حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ثقافات / سينما

باردو التي كانت تثير شبق رجال الماضي تعارض اي فيلم عن حياتها

إعداد عبدالاله مجيد

شهدت السنوات الأخيرة سير حياة العديد من المشاهير الفرنسيين تتحول الى افلام سينمائية، بما في ذلك حياة اديث بياف وكوكو شانيل ومؤخرا سيرج غينسبور. ولكن السينمائيين فوجئوا برد فعل شرس حين اثاروا فكرة انجاز فيلم يصور حياة بريجيت باردو. فان الممثلة السابقة وصاحبة اللسان السليط حاليا حذرت من ان "الشرر سيتطاير" إذا نفذ مخرج اميركي ما تردد عن وجود مشاريع لسرد سيرة حياتها سينمائيا، والأكثر من ذلك ان تقوم بدور باردو زوجته النجمة السينمائية في هوليود.

وقالت باردو في حديث للاذاعة الفرنسية انها لا تريد فيلما عن حياتها لم تُفاتَح بشأنه ولم تمنح موافقتها على الممثلة التي تقوم بدورها فيه. وكانت شقراء الشاشة السابقة ابدت استغرابها من انتاج فيلم عن حياتها قائلة "لكني لم أمت بعد"، واستبعدت "ان يجرؤ احد دون ان يتحدثوا معي. وإذا تجرؤوا فان الشرر سيتطاير".

وتسري منذ اشهر شائعات بأن المنتج والمخرج الاميركي كايل نيومان يعتزم انجاز سيرة حياة سينمائية في فيلم اسمه "باردو" ويكون الدور الرئيسي فيه لزوجته الممثلة جيم كنغ.

ولكن كنغ ـ 31 عاما ـ يمكن ان تواجه صعوبة في اقناع باردو ـ 73 عاما ـ بأنها قادرة على تصوير حياة النجمة الفرنسية السابقة عن جدارة. ونقلت صحيفة الغارديان عن باردو قولها "انا لم اغادر فرنسا ذات يوم الى هوليود ولا أودعت اموالي في سويسرا". واعلنت ان لا أحد يليق بتمثيل دورها، سواء من الممثلات الفرنسيات أو الأجنبيات "فهن لديهن شخصياتهن وليس شخصيتي". وزعمت باردو انها لم تشاهد النجمة الفرنسية ليتيتيا كاستا تقوم بدور بريجيت باردو في فيلم "غينسبور، حياة بطولية" للمخرج جوان سفار.

وكان مخرجو سير سينمائية لمشاهير فرنسيين تعرضوا الى انتقادات اتهمتهم باسقاط فترات مثيرة للجدل في حياة ابطالهم. فان فيلم "حياة وردة" مثلا تجاهل نشاطات بياف في فترة الاحتلال الالماني في حين أغفل فيلم كوك شانيل علاقاتها الغرامية مع ضابط نازي.

ويصح هذا على أي مخرج ينجز فيلما عن بريجيت باردو. إذ سيتعين عليه ان يقرر التركيز حصرا على حياتها السينمائية التي انتهت عندما اعتزلت الفن في الثامنة والثلاثين من العمر أو متابعة تحولاتها اللاحقة من ملكة اغراء الى ناشطة من أجل حقوق الحيوان ومدافعة عن اليمين الرجعي.

وكانت باردو عوقبت مرارا بغرامات مالية بعد ادانتها بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية واطلاق تصريحات مهينة ضد المهاجرين والمسلمين والمثليين. وقالت بمناسبة بدء شهر رمضان ان لحم الحلال غزا فرنسا. ورحبت بتهديد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير داخليته باسقاط الجنسية عن مجرمين "ذوي اصول أجنبية". 

