حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حكاية أفغانية بلا زخم

قيس قاسم

عزيزي جون

المخرج السويدي لاسه هالستروم، العازف الكبير على أوتار العواطف، كما عرفناه في رائعته المحلية «حياتي مثل كلب» ومن بعد في أفلامه الهوليوودية مثل: «كازانوفا» و«قواعد معصرة التفاح» والفيلم المؤثر «شوكولا» التي لعبت بطولته الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة في الدورة الأخيرة لمهرجان كان عن فيلمها «نسخة طبق الأصل» للمخرج الايراني كياروستي... في كل هذه الأفلام كان اشتغاله على العواطف راقيا. بمعنى انه لم يستخدمها لكسب ود الجمهور بقدر ما عبر من خلالها عن أحاسيس ومشاعر أبطاله بصدق، فكان هذا أحد أسباب نجاحه في هوليوود. الاستثناء المحير في ما سار عليه هالستروم هو فيلمه الأخير «عزيزي جون». نقول استثناء، لأنه أراد من خلال قصته التي ضمت خلطة درامية مكوناتها: الحب والحرب والمرض والموت، تحفيز مشاعر المشاهدين خصوصاً الأميركيين منهم واللعب عليها على حساب المادة الدرامية. عناوين كالموت والحب والمرض كافية لتحريك المشاعر في كل مكان وزمان، لكن الحرب الأميركية في أفغانستان مادة مشعلة لعواطف الجمهور الأميركي خصوصاً إذا كانت الحرب، كما في الفيلم، سببا في نهاية قصة رومانسية مؤثرة، جمعت بين الشابين جون تير (الممثل تشانينغ تاتوم) وسفانا كورتيس (الممثلة أماندا سيفريد) وفرقتهما الأمكنة فلجأا الى المراسلة كتعويض عن الوصال. ولأن الوسيلة الوحيدة الممكنة عمليا في ظروف الحرب هي كتابة الرسائل العادية، فقد تراسل الاثنان كثيرا، وكانت سفانا دائما تستهل رسائلها بعبارة «عزيزي جون»، ومن هنا جاء اسم الفيلم. وقد نتخيل، بسبب قوة شحنه العاطفي، اقبال الجمهور على مشاهدته وتصدره لايرادات السينما في الولايات المتحدة خلال الأسابيع القريبة، حيث جمع، وخلال ثلاثة أيام فقط من عرضه، ما يقارب ثلاثين مليون دولار. إذن شباك التذاكر كان المحفز الأول وليس القيمة الفنية للفيلم، الذي تعكز كثيرا على أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، كما فعلت أفلام أخرى .

 الى أفغانستان

كانت فكرة اقحام حرب الأميركيين في افغانستان من أكثر نقاط ضعف السيناريو، المقتبس من رواية نيكولاس لسباركس بروزا، لأنه، وبدلا من تعميق الجانب الرومانسي في الفيلم، نقله الى مستوى آخر فيه الكثير من الافتعال .

وكان في امكان السيناريو ايجاد مبررات أخرى لإنقطاع العلاقة بينهما من خارج الحرب، لا لشيء سوى لضعف تنفيذ الجزء المتعلق بوجود المجند جون في جبهة الحرب الأفغانية البعيدة عن جنوب كارولينا، حيث تعرف على الطالبة سفانا خلال عطلتها الصيفية. وحتى النصف الأول من الفيلم، ولو أنه كان مقبولا بصورة عامة، بدا هالستروم تائها، رغم محاولته الدخول في بعض المناطق النفسية المعقدة لأبطاله؛ كعلاقة جون الباردة بوالده، الذي كان يعاني من مرض التوحد، الى جانب العودة الى التاريخ الشخصي لبطله، والذي يسجل سلوكا عنيفا، كان يظهر في تصرفاته بين فترة وأخرى، ولهذا وجد في الخدمة العسكرية نوعا من تصحيح بعض سلوكه المعوجّ. وفي المقابل نرى الشابة سفانا الميسورة الحال وهي تتمتع بسلوك تضامني وانساني طافح. هذا التباين السلوكي ساعد على انجذاب أحدهما الى الآخر لكن ومع كارثة الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) تغير الكثير في هذه العلاقة، بل انها كانت سببا في تمزقها. ذلك ان خدمة جون العسكرية تمددت، كونه كان يعمل في وحدة خاصة فأرسل الى افغانستان، وهناك مكث طويلا بعدما أصيب بجروح بالغة في احدى المعارك. كل هذه الأسباب دفعت سفانا الى انهاء العلاقة التي اقتصرت على كتابة الرسائل. بعد مدة قرر جون تمديد فترة خدمته تهربا من العودة الى بلاده وتذكر علاقته الحميمة بسفانا، وهي الأخرى فضلت التضحية بسعادتها بالزواج من رجل مصاب بالسرطان، حماية لأطفاله، بدلا من انتظار جون الى زمن غير محدود. كل هذه التشابكات الدراماتيكية لم تطور الفيلم، كما عودنا هالستروم في أعماله السابقة التي بني بعضها على حكايات انسانية غاية في البساطة وخالية من هذا الزخم التراجيدي، ولهذا جاء «عزيزي جون» ضعيفا، إلا في جانب تحفيزه للمشاعر القوية، الأمر الذي يستطيع أي شريط عادي احداثه. غير أن البون سيبقى شاسعا بين الأفلام الجيدة والعادية. ستبقى بينهما دوما مساحة، لا تملأها دموع المشاهدين، مهما انهمرت .

