حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز .. اهتموا به

كريم عبد العزيز : الطبقات الشعبية الأهم في أفلامي والفضائيات مهمة وقت ظهور عمل جديد

القاهرة ـ من محمد عاطف

·         لماذا تتجه الى الطبقات الشعبية أكثر في أفلامك ؟

- هذا ميل شخصي .. عندما عرض عليّ السيناريست بلال فضل فيلم 'حرامية في كي جي تو' وجدت الفكرة التي أبحث عنها بعد عشرات النصوص التي ركزت على القصص الرومانسية فقط فاعتذرت عنها .

·         من الذي لفت نظرك الى هذه الطبقات في أفلامه واردت ان تخوض نفس التجربة؟

- النجم عادل إمام أكثر الفنانين الذين اتجهوا الى البسطاء في أفلامهم ومعه أحمد زكي ومحمود عبد العزيز .

·         هل تزاوج السلطة والمال جسدته السينما جيدا وهل هو أمر جيد؟

- السينما قدمت نماذج مثل فيلمي (واحد من الناس) ظهر فيه عزت أبو عوف في دور رجل النفوذ والمال .. وأنا ضد هذا التزاوج، رغم ان الحياة تحتاج لكل النماذج . وأحب ان أظهر انتمائي السياسي في أفلامي رغم عدم انتمائي لأي حزب سياسي .

·         عندما بدأت في فيلم (عبود على الحدود) هل توقعت نجاح البطولة الجماعية لأنه جمعك مع علاء ولي الدين وأحمد حلمي؟

- لم أفكر في ذلك لكنني بحثت عن الانتشار لأنني كنت في بداياتي الفنية والمهم ان ترشيحي كان من خلال المخرج الكبير شريف عرفة، وهذا أعطاني الثقة في نفسي .. وعندما جاءني ترشيح فيلم (ليه خلتني أحبك)  وكان أول تجربة تقدمني كبطل بعدها أكدت نفسي بفيلم (حرامية في كي جي تو).

·         ما هي أمنيتك الخاصة ؟

- أن يقول الناس عني بعد رحيلي انني كنت إنسانا محترما .

·         لماذا لا نراك على الشاشة الصغيرة في رمضان؟

- كان هناك مسلسل لكن تجهيزه لم يتم بعد وأجلته الى العام المقبل لأن الدراما تحتاج الى إعداد طويل.

·         هل تخشى ان تحرق الدراما نجوميتك السينمائية؟

- العمل الجيد لا يحرق صاحبه.. ولهذا أطلب إعدادا وتجهيزا طويلين للعمل.

·         لماذا تختفي من أجهزة الإعلام المرئية والمقروءة ولا تظهر إلا قليلا ؟

- عندما أظهر في أوقات ليس عندي بها عمل جديد أجد الاسئلة التي توجه لي شخصية جدا ولا تهم الجمهور في شيء .. هل أرد على نوعية طعامي وكيف أنام.. الخ .. لكن لو كان عندي عمل فأنا أمام الإعلام للتحدث والتحاور .. أما الظهور بدون مناسبة فهو أمر أرى ضرره أكثر من فوائده.

القدس العربي في

31/08/2010

 