إيلاف في

19/08/2010

 

خواطر سينمائية أجمل التهاني بعيد ميلاد زورو

يكتبها: ضياء حسني 

إنه النجم القادم من إسبانيا بسحره الشرقي ‏'‏ أنطونيو بنديراس‏'‏ والذي طالما حلم بأن يكون لاعب كرة محترفا حتي بعد أن كسرت قدمه في حادث‏,‏ لكن الإصابة أجبرته علي التخلي عن الفكرة‏.‏ من كرة القدم لدراسة الدراما في أكاديمية مالاجا لينضم للمسرح القومي الأسباني في عام‏.1981‏ كان لقاؤه مع العبقري ألمودوفار ألمع مخرجي اسبانيا في العصر الحديث في عام‏1982‏ ليقدم معه خمس أفلام حتي عام‏.1984‏ ليتعرف العالم علي هذا النجم ذي الملامح الشرقية الذي لا يتخلي عنه المخرج الأسباني ألمودوفار في كل أعماله‏....‏ وبدأت شهرة بنديراس في الذيوع‏.‏ كان أول ظهور له في هوليود من خلال فيلم كانت المطربة‏'‏ مادونا‏'‏ تصوره عن جولاتها العالمية‏InBedwithMadonna,‏ ولكن في عام‏1991‏ تم استدعاؤه للقيام بتمثيل فيلم‏(‏ ملك المامبو‏-LesMamboKings),‏ والذي قام فيه بدور موسيقي قدم من كوبا مع أخيه وصعود نجميهما في عام‏1950.‏ لم يكن بندريس يعرف كلمة واحدة من لغة شكسبير وقد جعله المخرج‏'‏ أرن جليمشر‏'‏ يحفظ الحوار بالإنجليزية‏(‏ مع لكنة إسبانية‏)‏ دون أن يعرف معني الكلمات‏,‏ لكن بنديراس تعلم الإنجليزية بقدر لا بأس به سمح له بالمشاركة في فيلم‏'‏ فلاديفيا‏'‏ أمام توم هانكس من إخراج جوناسن ديب‏,‏ حيث تتم من خلال الفيلم مناقشة العلاقات المثلية والإصابة بمرض الإيدز‏.‏ بعد ذلك قدم بنديرس ثلاث افلام‏(‏ بيت الأرواح‏)‏ عن قصة إيزابيل الليندي و‏(‏لقاءات مع مصاص دماء‏)‏ أمام براد بيت وتوم كروز‏.‏ كان فيلم‏(‏ ديسبرادوا‏)‏ من إخراج روبرت رودريجز هو أول دور بطولة مطلقة يتوج من خلالها بندريس بطلا من أبطال هوليود الخارقين‏,‏ فهو يملك القوام الرياضي والوجه الجميل وعيني ساحر النساء لتبدأ عملية صناعة النجم‏.‏ عادت مادونا لتتذكر هذا الممثل الأسباني الذي سبق له مشاركتها في فيلمها السابق وطلبت منه أن يشاركها البطولة في فيلمها‏(‏ أيفيتا‏)‏ تحت قيادة المخرج الإنجليزي آلان باركر‏.‏ لكن هذا الفتي الأول ذو الملامح واللكنة الأسبانية‏(‏ وأن كان قد بدأ في التخلص منها‏)‏ كان لابد له من دور أسطوري من أدوار السينما الأمريكية ليتواجد نجما للشباك في عالم هوليوود فكانت شخصية زورو الشهيرة بقناعه الأسود أمام كاترين زيتا جونز ليعود من جديد ويقدم جزءا جديدا من الفيلم دلالة علي نجاح الجزء الأول‏.‏ وتعارفنا عليه عندما قدم شخصية فارس عربي في فيلم‏(‏ الفارس الثالث عشر‏),‏ ولكنه لعب دور الثائر المكسيكي بانشوفيلا في الفيلم الشهير‏(‏ حدث ذات مرة في المكسيك‏),‏ بل أنه قدم صوته لشخصية القط في فيلم التحريك الشهير‏'‏ شيرك‏'.‏ بنديراس كان متزوجا من‏'‏ أنا ليزا‏'‏ لكن بعد انفصاله عنها تزوج من النجمة مليني جريفث منذ عام‏1996‏ ليرزقهم الله بابنتهما‏'‏ ستيلا‏'‏ ويعيش حياة سعيدة مع أسرته الصغيرة بالرغم من المشاكل التي واجهها مع سقوط زوجته النجمة مليني جريفث في منحدر المخدرات والكحوليات‏,‏ كان وقوف بندريس بجانبها خير عون لها للخروج من تلك الأزمة‏.‏ ولد أنطونيو بنديرس في‏10‏ أغسطس في عام‏1960‏ ليحتفل هذا العام بعامه الخمسين‏,‏ ونحن بدورنا نهنئ أنفسنا ومحبي النجم الكبير بعيد ميلاد نجمهم المحبب والذي ترك مرحلة الشباب ولكنه في قلب مرحلة الخبرة كممثل محنك‏,‏ وإن كان بالنسبة للكثيرات من معجباته مازال رمزا للجاذبية‏.‏

