حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فاسد "الكبار" خالد الصاوي:

الفيلم يبدو تقليدياً ولكنه جرس إنذار مهم

سأقاضي الرقابة لكي ترفع سقف الحرية!!

ياسمين كفافي

خالد الصاوي شعلة فن متوهجة تطلق شرارتها دائماً.. فهو متألق في كل دور يقدمه وفي كل عمل يكتبه حتي الشعر الذي يخرج من عباءته كجزء من فنه.. كل هذا يؤكد أننا أمام حالة فنية لن تتكرر.. وخالد ليس فقط مؤلفا وممثلا وشاعرا بل مخرجا ايضا كما انه كاتب له العديد من المقالات.. لذلك تجد متعة في أن تحاوره فهو شخصية مثقفة ولديه الأفكار التي تحترمها حتي لواختلفت معها.. حالياً يعرض له فيلم "الكبار" للمخرج الشاب محمد العدل كما يقوم بتصوير المسلسل الرمضاني القادم "أهل كايرو" فما الجديد في حياة خالد الفنية والشخصية.

·         بداية مبروك عرض "الكبار" ألم تخش العمل مع مخرج بدون خبرة ويعمل بفلوس والده؟

- لم أفكر بهذه الطريقة ابداً.. محمد العدل مخرج شاب صغير السن فعلا. ولكنه في بداية حياته العملية وتلك ميزة فهو يعمل بحماس ولديه أفكار جديدة وأنت تعرفين انني أعشق الشباب لأتعلم منهم وأري أفكارهم الجديدة وامنحهم ما استطيع من خبرتي ولو كانت أسرة العدل منتجين فأنا سبقت ان عملت مع المخرج محمود كامل وهو من أسرة غير فنية وقدمنا معا "ميكانو" و"ادرينالين" فانا أعشق دائما التعرض للأفكار الجديدة.

·         ولكن ممثل مثلك له خبرته هل يتدخل في السيناريوهات خاصة لو كانت تحتاج لتعديل والقائمين علي العمل تنقصهم الخبرة؟

- بصراحة مع أي مخرج كبير. وصغير. وقبل ان أوقع أي عقد اؤكد لصناع العمل ان من حقي ان اقترح وأنت من حقك أن تأخذ برأيي أولا فأنا لا استطيع ان أكون بلا شخصية وعندما اجد النص لا يصلح بالنسبة لي بدون تلك التعديلات اعتذر فوراً عن العمل!

·         وبالنسبة لمحمد العدل؟

- كان بيننا مناقشات.. وكان هو متفهما ووصلنا للنتيجة المرضية التي عليها الفيلم.

·         لماذا شعرت وأنا أشاهد الفيلم انه تقليدي إلي حد ما خاصة النهاية؟

قد تبدو من الخارج القصة تقليدية ولكنه بمثابة جرس انذار فلولم يكن لدي القانون سلطة علي "الكبار" أصحاب النفوذ عندها سيحاول الضعيف أخذ حقه بالقوة فيسود قانون الغاب!

·         وما دورك في العمل؟

- شخصية رجل قوي صاحب نفوذ وثروة مما يدفعه لطريق الشر. حتي لو لم يكن في الاساس شرير.

ولكن معادلة الأصل البسيط والمبالغة في امتلاك المال والنفوذ يمكن ان يحولوا أي إنسان للشر حتي لو لم يكن شريرا في الاصل ولكن هذه الامكانيات التي "لفت دماغه" وحولته لشخص فاسد!

·         هل انهيت من تصوير مسلسل "أهل كايرو"؟

- للعلم أنا سعيد ان المسلسل سيعرض علي التليفزيون المصري وخاصة القناة الأولي في رمضان وبالفعل نحن علي وشك الانتهاء من تصويره.

·         ما أهم أحداثه؟

- يدور في اطار بوليسي حول جريمة قتل تتم في القاهرة ومن خلالها نطوف في شرائح المجتمع المصري الحالية والتغيرات التي طرأت علي المجتمع والدول التي دخلت داخل دولتنا. وهو تأليف جلال فضل وإخراج محمد علي.

