حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يعرض حاليا بدور السينما ...«Inception» آخر إبداعات نولان

الديري: إسقاطات الفيلم فلسفية وليست سياسية... ووجدت فيه ابن عربي

الوسط - منصورة عبدالأمير

تزامناً مع عرضه العالمي، بدأت دور السينما البحرينية، الأربعاء الماضي، عرض دراما الخيال العلمي والإثارة Inception أو سارق الأحلام.

الفيلم هو السابع على قائمة أعمال مخرجه كريستوفر نولان، المتخصص في تقديم أفلام الإثارة والخيال العلمي وأشهرها Memento (تذكار)، Insomnia، (أرق) the Dark Knight (الفارس الأسود) Batman Begin (عودة الرجل الوطواط). جميعها أفلام مميزة أثبت فيها المخرج الكاتب قدراته العالية في الكتابة والإخراج. في فيلمه الأخير هذا Inception، الذي يخرجه ويقوم بكتابته أيضاً، يتطرق نولان لقضية مختلفة يضعها في قالب درامي يمتلئ بالإثارة، الأكشن، وكثير من الخيال العلمي قبل كل شيء.

حكاية الفيلم تدور حول دوم كوب (ليناردو دي كابريو) المتخصص في سرقة الأحلام والذي توكل له إحدى الشركات مهمة اقتحام لاوعي بعض حكاية الفلم تدور حول دوم كوب (ليناردو دي كابريو) المتخصص في سرقة الأحلام والذي توكل له إحدى الشركات مهمة اقتحام لاوعي بعض الأشخاص من أجل زراعة أفكار جديدة فقط لتتخلص من منافس اقتصادي قوي.

يأخذنا نولان في فيلمه هذا إلى عالم الأحلام وهو الطريق السالك لدخول لاوعينا، عالم تسرق فيه أفكارنا، تمارس فيه ضد لا وعينا عمليات لا يصفها الفيلم على وجه التحديد إلا أنها تفضي إلى زراعة أفكار لا تمت لقناعاتنا بصلة. نولان يناقش بشيء من التفصيل وربما التعقيد ما يحدث حين يتسلل احدهم إلى أحلامنا ولاوعينا.

وبحسب الفيلم فقد يتطلب أمر زراعة الأفكار مرحلة أعمق في اللاوعي، تزال فيها الخطوط الفاصلة بين الوهم والحلم والواقع للوصول لمرحلة لا يمكن فيها تمييز الأفكار المزروعة المقحمة أم تلك النابعة من قناعات وإيمان. إذ إنه، بحسب نولان، فان تسرق فكرة، حلم، حياة، مشاعر، ذكريات فذلك ممكن لكن أن تزرع فكرة في ذهن أحدهم، أن تقنع احدهم بأنه لا فاصل بين الحلم والواقع والأوهام فذلك هو التحدي وتلك هي الجريمة الكاملة.

مع نولان نتساءل هل يمكن ذلك، هل تقحم الأفكار في أذهاننا عنوة أم عن طيب آخر. هل يتسلل غرباء إلى أحلامنا ليغيروا وعينا بالأمور. هل تمارس ضد وعينا ولا وعينا حروب تطهيرية، تغسل خلالها أدمغتنا من دون وعي. هل يناقش نولان واقعا مرعبا لكن عبر قصة خيالية تمتلئ بكثير كثير من التفاصيل التي قد يعجز المشاهد عن استيعابها أو هضمها بعد مشاهدة واحدة للفيلم.

لمناقشة بعض من تلك التساؤلات، وللوقوف على تفاصيل وواقعية الجريمة الكاملة تلك، حاورت «الوسط» الناقد والكاتب علي الديري.

·     يخضع دوم كوب «ليوناردو دي كابريو» ايريادين «ابلين بيج» لاختبار يتأكد فيه من قدراتها قبل ضمها لفريقه المتخصص في سرقة الأحلام والأفكار، إذ يطلب منها تصميم متاهة. لكن الواقع هو أن الفيلم بحد ذاته بدا كمتاهة، صحيح أن المخرج تمكن من أن يأخذ بيدنا عبرها بطريقة سلسلة وربما رشيقة في بعض اللحظات، لكن ذلك لا ينفي أننا تهنا في بعض المشاهد. أي متاهة تلك التي يتحدث عنها الفيلم، هل هي متاهة العقل البشري، أم متاهة المجتمعات الحديثة وتصارع القوى فيها؟

