حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نصف قرن على فيلم غودار ومن خلفه "الموجة الجديدة"

نجماتها من طينة مختلفة جمعن الحسّية والعقل وجسّدن جوهر التمرّد

تقديم وإعداد: ريما المسمار

يزخر العام 2010 بالذكرى السنوية لأكثر من فيلم ومحطة سينمائية. واللافت انها تتوزع على أكثر من فئة او نوع سينمائي. فهناك الذكرى الستون لمولد "سايكو" ألفريد هيتشكوك. وهناك الذكرى الخامسة والثلاثون لشريط ستيفن سبيلبرغ Jaws الذي ثوّر مفهوم الرعب والخيال العلمي في السينما السائدة. إلى ذلك، يجوز اعتبار العام 2010 محطة للإحتفال بمرور سبعين عاماً على ولادة "الفيلم الأسود" Film Noir إذا ما اعتمدنا على معظم الدراسات والكتب السينمائية التي تعتبر فيلم بوريس إنغستر "غريب في الطابق الثالث" Stranger on the Third Floor (1940) فاتحة تلك الموجة. بعيداً مما تتيحه هذه المناسبات من استعادة لمحطات سينمائية بارزة ومن إعادة تأمل في أعمال صمدت في وجه الزمن، فإنها تنطوي أيضاً على شيء من الإحتفاء بزمن مفقود. زمن حمل تحولات وإبداعات، ربما لا نجد له موازياً اليوم في السينما إلا في ما نشهده من ثورات تقنية. في خلفية تلك الاستذكارات، يلوح دائماً السؤال عينه: هل سيترك هذا الزمن أعمالاً تحتفي بها الأجيال القادمة بعد نصف قرن من اليوم؟ لعل الإجابة عن ذلك السؤال ليست رهن تفصيل أو اثنين كما انها ليست نتاج رد فعل متفائل او العكس. أفلام كثيرة ظلمها زمنها قبل أن ينصفها مرور الوقت. وأخرى فقدت، على الرغم من تأثيرها الفوري وقت ظهورها، الكثير من قيمتها في السنوات والعقود التي تلت انتاجها. ولكن العنصر الأساسي المؤثر في تحديد الإجابة يكمن في تطور الفن السينمائي نفسه وتحوّلاته التي أثبتت انفتاح السينما على احتمالات لا متناهية خلال السنوات الأخيرة. في هذه الاثناء، لن تمنعنا التساؤلات، كما لن يردعنا القلق من الوقوع في النوستالجيا، من الإستمتاع باستعادة لحظات سينمائية مبهرة، بعضها امتد لعقود. وفي حين يحتفل العالم، لاسيما الأوروبي والأميركي، بتلك الاستعادات بشكل عملي ملموس عن طريق إعادة إطلاق تلك الأفلام، نكتفي نحن في هذا الجزء من العالم بإحياء المناسبات نظرياً، عن طريق الكتابة. وهذه حالنا اليوم إزاء الإحتفال بمرور نصف قرن على شريط جان-لوك غودار "لاهث" Breathless أو A Bout de Souffle ومن ورائه "الموجة الفرنسية الجديدة". خصّصت مجلة "سايت أند ساوند" في عددها الصادر في أيار 2009 ملفاً خاصاً بالموجة الجديدة، نترجم منه الجزء المتعلّق بتأثيرها على طبيعة النجومية السينمائية من خلال إطلاقها جيل مختلف من النجمات، بعضهن جاء من تجربة سابقة وبعضهن الآخر من خارج السينما. جان سيبيرغ، نجمة "لاهث"، كانت إحدى الممثلات اللواتي خلّدتهن أفلام الموجة الجديدة حتى أصبحن أيقونات.

على الرغم من انطلاق الموجة الجديدة في أواخر الخمسينات من القرن الماضي على يد مجموعة من النقاد الذين تحولوا بمعظمهم الى صنّاع أفلام، إلا انها، اي الموجة، تُعتبر حركة سينمائيين. وأبرز ما يتصل بها على الصعيد الدور والأثر انها غيّرت دور المخرج، مفتتحة ما أصبح يعرف بـ"سينما المؤلف". كذلك بدّلت "الموجة الجديدة" طريقة مشاهدة الناس للفيلم وكيفية تحليلهم له، مانحة المؤلف، اي المخرج، السلطة الابداعية العليا. وبدرجة لا تقل أهمية، وان كانت أقل تناولاً في النقاشات، قلبت الموجة الجديدة دور الممثل ونجوميته في الفيلم. فمن المعروف ان مخرجيها رفضوا النجوم المكرسين واستبدلوهم بأصدقائهم وصديقاتهم وأشخاص عاديين، مما أفسح في المجال أمام صعود جيل جديد من الوجوه الجديدة التي اقتحمت الشاشة. للوقوف على عناصر هذه "الثورة"، علينا أن نرجع بالزمن الى العام 1956 وصعود بريجيت باردو.

