حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السينما تحتفل بمئويته من خلال استعادات وعروض وإصدارات "دي.في.دي"

كوروساوا السينمائي الياباني الأكثر تأثيراً في العالم.. عاش حتى أصبح غريباً عن الزمن

ريما المسمار

قرن على ولادة "الإمبراطور". هكذا عنونت بعض الصحف والمجلات في أوروبا وأميركا واصفة السينمائي الياباني كوروساوا أكيرا في الذكرى المئوية لولادته. والإمبراطور صفة مستلّة من جوانب عدة متعلّقة بحياته وأعماله وتأثيره. وإذا شئنا الدقة والإنصاف والموضوعية، علينا القول ان كوروساوا واحد من ثلاثة عمالقة مروا على السينما اليابانية إلى جانب كينجي ميزوغوتشي (1898-1956) وياسوجيرو أوزو (1903-1963). وتلك مسألة مفتوحة على الجدل في الأوساط السينمائية بين مشكك في استحقاق كوروساوا لشمله مع ميوزغوتشي وأوزو وبين معتبر ان اسباب ذلك الشمل عائدة الى أسباب خارج السينما. وثمة بين هؤلاء وأولئك من يصطفي كوروساوا سينمائياً من الطراز الأول بالمقارنة مع رفيقيه أو من دونها. لعل جزءاً من ذلك "التشكيك" عائد الى علاقته بالغرب تأثراً وتأثيراً وانفتاحاً وتعاوناً، خادشاً ذلك "الصفاء" الذي تتصف به السينما اليابانية، المنغلقة على حضارتها وثقافتها، مشكّلة مرجع نفسها. فهو قبل اي شيء، من السينمائيين اليابانيين القلائل الذين تأثروا بالسينما الأميركية لاسيما أفلام جون فورد. بدوره، أثمر ذلك التأثّر علاقة في الإتجاه المعاكس، دافعاً بعدد من السينمائيين الأميركيين الى اصطفاء كوروساوا سينمائياً مرجعاً. يظهر تأثيره واضحاً في أعمال جون ستورجز الذي اقتبس فيلمه "السبعة المذهلون" The Magnificent Seven من فيلم كوروساوا الشهير "الساموراي السبعة" The Seven Samurai. وكذلك فعل الإيطالي سيرجيو ليوني عندما أخذ "حفنة من الدولارات" A Fistful of Dollars عن شريطه "الحارس الشخصي" The Bodyguard (Yojimbo)، بينما استوحى جورج لوكس سلسلة الخيالي العلمي الشهيرة "حرب النجوم" Star Wras (لاسيما الجزئين الرابع والسادس) من فيلم كوروساوا "القلعة المخبأة" The Hidden Fortress. لم يقتصر تأثير كوروساوا على مخرجي الماينستريم، فثمة بين معجبيه أسماء من طينة إنغمار بيرغمن الذي صرّح بعد إنجاز شريطه "ربيع العذرية" The Virgin Spring عام 1960: "أود الآن أن أوضح أن The Virgin Spring يجب ان يُنظر اليه كانحراف. انه سياحي وتقليد بائس لكوروساوا." ومن المقلب الآخر، أتى فيديريكو فيلليني ليقول ان كوروساوا هو "المثال الحي الأعظم لما يجب ان يكون عليه المؤلف في السينما."

في صخب الإحتفالات بمئوية كوروساوا حول العالم ببرامج استعادية وكتابات نقدية وإصدارات "دي.في.دي"، يشهد العام الحالي أيضاً التحضير لمشاريع سينمائية، تنوي إعادة تقديم أربعة من أفلامه على الأقل: Ikiru (To Live)، High and Low، Rashomon وThe Seven Samurai. ولكن لماذا كوروساوا دون غيره من السينمائيين اليابانيين امتلك كل هذا التأثير؟

