حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يعتبر 'إبراهيم الأبيض' أصعب الأدوار في حياته

محمود عبدالعزيز: اختفائي من الساحة حتى لا أشارك في عمل دون المستوى

القاهرة - من محمد عاطف

النجم محمود عبدالعزيز يختفي كثيرا ويعود ثم يختفي من جديد، يبحث عن عمل له بصمة خاصة - لا يبالغ في أجره من أجل توفير المال اللازم لانتاج الفيلم، ولذا يرفض العمل الذي يجده دون المستوى مهما كان أجره المعروض.

يتحدث محمود عبدالعزيز عن غيابه وأفكاره ورأيه في فيلمه الأخير، وغيرها من الموضوعات.

·         لماذا طالت غيبتك لمدة 6 سنوات بعد فيلم 'الساحر' حتى عدت بعد ذلك في 'ليلة البيبي دول'؟

البعض قال انني لا أرغب في العمل، بينما الحقيقة انني لم أرغب في تقديم عمل دون المستوى، خاصة أن طلباتي المادية ليست كبيرة كي أقدم الفيلم الذي يرضيني، وحاولت فيه هذه الفترة ان أسير في الشارع وأرى ردود أفعال الناس عن الأفلام المطروحة.

·         هل أنت راض عن آخر أفلامك 'إبراهيم الأبيض'؟

الفيلم قدمني في شخصية صعبة جدا ووجدت أن المؤلف عمل دراسة تضمنت ظهور حوالي 1500 منطقة عشوائية في مصر، وحاول المخرج ان يصور بها لكنه خاف على الممثلين لخطورة تلك الأماكن وكان البديل الديكور، وحاولنا إظهار خطورة العشوائيات التي تزداد كثيرا بسبب قلة الدخل وتدني مستوى المعيشة.

·         لوحظ اتجاه ولديك للتمثيل هل تساعدهما لخوض هذا المشوار؟

أؤكد أن الفن لا وساطة فيه، بل انه يعتمد على الموهبة وبذل الجهد والعرق، وأنا تحدثت معهما عن مواقف وأحداث في مشواري مثلا في بداياتي صدمني شخص قائلا لي:

ليس لك في الفن، واكتأبت وسافرت الى الخارج عملت في بيع الصحف بالنمسا وشاهدت الفنانين هناك امام الأوبرا، ثم قررت العودة وتعرفت على المخرج الراحل نور الدمرداش وقدمني في أكثر من عمل مثل 'الدوامة' الذي حقق نجاحا كبيرا على الشاشة الصغيرة، وبدأت انطلاقاتي السينمائية من دون واسطة وانما ثقة في قدراتي الفنية.

·         لماذا تغيب عن التجمعات الفنية؟

اظهر في حدود، فأي زميل يدعوني الى مناسبة له أجامله، ولا أعيش في برج عاجي كما يظن البعض.

·         هل تشترط ميزانيات كبيرة في أعمالك السينمائية ولذا لا تعمل إلا مع الشركات الانتاجية الكبيرة؟

أحب الاطمئنان على العمل الذي أشارك به لأن هناك ثقة بيني وبين جمهوري وأرفض أن أصدمه بعمل سيئ مهما كانت الإغراءات المادية، التاريخ الخاص بالممثل يحتاج الى محافظة حتى يظل في مكانته عند الناس ولن تحقق الماديات هذه المكانة.

القدس العربي في

23/07/2010

 

'الاستهلال' لكريستوفر نولان.. هل يهم إن كانت السعادة مجرد حلم.. إن كنت تشعر بأنها حقيقة؟

رفقي عساف 

لا تملك إن كنت كاتباً أو مخرجاً سينمائياً، إلا أن تشعر بالغيرة من عبقرية 'كريستوفر نولان'، ابتداء من أول أفلامه الناجحة عالمياً 'ميمنتو' مروراً بـ 'فارس الظلام The Dark Knight' وانتهاء بالفيلم الذي أكتب عنه اليوم 'الاستهلال Inception'، لا تملك إلا أن تعجب بعبقرية النص السينمائي الذي يعمل عليه نولان، وعبقريته في إدارة فيلم سينمائي مبني على هذا النص..

'الاستهلال' فيلم يغوص إلى أبعد زاوية من زوايا العقل البشري، هذه المتاهة الكبيرة التي لم يمكن إلى اليوم سبر أغوارها السحيقة التي تبدو أعمق بكثير من العالم الخارجي حول الإنسان نفسه، ذلك لأنها هي ذاتها تستطيع أن تستوعب وتحوي هذا العالم بكل صوره وتناقضاته ومنطقيته وغرائبيته في آن، ويستخدم 'نولان' في فيلمه هذا الأحلام، كتعبير عن أعمق حالات اللاوعي البشري، والتي يعاد فيها تشكيل الوعي نفسه، في صورة تجعل من الصعب إدراك الخيط الرفيع، الفاصل أو الواصل بين ما هو حقيقي، وما هو ليس كذلك!!

