حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

كلود شابرول: صبرا، إن الجودة، بمرور الوقت، تأتي حتما مع الكم

صلاح هاشم من باريس

أتذكر أن أول فيلم شاهدته للمخرج الفرنسي كلود شابرول الذي توفي يوم الأحد 12 سبتمبر 2010 عن ثمانين عاما، كان فيلم " سيرج الجميل " بطولة الممثل الفرنسي كلود بريالي، وكان بالابيض والأسود، ويعتبر من أبرز أفلام الموجة الفرنسية في فترة الخمسينات، وكنت وقتها طالبا في القسم الانكليزي في كلية الآداب في جامعة القاهرة في فترة الستينات. وكان الدكتور والناقد والكاتب المسرحي المصري الكبير رشاد رشدي يترأس القسم وقتها، ويدرس لنا شعر إليوت وقصيدته " الأرض الخراب "، ويساعده في القسم، جملة من الاساتذة الكبار الذين وضعوا ايضا بصمتهم على الحياة الثقافية في مصر، وربما كانت فترة الستينات أخصب فتراتها على الاطلاق، مثل الدكتورة فاطمة موسي " قاموس المسرح العالمي" والدكتور مجدي وهبة " قاموس السينما "، وكنا بعد ان أنشأت مع الزميلين ابراهيم رفعت من قسم صحافة ونبيل قاسم من قسم فلسفة اول ناد للسينما في تاريخ الكلية، نذهب الى سفارات الدول الأجنبية في فترة الستينات، ونستعير منها افلامها، ثم نعرضها على أعضاء النادي من الطلبة في أحد مدرجات القسم الانكليزي الذي كان يحتل مع قسم التاريخ في الكلية بناية خاصة له وحده، وتقع مباشرة أمام مكتبة جامعة القاهرة العريقة، وكنا نستمتع بمشاهدة تلك الافلام بترجمة انكليزية ونتناقش ونتجادل بشأنها، وربما كانت تلك الفترة شهدت اول تكوين لما يطلق عليه بظاهرة " السينيفيلي" CINIPHILIEاي عشق السينما والثقافة السينمائية في مصر، وهي الفترة التي صنعتنا أيضا ككتاب ونقاد ومبدعين، وجعلتنا من خلال هذه الصفة السينيفيلية إن صح التعبير، نحب السينما ونقبل على أفلامها أكثر، بل لقد حفزتنا ايضا على الكتابة والإبداع، وبخاصة في مجال كتابة القصة القصيرة، باعتراف الكثير من كتاب القصة القصيرة المصرية في تلك الفترة، مثل مجيد طوبيا ويحيي الطاهر عبد الله وكاتب هذه السطور..

وكانت الموجة الفرنسية السينمائية آنذاك في فترة الخمسينات وبداية الستينات في صعود، وما زلت على الرغم من مرورالسنين، اتذكر بعض مشاهد ذلك الفيلم " سيلرج الجميل " الذي سحرني وقتذاك، ويحكي عن طالب جامعي " جيرار بلان " يصعد من قلب الريف الي باريس، ويبدأ يتعرف إلى حياة البرجوازية الفرنسية " الصاخبة " في المدينة الكبيرة باريس من خلال صداقته مع بطل الفيلم بريالي، ويدلف هكذا في حياته الجديدة الى عاداتها وقيمها وأخلاقها، ويصور تلك " الحياة الحلوة " التي تحياها، بكل ما فيها من متعة زائلة وبؤس ومرارة وإحباطات..

 وما زال فيلم " سيرج الجميل " BEAU SERGE  يمثل مع بعض افلام الموجة مثل " 400 ضربة " لتروفو و " على آخر نفس " لجوادر، انعكاسا لتلك الفترة التاريخية والصراعات الفلسفية (الوجودية) والاجتماعية والسياسية (الماركسية) التي كانت مهيمنة في الساحة الفكرية والثقافية الفرنسية عندئذ، وعرفتها..

