حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ما نشاهده من أفلام هذه الأيام

السحر والخيل ومصاصو الدماء

زياد عبدالله – دبي

كل شيء جاهز ومعدّ سلفاً، لا داعي لتوقع مفاجآت كبرى، الأفلام التجارية الطافية على سطح شاشات دور العرض المحلية على ما هي عليه، لن تحمل شيئاً جديداً إلا كل شهرين أو ثلاثة، ما لم يكن كل سنة، على مبدأ «زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة»، ولنا أن نجد فيها فقط ما تتعطف علينا به شركات الإنتاج الهوليوودية العملاقة ومعها شركات التوزيع الاحتكارية التي تقرر ما على المشاهد أن يراه في شتى أرجاء العالم متسلحة بقدراتها التسويقية وشبكات توزيعها التي تجعل من الأسبوع السينمائي أسبوعاً مقسما بالتساوي بين «الأكشن» والإثارة والخيال العلمي و«الأنيماشن»، وعلى شيء متضخم على الدوام وفق فعل إيهام متواصل متسق ومتناغم مع الحياة الرغيدة والوهمية التي على كل شيء أن يتعطل فيها عدا الترفيه، مع الحرص على إحداث أكبر قدر من التشويش على الحواس التي تمسي متأهبة ومروضة لتلقف أي شيء، والاستسلام لحالة استرخاء تمتد لسويعات، ومن ثم يُمحى الفيلم من شاشة الدماغ. ولعل المرور سريعاً على ما شاهدناه في الأسابيع الماضية عينةً، لها أن تضعنا مباشرة أمام هذه الخيارات التي تقسم الأفلام وفق فئات مدروسة بعناية تقدم للمشاهد ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، وعلى مبدأ «الاستهلاك» القيمة الكبرى التي انتصرت على أية قيمة أخرى ومنذ سنوات طويلة، وبالتأكيد مع الوفاء لسوق الفيلم ومبدأ الطلب والعرض كما كل سلعة.

لكن من اللافت تحول الأفلام التي تعرف بالخيال العلمي إلى الخيال غير العلمي، من خلال الرحلة المضنية باتجاه التشويق والإثارة، ويبدو أننا الآن أمام موجة جارفة من أفلام الخيال غير العلمي المستعين بالسحر، مثلما هو الحال مع فيلم جون تارتلتوب «الساحر المبتدئ» بطولة نيكولاس كيج، وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم نايت شياملان «آخر حراس الهواء»، فالأول ينسج قصته وفق املاءات صراع بين السحرة يبدأ من قبل التاريخ ليصل إلى عام 2000 ومن ثم إلى ،2010 وهو يبحث عن هذا الساحر العجيب الذي من المتوقع أن يكون في الألفية الثانية طالما أنه «ميلنيومي» وهو نائم بين الألعاب، بينما كنا نرى كيج يتنقل من بلد إلى آخر، وليجد الفيلم ضالته في الرهان على القوى الخفية مع تقديم فيلم رديء آخر يضاف إلى قائمة تطول وتطول من الأفلام الرديئة التي يقدمها نيكولاس كيج في كل عام، وهو على ما يبدو قد أصبح موهوباً في قدرته على الانقضاض على هكذا أدوار، تتم مشاهدتها ونسيانها من دون أن يبقى منها شيء، والحق كل الحق على آلان باركر والدور الرائع الذي أعطاه إياه في فيلمه الشهير «بيردي» عندما كان كيج في بداية مشواره الفني.