بخلاف أوزو وميزوغوتشي، عاش كوروساوا حياة مديدة إذ توفي في العام 1998عن ثمانية وثمانين عاماً. وذلك ليس مطلقاً مقياساً لجودة مسيرته السينمائية التي تستمد قيمتها من مكوناتها ومقوماتها ومنعطفاتها. ولكنّه، أي العمر، أضاف الى كلية السينمائي عنصر الزمن، متيحاً له فرصة أكبر للعمل، مستنفراً بتحوّلاته أدوات المخرج وطرق تعبيره. ذلك ان كوروساوا عاش حياته وصولاً إلى الشعور بالغربة عن الزمن والإنفصال عن لغته وأدواته. إنها المواجهة مع "العالم الجديد" الذي لم يخفِ السينمائي رعبه تجاهه لاسيما في أفلامه الثلاثة الأخيرة التي أنجزها في التسعينات: "أحلام" Dreams (1990)، "لحن في آب" Rhapsody in August (1991) و"ليس بعد" Not Yet (1993). في الأفلام الثلاثة، يبني حكاياته حول المسنين والأطفال ويحيد عن الواقع الى ما يشبه الحلم او الفانتازيا او الهذيان. اختلفت تلك الأفلام جذرياً عما سبقها لجهة ميلها العاطفي، بما أضاف بدوره تنوعاً على نتاج كوروساوا، معزّزاً أكثر الدهشة إزاء قدرات هذا السينمائي الإستثنائية في التقلب بين الويسترن والخيال العلمي والحركة والملحمة والسرد، بوجهيه الكلاسيكي وغير الكلاسيكي. على هذا النحو، كان لتماسه مع الواقع وتحوّلاته الأثر المباشر في إشعال مرحلة تلو الأخرى في مسيرته. فمن دخوله السينما إبان الحرب العالمية الثانية الى نيله الشهرة العالمية بعد Rashomon، مروراً بتجربة مريرة في هوليوود ووصولاً الى عودة نهائية الى موطن سينماه الأصلي، خاض السينمائي مسيرة حافلة أثمرت ثلاثين فيلماً.

في طفولة كوروساوا بعض التفاصيل الذي يشكل إلماحات مبكرة الى مستقبله وشخصيته السينمائيين، لاسيما تأثير والده "إيسامو" المتحدر من عائلة ساموراي سابقة والذي شغل منصب مدير للقسم الثانوي في المعهد العسكري للتربية البدنية. الى جانب إعلائه الرياضة، كان "إيسامو" منفتحاً على العادات الغربية من ارتياد المسرح ومشاهدة الأفلام كجزء أساسي من التربية. هكذا شجّع أولاده الثمانية، وأصغرهم كوروساوا، على مشاهدة الأفلام منذ سن مبكرة. ومن خارج مذكراته، يمكن أن نضيف فضلاً آخر لوالده عليه هو تجنيبه التجنيد وخوض الحرب منذ الثلاثينات. ذلك ان الطبيب الذي أجرى له الفحص الطبي كان تلميذاً سابقاً عند والده، تعاطف مع أكيرا الشاب كاتباً في تقريره انه لا يصلح بدنياً للخدمة العسكرية.

كذلك أشار السينمائي الى تأثير أحد اساتذته في المرحلة الإبتدائية على إشعال حبه للرسم والثقافة عموماً. أما صداقاته فكانت قليلة واقتصرت على علاقتين متينتين استمرتا حتى نهاية حياته، إحداهما مع صديق طفولته كينوسوك أوكوزا والثانية مع أخيه الذي يكبره بأربع سنوات "هايغو". في وصفه للعلاقة الأولى، يشير الى أن ما جمع بينه وبين أوكوزا الشخصية الحساسة والمنعزلة بعض الشيء، مبتدعاً لذلك وصف "الأطفال الباكون" (crybabies). ومن ثم يقول ان شيئاً لن يتغير سوى ان أوكوزا سيكبر ليصبح "طفل باكٍ رومنسي" (في إشارة الى تحوله روائياً وكاتب سيناريوات من بينها لاثنين من أفلام كوروساوا الأولى) بينما هو سيصبح "طفل باكٍ انساني". وأما علاقته بأخيه المهتم بالادب الأجنبي والذي اشتغل في أواخر العشرينات راوياً للأفلام الصامتة، فقامت على علاقة متينة، حيث انتقل أكيرا للإقامة مع أخيه ورافقه الى عروض المسرح بينما اشتغل على رسومه ومعارضه. ولكن العلاقة انتهت بشكل مأسوي مع إقدام "هايغو" على الإنتحار في العام 1933.

