حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد كمال:

السينما استمتاع لا وسيلة للشهرة والمال

القاهرة - فايزة هنداوي

للممثل أحمد كمال حضور خاص، يتعامل مع التمثيل كهواية لن يحترفها أبداً، ما يفسّر سرّ قبوله أدواراً محددة ومع قلة من المخرجين تدرك أبعاد موهبته وقدرته على تقديم الأدوار الصعبة والمركبة، التي تبقى محفورة في القلب على رغم صغر مساحتها. وقد دفعه عشقه للتمثيل إلى إدارة إحدى ورش تدريب الممثل التي خرّجت مواهب جديدة.

عن السينما المستقلة وورش التمثيل ورؤيته لحال السينما في مصر كان الحوار التالي.

·         إلى متى تعود علاقتك مع ورش التدريب؟

إلى السبعينيات عندما انخرطت في ورشة تدريب أقامها الدكتور نبيل غنيم، أبو الورش التمثيلية الروحي في مصر، فلمست عن كثب أهميتها في عصر التخصص والمنافسة والظروف الصعبة التي يعمل فيها الممثل، إذ تسمح بالاحتكاك مع الفرق الأجنبية والمدارس المختلفة وتتيح للممثل فرصاً بديلة وغير تقليدية، على غرار الأفلام القصيرة أو المنح الدراسية في الخارج والفرق المسرحية والسينما المستقلة وغيرها، والأهم أنها تتيح بديلاً عن الرضوخ والمشاركة في أفلام سيئة.

·         هل تنحصر المشاركة في هذه الورش بالممثلين؟

لا، بل يحضرها كل من يكون أساس عمله التعامل مع الآخر، لذلك نرى فيها مذيعين ومذيعات وموظفي علاقات عامة وأطباء نفسيين.

·         ما الشروط التي تعتمدها لقبول المنتسبين إلى الورشة؟

أن يكون المتقدّم راغباً في التدرّب والتعلّم وتطوير نفسه، وليس لبلوغ الشهرة أو تضييع الوقت، أما إذا كان متقدماً بغرض التمثيل فلا بد من أن تكون لديه موهبة أساسية يمكن تنميتها.

·         هل ترشّح الورشة المتدرّبين لأداء أدوار في الأفلام؟

لا، لأن لا علاقة لنا بسوق العمل، لكن إذا طلب مني مخرج متميز وشركة جيدة ذلك قد أرشّح بعض المتدربين، مثلما حدث في فيلم {أوقات فراغ}، أو مع محمد خان وداود عبد السيد. في المناسبة، أشير إلى أن معظم العاملين في الأفلام المستقلة هم من المتدربين في الورشة.

·         كيف تقيّم السينما المستقلة في مصر؟

ما زالت حديثة، إذ لم يُعرف التصوير بالكاميرا {الديجيتال} قبل عام 1995، لذلك لا يمكن الحكم على التجربة قبل مرور ربع قرن على بدايتها، إلا أن هذا الأمر لا ينفي وجود تجارب مبشّرة وأفلام جيدة، بالإضافة إلى أن السينما المستقلة خرّجت محترفين وهم يشاركون في أعمال متميزة.

·         أنت مقلّ في أعمالك السينمائية على رغم موهبتك وقدراتك التمثيلية الكبيرة، لماذا؟

السينما بالنسبة إلي حالة استمتاع وليست وسيلة للشهرة أو كسب المال، لذلك لا أعمل إلا في الأفلام التي أقتنع بها، ما يقلل من فرص العمل، خصوصاً أن السينما تمرّ بحالة سيئة والأعمال الجيدة نادرة.

·         ما سبب تردّي حال السينما برأيك؟

نعيش في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة ومن الطبيعي أن تنعكس على السينما لأنها جزء من هذا المجتمع. تغيرت الخريطة الاجتماعية وأصبحت السينما تتوجه إلى نوعية معينة من الجمهور وهي المراهقون، وتقدّم لهم نوعيات ترضيهم خصوصاً مع تغيّر نوعية المنتجين وغياب المنتج الفنان والمثقف مثل رمسيس نجيب أو آسيا أو حسين القلا وغيرهم... كذلك لم يعد النجوم يستثمرون أموالهم في السينما، كما كان يحدث سابقاً.