- الفيلم يأخذنا فعلاً إلى متاهة العقل البشري وذلك عن طريق الحلم. الحلم يمثل جانباً أو قارة مهمة في العقل البشري في الحقيقة هذه القارة لم تكن معروفة كما هي اليوم. أصبحت معروفة حين وضع فرويد يده عليها. كنا مع ديكارت في مرحلة إقصائية للأحلام وللمخيلة، لم يكن يعترف إلا بالعقل وحده، العقل الواعي الذي يمثل الدليل القاطع على وجود الإنسان. لكن مع فرويد اكتشفنا أن هناك قارة كبيرة جداً هي قارة اللاوعي، قارة الأحلام والمخيلة التي لا يستطيع الإنسان فيها أن يسيطر على أي شيء. هنا تقع المتاهة فعلاً متاهة العقل البشري ومتاهة الإنسان ومتاهة العالم.

الفيلم فيما أعتقد لا يحمل إسقاطات واقعية مباشرة ذات رائحة سياسية وإنما يضعنا في متاهة أشبه بالفلسفية، على كل واحد منا أن يواجه ذاته في هذه المتاهة. صحيح أن الفيلم أتخذ من التنافس بين الشركات إطاراً لوضع هذه المتاهة ولصناعتها ولإضفاء شيء من الواقعية عليها، لكنه فعل ذلك فيما أعتقد كنوع من البراعة لكي يوهمنا أنه يحيل على واقع لا يمكن الشك فيه، فالشركات اليوم هي التي تصنع الواقع هي التي تصنع أحلامنا واحتياجاتنا وقناعاتنا هي التي تصنع الحروب في العالم أيضاً فالحروب الموجودة اليوم هي حروب شركات وحروب حول ثروات وحروب حول مصادر مالية ومصادر طاقة. لكن أعتقد أن هذه الإشارة لم تكن فاقعة في الفيلم وإنما جاءت كخلفية، إذاً هو يقحمنا في متاهة الحلم ما هو الحلم كيف يعبّر عن منطقة اللاوعي كيف يمارس حضوره في الشخص كيف يجعل الشخص متأرجحاً بين الواقع واللاواقع. سنجد أن الفيلم يبدأ بتعريف جميل للفكرة بأنها فيروس يتوفر على الليونة والمرونة اللتين تتيحان له التشكل وإعادة تشكيل نفسه بصور لا حدود لها ولا مثيل لها، يمكنها أن تخترق وسائط كثيرة، وسائط العقل ووسائط الحلم ووسائط الإنسان والشركات والواقع واللاواقع.

الفيلم برع فعلاً في إدخالنا في متاهات هذه الوسائط وقد بدأ الفيلم ليوضح لنا الكيفية التي أدخل بها دوم زوجته في متاهة جعلتها تؤمن أن ما تعيشه حلم ولكي تصحوا منه عليها أن تموت. هذا يذكرنا بالطبع بفكرة الأحلام في حضارتنا الإسلامية وثقافتنا العربية المؤسسة على فكرة أن الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا، وهي الفكرة التي ذهب بها الصوفية مذهباً بعيداً جداً حين رأوا أن العالم كله حلم وأن هذا الحلم لا يمكن الإفاقة منه أو الصحوة منه إلا بالموت وقد عبر الفيلم عن ذلك بفكرة الركلة للخروج من الحلم وإعادة الإنسان من واقعه.

·     ألا تجد أن عملية إقحام أو إقناع شخص بأنه يعيش حلماً كما فعل بطل الفيلم مع زوجته، هي عملية تتضمن إشارات واضحة لنظرية المؤامرة، وكأنما يشير الفيلم إلى أن هناك من يتآمر ضد الأفراد لإدخالهم إلى عالم الأحلام وإقحامهم فيه ثم يحاول التسلط على أحلامهم؟

