حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حنان وحنين مرثية ل أيامنا الحلوة

د.حسن عطية

تشغلنا منذ فترة مسلسلات العودة للماضي التليد، والحديث عن الزمن الجميل، ربما لأننا غير قادرين علي العيش بطمأنينة واستقرار في الزمن الحاضر، وربما أكثر لأننا فقدنا القدرة علي الحلم بمستقبل قادم أكثر أمنا وعدلا، وأكاد أجزم أن وسائل اعلامنا غير منتبهة لدورها السلبي الداعم لدراما بعث الماضي، والتي تدفع شبابنا ليس فقط للتعلق بأزمنة ولت، بل والتصور بأن الحل الوحيد لصعوبات الحاضر ليس التقدم إلي الأمام، بل التراجع للخلف، دونما ما انتباه أن الزمن علميا لايتراجع أبدا للخلف، وأن طموحات الانسان تتأسس دوما علي رغبة دفينة في السفر نحو الغد القادم، ومحاولة اختراق حجب الغيب، والإمساك بالمجهول لتحويله معلوما بين أيدي المجتمع.

هكذا عشق أدباء القرن قبل الماضي فكرة الرحيل للغد، وابتدعوا علي يد الروائي »ه، ج. ويلز« (آلة الزمن) للسفر عبر البعد الرابع، بعدما كان الأمر مقتصرا قبل ذلك علي السفر في المكان بأبعاده الثلاثة المعروفة،  وقدموا افلاما عن عوالم في أزمنة قادمة يتخيلونها، تؤكد الوقائع العلمية علي الكثير منها، حيث يتأسس الخيال الروائي هنا علي أسس علمية مطروحة علي أرض الواقع، ويحول الفرضيات إلي وقائع قبل حدوثها علي أرض الواقع.

أما نحن فمشغولون بإعادة انتاج الزمن السعيد الذي ولي، ومهمومون بالقيم التي كانت واندثرت بسبب أفعالنا، بدلا من أن ننشغل بدراسة هذا الماضي علي ضوء الحاضر، لنعرف أسباب تألق القيم النبيلة خلاله، وغياب هذه القيم في زمننا الحالي، ولندرك أن نبالة القيم لاتنشأ في زمن دون زمن، بل هي وثيقة الصلة بالمجتمع وعلاقته بزمنه، وأنها مرتبطة بقدرة هذا المجتمع علي التمسك بالعلم والمعرفة ونبذ الأنانية، واحترام الذات والآخر، وتمجيد العقل ونبذ التعلق بالخرافات، والوعي في المجمل بحقيقة أن الزمن يتساقط من بين أيدينا قطرة قطرة في جوف الأيام وأن عدم الوعي وحده هو الذي يصور لنا امكانية استعادة القطرات الساقطة.

زملاء الدراسة

في الاسبوع قبل الماضي بثت احدي القنوات الفضائية الفيلم القديم (أيامنا الحلوة) للمخرج »حلمي حليم« المنتج عام ٥٥٩١، وهو أول افلام »أحمد رمزي« مع صديقه »عمر الشريف« الذي سبقه لعالم السينما بفيلمين فقط عرضا قبل عام واحد وهما (صراع في الوادي) و (شيطان الصحراء) ٤٥٩١، وكلاهما من اخراج صديقهما وزميلهما في مدرسة (فيكتوريا كولدج) »يوسف شاهين« ودار الفيلم المعاد عن أيام التلمذة الجامعية الحلوة، الممتلئة بالحنان والحب من طرف واحد، والوفاء منقطع النظير بين الأصدقاء، وشاركهما الحب والوفاء والاخلاص صديقهما الراحل مبكرا »عبدالحليم حافظ«، وكانت المحبوبة - ومازالت لنا جميعا - الفنانة الكبيرة »فاتن حمامة«.