سيناريو مدهش، هذا أقل توصيف يمكن إطلاقه على السيناريو الذي صاغه 'نولان' ذاته، ليكرس نفسه مجدداً واحداً من أهم كتاب السيناريو في العالم، فالترابط العميق بين خطوط السيناريو المركب من عدة طبقات، والمزج المذهل بين التعقيد الكبير في القصة والأحداث وبين الحفاظ على حد كبير من المتعة والإثارة والتشويق الدرامي، والبناء الرائع للشخصيات والذي بدوره يقود السيناريو، ولا يتم تسخيره فقط لخدمة الفكرة، من خلال قصة أشخاص قادرين على اقتحام أحلام الآخرين، للولوج إلى أعمق مناطق لا وعيهم، المناطق التي يخفون فيها كل ما لا يريدون البوح به، حتى لأنفسهم، وعلى رأسهم شخص جريح، يدعى 'كوب' لعب دوره 'ليوناردو ديكابريو'، والذي يحاول من خلال اقتحامه لعقول الناس وأحلامهم، وأحلامه هو شخصياً، خلق واقع بديل، يهرب إليه من واقع يفتقد فيه حياته..

كل هذا التركيب يجعلك تتساءل بجدية لا تخلو من غيرة، كيف يمكن صنع مثل هذا النص؟، ليجيبك 'نولان' نفسه في احدى لحظات الفيلم، بأن العقل البشري يكمل الإبداع بنفسه دون وعي من المبدع، في لحظات تجلٍ، ولكنه في عالم الأحلام، يعيش لحظات التجلي هذه، بشكل دائم!!

الجميل جداً في سيناريو 'نولان' هو الأثر الواضح للبحث العميق، حيث من الجلي بأن نولان قضى الكثير من الوقت في بحث ودراسة كل ما يتعلق بالنوم، والأحلام، طبياً ونفسياً وحتى سلوكياً، وأظنه قرأ كل ما استطاع الحصول عليه من مصادر في هذا الموضوع، ليتبدى ذلك من خلال جمل حوارية كثيرة تسرد حقائق غاية في المنطقية والعلمية حول عالم اللاوعي العميق، عالم الأحلام، ناهيك عن التنويهات الذكية للمخرج نفسه حول أفكاره عن الموضوع، والتي تجعلك تحس بأنك تتعامل مع فيلسوف سينمائي، لا مخرج وكاتب سيناريو فقط!

تحدثنا عن السيناريو لنصل إلى الإخراج، وجهان لعملة إبداعية لنفس الشخص!!، وأظن بان إخراج فيلم من هذا النوع العميق والمتداخل ليس أمراً سهلاً على الإطلاق، طبعا يسهل الأمر قليلاً حين تكون الكاتب، ولكن الطريقة التي حافظ فيها نولان على الإيقاع كانت جيدة جداً، مع أن الإيقاع أفلت قليلاً في لحظات ما، بسبب طبيعة الفيلم المعقدة والمتشابكة، ولكنه أي المخرج- استطاع الحفاظ على الإيقاع في اللحظات الأكثر أهمية في الفيلم، ناهيك عن إدارته المتميزة لممثليه، وعدم قيامه بأية فذلكات إخراجية بأي شكل من الأشكال، بل على العكس، كان الإخراج ظلاً وفياً للسيناريو، وخدمه بصرياً بشكل صحيح جداً..

الأداء، ماذا يسعنا التعليق على فيلم مكتمل العناصر؟، لو كان هذا الفيلم معتمداً على الأداء الذي قدمه بعض ممثليه، لنجح أيضاً، لم يعجبني كثيراً أداء 'ليوناردو ديكابريو' من قبل، ولم يتغير الأمر كثيراً في هذا الفيلم، ولكن أداء كل من 'إلين بيج' التي سبق أن لعبت الدور الرئيس في فيلم 'جونو' وحاملة الأوسكار 'ماريون كوتيارد' في دور 'مال' زوجة ديكابريو، كذلك أداء كل من الشاب 'جوزيف جوردون ليفيت' و'سيليان ميرفي'، كلها أداءات سترسخ طويلاً في أذهان من شاهد هذا الفيلم.

