حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

السوري عابد الفهد: انسحبت من مسلسل الريحاني خوفاً من تشويه صورته

كتب ريهام حسنين

استطاع الفنان السوري عابد الفهد أن يصنع لنفسه أرضية جماهيرية عالية جداً لدي الجمهور المصري والعربي بعد نجاحاته وتميزه في أدوار مهمة في مسلسلات مثل اسمهان وهدوء نسبي وحالياً يشارك عابد الفهد في بطولة مسلسل كابتن عفت مع الفنانة ليلي علوي إخراج سميح النقاش.

عابد فهد تحدث في حواره معنا عن أسباب تراجعه عن تجسيد شخصية نجيب الريحاني في مسلسل الضاحك الباكي وعن أحلامه وآماله في الدراما المصرية.

·         في البداية ما سبب انسحابك من مسلسل «الضاحك الباكي»؟

- هناك عدة أسباب أولها أنني طلبت إجراء تعديلات علي السيناريو الذي كتبه محمد الغيطي إلا أن رغبة الجهة المنتجة للعمل في الإسراع بالتصوير حالت دون ذلك كما أنني كنت أتوقع قبل حضوري إلي مصر أن تكون كل التجهيزات الخاصة بالعمل من ملابس واكسسوارات وديكورات انتهت بالفعل أو علي الأقل في طور الإعداد ولكن وجدت أن الشركة لم تبدأ في عمل شيء وهو ما ضايقني بشدة لأن الفترة التي عاشها الريحاني مهمة للغاية وتحتاج فترة إعداد طويلة.

·         تردد أنك لم تنسحب وإنما تمت الإطاحة بك لصالح الفنان صلاح عبدالله ما تعليقك؟

- هذا الكلام غير صحيح فأنا انسحبت نتيجة عدم توافق وجهات النظر بيني والجهة المنتجة وأيضا المؤلف واختيار صلاح عبدالله جاء بعد انسحابي كبديل لحل الأزمة والدليل وجود خلافات شديدة بين صلاح ومنتج العمل نتيجة عدم رضائه علي السيناريو.

·         وما شكل التعديلات التي كنت تريد إضافتها علي السيناريو؟

- لي وجهة نظر خاصة بمسلسلات السير الذاتية وهو أن يخرج العمل من نطاق السيرة الذاتية وهذا ما اكتسبته من خلال تجسيدي لأكثر من شخصية منها الحجاج بن يوسف الثقفي والظاهر بيبرس حيث استطعت أن أكون وجهة نظر فيما يتعلق بتجسيد شخصية كالريحاني وهي الإبحار في عالم هذا الفنان والانتقال بالعمل لعالم الممثل الذي يقوده الريحاني من خلال خطواته الصعبة التي عاشها ولكي أكون أكثر صراحة رفضت الوثائقية الموجودة في سيناريو العمل.

·         وما انطباعاتك الأولي عندما قرأت السيناريو؟

- في البداية كنت سعيداً جدا عندما اتصل بي المؤلف محمد الغيطي وعرض علي الدور ثم أرسل لي ملخصاً عن العمل وأعجبت به جدا وتصورت السيناريو سيكون بنفس الجودة ولكن خاب أملي وهذا ليس معناه أن النص غير صالح تليفزيونيا ولكن وثائقيته الشديدة أضاعت العمل فالمادة المكتوبة لا تكفي لخوض مشروع كبير كهذا.

·         ولكن الغيطي استجاب لمطالبك وعدل السيناريو ولكنك تجاهلته واتفقت مع المخرج محمد أبوسيف علي كتابة العمل من جديد؟

- المؤلف لم يوافق علي إجراء أي تعديلات وقال إنها مضيعة للوقت وستعطل التصوير كما أن أبوسيف كانت له رؤية تناسبني وكان هناك تناغم بيننا كما أنني طلبت مرة أخري من الغيطي أن يتعاون معنا لخلق مادة جديدة تليق بتاريخ الريحاني إلا أنه رفض وأصر علي السيناريو الخاص به رغم أنه لا أجد مشكلة لو اشترك أكثر من شخص في كتابة العمل كما حدث في مسلسل اسمهان الذي كتبة أربعة مؤلفين.