diaahosny@gmail.com

الأهرام المسائي في

19/08/2010

 

أفلام خالدة [7 ]

كلينت إيستوود يرشح أسطورته السينمائية

«لا غفران».. العنف يولّد العنف

عبدالستار ناجي 

أفلام النجم والمخرج القدير كلينت إيستوود، قابلة دائماً للتأويل، وحينما تفرغ فيلما مثل «لا غفران» أو «لا تسامح» (Unforgiven) عندها نكون أمام فيلم عادي، ولكن النظرة التحليلية، تجعلنا نذهب الى اعماق وآفاق أوسع وأرحب، وهذا ما نلمسه مع كم من المشهديات، التي تعمق المعاني وتؤكد الدلالات، فإذا نحن أمام عمل سينمائي مخادع، يبدو ظاهرياً يستند الى عالم الغرب، ولكنه في حقيقة الأمر يظل يهمس الى المعاصرة، حيث دولة القانون التي تجتاحها الفوضى، ودولة القانون التي تستغل القانون لمآرب وأهداف وغايات شخصية بحتة.. هكذا هو «لا غفران» الذي يورطنا في مشاهدة فيلم ينتمي الى عالم الغرب (ظاهريا) ولكنه في كل لحظة ومشهد من مشاهده، يذهب الى اسقاطات على المعاصرة، تخلص الى كم من الحقائق، لعلها قمة سنامها «أن العنف يولد العنف».

فما هي حكاية العنف، الذي ذهب اليه كلينت ايستوود في فيلمه «لا غفران».

العمل يعتمد على نص كتبه دايفيد ويب بيبولز، وقام بإخراجه وانتاجه كلينت ايستوود ووزعته ستديوهات وارنر براذرز وحينما نتوقف عند العناصر الأساسية لهذا العمل، لابد أن نشير الى الدور الذي قام به المونتير جويل كوكس، والذي تكللت جهوده بالأوسكار كأفضل مونتير وهذا ما سنعود اليه لاحقاً.

والآن تعالوا نذهب الى حكاية الفيلم، لأن بين احداثها وشخوصها ما يوصلنا الى تلك الدلالات الرمزية الحادة والصريحة.

يجسد ايستوود شخصية (وليم موني) الأرمل الذي يعيش مع اثنين من أطفاله الصغار، بعد أن توفيت زوجته جراء اجتياح مرض الجدري الولايات المتحدة الأميركية عام 1878، ولهذا يقرر وليم أن يعيش بعيداً متناسياً ماضية، حيث كان قاتلاً محترفاً.

في المرحلة ذاتها، نتابع حكاية مدينة «ويسكي» التي يديرها شريف يدعى ليتل بيل داغيت يجسده جين هاكمان، والذي سيطر على السلطة بالتعسف والذي بات يحرك البلد وفق قوانينه الخاصة.. والصارمة.. ومن بينها عدم حمل السلاح كلياً.. في حين يظل حاملاً للسلاح، وتصفية من يريد وفق قانونه الخاص.

