطيع الأخذ بها على الأفلام البحرينية، فالناقد سيبقى بالنسبة لي مشاهد عادي حتى يكون هناك متخصصون في الصناعة وأعمال سينمائية بحرينية حقيقية تبني ثقافته وتدعم نقده.

وقضية الفوز في مهرجان من عدمه أصبحت بالنسبة للمشاركين أهم من الثقافة السينمائية التي من الممكن أن تؤثر في المشاهدين، لذلك تجد مجموعة منهم عندما لا يفوزوا بجائزة يتركون المجال، لأن الجائزة والربح المادي السهل في اعتقادهم بسبب استسهال العملية السينمائية هو الهم الأكبر والأهم من التأسيس لصناعة سينمائية حقيقية.

من هنا يأتي الجمود بشكل عام في السينما البحرينية، علماً بأني لا أرى هذا الجمود بشكل كبير حيث أن هناك الكثير من المهتمين وحاملي الهم السينمائي يجاهدون لأجل خلق أفلام سينمائية حقيقية، رغم صغر البلد وعدم وجود التشجيع الكافي، إلا أنهم مستمرون في المحاولة الصادقة منذ سنين طويلة من خلال كتبهم ونصوصهم ومحاولاتهم الداعمة، وبالتالي تتولد أفلام سينمائية حقيقية في فترات متباعدة، خذ مثال فيلم "الحاجز" تم إنتاجه عام 1990 وأتي الفيلم الذي يليه "زائر" عام 2003، ولم يقل أحد وقتها بأن هناك جمود في السينما البحرينية مقارنة بإنتاج الأفلام لدى شقيقاتها من دول الخليج العربي كانت البحرين تعتبر رائدة في هذا المجال.

·         انت عضومؤسس لجمعية السينما لدول مجلس التعاون الخليجي اين ذهبت هذه الجمعية وما نشاطاتها ام ان هناك عوائق وكيف يمكن تفعيل مثل هذه الجمعية

- بصراحة الخطوة التي قامت بها دائرة الإعلام بإمارة الشارقة عام 1994 كانت من أهم الخطوات التي تمت في هذا المجال على المستوى الحكومي والتي كانت بالنسبة لنا تشكل لبنة أولى لتفهم الدولة لدور السينما، وكانت هذه اللجنة تمتلك الكثير من الأفكار والدعم لتطوير الحركة السينمائية في الخليج، ولكن للأسف عندما عملنا على تحويلها إلى جمعية السينما لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت مظلة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون وتم إشهارها خلال مهرجان السينما العربية في البحرين عام 2000 على أن تكون البحرين هي المقر الدائم للجمعية، تغيرت وزارة الإعلام وتغير الوزير الذي دعم الجمعية وبقيت الأوراق في درج الوزير الجديد، ولم يكن هناك أي تقدم في هذا الجانب رغم المحاولات الكثيرة من مجلس إدارة الجمعية حتى يومنا هذا، علماً بأن الأمانة العامة في الرياض اتصلت بي مشكورة لمحاولة تحريك موضوع الجمعية مرة أخرى ولكن دون فائدة.

نحتاج في الخليج إلى المؤسسات التي تعنى بالهم السينمائي وتنشر الثقافة السينمائية في دول الخليج، فأندية السينما مهمة في دول لا تملك الصناعة وإنما تحرك الثقافة السينمائية التي لابد أن تتمخض عن أشخاص سيعملون في هذا المجال وبالتالي ستتكون أفلام – ولا أقول صناعة – لهذه الدول تمثلها في العالم.