 ومن هنا ايضا، أي ليس فقط على مستوي السينما وما حققته تلك الموجة الفرنسية من حيث ابتداع اساليب جديدة في السرد الخ، بل على مستوى الواقع الاجتماعي ايضا ومساءلته وطرح تساؤلات بشأنه، تكتسب تلك الافلام المذكورة وغيرها من انتاجات الموجة الجديدة لرومر وفاردا ورينيه أهميتها..
في معظم الافلام التي أخرجها شابرول، أكثر من ستين فيلما، كانت تلك البرجوازية الاستقراطية سواء في الريف الفرنسي او المدينة موضوعا لافلامه، وكجرّاح ماهر حذق راح يصور شخصياتها – كان هو نفسه واحدا منها - ويشرحها بمبضعه، كاشفا عن عالمها السري الخاص "مدام بوفاري" وطمعها وجشعها وتقلباتها، بل انه لم يتوان عن جدلها احيانا في أفلامه، وتسليط الضوء علي أنانيتها ونرجسيتها، وأحيانا فاشيتها وعدميتها

ولم يكن شابرول يهتم مثل معظم مخرجي " الموجة الجديدة " بالتجريب، ومسكونا مثلهم بهمّ ابتداع اساليب جديدة في " السرد السينمائي " بل كان يعتبر ان مهنة المخرج السينمائي مثل أي مهنة أخرى، فهو شابرول ليس بأفضل من الحدّاد او النّجار، وإذا عرض عليه أحدهم اخراج فيلم حتى ولو كان شابرول غير مقتنع البتة بقصته، مثل إنجاز كرسي من الخشب مثلا عند نجّار، قبل المهمة على الفور ومن دون كلام وشرع في إنجاز " البضاعة " للاستهلاك التجاري. لم يكن شابرول يسأل أو يطلب، بل كان يعتبر ان مهنة الاخراج هي " أكل عيش " في المحل الأول، حتى لو فشل في إخراج الفيلم، ولذلك تتضمن قائمة أعماله عددا كبيرا من الافلام الساقطة او الفاشلة، ويطلقون هنا في فرنسا في الوسط السينمائي علي تلك الافلام أسم " نافيه " NAVET أي " حبة لفت" من نوع أفلام " البضاعة " التجارية البحتة مثل ساندوتشات الهمبورغر للاستهلاك السريع

وكان شابرول يحلو له أن يردد " انا لا ارفض اخراج اي فيلم بتكليف على الاطلاق، وأعتبر أن الجودة بمرور الزمن تأتي حتما مع الكم، اي باخراج افلام كثيرة " أو كما يقول المثل البلدي الشعبي عندنا في مصر" التكرار يعلّم الحمار"، فلم يكن شابرول صاحب ادعاءات او نظريات معقدة ومحفلطة، وكان كما يذكر في كتابه " كيف تصنع فيلما " يقسم الأفلام الي نوعين : نوع قصة ونوع شعر، النوع الأول يروي أو يحكي قصة، والنوع الثاني يميل اكثر الى أن يكون مثل قصيدة الشعر التي تخلق جوا خاصا، وكان يذكّر بأن أفلامه تنتمي الى النوع الأول..

ترى ماذا حقق شابرول بأفلامه ؟..

يحسب لشابرول الذي أنجز أكثر من ستين فيلما وحقق الكثير، انه كان أحد أبرز مخرجي حركة أو تيار " الموجة الجديدة " LA Nouvelle Vague السينمائية الفرنسية التي خرجت من رحم مجلة " كاييه دو سينما " دفاتر السينما العريقة التي كان يكتب فيها مع جودار وتروفو وإيريك رومر في فترة الخمسينات، وقبل أن يخرج فيلمه الأول " سيرج الجميل " ويساعد بعض مخرجي الموجة الجديدة في صنع أول أفلامهم بالمشاركة في إنتاجها..

وإنه ابتدع أسلوبا خاصا في صنع الأفلام، مثل هيتشكوك في السينما أو بلزاك في الرواية، وضع عليه بصمته الفريدة،واهتمامه بتصوير تلك البرجوازية الريفية الفرنسية بشخصياتها وعوالمها، ولم يأنف شابرول من صنع افلام " تقليدية " تجارية استهلاكية للجمهور العادي. يحسب له تواضعه ومعرفته بقدراته، إذ إنه لم يدع أنه صاحب" فلسفة" خاصة في صنع الافلام، مثل المخرج المفكر جان لوك جودار، وإيمان شابرول بأن من جملة " زبالة " الافلام التافهة في عرف المثقفين التي لم يتردد لحظة في صنعها أو إخراجها، سوف تأتي " الجودة " LA QUALITE حتما، وتطرح ثمرتها، وتظهر على شكل " كوكب " منير أو " تحفة " سينمائية لم تكن في الحسبان مثل فيلمه الجميل " الجزّار" LE BOUCHER بطولة الممثل الفرنسي القدير جان يان الذي أعتبره شخصيا أفضل أفلامه على الإطلاق..

