حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رؤية خاصة

خسوف القمر

بقلم : رفيق الصبان

لم يكن أحد يتوقع ربما في ذلك الكاتبة نفسها هذا النجاح الشعبي المنقطع النظير لسلسلة القصص التي تحمل اسم (منطقة الشفق) والتي تروي مغامرات فئة من مصاصي الدماء الشبان الذين يعيشون في شمال الولايات المتحدة، في منطقة تحيطها الغابات الواسعة والجبال المملؤة بالثلوج.

هذه الفئة التي تظهر أول ما تظهر.. في مدرسة ثانوية حيث يلفت شاب شديد الوسامة (روبرت بافنسون) أنظار الفتيات كلها.. ولكنه غارق في وحدته.. بعيدا عن الجميع.. لايتحدث إلا مع شلة صغيرة من الشباب والفتيات يماثلونه في السن والوسامة..إلي أن يقع هو بدوره في هوي إحدي الطالبات (الكسندرا).. ونكتشف من خلال هذه العلاقة انه ينتمي إلي جماعة مصاصي الدماء.. الذين يعيشون علي شرب الدم البشري.. مما يمنحهم خاصية الخلود الأبدي.. وقوة جسمانية خارقة للعادة.. يستطيعون منها الطيران والتحليق والقيام بأعمال خارقة يعجز عنها البشر العاديون. وكما نعرف وتقول الأساطير التي تتحدث عن هذا النوع من البشر.. ان ضحيته التي يمتصون دماءها.. تصبح بعد ذلك.. واحدة من جماعتهم.. وتنسي انسانيتها العادية.. لتنتمي بدورها إلي هذه الفئة التي تعيش علي دم ضحاياها من البشر.

ولكن رغم اكتشاف الفتاة العاشقة سر محبوبها.. فانها تتابع الهيام به.. وتقررأن تمنحه دمها لتكون واحدة من فريقه.. وتعيش معه الي الأبد.. ولكن هو بدوره ونتيجة هيامه بها. يرفض لها هذا المصير الفاجع الذي يجعل أفراده يعيشون شقاء لاينتهي.. علي مدار السنين والحقب.. وهكذا يتداخل الحب والرعب والجنس من خلال إطار طبيعي خلاب.. جعل القراء يحلمون ويعيشون هذه الأحداث الخيالية التي رعت الكاتبة في نسجها وخلق اجوائها وشخصياتها.

وجاءت السينما لتؤكد هذا النجاح الأدبي الساحق بنجاح سينمائي مماثل.. مما دفع الشركة فورا إلي تقديم جزء ثان من هذه المجموعة القصصية.. تبعه جزء ثالث وهو الذي نراه اليوم علي شاشاتنا ويحمل اسم خسوف القمر.

في هذا الفيلم الأخير.. لازلنا أمام الأبطال أنفسهم.. والمدينة الصغيرة نفسها.. والشخصيات الثانوية نفسها. والتي اكد نجاحها وتعلق الجماهير بها من خلال الجزءين الأولين.

هذا التعلق (الشبابي) بهذه السلسلة من الأفلام.. يعود أولا لغرابتها.. وخروجها عن المألوف والمضاد.. وثانيا كون ابطالها وبطلاتها من الشبان والشابات الفائقي الحسن.. الأقوياء المظهر القادرين علي تحقيق المعجزات.. وأخيرا هو الرعب المختلط بالرعشة الجنسية والتي تسببها مشاهد هذه (الهفته) الحسية في العنق.. والتي يعقبها امتصاص الدم.

وبالطبع فان بطل هذه السلسلة روبرت باتنسون كان له الفضل الأول في التفاف المراهقين والمراهقات حوله.. وتحقيق النجاح الساحق لهذه الأفلام، مما دعا الشركة الي تجربته في أفلام أخري.. بعيدا عن سلسلة (الشفق) فقدمته في فيلم عاطفي يدور ايضا في اجواء طبيعية.. ولكن الفيلم فشل فشلا ذريعا ولم يحقق جزءا بسيطا من النجاح الذي حققه هذا البطل في سلسلة أفلام (الشفق).

