حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تراجع أمام تفوق حلمي بدور العرض

"اللمبي".. "نيرون" يحرق آخر مراكب نجوميته

محمد سعد يتراجع أمام حلمي في الإيرادات

طارق الشناوي - mbc.net

"محمد سعد" صار يحتاج إلى عكاز ليستطيع مواصلة السير في دور العرض، والغريب أنه يتكئ الآن على نجومية "أحمد حلمي".

الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، وهكذا مثلا نجد أن "محمد سعد" وفيلمه "اللمبي 8 جيجا" اضطر أن يضحي في أكثر من دار عرض بخمسة حفلات تركها لأحمد حلمي ولم يستطع الاحتفاظ سوى فقط بحفل واحد وهو منتصف الليل.. هذا لو كان لديه جمهور ينتظره إلى منتصف الليل.

إنه يذكرني ببرنامج جورج قرداحي "من سيربح المليون" وذلك عندما يفشل الضيف في الإجابة فيقرر الاستعانة بصديق، وهكذا فشل "سعد" في جذب الجمهور إلى دور العرض فاستعان بصديقه "حلمي" على الرغم من أنه في حقيقة الأمر منافس!

لم يستطع بالتأكيد "سعد" الاعتراض لأنهم في دار العرض واجهوه بالأرقام، كما أن شركة التوزيع المسؤولة عن عرض الفيلمين تفضل أن تلعب بالورقة اللي تقش بها.. وهكذا كان "حلمي" يقش.

ولكن هل أدرك "محمد سعد" ذلك وبدأ يتعامل معه على أرض الواقع أم أنه فعل مثل "نيرون"؟ عندما كانت روما تحترق وكان هو يغني على قيثارته باستمتاع بصوته الأجش النشاز.

لم يكن "نيرون" يرى أو يشعر بشيء سوى أنه يعيش نشوة ومتعة لا تعرف نهاية.. امتدت النيران إلى القصر وإلى غرفة نومه وسريره وملابسه وهو لا يزال يغني ويغني ويغني!

تابع كل الحوارات التي أجراها "محمد سعد" مؤخرا -على الأقل في ستة جرائد يومية- سوف تتذكر على الفور حكاية "نيرون" وغناءه وإحساسه بنشوة الانتصار بينما الهزيمة تلاحقه.

لا يرى "سعد" سوى أنه لا يزال على القمة محتفظا بالعرش.. لا يلقي بالا للأرقام التي يحققها.. أقصد التي بات لا يحققها في شباك التذاكر، ولا إلى النجوم بجواره الذين قفزت معدلات إيراداتهم بمعدلات غير مسبوقة وتخطوه جميعا بفوارق شاسعة في الأرقام.

"سعد" يغني لنفسه.. نعم، أنا على القمة.. نعم أنا الكل يسعى للتعاون معي.. نعم الجمهور يحبني.. نعم كل النجمات يفضلن الوقوف بجانبي.. نعم أنا لا أقرأ ما يكتبه النقاد.. نعم أنا أتدخل في كل تفاصيل العمل الفني لأنني أتحمل المسؤولية أمام الجمهور.. نعم أنا الفيلم والفيلم أنا.

هل "سعد" حالة خاصة؟ الحقيقة هي لا، ربما كان "سعد" هو الأكثر مباشرة ووضوحا بين كل النجوم في إعلان موقفه.. ولكنه بالتأكيد ليس الوحيد.

في الماضي كان دائما ما يلقي بورقة الإيرادات في وجه كل من ينتقده.. لأن الأرقام تعني على الفور رأي الجمهور.. فهل لم يلاحظ "سعد" أن أفلامه الأربعة الأخيرة "كتكوت"، و"كركر"، و"بوشكاش" وأخيرا "اللمبي 8 جيجا" تضاءلت معدلات إيراداتها تدريجيا.

ألم يلاحظ مثلاً في آخر فيلم له عرض قبل "اللمبي 8 جيجا" وهو "بوشكاش" في 2008 جاء ترتيبه تاليا في الأرقام لأحمد حلمي و"تامر حسني" و"أحمد مكي" و"محمد هنيدي" و"عادل إمام".