الرجل الحديدي - 2

شاركت أسماء سينمائية كبيرة ، كصومائيل آل جاكسون وميكي روكي ودون شيدل والممثلتين سكارليت جوهانسون وغوينيث بالترو، الممثل روبرت داوني جونيور بطولته في «الرجل الحديدي- 2». الغاية من وجودهم بهذه الكثافة معروفة، وهي تنسجم مع المبدأ الهوليوودي القائل: كلما زخر الشريط باسماء كبيرة كلما ازدادت فرص نجاحه تجاريا. ويبدو ان تطبيق هذا المبدأ قد عاد على شركة «بارمونت بيكتشر» بالنفع الكبير. فالاقبال الجماهيري على الشريط فاق التصورات، على رغم تراجع مستواه مقارنة بالجزء الأول. والجديد فيه، ان الرجل الحديدي كشف عن هويته الحقيقية، فيما أعلن توني ستارك علانية انه صاحب الدرع الحديدي وأن المهمة التي اختارها لنفسه هي الحفاظ على أمن الناس وسلامتهم بوسائله الخاصة، من دون الاعتماد على الدولة الأميركية. كان هذا التصريح بمثابة اعلان تمرد على السلطة المركزية، التي حاولت تحجيم دوره، فطلبته الى جلسة محاسبة أمام مجلس الشيوخ الأميركي وطالبته بتسليم درعه لقيادة الجيش والخضوع لقراراتها. هذه الحبكة عالجها المخرج جون فافرو بطريقة توفيقية صبت في صالح الأفكار الرسمية التي جهرت وعملت بها شخصيات مهمة في الادارة الأميركية، شخصيات مجدت القوة العسكرية وتشابكت مصالحها الشخصية معها الى درجة يصعب فصمها. هذا التحميل السياسي ليس مقحما، فالشريط مليء بهذه الايحاءات السياسية والمتجسدة في نهايته حين يخضع الرجل الحديدي لارادة العسكري جيمس رودي، ويتنازل عن موقفه السابق والرافض تسليم سلاحه الى ادارة اعتقد أنها ستستخدمه بطريقة سيئة! على المستوى الفني وبخلاف الدقائق الأخيرة المشحونة بالحركة وبالاستخدام المبهر لتقنيات الحاسوب، فإن «الرجل الحديدي- 2» أدنى مستوى من الأول، وأداء روبرت داوني جونيور لم يرق الى مستوى تجربته الأولى. ومع ذلك، قد يفكر منتجوه في انجاز جزء ثالث منه، ما دامت عروضه تدر الملايين !

ضربة البداية

بعد حصوله على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثالثة لمهرجان الخليج السينمائي، شارك فيلم «ضربة البداية» للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي في الدورة الـ56 لمهرجان تاورمينا السينمائي. وقد كرم المهرجان الايطالي عدداً من صناع السينما في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، منهم المخرج البوسني أمير كوستوريتسا الى جانب تكريمه الممثل الأميركي الشهير روبرت دي نيرو، وشارك فيه عدد من الأفلام العربية بينها المصري «رسائل البحر» للمخرج داود عبد السيد .

الأسبوعية العراقية في

27/06/2010

 

ثقافات / سينما

الفيلم الايطالي "BAARIA" صرخة يسارية في وجه الفاشية

أمال الهلالي من تونس

بالتوازي مع عرضه في أهم دور السينما العالمية سيكون لأحباء الفن السابع في تونس  وتحديدا السينما الايطالية موعد مع رائعة المخرج الايطالي الشهير جيوزيبي تورناتوري  "باريا" أو" أبواب الريح" والتي تم تصوير جزء كبير منها في تونس وتحديدا في استوديوهات  المنتج التونسي والعالمي طارق بن عمار في مدينة بن عروس أين تم إنشاء أضخم ديكور لمدينة صقلية القديمة ومسقط رأس المخرج  ناهز في كلفته ال15 مليون يورو أنجزته أيادي تونسية وايطالية.