فيلم شياملان يجد المرجعيات التي قام عليها من خلال حضارات آسيا القديمة والبوذية وما إلى هنالك، لتقديم صراع غيبي بين أمم الهواء والنار والماء والتراب، لكن هذا غير صحيح ولا شيء جديد فيه سواء كانت المرجعية بوذية أو اسلامية أو مسيحية أو يهودية، فإن الفيلم يأخذ مرجعيته الكبرى من «الأنيماشن»، وهو ينقل ما كان رسوماً إلى شخصيات من لحم ودم، وهنا تكمن الكارثة التي وقع فيها الفيلم وعجزه التام عن إقناعنا بأنها، أي هذه الشخصية، تحمل ولو منطقاً طفيفاً يتسق ومنطق الفيلم نفسه، ولعل المنحازين إلى الروحانيات وما إلى هنالك لن يجدوا شيئاً من ذلك في ثنايا الفيلم، وخصوصاً أن هذه «الروحنة» ليست إلا حركات تعبيرية تتخذ من القوة السحرية التي ستتسلح بها كل ما تطمح إليه، بالسذاجة المتأتية من الاقتتال الذي ستولده. شراهة شركات الإنتاج اتجاه الإثارة والتشويق لن تجعلها توفر أي شيء في خدمة تقديم ما يوهمنا بأنه جديد، ولعل النسبة العظمى من أفلام الرعب، على سبيل المثال، مبنية على فكر ديني أولاً وأخيراً، وثنائي أيضاً، بمعنى أن الشر والخير يتصارعان، وعلى النهاية أن تكون انتصاراً للخير، ولعل الخروج الأكبر عن هذا «الورع» الهوليوودي كان من خلال تبني الرعب الياباني الذي شكل انعطافة أفلام الرعب الهوليوودية من خلال سلسلة «كرادج»، ليجد الآن الخيال غير العلمي في البوذية والحضارات الشرقية القديمة ضالته، من دون أن يكون لذلك أية إضافة على مسار التشويق التجاري، مثلما الحال مع فيلم «كسوف» وهو يستكمل جزأه الثالث الذي يضعنا مباشرة مع مصاصي الدماء ويمنحهم حقاً شرعياً في الوجود من خلال علاقات الحب وما إلى هنالك من تصويره المجتمع الأهلي لمصاصي الدماء، الأضحوكة التي لا يوازيها أضحوكة إلا نجاحات الفيلم وقبله سلسلة الروايات المأخوذة عنه التي ألفتها ستيفان ماير.

الإمارات اليوم في

08/08/2010

 

محمد رجب: لست صغيراً على البطولة المطلقة

القاهرة ـ دار الإعلام العربية 

على الرغم من أنه ظهر في دور البطولة المطلقة في رمضان الماضي من خلال مسلسل أدهم الشرقاوي، فإنه هجر الدراما هذا العام متجها إلى السينما التي حقق فيها النجاح الأكبر..

هو الفنان محمد رجب الذي يعود للسينما بعد غياب عامين من خلال عمل لايت كوميدي يحمل عنوان «محترم إلا ربع»، الذي يصفه رجب بالمغامرة السينمائية، في ظل اعتياد الجمهور مشاهدته في أدوار الشر. تفاصيل أكثر عبر السطور التالية.

يبدأ رجب حديثه عن عمله الجديد محترم إلا ربع، مؤكدا أنه عمل يمكن أن نطلق عليه لايت كوميدي من إخراج ياسر سامي، وسيناريو وحوار محمد مبروك، وهو عمل سيكون مفاجأة للجمهور من حيث قصته ودوري به، خصوصا أنه منحني الفرصة لتغيير المنطقة التي حصرني فيها المنتجون السينمائيون.:حدثنا إذن عن دورك في فيلم محترم إلا ربع؟:أقوم بدور رسام كاريكاتير له شخصية جيدة ومبادئ جعلته محل احترام الكثيرين ولكن هناك أحداثا كثيرة جعلته يتخلى عن هذه المبادئ، والفيلم يشاركني البطولة فيه مادلين طبر وإدوارد، ومن إنتاج أحمد السبكي.

ثقة الجمهور

·         هل كان تأجيل عرضه إلى عيد الفطر خوفا من الدخول في منافسة شرسة مع أفلام موسم الصيف؟

أنا أختلف مع الذين يفكرون بهذا الشكل، لأن هناك أيضا أفلاما قوية جدا ستعرض في العيد وفي اعتقادي أن الفيلم الجيد يمكن أن يفرض وجوده بقوة في أي وقت على الرغم من أن هذا الصيف جاء قصيراً بسبب كأس العالم ودخول رمضان في منتصفه ومع هذا حققت الأفلام إيرادات جيدة.

·         هل فوجئت بإسناد دور البطولة لك في هذا الفيلم؟

حقيقة لم أفاجأ لأنني عملت من أجل ذلك لفترات طويلة خاصة من خلال اهتمامي بعملي واجتهادي في الأدوار التي أسندت إلي وظلت تكبر هذه الأدوار إلى أن حصلت على البطولة، وهذا أمر أحمد الله عليه، وكل ما أتمناه أن أكون عند حسن ظن الجمهور وثقته بي.

