حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار

جــاســمــيـــلا زبــانـيـتــش عـلى درب الــهـــــدايــة:

شعرتُ بإهانة عندما قال لي "عذراً، لا نصافح النساء"

هوفيك حبشيان/ جمهورية تشيكيا...

"على درب الهداية"، يعيد جاسميلا زبانيتش الى الصدارة، بعد مضي اربع سنوات على نيلها الدبّ الذهبي في برلين عن فيلمها الأول "غربافيكا". لكنها هذه المرة تأتي بموضوع اجتماعي عقائدي حساس يجب على من يناقشه أن يتحمل الأوزار الناتجة من سوء الفهم. فالمخرجة البوسنية الموهوبة تروي في هذا الفيلم انتقالاً دراماتيكياً لرجل من ضفة الى ضفة (عمار، ليون لوتشيف) وانضمامه الى جماعة من المسلمين السلفيين في مدينة ساراييفو، بعد سلسلة من الإحباطات. ما يهمّ زبانيتش من الحكاية ليس التعريف بمعتقد وانزال العقوبات السينمائية وغير السينمائية في حقه، انما مراقبة الحال التي ستؤول اليها العلاقة بين زوجين، غداة اكتشاف الزوجة أن الوهابية أكلت زوجها لحماً ورمته عظاماً، وانه لا يبقى أمامها سوى الخضوع لرجل لم تعد تتعرف اليه. هل الحبّ كاف لإنقاذ الثنائي؟ لا تأتي زبانيتش بأجوبة جاهزة. لأن ما يؤرقها هو تساؤلات من عصر غير واثق من نفسه. انها تساؤلات مشروعة لامرأة (المخرجة زبانيتش/ الزوجة لونا) تبحث عن الدين موظِّفةً أفكارها العصرية وتبحث عن الفكر في سلفية تريد إعادة عقارب الساعة الى الخلف. من هذه المعضلة يولد فيلم يحاول اعطاء كل ذي حق حقه. هذا كله في زمن أوروبي يتخبط في الإسلاموفوبيا، ولا يعير اهتماماً لخصوصية البوسنة: شعب ذو غالبية مسلمة يتموضع جغرافياً داخل جدران الاتحاد الأوروبي. لم يكن "على درب الهداية" الفيلم الوحيد يتعاطى وضع الإسلام في أوروبا، لكنه الأفضل بين المجموعة التي عُرضت في مهرجان برلين. في مناسبة استعادته في كارلوفي فاري في مطلع الشهر الماضي، تسنى لـ"النهار" لقاء المخرجة الثلاثينية التي لا "تضبّ" لسانها في فمها عندما يتعلق الأمر بالدفاع عمن تسمّيهم "ناس الحافة". 

·         ثمة دعوة في فيلمك الى الفصل بين السلفية والإرهاب. هذا موقف سياسي أكثر منه انسانياً...

- أظنّ أن وسائل الإعلام هي التي تريد أن تجعل السلفية معادِلةً للإرهاب، وهذا شيء غير صحيح البتة، الا في حالة "القاعدة". هذا التقويم يترك خلفه الكثير من الانزعاج. أجريت أبحاثاً فوجدت ان الاثنين لا يرتبط أحدهما بالآخر. لا بل اكتشفت ان هؤلاء المتدينين الذين يعاني معظمهم من أزمة وجودية وعقد متراكمة، باتوا أهدافاً سهلة لمن يريد ابقاءهم خارج اعراف الحضارة التي نعيش في اطارها. لكن، أعتقد أن هذا الواقع هو نتيجة، في حين أن فيلمي يتعاطى مع الأسباب التي توصلهم الى هنا. البعض يحمّل هؤلاء كل ما يحصل في العالم من ارهاب. لكن نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن اليهود والمسيحيين. ولا أتكلم عن زمن غابر، بل عما يفعله الاسرائيليون في هذه اللحظة بالذات.