ألم يلاحظ هذا الموسم أن إيرادات "أحمد مكي" في "إتش دبور" ثم "طير أنت" وأخيرا "لا تراجع ولا استسلام" صارت تهدده وتتفوق عليه، وهو يقف الآن بين "حلمي" و"مكي"؛ حيث إن "حلمي" سبقه بفيلمه "عسل أسود" في دور العرض بأسبوعين، بينما جاء بعده بأسبوعين "أحمد مكي" بفيلمه "لا تراجع ولا استسلام" وباتت المقارنة الرقمية تضع "سعد" في ترتيب متأخر!

"سعد" يبدو لي أنه مُصرّ على أن يظل أسيرا لتلك الشرنقة التي ارتضى أن يعيش داخلها، المؤكد أنها تُسْعده ولهذا لن يسمح بأن يقترب منه إلا من دأبوا على نفاقه.. هو يقول أنه قاطع كل النقاد.. لا أتصور أن هذا صحيحا، ولكنه سوف يقرأ فقط المقالات التي تشيد به سوف يطلب من معاونيه أن يعيدوا قراءتها عليه بصوت مسموع.

المرحلة التي يعيشها "محمد سعد" الآن هي نفسها المرحلة التي كان يعيشها قبله "محمد هنيدي" عام 2002 عندما كانوا يقولون له الحق "محمد سعد" يحقق إيرادات أكبر منك؛ حيث عرض له في ذلك العام فيلمه "اللمبي" بينما عرض لمحمد هنيدي فيلمه "صاحب صاحبه" وكانت إيرادات "سعد" ضعف إيرادات "هنيدي"، كان "هنيدي" يقول لهم "محمد سعد" لا يهدد عرشي مين هو "سعد".. الآن يقولون لمحمد سعد الحق حتى "أحمد مكي" أصبح يهددك يرد قائلا مين هو "مكي"!

إنها مع الأسف تبدو لي إرهاصات لنهاية نجم جماهيري كنت كثيرا ما أشيد بموهبته في فن الأداء التي لم يتح لها الفرصة بعد لكي تظهر في أعمال فنية؛ لأنه بعد أن اهتزت أرقامه في الشباك اهتزت أيضا ثقته في نفسه.. تحاصره نيران الهزيمة من كل جانب، بينما يعيش في نشوة الانتصار الزائف، ولهذا يغني ويغني ويغني، وتسحب منه دور العرض وتوجه لصالح فيلم "حلمي".. لكن "سعد" لا يزال يرقص فرحا بالانتصار.

(*) ناقد مصري، والمقال يعبر عن وجهة نظره

الـ mbc.net في

25/07/2010

 

«أيه تيم» يعود إلى السينما في مزيج من الرومانسية والإثارة

«الحواس الخمس»- «د ب أ» 

شهد العام الجاري تحويل الكثير من البرامج والمسلسلات التلفزيونية إلى أفلام تعرض على شاشات السينما، والتي كان أشهرها «الجنس والمدينة».

وفي إطار هذا الاتجاه، تم تحويل المسلسل التلفزيوني «إيه تيم» (فريق إيه)، والمعروف تجاريا باسم «العظماء»، والذي كان يعرض خلال ثمانينات القرن العشرين، إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه.كانت أحداث المسلسل تدور حول مغامرات يقوم بها أربعة جنود من إحدى الوحدات الخاصة بالجيش الأميركي، حيث ينفذون مهام وعمليات مختلفة، وهم يتمتعون بقدرات بدنية وذهنية فائقة تمكنهم من إجادة تنفيذ الخطط التي يكلفون بها. لعب دور البطولة في المسلسل جورج بيبرد وداويت شيلتز ومستر تي وجون آشلي.وتحول المسلسل إلى فيلم يعرض على شاشات السينما العالمية منذ منتصف يونيو الجاري.

تولت استديوهات شركة «فوكس» للانتاج الفني مهمة إعادة تقديم المسلسل التلفزيوني الذي عرض على شاشات التلفزيون قبل أكثر من 25 عاما، وكان يعد في ذلك الوقت من أكثر المسلسلات جذبا للجماهير، وهو الحافز الذي دفع الشركة لتحويله إلى فيلم من أجل جذب الجمهور مجددا لقصة سهلة تتميز بروح المغامرة والرومانسية والمرح، وهم ثلاثة من أهم «التوابل»، أو مكسبات الطعم التي تروق للقطاع الأكبر من المشاهدين من مختلف المراحل السنية.