·         ألم تشعر أن ملامحك بعيدة في الشبه عن الراحل نجيب الريحاني واللهجة وتكوين الشخصية أيضًا خاصة أنه فنان كوميدي؟

- لم يكن في حساباتي تقليده والمكياچ كان سيقربني من ملامحه. أما إذا كنت تقصدين أن الريحاني كان فناناً كوميدياً وأنا لا أجسد سوي الأدوار الجادة، فإني أري أن الكوميديا التي كان يتسم بها ناتجة من كثرة أحزانه وبكائه فالمشكلة الحقيقية التي كنت أخشي مواجهتها في المسلسل هي إجادتي للهجة المصرية بشكل كبير.

·         البعض انتقد موافقتك الأولي واختيارك لتجسيد شخصية «الريحاني» خاصة أن الشخصية مصرية مائة في المائة.. ما تعليقك؟

- نجيب الريحاني كانت له أصول عراقية، كما أننا لابد أن نتجاوز مسألة الجنسيات.. ولا أعرف ما سر الهجوم علي السوريين عندما يجسدون أدوارًا مصرية. فالممثل ليست له جنسية فهناك مصريون يقدمون أعمالاً سورية والعكس كان منذ وقت طويل، أيام الزمن الجميل ولم تحدث أي مشكلات، فلماذا يحدث هذا الآن، فمثلا مسلسل «عرب لندن» الذي عرض منذ عام كان إنتاجاً مصرياً سورياً وكان للجانب المصري النصيب الأكبر عكس السوري.

·         لماذا تحرص علي المشاركة في أعمال مصرية رغم النجاحات التي حققتها في سوريا؟

- بصراحة أنا في حاجة ماسة للجمهور المصري، وسألت نفسي إلي متي ستظل شهرتي بسوريا فقط، لذلك رأيت أن تتسع قاعدة جماهيريتي وهذا لن يحدث إلا في مصر، وقد بدأ هذا من خلال مسلسل «أسمهان» ثم مسلسل «هدوء نسبي» مع المخرج شوقي الماجري وسيكمل هذا العام من خلال مسلسلي «كابتن عفت».

·         ماذا عن دورك في «الجزء الثاني» من مسلسل «حكايات وبنعيشها» الذي يحمل عنوان «كابتن عفت»؟

- أقدم فيه شخصية «عادل شاهين» لاعب كرة في أحد النوادي المعروفة ويصاب بإصابة كبيرة إلا أنه لم يجد الرعاية المطلوبة فيعتزل ويقرر العمل بالتدريب فيصاب بالإحباط والاكتئاب أيضًا ولكنه يقابل «عفت» التي تجسد دورها «ليلي علوي» عندما تأتي للنادي بحثًا عن عمل وتحدث بينهما مفارقات كوميدية عديدة نتيجة عمله مساعدًا لها عندما تقبل وظيفتها في النادي كمدربة وأعتقد أن العمل سيكون مفاجأة للجمهور.

·         هل قبولك للأدوار الاجتماعية يعني أنك بدأت تصاب بالملل من الأدوار التاريخية؟!

- لا يعني هذا أنني شعرت بالملل، وإنما اكتفيت منها فخلال أربعة أعمال تاريخية قدمت العديد من الشخصيات التاريخية اكتسبت من خلالها جمهوراً كبيراً وهو جمهور النخبة وأري أنه آن الأوان لعمل الأدوار الاجتماعية القريبة إلي قلوب الجمهور كنوع من الانتشار والشهرة.

·         تشارك هذا العام في مسلسل «أنا القدس» مع المخرج باسل الخطيب ماذا عن دورك فيه؟!