·         ما علاقتك بالدين؟ هل تتماهين مع شخصية عمار، بمعنى انك هل تبحثين عن استقرار نفسي ما من خلال الدين؟

ـــ أنا من تقاليد اسلامية، لكني لست متدينة. والدا أمي كانا متدينين جداً ويصليان خمس مرات في النهار. أما والدا أبي، فكانا يعتبران نفسيهما متدينين، لكن لا يلتزمان الطقوس والأعراف الاسلامية، كانا ليبيراليين ويحتسيان الخمر. عيد الأضحى الذي نراه في الفيلم هو ذاته الذي كنا نحتفي به مع العائلة. كان والديّ من ورثة الشيوعية وينظران الى الدين باعتباره أفيون الشعوب، لكن على رغم كونهما تابعين للعقيدة الماركسية، كانا يمارسان بعض الطقوس الاسلامية. بعد الحرب، المسلمون البوسنيون الذين تم انقاذهم من المجزرة باتوا على حيرة من أمرهم: فهؤلاء يعتبرون أنفسهم مسلمين، لكن الاتحاد الأوروبي لا يعتبرهم كذلك. لذلك، باتوا يتساءلون: الى أين ننتمي؟ أما في داخل البوسنة، فهناك فوبيا من كل ما هو وهّابي، والجميع يريد أن يثبت أنه لا علاقة له بالإرهاب فقط لأنه يحتفي بعيد الأضحى

·     في أوروبا التي تصبح متحدة أكثر فأكثر، كيف تفسرين هذه العودة الى القيم التقليدية، وأيضاً الى الممارسات الدينية التي كانت خلف مآسٍ كبيرة في هذا الجانب من العالم

ـــ التروما مسألة لا يسهل التعامل معها، لكونها تطالبك بأسئلة. كلما عظمت الجراح صارت الأجوبة السهلة أكثر تلاؤماً. هذا شيء عشته مع أصدقاء لي. فعندما يكون جرحك عميقاً ولا ترى المستقبل بشكل واضح، تنجرّ حتماً خلف الأجوبة السهلة. لسوء الحظ، كلما سهلت الأجوبة وجدت من يلحق بها. عموماً، الدول التي كانت سابقاً اشتراكية، تشهد الآن عودة الى الدين. في البوسنة، تضاف أيضاً الى تجربة الإشتراكية تجربة الحرب. بعض البلدان التي اندلعت فيها الحروب صارت اليوم متدينة، فما بالك ببلد مثل البوسنة حصل فيه ما حصل؟ دراسات عديدة أظهرت ان الدين صار أكثر حضوراً في حياة الأوروبيين مما كان قبل عشر سنين. المجتمعات الأوروبية اتجهت الى الديانة وعادت الى حضن ما كانت تنبذه سابقاً: اليمين والفكر المحافظ. أبناء جيلي يجدون الراحة في الدين. وقد يعتقد بعضهم أنني أنجزت فيلماً دينياً لكن هذا غير صحيح. موضوعي كان: كيف أثّر تحوّل عمار الديني في علاقته مع زوجته. لم أكن اريد التهجم على المسلمين. ولم أدافع عن قيمة تجعل فيلمي بروباغندا. انه فيلم عن السلفية، لكن كان يمكن أن يكون أيضاً عن اليهودية الارثوذكسية والاصولية المسيحية.

جرائم بلا عقاب

·         واقع أن عمار ينضم الى السلفيين يشير الى أن هناك خطباً ما في المجتمع البوسني.