·         يردد البعض أنه لولا التليفزيون قدمك لدور البطولة في أدهم الشرقاوي لما اعترفت بك السينما كبطل؟

على الرغم من أن التليفزيون هو الذي قدمني في الأصل للسينما فإنني عدت له بعد 5 سنوات ببطولة مسلسل أدهم الشرقاوي، وبالفعل كان مصدر تفاؤل كبيرا بالنسبة لي بعد بطولتي أحد أهم مسلسلاته وبالتالي أكد للسينمائيين أنه يمكن أن يعتمدوا عليّ كبطل، ولا أنكر أن السينما قدمتني في أدوار كثيرة وهي أيضا كانت الأرضية التي انطلقت منها، خصوصا فيلمي «المش مهندس حسن» و«8/1 دستة أشرار»، اللذين قدمت خلالهما أيضا اللايت كوميدي.

محظوظ في السينما

·         هل تعتقد أن اجتهادك وحده يكفي وهناك من عمل قبلك بسنوات طويلة لم يحصلوا على البطولة وهم أكثر اجتهاداً؟

النصيب يلعب دوره فربما أكون محظوظاً لأنني وجدت فرصة في بعض الأفلام قدمتني بشكل جيد، وكذلك هي أفلام حققت إيرادات كبيرة، وهناك بالفعل آخرون اجتهدوا ولم يحالفهم الحظ وهذا حال الدنيا ولكنهم يوما ما سينطلقون إلى البطولات من خلال دور يكشف كثيرا من المواهب والإمكانيات الكامنة بدواخلهم لم تستطع أعمال قدموها أن تخرجها، ولكني بحق وجدت بعض الأدوار الصعبة وأحيانا المركبة كشفت كثيرا من المخزون الإبداعي بداخلي مما شجع المنتجين على إسناد دور البطولة لي.

·         هل هذه النقلة ستقودك إلى منافسة شرسة مع أبناء جيلك للحفاظ على ما حققته؟

هي ليست منافسة، كل منا له طريقته وأدواره التي تليق به ولكن لابد للإنسان إذا تقدم أن يحرص على مكانته، ويتقدم أكثر فهي ليست منافسة بل اجتهاد والتزام وخيال جيد، وقبل ذلك توفيق من عند الله.

·         هل هناك عوامل أخرى أسهمت في نجاحاتك مثل تجربتك في مجال الديكور ودراسة الإعلام؟

بالتأكيد هذه الأشياء تشكل إضافة للفنان، فالديكور مثلاً يحتاج إلى خيال جيد ورؤية جمالية عالية، والإعلام جزء من عملنا ويرتبط به كثيراً خاصة أنه يتناول المقروء والمسموع والمرئي ومثل هذه العوامل في رأيي تشكل الفنان وتجعله ذا خيال جيد كما تساهم في أن يكون الفنان أكثر وعيا تجاه نفسه والآخرين.

مستعد للجلوس في البيت

·         ألا تخاف بعد البطولة أن تجلس طويلاً في منزلك لانتظار فرصة ثانية، خصوصا أن البطل لا يقبل بأدوار كان يقبلها سابقاً؟

في الأدوار العادية نعمل عملا واحدا في العام لا أكثر لأن العمل يحتاج إلى تحضير وتصوير وانتظار عرض..

فضلا عن ذلك فإن الإنتاج اليوم اختلف عما كان من قبل، حيث كان ينتج قرابة المائة فيلم في العام حسبما عرفنا، واليوم ينتج في الموسم ما بين 10 و15 فيلما في مواجهة مئات من الفنانين، فأنا لا أخاف الانتظار، وسأنتظر حتما حتى أجد عملا يرضي طموحاتي ويقدمني بشكل يحفظ جهودي وتعبي طوال سنين.

·         هل أسهمت صداقاتك في الوسط الفني في ظهورك في الفترة الأخيرة وبلوغك النجومية التي كنت تتمناها؟

الصداقات ليست لها علاقة بنجاحي أو عملي فأنا كل صداقاتي مع فنانين زملائي فهم ليسوا منتجين أو مخرجين ولكنني قدمت نفسي من خلال أعمال عدة لفتت نظر المنتجين والمخرجين وكبار النجوم فيطلبونني على هذا الأساس، وأنا أيضا خارج الشللية ليس لعيب فيها ولكن لديّ اهتماماتي الكثيرة، وأفضل أن يختارني المنتج أو المخرج بقناعة وليس لأنني أنتمي لفريق عمل محدد.

