حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

النخيل الجريح" فيلم تونسي عن الاستعمار الفرنسي

ضحى صلاح الدين من تونس

عٌرض صباح الجمعة في تونس الفيلم الجديد للمخرج عبد اللطيف بن عمار تحت إسم "النخيل الجريح"، وهو الفيلم الذي يتحدث عن الحرب التي عاشتها مدينة بنزرت "60 كيلو متر شمال العاصمة تونس"،ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تدور أحداث "النخيل الجريح" في مدينة بنزرت شتاء سنة 1991، وحرب الخليج الأولى تدق طبولها ، يعهد "الهاشمي عباس" بمخطوط كتابه عن حرب بنزرت إلى "شامة" لرقنه ، فتاة يتيمة الأب منذ كانت رضيعة، متخرجة حديثا في الجامعة التونسية بإجازة في علم الاجتماع لم تضمن لها العثور على وظيفة قارة .

تحس "شامة" وهي ترقن المخطوط برغبة جامحة في الغوص أكثر فأكثر في أحداث حرب بنزرت التي فقدت فيها والدها العامل النقابي البسيط بالسكك الحديدية وأحد آلاف المتطوعين الذين ماتوا في الحرب ممن نسيهم المؤرخون وغفلت عنهم كتب التاريخ ...

وخلال مراحل تقصيها تكتشف "شامة" مدينة بنزرت، دليلها في بحثها "خليل" إبن أحد أصدقاء والدها الذين يقدمون لها رواية مغايرة لوقائع حرب بنزرت مطلع الستينات ...

رحلة يقترب فيها "خليل" شاب تونسي إبن عصره، من "شامة" فتتطور صداقتهما الهادئة إلى علاقة حب عميقة .

وفي بنزرت "عاصمة الجلاء"، يتجدد لقاء "شامة" بصديقتها الجزائرية "نبيلة" وزوجها "نورالدين"، الموسيقي الذي وجد في تونس الملاذ الآمن وجدار الصد الأخير ضد العنف والتطرف في تلك المرحلة من تاريخ الجزائر ...

ومع كل ورقة من مخطوط "الهاشمي عباس" عن حرب بنزرت، تكتشف "شامة" كيف يعمد بعض "المثقفين" إلى تزوير التاريخ لينسبوا لأنفسهم مجدا لا نصيب لهم فيه وشرفا لا يستحقونه، فهل ستتوقف عند إكتشاف الحقيقة وهل ترضى "شامة" لنفسها برقن تاريخ مزور كتبه "المنتصرون" ؟

الجدير بالذكر أن الفيلم سيعرض في أفتتاح مهرجان قرطاج الدولي يوم 8 من الشهر الجاري.

وفيما يلي حوار مع مخرج الفيلم عبد اللطيف بن عمار كما وزع على الصحفيين:

 

عبد اللطيف بن عمار يتحدث عن "النخيل الجريح": أومن بقيمة الممثل لا بعبقرية المخرج...

أنا ضد الإنتماء الحزبي للسينمائي، ولكن الفنان سياسي بالرغم منه ...

الصورة لاتكذب وفي غيابها يضيع دمها بين الرواة... 

هو المخرج التونسي الوحيد الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" بشريط "حكاية بسيطة كهذه"(1970)، ولعله الوحيد الذي تذوق طعم التتويج في أيام قرطاج السينمائية ثلاث مرات، كانت الأولى بالتانيت البرونزي سنة 1970 (حكاية بسيطة كهذه) والثانية بالتانيت الفضي سنة 1974 (سجنان) والثالثة بالتانيت الذهبي سنة 1980 (فيلم عزيزة) ...و"النخيل الجريح" هو خامس أفلامه الروائية الطويلة ...

·     بعد أكثر من ثلاثين عاما على"سجنان" تعود إلى تقليب دفاتر الماضي وتحريك السكين في الجرح ، ماالجدوى من هذه العودة ومع من تصفي حساباتك ؟

- لا، ممارسة الفن لا صلة لها بمنطق تصفية الحسابات مع أي كان ، ولكني أستعيد ماقاله الرواد حول الفن ، فالفن جمال ولكن ينبغي أن يكون مفيدا ، وأرى دوري كسينمائي في البحث عن هذه الفائدة بعيدا عن الملابسات الإيديولوجية لنظرية "الفن للحياة" ...

إن الإنسان العربي يعيش اليوم غربة في حاضره وحيرة حول مستقبله، ولذلك رأيت من واجبي أن أطرح موضوع الذاكرة حتى نتجاوز هذا الإغتراب المزمن .