- في الحقيقة لم تكن فكرة المؤامرة هي التي خرجت بها من الفيلم، وربما حين نخضع الفيلم لفكرة المؤامرة ونقرأه قراءة سياسية فإن ذلك يفوت علينا الاستمتاع بالفيلم وفهم طبيعة الفكرة الفلسفية التي يقوم عليها. وجدت في الفيلم إشارات كثيرة إلى فكرة الحلم والعقل واللاوعي. لاحظي موضوع الدوامة التي وجدت مع دوم حين كان ملقى على ضفاف البحر. هذه الدوامة تحمل إشارات كثيرة ففيها إشارة أولاً إلى زوجته التي كانت تجيد اللعب بهذه الدوامة وتجعلها تدور بشكل متزن، ما يحدث هو أنه حين تقتحم زوجته أحلامه وتعيق مخيلته للمضي إلى أشياء جديدة، تأتي الدوامة لتعيده إلى الفكرة أو الحادثة الأساسية التي دخل من خلالها إلى منطقة الحلم وذلك حين وقفت زوجته على شرفة الفندق وقالت له دعنا ننتحر لكي نستيقظ، فرد عليها بأن الحلم ليس سوى فكرة زرعتها فيك ونحن الآن في الواقع ولسنا في الحلم ودعينا نذهب إلى أطفالنا. لم تقتنع بذلك وكانت مقتنعة بأنها في الحلم ولذا أرادت أن تموت لكي تستيقظ فقالت له لنموت معاً وحين رفض الفكرة ماتت لوحدها. موتها أدخلها طبعاً في حلم آخر أما هو فدخل في متاهة أخرى إذ اتهم بقتل زوجته، وعليه أن يدافع عن نفسه وينقض هذه الفكرة وهذا الحلم المجنون والمبني على فكرة كان هو من أقنع زوجته بها. هو من أقنعها أنها في حلم وعليها أن تستيقظ منه، وهي صدقت ذلك، فارتد عليه هذا الحلم واقعاً صاغ حياته كلها فظل طوال حياته يحاول أن يثبت أنه لم يقتل زوجته. بالطبع زوجته كانت ذكية فتركت وصية تتضمن اتهامات له بمحاولة قتلها أكثر من مرة، ولذا أصبح موضوع اتهامه بالقتل مسألة حتمية في حين أنها نشأت بفعل حلم.

لاحظي كيف يمكن أن يفرض الحلم واقعيته على مسار حياتنا، حتى الذين يبتكرون الأحلام لا يستطيعون السيطرة عليها في النهاية. الأحلام هي التي تسيرهم وتقنعهم أن هناك حقيقة جديدة وإن كانت من حلم وأن عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم وأن يعيشوا مع الحلم، أو أن يقنعوا العالم أنه يعيش حلماً.

الدوامة جاءت في الفيلم أيضا ليستعيد البطل من خلالها توازنه أو يستعيد فكرة الواقع. هناك إشارة دائمة إلى الدوامة في الفيلم إذ إن استخدامها يعني إلى أن ما يراه الشخص يقع في منطقة المتاهة، هذه الدوامة تشبه رقصة الصوفي حين يدور كدوامة ثم يدخل في عالم الفناء أو عالم المطلق أو يتحد مع الله أو يفنى مع الله. وتجد أنه يعيش هنا الحقيقة فكأن هذه الدوامة تمثل حالة الصوفي في ذهابه إلى المطلق فكان البطل أيضاً يستعيد هذه اللحظات بهذه الآلة أيضاً. وهناك إشارة أخرى إلى الحلم عن طريق فكرة الخزانة، التي تصوغ كثيراً من أحداث الفيلم. فحين كان دوم مع زوجته، كانت هناك إشارة إلى وجود خزانة تحوي بعض الأوراق أو الوثائق. الخزانة الأهم هي خزانة صاحب الشركة المنافسة التي اكتشفنا في نهاية الفلم أنها لم تكن تحوي سوى صورة مرتبطة بطفولة صاحب الشركة أراد أن يورثها لابنه فقط من أجل أن يعتمد على نفسه ولكي يكتسب حكمة في الحياة. لم يكن في الخزانة أموال ولا أسرار، لم يكن فيهاسوى الإشارة إلى حلم الطفولة.