·         ماذا عن عودة كبار المخرجين مثل داود عبد السيد ويسري نصرالله؟

هم حالات فردية ولا يمثلون تياراً في السينما المصرية، لأن أعمالهم قليلة ولا تخرج إلى النور إلا بعد معاناة طويلة، على غرار ما حدث مع فيلم {رسايل البحر} لداود عبد السيد الذي انتظر ثماني سنوات ولم ينفَّذ إلا بعد حصوله على منحة وزارة الثقافة. حالة السينما العامة غير مبشّرة وإن كنا محكومين بالأمل، كما قال الكاتب الكبير سعدالله ونوس.

·         شاركت في أفلام عبد السيد، كيف تقيّم تجربتك معه؟

أستمتع بالعمل معه، فهو مخرج متميز ومتمكّن من أدواته والوحيد في مصر الذي قدّم سينما المؤلف بشكل رائع، لأنه مفكر سينمائي ومثقف وليس مجرد مخرج أو مؤلف.

·         كيف تعاملت مع دورك حتى برز بشكل متميز، علماً أن شخصية الزوج التي جسّدتها كانت عادية؟

تنتشر هذه الشخصية في المجتمع بكثرة، وهي نموذج للشخص الذي ينظر إلى المرأة من وجهة نظر استهلاكية ولا يهتم سوى بجسدها ويهمل مشاعرها، وقد حاولت إظهار الناحية الآلية في هذه الشخصية المجردة من المشاعر.

·         قدّمت فيلمين مأخوذين عن روايات أدبية هما {الكيت كات} و{صياد اليمام}، لماذا أصبحت السينما المصرية مقلّة في الاعتماد على الروايات؟

بسبب نوعية المنتجين الذين يقتصر اهتمامهم على المكاسب المادية، كذلك يحتاج تحويل اللغة الأدبية إلى لغة سينمائية مع الحفاظ على روح الرواية وخطّها العام إلى إبداع خاص أصبح نادر الوجود.

·         كيف ترى تأثير القنوات الفضائية على السينما؟

القنوات الفضائية كارثة على السينما. أصبح المنتج يبيع الفيلم للفضائيات ولا يهتم بجمهور السينما، والأدهى أنه يفصّل الفيلم طبقاً لشروط هذه الفضائيات، ما يفسّر سرّ ابتعادنا عن السينما الحقيقية.

·         في ظل تردّي حالة السينما وانتشار المسلسلات التلفزيونية، لم تشارك في الدراما التلفزيونية، لماذا؟

عُرضت عليَّ أعمال تلفزيونية كثيرة، لكني رفضتها لسببين: الأول أنها غير مشجّعة وليست على مستوى راق، والثاني طول فترة تصوير المسلسل التي قد تصل إلى ستة أشهر بعكس السينما التي لا تزيد على شهرين.

الجريدة الكويتية في

05/07/2010

 

سينما الإساءة الى مصر...

اتهامات جاهزة وترهيب مقصود

القاهرة - رولا عسران 

هل يمكن لفيلم سينمائي أياً كان محتواه أن يسيء الى سمعة بلد ما؟ بتعبير أدق، هل يمكن لعمل فني أن يغيّر وجهة نظر الناس في شعب بكامله؟

هذه الأسئلة تطرح نفسها بقوة هذه الأيام بعد تزايد الاتهامات الموجّهة الى عدد كبير من الأفلام السينمائية بالإساءة الى سمعة مصر، وهو الاتهام الذي طاول مخرجين كثراً من أبرزهم: المخرج الراحل يوسف شاهين وتلاميذه يسري نصر الله وخالد يوسف وأحمد عاطف ومحمد أمين وهاني جرجس فوزي وأخيراً خالد مرعي عن فيلمه {عسل إسود}..

يتساءل المخرج خالد مرعي عن معنى جملة {الإساءة الى سمعة مصر} التي لم يفهمها عندما اتهموه بها بعد عرض {عسل إسود}، لأن الفيلم لا يحمل أي إساءة لا الى مصر ولا الى أي بلد.