طلاسم الرموز

وفي السياق، علينا تحليل الرموز.. والذهاب الى المعاني.

وهنا، نحن أمام سياق كم من الأحداث، أولها رغبة اثنتين من بائعات الهوى، من الانتقام من ذلك الشريف، الذي خفض اسعارهن وأهان كرامتهن، لهذا يخصصن كل ثروتهن من أجل الحصول على من يأخذ بثأرهن وتحقيق العادلة، وفي الحين ذاته، تشخص الممارسات العدوانية التي يقودها الشريف وبكل صلف ضد الجميع، وكأنه لا سبيل الى تحقيق العدالة، الا بالعنف، فحتى متى يبقى العنف مسيطراً، خصوصاً بعد أن تتطور المواجهات وتتحول المدينة الى كم من المغامرين الذين يريد كل منهم الظفر بذلك الشريف المتغطرس. من بينهم الانكليزي الأشيب (بوب) يقدم الشخصية ريتشارد هاريس والذي يرافقه كاتب يوثق سيرته كأحد أهم الرماة.. ولكنه يلقى حتفه في تلك المدينة وعندها يقوم الكاتب بفضح كل شيء وتقديم الحقائق، إلا أن ليتل بيل (هاكمان) واصل صلفه وغروره وغطرسته، وهنا يأتي من يقنع (موني) بالذهاب الى تلك القرية لتحقيق هدف الفتيات وأهل المدينة الذين باتوا يعيشون تحت الوصاية والعنف.

وقبل تلك المرحلة يعمل (موني) على استعادة لياقته كرام ماهر، بعد ان انصرف الى العمل في المزارع سنوات رغبة منه في السلام النفسي.

حتى الآن، تبدو القصة أكثر من اعتيادية، حتى تتطور المواجهات، وتتحول السلطة الى قناع تتحمى بالقاننون من أجل اهدافها، ولممارسة شتى أنواع العنف الذي يصل حد الفاشية، وهذا ما تلمسه في شخصية هاكمان الذي بلغ مرحلة رفيعة من الأداء والتقمص، وهو يقدم دور الشريف المتجبر.

رمزية عالية

وهنالك كم من المشهديات، التي تتعمق بها الرمزية وتعالوا مثلا، اروي لكم هذا المشهد، الذي يجمع الشريف وموني، والاول يفتخر بالبيت الذي اشاده وبانه حصين امام كل شيء، وحينما تبدأ الامطار بالهطول، تتسرب قطرات المطر بين الفجوات في السقف الى اسفل، وهنا مساحة من الدلالات الى المنزل» وايضاً المنزل الرئاسي «القصر الابيض» والخلل في البناء.. وايضا الخلل في السياسة، وهذا ما اشار اليه، عدد بارز من نقاد السينما «البريطانية والفرنسية، على وجه الخصوص»، حينما قرأوا العمل.

منذ اللحظة الاولى، يلتفت ايستودد من خلال شخصية «موني» بانه ليس خصماً او ندا للقانون.. والسلطة وهو لا يطرح نفسه «مناضلاً» لتحقيق العدالة ضد السلطة الفاشية، بل هو رجل تم استئجاره للقيام بعمل، ولكن رجل القانون يتعسف في استخدام القانون، ويبالغ في المواجهة، حينما يقوم باغتيال صديقه الاسود «مورغان فريمان» وهنا يجد «موني» لمواجهة ذلك القانون، او رجل القانون، الذي يتمترس خلف القانون، من أجل اهدافه الذاتية، ومآربه الخاصة.