مما جعل الشركة تفكر بحل أخير لاستمرار جذب الشباب اليها.. بعد ان شعرت ان (سحر) بطلها الشاب سحر مؤقت سرعان ما يزول.. وانه من الصعب عليه جدا.. ان يسير في مدار النجوم الفائقي الحسن كتوم كروز وليوناردودي كابريو وجون ويب وبرادبيت وسواهم.. الذين انتقلوا بسلاسة وموهبة من فئة (الشباب الحلوة) الي الممثلين القادرين علي حمل أعباء فيلم درامي كبير له وزنه وثقله الكبيرين.

لذلك فكرت بسرعة.. كي تضمن بقاء جمهورها الشاب وتعلقه بالسلسلة وأبطالها.. باستقدام بطل شاب آخر يتمتع بالوسامة نفسها وبالسحر نفسه.. وأن تخلق نوعا من التنافس بين هذا الشاب الوافد وبين مصاصي الدماء العاشق، والحق انها احسنت الاختيار وعرفت من أين تؤكل الكتف.

الشاب الجديد.. ينتمي هو أيضا الي فئة تعود أصولها الي الهنود الحمر.. وينتمي الي جماعة (المتحولين) أي الذين يستطيعون ان يتحولوا الي حيوانات شرسة (ضباع ونمور واسود ودببة) عندما يداهمهم الخطر.

الشاب يجمع بين جمال الهندية الأحمر.. المختلط بالدماء الاوروبية والذي يعطيه نوعا من الجاذبية الخاصة به.. تجعله يفوق في جاذبيته.. جاذبية (باتنسون) الايلة الي الأفول.

الفيلم كله يدور اذن في صراع شرس بين العاشقين.. لكنه لايخلو من بعض الظواهر الاجتماعية التي تذكرنا ببعض افلامنا المصرية (الكسندرا) العاشقة.. ترغب باقامة علاقة جنسية مع مصاصي الدماء الذي عشقته وهو يرفض أن يجردها من عذريتها قبل ان يتزوجها. وهو لايريد لهذا الزواج ان يتم خوفا عليها من ان تعيش مصيره الفاجع.. والشاب الهندي (جاكوب) الذي يحاول الفيلم ان يقدمه وان يعرض جمال جسده وقوامه وتقاطيع وجهه الوحشية االآسرة في اجمل وابهي صورة ممكنة يحاول اجتذاب الفتاة الي صفه.. ان يعدها بحياة بشرية سعيدة مقابل حياة الخلود المليئة بالعذاب والعنف التي تنتظرها بعلاقتها مع (ادوارد) وهو اسم باتنسون في الفيلم.

هذا الصراع هو اذن اللعب الاساسي في الاحداث.. تتخلله.. المعارك الدموية بين فصيلتي مصاصي الدماء فصيلة يقودها ادوارد وأصحابه وفصيلة أخري معادية تقودها فكتوريا ذات الشعر الأحمر الملتهب.. والتي تكن حقدا هائلا علي ادوارد لانه كان السبب في القضاء علي حبيبها وحرقه واحالته الي رماد.

ثم يتعرض الفيلم بسرعة  إلي بعض الشخصيات الأخري.. التي تنتمي الي عالم مصاصي الدماء والتي تحتوي أعماقها حقدا لاينتهي علي البشر.. لهذه الفتاة الجميلة التي يتم اغتصابها جماعيا بمعرفة خطيبها الثمل الذي عجز عن الدفاع عنها والتي قررت الانتقام من الرجال جميعا.

أو هذا الشاب الأشقر الحرماني الذي يحقد علي البشرية كلها التي اضطهدته وعاملته بازدراء واحتقار.

ثم والد (الكسندرا) ضابط الشرطة.. الذي يعرف علاقة ابنته بمصاصي الدماء ويحاول انقاذها من براثنه.. وعلاقته بزوجته المطلقة.. وهو العنصر الانساني الوحيد في الفيلم الذي يتكلم عن عواطف بشرية معتادة وعن أمور تخص حياتنا الحقيقية دون خيال جامح أو تصورات خيالية.

الفيلم شأن الفيلمين السابقين تدور أحداثه في اجواء طبيعية خلابة.. ويحتوي علي مشاهدة معارك رائعة، تنفيذها وفي خيالها.. كالمعركة التي تدور بين (المتحولين) الذين انقلبوا  إلي وحوش كاسرة وبين مصاصي الدماء.. أو المعركة في الثلوج بين فكتوريا وتابعها دائما وبين ادوارد الذي هرب بحبيبته الي كوخ ثلجي منعزل كي يحميها من هجمات مصاصي الدماء الشرسين ويتبعه (جاكوب) الشاب الهندي الذي يتحول الي ذئب كاسر لحمايتها.