كما يحسب لشابرول أنه شيد بأفلامه إعتبارا من فترة الخمسينات فصاعدا، أرضية إنطلاقة للعديد من المواهب التمثيلية الفرنسية الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، وحققت من خلال أفلامه – أكثر من ستين فيلما - " نجوميتها "، مثل جيرار بلان، وكلود بريالي، والنجمة الفرنسية الممثلة القديرة إيزابيل أوبير، التي ترأست لجنة تحكيم مهرجان " كان " السينمائي الدولي في العام الماضي، وكان شابرول يعجب بتمثيلها ويعتبرها مثل إبنته، وكان شابرول محبا وعاشقا للحياة ويقبل عليها كما يقبل على أطباق الطعام الفرنسي الشهيرة بشهية ابدا متجددة ومفتوحة ويعب من ترحها وحلوها عبا ولايكترث بالموت الذي غيب في الايام الماضية بعضا من زملائه وأصدقائه مثل المخرج الفرنسي الكبير آلان كورنو وسنعود للحديث عن أفلامه وما حققه أيضا في وقت لاحق..

أفلام شابرول يمكن ان نضعها جانبا لوحدها، خارج انتاجات " الموجة الجديدة " السينمائية، لأنها كلها على بعضها، تشكل صرحا سينمائيا كبيرا، ليس فقط على مستوى السينما الفرنسية، ولأنها كانت تمثل مثل " مرآة " هذا البلد فرنسا أحسن تمثيل، حتى كان النقاد يقولون عن كلود شابرول انه هو فرنسا، بل على مستوى السينما العالمية أيضا والتراث الابداعي الخلاق العالمي الذي ينتمي لنا جميعا مثل اعمال الانكليزي شكسبير في المسرح او الفرنسي بلزاك في الرواية او صلاح أبو سيف في السينما..
ذلك لأن أفلامه إهتمت بالتحديق والتنقيب، في ما هو أبعد وأعمق من الظواهر والسطح، إهتمت بالتنقيب في تلك المشاعر " الإنسانية " التي تصنع تلك " الملهاة الإنسانية " التي نعيشها في كل لحظة من لحظات حياتنا، ونحن نتساءل إن كانت الحياة جديرة حقا بأن تعاش..

وهو سؤال السينما بالطبع عن جدارة، وقد رحل شابرول، مثل السويدي برجمان والايطالي أنطونيوني والروسي تاركوفسكي، من دون أن يجد مثلهم إجابة على سؤال السينما، والحياة والوجود..

إيلاف في

14/09/2010

 

زوم

ما الذي سيقوله مخرج لا موقف له ولا قضية تعنيه

محمد حجازي 

ما الذي يدفع مخرجاً كندياً شهيراً جداً مثل جيمس كاميرون كي يتبنّى قضايا عالمية، ويتحرّك مدافعاً وحتى مقاتلاً بالموقف، كي يفوز بما يصبو إليه، وما يجعله محط احترام تماماً مثلما هو محط تقدير في مهنته كمخرج وكاتب سيناريو ومنتج·

صاحب <آفاتار> اتجه اهتمامه صوب البرازيل، حيث اعتبر أنّ تهجير 16 ألف شخص من سكان الأمازون الأصليين جريمة، وهو بالتالي حمل سلاحه - كما يراه وقصد المنطقة وصوّر فيلماً وثائقياً كي يحمله إلى العالم، مطالباً بوقف التحضيرات للتنفيذ·

وها هو الأميركي جوليان شنايل يتبنّى رواية رلى جبرايل ويحوّلها فيلماً بعنوان: <ميرال> يهاجم فيها الصهيونية أكثر مما يفعله بعض العرب·

وهل تتذكرون مايكل مور والقضايا التي طرحها في أفلامه وكيف أقام الدنيا ولم يُقعِدها وصولاً إلى قانون الاستشفاء الأميركي الذي أقرّه مؤخراً الرئيس باراك أوباما استناداً إلى كل التفاصيل التي أوردها <مور> في فيلمه الأخير، حين كشف أنّ البلد الذي تعاديه أميركا وتريد تدميره: كوبا، يتمتّع بمجانية مُطلقة في الاستشفاء لكل الناس·

ولن ننسى إطلاقاً كيف أنّ مارلون براندو رفض استلام أوسكار أفضل ممثل احتجاجاً على عدم منح أميركا للهنود الأصليين حقوقاً متساوية مع باقي الأميركيين·