وحينما تأتي المواجهة، فإنها تذهب الى المواجهة بين الانسان المدافع عن الحق والحقيقة وبين رجل يدعى حمايته للقانون وهو ابعد من ذلك بكثير.. وفي تلك المواجهة تتكشف الكثير من الحقائق العارية عن رجل القانون، الذي يستغل القانون، بل يمتطى القانون، لصالح اهدافه الشخصية والمادية على وجه الخصوص، ليحقق المزيد من الثراء والتسلط.

ويتفجر العنف ضد العنف..

والعنف ضد التسلط..

والعنف ضد الفاشية..

وهنا قد نختلف، ولكن، هكذا هو ميراث العنف، وهكذا هو حصاد التسلط..

شخصية تنتقل من الهامش، من حالة الاستقرار الى المواجهة، بعد ان جاء يبحث عن رزقه.. ليجد ان الطريق امامه مغلقة، خصوصاً بعد ان يتم اغتيال صديقه ورفيق دربه الاسود..

عندها يكون، اللا تسامح.. واللا غفران..

ويحصد الفيلم اوسكار افضل فيلم وافضل مخرج لصالح كلينت ايستودد، وان كان يومها يترقب جائزة افضل ممثل ايضا، الا انها ذهبت في ذلك العام، للاداء الخارق للنجم الكبير آل باتشينو عن فيلم «عطر امرأة».

أفضل مونتاج

كما فاز الفيلم باوسكار افضل مونتاج على التوليف السينمائي الرائع الذي قام به جويل كوكس، والذي اعاد تقديم الفيلم بشكل سينمائي عالي المستوى.

والان، هل نتوقف امام جوانب من مسيرة كلينت الرائع وهو من مواليد الحادي والثلاثين من مايو 1930 وهذا يعني انه الان في بداية الثمانين من عمره، ولكنه يبدوا اكثر لياقة ورغبة في تحقيق المزيد من الاعمال السينمائية التي تنادي بمزيد من تحقيق العدالة وشجب العنف..

عبر مسيرته، التي يدين بالفضل بها، الى المخرج الايطالي سيرجيو ليوني، الذي نقله من مجرد ممثل مغمور، الى بطل لسلسلة افلام «الويسترن سباغتي» او افلام الويسترن الايطالية، عبر تلك المسيرة فاز بالاوسكار اربع مرات، كأفضل مخرج وكافضل فيلم وبداية حصاد الاوسكار مع فيلم «لا غفران» «افضل مخرج وفيلم» في عام 1993، ثم كرر التجربة في عام 2007 مع فيلم «فتاة المليون دولار «كافضل مخرج وفيلم».

ومن ابرز اعماله - من اجل حفنة دولارت 1964، و«الطيب والشرس والقبيح 1966 وسلسلة افلام هاري القزر، وغيرها من التحف.

ممثل ومخرج ومنتج ومؤلف موسيقي.. وقبل كل هذا وذاك رمز من رموز السينما.. بل من رموز أميركا.

مرتبة متقدمة

ونتوقف من جديد مع فيلم «لا غفران» الذي يدعونا لان نقرأه بشكل وفكر مختلف، عن افلام الغرب الاميركي، وهذا ما جعل معهد الفيلم الاميركي لا يضعه في المرتبة الرابعة بين افلام الغرب الاميركي الاهم، وهو انجاز بالغ ومتميز، قياساً مع اطنان الافلام التي انتجت عن عالم الغرب الاميركي.

وللاشارة، نورد، بان كلينت يفضل دائماً العمل مع فريق من النجوم، يرتاح للعمل معهم، ويمثلون فريق العمل الاكثر تميزاً، ومنهم مورغان فريان «اكثر من فيلم» وهاكمان «اكثر من عمل» وايضاً «اير هاريس».. وغيرهم.. وعودته لتلك الاسماء لانها الاقدر على تجسيد احتياجات الشخصيات التي تقدمها بالاضافة الى تعامله مع مدير التصوير العالمي جاك . ان . غرين، وهو يمتاز بصناعة لوحات ومشهديات سينمائية في جميع الاعمال التي قدمها، قوة حقيقية، وجسور ماديسون» وصياد ابيض قلب اسود وبيرد»

ويقول كلينت عنه:

انه عيني التي ترى الحقيقة.