·         في فترة معينه كانت أدوارك محصورة في أدوار الشر.. كيف خرجت منها؟

الممثل لابد أن يكون جاهزا لأي تكليف وعندما قدمت أدوار الشر نجحت فيها بشكل كبير، وهذا شجع المنتجين والمخرجين على اختياري في هذا النوع من الأدوار ولكن حتى من خلال أدوار الشر كشفت عن جوانب أخرى من مواهبي لأنني لم أقدمها بشكل تقليدي ومحدود، وفي أدوار أخرى قدمت نفسي أيضا ومضيت في تنوع الأدوار ولا أمانع لو عرض عليّ دور شرير مرة أخرى فسأقبله لأنني تحررت من سجني في هذه الشخصية، فعليّ أن أقدم كل ما أراه مناسبا في من أدوار.

حال السينما

·         هل تعتقد حالياً أن السينما تقوم بدورها كاملاً تجاه جيلكم من الشباب؟

هناك حديث كثير عن تراجع السينما المصرية ولكن من دون تحديد أو تشريح فأنا أؤمن بتقييم كل عمل على حدة حتى لا نظلم آخرين أجادوا في اختيار الموضوع، وفي أي مجال هناك أعمال جيدة وأعمال غير جيدة فلماذا نحكم على السينما بالفشل مرة واحدة فإذا كانت أغلب الأعمال فاشلة فيمكن أن ننعي السينما ولكن من وجهة نظري أن أغلب الأعمال المعروضة جيدة وأستطيع أن أقول: السينما بخير.

كيف تختار أعمالك؟

أنا لا أختار أعمالي بل أختار من بين ما يقدم لي من أدوار.. لكنني عندما أتلقى دورا جيدا في عمل يعرض عليّ أعيد قراءته كثيراً لإبداء ملاحظاتي إذا كانت موجودة، كما أنني أحرص على اختيار أدواري بدقة شديدة، فأنا تخطيت مرحلة الانتشار، وعليّ بعد ذلك أن أفكر جيداً قبل أي خطة أخطوها.

·         هل أنت عصبي؟

لا ولكني حازم جداً في تحديد أموري ولا أتخذ قرارا إلا بعد دراسة الأمر جيداً، وأنا لا أحب الإنسان العصبي لأنه دائما يخسر الكثيرين بعصبيته، ولكن كل إنسان يمكن أن يتوتر أو يغضب كأي إنسان آخر.

·         هل أعطيتك النجومية ما كنت تبحث عنه؟

مجرد بلوغ الإنسان النجومية يصبح أكثر التزاماً وهي لا تعطي غير الشهرة والمجد للإنسان ولكن في اعتقادي أن النجومية مسؤولية كبيرة، فأنا بطبعي إنسان بسيط أتعامل مع الأمور بهدوء وبساطة ولا أفضل أن يفعل الإنسان شو حول نفسه بلا معنى، وما يؤكد ذلك أنني لا أتحدث في الإعلام كثيراً، وتركت الفترة الماضية للعمل والإنجاز، وبعدها الإعلام هو الذي يتحدث عنك.

·         أنت درست الإعلام وتعرف قيمة النقد.. كيف تتعامل معه؟

النقد ليس حكراً على النقاد المعروفين ولكنه موجود في كل حياتنا وعلينا أن نتقبله بكل علاته، وهناك من يكون مدركاً دوره ويكتب عنك، وهناك من يكون انطباعياً ويقلل من جهدك ويمكن في النهاية أخذ ما أريده منه وأنسى بعض ما يكتب إذا رأيت أنه لا يهمني.