كل هذا يحصل لأن فنانين وسينمائيين يعتبرون أنّ شهرتهم تُفيد في إيصال حقوق مَنْ هُضِمَتْ حقوقهم، أو أنّهم يلفتون الانتباه إلى مشاكل وأزمات نادراً ما ينتبه إليها العالم لولا طرحها في السينما، أو حملها عبر نجم ممثل أو مخرج أو كاتب إلى الجموع في اللقاءات المهرجانية التي تحصل في أكثر من مكان في العالم·

وسؤالنا البديهي هنا: كم من مخرج أو كاتب عربي حمل قضية بلده ألى الخارج؟ إلى المنابر المتقدّمة التي يكون فيها مثقفون لا يريدون سوى مَنْ يقفهم بعدالة قضية ما؟ أو موقف ما كي يؤيدونها؟

العدد قليل جداً، ولا يستأهل حتى طرحه، فعدا عن ميشيل خليفي الذي لم يترك موضوعات بلده حتى عمله <زنديق> مع بطله محمد بكري كان في السياق، مثلما هو بكري صاحب الشريط المؤثر <جنين جنين>، أو إيليا سليمان، ورشيد مشهراوي، فهذه أسماء لم تكف عن تقديم قضيتها في كل أفلامها وفي كل المهرجانات عربية كانت أم أجنبية·

وكم كرّرنا في أكثر من سياق أنّ الغرب لا يفهم اللغة التي تحاول من خلالها أن نتطرّق إلى قضايانا·· لافتات ورصاص، وتدمير وعلامات نصر، وسلاح يرتفع عالياً، وبعد·· هذه لغة ليست مفهومة في غرب العالم حتى منظّمة <ايتا> أوقفت نشاطها العسكري، وأعلنت عن أنّها جاهزة فقط للعمل سلمياً·

قضيتنا اللبنانية، ورغم تداخلاتها، إلا أنّ أفضل شريط، رُبّما حتى الآن صُوّر عنها، كان ما قدّمه برهان علوية بعنوان: <بيروت اللقاء> الذي قال حقيقة عن العاصمة، والمصاعب التي تقف حائلاً دون حدوث اللقاء بين المُقيمين فيها، أو الذين يرغبون في التواصل عند تخومها·

حتى الآن لم نجد مَنْ يحمل قضية وطنه أو أمّته كي نفخر به أينما حل، كونه لا ينسى في غمرة الاحتفاليات والتكريمات أنْ ينطق باسم قضيته وهو يدرك أنّه لو فعل فسيصل صوته إلى مداه حيث يرغب هو، وحيث يعتز به أهل وطنه·

نعم ينقصنا حس الإنتماء، ولا ندري كيف يستطيع صانع أفلام، أو فنان معروف، العمل في النور من دون الجهر بقضية يؤمن بها، أو الدفاع عن أمر يفترض تأييداً، وإلا فسنبقى أمة تنوء تحت ضغط المشاكل ونظل نسأل لماذا لا نجد لها حلا، ولا نعثر على كثيرين يؤيدونها·

اللواء اللبنانية في

13/09/2010

 

بلاش ياسى محمد ..و(نعنشة ) السلام !!

عماد النويري 

لا يتذكر احد الا فى ماندر , اية كلمة من كلمات تلك الخطب النارية الملتهبة , التي القاها الزعيم النازي هتلر اثناء الحرب العالمية الثانية،ليحرك حيوشة نحو غزو اوروبا يمينا وشمالا.

لكن الكثيرين منا يتذكرون مشهد حسين صدقي ( محمد افندى ) في فيلم 'العزيمة' وهو يحاول تقبيل حبيبته فاطمة رشدى فاطمة ) على السلم ثم وهي تبعده عنها في دلال وتقول له 'بلاش يا سي محمد'!ِرغم ان طريقتها وصورتها وبحه صوتحاودلعها ولسان حالها ا كانوا يقولون سرا مفيش مشكلة ابدا ياسى محمد!.

