حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هاني رمزي:

الرقابة المصريّة تنتظر أفلامي تحديداً

القاهرة - رولا عسران

من خشبة المسرح انطلق ككوميديان يدرك جيداً كيف ينتزع ضحكات المشاهدين من دون أن يلجأ إلى الكوميديا الفجّة والمبالغ فيها، إنه هاني رمزي الذي يعود الى السينما بعد غياب عامين بفيلم «الرجل الغامض بسلامته» يتعاون فيه مع السيناريست بلال فضل للمرة الأولى ومع كلّ من نيللي كريم والمخرج محسن أحمد، للمرة الثانية.

حول الأزمات التي أدت إلى توقّف تصوير الفيلم وتأجيل عرضه مراراً، كان اللقاء التالي.

·         لماذا استغرق فيلم «الرجل الغامض بسلامته» هذا الوقت كلّه من التحضير ثم تأجّل عرضه مراراً؟

حكاية هذا الفيلم غريبة جداً بدأت مع السيناريست بلال فضل الذي عرض عليّ فكرته منذ وقت طويل فأعجبتني جداً وطلبت منه كتابة تصوّر لها ثم سيناريو كامل، فاستغرق منه الأمر حوالى سنة بعدها بدأنا التصوير لكن مشكلات إنتاجية تسبّبت في توقف التصوير مراراً، بالإضافة الى انشغالي بتصوير مسلسل «عصابة بابا وماما»، ثم تقرّر عرض الفيلم في موسم الصيف الماضي لكنه أُجّل الى موسم عيد الفطر وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

·         لكن تردّد أن تأجيل عرض الفيلم سببه وجود مشكلة بينك وبين شركة الإنتاج؟

غير صحيح إطلاقاً، لأن الفيلم ببساطة لم يكن جاهزاً للعرض، إذ كنا انتهينا من مرحلة التصوير لكن تبقّت مراحل المونتاج والميكساج، كذلك وجدنا أن مدة موسم الصيف هذا العام قصيرة بسبب حلول شهر رمضان باكراً فقررنا عرض الفيلم في عيد الفطر.

·         ألا ترى أن تركيزك في التلفزيون أصبح أكبر من السينما؟

أحب كلا المجالين وفي رمضان هذا العام عُرض لي مسلسل كارتون، «رمضونا»، ولم أقدم مسلسلاً تلفزيونياً على عكس الأعوام السابقة. المسألة كلها أنني أرغب في التجديد وتقديم أمور مختلفة، مثلاً أطمح الى تقديم تجربة مسرحية نظراً الى عشقي الشديد للوقوف على خشبة المسرح، لكن كل ما في الأمر أنني أركز في كل خطوة أخطوها لتخرج بالشكل الذي أرضى عنه وكذلك الجمهور.

·         قدّمت مع طارق عبد الجليل أكثر من فيلم سينمائي، لكنك تتعاون في «الرجل الغامض بسلامته» مع بلال فضل للمرة الأولى، فما الاختلاف الذي تراه بين كلّ منهما؟

لا أحب فكرة المقارنة، ونجاحنا أنا وطارق ليس معناه ألا يتعاون كلّ منا مع شخص آخر ومن حقنا البحث عن فكرة جديدة مع أفراد آخرين، أما بالنسبة الى بلال فضل فهو سيناريست موهوب ولديه نزعة كوميدية جميلة وتفهّم كبير لرغبتي في التغيير وتقديم عمل مختلف.

·         تتعاون للمرة الثانية مع نيللي كريم والمخرج محسن أحمد، كيف وجدت هذا التعاون؟

نيللي ممثلة جيدة و{دمها خفيف» جداً ومنذ تعاوننا في فيلم «غبي منه فيه» وأنا أرغب في تكرار العمل معها مجدداً، إذ سيشكّل أداؤها في «الرجل الغامض بسلامته» مفاجأة وسيعجب الجمهور جداً. أما بالنسبة الى المخرج محسن أحمد فأعتز بالتعاون معه مجدداً بعد فيلمنا الأول «السيد أبو العربي وصل».

·         وما الجديد الذي تقدّمه في «الرجل الغامض بسلامته»؟

الفيلم كوميدي سياسي ورومانسي، يشارك في بطولته كلّ من حسن حسني وفريال يوسف ومروة حسين، وتدور أحداثه حول شاب تحدث له أزمة بسبب كذبة كبيرة توقعه في مشكلات عدة لها علاقة ببعض مظاهر الفساد في البلد، بالإضافة الى أنه يقع في حب إحدى فتيات الطبقة الراقية.