في العام 1935، شارك كوروساوا في مسابقة لنيل وظيفة مساعد مخرج في استديو "مختبرات فوتو كاميكل" وقُبل بالفعل ليقضي السنوات الخمس المقبلة مشتغلاً في 24 فيلماً من بينها 17 تحت إدارة المخرج كاجيرو ياماموتو الذي اكتشف موهبة الشاب وأعطاه نصيحة وحيدة هي ضرورة إتقان السينمائي أولاً كتابة السيناريو. من هناك انطلق كوروساوا في طقس أجبر نفسه على مجاراته: كتابة صفحة واحدة على الأقل كل يوم. وسرعان ما اكتشف ان العمل مجزٍ على كل المستويات. خلال عامين، بين 1941و1943، كتب 12 سناريو، أفلم استديو " توهو" اثنين منها، وحاز اثنان آخران جوائز من وزارة المعلومات التي كانت ابان الحرب هيئة لترويج الموضوعات الوطنية. ولكن فيلم كوروساوا الأول لن يكون من سيناريو أصلي له بل اقتباس لرواية تسونيو توميتا Sanshiro Sugata التي صدرت اواخر العام 1943. صحيح ان الفيلم بعد مواجهة مع الرقابة وتدخل أوزو لإيجاز عرضه، حقق نجاحاً نقدياً وجماهيرياً، إلا أن أفلام النصف الأول من الأربعينات ستدور في فلك الترويج وسوف يجبر كوروساوا على انجاز جزء ثانٍ لفيلمه الأول وعلى بيع سيناريواته ليتمكن من العيش. هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية هي التي ستشعل مسيرة السينمائي الثلاثيني.

كوروساوا بعد هزيمة اليابان

أحدثت تلك الهزيمة التي وقعت في العام 1945 تغييراً جذرياً في المجتمع الياباني، تجلّى بقوة في السينما، لاسيما، كملمح أول، في تراجع أفلام الحقبة التاريخية التي شكلت أكثر من نصف الانتاج السينمائي الياباني في الثلاثينات في ظل الحكم العسكري. تحت قوانين "الحلفاء" الجديدة، شُدِّدت الرقابة على السينمائيين ومنعوا من تقديم أعمال تروج للانتقام او الانتحار او تدعو الى الثورة والإنتفاض. فكان من نتيجة ذلك تحول الصناعة الى نوع سينمائي آخر هو أفلام العصابات بحكايات معاصرة . والمفارقة ان الأخيرة كانت قبل نهاية الحرب شبه غائبة. راجت أفلام الجريمة إذاً بعد الحرب ومن بينها اثنان مميزان وقّعهما كوروساوا: "الملاك المخمور" Drunken Angel (1948) و"الكلب الشارد" Stray Dog (1949). قدم كل من الفيلمين بداية تعاون سيستمر لفترة طويلة بين المخرج والممثلين ميفون توشيرو وشيمورا تاكاشي. دارت أحداث الأول حول العلاقة بين طبيب كحولي (شيمورا) ورجل عصابات (ميفون) مصاب بالسل، فيما قام الثاني على رحلة بحث هوسية لشرطي (ميفون) عن سلاجه المسروق بمساعدة شرطي سابق (شيمورا).