البيان الإماراتية في

08/08/2010

 

«القتلة».. لا كوميديا ولا أكشن .. ولكنه «مولد وصاحبه غايب»

كتب محمود عبد الشكور 

ليست الأفلام بالأفكار أو الأنواع ولكنها بالمعالجات المختلفة التي تجعلك تشاهد الأشياء كأنك تراها لأول مرة مع أنك تراها كل يوم. «شيكسبير» العظيم نفسه اعتمد علي التاريخ وعلي الحكايات المروية ولكنه جعل منها شيئاً أقوي بكثير من الأصل الذي أخذت عنه، ومن عيوب الأفلام عموماً أن تأخذ فكرة جيدة فتترجمها من خلال معالجة ضعيفة وهزيلة، وهذه مشكلة فيلم (Killers) (القتلة) الذي أخرجه «روبرت لوكتيك».

الفكرة مكررة وقدمت في معالجات كثيرة ناجحة عن تلك المرأة التي تكتشف بعد الزواج أنها اقترنت برجل مطارد ومعرض للقتل سواء كان خارجاً عن القانون أو عميلاً لأجهزة الاستخبارات في مهمة صعبة، أو خارجاً عن تلك الأجهزة والمطلوب تصفيته، ولكن فيلم «القتلة» كما شاهدناه حائر في معالجته فلا هو كوميديا يستنزف إمكانيات الفكرة الثرية حتي النهاية، ولا هو فيلم «أكشن» يقدم بناء متماسكاًَ يمكن تصديقه. بدأنا كفيلم كوميدي رومانسي أكشن، ثم انتهينا أكشن كوميديا رومانسي، إنه نموذج لفكرة مولد الدراما دون إشباع أي خط، وبكم هائل من الثغرات في كل مكان!

نسيت أن أقول لكم إن الفيلم يمكن أن تعتبره أيضاً فيلماً سياحياً، فالأحداث ستبدأ في مدينة «نيس» الفرنسية، وستكتشف فيما بعد أنه كان يمكن أن نبدأ من أي مدينة في أمريكا، ولكن المطلوب تغيير الجو لكل الأبطال الأمريكيين، كما أن هناك فرصة للدعاية السياحية للمدينة الفرنسية، وقبل العناوين نكون قد تعرفنا علي عائلة بطلتنا الجميلة «جينفر» (كاترين هيجل) المكونة منها ومن والدها الطيار الصارم (توم سيليك) ووالدتها، والثلاثة في إجازة في مدينة «نيس» بعد أن تركت «جنيفر» صديقها المغامر بمجرد أنها ترفض أن تشاركه رياضة تسلق الجبال لأنها تخاف من الارتفاعات الشاهقة، علي الطرف الآخر يظهر بطل الحكاية «سبنسر» (آشتون كوشتر) كعميل في أحد أجهزة التجسس الأمريكية، مهمته تصفية المعتزلين من الجهاز الذين اعتبروا أعداء بعد أن كانوا أصدقاء، ويضطر التكليف الأخير أن يذهب إلي «نيس» لتصفية أحد هؤلاء بتفجير الطائرة التي يفترض أنه بداخلها. يستمر الخط الرومانسي بالتعارف التقليدي بين «سبنسر» و«جينفر» فالإعجاب فالزواج فقرار «سبنسر» باعتزال العمل رغم تحذير رئيسه له بأن الأمر ليس بهذه البساطة التي يتخيلها، ولكن السيناريو المتواضع نفسه يكشف عن الأمر بهذه البساطة حيث يقفز الفيلم ثلاث سنوات كاملة عاشتها «سبنسر» مع «جينفر» في سعادة وهناء وبدون تهديد، ولا يتذكر جهاز الاستخبارات عملية تصفية «سبنسر» إلا بعد الثلاث سنوات وفي مناسبة الاحتفال بعيد ميلاده!

هناك إذن ثغرتان واسعتان بحجم البحر المتوسط: الأولي مرور هذا الوقت الطويل بين الاعتزال ومحاولة التصفية في الولايات المتحدة، والثغرة الثانية أن «سبنسر» ليس ممن يحملون أسراراً خطيرة، فليس صحيحاً أن الذين يعتزلون من أجهزة المخابرات الأمريكية أو الأوروبية يتم تصفيتهم لمجرد الابتعاد، بل إن بعضهم قاموا بتأليف كتب حافلة بالأسرار الخطيرة، كان يجب أن يكون هناك مجهود لإقناعنا بأن «سبنسر» خطر علي الجهاز الذي كان يعمل معه مما يستلزم تصفيته، والعجيب فعلاً أنه أثبت خلال السنوات الثلاث أنه أنزل الستار علي حياته الماضية، وأنه مجرد زوج سعيد مع زوجته الجميلة، وبالتالي فإنه يستحق أن يعيش في أمان بعيداً عن التهديد.