الخيال طبعا.. يلعب دوره في شحذ اهتمام المراهقين.. وجمال الطبيعة الخلاب يضيف سحرا الي سحر.. وكذلك الخدع السينمائية البارعة والمونتاج الذكي.

كما تدخل أحداث الفيلم في نطاق الكوميديا احيانا.. كمشهد الأب الذي يشهد تصارع العاشقين علي ابنته وكل منهما يجذبها اليه.. ويقبلها ويحاول اقناعها بالانتماء اليه.

والأب ينظر الي ما يحدث وكأنه يشاهد.. احداثا علي التليفزيون.. دون ان تهتز شعرة من رأسه.

بالطبع.. رغم انتشار الكتاب الأصلي ورغم نجاح الجزءين الأولين من السلسلة فان هذه الأفلام كما يبدو تتوجه اولا وأخيرا الي المراهقين اكثر مما تتوجه الي جمهور عادي.. حتي لو كان هذا الجمهور من مدمني افلام المغامرات والحركة.

اللامنطق والخيال الجامح.. والأحداث التي تختلط فيها نزعة اسطورية بنزعة خيالية ثم اجواء الشباب ومدارسهم الثانوية.. وأحلامهم الغضة.. وهو مالم يتحقق تماما في هذا الجزء الثالث.. نظرة تعبر السن الذي أصاب النجوم الرئيسيين.. لذلك ابتعد الفيلم عن الاجواء المدرسية، كما فعل في الأجزاء السابقة.. واكتفي.. بالتركيز علي المشاهد الطبيعية.. وعلي مشاهد الهوي التي تدور في الغابات ومن سنابل الحقول.. أو الحبال الثلجية« كما ركز من جذبه علي وسامة وتحول البطل الهندي الشاب الذي اعتقد جازما انه سيكون بدون جدال بطل الحلقات القادمة من هذه السلسلة اذا تابعت نجاحها الجماهيري واستقطاب فئة الشباب المراهق اليها.

ان خسوف القمر يبرهن مرة اخري علي الذكاء التجاري الذي تتمتع به هوليوود.. وطرفها النافعة في جلب جماهيرها الي أفلامها والطرق البارعة  الذكاء التي تستخدمها في اعطاء لمسة السحر والرعب والجنس والمغامرة علي احداث افلامها.

السينما هي لعبة الخيال.. وخسوف القمر هو جزء من هذا الخيال فلماذا نعترض اذن؟؟؟

أخبار النجوم المصرية في

29/07/2010

 

ايام زمان المنيا نبع الفن وزهرة المدائن ٣

وتبقي المنيا أحب البلاد إليّ ولولا أن »لقمة العيش« أخرجتني منها.. ما كنت خرجت.

بقلم : موفق بيومي 

ومازال قطار الفن يجوب محطات المشاهير في محافظة المنيا قادما من الشمال ليتوقف اليوم في بعض محطات الوسط في جولة يستعرض خلالها أشهر النجوم وأهم الاحداث وأطرف القصص والحكايات عن الفن.. والفنانين.

>>>

ها نحن نصل إلي مدينة سمالوط التي تزهو بأنها قدمت الأب الروحي للسينما المصرية وهو أحمد باشا الشريعي أحد أغني أغنياء الصعيد بل مصر كلها بما يمتلكه من ألوف الأفدنة وعشرات الألوف من جنيهات بدايات القرن العشرين والتي تعادل عشرات الملايين بأسعار هذه الأيام التي نعيشها، لم يكن أحمد الشريعي باشا مجرد ثري وعمدة تقليدي يبدأ حياته وينهيها دون أن يشعر به أحد سوي حفنة من المقربين إليه بل كان رجلا متنورا واعيا لأهمية الدور الاجتماعي للأثرياء والعبء الملقي علي كاهلهم ولم تقف اسهاماته عند العديد من المنشآت والخدمات التي قدمها لأبناء بلدته سمالوط والقري المجاورة لها بل وفر لزوجته رائدة السينما المصرية السيدة عزيزة أمير كل السبل وأتاح لها المناخ الأمثل لعملها ثم كانت خطوته الخالدة عندما انتج لها أول فيلم متكامل في تاريخ السينما المصرية من ماله الخاص وهو الفيلم الذي بدأ باسم »نداء الرب« عام ٦٢٩١ ثم حدثت به تعديلات جذرية حيث أعيد تقديمه في العام التالي - ٧٢ - باسمه المعروف والخالد في تاريخ السينما المصرية والعالمية »ليلي«.