وربمالايذكر احد منا كلمات تلك الخطب العصماء التى كان يلقيها الملك فاروق , اثناء حرب فلسطين الاولى , وهو يدعو الناس للجهاد , ويؤكد للشعب المصرى وللجماهير العربية اننا نمر بمرحلة حاسمة فى تاريخ امتنا . لكن الكثيرين منا مازال يتذكر جيدا المشاهد المضحكة لاسماعيل ياسين عندما تحول الى امرأة في فيلم 'الآنسة حنفي . 'اوتلك المشاهد التى ظهر فيها عبد المنعم ابراهيم وهو يواجه المعلم عباس الجزار المتوحس فى فيلم ( السفيرة عزيزة ) .،وربما لااحد يتذكر تلك الخطب التى القاها الزعيم الراحل جمال عبد الناصربعد هزيمة 67 واثناء حرب الاستنزاف , والتى تؤكد ايضا اننا مر بمرحلة حاسمة فى تاريخ امتنا . لكن كل منا يتذكر تلك المشاهد الكوميدية الرائعة التي جمعت بين نجيب الريحاني , وعبدالفتاح القصري في فيلم ( سي عمر') خاصة ذلك المشهدالذي استكان فيه الريحاني للقصري عندما هدده الأخير بضربة فوق رأسه بالحاجة زهرة وهى 'الشومة' الضخمة المعلقة علىجدار الغرفة!ِ

وقد ننسى تماما ما هو مضمون الخطبة التي تبادلها الرئيس الراحل انور السادات مع بيغن , وكارتر , اثناء توقيع معاهدات كامب ديفيد، لكن سيكون من الصعب على مشاهدي السينما العربية نسيان ذلك المشهد الذى يدخل فيه احمد مظهر القدس فى فيلم ( صلاح الدين ) او نسيان ذلك المشهد العبقري في فيلم ( شيء من الخوف) , عندما تحرك اهل القرية بزعامة يحيى شاهين بعد قتل ابنه , وعلى ضوء المشاعل يعلو صوت أهل القرية وهم يرددون 'جواز عتريس من فؤادة باطل' وإذا كان اغلبنا حتى هذه اللحظة لا يدري ولا يعرف ما هى وظيفة اللجنة الرباعية او ماهو مضمون اتفاقات اوسلو , او اتفاقات واي ريفر , أواتفاقات 'الشرم' الأول , أو 'الشرم' الثاني.او الشرم الثالث الاتية فى الطريق لكن الكثيرين منا مازالوا يتذكروا ( نفيسة ) عندما القت بنفسها فى النيل لتمحو العار الذى جلبته لاخيها ( حسنين ) فى فيلم ( بداية ونهاية .

واذا كان اغلبنا .لايعرف . ماهى عملية السلام ؟ ومن الذى يقوم بدفعها ؟ وكم عدد المرات التى ماتت فيها ؟! وكم مرة دخل السلام الى غرفة الانعاش ؟! ومن الذى يميت هذة العملية ؟ ومن الذى ينعشها؟! ثم اصلا كيف يدخل السلام الى غرف الانعاش وهو ميت ؟1 ثم كيف يمكن نعنشته مرة ثانية كى يصبح سلاما منتعشا ومنعشا!! فان اغلبنا ايضا لن ينسى تلك المشاهد الرائعة من افلام مثل ( وقائع سنوات الجمر ) و( الليل ) وطوق الحمامة المفقودة ) و( ذهب مع الريح ) و( العظماء السبعة ) و( الحياة للحياة ) و( الغناء فى المطر ) وغيرها من روائع السينما العربية والعاليمة . .

تسربت السنوات من بين اصابع اعمارنا واعمار اوطاننا , ومازالت كل المراحل حياتنا تاريخية وحاسمة ؟1 ومازال السلام يموت وينتعش وينتعش ويموت . ومازلنا نصدق ونضحك على عبد الفتاح القصرى فى فيلم ( ابن حميدو ) وهو يدشن الباخرة المزعومه نورماندى ( تو ) , وهو يؤكد كل مرة ان كلمته لاممكن تنزل الارض ابدا ) , وبمجرد ان تزغر له زوجته من يعبد , ينظر لها بانكسار معلنا انها المرة الاخيرة التى سيتنازل فيها . وسرعان مايدفن وعوده وعهوده وكلامه فى التراب . ويعود ليحلف ويعود ليتنازل .

الفن يكذب علينا احيانا بعض الاكاذيب البيضاء لبسعدنا وبضحكنا . لكن مااقسى اكاذيب الواقع.