ـــ (ضحك). هناك أشياء كثيرة ليست على ما يرام. أسأل نفسي أحياناً اذا كان هناك شيء على ما يرام. يا الهي! في البوسنة، كما تعلم، ارتكبت مجزرة ونال مرتكبوها، أي الكيان الصربي حالياً، جائزة على ما فعلوه، وتمثلت الجائزة في اعطائهم نوعاً من استقلال. هؤلاء الذين تعدوا على البوسنة برأتهم محكمة لاهاي لأنها اضاعت المستندات التي كانت من المفترض أن تدين المجرمين. وهذا شيء عبثي وفظيع. اذاً، مجرمو الحرب لا يزالون يسرحون ويمرحون ولم ينلوا أي عقاب. هناك أشياء كثيرة تجعل الناس تشعر بالاحباط والحرمان. بالاضافة الى وجود عدد هائل من اللاجئين لا يعرفون الى أين يذهبون. هناك أيضاً مسألة التنقل: نحن بلد أوروبي، وعلى رغم ذلك لا يحق لنا السفر الى بلدان أخرى من دون الحصول على فيزا. كل خطوة لنا محسوبة. اذاً نحن نواجه احباطات كبيرة. والآن، هناك الأزمة الاقتصادية التي تطيح كل شيء.

·         الأفلام البوسنية التي صدرت في المرحلة الأخيرة كسرت هذا التابو وبدأت تتكلم عن الجرائم التي حصلت...

ـــ  نعم، من جانبي أريد أن أؤمن أن العدالة ممكنة. فالعقاب ضروري كي يرتاح الضحايا ويشعروا بأن الاعتبار قد رُدّ اليهم، ولو قليلاً. من المهم أن تُكسر هالة أمراء الحرب، من خلال الاتيان بقرائن تدينهم وتدين أفعالهم الشنيعة. لكن مرت نحو عشرين سنة بعد انتهاء الحرب ولا أحد تعرّض للعقاب. تخيل لو مرّت مثلاً عشرون عاماً على الحرب العالمية الثانية ولم يدرك العالم بعد ما فعله الألمان من أعمال شنيعة. على الناس أن يعرفوا الحقيقة. أنا أعلم أن الأمور ستتجه نحو الأفضل، لكنها تسير ببطء شديد، وتخضع لتوازنات، وتفتقر الى الشجاعة. فالماضي، لا تستطيع أن تنساه، كونه مزروعاً في جسدك وذكرياتك...

·     كيف انجزتِ الأبحاث في هذه البيئة المغلقة؟ سبق أن قلتِ في مقابلة ان اهتمامك بهذا الموضوع نشأ حين رفض أحد السلفيين مصافحتك...

ـــ هذا صحيح. كنت في منزل صديقتي التي أعرفها منذ زمن بعيد، وهي من عائلة ليبيرالية. فجأةً دخل صديق زوجها، وعندما أردتُ مصافحته قال لي "عذراً، لا نصافح النساء". شعرت بإهانة. هذه الحادثة شجعتني على المضي في إنجاز الفيلم. كنت شديدة الاستياء وشعرت بالذل لأني رُفِضتُ على هذا النحو. أردت أن أعرف من هم هؤلاء الناس ولماذا يتصرفون على هذا النحو. هؤلاء، في معظمهم يأتون من ساراييفو وضواحيها. بالنسبة اليَّ، لطالما كان هؤلاء أناساً رجعيين على رغم انتمائهم الى بيئة مدينية وشبابية. حاولت العثور على ناس من هذه الجماعة ليرووا لي نمط عيشهم. رويداً رويداً، دخلت الى عالمهم وتعرفت الى نسائهم وذهبت واياهن الى الجامع. انها طائفة مغلقة لكنهم تقبّلوني كما أنا، بعدما طرحوا عليّ أسئلة عدة، وأول هذه الأسئلة كان "إلامَ تحتاجبن؟ لماذا تريدين إنجاز هذا الفيلم؟". هذا السؤال كان مهماً بالنسبة اليَّ، لأن على كل مخرج ان يطرحه على نفسه. قلت لهم ان هدفي بسيط وهو أن يجد الناس أرضية تفاهم بعضهم مع البعض، فيحاول كل طرف أن يضع نفسه في مكان الطرف الآخر. كنت اريد التقرب منهم كبشر بعيداً من الكليشيهات المحيطة بهم. تكلمت مع فقهاء وانتروبولوجيين. صدّق السلفيون ما قلت لهم، والتزمتُ ما قلته. كثر حذّروني من أن مشروعاً كهذا قد يكون خطراً، لكن الأمر لم يكن كذلك. أعتز ايضاً لسماحهم لي بالتصوير داخل المسجد، وهو المكان الذي لم يدخل اليه أحد للتصوير. وأعتقد ان كوني امرأة سهّل عملية تواصلي معهم.