يقول جو كارنهان، مخرج فيلم «الدم، الاحشاء، الرصاص» انه عمل فني يجمع بين سمات العمل التجاري والابداعي على حد سواء، وهو ما يميز صناعة السينما في هوليوود، وقد استغرقت عملية تحويل المسلسل إلى فيلم خمسة عشر عاما، على الرغم من أن عرضه قبل حوالي ربع قرن استمر لمدة تسعة أشهر، فقد بدأ العرض للمرة الأولى يوم 23 يناير 1983، لمدة خمسة مواسم متتالية على قناة «ان. بي. سي»، حتى إنه يعد الآن رمزا من رموز الثقافة الشعبية الأميركية.

رشح النجم المخضرم ليام نيسون، ليلعب دور جون هانيبال سميث في الفيلم الجديد، وبرادلي كوبر، في دور الشجاع تيمبلتون فيس مان، وشارلتون كوبلي في دور كابتن ميردوك.

كان كوبلي أكد أن شخصية كابتن ميردوك كانت هي المفضلة له عندما كان يتابع المسلسل خلال ثمانينات (القرن العشرين)، وأن قيامه بأداء الشخصية صار بمثابة حلم تحقق، أما باراكوس فيلعب دوره كينتون جاكسون.

وعلى الرغم من عمل جميع الترتيبات والإجراءات من أجل تحقيق المحاكاة مع الشخصيات التي ظهرت على الشاشة الصغيرة، إلا أن هناك كيمياء مفتقدة بين الفيلم والمسلسل وقد تم اختيار النجمة والمطربة جيسيكا بيل، إحدى حسناوات هوليوود، لتقدم تلك المشاهد الرومانسية مع كوبر، حيث تجسد دور حبيبة برادلى السابقة، والتي تعمل قائدة لفريق عملاء سياسيين في الجيش.

ومن المتوقع ان يكون أداء ليام نيسون أحد مقومات نجاح الفيلم حيث قام بصبغ شعره باللون الابيض لأداء دور العقيد جون هانيبال، وقال نيسون بانه لم يتابع المسلسل ولكنه توقع نجاح الفيلم منذ القراءة الاولى للنص.

من المعروف أن الممثل الأيرلندي ليام نيسون، رشح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «قائمة شيندلر» إضافة إلى دوره الذي لا ينسى في فيلم «إفطار في تيفانيس»، كما أدى الكثير من الادوار المميزة في أفلام مثل «صراع التيتان» ومن قبله في سلسلة أفلام الأكشن «حرب النجوم».

أما البطل التالي للفيلم فهو كينتون جاكسون، الذي يتعرض لمقارنات بغيضة مع باراكوس، الذي لا يمكن نسيانه وهو الرجل الذي قضى حياته في خدمة مهنته بشكل يصل إلى حد الكمال، فهو جندي اعتاد القيام بترهيب المجرمين وعلى الرغم من ذلك نجده يتصرف في الكثير من المواقف بكثير من الشهامة والانسانية.

وقد تم اختيار جاكسون للشبه الشديد بينه وبين باراكوس، ومع أن جاكسون ليس لديه تلك الايماءة التي تتسم بالعنف، إلا أنه يمتلك كل المقومات التي تضمن نجاحه في تقديم الدور.

تدور أحداث الفيلم الذى يخرجه جو كارنهان فى إطار من التشويق والحركة والإثارة، ويحمل طابعا كوميديا نتيجة للمواقف الطريفة التي يتعرض لها ابطال العمل، وهم هانيبال وفايس وميردوك وكابتن بي.

حيث يتم إسناد مهمة خاصة وسرية لهم لاسترجاع ألواح طباعية للدولار كانت استولت عليها المقاومة العراقية، وينجح الفريق فى استعادتها بفضل خطة محكمة، لكن المفاجأة أن تلك اللوحات تتعرض للسرقة مجددا، فيعزل أعضاء الفريق من مناصبهم، ويدخلون السجن لكنهم يبدأون في تنسيق قدراتهم ومهامهم سعيا لتبرئة ساحتهم.