ثقافات / سينما

سامية مزيان أحسن ممثلة بمهرجان الفيلم الفرانكفوني بانقولام

نبيلة رزايق من الجزائر

تحصلت الممثلة الجزائرية سامية مزيان على جائزة أحسن ممثلة خلال الدورة الأخيرة لمهرجان الفيلم الفرنكفوني بانقولام بفرنسا والتي اختتمت سهرة يوم الأحد 29 اوت 2010 حيث تسلمت هذه الجائزة عن دورها بفيلم" رحلة الى الجزائر" لمخرجه عبد الكريم بهلول،  أما جائزة أحسن ممثل فكانت من نصيب التشادي يوسف جاروا عن دوره بفيلم " الرجل الذي يصرخ" لمخرجه محمد صالح هارون علما انه الفيلم الذي افتك جائزة لجنة التحكيم خلال الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي. في حين كانت الجائزة الكبرى لهذا المهرجان من نصيب الفيلم البلجيكي الفرنسي "غير قانوني "(Illégal) لمخرجه اوليفيي ماسي دوباس (Olivier Masset-Depasse) اما جائزة الإخراج فقد ذهبت للمخرج ميشال لور كارلك (Michel Lerclerc) و فيلمه الفرنسي" اسماء الناس"(Le nom des gens,) بالإضافة إلى جائزة جمهور مهرجان الفيلم الفرنكوفوني باوقولام. تألقت اذا سامية مزيان من خلال فيلم "رحلة الى الجزائر" الذي يروي قصة حقيقية عن امرأة تجد نفسها وحيدة مع أبنائها الصغار بعد استشهاد زوجها لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوه من الاستعمار كل هذا من  خلال حكاية البطلة «وردية» -التي  قامت بدورها سامية مزيان- واستشهاد زوجها على أيدي جنود الاحتلال، مما يحدث صدمة نفسية عنيفة لأحد أطفالها، وبعد الاستقلال، تحصل على بيت معمر فرنسي، فتنتقل للعيش فيه، لكنها لا تنعم به طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان مدينه «سعيدة» مهددا إياها بسلبه، وبعد يأسها من استرجاع حقها والتخلص من تهديداته، بعد أن وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، تسافر إلى العاصمة للقاء رئيس الجمهورية لتطرح عليه قضيتها، لكنها تجده مسافرا إلى وهران، فتلتقي قائد أركانه «هواري بومدين» الذي يستقبلها ويتأثر بمشكلتها ويقرر مناصرتها وإعادة حقها المسلوب.سامية مزيان ممثلة جزائرية  ابنة الممثلة الجزائرية القديرة صونيا وزوجة المخرج الشاب خالد بن عيسى تألقت في العديد من الأدوار المسرحية والتلفزيونية ولفتت أنظار مخرجي السينما في الجزائر من خلال العديد من الأعمال السينمائية أبرزها فيلم " المنارة" لبلقاسم حجاج  اما فيلم "رحلة الى الجزائر" آخر أفلامها فهو من بطولتها الى جانب كل من: صوفيا مناصر، وحيد قاسمي، حميد رماش،. وهو من إنتاج 2009 ومدته 93 دقيقة والمخرج عبد الكريم بهلول (59 سنة) فهو فرنسي من أصول جزائرية، اخرج العديد من الأفلام منها: "شاي بالنعناع" (1984)، "الأخوات هاملت" (1996) و"الشمس المغتالة"(2004) وفيلمه"رحلة الى الجزائر" (2009) يعد السيرة الذاتية لهذا المخرج.كما شاركت سامية مزيان في الفيلم القصير "ختي " لمخرجه يانيس كوسيم الذي تميز خلال الدورة الأخيرة لمهرجان لوكارنو بحصوله على جائزة "نمر الغد".

إيلاف في

30/08/2010

 

"العبور" لبيل فيولا : شظايا عن االحياة والموت

صلاح سرميني ـ باريس 

"نادراً، أو بالأحرى أبداً، لم يكن فيلم فيديو حُلمياً في أجوائه إلى هذا الحدّ، شعريّاً في لغته، وقوياً في تأثيره العاطفي" ـ  Steven Bodeـ

***

تطمحُ هذه القراءة التمهيدية، بأن لا يظلّ الفنان الأمريكيّ "Bill Viola" مجهولاً في الثقافة السينمائية العربية، وأن لا تقتصر الكتابة فقط حول السينما السائدة الخاضعة لدورات التوزيع التقليدية.

حيث يزخرُ الإنتاج السينمائيّ، والفيديويّ المُوازيّ بتجارب مُغايرة، واتجاهاتٍ سينمائية مجهولة، أو منسيّة.

وتنطلقُ هذه الإضاءة من الرغبة بتوسيع إدراكنا للصورة السينمائية/الفيديوية، وإظهار تنوّع أشكالها، ومُمارساتها، من الأشرطة القصيرة المُكوّنة من لقطاتٍ مُنفردة سجلها "الأخوين لوميير" في بدايات اكتشاف "السينماتوغراف"، وحتى الأفلام الأكثر تداخلاً في بنيّتها الدرامية، والسينمائية، مروراً ببورتريهات "جيرار كوران"، اليوميات الفيلميّة لـ"جوزيف موردر"، الفيلم الصوتيّ الأعمى لـ"والتر روتمان"، الفيلم الكتاب لـ"غي ديبور"، الأفلام المخرومة، والمحروقة لـ"فريديريك دوفو"، الأفلام الفوضوية لـ"بيير ميريجكوفسكي"، بدون نسيان الأشكال التجريدية لـ"هانز ريشتر"، والأحلام المُتبادلة بين "لويّ بونويل"، و"سلفادور دالي"،....