- أجسد دور «عبدالله» الشاب الفلسطيني والذي يحمل القضية الفلسطينية علي عاتقه ولا يعاني من ضغوط الحرب وآلامها والعمل له بناء درامي متين ومكتوب بحرفية عالية.

·         هل تتفق معي أن مسلسل «هدوء نسبي» تعرض للظلم عندما عرض في رمضان الماضي؟

- المسلسل ظلمه الإعلام بشدة فهناك فضائيات تخدم بعض الأعمال مقابل أعمال أخري. إضافة إلي أنه تاه وسط كم هائل من المسلسلات التي كانت موجودة كما أن طبيعة العمل والعنف الموجود به لا تتناسب مع رمضان فالناس خلال هذا الشهر تريد مشاهدة أعمال بسيطة.

·         وما الذي تجهز له حاليا؟

- أشارك في بطولة فيلم «مملكة النمل» مع المخرج شوقي الماجري، والمنتظر بدء تصويره بداية الشهر المقبل، والمسلسل يتحدث عن الأبرياء الذين استشهدوا بأرض فلسطين وبقيت عظامهم ودماؤهم في هذه الأرض والعمل بكل بساطة يعتمد علي فكرة أنه برغم تواجد الاحتلال ومحاولات تهويد القدس تبقي حقيقة واحدة وهي دماء هؤلاء الفلسطينيين الموجودة في القدس.

روز اليوسف اليومية في

29/06/2010

 

رأيت ملك الضحك يبكي

بقلم : إيريس نظمي 

هذا الرجل  الذي رحل  قبل الستين من عمره.. والذي  أدخل السعادة  والبهجة علي نفوسنا عندما نشاهده حتي الآن من خلال التليفزيون.. ولايزال يُضحك أجيالا لم تعاصره.. وربما أجيالا  من بعدهم، إنه الفنان اسماعيل يس أشهر ممثل  كوميدي  علي مدي سنين طويلة.. قدم خلالها حوالي 300 فيلم.
ولد
  اسماعيل يس في السويس وعاش  ظروفا صعبة في بداية  حياته.. عرف  اليُتم مبكرا حين  رحلت أمه.. وسُجن أبوه إثر إفلاس محل للصاغة حيث صرف أمواله علي المزاج والستات! رفضت زوجة الأب  أن يقيم  في منزل أبيه فأرسلته إلي جدته لوالدته والتي أذلته وعاملته بقسوة لأنها أرادت أن تنتقم من الرجل الذي  تسبب في قتل ابنتها في ابنه.. فكانت تحرمه من الطعام وحينما تبعثه  ليشتريه يأكل  نصفه في الطريق.

أراد اسماعيل يس  أن يحقق حلمه ليسافر  إلي القاهرة حيث قمم الفنانين والمغنين.. لكن المال وقف حائلا دون ذلك.. فسرق بعض أموال جدته التي ذاق منها الأمّرين ووفد إلي القاهرة في أواخر الثلاثينات.. وكان شارع عماد الدين هو شارع الفن والبهجة حيث مسارح نجيب  الريحاني ويوسف  وهبي والصالات والكازينوهات التي تقدم فيها الاسكتشات الراقصة  والمنولوجات بين الفصول.

كانت الفلوس التي  سرقها من جدته قد نفدت فكان يتسلل بعد صلاة العشاء إلي الجوامع ليبيت فيها حتي ضبطه أحدهم واتهمه بالسرقة فأخذ يبكي  وعطف عليه أحد الشيوخ الذي أحس أنه مظلوم.. ونصحه بالعودة إلي بلده قطع له تذكرة السفر وأعطاه بعض الطعام.. كان اسماعيل قد وصل إلي حالة يرثي لها.. فقد ازدادت حالته سوءا وعلامات الفقر والبؤس وعدم الاستحمام لقذارة ملابسه ويعود إلي السويس  ليجد الأب قد خرج من السجن وتحول من صاحب محل إلي صنايعي  أجير ولم يستطع أن يساعده.. وتقوده الصدفة لإحياء ليلة سبوع في منزل الشيخ اسماعيل الفار أحد الأثرياء الذي يجد فيه شيئا جديدا ومادة طريفة  للسمر يستطيع  أن يدخل بها البهجة والسرور.. ودعاه إلي زيارته في القاهرة لإحياء حفلات السمر التي تقيمها مثل هذه العائلات في بيوتهم وجاءته الفرصة التي ينتظرها.. وبدأ يدخل بيوت الأثرياء من البهوات والبشاوات ليحيي لياليهم.. وكان بينهم أحد المحامين الذي استظرفه فاتخذه رفيقا وسكرتيرا وخادما أيضا.. ومن هنا بدأ يعرف طريقه إلي صالات عماد الدين.