قام كل من ستيفن كانل وجوليس دالي بتحويل هذا العمل الفني إلى فيلم سينمائي، وعلى الرغم من أن فكرة تحويل المسلسل إلى فيلم طرأت على ذهن المنتج ستيفن كانل منذ عام 1990، إلا أن العمل استغرق التحضير له وتنفيذه سنوات طويلة.

وقد رصدت الشركة المنتجة للفيلم ميزانية تصل الى 95 مليون دولار، فجاء مزيجا من المرح والرومانسية والكثير من الدعابة مما يجعله من نوعية الافلام التي يمكنها جذب الجماهير إلى شباك التذاكر وتحقيق إيرادات مرتفعة.

قامت الشركة المنتجة بعمل حملة دعاية مثيرة من أجل ضمان تحقيق الفيلم للنجاح المطلوب، فجاء أبطال الفيلم إلى المسرح الصيني في هوليوود بوليفارد في ملابس أنيقة وبراقة، وبسيارات خيالية، من أجل الاثارة ولفت الأنظار، وليس هناك مايمكن للشركة أن تفعله الان سوى الانتظار لترى إذا ما كان بإمكان أبطالها على الشاشة الكبيرة تحقيق النجاح نفسه الذي حققه المسلسل في ثمانينات القرن العشرين.

البيان الإماراتية في

25/07/2010

 

السيناريست يبحث عن المال في «الهرم المقلوب»

القاهرة: دار الإعلام العربية 

غاب السيناريست فغابت الأعمال الفنية ذات الرؤية، وبما أنه لا يوجد شيء دون نقطة بداية، فإن بداية العمل الفني تتمثل في فكرة لدى الكاتب أو ما يطلق عليه مصطلح «السيناريست»، لكن الفكرة وحدها لا تكفي لصناعة عمل فني ناجح، فهي في حاجة إلى معالجة جيدة ورؤية فنية مختلفة ومحددة

ثم يتناولها المخرج بعد نقاش بنّاء ويحوِّلها إلى عمل فني متماسك من خلال اختياره للممثلين الذين يستوعبون الفكرة، وتكتمل عناصر العمل من إضاءة وديكور ومنفذين لتعليمات المخرج، فيُنتج في النهاية عمل فني مبدع يسمو بفكر المشاهد..إلا أن هذا التراتب الهرمي قد تم تدميره على يد صناع الفن الحاليين، حيث تراجعت نجومية السيناريست بفعل المناخ العام الذي لا يتيح الفرصة لخلق نجوم في مجال الكتابة والتأليف، بينما في المقابل يمنح النجومية كاملة للمخرج وبطل العمل، حيث يصبحان المتحدث الرسمي عن النص.

كانت الدراما التليفزيونية والسينما يسيران وفق القانون المحدد سلفًا، وهو البناء من أسفل ثم الصعود إلى قمة الهرم، أما ما يحدث حاليا من سياسة «الهرم المقلوب» وتقبلها من جهة كتَّاب السيناريو حاليا، فهو قراءة للآية بالمقلوب، بعد أن تحوَّل السيناريست إلى أداة في يد المخرج والممثل النجم والمنتج، فصار يجلس مثل «الترزي» لينفذ ما يقوله المخرج أو الممثل أو الممثلة، فيحيك أدوارا تليق بالنجم «فلان» أو شخصية مرسومة فقط على الفنانة «فلانة». وكل ذلك من أجل حفنة أموال توضع في جيبه، فيبيع بها وجهة نظره وأفكاره، فصار يلعب دور كومبارس العمل الفني، في حين تصدَّر النجوم والمخرجون والمنتجون أحيانا ساحات الأعمال الفنية حسب رؤاهم الخاصة ورغباتهم في أن يؤدوا كل الأدوار، ويغيب المحرك القديم الذي كان يسمى في سالف الفن «السيناريست».

وفي ظل هذا الغياب لقيمة السيناريست، خرجت أفكار ركيكة إلى الحياة الفنية وتولَّدت أزمة نصوص في كل ميادين الفنون المرئية، وظهرت حلول مشوَّهة لهذه الأزمة مثل «ورش كتابة السيناريو» التي انتشرت بصورة تدعو للقلق، وتسببت في هبوط مستوى الأعمال الفنية بدلاً من أن تكون طوق النجاة للوضع الراهن..