حضن دافئ

·         ماذا عن الأسباب التي ولّدت السلفية في البوسنة والتي لا يعالجها الفيلم؟

ـــ قبل 11 أيلول، كان هؤلاء مدعومين من السعودية. كانوا يتلقون الدعم المادي من أجل شراء الكتب وتنظيم حملات بروباغندا وبناء مساجد ودفع النساء الى ارتداء الحجاب. لكن هذه الحالة تغيرت اليوم. في اعتقادي ان اخطر ما في الوجود هو اعتبار هؤلاء مصدراً للخطر، بدلاً من السعي في ادخالهم الى المجتمع البوسني. خلال أبحاثي اكتشفت ان معظم الذين يتبعون السلفية هم من اتباع حركة الپانك أو الثقافات الموازية أو من مدمني المخدرات او حتى من عائلات كانت شيوعية سابقاً. واحد من هؤلاء كنت اعرفه من زمن الحرب، وتذكرته عندما رأيته لأنه كان يفوقنا جنوناً. أعتقد انهم جماعات مهمشة، والمجتمع لا يلبي رغباتهم ولا يردّ على أسئلتهم. تأتيهم الأسئلة تالياً من الدين، وتأتيهم المساعدات، فيجدون أنفسهم في حضن دافئ، يحضرون الى الجامع متى يشاؤون ويتبادلون مشاعر الأخوة. هذا كله لأن المجتمع المدني لا يمدّ لهم يد العون للتكيف معه. لا مكان لهم في قلب مجتمعاتنا. لذا، أعتقد ان الخطر يكمن في سلوكنا نحن تجاههم. فماذا تنتظر منهم اذا اعتبرتهم مرتبطين بالإرهاب في العالم؟ جرت هناك أخيراً عملية ارهابية كان خلفها واحد من هؤلاء الشباب. لكن، عندما تطلع على تفاصيل القضية تجد انه كان طفلاً ضالاً، يجمع صوراً لتشي غيفارا على صفحة الـ"فايسبوك" الخاصة به، كذلك صوراً لمغنٍّ بوسني من الپانك الى جانب صور دينية. يا الهي! لا أفهم هذا المزيج بين تشي والمغني الپانك والله. مما يعني ان هذا الشاب كان تائهاً، الى أن عثر على من يسدي اليه نصائح عن كيفية التصدي للمجتمع

 

مهرجان

مبادرة عفوية تحوّلت موعداً حتمياً

بدءاً من الليلة الى الثلثاء المقبل، يحتضن مجمع "متروبوليس ــ أمبير" الدورة الجديدة لمهرجان الفيلم اللبناني الذي انطلق عام 2001 في المركز الثقافي الفرنسي. تظاهرة مهداة الى السينما والشباب وبيروت، قوامها الفيديو والتجريب والمبادرات الفردية، انضمت قبل تسعة أعوام الى مجموع ما يجري في بيروت من لقاءات وتظاهرات محورها هذا الهمّ العصي على أن يتحول في لبنان حقيقة ملموسة، همّ الفنّ السابع.

مهرجان الفيلم اللبناني بات موعداً سنوياً تُعرض فيه بانوراما الإنتاج المحلي، وان كان من الصعب على المنظمين ايجاد أفلام لبنانية روائية طويلة ترفع من شأن المهرجان وتمنحه شرعية أكبر مما تمنحه اليوم مع الأفلام القصيرة والمتوسطة الطول. وإن لم ينوجد هذا الفيلم، فالعار لا يقع على المهرجان، بل يتقاسمه المخرجون والمنتجون وكتّاب السيناريو والمنظومة برمتها، وكل المنضوين تحت لواء السينما اللبنانية، وهؤلاء أشبّه وضعهم بوضع الصرصار في حكاية لا فونتان الشهيرة. فمثل هذا المهرجان هو استحقاق لا يزال ساقطاً من حساب القيّمين على السينما في هذا البلد الهش.