تتوزّع إبداعات "بيل فيولا" بين الأفلام الفيديوية، والإنشاءات السمعيّة/البصرية، وفي الحالتين، يسعى إلى استخلاص إمكانيات الصورة في كلّ أشكالها مُستوحياً من اللوحات الأيقونية للميثولوجيا الدينية.

يكشفُ " The Passing/العبور" (55 دقيقة، 1991) عن اهتمامه بتيماتٍ سوف تتكررُ لاحقاً بتنويعاتٍ مختلفة : الولادة، الموت، عناصر الطبيعة، الماء، الأرض،.. كما هوسه بالنوم (الموت المُؤقت) مصدر وحيٍّ ينهلُ منه أحلامه، وكوابيسه صوراً مُشتتة يُرتبها مونتاجياًَ قصصاً، وحكاياتٍ مُتشظيّة، قلقة، ومُضطربة بما يكفي، مع اختيار الأبيض، والأسود للاستغراق في الحنين، والحزن، تضعنا تبايناتها الرمادية في أجواء مُتخيلة، والصورة هي الوحيدة من بين كلّ الفنون القادرة على تجسيّد عالم يفتقدُ الألوان .

يستمدّ "العبور" مادته من المشاعر الداخلية، اللاوعيّ، الرؤى الذهنية،.. حالة ذاتية لن تتحوّل إلى سيرةٍ شخصية، وترتكزُ تجريبية الفيلم على لقطاتٍ تمثيلية، وتسجيلية، ومع أنّ الأحلام لا تعرف زماناً، ومكاناً مُحددين، لا تستطيع الصورة السينمائية، أو الفيديوية الهروب منهما.

الزمان ليلةٌ هادئة، لا تكشف الصورة عن تفاصيلها بسهولة، مرقطةً بنقاطٍ مُضيئة في عتمتها، حتى وإن ابتعدت الكاميرا عنها، تبقى مُحتفظة بأشكالها التجريدية، لقطة لاحقة تكشفُ عن عينٍ، وملامح وجهٍ يستلقي على جانبه، ويمتزجُ في شريط الصوت صفير حشراتٍ ليلية، ونباح كلابٍ مع شهيقٍ، وزفير شخصاً يستسلمُ للنوم، حالما تكتسبُ اللقطات بعض الإضاءة، وتكشف عن صورةٍ أثيرية.

تتوزع حبيباتٌ بيضاءٌ في مساحة الصورة، وجهٌ غامضٌ، اللقطات بطيئة في حركتها، وبتسارعها قليلاً، تتضح الخطوط، والأشكال أكثر، وتكشفُ تدريجياً عن ملامح شخص يتحركُ في فضاءٍ مُعتم، يفتقدُ الجاذبية بتأثيرات الحركة البطيئة إلى أقصى حدّ، غارقٌ في مياه تحوّلت فقاعاتها إلى نجومٍ مُتلألئة .

لقطة بعد أخرى، يستدرجُ "بول فيولا" المتفرج، ويُشركه في حالةٍ حلميّة تتجسّد في صورٍ هلامية، ينقلنا السرد المُونتاجي إلى لقطةٍ نهارية واضحة تماماً، وفيها يخرجُ طفلٌ من مياه البحر، مجازياً، لسنا بعيدين عن فكرة الولادة، والحياة، ولكننا، بالآن ذاته، قريبين من الموت.

منذ لحظة "العبور" الأولى تلك، يمنحُ "بيل فيولا" إضاءةً كافية لصوره، يكشفُ عن بعض تفاصيلها، ويستعرضُ أرضاً مُتخيّلة تبدو فيها خيالات النباتات مثل غيومٍ في سماءٍ مُلبدة.

ومع تلك الحركة المُفاجئة المُرافقة لصورةٍ واحدة بيضاء(أو اثنتيّن)، يتبعها بعض الصور السوداء، نفهمُ تماماً تقنيات البناء الدراميّ، والسينمائي الذي تخيّره.

بين حلم، وآخر، هناك فترة زمنية تشغلها شاشة سوداء، خلالها، تتوقف أحلام النائم المُغمض العينين، ولا يتركنا "فيولا" نشاهده إلاّ من وقتٍ إلى آخر.