اختفاء السيناريست النجم

لا نحتاج إلى إثبات تراجع دور السيناريو لدينا في الوقت الحاضر سواء في السينما أم التليفزيون، خاصة في ظل غياب أسماء كبيرة كان الجمهور يتابع أعمالها حيث كانت بمثابة شهادة الجودة، وهذه الأسماء غنية عن التعريف، فمنها الراحل أسامة أنور عكاشة في الدراما التليفزيونية، الذي كان في الفترة الأخيرة الاستثناء الوحيد بين كتَّاب السيناريو التليفزيوني، بينما الآن صار الجمهور لا يعرف من هو مؤلف هذا المسلسل، بل باتت كل مسلسلات رمضان تنسب إلى الأبطال، مثل أن نقول مسلسل يحيى الفخراني، نور الشريف، أو ليلى علوي.

نفس الرؤية يتفق معها الكاتب والسيناريست وحيد حامد، مؤكدا أن كاتب السيناريو هو أهم شخصية في العمل الفني وظل على هذه الحال سنوات طويلة حتى جاءت اللحظة التي أصبح فيها النجم أو الفنان هو أهم ما في العمل الفني، يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، ويقوم بعرض تصوراته عن العمل الفني، ويطالب بتعديل المشاهد وتوقيتاتها دون أن يكون على دراية بقواعد الكتابة السينمائية أو الدرامية، ولا يفكر إلا في مصلحته فقط، والكيفية التي سيراه عليها الجمهور..

لافتا أن هذا لم يحدث إلا في بداية التسعينيات أو قبلها بقليل حين انتشرت سينما «المقاولات»، ما أدى إلى اختفاء السيناريست النجم، لكن هذا لا يمنع أن هناك عددا من كتَّاب السيناريو ما زال متمسكا بمبادئه ولم يفرط فيها.

أضاف: الأزمات الاقتصادية المتكررة أطاحت بعدد من المنتجين وانتشرت الفضائيات التي تطلب أعمالاً بمواصفات خاصة، فيضطر المنتج إلى إملاء هذه المواصفات على كتَّاب السيناريو ليكتبوا أدوارا بالتفصيل على الممثلين، فأصبح الكاتب يحاول كشف عورات المجتمع لإرضاء المنتج، فتكون النتيجة أعمالاً ساذجة تدعو إلى الاشمئزاز، في حين أن السيناريوهات التي بذل فيها كتابها جهودا مضنية، لا ترى النور ولا تجد مَن يقدرها، لذلك قرر أصحابها أن تظل حبيسة الأدراج، لكونها تستحق إنتاجا متميزا غير متوافر في الوقت الحالي.

شراكة بالإكراه

ومع الوقت دخل المنتجون والنجوم في دائرة السيناريست، فأصبحوا شركاء في الكتابة بالإكراه، ووافق السيناريست على هذه الشراكة مفضلاً جني الأموال، ما زاد من تفاهة الأعمال وأدى ذلك بدوره إلى اختراق هذه المهنة من أناس يحاولون الاجتهاد لكن لا يصلون إلى درجة كتاب السيناريو المحترفين، فصار يطلق على أي شخص «كاتب».

وصارت الأفلام والمسلسلات مصنوعة من مادة مزيفة لم تنضج على نار الفكر، فانتشرت أخبار حول بعض النجوم الذين طرحوا أفكارا اعتبروها سيناريوهات من تأليفهم، كما فعل المطرب «سعد الصغير» الذي كتب بعض الخطوط العريضة لفيلم «المستشفى» بمساعدة أحد الصحافيين، في حين أنه يخلو من أدنى قواعد وأسس كتابة السيناريو، علاوة على افتقاده للإبداع والحس الفني.

رهان الخسارة

وكما فعل سعد الصغير قام الفنان طلعت زكريا بكتابة سيناريو فيلم «سعيد حركات» الذي يقوم بتصويره حاليا، ودخل بسبب تفاهة كتابته في أزمة كبيرة مع الرقابة على المصنفات الفنية، واعتبر هذا الفيلم تجربة تأليف أولى للفنان طلعت زكريا، وحين عرضه على جهاز السينما تم الاشتراط على أسرة العمل بأن تُعاد كتابة العمل على يد كاتب متخصص، إلا أن الفنان رفض وظل يراهن رهان الخسارة على جودة العمل.