مدونة الناقد "سينما اليوم" في

13/09/2010

 

عروض

عروض العيد متنوّعة وجيّدة فيها عربي وحيد لـ أحمد مكي: <لا تراجع ولا إستسلام>

أسماك البيرانا تلتهم لحم الشباب والصبايا في بحيرة فيكتوريا·· ولاحقاً يتدخّل الكبار منها

محمد حجازي

نعم لعيد الفطر السعيد بركة سينمائية، وقد تجلّت في عدد الأفلام وتنوّعها من التي أُدرجت على البرمجة، وبينها شريط عربي واحد لـ أحمد مكي بعنوان: <لا تراجع ولا استسلام> في مغامرة جديدة لهذا الممثل المتميّز عن باقي الكوميديين·

وفي صفحتنا اليوم نُضيء على أربعة أفلام ضخمة لكل منها طابع مختلف لكننا ننصح بمشاهدتها كلها، وهي:

Piranha 3D لـ ألكسندر آجا، الذي يُضيء على نوع مفترس من الاسماك انقرض من آلاف السنين، وإذا به يظهر فجأة في بحيرة فيكتوريا (تم التصوير في بحيرة (Havazu) بولاية أريزونا، ويأكل الصياد مات هوبر (ريتشارد درايفوس) بالتجمهر عليه بالعشرات، فالتهمهحتى الجلد وترك عظمه يغرق في أعماق سحيقة·

هنا يعمد آجا الى ترجمة النص مشهدياً استناداً الى ما كتبه بيتي غولفنغر وجوش ستولبرغ، وإذا بنا أمام عشرات الشابات والشباب في حال من الفرح والمرح داخل وحول البحيرة الى درجة ان التحذير الذي أطلقته الشريف جولي فورستر (اليزابيت شو) مع مساعدها فالون (فنيغ راميس) لم يلتزم به احد من الذين يتوزعون المساحة الكاملة للبحيرة والكثيرون منهم كانوا يسبحون·

ومع تذوق اسماك الـ <بيرانا> لطعم اجساد عديدة، انطلقت بقوة صوب مكان تجمّع السابحين، وباشرت بأكبر مجزرة يمكن تصوّرها مع شروعها في قضم اجساد كل الذين في الماء، وساد هلع واسع، صراخ وعويل، وطلب نجدة من دون الفوز بالتخلّص من خطر هذه الاسماك التي استعادت حضورها بعد سنوات طويلة، كان الجميع يعتقدون بأنها انقرضت، لكن المشكلة الكبيرة للجميع تكون حين يكشف العالم غودمان (كريستوفر لويد) ان الاسماك المرعبة الموجودة ليست سوى صغار الـ <بيرانا> فذووها لم يظهروا بعد، وهم ظهروا فجأة، وميزتهم أنهم قادرون على القفز من الماء وضرب أي شخص وجعله يصير ملكهم في الماء لالتهامه·

مشكلة تواجهها الشريف جولي وتتمثل في أنّ اولادها الثلاثة موجودون على متن مركب ضخم حيث كبيرهم جاك (ستيفن ر· ماكوين) تركهما في المنزل، فإذا بهما يجذفان بمركب صغير الى جزيرة صغيرة مقابلة وهناك لم يعودا قادرين على العودة فوقفا يطلبان النجدة، الى ان رآهما جاك وألحقهما بالمركب الذي على متنه مخرج مع عارضتي تعرّي، وكان المطلوب اخذ لقطات خاصة في المنطقة·

ويعلق المركب بين الصخور ويواجه خطر الغرق ووصول الاسماك الى الموجودين على متنه، يطلب جاك والدته التي تحضر إلى المكان، وتنجح في نقل أولادها الى مركبها بينما تذهب العارضتان والمخرج ديريك جونز (جيري اوكونيل)، وتعود جولي مع اولادها وصديقة جاك، كيلي (جيسيكا زوهر) ومعهم جميعاً مدير فريق التصوير الذي تلطمه <بيرانا> كبيرة وهو على ظهر القارب السريع لـ جولي وفسقط في المياه، في حقل الدم لإلتهامه·

<آجا> لافت جداً في إخراجه، في تذكير واضح بأجواء <جووز> ونماذجه الدموية مع الكبير سبيلبرغ، لكن الـ<بيرانا> ستكون له اجواء جماهيرية لا تقل عن السمكة الكبيرة جووز·

The Expendables هو من بطولة وإخراج ومشاركة في كتابة النص (مع ديف كالاهان) لـ سيلفستر ستالون العائد بعد سنوات من الغياب عن الشاشة ويبدو أنّ قدراته كمخرج التي كنّا عرفناها مع (البقاء حياً) بطولة جون ترافولتا، راقصاً ومبدعاً مع خطوات رائعة على المسرح، وتصوير خارق في مناخه استناداً الى راسم خطى له متميّز جداً ويومها أنقذ نجومية ترافولتا (حمى ليلة السبت، وغريز) وهو في مشروعه هذا يُعيد إثبات قدراته الفنية كمخرج متميّز فعلاً، فيما حضوره امام الكاميرا لم يتبدل: الصوت سيىء، الشكل باتت فيه الشرايين اكثر حضوراً بعد تخطّي ستالون سن الـ 65 عاماً·