بجمالها الصارخ ومن موقعها كراقصة باليه وعارضة أزياء، دخلت بريجيت باردو العقول والقلوب من الباب العريض في العام 1956 بمعية روجيه فاديم وفيلمه "وخلق الله المرأة" And God Created Woman. فاديم، زوج باردو لبعض الوقت، كان صحافياً، استغل صعود الاعلام الجماهيري لترويج جمال باردو كتلك الصورة الشهيرة لها على شاطىء كان بـ"البيكيني". صحيح ربما ان فاديم "صنع" باردو، ولكن تأثيرها المستمر على الثقافة المعاصرة نابع من ذلك المزيج الفريد الذي مثّلته: الصبا والحسية والعصرنة الثورية كما ظهرت في "وخلق الله المرأة". ولعل إنجازها الأكبر كان قدرتها على ان تكون سلعة تقليدية لشهوة الرجال ومادة رغبتها في آن. كل ذلك أذهل تروفو الشاب وحمله على الدفاع عنها في مجلة "فنون". وكما جاء على لسان أنطوان يث بايسك في كتابه عن الموجة الجديدة "الأضواء والحرية" الصادر عام 1998، كان وصول باردو الى الشاشات الفرنسية إشارة الى "صعود وعي: فكرة الجسد المعاصر".

في الوقت الذي كان فيه تروفو ورفاقه في "دفاتر السينما" ينجزون أفلامهم الأولى، كانت باردو خارج حساباتهم. فهي بتحولها نجمة شباك تذاكر، لم يكن أجرها باهظاً وحسب، وانما وبنفس الأهمية، كانت ستطغى بهالتها لاسيما على مخرجين من دون خبرة. لذلك لم تظهر الا في أفلامهم اللاحقة كما هي الحال مع غودار في "إزدراء" Contempt عام 1963 في الوقت الذي كان فيه المخرجون قد اصبحوا مشهورين وكانت هي قد تجاوزت قمة شعبيتها. كانت باردو الشكل الجديد المتفجر لاحنواء النجومية، ولكن تروفو وزملاءه كانوا في حاجة الى نجوم من طينة مختلفة.

المرأة الجديدة

إن مقاربة "الموجة الجديدة" من خلال نجومها تواجه صعوبة السرد التاريخي التقليدي. من المتعارف عليه ان أول أفلام "الموجة الجديدة" شريطا كلود شابرول le Beau Serge وLes Cousins، فيلم تروفو The 400 Blows وفيلم آلان رينيه Hiroshima Mon Amour وكلها من انتاج العام 1959. ولكن أولى نجماتها برزت قبل ذلك في أفلام لوي مال (التي اعتبرت مؤشر مبكر بالنسبة الى الموجة) ونقصد بها جان مورو، لاسيما في Lift to the Scaffold وThe Lovers عام 1958. مع مورو، أطلت "المرأة الجديدة" للموجة. لم يطل المقام بمورو وحيدة على الساحة، اذ التحقت بها ممثلات جديدات ملائمات للعب الأدوار الجديدة في أفلام تروفو وغودار والآخرين أشهرهن: جان سيبيرغ، آنا كارينا، ستيفان اودران، برناديت لافون، فرونسواز دورلياك، ايمانويل ريفا، أنوك إيميه، دلفين سيريغ، فرونسواز بريون، ماري-فرانس بيزييه وألكسندرا ستيوارت. ونستثني كاترين دونوف التي تخطت الموجة الجديدة وظهرت لاحقاً نجمة في فيلم جاك دومي The Umbrellas of Cherbourg (1964). جسدت الممثلات الشابات كارينا وسيببيرغ ولافون وبيزييه بصرياً القيم الشبابية للموجة الجديدة، بينما عكست مورو وريفا وايميه واودرون وسيريغ الأكبر سناً المزاج المركب والذهني لأفلام الموجة الجديدة. ولكن جميعهن اختزلن، من خلال الملامح والأداء التمثيلي، ايديولوجيا الموجة الجديدة: الأصالة، الحداثة والحسّية.