يروج المهرجان لسينما لبنانية "صنيعة الامس واليوم والغد"، ودعم مخرجين لبنانيين مقيمين داخل لبنان وخارجه، من خلال تثبيت موقعه على انه المهرجان الحتمي لسينما صُنعت في لبنان، كي لا نكرر عبارة سينما لبنانية ونمضي في احلام فضفاضة. يجمع المنظمون كمية من الافلام انجزت في ظروف مختلفة، تحت سقف واحد، وهم متساهلون الى حدّ كبير بالنسبة الى معايير الاختيار، اذ الهدف هنا توسيع النظرة الى نشاط السينما اللبنانية وعدم التزام خط تحريري صارم وواضح. ليس مستغرباً أن تأتي المحصلة النهائية على شكل رؤية بانورامية شاملة من خلال برنامج متنوع، جزء منه لمخرجين سبق ان أثبتوا قدرة على مخاطبة الجمهور من خلال الفيلم القصير، وجزء آخر لمن يقومون بخطواتهم الأولى خلف الكاميرا.

هناك الكثير من الأفلام التجريبية في المهرجان. هذا النوع لا يخضع لقواعد وأصول. وهو في أحايين كثيرة يكون "فوق" النقد. بعضها يأتيك بصورة أو اثنتين تجعلك تغوص في تفكير عميق لساعات طويلة. وبعضها الآخر لا يملك من الموارد الفنية ما يسمح له بالمنافسة مع الأفلام المنزلية التي تزيدها عفوية وجمالاً أو أقلها صدقية. في أحيان كثيرة، عند مشاهدتنا هذه الأفلام التي تنفي عدم القدرة والغاية تحت شعار "الاختبارية"، نترحم على طابع الهواية في الأعمال التي صوّرها مجهولون، في معظمهم حملوا الكاميرا لمرة واحدة. تحت شعار "السينما الاختبارية"، يتحول أصحاب القدرة المحدودة في مجال السرد فنانين مبتكرين، يضعون قبالة عدساتهم أي شيء، ولا شيء، فتتحول اللقطة التي خلقت نتيجة العقم، مشهداً سجالياً ينبغي استحضار فرويد لتحليل خلفياته.

لكن، مهرجان الفيلم اللبناني يشرع أبوابه أمام كل مستجد ومثير. والمنظمون وأصحاب الفكرة يواصلون ما بدأوه عام 2001، اي الذهاب نحو المجهول، من دون خطة سابقة، انسجاماً، ربما مع حال السينما اللبنانية. نعم، فالمهرجان لدى ولادته كان مبادرة عفوية. ذات يوم لاحظ القائمون عليه ان الكثير من الاعمال التي تنجز لا تعرض على الجمهور اللبناني. اذ، بعد الحرب شاهدت بيروت موجة من الافلام اللبنانية، ولكنها كانت في حاجة الى لقاء يعرّف المشاهدين بهذه الأعمال. لم تكلف الدورة الاولى من المهرجان الذي جرى في المركز الثقافي الفرنسي سوى 300 دولار، ولم يتجاوز الحضور 800 او 900 مشاهد طوال ايام المهرجان، أما اليوم فبات له جمهوره الذي يملأ الصالة الكبيرة أثناء حفل الافتتاح، ويظل يتردد على المهرجان طوال فترة انعقاده على نحو متقطع بحثاً عن صيد ثمين.

برنامج العروض:

الخميس 19:

• 19:00 حفل الافتتاح.

• 19:30 "تخابط" لغسان حلواني.

"مسموح لصق الاعلانات" لطارق شمالي.

Hinkerort zorasune لفاتشيه بولغورجيان.

Le temps de la balle لهيرفيه جاكوبوفيتش.

الجمعة 20:

• 18:30 "في انتظار دنيا" لسمر كنفاني.

Vulnerable لرين متري.

• 18:30 (صالة رقم 2) "الأعشاب الهوجا" لروي عريضة.