وحينما تأتي العين التي ترى الحقيقة.. يأتي فيلم «لا غفران» التحفة..

النهار الكويتية في

19/08/2010

 

الناقدة ماجدة موريس مهاجرة إلى الفن

القاهرة - دار الإعلام العربية 

دائماً تجد نفسك مبهوراً بتحليلها، سيما أنها تتمتع بحالة مفرطة من الهدوء المغلف برؤية علمية®. تشعر - كما كل قراؤها - ببساطتها وتلقائيتها، إذا أعياك البحث عن معلومة أو اختلط عليك موعد عرض فيلم، فإن ذاكرتها دائماً في حالة يقظة ونشاط.

وجودها في أي ندوة يبعث على المهنية والجدية والارتياح، مقالها الأسبوعي »بين مقعدين« على صفحات جريدة الجمهورية المصرية تميز على مدى 02 عاماً بالسلاسة والموضوعية، خاصة مع تخصصها في نقد الدراما السينمائية والدراما التليفزيونية، فالمقصود بـ »بين مقعدين« هو مقعد في السينما وآخر للتلفزيون.هذه هي الناقدة والصحافية »ماجدة موريس« التي تركت مدينتها الساحرة الإسكندرية بعد أن أنهت دراستها الثانوية وقررت أن تدخل كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة، وقتها رفضت الأسرة هذا الاختيار.

لكنها أصرت، وواجهت عقبات لا تحصى، ومن ثم انتصر ولعها بالصحافة، وتركت الإسكندرية لتعيش مع عمتها في القاهرة، وفور التحاقها بالجامعة التحقت أيضاً كمتدربة في جريدة الجمهورية. واستمرت في الجمع بين الدراسة والتدريب حتى تخرجت في العام 2791، ومن ثم التحقت بمعهد النقد الفني في العام 3791، وهو العام نفسه الذي التقت فيه نصفها الآخر الكاتب فايز غالي، وكان طالباً معها بنفس المعهد، ووجد كل منهما ضالته في الآخر.من أبرز ما ميز الناقدة اهتمامها في بدايتها بالنقد التلفزيوني والتي أصبحت بمرور الأيام واحدة من أهم رواده، وبعدما تنوعت كتاباتها تلفزيونيا وشقت طريقها في النقد السينمائي حتى أصبحت أيضاً من أهم النقاد المصريين.

دقيقة واحدة

»المرأة حتى الآن لم تأخذ حقوقها بالكامل في السينما، لكن الموقف الآن أفضل من خمس سنوات مضت، فهناك جيل آخر يحاول أن يعطي للمرأة حقها، التي هي في الحقيقة الوجه الآخر لحقوق الرجل«.

في تعليق لها حول ما يتردد عن هدر حق المرأة في السينما، أكدت موريس أن العصر الجديد فتح الباب أمام كاتبات ومخرجات مهمات مثل كاملة أبو ذكري ومريم ناعوم وشهيرة سلام وهالة خليل، لافتة أيضا إلى وجود العديد من الأفلام التي تسعى إلى إنصاف المرأة، لكنها تتمنى في الأفلام القادمة عدم التركيز على إنصاف المرأة لحقها وإغماض العين عن القضايا الاجتماعية الكبرى فى هذا البلد، مؤكدة أن قضايا الرجل والمرأة متلازمة.

والدليل على ذلك الفيلم الألماني »دقيقة واحدة « الذي يتمحور حول رجل تعرض لأذى من مديره، فأثر في زوجته، فأثرت بالتالي في ابنها، فأثر الابن في كلبه حتى تحول الكلب إلى قطة!! ففكرة الفيلم كوميدية لكنها توضح العلاقة بين الرجل والمرأة.