الشريط مشروع انتاجي ناجح جداً، فهو يجمع عشرة ابطال امام الكاميرا من الذين عرفوا نجاحات جماهيرية واسعة، والحضور الشرفي لـ بروس ويليس، وآرنولد شوارييزنغر في مشهد لكل منهما، وهما حضرا من منطلق صداقتهما لـ ستالون الذي يُعطي مساحة الى جانبه لـ جايسون ستاثام فهو صاحب الدور الارحب الاكثر فاعلية بين رفاقه الباقين، خصوصاً الصيني جت لي، حيث نجد أن الكلام عن قصر قامته يأخذ حيزاً أكبر من وقت الدور على الشاشة، ويعطي مجالاً لمواجهة رولف لاندغرين العملاق الأشقر الذي تحدى روكي في الجزء الرابع باسم الاتحاد السوفياتي·

ميكي رورك الذي ليس مهتماً باستعادة صورته النجومية السابقة يقدّم دوراً عادياً لا يحتاج الى جهد كبير الى جانب ستيف اوشن، غاري دانيالز، والشرير دائماً اريك روبرتس (شقيق جوليا)·

هذا الفريق يكون له حضور في الصومال، حيث يقضي على مجموعة قراصنة ويحرر رهائن، من دون ان يتم دفع سنت واحد بديلاً لما تحقق· أما المهمات الاصعب فتكون في اميركا اللاتينية، مهمة بـ 5 ملايين دولار لإسقاط النظام العسكري الحاكم في جزيرة فيلان بقيادة الجنرال غارزا (ديفيد زاياس)·

بارني (ستالون) وكريسماس (ستاثام) يطيران على متن طائرة حربية خاصة الى الجزيرة لاستطلاع أوجه الحياة فيها قبل التدخّل وإسقاط جنرالها ونظامه وهو في حماية رجل السي آي إيه جيمس مونرو (روبرتس)، ويحصل صدام مع حراس القصر الرئاسي عندما يكون الاثنان مع ابنة الجنرال وتدعى ساندرا (جيزيل ايتيه) وترفض المغادرة معهما، وبعدما ينجحان في المغادرة على متن الطائرة يعودان الى سماء المكان ويُغيران على قوات الجنرال عند المرفأ ويحرقان آليات وسفناً ويقضون على عشرات الجنود·

وفي المرة التالية يكون المطلوب إسقاط القصر الرئاسي، فتولّى بارني وضع العبوات فيما تولى زملاؤه البحث عن ساندرا لإطلاقها، والمشكلة تكون في مونرو الذي يعمد الى قتل الجنرال، ويعتبر ان السي آي إيه تخلت عنه وجعلته يخسر كل ما كان يجنيه من موارد الجزيرة والسلطة هناك، وبالتالي يصبح موقعه في خطر، فيأخذ ساندرا أملاً في الهرب بها عبر طوافة في المكان، لم يلبث بارني أن حوّلها حطاماً بفعل رماياته الصائبة·

بارني (ستالون)، الذي ألمح الى ميله تجاه ساندرا لم يعرف كيف يودّعها عندما عزم مع رفاقه على مغادرة الجزيرة·

ستالون كتب سيناريو الفيلم بالتعاون مع ديف كالاهان عن قصة للأخير، لكن تنفيذ الإخراج بالصورة التي واكبناها كان مثالياً، يعني لم تكن المؤثرات المشهدية استعراضاً لعضلات تقنية إطلاقاً، بل تنفيذ المناخ يكفي لتصديق المشاهد ما يتابعه·

التصوير تم في البرازيل في غانابارا باي، ريو دي جانيرو، وكان 15 مساعد مخرج يتولون العمل تحت إمرة ستالون·

Step Up هذا الشريط أيضاً يُقدّم بالأبعاد الثلاثية بإدارة المخرج جون شو عن نص لـ آمي أندلسون وإيميلي ماير في حضور مميز للممثلين الراقصين لوك (ريك مالامبري) وناتالي (شارني فنسون)، وتدور الاحداث في إطار الشباب الموهوبين في الرقص، وقيام احدهم (لوك) باعتماد وسيلة جذب لكل الموهوبين تقضي بتأمين مكان إقامة تدريب في مبنى مناسب، لكن هذا المبنى يكون معرضاً للاقفال نظراً لوجود ديون عليه ومصاريف مختلفة·