يضيف مرعي: {لست بصدد الدفاع عن نفسي في هذا الشأن، فأنا سينمائي قد أدافع عن عيوب فنية موجودة في العمل فحسب}.

في هذا الإطار، يؤكد الناقد الفني طارق الشناوي أن هذه التهمة تكررت في الفترة الأخيرة بكثرة وآخرها اتهام منة شلبي بالإساءة الى سمعة مصر بعد ارتدائها لباس البحر في أحد لقاءاتها مع التلفزيون الفرنسي على هامش مهرجان {كان} السينمائي الدولي.

يوضح الشناوي: {مع أنه لا يوجد شيء اسمه إساءة فيلم سينمائي الى سمعة بلد أو جهة، لكن ثمة فيلم يركّز الضوء على أزمات قد لا تبدو واضحة بغض النظر عن مستوى العمل وجودته الفنية}.

من أشهر الأفلام التي اتُّهمت بتشويه سمعة مصر: {المهاجر}، {المصير} و{الآخر} و{هي فوضى} للراحل يوسف شاهين، {مرسيدس} و{احكي يا شهرزاد} ليسري نصر الله، {حين ميسرة} و{ويجا} للمخرج خالد يوسف، {دنيا} الذي نالت عنه حنان ترك هجوماً شرساً بسبب تطرّق الفيلم الى قضية ختان الإناث في مصر، كذلك تعرّض المخرج هاني جرجس فوزي لاتهام مشابه عندما رفع أحد المحامين دعوى قضائية ضد فيلمه {بدون رقابة} بتهمة الإساءة الى فتيات مصر.

هجوم

تعرّض أخيراً مؤلف فيلم {بنتين من مصر} ومخرجه محمد أمين للاتهام نفسه بعد أن تقدم أحد المحامين بدعوى قضائية لوقف عرض الفيلم لاحتوائه على ألفاظ وصفها بأنها خادشة للحياء، وبحجة أنه يشوّه سمعة مصر، وهو الاتهام نفسه الذي تعرّض له السيناريست وحيد حامد في كثير من أفلامه أحدثها {احكي يا شهرزاد} الذي شهد أول تعاون بينه وبين المخرج يسري نصر الله.

في هذا السياق، يقول حامد: {مصر ليست امرأة ليسيء فيلم سينمائي الى سمعتها. ماذا يريد هؤلاء المدّعون؟ أن نتوقف عن كشف عيوب البلد و{بلاويها}؟ أهذا هو ما يريدونه؟ عرض المشاكل والأزمات لا يسيء إطلاقاً الى سمعة بلد بل يدفع الناس الى التفكير في وضعهم، ما قد يساعدهم على تخطّي الصعوبات التي يواجهونها}.

بدوره، يصرّح المخرج يسري نصر الله: {لا أعرف ماذا تعني كلمة الإساءة الى سمعة مصر، وهل فيلمي هو الذي سيسيء الى سمعتها؟ هل أنا السبب في الفساد المنتشر فيها؟ هل أفلامي هي التي ستجعل الناس تغيّر وجهة نظرها في مصر؟ هذا الكلام لا يقبله العقل بل إن مهمة السينما التنوير ووضع المشاكل في دائرة الضوء}.

أما المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي فلا يعلم سبب هذه الاتهامات لأفلامه خصوصاً وأفلام عدد كبير من المخرجين عموماً، ويقول: {المشكلة أن معظم هؤلاء المهاجمين لا يشاهد الأفلام بل يبدأ الهجوم عليها بمجرد عرض التريللر الخاص بها وإعلاناتها في التلفزيون، وهذا الأمر أصبح يزعجني شخصياً ويزعج صناع السينما المحترمين عموماً}.

من جهتها تعلّق الممثلة علا غانم: {اتهموني بالإساءة الى سمعة بنات مصر في فيلم {بدون رقابة} لأنني قدمت دور فتاة شاذة جنسياً، ولا أعرف من هم الذين وجّهوا إلي هذه التهمة، ألا يعيشون معنا على أرض مصر التي تضمّ حتماً شاذات جنسياً، وهل إنكارهم المشكلة هو العلاج الأمثل أم يكمن الحلّ بمواجهتها قبل اتهامنا كفنانين وصناع للسينما بمثل هذه الاتهامات الجزافية التي لا غرض لها سوى التنفيس بعد أن يصيبهم القلق لرؤية مشاكلهم مجسدة على الشاشة؟}.