قبل ظهورها في Lift to the Scaffold، تلقت جان مورو تدريباً مسرحياً وكانت قد بدأت بترك بصمتها على السينما الكلاسيكية السائدة منذ بداية الخمسينات. ولكن تعاونها مع "مال" كان أقرب الى الولادة الجديدة إذ انطلقت في مغامرة محو كل أثر لمسيرتها السابقة. كذلك الامر بالنسبة الى اودران وريفا وسيريغ وسواهن ممن تلقين تدريباً مسرحياً، ولكنهن سرعان ما تركن خلفهن تجربة السينما والمسرح السائدة. أما بالنسبة الى ممثلات الموجة الجديدة الاخريات، فلم يكن ذلك ضرورياً لأنهن أتين من تجارب مختلفة من خارج حقل التمثيل مثل كارينا التي كانت عارضة أزياء لبيير كاردان وستيوارت التي كانت تلميذة فنون. أما لافون فاختارها تروفو لفيلمه القصير Les Mistons (1957) بعد أن قرأ ما كتبته في مديح زوجها الممثل جيرار بلان. من جهته، اختار غودار جان سيبيرغ لفيلمه Breathless بناءً على الشكل الذي ظهرت فيه في فيلمي أوتو بيرمينغر Saint Joan (1957) وBonjour Tristesse (1958). بهذا المعنى، كان الشكل والصلات الشخصية اساسية لدخول ممثلة او شابة دائرة الموجة الجديدة. اما المخرجون فكانوا يرفضون التمارين التقليدية. بل ان أصالة سينماهم كانت متجذرة في خطاب مضاد للإحتراف والمهنية، عثر على اصدائه بشكل اساسي في الممثلين. كان من المهم بالنسبة الى مخرجي الموجة الجديدة ألا يظهر ممثلوهم وكأنهم يمثلون، لا سيما بالمقارنة مع "الأداء المصقول" الذي كان اساس جودة السينما السائدة قبلهم. فالاتجاه الى أسلوب أكثر واقعية في الاخراج كان يتطلب ترسيخاً من خلال نساء بملامح عصرية وأداء طازج، جذّاب ومختلف.

لا شك في ان ممثلات الموجة الجديدة كن على درجة عالية من الجمال، وهذا يتضح أكثر في أفلام قامت على أداء جماعي لهن كما هي حال LEau a la Bouche (جاك دونيول فالكروز، 1959) مع لافون وستيوارت وبريون. بعض الأفلام كان مكرساً لإظهار الجمال الاستثنائي لممثلة واحدة كما مع أنوك ايميه في Lola وكارينا في Vivre sa Vie حيث يُصور وجهها من كل زاوية ممكنة. إن أيقونية سيبيرغ في Breathless وجان مورو في Jules et Jim لتروفو اصبحت مرادفة لسحر الموجة الجديدة. ولكن في جمالهن ما هو مختلف عن البريق التقليدي لنجمات السينما. فممثلات الموجة الجديدة كن يافعات وجميلات وحسيات ولكنهن لم يكنَ فائضات الفتنة والسحر الامر الذي ميزهن عن نجمات السينما الشهيرات وقتذاك في فرنسا وهوليوود. ضربت جان مورو كل التوقعات في Lift to the Scaffold في المشهد الذي ظهرت فيه تتجول في شوارع باريس تحت الاضواء الخافتة بدون تبرج وبشعر مبلل. المظهر الطبيعي كان سمة ممثلات الموجة الجديدة وكذلك الشعر غير المصفف بعناية والملابس البناتية التي غالباً ما كن يخترنها من بين ملابسهن اليومية.

على صعيد التمثيل، كان أداؤهن يحاكي النبرة "اللامبالية" والاسلوب الاقرب الى الإرتجال الذي اعتمده المخرجون. وبهدف التشديد على جماليات "اللاكمال" المقصودة في الافلام، ذهب المخرجون الى تضمين افلامهم حوارات مرتجلة وتفاصيل تتبنى ذلك الاسلوب. وبينما استدرج هذا الاسلوب السينمائي المديح بسبب من طزاجته وتجريبيته ونقده المبطن لتقاليد السينما المكرّسة، لم ينجُ الممثلون والممثلات من النقد في كثير من الأحيان.