قدم اسماعيل يس حوالي 300 فيلم ويعتبر أكبر عدد  بالنسبة للفنانين.. في البداية كان يؤدي دور المساعد أو السنيد  ثم قام بدور البطولة  المطلقة بعد ذلك  في كل الأفلام التي حملت اسمه »اسماعيل يس في الجيش«.. و»في مستشفي المجانين« وفي »حديقة الحيوان«.. ووصل إلي أفضل مستويات الاستعراض  مع شادية وليلي مراد.. ومن منا ينسي الاسكتش الذي شارك فيه مجموعة من الكوميديانات حين غنت ليلي مراد »إللي يقدر علي قلبي« حين يقول »أهو أنا.. أهو أنا.. ولا حد ينفع إلا أنا.. شكلي صحيح  مالوش دوا لكن اختصاصي في الهوي«.

وحين تدهور حال السينما في مصر في الستينات.. ذهب معظم النجوم إلي لبنان للعمل هناك وأطلق عليهم وقتها » الطيور المهاجرة«..  عاد اسماعيل بعد أن فشل هناك.. وبعد أن كان اسمه يتصدر  الأفيشات أصبح في ذيل الأفيش.. وفكر في تكوين  فرقة مسرحية  تحمل اسمه وتعتمد علي  النجم الأوحد.. لكن في ذلك  الوقت الذي  كان يقدم  فيه »حبيبي  كوكو« و»جوزي كذاب« و »الست عايزة كدة« وهل تحبين شلبي؟« دخل المسرح في مرحلة جديدة قدم فيها روائع الأدب العالمي  التي مُصرت مثل »ثورة الموتي« و »بيت من زجاج« و»البخيل« وروائع الأدب المصري مثل »الناس اللي تحت« و»عيلة الدوغري« و»زقاق المدق« و»بداية ونهاية« وغيرها.. بدأ الجمهور ينفض عن مسرحه.

وأذكر حينما ذهبت لأشاهد  اسماعيل يس علي المسرح وبالرغم من أدواره السينمائية التي تبعث علي البهجة والضحك إلا أنني أحسست أنه إنسان مكتئب.. فالمسرح خال  من الجمهور.

وبعد انتهاء المسرحية صعدت إلي الكواليس لأسلم عليه.. رأيت  دموعه علي خديه يحاول  أن يخفيها.. يبكي انصراف  الجمهور عنه فأصيب بحالة كبيرة من الاكتئاب حيث تدهورت صحته وحالته وتزايدت ديونه.. فقد بلغت خسارته حوالي 50 ألف جنيه وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت.. فوضعت مصلحة الضرائب  يدها علي عمارته.. فذهب إلي  لبنان مرة أخري  ليجرب حظه لكنه لم يجد سوي العمل  في الإعلانات التليفزيونية فعاد  هذه  المرة مهزوما حزينا. هذا الفنان الذي أضحكنا وأشاع البسمة  في نفوسنا نشأ فقيرا يتيما محبطا.. ومات أيضا فقيرا محبطا.. لكنه لايزال حيا في  وجداننا.. وفي أطفالنا الذين  لم يعاصروه. 

آخر ساعة المصرية في

29/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)