في نفس هذا اليوم بدأت قناة النيل للدراما إعادة بث المسلسل الذي أعاد منذ ثلاث سنوات الصديقان »أحمد رمزي« و »عمر الشريف« إلي الشاشة الصغيرة بعد فقدهما ل »حليم« رحيلا عن دنيانا، وغيابهما لسنوات طوال عن الشاشتين الصغيرة والكبيرة، تخللها ظهور »أحمد رمزي« في مسلسل (وجه القمر) عام ٠٠٠٢، أيضا مع صديقة عمره »فاتن حمامة«، بينما كان »عمر الشريف« مستمرا في الظهور وحده علي الشاشتين الكبيرة والصغيرة المصريتين والأجنبيتين، كان أخرها ظهوره في الفيلم المصري (المسافر) هذا العام من اخراج »أحمد ماهر«، وقبله فيلم (حسن ومرقص) منذ عامين، وفي الفيلم الامريكي الملحمي (مائة ألف عام قبل الميلاد) والمسلسل الكندي القصير (المعبد الأخير) العام الماضي.

الحنين للوطن

يحمل المسلسل المعاد والمعيد ل »رمزي« و»الشريف« عنوانين أولهما هو الكلمة المعربة (نوستالجيا)، والتي تعني عامة الحنين إلي الماضي، ويضيف لها علماء وأطباء النفس عنصر الألم لحظة تذكر (المريض) هذا الماضي الذي لم يعد ممكنا استعادته وارجاع عقارب الزمن إلي الوراء للألتقاء بالأشخاص الذين كانوا فيه، والأفكار والقديم والمنجزات التي تحققت خلاله، ومن ثم فالعنوان الأول يضعنا منذ البداية في حالة إدراك بأن ما سيطرحه المسلسل من أحاديث حول الماضي (الجميل) هو حالة مرضية علينا أن نتخلص منها بالتجاوز، مثل حالة (الحنين للوطن) التي تصيب الكثيرين منا عندما يسافروا لأول مرة لبلدان غريبة، سوف يبقوا بها زمنا، بينما يطرح العنوان الثاني الظاهر متباطئا علي الشاشة اسم (حنان) علي صورة »سوسن بدر« والتي تحمل ذات الاسم في المسلسل، وكانت معشوقة البطل التي لم يتزوجها، ثم يلحق اسم (حنين) بالكلمة السابقة، ليؤكد علي أن ثمة حنينا لدي بطل مسلسلنا لحنانه التي تمثل له الماضي الجميل، و(الأيام الحلوة) التي ولت ومن الصعب إعادتها.

واذا كان الأمر كذلك، من زاوية الماضي الجميل الذي لن يعود، إلا أن المسلسل الذي كتبته وأخرجته »ايناس بكر«، يطرح قضية أخري معه لاتخص الماضي فقط، بقدر ما تطرح نفسها علينا عبر كل الأزمنة، وفي زمننا الحالي بصورة أعمق، وهي قضية علاقاتنا بالآخر، سواء كنا شرقا وكان هو غربا، أو كنا عربا وكان هو أوربيا، أو كنا حضارة وثقافة وكان هو حضارة وثقافة مخالفتين وفي حالة صراع وتشابك، أو في حالة حوار وتلاقي، فالمهندس المصري العبقري »رؤوف« (عمرالشريف) فقد حبه في وطنه، فهاجر بجسده للولايات المتحدة ليعمل هناك مع شقيق زوجته غير المحبة له »أمينة« (مادلين طبر)، وهو رجل الأعمال الكبير »رجب« (أحمد رمزي)، ولأنها هجرة بالجسد فقط، فقد ظلت روحه متعلقة بأرض الوطن، وظلت أغاني الماضي وأفلامه ماثلة أمامه، يعاود مع شلته المختارة بعناية مشاهدتها في فترات فراغه، ويناقش في كل لقاء هموم الوطن جنبا إلي جنب فلسفة الحياة، ويجعل من رباعيات »صلاح جاهين« العميقة تعليقا من الماضي الفوار علي الحاضر الساكن.

الخطأ المزدوج

تختلط الذكريات بالحنين للوطن، وتمتزج العلاقات لتكشف عن منظومة القيم النبيلة التي مازال المهندس المصري متحليا بها، ويعمل علي ترسيخها في عقل ابنته »مريم« (نسرين إمام). ويقدم لنا المسلسل بتعلقه الجارف بالوطن، صورة الآخر/ الأمريكي فيما هو متداول عنه: عنف ومادية وتفكك علاقات إنسانية، وشباب ضائع ومشاعر مفتتة، وعالم مرفوض، رغم أنه العالم الذي ينجح يوميا، ويتقدم كل لحظة، ويمتلك الكون بإرادته وقدراته وتكنولوجياته المتطورة.