ولكن صناع الفيلم يريدون الوصول إلي المفارقة بتعرض «سبنسر» للخطر، واكتشاف زوجته المسالمة التي انفصلت عن خطيبها خوفاً من تسلق الجبال أن زوجها الحالي جاسوس سابق مهمته تصفية الخارجين عن الجهاز، وفي هذا الجزء الذي يشغل معظم زمن الفيلم توالت عمليات الاغتيال الساذجة التي يقوم بها جيران الزوجين والمفترض أنهم سيحتفلون بعيد ميلاد «سبنسر» ستسألني: ولماذا يقوم الجيران والأصدقاء بهذه المهمة؟ الإجابة العجيبة هي أن جهاز المخابرات قرر تصفية «سبنسر» نظير مكافأة قيمتها 20 مليون دولار. تخيلوا سذاجة كتاب السيناريو الذين اعتقدوا أن أجهزة المخابرات تقوم بتصفية رجالها السابقين بما يشبه الإعلان في الصحف علي طريقة هذا العرض المقترح: «يعلن جهاز المخابرات الفلاني عن تصفية العميل «سبنسر» القاطن في شارع كذا بمدينة «كيت».. ومن يقتله ويحضر جثته يتسلم مكافأة قيمتها 20 مليون دولار.. التسليم والتسلم في عنوان الجهاز بشارع كذا من الساعة الثالثة حتي منتصف الليل.. نفعونا تجدوا ما يسركم»!!

كان من الواضح أن المفارقة الكوميدية أصبحت في خدمة مشاهد الأكشن التي لا تقدم بصورة كوميدية ولكن بصورة شديدة الخشونة والعنف وكأنه تم تصويرها لتكون جزءاً من أي فيلم أكشن عادي أي أن صناع الفيلم لا يعرفون أنهم يصنعون مزيجاً بين الكوميدي والأكشن.

للأمانة كان هناك مشهد واحد تم فيه تقديم لمسات كوميدية هو المشهد الأول عندما تعود «جنيفر» للمنزل فتجد زوجها يتعرض لمحاولة قتل من صديقه الصدوق، كان المشهد ناجحاً وجيداً لولا أننا لم نعرف لماذا عادت الزوجة إلي المنزل رغم أننا شاهدناها في المنظر السابق مباشرة وهي في طريقها إلي المطار للسفر إلي «سان فرانسيسكو» في مهمة عمل.

في لحظات كثيرة بدا الفيلم كما لو كان بالوناً منتفخاً وملوناً ولكن بداخله هواء. لا شخصية الزوجة مثلاً تمت دراستها، ولا تستطيع أن تفسر كيف أصبحت فجأة شجاعة تضرب الرصاص، ولا تفهم لماذا لم تترك له المنزل وتهرب خاصة أنها تأكدت من حملها، وحتي عندما تقترح علي الزوج الذهاب إلي منزل والدها يرفض، ويصر علي العودة إلي منزله رغم أن يشك في كل الجيران، وسنعرف أن كل ذلك يستهدف المزيد من مشاهد الأكشن وصولاً إلي مفاجأة الفيلم التي كانت كفيلة لو تمت معالجتها بصورة محترفة بوضعنا أمام كوميديا جيدة، فالأب الصارم والد «جينفر» هو أيضاً عميل سابق ومعتزل، و«سبنسر» جاء إلي «نيس» للتخلص منه ولكنه لم يركب الطائرة التي انفجرت أي أن الأب أيضاً خدع زوجته بادعاء أنه طيار.

حتي هذه المفاجأة لم يتم استغلالها في الكوميديا من البداية، كما أنها بدت غريبة لأنه من المستحيل تكليف «سبنسر» باغتيال شخص لا يعرف صورته، فكيف إذن وافق علي الزواج من ابنته ولم يعرفه؟! القتلة فبركة خواجاتي تؤكد أن الفهلوية ليسوا في بلدنا فقط، ولكنهم في كل مكان مهما تنوعت اللغات والجنسيات!

روز اليوسف اليومية في

08/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)