·         لديكم بالبحرين تجربة متميزة من خلال الاشتراك بين الشباب وتمويل افلامكم بنفسكم والبحث عن دعم تشجيعي حدثنا عن هذه التجربة وهل مازالت مستمرة؟

- هذه التجربة لا تزال مستمرة في البحرين ودول الخليج وأعتقد جميع المهتمين بالفن السينمائي حول العالم يحذون هذا الحذو، ولكن السؤال هوإلى متى ستستمر هذه التجربة، وهل تستحق هذا العناء؟ أعتقد بأن الأخوة في الدول الأوروبية أكثر حظاً بسبب وجود نوع من الصناعة هناك واهتمام وزارات الثقافة بالحراك السينمائي باعتباره رافد مهم من روافد ثقافة البلد وتعريفها لدى الأخر، أما في دول الخليج تأتي السينما (هذا لوأتت) في المرحلة الأخيرة، فتجد الشاب حتى عندما يمثل فيلمه البلد الذي ينتمي إليه في أحد المهرجانات العربية أوالدولية لا تجد اهتمام الجهة الرسمية المسئولة عن الثقافة السينمائية بمشاركته، وعندما يعود ويكون قد حصل فيلمه على جائزة يكون الاهتمام به من أجل الشكل وكأن هذه الجهة الرسمية هي الداعمة له، وبعد أن تنتهي فترة التركيز عليه يوضع على الرف ليجاهد مرة أخرى لصناعة فيلمه التالي، ويعود إلى تمويل نفسه بالتعاون مع الشباب وبعض شركات القطاع الخاص.

ولا أعتقد بأن هذه الحالة ستستمر في الخليج، فالوضع يتغير والوقت الذي كان الشباب يوفرونه لصناعة فيلم سيتقلص بسبب لقمة العيش وارتباطهم بأعمال ووظائف أخرى توفر لهم الاستمرار في الحياة، وتتحول صناعة الأفلام إلى هواية من الممكن أن يمارسها إذا وجد الوقت في يوم ما، ويختفي الهم وتزول الرغبة وبالتالي تضمحل الثقافة السينمائية.

·         اخرجتم اول فيلم بحريني رؤائي فيلم الحاجز..حدثنا عن هذه التجربة والانطلاقة الاولى؟

- فيلم الحاجز بالنسبة لجميع من عمل به لم يكن فيلماً فقط وإنما كانت من أجمل الرحلات في عالم السينما، فقد ضحى الجميع من أجل إظهار هذا المولود إلى الوجود، فحلم أمين صالح وهو يمثل جميع الأدباء والكتاب في هذا الفيلم قد تحقق وحلم الفنانين قد تحقق وحلمي قد بدأ، حيث اتضحت المسئولية بشكل أكبر والهم أصبح أكبر بمراحل عن ما بدأت به.

·         التقينا في مهرجان سانتيجودوكمبوستيلا باسبانيا خلال عرضكم فيلم حكايات بحرينية واخبرتني ان هناك شركة بريطانية ربما تقوم بشراء الفيلم وتوزيعة فهل حدث ذلك وماهي العوائق التي تقف امام توزيع الافلام البحرينية؟

إلى الأن لم نصل إلى شكل خاص بتوزيع الأفلام البحرينية في أوروبا وذلك لحداثتها وطبيعة المواضيع التي تطرحها. طبعاً كون السينما تعتبر حديثة هذا من العوائق المهمة في موضوع التسويق ثم تأتي اللغة، فاللغة العربية لم يتعود عليها الجمهور الأوروبي أوالأمريكي وقراءة الترجمة تعتبر ضعف لدى المشاهد الأجنبي حيث أنه حسب ما قال لي أحد الموزعين الأمريكيين غير محببة لدى الجمهور.
أعتقد بأننا نحتاج إلى وقت وغزارة في الإنتاج حتى نصل، ويجب أن نركز أولاً على الجمهور العربي ومحاولة تعويده على اللهجة الخليجية في الدراما التلفزيونية والسينما.

·         ما هواحب افلامكم واقربها اليكم واين يضع بسام نفسه ضمن قائمة المخرجيين بالخليج؟

أعشق جميع أفلامي مهما تفاوتت الأفكار والإطروحات، أشتاق أحياناً لحركة سينمائية عملتها في الحاجز أن أعيدها في فيلم جديد، لا أستطيع أن أضع أفلامي في درجات متفاوتة في داخلي.