·     في تقديمك للفيلم قلت إن جمهور الشباب هو الذي يهمك في المقام الأول ، ويرى غيرك أن الشباب لا يحتاج سوى لسينما خفيفة ترفيهية ولاينتظر فتح دفاتر الماضي ؟

أنا لا أتهم الفرد ولكني أدين المنظومات والأنساق الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، فالإنسان رهين عاداته في التقبل والإستهلاك، وعلينا أن نعترف بأن السينما في العالم في حالة تراجع إذ إبتعدت عن إهتمامات المشاهد بماهو مواطن

نعم ، جيل الشباب في حاجة إلى الترفيه، ولكن أين دور المبدع إن لم يكن إستشرافيا يدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان ؟ هل علينا أن ننخرط جميعا في موجة الترفيه والتسطيح ؟

أنا لايمكنني أن أدير ظهري لقضايا تهم بلدي بدعوى أن نمط الإستهلاك الطاغي اليوم سطحي وسريع لبضاعة قادمة من الغرب ...

·     هل تزامن "النخيل الجريح"  مع "خارج عن القانون" لرشيد بوشارب- الذي يفتح فيه هو الآخر جرحا من جراحات الذاكرة- من قبيل الصدفة المحضة ؟

- أومن بوجود تيارات تنبعث دون تخطيط أو تنسيق بين المبدعين من مختلف البلدان فإهتمامات الإنسان هي نفسها أو على الأقل متقاربة مهما إختلفت الجنسيات والثقافات واللغات ...وعموما سؤالك يجعلني أشعر بأني مواكب لعصري وأن "النخيل الجريح" جاء في الوقت المناسب ...

·     الفيلم إنتاج مشترك تونسي جزائري ، فهل وجود الجزائر في الفيلم مسألة إنتاجية محضة أو أن موضوع الشريط إقتضى هذه الشراكة ؟

- في إعتقادي، لايمكن الفصل بين الجانبين الفني والإنتاجي، فقد تأكد للسينمائيين المغاربيين أن الإنتاج المشترك هو الحل الوحيد الذي يحفظ للسينمائي كرامته ويمنحه الحرية لطرح أي موضوع مهما كانت حساسيته .إن الإنتاج المشترك هو الذي يحرر السينمائي من حيرته لمن يوجه فيلمه ؟ هل لجمهور هو واحد منه يعيش قضاياه ؟ أو لجمهور في الضفة الأخرى يحمل في مجمله فكرة نمطية عنا وينتظر أن نقدم له تلك الصورة؟

·     أنتجت "عزيزة" قبل ثلاثين عاما بالشراكة مع الجزائر ولم تتواصل التجربة ، ما الذي يجعل من الإنتاج المغاربي المشترك إستراتيجية لا مغامرة فردية ؟

- نحن كسينمائيين نضع لبنة ضمن إستراتيجية نحلم ونطالب المؤسسات الثقافية في دول المغرب العربي بتبنيها وتفعيلها .

·         هل سيعرض"النخيل الجريح" في القاعات الجزائرية ؟

- نعم ، فـ"النخيل الجريح" فيلم تونسي جزائري ويهمني أن يشاهده الجمهور لأن الفيلم "متاعهم هوما قبل الناس الكل"

·     في اليوم الأول لتصوير الفيلم، صرحت بأنك إخترت وجوها بلا تاريخ للأدوار الرئيسية (ناجي ناجح وليلى واز) فهل مازلت عند هذا الرأي؟

- إن الممثل أي ممثل حامل لتاريخ الأدوار التي جسدها، ولذلك كان هاجسي التحرر من كل تاريخ من خارج الفيلم ، و كان سؤالي وأنا أبني شخصيات" النخيل الجريح" في ضعفها وتحديها و إنفعالاتها ... من هو الممثل القادر على إقناع المشاهد بدور الكاتب الذي ينسب لنفسه بطولة وشرفا لا يستحقهما(ناجي ناجح)؟ وكيف لي أن أقنع الجمهور بأن شامة (ليلى واز) هي إبنة بطل من عامة الناس إستشهد في حرب بنزرت ؟ هل يمكن أن تقوم بالدور أي ممثلة ؟

·     ولكنك في المقابل إخترت ممثلين لهم صور تلفزية راسخة عند الجمهور (توفيق البحري،صلاح مصدق،دليلة المفتاحي ،فتحي المسلماني...) ؟

- لنقل هو تحد ، أو رسالة لأصدقائي المخرجين فحواها أن الممثل في تونس لم ينل حظه وأنه في حاجة إلى أن نتعامل معه بأكثر عمق وذكاء وحب... حين أدرت أيام قرطاج السينمائية سنة 1996 نظمنا ندوة محورها " أهمية دور الممثل في السينما" أنا أومن بقيمة الممثل الإنسان لا بعبقرية المخرج ...