الى كل ذلك، رافق ظهور نجمات الموجة الجديدة تحوّل في تجسيد ايروتيكية المرأة في السينما من الوجه الى الجسم. اللقطة المبكرة لوجه مورو في Lift to the Scaffold تضرب عرض الحائط بمقاييس الجمال المثالية للوجه وخطوطه. وعلى الرغم من الأجساد النحيفة والمثالية للممثلات، ابتعد المخرجون من التشديد عليها الا في حالة Contempt مع باردو حيث كان الهدف عكسياً.
باختصار، اختزنت نساء الموجة الجديدة كما جسدتهن ممثلاتها قيمة الواقعية في مقابل التطرف اما في إظهار حسية المرأة او في اختزالها بصورة رومنسية. الحسية والايروتيكية كانتا معطوفتين على الواقعية والذهنية لتقديم نموذج للمرأة بعيد من التبسيط والتصنيف.

المستقبل اللبنانية في

25/06/2010

العرض القادم

"عناقات متكسرة"

Broken Embraces

بعد أكثر من عام على عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، يصل فيلم بيدرو ألمودوفار، "عناقات متكسرة"، الصالات المحلية في شهر تموز المقبل ليكون الفيلم الثالث من أفلام المخرج، بعد "كل شيء عن أمي" All About My Mother (1999) و"عودة" Volver، ينال عرضاً تجارياً في لبنان. باعتراف مخرجه، ينحو "عناقات متكسرة" الى الدراما ويحاكي الـ"فيلم نوار" أكثر مما يصب في الميلودراما التي يحبّها ألمودوفار ويشتغل في ميدانها عادةً على موضوعاته. تدور أحداث الشريط بين زمنين مختلفين: 2004 و1994. والبداية من الحاضر مع شخصية كاتب سيناريوات أعمى يدعى "هاري كاين" (لويس هومار)، يعيش مع مساعدته "جوديث" وابنها "دييغو". خبر صغير في الصحيفة سيعيد الى الكاتب ذكريات غير بعيدة. فحين يعلم ان رجل الأعمال الثري "مارتل" قد توفي، يعود به الزمن الى الوراء، الى سر حياته وشخصيته الحقيقية. نكتشف ان "هاري كاين" انما هو اسمه المستعار وان الكتابة هي ايضاً مهنته المستعارة. فهو مخرج سينمائي في الأصل يدعى "ماتيو بلانكو"، تعرف على "لينا" (بينيلوبي كروز) عندما كانت عشيقة "مارتل" وحملت الأخير على انتاج فيلم لماتيو بشرط ان تمثل فيه. ولكن سرعان ما يقع الاثنان، ماتيو ولينا، في الحب تحت أنظار العشيق الغيور. بعد محاولة الأخير قتل "لينا" وانتهاء تصوير الفيلم، يهرب "ماتيو" و"لينا" الى مدريد ويقرران بدء حياة جديدة. بعد فشل الفيلم، يدرك "ماتيو" ان مسيرته وصلت الى حائط مسدود، فيغير اسمه. ولكن حادث سيارة سيفقده نظره وسيقتل "لينا". لن تتوقف الأسرار عند هذا الحد، فلجوديث دور فيها وكذلك لابنها "دييغو".

في الفيلم تركيز على فكرة النسخ والتكرار ليس فقط في تفاصيل الحكاية وانما ايضاً من خلال "الموتيفات" السينمائية التي تتكرر في الفيلم. وفي حواراته، لم ينفِ المخرج ان هذا الفيلم هو أكثر أفلامه ميلاً الى السياسة، حيث تزامن إنجازه مع صدور "قانون الذاكرة الجماعية" في اسبانيا عام 2007 الهادف الى إنهاء محو الذاكرة المتعلقة بالجرائم السياسية التي ارتكبت في عهد "فرانكو". بهذا المعنى، تنسحب حكاية "هاري" وعلاقته بماضيه على اسبانيا برمتها وعلاقتها بماضيها. في دور "لينا"، تقدم بينيلوبي كروز ظهورها الرابع في أفلام المودوفار بعد "لحم حي" Live Flesh و"كل شيء عن أمي" و"عودة". أما ألمودوفار، فلا يبتعد كثيراً من موضوعاته الاثيرة وان اختلف القالب. فهنا ايضاً يتناول الرغبة والهوية والعلاقات والعائلة، تاركاً لأسلوبه البصري المفعم بالألوان والديكورات البراقة وغيرها من عناصر أفلامه ان تتسلل الى عالم شخصياته المظلم والمضطرب.