شكل كلا الفيلمين انعكاساً مباشراً للسياقين الثقافي والتاريخي وعكسا أزمات تلك المرحلة المفصلية من تاريخ اليابان. ذلك ان مشروع الإحتلال الذي كان يرمي الى تحول اليابان من امبراطورية عسكرية سابقة الى دولة ديمقراطية ليبرالية ومسالمة وجد في السينما وسيلة فضلى للترويج للقيم الجديدة ونبذ القديمة. والواقع ان كوروساوا كاد قد انطلق في ذلك المسار منذ فيلمه الأول بعد الحرب No Regrets for Our Youth (1946) الذي صور فيه معاناة الليبراليين إبان الحكم العسكري. على الرغم من ان Drunken Angel وStray Dog لم يكونا فيلمين سياسيين كالأول، إلا انهما يقاربان موضوع خروج اليابان من العسكريتاريا الى تاريخ ما بعد الحرب. وما ذلك إلا تعبيراً عن انفتاح كوروساوا السابق للحرب على الغرب وبداية لسلسلة من الأعمال التي ستنهل من كلاسيكيات الأدب الروسي (في The Idiot عام 1951 عن دوستويفسكي وThe Lower Depths عام 1957 غن غوركي) وتقتبس شكسبير (ماكبث في Throne of Blodd 1957 والملك لير في Ran 1985). وفي حين لم يقتبس اياً من فيلميه المذكورين في تلك المرحلة عن رواية أجنبية، إلا ان تأثيرات الأخيرة حاضرة في الفيلمين. فالمخرج نفسه اعتبر Stray Dog تحية الى كاتب روايات جريمة أحبه هو جورج سيمينون، وأشار الى تأثير دوستويفسكي على Drunken Angel. التقط الشبه الأكاديمي جايمس غودوين بوصفه العلاقة بين الطبيب السكير والعصابي بـ"الحميمية بين شخصيتين متناقضتين". على صعيد الاسلوب أيضاً، يقدم الفيلمان دلائل على تأثر مخرجهما بالفيلم نوار. ولكن أبعد من ذلك، يختزل الفيلمان واقعهما: يابان المشبعة بتأثير الغرب. ومن تلك لجوء الفيلمين الى اسماء حانات وموسيقى وديكورات غربية، تغلف الحكاية والشخصيات اليابانية. أما الشخصيات وتركيبها وانفعالاتها، فتشير الى موقف أكثر تركيباً من الإحتلال وماضي اليابان على حد سواء. الجريمة في فيلمي كوروساوا ليست مرتبطة بنموذج الإحتلال او بماضي اليابان بشكل منفصل. بل ثمة تداخل في نسب الإجرام الى الإثنين معاً وكذلك العنف. وثمة رفض للنموذجين السياسيين: السابق والحالي. يعزز هذا التصور تردد الموزعين في عرض أفلامه، لاسيما Drunken Angel، في أميركا بحجة النزعة المضادة لأميركا.

الإعتراف ثم النكسة

كان كوروساوا المخرج الياباني الاول الذي عُرف خارج اليابان والسينمائي الذي قدم السينما الآسيوية الى العالم. وقد حقق ذلك بسلسلة من الجوائز ـ الاعترافات كان اولها العام 1951 حيث حاز جائزة الاسد الذهب من مهرجان البندقية السينمائي عن "راشومون"Rashomon وفي العام نفسه عُرض الفيلم في صالات نيويورك. في العام التالي، فاز باوسكار افضل فيلم اجنبي عن "راشومون" ايضاً لتتوالى بعدها الجوائز من البندقية (1954 عن "الساموراي السبعة") وموسكو وسان فرانسيسكو وكان (العام 1980 عن "كاغيموشا"). سجّل Rashomon ذهاب كوروساوا الى تخوم جديدة في اختبار الصورة والاسلوب والسرد. حكاية الفيلم المقتبسة من قصتين قصيرتين لريونوسوك أكوتاغاوا تقوم على تقديم جريمة قتل ساموراي واغتصاب زوجته من أربع وجهات نظر (في القصة تروى الحكاية من سبع زوايا). أربع شهادات، تقدم كل منها سرداً مختلفاً للواقعة نفسها.