وفي الخليج إلى الآن نحن نحبوا وأتمنى أن يكون هناك كم أكبر من المخرجين السينمائيين الجادين وكذلك في العناصر السينمائية الأخرى، لا يهم ما نصل إليه وإنما المهم أن نواصل العمل وننتج أفلام سينمائية تحترم المشاهد وتحترم السينما.

·         تزخر منطقة الخليج العربي بمهرجانات عديدة ومتنوعة وبعضها يمتلك امكانيات هائلة...فهل ساهمت هذه المهرجانات في تطور السينما بالخليج وما هو الدور المطلوب من هذه المهرجانات؟

- أعتقد بأنك تعرف بأنه لا توجد هناك أفلام سينمائية خليجية تنتج سنوياً لتشارك أوتتسابق في هذه المهرجانات، أعتقد بأن المهرجانات مهمة في إبراز الأعمال السينمائية الخليجية ولكن مع قلتها تحولت هذه المهرجانات للأفلام العربية الأخرى والأجنبية.

مهمة المهرجانات في الخليج هي دفع المواطنين والمهتمين السينمائيين إلى خلق أفلام سينمائية وتثقفهم سينمائياً من خلال إتاحة الفرصة لهم للإحتكاك بصناع السينما الأجانب والعرب ذوي الخبرة وهذا بصراحة ما لاحظته في مهرجان دبي السينمائي والذي أعتقد بأنه المهرجان الوحيد في الخليج الذي يفهم الطريق والدعم لخلق أفلام سينمائية خليجية للمشاركة في يوماً ما في المسابقة الرسمية للمهرجان، بسبب معرفة القائمين عليه بكل الشباب والسينمائيين الجادين في المنطقة.

كما أن هناك شركة إنتاج في أبوظبي وضعت الإمكانيات تحت يد الشباب الخليجي لصنع أفلام خليجية تسوق عالمياً، وهذا جانب داعم ومشجع بشكل كبير من هاتين الجهتين، أما باقي المهرجانات فأعتقد بأنها تحتاج لوقت حتى يصل إليها من يعى الهم السينمائي في الخليج ويعرف من هم السينمائيين الحق والذين يستطيعون أن يسلكوا نفس الدرب في خلق أفلام خليجية بدل تسليط الضوء على الأجانب وتقليدهم اعتقادا منهم بأن هذا سيوصلهم أويوصل دولهم إلى مصاف الدول الصانعة. لقد سمعت فناناً مشهوراً كان يضحك على المهرجانات في دول لا تملك سينما ويقول"نأتي ونأخذ فلوس ونرحل وننتظر الدفعة الثانية في الدورة المقبلة، كان من الأفضل أن توظف هذه النقود في إنتاج فيلم خليجي يعرفنا على هذه المنطقة وشعبها، ولكني لا أمانع في استلام النقود بسبب شهرتي، وأعتقد بأني لن أشغل نفسي في موضوع يجب أن ينشغل به أصحاب الشأن".

·         يظهر ان المؤسسات الرسمية البحرينية مازال دورها متواضع في دعم الشباب السينمائي البحريني..ما هي الاسباب يا ترى هل عدم الاقتناع بامكانيات ومواهب الشباب ام ان هناك امور اخرى؟

- الدعم السينمائي يجب أن يكون من خلال استيعاب الجهات الرسمية لدور السينما ومدى تأثيرها على المشاهد، إذا كان هذا الفهم غير متوفر لا تستطيع أن تجبر الجهات الرسمية على الدعم لشيء لا يرونه، فنجد الكثير من المسئولين في الجهات الرسمية عندما يأتيهم موضوع عن السينما يتم تحويله إلى التلفزيون لاعتقادهم بأن السينما والتلفزيون شيئان متشابهان، علماً بأن التلفزيون الرسمي في معظم الدول يتبع وزارة الإعلام والسينما تتبع وزارة الثقافة وذلك للفرق الثقافي والفكري الواضح بين الاثنين والذي يعيه المثقف الواعي والمسئول المتمرس.