ويتبيّن ان شقيق ناتالي الذي يترأس فريق الساموراي للرقص المنافس لفريق القراصنة الذي يترأسه لوك، وحين يتعرّض لبعض الاهتزاز في وضعه يتركه عدد من المشاركين، فيعمل على استعادة المبادرة، ويجد الى جانبه ناتالي لكنه فجأة يكتشف انها كانت مدفوعة من شقيقها لمعرفة اسرار القراصنة والنيل منهم، والذي لا يعرفه لوك ان الفتاة تعلقت به تماماً وباتت تحبه فعلاً وهو ما لم يصدقه لكن التطورات تثبت انها لم تعد تريد لعب دور شقيقها في شق الصفوف كي يربح فريقه·

لاحقاً يدنو موعد البطولة العالمية للرقص ويكون فريق القراصنة قد تحضر عبر اكثر من راقص متميز، وعندما يربح في اول دورتين سرعان ما يستنفر الفريق القديم فإذا بهم يستنفرون ويخططون لحفل الختام والمواجهة الكبيرة مع الساموراي وإذا بالبطولة تنعقد للقراصنة، وسرعان ما تتأمن عملية قبول لـ لوك كي يتعلّم السينما في لوس انجلوس على ان يعود لاحقاً مع ناتالي وهما على افضل حال·

الفيلم من انتاج العام 2010 وهو منفّذ بأسلوب ديناميكي، رائع لا لبس فيه ابداً خصوصاً ادارة التصوير لـ كن سنغ والموسيقى الخاصة لـ بار واك كرايري وعلى مدى 107 دقائق لا يشعر المشاهد إلا بالرغبة في الرقص والتمايل والحركة واللافت هو رسم الخطوات الذي يُعتبر أنموذجياً في التعبير عن مناخ المنافسة بين فريقين كبيرين·

Charlie St. Cloud نمط جديد من الأفلام يستند الى الموت طريقاً الى التواصل المؤكد بين البشر، ثم لا يلبث الموضوع ان يتحوّل الى منطقي اكثر عندما يثبت ان المشاعر المدهشة التي تصوّر غير المرئي مرئياً، يُفترض وصفها بحالة يفترض تجاوزها بأي طريقة·

في الشريط نتعرّف إلى الشقيقين شارلي سان كلود (زاك ايغرون) وهو شاب هادئ، عقلاني جداً، يتعامل مع شقيقه الصغير سام (شارلي طحان) بكثير من الود، وهما يكونان معاً في سباق القوارب الشراعية وقد فازا بفضل قيادتهما الحكيمة جداً، لكن خروجهما معاً بالسيارة في ليلة جميلة، تسبب بصدمهما بشاحنة عملاقة سقط خلالها الصغير جثة هامدة·

الغضب كان غير طبيعي، وهما يعيشان مع والدتهما كلير (كيم بازنغر) المشغولة بصديق جديد في حياتها، وإذا بـ شارلي يواظب على مواعدة شقيقه سام يومياً في المكان المعتاد عندما كان حياً·

كل يوم في الموعد نفسه، والمكان نفسه يلتقيان، بينما ينشغل شارلي في أوقات النهار، بالاعتناء بالمكان الذي دُفِنَ فيه سام، يطرد البط، وبعض الفضوليين·

مرة يجد صبية الى جانب قبر تبيّن انه لوالدها، فيتعارفان هي تيس كارول (اماندا كراو) وإذا بها هي ايضاً متعلقة بوالدها جداً ولا تستطيع نسيانه واذا بعاطفة طيبة تنشأ بينهما، ويظهر شارلي نخوة جيدة عندما يذهب باحثاً عنها بعدما غابت مع مركبها عدة أيام فيجدها مغمى عليها، ويُعيدها الى البر لمعالجتها، ولتكون هذه الحالة مناسبة جداً كي يتجاوزا معاً كل على حدة خسارته هو في سام، وهي في والدها·

هكذا بالحب يستعيدان حياتهما ويتابعان بإدارة بور ستيرس عن نص لـ غريغ بيرس، ولويس كاسيك، عن كتاب لـ بن شيروود·

اللواء اللبنانية في

13/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)