خلال العقد ونيف المقبل، سيتنقل كوروساوا بين أفلام الحقبة التاريخية والحكايات المعاصرة، معيداً من خلال الأولى اختراع النوع ببث أفكار فلسفية وأخلاقية جديدة فيه، ومشتغلاً في الثانية على أفكار مشابهة مصحوبة بالنقد الإجتماعي. اختتم تلك المرحلة بفيلم "اللحية الحمراء" Red Beard (1965) الذي استغرق تصويره عامين كاملين وشكل نقطة تحول في مسيرته. كان الفيلم تعاونه الأخير مع الممثل ميفون وفيلمه الأخير كذلك بالأبيض والأسود. كما شكل آخر أعماله كمخرج مع نظام الاستديو في اليابان الذي اثمر فيلماً كل عام. مع هذا الفيلم، وصل السينمائي الى قمة نجاحه النقدي والجماهيري وبدا له ان الذهاب أبعد بسينماه يتطلب التوسع خلف حدوده. هكذا، اعلن في العام 1966 من نيويورك برفقة المنتج الأميركي جوزيف إي. ليفاين عن مشروع فيلم بعنوان "القطار الهارب" Runaway Train بموازنة توازي المردود السنوي للاستديو المستقل الذي أسسه في مطلع الستينات في اليابان. والحكاية تتناول هاربين من العدالة يختبئان في قطار مهمل لا يلبث أن ينطلق ويتسارع بجنون. وحين انضم سيدني كارول الى المشروع من أجل ترجمة السيناريو الى الانكليزية، طلب من كوروساوا تضمين الفيلم رسالة. ولكن كوروساوا رفض أن يكون خطابياً وفضّل أن يترك للفيلم وأسلوبه قول الرسالة. ولكن التأجيل المستمر للمشروع دفع بكوروساوا الى القبول بمشروع آخر في عنوان Tora! Tora! Tora! الذي كان سيعيده الى أجواء الحرب الملحمية من خلال استعادة هجوم اليابانيين على بيرل هاربر من وجهتي نظر متعاكستين. وقام المشروع على فكرة ان يصور فريق هوليوودي بقيادة المخرج دايفيد لين واستديو "فوكس" الأحداث من وجهة نظر أميركية، بينما يقوم كوروساوا من خلال شركته بأفلمة الواقعة من وجهة نظر يابانية. ولكن الخلافات بين القيمين على "فوكس" وتآمر مدير استديو كوروساوا اياغي تيتسورو عليه، أدت الى توقف التصوير بعد سبعة ايام أواخر العام 1968وطرد كوروساوا من المشروع. كانت مرحلة عصيبة استغرقت أكثر من خمس سنوات من حياته، قام خلالها بمحاولة انتحار في العام 1971 عندما أقدم على قطع شرايين الرسغ والحنجرة أربع عشرة مرة بموسى حلاقة.

عندما صور فيلمه الأول بعد انقطاع خمس سنوات، اختنق صوته عندما صاح "أكشن" للمرة الأولى فالتفت فريق العمل إليه ليشهدوا على دموعه. من بين الأفلام السبعة التي أنجزها بعد ذلك، ثمة تحفتان على الأقل: Kagemusha (1980) وRan (1985). ساعده على تمويل الأول اثنان من اشد معجبيه، جورج لوكس وفرانسيس فورد كوبولا، وتناول حكاية رجل بديل للورد ياباني من العصور الوسطى، ينتحل شخصيته وحياته بعد مماته. أما Ran فكان أضخم أفلامه على الاطلاق وأكثرها نجاحاً. وينسب الى المخرج قوله انه يعتبره أفضل أفلامه.

المستقبل اللبنانية في

23/07/2010

 

فيلم "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار افتتح استثنائياً مهرجان قرطاج الدولي

شارك الفيلم التونسي "النخيل الجريح" للمخرج عبد اللطيف بن عمار في "مهرجان قرطاج الدولي" الذي بدأ في الثامن من الجاري ويتحدث الفيلم عن الحرب التي عاشتها مدينة بنزرت التي تقع على بعد ستين كيلومتراً شمال العاصمة تونس ضد الاستعمار الفرنسي. وتقع احداث الفيلم في مدينة بنزرت في العام 1991 مع بداية حرب الخليج حين يعهد البطل في دور الهاشمي عباس بمخطوط كتابه الى الشابة "شامة" لتقرأه وهي فتاة يتيمة الأب منذ كانت طفلة وهي المتخرجة من الجامعة التونسية باجازة في علم الاجتماع تتأثر بالمخطوط وتغوص في تفاصيله التي تروى احداث حرب بنزرت التي فقدت فيها والدها وهو كان يعمل في وظيفة بسيطة في سلك الحديد لكنه تطوع بين آلاف المتطوعين خلال الحرب واستشهد خلال المعارك، ثم تقوم علاقة حب بين الكاتب و"شامة"، ومع تطور العلاقة بينهما تتطور الأحداث ايضا حيث تروح تكتشف تفاصيل الحرب وتفهم أكثر لماذا استشهد والدها وتصل الى حل الغاز كثيرة لم تفهمها في صغرها، ويحاول المخرج عبد اللطيف بن عمار ان يجد اجابات عميقة حول اسئلة كثيرة طرحتها تلك الحرب.