إمكانيات ومواهب الشباب وخلق سينما موضوعان مختلفان، فكما قلت سابقاً السينما تحتاج إلى محترفين يعرفون التقنية السينمائية وبالتالي ينتجون الأفلام التي تطرح في السوق ويحققون الأرباح التي يبحث عنها المستثمر، وعدم وجود ذلك يؤدي إلى اهتمام أقل من المؤسسات الرسمية أوالخاصة في المواهب المتوفرة في السوق حالياً.

·         فيلم حنين واجه موجه من النقد وكانت ملاحظات البعض بانه مباشر واللغة السينمائية ضعيفة..ما هو دفاعكم تجاه هذه النقاط السلبية تجاه فيلم انت منتجه؟

- حنين إنتاج الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي، وعندما عرض في مهرجان الخليج لم أكن قد شاهدته بعد وسمعت بعض الانتقادات، وبعد المشاهدة أعتقد بأن الفيلم كان جيداً من ناحية الموضوع والطرح ولكن كان يحتاج لبعض المونتاج والتقصير وزيادة في الإيقاع، عموماً يجب أن لا نضعه في مصاف الأفلام السينمائية الكبيرة وننتقده، فالعاملين عليه في بداية الطريق وهذا الفيلم يعتبر مرحلة مهمة لهم للقفز إلى أعمال أكبر، حيث أني أعتقد بأنهم قد تعلموا الكثير من تجربتهم السينمائية هذه، ولابد أن ينعكس ذلك على التجربة القادمة لهم.

·         نرى اعمال درامية تلفزيونية وانتاج مشترك خليجي ونجاحات لبعضها...لماذا لا نرى نفس التعاون في المجال السينمائي؟

- مثلما قلت سابقاً الفيلم السينمائي في الخليج يعتمد على دور العرض وليس التلفزيون المجاني في البيت وعدة محطات، وبالتالي نسبة مدخوله تكون قليلة لعدة أسباب، أهمها الكثافة السكانية في الخليج وخصوصاً في ظل عدم وجود دور عرض في المملكة العربية السعودية، دائماً ما يكون المردد المادي بسيط وهذا يبعد المؤسسات الخاصة التي تنتج المسلسلات إلى الدخول في مجال السينما، وكما تعلم المسلسل يباع ويعرض في العديد من المحطات التلفزيونية، أما الفيلم فيكون في الأغلب في 8 دور عرض في كل دول الخليج وكل دار عرض تحتوي بين 150 و200 مقعد، وهذا لا يكون كافياً، وخسارة كبيرة إذا كانت ميزانية الفيلم مرتفعة.

لكن من الممكن أن تتعاون وزارات الثقافة والحكومات في الدخول في إنتاج فيلم سينمائي مشترك، وهذا لا أعتقد بأنه سيحصل بعد 25 سنة من التركيز على هذه النقطة مع الجهات الرسمية المعنية، علماً بأن فرنسا دعمت السينما والإنتاج المشترك مع المغرب العربي ومصر وكذلك بعض الدول الأوربية.

·         اتجهت العديد من الافلام البحرينية بشكل مبكر نحوالذاكرة والتاريخ الاجتماعي والقضايا السياسية بالبحرين..ما اسباب هذا الاتجاه والتي ريى البعض انها مجازفة اخيرة خصوصا مع تواضع الخبرة..باعتبار ان هذا النوع من السينما حساس؟

- الذاكرة مهمة جداً بالنسبة للمهتمين بالسينما حول العالم، لذلك تجد هناك أفلام تتحدث عن التاريخ وترسخ له بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة، ونحن في البحرين يهمنا أن نركز على ذاكرة المملكة وطرحها على الأجيال الجديدة والقادمة، وأعتقد ومثلما قلت بأنها مهمة صعبة وحساسة وتبعد المنتج الممول من الدخول فيها، ومع تواضع الخبرة تبقى الذاكرة هي المحفز للكاتب والمخرج البحريني لما تحتويه من غنى في المعلومات ومشاركة البحرين في الكثير من أحداث العالم التي لا يعرف عنها الجماهير الأخرى بسبب عدم وجود وسائل اتصال تركز على هذا التاريخ وتنشره، كما أن الذاكرة تداعب العادات والتقاليد للشعب البحريني من خلال طرحها في إطار مناسب سينمائياً وهذا يثري السينما في البحرين ويجعل لها خصوصية.