الشهيق، والزفير قاسمٌ صوتيّ مُشتركٌ لمُعظم اللقطات، الرجل قلقٌ في نومه، ينامُ، ويستيقظُ لبعض اللحظات، بالضبط كما يحدث لأيّ شخصٍ في مكانه، يتقلبُ في سريره، ويظهر الحلم من جديد، صورٌ غير واضحة، حبيبّات فضيّة، هديرٌ متواصلٌ في أعماق المياه، وجه طفل حديث الولادة، تتضحُ ملامح الشخص الغارق في المياه أكثر فأكثر، كما نتعرّف على الشخص النائم في لقطةٍ متوسطة أكثر إضاءة من سابقاتها، تتلاحقُ اللقطات، نفقٌ مظلم، يتقدمُ الطفل نحو أبويه، يظهرُ المخرج نفسه في لقطةٍ اعتراضية، شظايا أحلام، يبدأ "فيولا" بالكشف عن مصادر البقع الضوئية التي يضعها في مركز الاهتمام، لهب شمعة، مصابيح قطار، أو سياراتٍ عابرة.

يتوضح وجه النائم أكثر فأكثر، إنه المخرج نفسه "بيل فيولا"، وبعد كلّ لحظة استيقاظٍ مُؤقتة، يعقبها شاشةٌ سوداء بانتظار شظايا أخرى من نفس الحلم، أو من واحدٍ آخر.

مونتاجياً، تتكررُ الصور نفسها بتنويعاتٍ مختلفة، وفي كلّ مرة يكشفُ عن تفاصيل إضافية جديدة تُكمّل، أو تكشفُ عن معلومةٍ بصرية، أو صوتيةٍ سابقة مختفية، أو مقصيّة عمداً، كان وجه الطفل المولود حديثاً بداية لقطة تعرفنا على محتواها عندما ابتعدت الكاميرا عنه حتى لقطة عامة كشفت المكان، والشخصيات التي تشغله، الطفل في حضن أمه بعد الولادة مباشرةً، ويدان تغطيانه بغطاءٍ أبيض، بينما تظهر اللقطة التالية شخصاً يتهادى في المياه بحركةٍ بطيئة جداً، يحاول التخلص من غطاءٍ أبيض يلتفُ حوله، في اللقطة اللاحقة غطاء أبيض آخر يغطي جسد رجلٍ فارق الحياة.

يتلاعبُ "بيل فيولا" باللقطات، وينزعُ عنها صبغتها التسجيلية لصالح بناء تجريبيّ يُقرّبها من الأجواء الحلمية، حمامةٌ بيضاء تستريحُ في أحد أركان أماكن مهجورة غارقة في المياه، والوحل، هي على الأرجح مُخلفات كارثة طبيعية حقيقية، ويعود إلى الشخص الغارق، إنه كابوسٌ أكثر منه حلماً يُجبر الشخص النائم(المخرج) على الاستيقاظ بين فترة، وأخرى.

ينتقلُ الفيلم من الحالة المائية التي تتضمّنها عناصر الصورة، إلى حالةٍ ترابيّة سوف تُسيطر على أجواء الفيلم.

تشكيلياً، تتشابهُ تضاريس الجبال التي تُظهرها الصور مع تجاعيد وجه عجوزٍ يودعُ اللحظات الأخيرة من الحياة، عيناه غائرتان في مُقلتيه، ربما يحلمُ ـ بدوره ـ بطبيعةٍ داكنة أقرب إلى الإظلام، فروع الأشجار تغطي السماء في عمق الصورة، يتوه الشخص النائم/المُخرج في الطبيعة الداكنة، يتقدم الطفل الصغير مُتعثراً على رمال الشاطئ، ويتجه نحو مكانٍ لم نستشعره بعد.

هناك خلطٌ متعمدٌ بين اللقطات المُعبّرة عن وجهة نظر الطفل بجانب البحر، وتلك الخاصة بالمخرج في مناطق جبلية صخرية يتبع خياله المُنعكس على أرضٍ صلبة، بدورها، حركة الكاميرا مضطربة، يبدو بأنه ربطها في جسده كي يتوّحد معها، ولهذا، لا يستطيع السيطرة عليها، حتى أنه، صدفة، أو عمداً، يقعُ على الأرض، وتتوقف الكاميرا عن الدوران، شاشةٌ سوداء.