·         ما عملك القادم؟

- فيلم "كف القمر" مع المخرج خالد يوسف في أول تعاون لنا معا ويدور في جو صعيدي وهو من تأليف ناصر عبدالرحمن ومجموعة من الابطال لم يستقر عليهم بعد كما انه يدور في اطار رومانسي وشاعري.

·         ماهي اخبار فيلم "ورطة السبع"؟

- حالياً السيناريو في الرقابة التي رفضته. ونحاول التفاهم معها وإذا لم يحدث سأشتري السيناريو من يحيي فكري لارفع قضية علي الرقابة واطالبها بتحقيق وعودها من رفع سقف الحرية!

·         في رأيك ما سبب الرفض؟

- لأنه يتناول شخص فاسد في الحزب الحاكم. وهو أمر تم تناوله من قبل وأعتقد ان الدولة لم تعد لديها حساسية من هذا الكلام كما اننا نقبل وجود فيلم عن طبيب فاسد أو مهندس فاسد أو شرطي فما الضرر من وجو عضو فاسد بالحزب. يجب ان نرفع هامش الحرية.

·         ماهو الدور الذي تتمني ان تلعبه؟

- اتمني تقديم شخصيات تمثل اللحظات المشرفة في تاريخنا مثل "محمد علي باشا" الذي أعشقه. ومتخيل كيف سيكون أدائي فيه. ومحمد فريد كقائد اشتراكي ضحي بالثروة من أجل الوطن. وكذلك الكنوز الفرعونية أحمس وتحتمس. ومن التاريخ المعاصر أبطال الصاعقة المصرية في جيشنا الباسل. وذلك قبل ان أكبر في السن ولا أصلح لها!

·         أحيانا نراك بطلا مطلقا وأحيانا في بطولة جماعية؟

- والله أنا أحاول البحث عن الأدوار الجيدة بغض النظر عن طولها ولو كانت في عشر ثوان فقط! ويكفي أن احب الأفلام إلي قلبي هي: "يعقوبيان" و"كباريه" و"الفرح" و"الجزيرة" وكلها اعمال كانت أدواري فيها قصيرة.. كما انني أملك خطا أحمر لا أحيد عنه واعترف أحيانا اضطر للعمل في فيلم لست راض عنه تماماً حتي لا اجلس في البيت ولكن هذا لا يعني أن اتنازل عن مستوي أقل ما يوصف به انه جيد وأحاول ان احقق توازنا سواء في البطولة الفردية أو الجماعية المهم ان يكون للعمل تأثير اجتماعي وسياسي!.

الجمهورية المصرية في

22/07/2010

 

مقعد بين الشاشتين

الكبار.. والصغار

بقلم : ماجدة موريس 

يخطيء من يصدق أن بامكانه اللعب مع الوحوش والتآلف معها.. حتي لو أراد الوحش هذا.. وأعطاه من طرف اللسان حلاوة.. ومن عمق الخزانة نقودا ووجاهة. لأنه في لحظة الخطر لابد وأن يتحدد موقف كل واحد.. ولحظة الخطر هذه وصلها بطل الفيلم السينمائي الجديد "الكبار" سريعا.. وكان يعتقدها بعيدة.. بل لم يتخيل نفسه عاريا أمام الجميع بفعل هذا الاستسلام لأوهام اللعب مع الوحوش. فلم يجد شيئا آخر يفعله سوي استخدام الرصاص في نهاية مباغته للمشاهد تحسبها متعسفة بعد لحظة الذروة التي وصلها الفيلم في الحفل الساهر الكبير الذي أقيم من أجل هذا الهدف أي.. فضح المحامي الشاب لمجموعة اقتصادية وطرده.