·         كيف يختار بسام الممثليين بافلامه وهل هناك كوادر جديدة يجذبها الفن السينمائي وهل مازال العنصر النسائي مشكلة؟

- دائما ما أحاول اختيار الممثلين من عامة الناس وأدعمهم بممثلين من التلفزيون والمسرح، فكما تعرف لا يوجد لدينا ممثلين سينمائيين بسبب عدم غزارة الإنتاج السينمائي، وهناك الكثير من الكوادر التي يجذبها الفن السينمائي وتتمنى أن تشارك معنا في أفلامنا، وهذه الكوادر من كل الفئات والأعمار ولم يشكل العنصر النسائي مشكلة أبداً للبحرين، لا في التلفزيون ولا الإذاعة ولا السينما، فالعنصر النسائي البحريني من أوائل العناصر في الخليج التي وقفت على المسرح وشاركت في الدراما التلفزيونية والإذاعية منذ الخمسينات وحتى اليوم.

·         ما جديد بسام الذوادي؟

- أعمل حاليا على ثلاثة أعمال أحاول أن أحققها تبعاً، أولاً الفيلم السينمائي الذي كتبته "طفل المحرق" يحكي قصة واقعية عن طفل لم يتجاوز عمره ال 11 سنة والقصص التي يمر بها، والعمل الثاني أقراء حالياً مسلسل كويتي بعنوان "عين الهامور" للمنتج خالد البذال والكاتب فايز العامر وتدور أحداثه في فترة الأربعينات على أن أبدأ تصويره عن قريب بعد الاتفاق النهائي مع المنتج، والعمل الثالث رواية لكاتب سعودي أعجبت بها وأتمنى أن أحولها لفيلم سينمائي وأعمل حاليا على المعالجة الخاصة بها لعرضها على الكاتب وأخذ الموافقة عليها.

·         في عالمنا العربي سلطة الرقيب مازالت تحاصر الفنان والسينمائي..انتم بالبحرين هل تعانون من نفس المشكلة وكيف من الممكن الخروج والتغلب على هذه السلطة؟

- أنا لست ضد الرقابة إلا إذا كانت جاهلة وغير واعية، أنا مع الرقيب الذي يعرف مجتمعه ويثق به لا أن يخاف منه ويحاول أن يعيشه في الظلام. فالرقيب في الخليج لا يختلف عن الرقيب في الدول العربية وأنا لا أقلل من أهميته ودوره المهم في وقتنا هذا وأعتقد بأن الأستاذ على أبوشادي عندما كان رقيباً في مصر خير مثال على ذلك، وقبله الدكتورة درية شرف الدين والسيدة أعتدال ممتاز التي أتمنى من أي رقيب قراءة كتابها عن الرقابة ليعرف ما هي الرقابة وكيف تدار وما هودورها في المجتمع، فالرقيب المثقف والواعي يضع المجتمع أمامه قبل السلطة ويحكم على الذي أمامه من منطلق وعيه وثقافته وليس مزاجه أوانتماءاته المتطرفة. لا نريد أن نحد من سطوة الرقيب بل نريد أن نلقي السطوة ونضع بدلها وعي الرقيب السيكولوجي والثقافي والتمرس في العمل الرقابي.