عندما يصل الفيلم إلى منتصفه تقريباً، يكشفُ تماماً عن تيمته الرئيسية التي يحوم حولها مند البداية، يستيقظُ "بيل فيولا" من نومه، يُضئ مصباحاً بجانبه، يشربُ جرعة ماء، يبدو فعلاً بأنه ربط الكاميرا في مكان ما من جسده، يُطفئ المصباح، يعود إلى النوم، وتظهر أحلامه من جديد، وفي تلك اللحظة بالذات، يحتفظُ المونتاج لفترةٍ أطول بوجه امرأة شابة ظهرت بسرعةٍ خاطفة في بداية الفيلم، هل هي بدورها في عالم الأموات؟، تتشابكُ لقطات الحياة مع الموت، يخرجُ الطفل من البحر، يغرقُ المخرج في المياه، ومن ثم تنتقل الكاميرا إلى العجوز يتنفسُ بطريقةٍ اصطناعية عن طريق جهاز يلتصقُ بصدره(تماماً كما نتخيل الكاميرا ملتصقة بجسد المخرج)، وتتكرر شظايا الأحلام المُتشابكة، المُتعانقة، والمُتصارعة، تبدو الأشجار في الليل مثل أشكال شبحية، تبايناتها الرمادية أقرب إلى صورةٍ سالبة بالأبيض، والأسود.

جثث سياراتٍ عابرة تمنحُ بعض الإضاءة المُتقطعة، وكأنها تُضيئ اللحظات الأخيرة من حياة هذا العجوز في نهاية طريقٍ طويل، أو بدايته.

تبدو النقاط المُضيئة مثل أطباقٍ فضائية تعبر فضاء الصورة، وتُضيئ عتمتها بتوتراتٍ مختلفة، تقترن مونتاجيّاً مع إضاءة شمعة تمسكها سيدة (والدة المخرج رُبما).

يخرجُ "بيل فيولا" إلى المدينة ليلاً، ويتجول فيها بسيارته، لقد غيرت أحلامه من طبيعتها، فهو ما يزال يحاول الاستغراق في النوم.

وما بين أبنية راسخة (الحاضر)، وأخرى مُتهدمة (الماضي)، تعبرُ الكاميرا باب إحداها، وتكشفُ عن منزلٍ واسع تتوزعُ صورٌ عائلية في زواياه، وعلى جدرانه، ولكنه ليس بيتاً مهجوراً، حيث تقودنا الحركة البانورامية للكاميرا إلى سرير الرجل العجوز، وبجانبه شخصاً ما يجلس على حافته، يستخدم المونتاج المساحات السوداء كي ينتقل من لقطةٍ إلى أخرى مُوحياً باستمرارية الحركة، واختلاط الأزمنة، والأمكنة.

في هذا المشهد الختاميّ، يركضُ الطفل من غرفةٍ إلى أخرى، وفي أكثر اللقطات تعبيراً، يمتلئُ المنزل بالمياه في حركةٍ بطيئة، ويصعدُ جسدٌ نحو الأعلى (خارج إطار الصورة) إلى السماء في لقطةٍ مُعاكسة للسقوط.

يمنحُ المونتاج فترةً زمنيةً أطول لتلك اللقطة العامة التي تُظهر العجوز في سريره، لقد فارق الحياة، تتحطمُ طاولة تلقائياً، ويقع ما عليها على الأرض في حركةٍ بطيئة، تغرقُ محتويات البيت في مياهٍ تتدفقُ من حلم آخر، لقد اختلطت الأحلام مع بعضها، يرتاح العجوز في تابوت أثير، وبالقرب منه أطفال يبدو بأنهم لا يعون ما يحدث، يتطلعون بفضولٍ طفوليّ إلى صورةٍ موضوعة على طاولةٍ صغيرة، اللقطة الأخيرة واضحة، ودالةٌ بما يكفي، يستقرُّ جسدٌ في أرضية البحر، "بيل فيولا" غارقٌ في النوم، أو الموت.

***

"المكان الحقيقيّ الذي يتواجدُ فيه الفيلم، ليس على الشاشة، أو بين الجدران، ولكن في عقل، وقلب الشخص الذي شاهده" ـ Bill Viola ـ 

الجزيرة الوثائقية في

30/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)