المونتاج، عنصر مهم آخر في عناصر هذا الفيلم، فالسيناريو متعدد الطبقات، والأحلام المتداخلة، كانت تحتاج حرفية مونتاجية هائلة للسيطرة على الانتقالات من مشهد إلى آخر ومن لقطة إلى أخرى، وأظن بأن المونتير 'لي سميث' نجح إلى حد أكثر من ممتاز في هذا الربط، فيما كان التصوير بإدارة 'والي بفيشر'، محدوداً بطبيعة الفيلم السريعة وأسلوب المخرج الذي يعتمد البساطة حتى في الإبهار، وأظن بأن مقولة أن التعقيد يكمن في البساطة، هي مقولة تنطبق بشدة على هذا الفيلم الذي ورغم أنه فيلم بميزانية كبيرة، ويحتوي العديد من المشاهد الضخمة، إلا أنك تحس مع روعة السيناريو بأن المخرج نفذه ببساطة شديدة، فيما جاء التصميم الفني مدهشا بكل المقاييس، ووافياً لكل مشاهد الفيلم وتنقل بسلاسة بين المناظر والمواقع مانحاً كل موقع جمالية خاصة تتناسب مع مكانه في الفيلم والحدث الذي يدور فيه وترتيبه بين الأحلام، وجاءت موسيقى 'هانز زيمر' شديدة التميز لتساعد على كل هذا.

فيلم 'الاستهلال Inception'، فيلم يحمل أقصى درجات العمق، ويذهب بك بعيداً إلى داخل شخوص أبطاله، فيبدأ بك من الخاص، لينطلق إلى العام، فيعود بك إلى الخاص مجدداً، وقد سرب إليك أفكاره العميقة، ومقولاته الفلسفية المؤثرة، بسلاسة لا يمكن لعقلك الواعي أن يدركها، تماماً كقدرة شخوص الفيلم على اقتحام لاوعي الآخرين، يقتحم الفيلم لا وعيك، ليتركك مع فكرة أن السعادة أمر نسبي، والحقيقة أيضاً، هي أمر نسبي كذلك، يمليه عليك عقلك الواعي، فأين يقع الخط الفاصل بين الحقيقة والوهم؟.. الحلم والواقع؟، في اللحظة التي يفقد فيها العقل الواعي بوصلته؟

شاعر ومخرج أردني/فلسطيني

القدس العربي في

23/07/2010

 

مهرجان سراييفو السينمائي.. خطوة على طريق تحويل المدينة لعاصمة فنية إقليمية

سراييفو - من درازين سيميتش 

يعتزم القائمون على تنظيم مهرجان سراييفو السينمائي، الذي تبدأ فعالياته اليوم الجمعة، أن يحولوا المدينة بأسرها إلى قاعة احتفالات ضخمة، أملا في ان تصبح عاصمة البوسنة ،عاصمة للسينما بجنوب شرق أوروبا قاطبة.

وقال ميرو بوريفاترا مدير المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): 'بعد خمسة عشر عاما (من تدشينه) يستطيع المهرجان التركيز على الأعمال السينمائية عالية الجودة..نحن فخورون بإسهامنا في تقديم وتطوير صناعة السينما في المنطقة بأسرها'.

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية وميزانية المهرجان التي تقلصت بنسبة عشرة بالمئة لـ 1.3 مليون يورو (1.7 مليون دولار) مقارنة بميزانية 2009، فإن بوريفاترا يصر على أن ذلك لم يكن له أي تأثير على جودة الأعمال التي ستعرض في المهرجان.

ومن المقرر ان يشهد المهرجان عرض 201 فيلم سينمائي، منها تسعة أفلام تخوض المنافسات على جائزة المهرجان الكبرى، قلب سراييفو، كما يتوقع المنظمون أن يجتذب المهرجان أكثر من مئة ألف مشاهد، يتوافد معظمهم على المسرح المفتوح الذي يتسع لثلاثة آلاف متفرج.

لقد طغت حمى المهرجان على المدينة بالفعل قبل افتتاحه، إذ تشكلت صفوف طويلة أمام أكشاك تذاكر العروض قبل بدء بيع التذاكر بساعات.

وتأنقت المقاهي والمطاعم في قلب المدينة تأهبا للوفود المنتظرة وبالطبع ازداد النشاط، حيث ستتحول لمواقع احتفالية كبرى، من المقرر أيضا أن تقام حفلات وفعاليات ثقافية على هامش المهرجان ينظمها الرعاة.

ويتميز مهرجان سراييفو بخاصية فريدة، بمجرد أن يبتعد ضيوف المهرجان من النجوم العالميين، لا يجذب وجودهم في أي مكان كثيرا من الاهتمام من قبل العامة.