وما يضايقني فعلاً هوعندما يعتقد الرقيب وبتعالي بأنه يعرف إبداعك أكثر منك وبالتالي يفهم ما تطرحه حتى لوكان هذا في رأسه فقط، ويحكم على العمل الإبداعي من منطلق نفسيته التي يغلفها بالتعالي عليك ودائما ما نستنتج بأن ما اعتقده هوفي نفسيته وليس في العمل أوغالباً ما يتمناه إذا كان له علاقة بالجنس.

أتمنى من القائمين على أجهزة الرقابة مراعاة أسس توظيف الرقباء لا أن يكون جهاز الرقابة هولرمي كل من هوغير مرغوب به أوغير كفؤ، فلوأستمر الحال بهذا الشكل سيدفع بنا الوضع إلى ظلمات لن نخرج منها وبالتالي عندما تطلق علينا كلمات مثل "إرهابيين – جهله – متخلفين" يجب أن لا نزعل ونفتخر بها في ظل هذا الخنق على الإبداع.

aloqabi14000@hotmail.com

إيلاف في

25/09/2010

 

ثقافات / سينما

جملة يستخدمها الفلسطينيون عشرات المرات لأنهم يجهلون مصيرهم

"إن شاء الله" عنوان فيلم لمخرج أميركي في غزة

حمزة البحيصي – غزة:  

في فندق مارنا هاوس في مدينة غزة يسكن المخرج الأميركي موريس جاكبسون منذ ما يقارب العام، بعد أن جاء إلى غزة عبر معبر رفح مع وفد ريتشل كوري للتضامن مع غزة.

تجاوز موريس الستين من عمره، ولكنه رغم ذلك متمسك بممارسته الإخراج والتصوير، فيوميا يمسك بالكاميرا ويجوب شوارع غزة، فيحضر كافة المناسبات الوطنية، ويتعرف ويلتقي الكثير من المواطنين، ويتحدث معهم، وقد يتفق مع شخص ويختلف مع آخر، في النهاية تتبلور لديه الأفكار والصور.

يقول موريس في حديثه "لإيلاف": "قمت بتصوير ما يزيد عن مائة ساعة فيلمية، وأنا الآن بصدد إعداد فيلم وثائقي مدته 90 دقيقة، سيكون جاهزاً مع نهاية هذا الشهر.

ويؤكد موريس أن فكرة إنتاج الفيلم جاءت من الواقع عندما منعت إسرائيل خمسة أعضاء من الكونغرس الأميركي من الوصول إلى غزة، ويبين أن فكرة الفيلم جاءت بعد حديث كثير من الفلسطينيين معه حول أهمية إطلاع العالم الخارجي على ما يحدث في غزة، وعن طبيعة المعاناة والمقاطعة الإقتصادية المفروضة، ويقول: "يجب أن نخبر الجميع عن قصة غزة لأن الناس تعايش اليوم الظلم ذاته الذي عايشه السود في جنوب افريقيا قبل حصولهم على حقوقهم السياسية والاجتماعية، فقد كان صراعهم صعبا، كما هو صراعكم الآن، ولكنهم نجحوا في نهاية المطاف".

ويوضح موريس أن الفيلم موجه للجمهور الغربي في أميركا وأوروبا، ولكنه يأمل من الجمهور العربي أن يقدروا وجهة النظر الغربية تجاه الأوضاع هنا في غزة.

ويتضمن التصوير الذي أنجزه موريس 12 فصلا، أنهى منها ثمانية فصول، وجميعها تركز على منطقة قطاع غزة من معبر إيرز شمالا إلى معبر رفح جنوبا، ويقول المخرج: " تحدثت على حاجز إيرز مع بعض الشخصيات ومنها جبر وشاح من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حول قضايا حقوق الإنسان، وفي عزبة عبد ربه التقينا مواطنين ومنهم محمد عبيد الذي فقد والديه في عملية الرصاص المصبوب على غزة، فضلا عن فقدان منزله ومزرعته".