·         لماذا أصبح من المعتاد أن تصاحب أفلامك أزمات مع الرقابة؟

ليست دائماً بدليل أن «الرجل الغامض بسلامته» لم يواجه أي أزمات كبيرة بل كان ثمة اعتراض على مشهدين فقط فيه فحُذفا، لكن يبدو أنني اعتدت على ذلك بعدما تكرّر ذلك في معظم أفلامي.

·         لكن يتردّد أنك أنت من تثير هذه الأزمات بهدف الدعاية لأفلامك؟

هذا الكلام غير صحيح أبداً، فكل الأزمات التي حدثت مع الرقابة حقيقية ومعظمها كان اعتراضات على بعض الإسقاطات السياسية، ويبدو أن الرقابة تنتظر أفلامي تحديداً.

·         هل تتعمّد اختيار مواضيع أفلامك بمساحة نقد سياسي كبيرة؟

عندما أسخر من وضع سياسي خاطئ أو ظاهرة اجتماعية غير لائقة يكون هدفي من ذلك لفت المشاهد إليها لعلاجها أو إزالتها من حياتنا نهائياً وليس السخرية والضحك فحسب.

·         وماذا عن مشاريعك الفنية بعد عرض «الرجل الغامض بسلامته»؟

عُرضت عليّ أخيراً سيناريوهات وأفكار أفلام كثيرة، لكني كنت مشغولاً بالانتهاء من تفاصيل هذا الفيلم ومتابعة ردود الأفعال عليه وعلى مسلسل «رمضونا» الكارتوني وفور اطمئناني عليهما سأبدأ البحث عن فكرة عملي المقبل سواء كانت سينمائية أو تلفزيونية.

الجريدة الكويتية في

16/09/2010

 

عادل إمام مريض الزهايمر وخالد صالح عجوز

النجوم يغيِّرون جلدهم في أفلامهم الجديدة

القاهرة - الجريدة 

عادل إمام أشعث الشعر تملأ التجاعيد وجهه، خالد صالح عجوز منحني الظهر، كريم عبد العزيز سائق تاكسي... مواقف وشخصيات تحفل بها الأفلام السينمائية التي تُصوَّر راهناً، وتدفع إلى التساؤل: هل عنصر المفاجأة هو كلمة السرّ التي تضمن جذب الجمهور ونجاح الفيلم وسط هذا الكمّ الهائل من الأفلام والمنافسة الشرسة على شباك التذاكر؟

هذه القناعة يمكن تلمسها بوضوح عبر أدوار النجوم الجديدة والجريئة والمختلفة كلياً عن الأدوار التي قدموها سابقاً. يتصدّر القائمة عادل إمام الذي يجسد في فيلم «زهايمر» شخصية مصاب بالزهايمر، فيظهر طوال الأحداث أشعث الشعر، تملأ التجاعيد وجهه مناقضاً بذلك صورة الوسيم معشوق النساء التي ظل متمسكاً بها لسنوات.

كتب السيناريو نادر صلاح الدين في أول تعاون مع «الزعيم» بعدما تعاون هذا الأخير مع السيناريست يوسف معاطي على مدى سبعة أفلام متتالية، وقع الإخراج عمرو عرفة، يشارك في الفيلم كل من رانيا يوسف وفتحي عبد الوهاب.

يؤكد المؤلف نادر صلاح الدين أن التعاون مع «الزعيم» هو تحدٍ كبير له ويختلف الدور الذي يؤديه إمام عن الأدوار التي قدمها خلال مشواره الفني الطويل ومسيرته الحافلة، ويعدّ بمثابة جرأة وشجاعة ورغبة في التغيير لإمتاع المشاهد بأعمال تليق بمشوار «الزعيم» الفني.

سائق تاكسي

بدوره، قرر أحمد حلمي الذي اعتاد مفاجأة الجمهور مع كل فيلم يشارك فيه، تقديم تجربة مختلفة مع السيناريست خالد دياب والمخرج خالد مرعي في فيلمه «سبع البرمبة» بطولة زينة في أول تعاون فني بينهما.