في الوقت الذي سيصل فيه الفيلم الى صالاتنا، سيكون ألمودوفار على وشك الانتهاء من فيلمه المقبل "الجلد الذي أعيش فيه" The Skin I live In. وتشير الأخبار المنشورة عن المشروع ان المخرج مكمل في منحاه الجديد اي السوداوية والإثارة، حيث سيقدم قصة انتقام جراح تجميلي من مغتصب ابنته. واللافت في المشروع انه سيجدد التعاون بين المودوفار والممثل أنتونيو بانديراس الذي لعب بطولة عدد من افلام المودوفار في اسبانيا قبل انتقاله الى هوليوود.

المستقبل اللبنانية في

25/06/2010

 

"أسبوع النقد" في "متروبوليس" بيروت بعد كورسيكا وباريس وروما

ريما المسمار 

إنها السنة السادسة رسمياً لانتقال برنامج "أسبوع النقد" الى بيروت، في خطوة أرادها القيمون على التظاهرة الموازية لمهرجان كان السينمائي إنفتاحاً على العالم العربي وتعريفاً إضافياً بها خارج إطارها الزماني والمكاني. عملياً، هي السنة الرابعة التي سيتابع من خلالها الجمهور الأفلام، بعد ما لحق بدورتي العامين 2006 و2007 من إلغاء وتوقف بسبب من حرب تموز وأحداث مخيم نهر البارد تباعاً. تصل أفلام "أسبوع النقد" التاسع والأربعين الى بيروت (من 30 حزيران الى 12 تموز) في الوقت الذي تنهمك فيه اللجنة المؤلفة من نقاد سينمائيين، المشرفة على التظاهرة، بالإعداد لبرنامج العام المقبل 2011 الذي سيشهد على مرور نصف قرن لها. ومن المتوقع ان يكون الإحتفال كبيراً وحاشداً في ظل الأسماء السينمائية الكبيرة التي اكتشفتها التظاهرة خلال خمسين عاماً وتُعد ذخيرتها الأساسية. فبينما لا يحتاج مهرجان كان اليوم الى اعتراف ولا يعاني من مقارنته مع مهرجانات او تظاهرات أخرى، تتسلح تظاهرة "أسبوع النقد" بدورها التاريخي في اكتشاف مواهب سينمائية شابة، استطاع بعضها أن يسير على طريق النجاح والتحقق (من أمثال الصيني وان كار-واي والايطالي برناردو برتولوتشي والالماني باربي شرودر والبريطاني كين لوتش والمكسيكي أليخاندرو غونزاليس ايناريتو والفرنسي فرونسوا اوزون). ولا ننسى أيضاً ان الخصوصية التي يتمسك بها "اسبوع النقد" لا تخلو من محاولة حجز مكانه بمحاذاة تظاهرة أخرى ترافق مهرجان "كان" هي "نصف شهر المخرجين". احتفلت الأخيرة بمرور أربعين عاماً على انطلاقتها عام 2008 في بيروت وفي "متروبوليس" أيضاً، من خلال استعادة 12 فيلماً بارزاً عرضتها خلال تاريخها. التنافس بين التظاهرتين خفي. ولكن التنافس بينهما من جهة وبين مهرجان كان من جهة أخرى، يصيب "نصف شهر المخرجين" أكثر مما يصيب "اسبوع النقد" المتخصّص بعرض الأفلام الأولى والثانية فقط لمخرجيها. وتلك حقيقة كشفها أحد أفلام أربعينية "نصف شهر المخرجين" في بيروت قبل عامين. ففي فيلمه الوثائقي 40X15 ، قدم المخرج أوليفييه جاهان تاريخ التظاهرة، مبيناً انه في الوقت الذي كان مهرجان "كان" يعرض الافلام التي تتقدم الدول بها لتمثلها رسمياً، نشأ "نصف شهر المخرجين" كردة فعل على ارتهان السينما للسياسة او للانظمة وذلك في أعقاب أحداث أيار 1968. وثابرت التظاهرة على مدار سنوات طويلة على تقديم السينما التي كانت طليعية وجديدة ومستقلة. وكشف الفيلم حجم الاكتشافات التي قامت بها والتي نسمعها شهادات على ألسنة سينمائيين كبار من أمثال ثيو انغيلوبوليس وكوستا غافراس والاخوين تافياني ومانويل دي اوليفييرا وفيرنر هيرزوغ وكثيرين آخرين. بهذا المعنى، حملت التظاهرة في بداياتها الملامح التي اكتسبها لاحقاً "مهرجان كان"، منافساً "نصف شهر المخرجين" على الأفلام عينها وان من أجل إدراجها في فئاته الموازية للمسابقة الرسمية. ولكن مهما بلغت تلك المنافسة من مكانة، فإن المشاهد يبقى، في مطلق الأحوال، لاسيما المشاهد المحلي، الظافر الأكبر بمشاهدة أفلام من العالم، لا سبيل آخر الى اكتشافها. لا يمنع ذلك "أسبوع النقد" من توسيع نشاطاته لإلقاء مزيد من الضوء على أفلامه ولتسويق دوره بمعنى ما كمكتشِف للمواهب. قبل بيروت، قام برنامج العام 2010 بجولة على كورسيكا وباريس وروما. وبعد محطته البيروتية التي ستستغرق سبعة ايام (موزعة بين 30 حزيران و12 تموز لضرورات مونديالية!)، سيعرج على البيرو والبرازيل والمكسيك ولاحقاً رومانيا في نيسان 2011.