رغم أنف الجمهور

»أشعر أن السينما ما زالت تسحرني وتؤثر فيّ، ليس أنا فحسب، لكن في المجتمع بصفة عامة«.

تشدد موريس على أن السينما ما زالت مؤثرة فيها وفي كل إنسان، كل حسب ثقافته ومستواه الاجتماعى، خاصة أن السينما الآن أصبحت تأتي إلى الجمهور في منزله، بينما كانت في الماضي نزهة أسبوعية للأسرة، الآن ومع تزايد الفضائيات المتخصصة التي تعرض أحدث الأفلام السينمائية على مدار الساعة بات بمقدور المشاهد متابعة كل ما يرغب في متابعته من أفلام يتفاعل معها ويتأثر بها أكثر، حتى يمكن القول إن المشاهد باتت السينما تصله رغم أنفه.

المؤثرون الأوائل

»تعاظم الإعلام خلق ميزة جديدة لنجوم السينما. فأصبحوا ضيوفاً دائمين في مختلف وسائل الإعلام والبرامج والإعلانات فأصبح النجم ساحر التأثير«.

هكذا وصفت الناقدة حال السينما بعدما دخل أبطالها إلى منازل الجمهور بلا حواجز، وتؤكد انه أصبح من المستحيل إهمال تأثير السينما، لأن وسائل التكنولوجيا فتحت الطريق أمام النجوم ليكونوا المؤثرين الأوائل في أي عمل، فأصبحوا وجبة شبه دائمة على برامج الفضائيات.

وحتى في النشاطات الاجتماعية والإنسانية، وهذا يفسر الاتجاه إلى الاستعانة بعشرات النجوم والنجمات من مختلف الأعمار والأطياف في النشاطات الإنسانية للأمم المتحدة كسفراء للنوايا الحسنة أو برامج اللاجئين والمعوقين والأمومة والطفولة وغيرها من الكيانات الإنسانية ذات البصمة الدولية التي تؤكد أن النجومية السينمائية والتلفزيونية باتت الفيصل في كثير من الأمور والمهام الاجتماعية والسياسية والإنسانية، وهذا كله يصب في تأثير الدراما بصفة عامة على المجتمع.

الزوجة الثانية

»الرقابة تمنع الآن أي فيلم يعرض الفقر والاحتكار كما تم تقديمه في أفلام سابقة مثل »الزوجة الثانية « و »بداية ونهاية « و »القاهرة 03« و »إسكندرية ليه« و »ابن النيل«®. فهذه الأفلام تحمل قدراً كبيراً من الأصالة والتعبير عن رؤية إخراجية متميزة تجد فيها واقع المجتمع من كل جوانبه«.

علقت موريس على ذكرياتها مع هذه الافلام ووصفتها بأنها لا يمكن أن تتكرر في السينما المصرية مرة أخرى، ففيلم »الزوجة الثانية« الذي قدمه رائد الواقعية في السينما المصرية المخرج صلاح أبوسيف في العام 7691.

وشارك في بطولته صلاح منصور، سعاد حسني، سناء جميل، شكري سرحان، فبمجرد الحديث عن السينما المصرية وعن أبرز مخرجيها بالتأكيد لا ينتهي الحديث من غير ذكر رائد الواقعية المصرية صلاح أبو سيف أحد أهم المخرجين العرب الذي رصد المشاكل المصرية الكبيرة منها والصغيرة بأسلوب واقعي جداً، خاصة في فيلم »الزوجة الثانية«.