·     أنت ترى أننا يجب أن نشاهد الفلم أو ننظر له بمنظور فلسفي من منظور فرويد وابن عربي الذي قلت قبل بداية اللقاء أنك ترى أفكاره كلها حاضرة في الفيلم. انطلاقا من هذا المنظور، هل يمكن بالفعل السيطرة على العقل البشري بالمستوى الذي يتحدث عنه الفيلم. ومن يملك هذه السلطة على عقولنا؟

- في الحقيقة السيطرة على الإنسان لا تتم بالسيطرة على عقله بل على حلمه، منطقة الحلم هي المنطقة التي تخاطبها وسائل الإعلام اليوم هي المنطقة التي يخاطبها السياسيون ورجال الدين والأديان وهي المنطقة التي يخاطبها العالم كله. نلاحظ أن كبار الثوار دائماً كانوا يبدؤون بحلم يريدون أن يحققوه. أما العقل فهو شيء أبسط من الحلم أو على كلام ابن عربي فهناك شيء فوق طور العقل وهو المخيلة، هذا الخيال نصنع من خلاله أشياء لا يمكن صناعتها بالعقل لأن العقل محدود بربط سبب بمسبب ربطاً ضرورياً ومنطقياً ودائماً، وهذا مستوى من مستويات الوجود. لكن هناك شيء يتجاوز هذا الوجود وهو الحلم، وهنا تكمن خزينة الإنسان التي نريد أن نسطو عليها أو نكتشفها أو نعبرها أو نستل منها صور طفولته وصور حياته ومسيرته. في الفيلم نجد أن الخزينة التي كان فريق زراعة الأحلام، ولن أقول فريق سرقة الأحلام، يريد أن يصل إليها، ترمز إلى خزانة الإنسان من صور حياته كلها. وبالمناسبة ابن عربي استعمل تعبير خزانة الخيال في «الفتوحات المكية» في باب «خزانة الخيال» ولديه أيضاً «خزانة الكلام»، وهو يجد أن كينونة الإنسان تكمن في هذه الخزانة في هذه الصور التي يتكلم بها ويتخيل بها ويتعرف على المطلق بها. عظمة الإنسان تكمن في هذه الصور والفيلم كما ذكرت أخذني إلى منطقة ابن عربي أو كأن ابن عربي هو كاتب سيناريو الفلم وكأنه كتب النص وتم تحويله إلى فيلم معاصر. كل ما قاله الفيلم عن الأحلام قاله ابن عربي نصاً وليس تأويلاً.

·     ماذا عن ثيمة الحلم المشترك أو أن تكون بداخل حلم شخص آخر أو أن تحلم وأنت لا تعرف أنك تحلم. عن أي مستويات اللاوعي يتحدث الفيلم؟

- هذه منطقة حساسة جداً في الإنسان وربما تكون مرتبطة أكثر بما يمكن أن نسميه بسيكولوجيا الجماهير أو سيكولوجيا الجماعية أو علم النفس الجماعي. هذه المنطقة ربما تكون أكثر مرحلة معروفة من مراحل الايدلوجيات الشمولية التي تعيش فيها أمة كاملة حلماً معيناً، حلم قومي أو ديني أو عرقي، تجد من خلاله أنها أفضل الناس عرقاً أو ديناً أو قومية ويسيطر عليها هذا الحلم إلى عقود من الزمن ثم تصحوا وتكتشف أنها كانت نائمة أو مخدوعة أو لم تكن تعي فكرة أنها كانت تعيش حلم. هذا الحلم الجماعي فعلاً يسيطر على البشر وهو الذي يشعرهم بالأمان لأنه حين يدخل مع الجماعة لا يمكن أن تكون مع جماعة بعقلك، يستحيل، أنت لا تكون مع جماعة إلا بحلمك. أن تدخل منطقة الحلم منطقة الخيال هنا تستطيع أن تشترك مع جماعة. العقل دائماً فرد حالة فردية وحالة تخرجك من الجماعة وحالة تخرجك من الواقع أو من الحلم لأن الناس كلها تحلم وتكون جماعات وحين يصحوا أحد الأفراد من هذا الحلم مباشرة يتحول إلى الفردية.

الوسط البحرينية في

22/07/2010

 

محمد سعد لم يعد يضحك أحداً

محمد عبد الرحمن 

ما زال الممثل الكوميدي المصري متمسّكاً بشخصيّة اللمبي التي صنعت شهرته منذ ثماني سنوات. ورغم هجوم النقّاد عليه، ها هو يعود في «اللمبي 8 جيجا» لأنّه «ربّى جمهوره ويعرفه جيداً»!