"ذاكرة قصيرة" لمروان خنيصر.

"كل العصافير بتصوفر" لروي خليل.

Hollow mirrors لوسيم طانيوس.

• 20:00 "العرب يحبون القطط" لأكرم زعتري وليليان جيرودون.

Conversations with changes لشيرين أبو شقرا.

"بالسما" لتانيا شويري.

"المطحنة" لرامي قديح.

• 20:00 (صالة رقم 2) Beirut skinhead movement لخالد رمضان وجوان موشو.

"لحظة مع أبو ركان" لكريستوف قطريب.

Love talk 1 and 2 لسيرين فتوح.

"مثل كل أحد" لسامي سكر.

"آخ أورسولا آخ" للوسيان بو رجيلي.

"يا محلا النواوي" لغبريال زرازير.

• 21:30

Le temps d’un soupir لباتريك صفير.

My status لنتالي سجعان.

Para la eternidad لايلي لحام.

Tout va mieux لكريستوف كراباش.

للاطلاع على برنامج باقي أيام المهرجان يرجى زيارة الموقع الآتي:

www.neabeyrouth.org

(hauvick.habechian@annahar.com.lb)

 

خارج الكادر

جواهر إيران ونفاياتها

هل سبق أن طرحنا على أنفسنا السؤال الآتي: ماذا يأتينا من إيران سينمائياً؟ لا شيء مهماً سوى ذلك الذي يمر عبر مسامات الرقابة وأصابع القائمين على سمعة الجمهورية الاسلامية. نحن أمام واقع جديد ينبغي التعايش معه أو رفضه. علماً أن مَن يعيش في بلادنا، على الأقل منذ ثلاثين عاماً، ينبغي أن يكون عوده قد اشتد على هذه الممارسات وبات محصناً تجاهها وصار يرحب الى درجة كبيرة بفكرة أن هذا البلد بات مكبّاً لنفايات الآخرين. كم سفينة أفرغت هنا حمولتها من لحوم وقمح وأدوية فاسدة منذ 1975، بتواطؤ أو من غير تواطؤ مع السلطات المعنية. اليوم، نوع جديد من النفايات صار يأتي الى لبنان. نفايات أشد خطورة لأنها لا تدخل خلسة من البحر، بل بمساعدة لبنانيين وبركتهم، وبمساندة هيئات وسفارات وشركات انتاج. اللبنانيون يملكون موهبة استثنائية في جعل نفايات الآخرين جواهر، غباء أم استغباء، أو حباً بالمال وبالعلاقات العامة، أو سعياً وراء وهم الانتشار في عالم عربي لا يأبه كثيراً.

عندما اتصل بي مندوب من السفارة الايرانية أخيراً لدعوتي الى مشاهدة فيلم في قصر الأونيسكو، سألته بشكل عفوي ومن دون أن انتبه لسذاجة سؤالي: الى أي نوع من الأفلام ينتمي الشريط؟ هل أنتج برعاية رسمية؟ اذا كان من تلك الأفلام التي ينتجها النظام الايراني الذي بتنا نعلم كيف يتعامل مع مخرجيه (قضية جعفر بناهي واختفاء داريوش شوكوف ونفي محسن مخملباف)، فشكراً. قبل أن انتبه أن محدثي من السفارة الايرانية، ردّ عليّ بالقول: "تعال وأكتب ما تشاء، اذا كان رأيك ايجابياً فجيد، واذا كان سلبياً فإننا نصحح الخطأ". عندما وصلنا الى الأونيسكو، صُعقنا بأن هذا الفيلم الذي أخرجه مرتضى آطش زمزم هو عبارة عن حلقات تلفزيونية، من تلك التي تتنافس عليها المحطات اللبنانية، حيث تتداخل الضغائن بالحبّ والمطاردات بالدسائس والفساد، فيما الكاميرا تحلق فوق عيون الممثلين الجاحظة بالغضب (مدرسة ميشال تابت) وتلتقط صريف الأسنان الذي يبقى أداة التعبير الأهم عند ممثلي "الصفّ الأول". هذا كله بأقل قدر من الواقعية، وبتقنية يبدو عبدالله المصباحي مقارنةً بها مخرجاً عبقرياً.
قبل دخول الصالة، قيل لنا إن الفيلم يخدم قضية المقاومة اللبنانية، لكن بعيون ايرانية. اي ان هذه الحجة كان يجب أن تكفي لنخرج اقلامنا ونبدأ بالتعظيم، علماً ان أنبل القضايا ألهمت ايضاً أسوأ الأفلام. في الحقيقة، متابعة الفيلم حتى النهاية كانت تحتاج الى طول اناة وبرودة أعصاب، وكاد يُغمى عليّ داخل الصالة... ثم جاءني أحدهم خارجاً من الظلام الحالك ليتمنى عليّ ترك ثلاثة كراسٍ شاغرة بيني وبين ثلاث سيدات كانت جلسن بالقرب مني!