"باريا"كما سبق وأعلن تورناتوري تعني باللغة الصقلية "ريحا ماضية تحمل الذكرى"وهو عبارة عن سيرة ذاتية لحياة المخرج يروي من خلالها أهم الأحداث والمحطات السياسية والاجتماعية التي عاشتها مدينته"سيسيليا"من الثلاثينات إلى الخمسينات انطلاقا من هيمنة النظام الفاشي وحركات المافيا في ايطاليا وصولا إلى سيطرة الشيوعيين إلى سدة الحكم في صقلية مسقط رأس المخرج.

يمتد الفيلم على ثلاث أجيال لعائلة"بيبينو"( الممثل فرانشيسكو شيانا) البطل الرئيسي للفيلم  الطفل ثم الزوج  الشاب  ثم الكهل والأب   و الذي اعتمده المخرج لسرد وقائع  ملحمة تاريخية وسياسية عاشها أهالي مدينة صقلية التابعة لمقاطعة بالرمو الايطالية من سنة 1930 إلى حدود 1980 ,بيبينو هذا الطفل الذي نشأ في عائلة فقيرة ترزح  كغيرها من أهالي سيسيليا تحت وطأة الفقر والجوع والقهر الفاشي  وهيمنة المافيا هو الشاهد على تلك الحقبة من الزمن  وهو البطل الرئيسي وعين المخرج التي تنتقل بنا من فترة زمنية إلى أخرى.

" السياسة فن " تلك الكلمة التي ورثها بيبينو عن والده  كانت حاضرة بقوة في الفيلم وقد ورثها بدوره إلى أبناءه وكانت المحرك الأساسي للأحداث,فهذا الطفل  الذي عايش الفساد السياسي المتمثل في  استبداد وظلم الفاشية من جهة والاغتيالات التي تقوم بها المافيا الايطالية   في موطنه انخرط  وهو شاب في حركة النضال اليسارية  رفقة أصدقاءه ليكون من دعاة الشيوعية وأحد رموزها البارزين,ولم تخلو مسيرته من مواجهات دامية بين المعارضين السياسين من جهة ونشطاء المافيا التي حاول المخرج أن يفضح أفعالها بشكل مبالغ فيه.

بيبينو اليساري حاول  بدوره أن يورث أبناءه حب السياسة والتغيير والإصلاح  من وجهة نظر الشيوعيين حين يجيب ابنه عن  سؤاله لمعنى كلمة الإصلاحي أو المصلح  قائلا  "المصلح  يريد إنقاذ العالم انطلاقا من المنطق السليم فهو يعلم أن المرء هو من يتأذى إذ ما تحدى العالم بأسره".

الفيلم لم يخلو في طياته من جوانب إنسانية جسدتها قصص الحب بين بيبينو وهو شاب وحبيبته ثم زوجته  الحسناء مانينا (الممثلة الشابة مارغاريث مادي)  وكذلك أهالي قرية سيسليا.

مخرج العمل راوغ في نهاية الفيلم المشاهدين حين أظهر "بيبينو"وهو يفيق من حلم تجاوز الخمسين سنة ليتبين لنا أن كل أحداث الفيلم هي عبارة عن حلم عاشه هذا الفتى الصغير وعشناه بدورنا معه استغله المخرج كشاهد على حقبة زمنية عاشتها تلك المدينة الصغيرة وماهي إلا عينة من المجتمع الايطالي.

"باريا" الذي يمتد لساعتين و40 دقيقة  يجسد  رؤية المخرج تورناتوري اليساري المذهب ويسمع  صرخات  الشيوعيين في ايطاليا  ويكشف عن  أحلامهم السياسية ونضالاتهم في وجه المافيا والفاشية والفساد الحكومي في تلك الحقبة الزمنية كان     قد افتتح السنة الفارطة فعاليات مهرجان البندقية الدولي ونال استحسان الكثير من النقاد وأهل الفن والسياسة لعل أبرزهم  رئيس الوزراء الايطالي اليميني برلوسكوني والذي وصفه" بالتحفة الفنية الرائعة".

 الفيلم سينزل ابتداء من اليوم في قاعات السينما التونسية ومن المنتظر كذلك وبمناسبة احتفال تونس بسنة السينما في 2010 عرض الفيلم الجزائري "خارج عن القانون"  للمخرج رشيد بو شارب والذي أثار كثيرا من الجدل في مهرجان كان السينمائي في دورته الأخيرة.

إيلاف في

27/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)