يشرف على تنظيم الحدث في بيروت "أسبوع النقد" وسينما "متروبوليس" و"البعثة الثقافية الفرنسية" في بيروت، بمشاركة "بيروت دي سي" و"كولتور فرانس".

يحتوي البرنامج التاسع والأربعون على سبعة افلام روائية طويلة وسبعة افلام قصيرة، وسيفتتحه الفيلم الفرنسي Belle Epine بحضور مخرجته ريبيكا زلوتوفسكي. يتناول الفيلم حكاية مراهقة تجد نفسها وحيدة بعد وفاة والدتها، فتحاول السيطرة على خوفها بتسمية وحدتها حرية، مكتشفة جانباً مظلماً من شخصيتها. أما الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى لاسبوع النقد فهو الوثائقي الدنماركي Armadillo لجانوس ميتز الذي يتناول موضوع الرجال والحرب الشائع من خلال جنديين يؤديان خدمتهما الأولى في أفغانستان ومن زاوية معاصرة تُعنى بالجنود الشباب وإدمانهم على الحرب. في البرنامج أيضاً، الفيلم الفييتنامي Bi, Dung So لفان دانغ دي الفائز بجائزتي السيناريو (SACD) والتوزيع (ACID/CCAS Support Award). تدور أحداث الفيلم بين أفراد عائلة تقطن في هانوي، ومحورها صبي في السادسة من عمره بين والده السكير وعمته العازبة وجده العائد بعد غياب طويل.

تُعرض الافلام التاسعة مساءً في سينما متروبوليس ـ أمبير صوفيل بحسب البرنامج التالي:

[ الأربعاء 30 حزيران

Native Son-

فيلم قصير من إخراج سكوت غراهام (المملكة المتحدة، 19 دقيقة)

Belle Epine

فيلم طويل من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي (فرنسا، 80 دقيقة) بحضور المخرجة

[ الخميس 1 تموز

Deeper Than Yesterday

فيلم قصير من اخراج آرييل كلايمن (أوستراليا، 20 دقيقة)

Sound of Noise

فيلم طويل من إخراج أولا سيمنسن وجوهانس ستيارن نيلسن (السويدا/فرنسا، 98 دقيقة)

[ الأحد 4 تموز

Love Patate

فيلم قصير من إخراج جيل كوفيلييه (فرنسا، 13 دقيقة)

Bi, Dung So! (Bi, Dont Be Afraid!)

فيلم طويل من إخراج فان دانغ دي (فييتنام/فرنسا/المانيا، 90 دقيقة)

[ الإثنين 5 تموز

Berik

فيلم قصير من إخراج دانييل جوزف بورغمن (الدنمارك، 15 دقيقة)

Armadillo

فيلم وثائقي من إخراج جانوس ميتز (الدنمارك، 90 دقيقة)

[ الخميس 8 تموز

The Boy Who Wanted to be a Lion

فيلم قصير من إخراج ألوا دي ليو (المملكة المتحدة، 9 دقائق)

The Myth of the American Sleeper

فيلم طويل من إخراج دايفيد روبرت ميتشل (الولايات المتحدة الأميركية، 97 دقيقة)

[الجمعة 9 تموز 6 تموز

Vasco

فيلم قصير من إخراج سيباستيان لودنباتش (فرنسا،10 دقائق)

Bedevilled

فيلم طويل من إخراج شيول-سو يانغ (كوريا الجنوبية، 115 دقيقة)

[ الإثنين 12 تموز

A Distracao de Ivan

فيلم قصير من إخراج كافي بورخيس وغوستافو ميلو (البرازيل، 17 دقيقة)

Sandcastle

فيلم طويل من إخراج بو جونفينغ (سنغافورة، 115 دقيقة)

المستقبل اللبنانية في

25/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)