وكانت مفاجأة اختيار "النخيل الجريح" لافتتاح "مهرجان قرطاج" طاغية لأن هذا المهرجان في دورته السادسة والأربعين لهذا العام عادة ما كان الغناء والطرب هو الطاغي على شهادات افتتاحه في السنوات الأخيرة وأكدت مصادر ان ادارة مهرجان قرطاج أرادت ان يتزامن اختيارها هذا الفيلم للافتتاح مع اعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي العام 2010 سنة الاحتفاء بالسينما التونسية من أجل النهوض بهذا القطاع وحماية حقوق المؤلفين لا سيما من عمليات القرصنة والاغلاق المستمر لصالات السينما.

وأوضح المخرج من جهته انه حاول في هذا الفيلم الذي يضعه في خانة "سينما الواقعية الجديدة" ان يدعو من خلاله الى "كتابة علمية وجادة للتاريخ"، واعتبر ان فيه ايضاً "ادانة للمفكرين الذين يزورون التاريخ لأغراض سياسية ولنيل شرف لا يستحقونه".

يشارك في الفيلم 26 ممثلاً من بينهم الجزائريون ريم تاكوش وعائدة كاشوت والعربي زيكال وحسان كشاش والتونسيون ناجي ناجح وليلى وز ودليلة مفتاحي وشاذلي العرفاوي وصالح مصدق.

كما سيعرض فيلم "النخيل الجريح" بعد "مهرجان قرطاج" في الصالات التونسية طوال الصيف وهو خامس فيلم روائي طويل لبن عمار خريج "معهد السينما" في فرنسا في العام 1965.

المستقبل اللبنانية في

23/07/2010

 

نجوم الموسم في عباءة التاريخ

محمد عبد الرحمن 

نيكول سابا صارت داليدا، وسيرين عبد النور كليوباترا... يبدو أنّ شهر الصوم لن يقتصر على المسلسلات. ها هي الفضائيات تعدّ العدة لتقديم برامج ترفيهية وكوميدية في صيغة جديدة

رغم أن الوجبة التلفزيونية الرئيسية في رمضان هي المسلسلات، إلا أنّ أصحاب الفضائيات بدأوا يدركون أنّ الجمهور عاجز عن متابعة الدراما طيلة 24 ساعة. لذا، دخلت البرامج إلى حسابات التلفزيونات. وظهرت شركات متخصصة في هذا النوع من الترفيه التلفزيوني بعدما كان معظم البرامج من إنتاج جهات حكومية. كما تغيّر شكل البرامج التي كانت تعتمد غالباً على الحوار المباشر بين الإعلامي وضيفه، أو على المسابقات الخفيفة التي يشارك فيها المشاهدون بحضور أحد النجوم الذين باتوا يدركون أنّ البرامج وسيلة إضافية تسهم في زيادة مدخولهم الرمضاني (راجع البرواز).

هكذا، سنشاهد على الفضائيات سلسلة من البرامج التي تتنوع أفكارها، لكنها في النهاية تصبّ في نهر واحد، هو تقديم مضمون ترفيهي يريح المشاهدين من متابعة المسلسلات. وجذبت إعلانات برنامج «لقاء مستحيل» على قناة «الحياة» كثيرين. أما السبب، فهو أنّ «البرومو» أظهرت تارة أحمد السقا يرتدي ملابس صلاح الدين الأيوبي، وتارة أخرى سيرين عبد النور في شخصية الملكة المصرية كليوباترا، ووفاء عامر في شخصية المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، ونيكول سابا في دور الفنانة الشهيرة داليدا... وتعتمد فكرة البرنامج على أن يختار الممثل شخصيةً تاريخيةً أو فنيةً يحبّها فيحاورها. طبعاً السؤال الأول هو كيف سيجري هذا الحوار؟ الجواب بسيط جداً: يصورّ فريق العمل الحلقة على جزءين. الجزء الأوّل يلعب فيه النجم دور المحاور من خلال شخصيته الحقيقية. أما الجزء الثاني فيرتدي فيها النجم ثياب الشخصية المتخيّلة، ويلعب دور الضيف الذي يجيب عن الأسئلة. وبعد عملية مونتاج، يتحوّل الجزءان إلى حلقة حوارية متكاملة.