أما التصريحات التي سبقت عرض الفيلم، فتلك حكاية أخرى. يحار المرء أمامها: أيشعر بالغضب أم بالازدراء؟ في مجمل الأحوال كانت الضحكة حاضرة والسخرية رفيقة كل لحظة، علماً ان هذه الأمسية كانت قد بدأت بشعار "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".

"الطريق المسدود" (هذا اسم الفيلم) هو واحد من تلك الأفلام التي لا تستحق أن نتوقف طويلاً عندها. في المقابل، هناك سينما ومسلسلات تلفزيونية تنجز في ايران تشكل ظاهرة في مجال التحكم والتضليل. ومن السذاجة القول إن هذه الأعمال الرسمية هدفها منافسة سينما ابيشاتبونغ فيراسيتاخول (مشكلة هذه السينما ان القائمين عليها لا ينظرون سوى الى الجانب الغربي من الكرة الأرضية ويهملون جانبها الشرقي حيث المدارس الكبيرة). المسلسلات الايرانية وافلام النظام جزء من سياسة الدولة، والتهم التي كانت تلصق بهوليوود (وقوف البنتاغون خلفها) مشابهة للتهم التي يمكن رمي الصناعة الرسمية الايرانية بها. لا شكّ أن عملية الفصل بين فيلم "موالٍ" وفيلم "غير موال" تحتاج الى اطلاع أعمق على الواقع الايراني، علماً انه يجب عدم اهمال صنف ثالث، هو ما ينجزه مجيد مجيدي الذي يبقى دائماً على حافة الأشياء، وهو نوع فذّ يعتمد على محدودية ذكاء الرقيب! والقول ان على السينما الموجهة أن تبقى مهمشة وبعيدة، ليس مساً بحرية التعبير! ثم ان حرية التعبير لا تأتينا، ويجب ألا تأتي، من نظام سجن جعفر بناهي محاكماً اياه "على النيات" وحارب مشاريع مئات المخرجين!