الفيلم تجربة سينمائية مدهشة لمخرج جديد يقدم نفسه للجمهور العريض في أول أعماله الروائية الطويلة وهو محمد العدل الذي رأيت له من قبل فيلماً قصيراً جميلاً لا أذكر اسمه وكان مشروع تخرجه في معهد السينما المفاجأة هنا تأتي من حرصه علي أمرين. أولهما السيناريو والفكر الذي يطرحه من خلال كاتب كبير متمرس هو بشير الديك أحد أهم كتابة جيل الثمانينات ورفيق رحلة محمد خان وعاطف الطيب وغيرهما من المخرجين قبل أن يركن إلي كناية المسلسلات التليفزيونية الجيدة منذ سنوات.. وسيناريو "الكبار" يعتمد علي فكرة جديدة قديمة عن الفساد حين يستبد شيوعه وجبروته بالبشر المفترض منهم التصدي له بحكم مواقعهم المهنية.. فبطل الفيلم كمال "عمرو سعد" وكيل نيابة يخطيء في الحكم علي أدلة الاتهام ضد شاب اتهم بقتل فتاة فيقدمه إلي حبل المشنقة. ثم يكتشف خطأه فيسعي لانقاذه لكن بعد فوات الأوان فيحاول البحث عن أسرته والتخفيف عنها لكنه يواجه بالغضب والرفض من أخته "زينة" وأمه "صفاء الطوخي" ويخرج من كوابيسه المتصلة واحساسه بالذنب بترك عمله. والاتجاه للمحاماة.. وفي أول قضية يتولاها يهزم في ساحة العدالة حين يغير موكله أقواله ضد قتلة ابنه التلميذ بعد أن استطاعت عائلة القتلة الوصول إليه وإلي الشهود ورشوتهم.. وهو ما يشعره بفقدان الأمل في مستقبل جديد فينصرف إلي النسيان عبر المخدرات والخمر برغم محاولات صديقه الوفي الضابط علي "محمود عبدالمغني" لاستعادته. لكنه يتمادي. ويوافق علي عرض مذهل بملايين الجنيهات مقابل كسب قضية مخدرات يتضح أن سببها معرفته بقض محترم صديق قديم لوالده الراحل "سامي العدل" الذي يكتشف في لحظة ما أن كمال الذي أحبه كابن يراوغه لرشوته والحكم بالبراءة فينفعل ويكتم ما به حتي تأتي لحظة الحكم ببراءة المتهمين لأنه أي وكيل النيابة السابق استطاع بخبرته هدم القضية بخطأ إجراءات التفتيش وهو ما يدفع القاضي لقتل نفسه.. وليدرك البطل أنه كمن يسير مغمض العينين في طريق مجهول ممهد له. فلا يرفض بل يقبل بسهولة العمل مع تلك المؤسسة صاحبة المخدرات والملايين بعد لقاء سريع مع رئيسها الحاج الطروب "خالد الصاوي" الذي نراه أشبه بحالة تسلك في معاملاتها بأسلوب أقرب للغريزة سعيا وراء المتع الصغيرة قبل الكبيرة "بحجة حرمان الطفولة" ثم تتحول لشخص آخر وهي تدير شئون البيزنس. نيابة عن آخرين لا نعرفهم. وانهاء أي مشكل حرج بتليفون! وهو ما يصل إليه الفيلم في نهايته حين تؤتي محاولات "علي" لانقاذ "كمال" وايقاظ ضميره بثمارها فيتحرك في اتجاه ادانة الحاج والشركة لاستيراد غيارات طبية مشعة. ويعلم الحاج فيسرع بايقاف "العدل" بطرقه. وطرد مستخدمه بعد فضحه.. فيقتله في تلك النهاية المباغتة.. الأمر الثاني المهم في الفيلم. هو حرص المخرج علي أهمية وقيمة الايقاع السينمائي ولغة الصورة. فلا ترهل وإنما مشاهد ولقطات محدودة معبرة عن أزمة البطل ضمن هذا المنظور لمتتالية الأحداث وضمن منظور لوفي قاتم يضعك في مناخ أقرب لروح القصة وقتامة ما يحدث للشاب. كذلك قدم المصور حسين عسر الذي قدم كثيرا من المشاهد الجيدة منها حفل الختام ومشاهد علاقة كمال بعلي وكذلك جاءت موسيقي الفنان خالد مرعي اضافة في مناطق عديدة من الفيلم أما الممثلون فهم هنا في حالة اجتهاد وتأكيد لموهبة واستحقاق لبطولات قادمة بداية من "عمرو سعد" بعد دوريه في "حين ميسرة" و"دكان شحاتة" و"زينة" التي رأينا لها "بنتين من مصر" والفيلمان يؤكدان وجودها. محمود عبدالمغني وخالد الصاوي وأخيرا محمد مرشد في دور رجل الحاج و"صفاء الطوخي" الرائعة في أول دور سينمائي أراه لها.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

22/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)