فرفض جهاز السينما إنتاج العمل الذي دخل في مشاكل لمدة عامين مع ممدوح الليثي، رئيس الجهاز، وأخيرا قام مؤلف العمل بسحبه وعرضه على شركة أوسكار التي طالبته هي الأخرى بإجراء تعديلات عليه بعد أن أقرَّ د. رفيق الصبان أنه يحتاج إلى عملية ترقيع وتجميل، وفي النهاية خضع للضغوط وأسند مهمة إعادة كتابته للسيناريست عاطف بشاي..

ولمزيد من الدراما التي تحدث بين الممثلين وكتَّاب السيناريو، قامت الفنانة فيفي عبده بالتلاعب بالسيناريست عزت آدم الذي قام بكتابة سيناريو مسلسل «قمر» وقدمه للفنانة، ففوجئ بها تتجاهله وتكتب اسم الكاتبة «سمية عريشة» على تتر المسلسل بالرغم من أنه الكاتب الوحيد للحلقات باعتراف «سمية عريشة» نفسها، حيث استعانت بها فيفي عبده لتعديل السيناريو الذي رفض آدم تعديله حتى لا يختل النسيج الدرامي.

التفاهة الفنية

إزاء ذلك، يؤكد الكاتب والسيناريست بلال فضل أن كتَّاب السيناريو يتعرّضون لظلم شديد بتجاهل النجوم لهم، فكل الفنانين يعتبرون أن المؤلف يسلِّم النص المكتوب ويقبض أمواله، ويصبح السيناريو من حق المنتج والممثل يتلاعب فيه كيفما يريد.

وبالتالي أصبح السيناريست أقل المحطات قيمة في العمل الفني، الأمر الذي جعل الكثيرين يستسهلون الكتابة، فيقومون بتأليف مسلسل من 30 حلقة في شهرين بدلاً من عامين، فنتج عن الأزمة أزمات جديدة من بينها «التفاهة الفنية»، حيث أصبح المنتجون يبحثون عن كل ما هو تافه ولا يرقى إلى مرتبة الاحترام والفن.

وأضاف: إن هناك أزمة أخرى لدى بعض الكتَّاب وهي أن أغلبهم يعتقد أنه عبقري بالفطرة، وأنه يستحق أن يدفع له المنتجون الملايين في حين أن بعضهم يكتب معالجة لبعض الأعمال الغربية، ويظن أنه أتى بمعجزة، وأصبحت السرقات في مجال الكتابة من العوامل المهمة في مناقشة قضية تهميش كتاب السيناريو، لأن أغلبهم أساء إلى مهنة الكتابة بالسرقة التي يسميها البعض «اقتباسا» كي يخفف على نفسه عار الفضيحة.

ضياع هيبة

واتفق الكاتب يسري الجندي في القول بأن السيناريست حاليا أصبح مهموما بجمع الأموال بعيدا عن الإبداع، ما أدى في النهاية إلى ضياع هيبته أمام المنتجين ووصل به الحال إلى وضع القصة في يد المنتج ولا يراه بعدها، ويفاجأ بأن الفيلم أو المسلسل المعروض بعيد تماما عن الخطوط التي وضعها للنسيج الدرامي، ولا يستطيع تقديم أي شكوى ضد صناع العمل الفني، لأنه باع القصة وقبض حقه وتنازل عن قيمته الأدبية.

أضاف أن السينما أصبحت تعتمد على الصورة ولا تهتم بالقصة أو الأحداث.. مؤكدا أن الفوضى صارت عنوانا صريحا للوسط الفني في كل شيء، فهاجس تسويق العمل يسيطر على المنتجين، ما أدى إلى سيطرة أفلام ومسلسلات تجارية تجذب الإعلانات للقنوات الفضائية، ولم يعد هناك تفكير في قيمة فنية.

وبالتالي لا مجال للحديث عن سيناريو جيد، فتم تسخير القيم وإراقة دمائها تحت أقدام رأس المال سمة أساسية في هذا الزمان، فأصبح السيناريست مضطرا لركوب الموجة خاصة الكتَّاب الشباب منهم، وإلا فلن يُكتب له أي وجود في هذا الوسط.

البيان الإماراتية في

25/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)