يوضح دياب أن حلمي يجسّد شخصية شاب يقع في غرام كل فتاة يقابلها ما يعرّضه لمواقف كوميدية. يضيف أن حلمي مصمم على أن يفاجئ الجمهور، مع كل فيلم جديد، بدور يختلف تماماً عما قدمه سابقاً.

الأمر نفسه يتكرر مع كريم عبد العزيز الذي يجسد في فيلمه الجديد «فاصل ونواصل» (سيناريو أحمد فهمي، إخراج أحمد نادر جلال، بطولة محمد لطفي ودينا فؤاد) شخصية سائق تاكسي يتعرّض لحادث يفقد على أثره ذاكرته، وهي المرة الأولى التي يؤدي فيها كريم هذا الدور في تجربة يراها البعض مغامرة، خصوصاً أنها ستدخله في مقارنات مع نجوم كبار سبق أن قدموها مثل: نور الشريف، محمود عبد العزيز، أحمد زكي، أخيراً أشرف عبد الباقي في فيلمه «على جنب يا أسطى».

أما خالد صالح، الذي يشارك في بطولة فيلم «ابن القنصل» (سيناريو أيمن بهجت قمر، إخراج عمرو عرفة) مع أحمد السقا وغادة عادل، فيخوض بدوره مغامرة وتجربة شديدة الجرأة، إذ يجسد شخصية رجل في الخامسة والستين من عمره ما يفرض ظهوره طوال الأحداث بانحناء في الظهر وطريقة مشي ونطق معينة.

يوضح صالح أنه طوال عمره يعشق المجازفة، فبعد سنوات من تخرجه جازف وترك مجال التجارة ليحترف الفن، وبعد دخوله الفن ظلت المجازفة قائمة، لا سيما دوره في «الريس عمر حرب» مع المخرج خالد يوسف.

يضيف صالح أن الجمهور يتوق إلى رؤية المغامرات والمجازفة، لذا على الممثل أن يجازف لكن بحساب، لأن مثل هذه الأدوار قد يرفعه نجاحه فيها إلى السماء، لكن عاقبة فشلها تكون وخيمة، مشيراً إلى أنه جازف هذا العام في التلفزيون أيضاً عندما جسد شخصية الصعيدي للمرة الأولى عبر مسلسل «موعد مع الوحوش» بطولة عزت العلايلي وسهير المرشدي.

الجريدة الكويتية في

16/09/2010

 

تحية كاريوكا... الظاهرة

محمد بدر الدين 

تحية كاريوكا (22 فبراير 1915 - 20 سبتمبر 1997) الإسم الأول الذي يتبادر إلى الذهن لدى الحديث عن الرقص الشرقي في القرن العشرين، فإلى جانب ريادتها في هذا المجال احتفظت كاريوكا بكاريزما لافتة وحركات خاصة بها تميزها عن باقي المنافسات، ولم تقترب منها إلا سامية جمال.

اسمها الحقيقي بدوية محمد كريم، إلا أنها غيرته عندما احترفت الرقص في منتصف الثلاثينيات واختارت لها بديعة مصابني اسم تحية. وبعد سنوات أضيف إلى هذا الاسم كاريوكا، بعدما نجحت في أداء الرقصة البرازيلية الشهيرة التي دخلت مصر من خلال تحية، وفي بداية الأربعينيات اتجهت كاريوكا إلى التمثيل ووقفت أمام نجيب الريحاني في فيلم «لعبة الست» الذي صنع نجوميتها.

سحرت كاريوكا المثقفين والكتاب وما زالت، ويعتبرها المفكر الإيديولوجي إدوارد سعيد «أروع راقصة شرقية على الإطلاق» و{تجسيد لنوع من الإثارة بالغ الخصوصية» ما جعلها «أنعم الراقصات وأبعدهن عن التصريح، ونموذجاً واضحاً للمرأة الفاتنة في السينما المصرية التي يفتك سحرها بالناس».

جمعت المخرجة نبيهة لطفي سعيد بتحية كاريوكا في شقة هذه الأخيرة في الدقي التي شهدت الفصل الأخير من حياتها، كان ذلك أواخر الثمانينيات عندما زار سعيد القاهرة، وأصبحت مقالته عن تحية أشبه بـ «الأيقونة الثقافية» وعلامة لتلاقي الفكر «الرصين» بثقافة الجسد.