رغم الانتقادات التي طالت عودة شخصية «اللمبي» هذا الصيف من خلال فيلم «اللمبي 8 جيجا»، لكن الممثل الكوميدي الشهير محمد سعد كان أكثر صراحة مع نفسه ومع النقّاد بعودته إلى هذه الشخصية. إذ إنّها فتحت له أبواب الشهرة قبل ثماني سنوات حين ظهر في فيلم «اللمبي»، محقّقاً إيرادات تفوقت حينها على نجمي الشباك عادل إمام ومحمد هنيدي. وبعد عام، وبسبب الهجوم العنيف على الشخصية، غيّر سعد اسم فيلمه الثاني من «اللمبي 2» إلى «اللي بالي بالك» وهو اسم لا علاقة له بمضمون الفيلم. حقّق الشريط نجاحاً أكبر، قبل أن يتخلى سعد عن اسم اللمبي لكن من دون الابتعاد عن ملامح الشخصية في فيلمي «عوكل» و«بوحة». وحققت الأفلام الأربعة إيرادات تجاوزت 20 مليون دولار، ليصبح سعد النجم الرقم واحداً في شباك التذاكر المصري.

لكن ابتداءً من عام 2007، بدأ نجم أحمد حلمي في الصعود تزامناً مع تقديم سعد أفلاماً لم تحظَ بالقبول الجماهيري نفسه مثل «كتكوت»، و«كركر»، و«بوشكاش». غير أن سعد عاد هذا العام ليصرّح بأنّه استطلع رأي الجمهور الذي أكد رغبته في عودة اللمبي... لكن في أي قالب؟ لم يكن هذا مهماً على ما يبدو. إذ عاد «اللمبي» في شخصية رجل يقف أمام المحاكم من أجل الحصول على بعض الجنيهات ممن لا يعرفون أنّه ليس محامياً. وتتغيّر حياة اللمبي حين يتعرض لحادث سقوط على الأرض، فيعالجه طبيب أعصاب. لكنّ هذا الأخير يقرّر أن يستغل اللمبي في تجربة اختراع جديد وهو تركيب شريحة 8 جيغا وتحميل معلومات عليه. عندها، يبدأ إلمام اللمبي بالقوانين ويعمل محامياً بالفعل، فيتمتّع بالمال والنفوذ من دون أن ينسى أزمته الشخصية وهي عدم القدرة على الإنجاب من زوجته (مي عز الدين).

الجمهور الذي تحمّل أفلام إسماعيل ياسين طوال عقدين، ليس مستعداً لمشاهدة اللمبي العام المقبل

هكذا، يطلب من الطبيب أن يمحو معلومات من ذاكرته القديمة مقابل إضافة معلومات جديدة حتى ينسى كل محبّيه. وعندما يقرر الطبيب إقامة مؤتمر صحافي للإعلان عن اختراعه الجديد، يرفض اللمبي طبعاً كشف سرّ شهرته إلى الناس، فيرسل الطبيب فيروساً يدمّر ذاكرته. وإذا باللمبي يعود طفلاً لا يزيد عمره عن شهور. وعلى رغم أن الفيلم حقّق إيرادات مقبولة في شباك التذاكر المصري وصلت إلى مليوني دولار حتى الآن، إلا أنّه تعرّض لانتقادات حادة في الصحافة المصرية بسبب تكرار تيمة التحوّل المفاجئ لشخصية مهمّشة، بالإضافة إلى اعتماد اللمبي الضحكات المستمدة من مواقف غير درامية. حتى أنّه استخدم بعض المواقف الكوميدية في الإعلان الترويجي لم تكن موجودة في الفيلم، ما وضع محمد سعد في مأزق جديد. وقد دافعت مي عز الدين عن الفيلم، مؤكدة أنّ سعد يتدخّل في تفاصيل الشريط الفنية حرصاً على خروجه في أفضل مستوى. بل قالت إنّه لا يقل أهمية عن الممثل الكوميدي الشهير جيم كاري وإن الشائعات تلاحقه بسبب الطفرة التي حقّقها في الإيرادات. بينما خرج سعد في حوار صحافي ليقول في سابقة هي الأولى من نوعها إنّه «ربّى جمهوره ويعرفه جيداً»، أي إنّه الوحيد القادر على تقديم ما يريده محبّوه.

لكنّ الجمهور الذي تحمّل سلسلة أفلام إسماعيل ياسين على مدار عقدين في منتصف القرن الماضي، لا يبدو مستعداً لمشاهدة اللمبي مجدداً في العام المقبل. بالتالي، لن تكون العودة في 2011 بالأمر اليسير على النجم الشهير.

الأخبار اللبنانية في

22/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)