فلطالما كان إيماني بأن التفاصيل الصغيرة والبسيطة تنتج عنها أشياء ثمينة وخالدة، وهذا الفيلم قد تكون قصته بسيطة إلا أن واقعيته مؤلمة للغاية، ففي هذا الفيلم تنقلنا كاميرا صلاح أبوسيف للريف المصري ذي الحياة البسيطة التي لا نكاد نعلم عنها سوى البساطة والبساطة فقط، إلا أن كاميرا أبوسيف أظهرت لنا واقعية ومشاكل هذا الريف عن طريق العمدة المتسلط الدكتاتوري، فيرصد حياة شخصيات بسيطة لا تتمنى شيئا في الحياة سوى الأمن والاستقرار، إلا أن العمدة يقف لهم بالمرصاد ويسرق أراضيهم وأموالهم، ومع ذلك فإن امرأته التي يخافها كثيراً عاقر، ولم تسمح له بالزواج.

لكن وبعد مرور سنوات تقرر تزويجه من خادمتها (سعاد حسني) على الرغم من انها متزوجة من »شكري سرحان«، فيسعى العمدة إلى تطليقها قسراً من زوجها بمباركة أحد رجال الدين، والفيلم هنا ينقل صورة متفشية في المجتمع من الظلم واستغلال الدين وتطويعه بما يلبي رغبات الحكام ونزواتهم، فهذا الفيلم صورة لواقع المجتمع.

عطر امرأة

هناك العديد من الأفلام الأجنبية التي استمتعت كثيرا بمشاهدتها، وما زالت محفورة في ذاكرتي، ومنها »عطر امرأة« للمخرج مارتن برست، »الخط الأحمر« للمخرج الانطوائي تيرنس ماليك، »الجريمة« لتوم كروز، »صوت الموسيقى« لجولي أندروز®.

تشير »موريس« إلى أن فيلم »عطر امرأة« للمخرج مارتن برست يعتبر من الأفلام التي قدمت سينما عالية ممتلئة بالرسائل المهمة والمحببة والمتنوعة، وهو من إنتاج عام 2991 ورشح لعدد من جوائز الأوسكار والتي ظفر بها الممثل »آل باتشينو« كأحسن ممثل، فقدم الفيلم رسالة تحدثت عن كل شيء وعن اللاشيء عبر وصفات متنوعة الجمل ومصنوعة بإحكام، من خلال بنية حوارية استغنت عن تقنيات الأكشن وتنقلت بين فكرة الدفاع عن القيم الإنسانية ومحاربة فكرة الهروب إلى الموت.

وذلك من خلال شخصية الكولونيل الذي يظهر في الربع الأول من الفيلم كشخصية عصابية مسحوقة بالحرب، فهو كولونيل متقاعد خرج من الحرب بعاهة العمى وترسبات أخرى تجعله يصل إلى قناعة أن لا معنى لحياته، فيقرر إنهاءها، لكن قبل هذا عليه أن يرتشف من رحيق العالم آخر قطراته، فيقرر أن يقوم برحلة ـ ولأنه أعمى ـ يستعين بمكتب التشغيل الذي يرشح له من يساعده في هذه الرحلة.

وهو طالب جامعي يمر هو الآخر بفترة عصيبة في الكلية، إذ يوضع في مأزق الوشاية بأحد زملائه أو الطرد من الكلية، ولأنه بحاجة إلى المال يوافق على العمل كدليل لرجل أعمى، وهكذا يقوده إلى المطار ويوصله إلى الفندق ومن ثم يعود إلى كليته.

ومن المرافقة الأولى يصطدم برجل أعمى عصابي عنيف وذكي وسريع في اتخاذ القرارات، بل هو مقبل على الحياة يحبها ويفلسفها بكلمات بسيطة مليئة بتراكمات خبرته العسكرية والعاهة والوحدة.

وعبر بناء أرسطي مزج المخرج إرادات متناقضة (الكولونيل - الطالب) العصابية إزاء الشفافية، في هذه المزاوجة نجد أن رسالة الفيلم وعبر متناقضات سلسة، قدمت قصيدة إنسانية تتحدث عن معنى وهدف الوجود.

البيان الإماراتية في

19/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)