ينزع سعيد صفة الابتذال أو الرخص عنها ويقول: «لا تنتمي تحية إلى ثقافة الفتيات الرخيصات أو النساء اللواتي يسهل تعريفهن، بل إلى عالم النساء التقدميات اللواتي يتفادين الحواجز الاجتماعية أو يزلنها».

وتحية كاريوكا، كما يرى سعيد، «أكثر ذكاء وانفتاحاً من أن يحتملها أي رجل في مصر المعاصرة... وتوحي رشاقتها وأناقتها بما هو كلاسيكي تماماً، بل ومهيب...». يضيف: «جوهر فن الرقص العربي التقليدي، شأن مصارعة الثيران، ليس في كثرة حركات الراقصة وإنما في قلّتها، وحدهن المبتدئات أو المقلدات البائسات من يونانيات وأميركيات يواصلن الهز والنط الفظيع والألعاب البهلوانية هنا وهناك أو التلوي على الأرض كالحية أو الانخراط في ستربتيز من نوع ما لأجل «إثارة» وإغراءً، يتمثل الهدف في إحداث أثر عن طريق الإيحاء أساساً». تحية كاريوكا‏ ليست ابداً من هذا النمط لأن سحرها وتألقها يوحيان بفنّ كلاسيكي‏.

يعتبر إدوارد سعيد أن تحية كاريوكا تقف في قلب النهضة المصرية إلى جانب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين وأم كثوم وعبد الوهاب ونجيب الريحاني، وهي ظاهرة شرقية لا تقبل الترجمة إلى ثقافات أخرى...‏ وليس من فنان يقارنها في الشهرة خارج العالم العربي سوى أم كلثوم‏.

كذلك كتب عنها المفكر القومي د. جلال أمين فصلاً في كتابه «شخصيات لها تاريخ»، لأنها كانت شخصية محبوبة وماتت عن عمر يناهز الـ 82 عاماً، فحياتها، في رأيه، تلخص حياة مصر في تلك الفترة لأنها تحجبت قبل وفاتها حين انتشر الحجاب في مصر وامتازت بخفة الدم والوطنية.

الغنى والتنوع جعلا من كاريوكا ظاهرة ثقافية ووطنية، لا سيما أنها احترفت الرقص في مرحلة كانت فيها الراقصة تسمى شعبياً «أرتيست» بما ينطوي عليه هذا المفهوم من معان شديدة الابتذال، لكنها حظيت، كأم كلثوم، باحترام الجميع وحبهم.

نحن من الذين يرون تحية كاريوكا كأحسن فنانة في مجال الرقص، وممثلة بارعة شاركت في كمّ من الأفلام فضلاً عن المسرحيات التي قدمتها على مسرحها الخاص الذي أسسته وحمل اسمها من بينها: «روبابيكيا» مع صلاح ذو الفقار، والدراما التلفزيونية من بينها «هو وهي».

من بين أبرز الأفلام السينمائية التي أدت دور البطولة فيها: «لعبة الست» (1946)، «سمارة» (1956)، «شباب امرأة» (1956)، «الفتوة» (1957)، «إحنا التلامذة» (1959)، «وإسلاماه» (1961)، «أم العروسة» (1963)، «الطريق» (1964)، «خان الخليلي» (1966)، «إضراب الشحاتين» (1967)، «السراب» (1970)، «خللي بالك من زوزو» (1972)، «زائر الفجر» (1972)، «السكرية» (1973)، «السقا مات» (1976)، «الوداع يا بونابرت» (1985)، «للحب قصة أخيرة» (1986)، «إسكندرية كمان وكمان» (1990)، «مرسيدس» (1993) وغيرها...

شكلت شخصية «شفاعات» في فيلم «شباب امرأة» (إخراج صلاح أبو سيف) انطلاقتها السينمائية القوية، إذ قدمت من خلاله أداء دقيقاً لا ينسى لامرأة الغواية التي تسحر الشاب الريفي البريء إمام (شكري سرحان) وتذهب به في طريقها بعيداً إلى أن يُنقذ بأعجوبة في النهاية، بينما تدفع هي الثمن. أدت الدور بجمال وبراعة، حتى أننا لا نتصوره بغير طلة تحية وإحساسها أو بالأحرى سحرها.

تحية كاريوكا ظاهرة مميزة لا مثيل لها في الفن الشامل، رقصاً وتمثيلاً، بالإضافة إلى أنها إنسانة جسورة من نوع خاص... تستحق دائماً «التحية».

الجريدة الكويتية في

16/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)