يقول أدمير هاليلوفيتش وهو نحات يقيم في سراييفو 'كبار نجوم هوليوود الذين يأتون ضيوفا على المهرجان..لا يثيرون اهتمامنا..من نهتم بهم أكثر هم الناس الذين يأتون (لمشاهدة) الأفلام و(العروض) الموسيقية.. أولئك يمكننا التحدث معهم وقضاء وقت طيب'.

يقول هاليلوفيتش إن المدينة التي كانت مركز صراع عرقي دموي خلال الفترة 1992 1995، 'تعج (خلال المهرجان) بالحياة أكثر..وننسى بؤس حياتنا اليومية'.

وبحسب بوريفاترا، فإن المهرجان ' يرسي المعايير التي يحاول الآخرون أن يكونوا على مستواها' سواء كانوا أشخاصا عاديين أم باعة أم فنادق كبرى.

وقال 'إنه يخلق ذلك المناخ المفعم بالطاقة الإيجابية في المدينة بأسرها'.

الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية هذا العام هي ، 'داخل أمريكا' للمخرجة النمساوية باربرا إيدر، وثلاثة أفلام مجرية هي 'مكتبة باسكال' للمخرج تشابولكس هايدو، و'أدريين بال' لآجنيس كوكسيس و'ابن رقيق مشروع فرانكنشتاين' للمخرج كورنيل موندروتشو.

يمثل رومانيا في المهرجان فيلم 'ثلاثاء ما بعد الكريسماس' للمخرج رادو مونتين، وتشارك تركيا بـ' فافيين' وهو من أفلام الكوميديا السوداء اشترك في إخراجه دورول تايلان وياجمور تايلان.

وهناك مشاركة صربية من يوغوسلافيا السابقة، عمل من إخراج نيكولا ليزايتش عنوانه 'تيلفا روز'، بينما تنافس الدولة المضيفة بعملين 'ياسمينا' للمخرج ندزاد بيجوفيتش وفيلم 'أحزان كريم' للمخرج جاسمين دوراكوفيتش.

وسوف ترأس المخرجة الرومانية كريستي بيويو لجنة التحكيم التي ستمنح جائزة 'قلب سراييفو'.

وبالإضافة إلى الجوائز الرئيسية التي يمنحها المهرجان، والتي تشمل جائزة أحسن فيلم وأفضل ممثل/ممثلة وأفضل ممثل/ممثلة مساعدين، من المقرر أن يكرم المهرجان ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين الدولي 'لدعمه ومساعداته التي استمرت سنين'.

تم تدشين مهرجان سراييفو السينمائي عام 1994، عندما كانت المدينة تئن تحت قصف متواصل وإطلاق نار من قبل القوات الصربية المتمركزة في الجبال المحيطة، كرمز للمقاومة الثقافية.

ومنذ انتهاء الحرب عام 1995، تحول المهرجان إلى الحدث السينمائي الأهم في المنطقة وسوق سنوي يجتذب المخرجين والمنتجين.

تجدر الإشارة إلى أن معظم ضيوف المهرجان هذا العام، 1100 ضيف أجنبي، هم من العاملين في صناعة السينما محليا وإقليميا.

ضيف شرف المهرجان هذا العام هو النجم الأمريكي الأسمر مورجان فريمان الذي يلعب دور البطولة في آخر أعمال كلينت إيستوود 'المنيع' أو 'إنفكتوس' وهو الفيلم الذي وقع الاختيار عليه لاختتام فعاليات المهرجان في الحادي والثلاثين من تموز/يوليو الجاري.

(د ب أ)

القدس العربي في

23/07/2010

 

'تلك الأيام' للمخرج احمد غانم:

فيلم في زمن الهاتف المحمول عن رواية كتبت من عشرات السنين

نادر رفاعي 

دأبت السينما المصرية على تقديم شخصية المثقف الانتهازي في كثير من الأفلام مثل (اللص والكلاب ـ الرجل الذي فقد ظله إخراج كمال الشيخ) وفي هذه الأعمال يتم تحويله إلى غريم للشخصية الدرامية الطيبة مثل اللص سعيد مهران أو الخادمة (شادية)، وقد قدم المخرج (عاطف سالم) منذ عدة أعوام فيلم (دموع صاحبة الجلالة) والذي أكد مشهده الختامي على أن هذه الشخصيات الزئبقية (بحسب تعبير الدكتور نبيل راغب) لن تختفي على الإطلاق، وفي هذا العام اختارت إحدى شركات التوزيع أسوأ توقيت لعرض فيلمين وهما (عصافير النيل للمخرج مجدي أحمد على وتلك الأيام للمخرج أحمد غانم).