·     صرحت سابقا بأن النقاد كما الجمهور قد ظلموا فيلم "سجنان" حين عرض منتصف السبعينات وأن الإعتراف بأهمية الفيلم جاء متأخرا جدا ، هل تخشى أن يتكررذات السيناريو مع "النخيل الجريح"؟

- لا، بصراحة أنا متفائل لأن" النخيل الجريح" يستجيب في نظري لحاجة الجمهور ، ربما سبق " سجنان" عصره والشيء نفسه بالنسبة إلى "عزيزة" ...لم يكن العيب في الجمهور ...

·         هل تصنف مشاركة النوري بوزيد ونجا المهداوي وحمادي بن سعد وخالد الطبربي والأسعد بن عبد الله ضمن باب التكريم ؟

مشاركة هؤلاء الأصدقاء من مختلف الفنون تتجاوز التكريم ، بالعكس هم أصحاب الفضل إذ قبلوا دعوتي لهم ، أما سر إختياري لهم فهو متعة الإبداع التي في غيابها لن يجد المشاهد في الفيلم متعة الفرجة...

·         أليس غريبا أن يفكر عبد اللطيف بن عمار في النوري بوزيد وأنتما على طرفي نقيض من الناحية الإيديولوجية ؟

- "ما نظنش النوري بعيد علي برشة ..." النوري بوزيد أحيانا على يميني وأحيانا على يساري  ... وإعتقادي أنه حان الوقت لنتحدث عن سينما تونسية وعن تيارات داخل هذه السينما بعيدا عن منطق الفرادة والوحدة والإنعزال ...فلا وجود لحركة ثقافية دون تيارات متنوعة ، وأعتبر النوري بوزيد من السينمائيين الذين سيتركون بصماتهم في السينما العربية بقطع النظر عن أفكاره ...

·         رشحت "النخيل الجريح" لمهرجان "كان" ولكن الفيلم لم يبرمج في أي قسم فهل أثار هذا الموقف إستياءك كما تردد؟

- بعيدا عن المشاعر الشخصية ، شاهدت بعض الأفلام التي عرضت في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان " فزاد إقتناعي أن "النخيل الجريح" لا تنقصه الجودة التقنية أو الفنية ، ولكنه لم يبرمج بسبب موضوعه ومقاربته، ذلك أن مهرجان "كان" يبحث عن أفلام تقدم صورة معينة عن العرب ويبدو أني خيبت ظنهم في النخيل الجريح، وتأكد أني لست مستاء من هذا ... إن اللحظة الأهم بالنسبة إلي هي عرض الفيلم أمام الجمهور التونسي، فالمشاهد سيعبر عن رأيه كمواطن له حق على المبدع لأنه يساهم في إنتاج الفيلم ... لايهمني كثيرا موقف مهرجان "كان" أعجبه الفيلم أو لم يعجبه، ولكن الذي يعنيني هو الجمهور التونسي والجزائري وإن لم ينل "النخيل الجريح" إعجاب هذا الجمهور فأنا هو المخطئ...

·         أو أن الجمهور لم يفهم الفيلم ؟

لقد أوصتني أمي رحمها الله أن أقدم أفلاما تحترم الناس وأنا ملتزم بوصيتها ... الجمهور أذكى مما قد يتصوره البعض ...

·     لا تخفي إعجابك بالسينما الإيطالية وتيار الواقعية الجديدة منها على وجه الخصوص، وتفاخر بأنك كنت مساعدا أول لـ"روسللييني" منتصف السبعينات فهل تندرج سينما عبد اللطيف بن عمار ضمن المدرسة الإيطالية التي لم تعد موضة ؟

- هل أفهم من سؤالك تلميحا بأن ما أقدمه ليس موضة ؟ لك ذلك، ولكني أذكرك بأ "جاليليو" لم يكف عن ترديد "ولكنها تدور " وهو يساق لمنصة الإعدام فمن كان على حق هو أو من أعدموه؟ ماالذي جاءت به السينما الإيطالية الجديدة المتشبهة بالسينما الأمريكية قياسا بفليني FELLINI وروسللينيROSSELLINI  وفيسكونتي  VISCONTI؟  وما الذي جاءت به السينما الفرنسية اليوم مقارنة بتريفو TRUFFAUT وغودار GODART و رينوار RENOIR ؟  لقد هيمن الموزعون على السينما وأصبح المؤلف والمخرج مجرد تابعين لسلسلة إنتاجية لا فكاك منها .. ثم أين هي السينما المصرية التي أحبها جيلنا ؟ نعم أنا فخور بأني عملت مساعدا أول لـ"روسليني" ، ولقد دعيت قبل خمس سنوات إلى إيطاليا ببادرة من أبناء "روسلليني" في ذكرى رحيله العشرين وتم منحي جائزة روسلليني لأفضل مساعد أول وأخبروني بأن إختياري كان إستنادا لشهادة روسلليني نفسه إنطلاقا مما خطه بيده...