أما رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور سيد خطاب فيؤكد أن جهاز الرقابة لا يسمح بعرض أي مشهد يسيء الى سمعة أي شخص فرداً كان أو دولة أو جهة سياسية أو سيادية، كما حدث مع عدد كبير من المخرجين الذين طالبتهم الرقابة بحذف مشاهد من أفلامهم، لأنها تسيء الى جهات مختلفة.

الجريدة الكويتية في

05/07/2010

 

لا تراجع ولا استسلام.. ساذج في مهمّة خطرة

محمد بدر الدين 

يؤكد أحمد مكي موهبته كنجم كوميديا له طابعه الخاص وقدرته على تفجير الفكاهة وجذب انتباه المشاهدين خصوصاً من الجيل الجديد، وذلك في فيلمه {لا تراجع ولا استسلام} الذي بدأ عرضه قبل أيام، إخراج أحمد الجندي، سيناريو وحوار شريف نجيب.

الفيلم هو البطولة الثالثة لمكي بعد {اتش دبور}، و{طير إنت}، وبعد أدوار لافتة سواء في دراما التلفزيون أو في السينما، على غرار دوره في فيلم {ليلة البيبي دول}.

في {لا تراجع ولا استسلام} لا يبرهن مكي موهبته المميزة في الكوميديا فحسب، إنما يؤكد أنه لحق بنجوم الكوميديا الذين ينتظر الجمهور أفلامهم في كل موسم سينمائي، على غرار محمد هنيدي وأحمد حلمي وهاني رمزي ومحمد سعد وغيرهم... وهو أحدث هذه السلسلة أو {آخر العنقود} في موجة المضحكين التي بدأت بعد {إسماعيلية رايح جاي} (1997)، وما زالت مستمرة على رغم انتهاء سنوات انفرادها بالسينما المصرية، وعودة هذه الأخيرة، منذ 2007، إلى التنوّع في تقديم الاتجاهات والنوعيات.

تشكّل هذه الموجة امتداداً لأفلام {الضحك لمجرد الضحك}، التي رافقت السينما المصرية في مراحلها كافة، وتستمر، إلى جانب الكوميديا الحقيقية، بمفهومها الصحيح والواقعية والفانتازيا...

وما أفلام {الضحك للضحك} إلا جزء لا يتجزأ من السينما التجارية بأشكالها ونوعياتها، والتي بالطبع تستمرّ إلى جانب السينما الفنية.

لم تكن المشكلة يوماً في وجود السينما التجارية وإنما في ضرورة تعزيز وجود السينما الفنية، كذلك لم تكن في وجود موجة المضحكين، إنما في انفرادها بالسينما المصرية، على نحو غير مسبوق، ابتداءً من عام 1998 ولمدة عشر سنوات.

أول ما يُحسب لـ {لا تراجع ولا استسلام} أنه يقدم نفسه كفيلم بسيط تجاري، على غرار أفلام الضحك للضحك التجارية، من دون أي حذلقة أو ادعاء تقديم موضوع جاد، ويعبّر بوضوح وبحوار مباشر عن أنه فيلم صُنع للتسلية، ولا شيء أكثر من ذلك.

الحق أن صناع الفيلم نجحوا في تحقيق هذا الهدف، فنحن أمام عصابة مخدرات كبرى وخطرة، على رأسها عزام (عزت أبو عوف)، وفي إحدى العمليات يصاب أدهم رجل عزام الأساسي أو يده اليمنى.

يتفتق ذهن الضابط (ماجد الكدواني) المسؤول عن عملية كشف هذه العصابة والقبض عليها، عن فكرة يفضي بها إلى مساعده، مفادها زرع رجل شبيه تماماً لأدهم، داخل عصابة عزام، لمعرفة أسرارها، وتحديد مواعيد عملياتها للقبض عليها.