ويتطرق من خلال فيلمه إلى الحياة اليومية بتفاصيلها كلها فيذهب إلى بيت حانون فيتحدث مع المزارعين حول الظروف الراهنة، ويشارك في تظاهرة على الحدود، ويحصل على لقاء قصير مع جون جينج مدير الأونروا حول قضايا اللاجئين، لينتقل بعدها ويزور مخيمًا للاجئين ويسمع من مايكل بايلي ممثل مجتمع المنظمات غير الحكومية الدولية، وأخيرا يزور منطقة الأنفاق في رفح ويتحدث مع رئيس البلدية وكثير من عمال الأنفاق هناك، ولم ينس موريس أن يلتقي عددا من أعضاء مختلف الأحزاب السياسية بما فيها الجبهة الشعبية وفتح وحماس.

وعن تسميته للفيلم "إن شاء الله" يقول موريس: "معظم الناس في غزة إذا لم يكن جميعهم، لا يعرفون كيف سيكون مستقبلهم، ومن المستحيل أن تتنبأ كيف سيكون الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي في غزة في العام القادم، والناس هنا وضعوا مصيرهم في يد الله. ويضيف: "الكل منا يسمع عبارة إن شاء الله تستخدم عشرات المرات كل يوم".

ويشير إلى تكلفة إنتاج الفيلم فيقول: "ليس لدي أي تكلفة لأي عمل وثائقي أنجزته في غزة، وكل ما كان معي أنفقته للقدوم إلى هنا، وقد استغرق الأمر ثلاثة أشهر من الجهد في مصر، وقد كان من المستحيل الدخول عبر إسرائيل باعتباري مخرجا مستقلا".

ويتابع قائلا: "لا أستطيع المغادرة لأنني لن أكون قادرا على العودة بسهولة، وأنا الآن لا أملك المال للسفر، وقد قمت ببيع الكاميرا لأكون قادرا على الخروج في جولة لعرض الفيلم، ولذلك اعتقد أن المشروع تم إنجازه من دون المال".

"إيلاف" سألت موريس إذا ما كان يتوقع النجاح لفيلمه هذا فأجاب: "الخطة هي أنني سآخذ المشروع لشاشات العرض في القدس والضفة الغربية وأوروبا والدول الإسكندنافية والولايات المتحدة وكندا".

وسيقوم المخرج بتجهيز سلسلة من العروض العامة للفيلم على مستوى قطاع غزة وذلك خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل.

وسيسعى بعد إتمامه كل عرض خارج غزة أن ينشئ إتصالا بين الجمهور المحلي في أوروبا وبعض الناس في قطاع غزة، ليفسح المجال بالخارج للسؤال عن طبيعة الحياة هنا، وليتعرفوا إلى أهل غزة وجها لوجه.

موريس شخص متقشف، والسكن في غزة عقبة أمامه

الشابة لنا حجازي تعمل كمنتج مساعد في الفيلم، وتقول إنها سعيدة جدا لأن هناك أشخاصا كموريس يريد مساعدة الشعب الفلسطيني، ولديه رغبة صادقة في التغيير، وتضيف: "لم يكتف فقط بعمل فيلم وبثه عبر شاشة تلفزيون، بل يسعى لأن يتم عرض الفيلم في جميع أنحاء العالم، وتنظيم سلسلة لقاءات لإتاحة الفرصة للناس في الخارج معرفة غزة عن قرب".

وتقول "لنا" إنها تساعد المخرج على إيصال رسالته للعالم، وأن الفيلم هو خطوة على الطريق، وتؤكد: "سنصل ولو بعد حين لتغيير السياسات الخارجية تجاه غزة، فإذا لم نتحرك للتواصل مع العالم، فستبقى الأمور على ما هي عليه".

وترى أن إنجاز الفيلم داخل غزة ليس مشكلة، ولكن المشكلة هي في إكمال المشروع خارج غزة، وتشير: "موريس شخص متقشف يأكل الفلافل والحمص، ولكن أكثر الأشياء التي يدفع لها هو سكنه في غزة، وبالتالي فهو يعمل بهدف يؤمن به".

إيلاف في

25/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)