·         لماذا إكتفيت برؤية وثائقية للزعيمين حشاد (1999) وبورقيبة(2004)؟ هل هو الحذر والحيطة؟

- إن صورة حشاد الثابتة وهو يعلن "أحبك يا شعب" وحدها أبلغ من أي فيلم روائي ، لقد أنجزت هذين العملين لأني أحترم كل من أحب تونس أكثر مني ، وإعتقادي أن هويتي كتونسي أستمدها من حشاد وبورقيبة والطاهر الحداد وصليحة والمسعدي والصغير أولاد أحمد ..."مانجمش نحكي عليهم في فيلم روائي" ... ورغم صعوبة الحصول على الوثائق الأرشفيفية فقد حاولت أن أقدم الفيلمين بما يليق بهذين الزعيمين .

·         هل واجهتك صعوبات في الحصول على صور لأرشيف حرب بنزرت؟

مع الأسف جزء كبير –ولعله الأكبر – من أرشيفنا السمعي البصري موجود في فرنسا ، وعلى الرغم من تدخل وزير الثقافة والمحافظة على التراث الأستاذ عبد الرؤوف الباسطي، فإني واجهت صعوبات جمة لنيل القليل مما طلبت ومما هو موجود في أرشيفهم عن تاريخنا ...

·         لماذا في رأيك ؟

- لأن الصورة لا تكذب، وفي غيابها تتعدد الحقيقة بين الرواة...

موقع "شريط" في

03/07/2010

 

من البطولات الى الخيانات

'النخيل الجريح' يميل على ويلات الحروب  

فيلم الافتتاح في مهرجان قرطاج يبحث عن الحقيقة المتصلة بدواخل الإنسان على خلفية حربي بنزت والخليج الثانية.

ميدل ايست اونلاين/ تونس - عندما يلتقي الخيال بالتاريخ أو عندما يوظف التاريخ بشكل أو باخر لخدمة الفن قد تكون النتيجة عملا فنيا على خلفية تاريخية ولكن الفنان قد لا يلتزم بتفاصيل التاريخ على طريقة المؤرخ وانما يحاول أن يذهب أبعد من ذلك ليتسلل الى جوهر الاشياء ويستنتج بعض الافكار والهواجس التي تبدو في نظره أقرب الى الحقيقة وهو ما حاول أن يصل اليه المخرج عبد اللطيف بن عمار في فيلمه الجديد "النخيل الجريح".

وتم تقديم هذا الفيلم الجمعة في عرض خاص بالصحافة بالمركب السينمائي بقمرت في تونس والذي تدور أحداثه على خلفية حرب بنزرت (يوليو/تموز 1961) ولكنها تتفرع وتتقاطع مع أحداث أخرى يعيشها ابطال الشريط على خلفية حرب أخرى هي حرب الخليج الثانية (1991).

هذا الفيلم الذي تم اختياره من قبل ادارة مهرجان قرطاج الدولي لحفلة الافتتاح في 8 يوليو/تموز 2010 يروي قصة فتاة تدعى "شامة" (ليلى الواز) تبحث عن حقيقة ما جرى لوالدها الذي قضى في حرب بنزرت.

وتكون البداية انطلاقا من اتصالها بكاتب أراد أن يروي التاريخ على طريقته وهي طريقة روائية فيها الكثير من المغالطة والتزوير فتتصدى له الفتاة لتكتشف بعد عناء أن أحداث بنزرت تخللتها العديد من المشاعر والاوضاع المتناقضة فيها البطولات وفيها ايضا الخيانات والاستخفاف بارواح البشر والضعفاء كما هو الشان في كل حروب البشرية .

الفيلم انتاج تونسي-جزائري يحمل نظرة نقدية للحرب عموما ويكشف عن الماسي والجروح الجسدية والنفسية التي تخلفها للانسان كما يفتح نافذة على المعطيات الجيوسياسية بما يبرز مثلا الروابط المتينة القائمة بين الشعبين التونسي والجزائري.

من الناحية التقنية والجمالية يحمل الفيلم كما هو الشان في افلام عبداللطيف بن عمار الاخرى مثل "عزيزة" (1980) و"نغم الناعورة" (2001) بصمات مخرج يمتاز بحرفية عالية وقدرة فائقة على التبليغ بالصورة.

وولد بن عمار في تونس عام 1943 وتخرج في المعهد العالي للدراسات السينمائية العليا بباريس وسخر حياته منذ البداية للعمل السينمائي ولكتابة السيناريو وهو من ألمع السينمائيين التونسيين والعرب المعاصرين. (تونس افريقيا للأنباء)

ميدل إيست أنلاين في

04/07/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)