وعلى قناة «الحياة» أيضاً، يعود برنامج «التجربة» في جزئه الثاني. وهو من البرامج القليلة التي تدفع للنجوم ضعف أجورهم. وتقوم فكرة البرنامج على خوض النجم تجربة مختلفة خلال يوم واحد، كأن يمارس مهنة بعيدة عن مهنته الحقيقية، أو أن يذهب إلى مكان يتمنى زيارته. ويشارك في الجزء الجديد من البرنامج كل من عمر الشريف، وأحمد عز، وحنان ترك، وداليا البحيري، ومي عز الدين، ودوللي شاهين. ومعهم دريد لحام الذي اختار أن يعمل سائق حنطور في شوارع القاهرة. وكان الجزء الأول من البرنامج قد عرض في رمضان قبل الماضي.

أحمد السقا يرتدي ملابس صلاح الدين، ووفاء عامر تجسّد المناضلة جميلة بوحيرد

وعلى القناة نفسها، سيعرض الجزء الرابع من برنامج «حيلهم بينهم» مع أنجي علي. وفي كل حلقة، سنشاهد مقلباً جديداً ضدّ أحد النجوم. ويواجه البرنامج في نسخته الحالية أزمةً قضائيةً بسبب اتهام الصحافي والسيناريست الشاب وائل عبد الحميد، منتج ومخرج البرنامج طارق فهمي بسرقة الفكرة، وهو الاتهام الذي تنظر فيه المحكمة حالياً.

أما على قناة «دريم»، فيقدم الإعلامي عمرو الليثي برنامج «أنا» الذي يجمع بين الفنانين والشخصيات البارزة في المجتمع المصري حالياً، وخصوصاً في المجال الإعلامي. ويهدف البرنامج إلى كشف الجوانب الخفية في نفسية الضيوف من خلال أسئلة معدة بعناية. وكان الليثي قد حقّق جماهيرية كبيرة في العام الحالي من خلال برنامج «واحد من الناس» الذي جمع بين كشف معاناة الفقراء في مصر من جهة، والحوار مع أحد نجوم الفن من جهة أخرى.

وعلى القناة نفسها، يقدم الإعلامي وائل الإبراشي ومعه رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» مجدي الجلاد، برنامج «2 في 2». وتعتمد الفكرة على استضافة غريمين في أحد المجالات السياسية أو الفنية أو الرياضية، فيحاور الإبراشي الضيف الأول ويحاور الجلاد الضيف الثاني، ثم يُجمع الحواران في حلقة واحدة. ومن البرامج الكوميدية التي يُعلن عنها بكثافة برنامج «حمرا» الذي سيقدمه رئيس تحرير جريدة «الدستور» إبراهيم عيسى على قناة «موجة كوميدي». وتقوم فكرة البرنامج على حوار سياسي ساخر مع كتّاب وإعلاميين وفنانين معروفين بآرائهم المعارضة. وبعد نجاح «مسلسلات كوم»، تقدم قناة «موجة كوميدي» هذا العام برنامج «أفلام كوم». ويعرض البرنامج أبرز المشاهد الساخرة في أفلام مصرية شهيرة. كما يعود برنامج «لمبة شو» على قناة «نايل كوميدي» لكن تحت اسم «ربع مشكل». وتطلّ في البرنامج مجموعة من الشخصيات الكاريكاتورية التي تنتقد سلبيات عديدة في المجتمع من خلال حوارات فكاهية عديدة. لكنّ اللافت في البرنامج هو العنصرية في تناول الطائفة اليهودية من خلال شخصيتي «ليشع»، و«سمعان». وهذان هما جد وحفيد يهوديان يدور بينهما عدد من الحوارات التي تُظهر غباء الحفيد.

طبقية... فنية!

العاملون في كواليس البرامج الترفيهية التي تعتمد على استضافة النجوم، يحملون معهم دستوراً غير مكتوب يحدّد الأجر الذي يحصل عليه كل نجم في هذه النوعية من البرامج. ويُقسَّم الفنانون إلى ثلاث فئات، يتقدمهم نجوم السينما والمسلسلات الذين يحصلون في المتوسط على 20 ألف دولار في الحلقة الواحدة مثل ليلى علوي، وأحمد السقا، ومنى زكي. فيما ينفرد عادل إمام بالحصول على 100 ألف دولار لكن من القنوات الخاصة فقط. بينما تراوح أسعار الفئة الثانية بين 5 إلى 10 آلاف دولار، فيما الفئة الثالثة لا يزيد سقف مطالبها عن 3 آلاف دولار.

الأخبار اللبنانية في

23/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)