على سبيل الاستفزاز، اسمحوا لي بهذا السؤال الساذج: اذا كانت العلاقة بين ايران ولبنان على هذا القدر من التميز، فلماذا لا يؤتى بالأفلام الحقيقية التي صنعت السينما الايرانية؟ أين جواهرها؟ عباس كيارستمي، أمير نادري، مجيد مجيدي، أبو الفضل جليلي، محسن مخملباف، رفيع بيتس، جعفر بناهي، أصغر فرهادي، وآخرون ممن صوّروا الواقع الايراني بتعقيداته الكثيرة. طبعاً، النظام لا يؤمن بالسينما. أو بالأحرى يؤمن بالسينما الموجهة، على غرار سلطات أخرى قديمة في أوروبا، سبقتها الى هذه الممارسات (الغريب ان واحدة من هذه السلطات ينفي احمدي نجاد دائماً عنصريتها ودمويتها). أن تؤمن بالسينما الموجهة يعني أن تكون عدواً للسينما. وايران، بلد الطاقات والمواهب الخارقة، التي استطاعت أن تكون نموذجاً عظيماً للسينما الكبيرة، لن تجني من هذه الممارسات الا شيئاً واحداً: تعميق الهوة بينها وبين العالم. بعد اعتداء 11 أيلول الارهابي، راحت الصناعة الهوليوودية تبذل جهدها لاستقطاب من لم يكن الى جانبها. وضعت كل الطاقات والمواهب في سبيل اظهار الأميركيين في صورة مقبولة الى حدّ ما. كان الهدف من هذه الأفلام القول ان أميركا ليست فقط البلد الذي صنع سجن أبو غريب. وحتى عندما أقرّت بمجازرها، فعلت ذلك بنقد ذاتي شديد العنف ازاء احتلال العراق وطمع السياسة الأميركية بثروات العالم، وفق مبدأ الدم مقابل النفط. كشفت أوراقها أمام الجميع. ما يفعله النظام الايراني هو عكس ذلك. بدلاً من ان يُري وجه ايران المشرق، من خلال أفلام مجّدت ايران الثقافة وايران الانسان وايران التراث، ها هو يبعث الينا ما لا يصلح للمشاهدة من صور معدلة، في زمن نستطيع أن نراقب كل شارع بفضل "غوغل ارث". ما يفعله النظام في ايران هو تعزيز سوء الفهم الدولي المتصاعد تجاهه والراكد فوق فوهة بركان. هذا كله بسبب مجموعة من الناس أرادت السيطرة على بلد وثرواته، بلد يملك طاقات مذهلة لكن لا نرى منها شيئاً. ونحن معنيون بهذه المسألة أكثر مما يعنى بها الايرلنديون، نظراً لأوضاع السياسة عندنا.

للأسف، لا يعي النظام الايراني ان ما يُنجز من أفلام ومسلسلات في رعايته وتمويله، يدينه قبل أن يدين غيره. وهو لم يصل بعد الى الادراك ان مشهداً واحداً من فيلم لكيارستمي، ذلك، مثلاً، حيث نرى الرجل العجوز يصف متعة أن يأكل الكرز ويتلذذ بطعمه وهو جالس تحت شجرة، أقوى من كل المواقف الدونكيشوتية المخبولة.

هـ. ح.

 

عرفتُ نجاحات كبيرة،

عرفتُ نجاحات كبيرة، لكن دفعتُ أثماناً باهظة جراء ذلك، وخسرتُ روحي في هذه المهنة. ولم أنتبه الى هذا الأمر الا لاحقاً، عندما أصبحت في القعر. لا تتصور عدد المرات أتيح لي فيها أن أشارك في فيلم جيد، ثم، في لحظة، كان... الفشل الذريع. هذا كله لأنني كنت كسولاً ومهتماً بذاتي. الفرق بيني وبين أرنولد وبروس، انني صنعت نفسي بنفسي. ما من مخرج كبير أراد العمل معي. هذه مصيبتي. لهذا السبب، جهدت أكثر من غيري ووقعت في الفشل أكثر من غيري.

سيلفستر ستالون لمجلة "بروميير". 

 

Cut

سيُختتم مهرجان "أيام بيروت السينمائية" الذي يُعقد في منتصف الشهر المقبل بفيلم "كارلوس" في حضور مخرجه أوليفييه أساياس.

بعد جولة موفقة في عدد من المهرجانات، سيعرض فيلم زينة دكاش الوثائقي في الصالات اللبنانية من 2 الى 14 أيلول في "أمبير ــ متروبوليس".

مجموعة أفلام لبنانية قيد الانجاز أو في طور التحضير، من اخراج: نادين لبكي، ميشال كمون، فؤاد عليوان، غسان سلهب...

تصوير فيلمَي وودي آلن ومارتن سكورسيزي في شوارع باريس يعرقل السير لبضعة أيام.

تعرض محطة آرتي اليوم الساعة 21:35 رائعة الستينات، "بيارو المجنون" لجان لوك غودار، من تمثيل جان بول بلموندو وآنا كارينا.

النهار اللبنانية في

19/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)