هنا يقع المسلسل الجاد في الخطأ الفكري المزدوج: يمجد الذات ويعلي من قيمتها علي الآخر، ويسبح باسم الماضي في مواجهة الحاضر المتأزم، وهو خطأ كما يبدو يزيف وعينا بالعالم، ويخلخل قدرتنا علي الفعل، ويجعلنا نتصور أن ماضينا، كل ماضينا، كان أجمل وأفضل، وأن حياتنا داخل المكان أعلي قيمة من اختراق الأمكنة لمعرفة الاخر في مكانه البعيد بصورة أفضل.

دراما مصاغة مرئيا بطرافة وجدية، ومشاهد تتوالي تجعل من التأمل ركيزة البناء وغايته، مع رغبة أكيدة في التمسك بكل ما هو نبيل في الحياة، لكنها تحمل في ثناياها فكرا شيفونيا، يسري في العقل فيدفعه للنوم داخل جدران الوطن، ويعطل ملكاته عن التقدم لحظة للأمام، مادام أصحابه كانوا يملكون في الايام الخوالي (أحلي) لحظات حياتهم.

انه مرثية للزمن الجميل، وفرحة بالوطن العالي، لكنها مرثية تكبل الوطن وتعمي بصيرته.

أخبار النجوم المصرية في

24/06/2010

 

أيام زمان

ذكريات النجوم مع الغش في الامتحانات

موفق بيومي 

وها هو موسم الامتحانات قد انتهي بحلوه ومره - وان كان مره هو الغالب! - ولم يتبق لأبناءنا - مثلما لم يبق لنا من قبلهم - سوي سيل من الذكريات، تلك الذكريات التي استخرجنا منها ما يخص نجوم زمان وقت أن كانوا تلاميذا صغارا أي قبل الزمان.. بزمان!

لا تخلو النفس - مهما سمت وعلت - من نزعة بشرية تميل بصاحبها نحو الخروج عن الفطرة والمثالية.. من مظاهر ذلك الخروج الغش أو محاولاته في الامتحانات. بعض نجومنا القدامي لم يخجل من التصريح بمحاولات الغش التي قام بها - أو حتي ببعضها - وكان معظمها قبل ما يقارب قرن كامل من الزمان.

أخبار النجوم قلبت في دفاترها القديمة واستخرجت بعض هذه الحكايات في دعوة إلي الضحك لا إلي الغش!

غش »الصعايدة«!

كان الممثل والملحن العبقري قليل الحظ من الشهرة عبدالعظيم عبدالحق، تلميذا بمدرسة المنيا الاميرية وكان متفوقا في دراسته بل متميزا في هذا التفوق لولا ذلك العداء المبالغ فيه الذي كان يتبادله مع علم الجغرافيا وقد تصادف وهو في السنة الثالثة وقبل بدء الامتحانات بأيام أن تم الاعلان عن قيام منوم مغناطيسي شهير بزيارة المدينة بعد أن اتفق علي تنظيم بعض حفلات بها فاتفق عبدالعظيم مع أحد أصدقائه علي مقابلة المنوم في زيارة صباحية خاصة واقناعه أن يكشف لهم عن أسئلة الجغرافيا وبالفعل نفذا ما اتفقا عليه وقاما بدفع »المعلوم« للمنوم مع بقشيش سخي للوسيط الذي راح في  سباق عميق بينما أخذ المنوم في التظاهر بتوجيهه للدخول من باب المدرسة ثم اقتحام حجرة الناظر والبحث في الادراج حتي عثر علي أسئلة الجغرافيا الثلاثة والتي أخذ يمليها علي نجمنا الكبير وصديقه اللذين خرجا من »اللوكاندة« التي ينزل فيها الرجل وهما واثقان من حصولهما علي الدرجات النهائية في تلك المادة وسرعان ما جاء يوم الامتحان ليفاجئا بوجود أسئلة مختلفة تمام الاختلاف عما أملاهما الدجال ليحصل عبدالعظيم عبدالحق وبجدارة علي صفر مستحق علي أن يجتهد ويذاكر بدلا من الدجل والغش!