إن انفصال المشاهد العادي عن السينما الجادة، إنما يرجع إلى أن صناع الأفلام يصدرون ثقافتهم داخل أعمالهم، بمعنى أن المواطن الذي يتعاطى المخدرات مثلا، ويحرص على أن ترتدي زوجته الحجاب، سيرفض حتماً أن يشاهد فيلماً تختار فيه المرأة الرجل الذي تمارس معه الحب مثل (الأبواب المغلقة) للمخرج عاطف حتاتة، ولكنه سيهلل لفيلم (أنا مش معاهم) والذي يؤكد على ضرورة العودة للاحتشام، وعندما يتوجه لمشاهدة فيلم (تلك الأيام) لن يلتفت إلى أي من عناصره الفنية، وإنما سيشيد بمنطق زوجات أشقاء البطلة المحجبات، وهو الأمر الذي سيطيح بمصداقية الفكرة التي يود الفيلم مناقشتها، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الفيلم يقدم البطلة باعتبارها إمرأة لا ترتدي غطاء الرأس وتحتسي الخمر، فإن المشاهد سيتعاطف حتماً مع الزوج (محمود حميدة) رغم أن الفيلم يقدمه كشخص إنتهازي يسعى للوصول إلى كرسى الوزارة بأي وسيلة.

يشير فيلم (تلك الأيام) إلى بعض التفاصيل المتشابهة بين شخوصه، فإذا كان الأستاذ الجامعي يجد الراحة والسكينة في منزل والدته (صفية العمري) بالقرية، فإن الشرطي السابق (أحمد الفيشاوى) يحلم في أحد المشاهد بوالدته (سمية الألفي)، كما نلاحظ أن العمل يشير إلى تطابق ظروفهما الحياتية التي أدت إلى قيام كل منهما بتغيير توجهاته، فالأستاذ تم تعذيبة على يد رجال الأمن، بينما الشرطي ترك مهنته عقب قيامه بقتل أحد الإرهابيين ثأراً لزميله، فنحن هنا أمام طرفين جانٍ قرر الإنعزال واللجوء إلى الدين (يصلي في أحد المشاهد داخل حديقة المثقف)، ومجني عليه عزم على الانتقام من الظروف الاجتماعية.

وبعيداً عن فكرة المقارنة بين رواية كتبت منذ عشرات الأعوام وفيلم يدور في عصر الهاتف المحمول، فإن قيام المخرج بإطلاق نفس عنوان الرواية على الفيلم هو اختيار خاطئ بلا شك، فنحن لا نستطيع إدراك علاقة عنوان (تلك الأيام) بعمل يقتصر دور الذكريات به على تأكيد مدى تأثير ماضي الشخصيات على حياتها الان، دون الإشارة إلى الظروف السياسية والإجتماعية المصاحبة لهذه الفترة، لاسيما وأن تنفيذ هذه المشاهد جاء أقرب إلى الإستعراض التكنيكي والإبهار الشكلي مثل مشهد إقتحام الإرهابيين للقطار أو مشهد مطاردة الظابط للإرهابي داخل الريف، وعلى جانب اخر فإن العمل رغم جديته وإختلافه عن الافلام الهزلية، لا يخلو من أخطاء العمل الأول مثل سوء اختيار الأدوار (ماجد المصري ـ ليلى سامي)، أو ديكور المكان المخصص للقاء رئيس الوزراء (عادل أمين) مع رجاله الأشبه بأوكار العصابات، والإشارة المضحكة إلى قناة الفضائح الإخبارية مع تعمد اختيار اسم لها يتطابق مع كلمة (الجزيرة).

ويمتد سوء الاختيار ليشمل صغار الممثلين ممن يظهرون في لقطات محدودة مثل كريم العدل (مخرج فيلم ولد وبنت أول الأفلام المعروضة لعلا عز الدين المشاركة في كتابة سيناريو الفيلم) والذي قام بأداء دور الطالب الجامعي المعترض على أفكار الأستاذ، فمما لا شك فيه أن السبب الوحيد لإختياره هو كونه نجل المنتج (محمد العدل).

وعلى الرغم من كثرة الملاحظات السلبية والإيجابية تجاه العمل فإن إحجام الجمهور عن مشاهدته سيدفع شركات الإنتاج إلى التفكير ألف مرة قبل إنتاج فيلم مختلف عن السائد.

' كاتب من مصر

القدس العربي في

23/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)