لم يكن أحمد باشا الشريعي هو النتاج الوحيد القادم من سمالوط التي قدمت نجما  لامعا آخر جاء من نفس العائلة العريقة وهو الموسيقار عمار الشريعي الذي قضي طفولته وصباه ومطلع شبابه في تلك المدينة الصغيرة الجميلة باعتبار ما كان!

>>>

من سمالوط الي المنيا العاصمة - المدينة والمركز - التي قدمت سيلا من النجوم الكبار علي مدار تاريخ السينما والفن المصريين كما كانت شاهدا علي الكثير من الاحداث الفنية وتصوير العديد من المشاهد السينمائية لبعض الافلام لعل من أشهرها زوجة رجل مهم الذي تنقلت مشاهده الجميلة الاولي بين إحدي العمارات السكنية العتيقة المطلة علي شارع كورنيش النيل ومبني محطة السكك الحديدية ومبني مديرية الأمن القديم الذي كان مكاتب واستراحة لحاشية الخديو اسماعيل الذي كان يملك قصرا متواضعا.. بمفاهيم ولغة الملوك كان مجاورا للمبني ومن هنا جاءت التسمية القديمة التي لم يعد يذكرها أحد »أرض السرايا« والقصد بها حديقة القصر وكانت تزيد عن مائة فدان تحولت إلي أجمل الاحياء السكنية بعد بيع الدائرة السنية لاملاك اسماعيل عقب عزله وخروجه من مصر لتسديد ديونه.

امتلكت المنيا القديمة عددا من المسارح كانت رغم تواضعها التقني وبساطتها المتناهية مدرسة تخرج منها العديد من نجوم المسرح الكبار سواء من أبناء المحافظات الأخري الذين كانوا يعملون  في المدنية ومن أشهر هؤلاء الوافدين المسرحي العملاق توفيق الدقن الذي كان يعمل موظفا بالمدينة ويمارس رياضة الملاكمة وكمال الأجسام ورفع الاثقال بنادي جمعية الشبان المسلمين في حين كان يمارس هوايته المسرحية علي مسرح نادي »الوالي« - جمعية الشبان المسيحية - خلال حقبة الاربعينيات وقد استقر جانب من أسرته في المدينة حتي بعد نزوحه إلي القاهرة وانطلاقته الفنية.

من نجوم المنيا المسرحيين تطالعنا وجوه أفراد عائلة الميرغني - ضياء الميرغني وأخوته - الذين اثروا الحياة الفنية في المدينة من خلال مساهماتهم  النشطة في هذا المجال سواء علي مسرح الوالي أو مسرح قصر الثقافة مع الفرق المحلية الكثيرة التي ظهرت بالمدينة ولكن لم يكتب لها النجاح لتردي الامكانات ومن الجدير بالذكر ان المدينة شهدت ميلاد واحدة من أقدم وأهم الفرق الفنية - علي وجه العموم - علي المستوي الاقليمي وهي فرقة »أولاد سليمان« التي مارست نشاطها الرائد قبل نحو تسعين عاما في عشرينيات القرن الماضي كانت تستقر لبعض الوقت في المنيا العاصمة ثم تقوم بجولات في القري والمراكز المحيطة علي فترات متقطعة.

من المنشآت المسرحية الحديثة في المنيا مسرح الجامعة الذي يتمتع بالكثير من المميزات والامكانيات ولكنه - ولأسباب كثيرة - لا يتم تفعيله أو استغلاله للغرض المنشأ من أجله وعلي وجه العموم فإن المنيا التي كانت شعلة من النشاط في عالم المسرح خلال الثلاثينيات والاربعينيات ووقت أن كان تعدادها لايزيد عن خمسين ألف نسمة تقلص نشاطها المسرحي تحت ضغوط الجماعات الظلامية التي تحرم الفن وها هي بعد أن تضاعف سكانها أكثر من عشر مرات أصبحت شبه خاوية من المسارح اللهم إلا جهود جمعية الشبان المسيحية وقصر الثقافة بامكانياتهم المحدودة التي تقتل جهدهم وحماسهم.. وللحديث عن الفن في المنيا بقية.

أخبار النجوم المصرية في

29/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)