روي النجم أنور وجدي محاولاته في الغش عندما كان تلميذا بالمرحلة الابتدائية أيضا مثل الراحل عبدالعظيم عبدالحق ولكن علي العكس منه لم يكن عداؤه قاصرا علي مادة الجغرافيا بل كان مع معظم المواد وعلي رأسها اللغة الانجليزية التي كان يجد صعوبة شديدة في حفظ تهجئة كلماتها لذلك لجأ في إحدي السنين الي الطريقة التقليدية في الغش وهي كتابة المعلومات والكلمات علي ورقة متناهية الصغر - برشام - لكي يخرجها بهدوء أثناء الامتحان وينقل منها ما يريد وكان امتحان اللغة الانجليزية في اليوم الأول وما أن جلس أنور علي مقعده حتي فوجيء بأن المراقب هو أحد أصدقاء العائلة الذي قرر مجاملة نجمنا الكبير بالجلوس بجواره معظم فترات الوقت المقرر للامتحان معتقدا أنه يبعث في نفس الطمأنينة ويشجعه بذلك ولم يدر أنه منع أنور من استخدام البرشام وكانت النتيجة هي رسوبه باقتدار وعلقة ساخنة عقب النتيجة علمته أن المذاكرة كنز لا يفني!

الحرب ضد الانجليز

اللغة الانجليزية كانت هي القاسم المشترك بين أنور وجدي والموسيقار العظيم عبدالحليم نويرة الذي كان يكن كراهية عميقة للانجليز وجميع ما يتعلق بهم وعلي رأس ذلك لغتهم ولكن محاولات نويرة توجها النجاح علي حساب أحد أصدقائه وكان اسمه »أبوزيد عبدالرحمن« والذي كان مشهورا بتفوقه في جميع المواد وعلي رأسها اللغة الانجليزية وقد تصادف في يوم الامتحان أن جاءت أوراق الاجابة بدون البطاقة المخصصة لكتابة الاسم والتي كان يكتب عليها فيما بعد الرقم السري لكل كراسة فجاء الناظر بنفسه ليتسلم الاوراق من الطلاب بعد تأدية الامتحان ليتولي بنفسه كتابة الاسم والرقم السري وكالعادة وجد نويرة أن الاسئلة »لوغاريتمات« لم يفقه منها شيء فتفتق ذهنه عن فكرة جهنمية اذ أخذ يترقب انتهاء أبوزيد من الامتحان وخروجه لتسليم الكراسة ثم سارع بالخروج خلفه وقبل الوصول الي مقعد الناظر بخطوات قلائل وضع قدمه أمام قدم زميله ليسقط علي الأرض مع كراسته التي سارع نويرة باستبدالها في خفة وسرعة مذهلة مع كراسته وهكذا حصل علي الدرجة النهائية في اللغة الانجليزية في حين رسب صديقه الذي كانوا يطلقون عليه اسم تشرشل لتفوقه في تلك المادة!

أخيرا نختتم حكايات نجوم زمان مع الغش ومحاولاته بالنجم سراج منير الذي كان ضحية لتسرعه وعدم ثقته في نفسه فعندما كان يؤدي أحد امتحانات المرحلة الثانوية أن أجاب علي أحد الاسئلة باستفاضة ولكنه لم يكن متأكدا من اجابته وقبل انتهاء الوقت بدقائق سمع بعض زملائه الذين انتهوا من اجاباتهم وخرجوا قبله وهم يراجعون معا اجاباتهم وكان منها ذلك السؤال الذي كان يشك في اجابته له واكتشف انهم يستعرضون اجابة مختلفة عما كتبه وظن أنهم يقرأون من الكتاب المقرر نفسه فسارع بشطب كل ما كتبه وأعاد كتابة ما سمعه منهم لينهي من كتابة آخر سطر مع انتهاء وقت الامتحان بالضبط فخرج وهو يشعر بالرضا الشديد ليكتشف أن اجابته المشطوبة هي الصحيحة وأن كل ما كتبه نقلا عن الزملاء كان خطئا تسبب في نقص درجاته ونجاحه.. بالعافية!

alimowfak@yahoo.com

أخبار النجوم المصرية في

24/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)