وعندما يقول له مساعده: {هذه فكرة قديمة، شاهدناها كثيراً في أفلام بوليسية أو حتى من نوعيات أخرى منذ {سلامة في خير} ولا يعقل أننا اليوم في الألفية الثالثة نكرر القصص ذاتها}، يبادره الضابط بالقول: {بالضبط هذا هو المقصود، أن نكرر قصة قديمة وهو أمر لا يتوقعه أحد، ما يساهم في نجاح عمليتنا}.

يضيف الضابط: {إمعاناً في هذا التمويه سنطلق على العملية اسماً قديماً ومعروفاً هو {لا تراجع ولا استسلام}، مع إضافة عبارة {القبضة الحديدية}، أي عنوان الفيلم بالكامل أيضاً.

إذن، إنها لعبة للتسلية في أوقات الفراغ يصنعها الفيلم ويتحدث عنها أبطاله باعتبار أنه هذه اللعبة وأنه تكرار للقديم المألوف.

بالفعل، يختار الضابط شبيهاً لأدهم، اسمه غريب {حزنقوم} (أحمد مكي)، يجده على شاشة التلفزيون عندما يلتقي به معتز الدمرداش في برنامج {90 دقيقة}، ويخبر قصة تعرضه لعملية نصب وهو يحاول الهجرة بطريقة غير شرعية، إذ دفع لصاحب مركب 8 آلاف جنيه ليبحر به إلى اليونان، وعندما ألقى به المركب أمام الشاطئ اكتشف أنه أمام بلطيم مصر وليس أمام شواطئ اليونان.

ليس حزنقوم غريب الاسم فحسب وإنما غريب الشخصية أيضاً، والصوت واللهجة، فهو أقرب إلى ساذج ومحدود الذكاء، كما يوصف في الفيلم، مع ذلك يختاره الضابط لهذه المهمة الخطرة. ولعل صناع الفيلم وجدوا في مفارقة ساذج في مهمة خطرة، ما يمكن أن يفجّر الضحك، ويحدث مواقف فكاهية، وهو ما نجحوا فيه إلى حد لا بأس به.

إذا كان الفيلم قد أقنعنا، إلى حد ما، بأن ساذجاً قد ينجح في مهمته الخطيرة، وبكثير من حسن الحظ، على رغم انكشافه في إحدى المراحل على مقربة من النهاية، إلا أن الفيلم لم يقنعنا على أي نحو بأن فتاة بذكاء وحيوية جيرمين (دنيا سمير غانم) ونضجها قد تقع في حب بطل تصفه هي نفسها بأنه محدود الذكاء، وهي التي ساعدت البوليس وضابط العملية في مهام مماثلة لكشف العصابة من داخلها.

يبدو أن صناع الفيلم كانوا يزوّجون البطلة لأحمد مكي وليس لـ {حزنقوم} هذا، إذ لا بد لكل نجم في السينما التجارية من حبيبة أو ست الحسن، حتى إن لم تكن لديه مواصفات تدعو إلى ذلك، فصوته أقرب إلى {أخنف} وطريقته في الكلام غريبة، مثل اسمه، أما طيبته وحسن نيته فلم يستطع الفيلم أن يقدّمهما باعتبارهما عملة نادرة، ولم يبرز بطله في مواقف يجعلنا نحبه ونتعاطف معه، أو نجد فيه ميزة خاصة تعوّض نواقصه، باختصار لم ينجح الفيلم في رسم شخصية غنية وإنما بدت أحادية.

فهم المخرج أحمد الجندي حدود مهمته في مجرد تنفيذ الفيلم الحرفي المعقول، ليأتي بسيطاً إلى حد التبسيط، لكن ما منح الفيلم الحيوية حقاً التمثيل والحضور الجميل لكل من دنيا سمير غانم وماجد كدواني ودلال عبد العزيز (أم حزنقوم).

ومن دون هذا الأداء الجذاب إلى جانب حيوية أداء مكي وحضوره القوي كنجم كوميديا، لما استطاع الفيلم أن يجذب جمهوره، ولما أصبح عملاً أساسياً على خريطة موسم الصيف السينمائي.

الجريدة الكويتية في

05/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)