حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

Toy Story 3...

عودة الدُّمى مجدّدًا

إيميريفيل، كاليفورنيا - تشارلي ماكولوم

في إحدى غرف العرض في حرم استوديوهات بيكسار، يتنقل لي أنكريتش، مخرج فيلم Toy Story3 الجديد، عبر النقر على فأرة الكمبيوتر بين صور وودي في الفيلم الأصلي الذي أُطلق عام 1995 والفيلم الذي سيُعرض في صالات السينما في أنحاء أميركا بعد افتتاح الجزء الثالث والأخير منه اليوم.

خفّت التجاعيد عند حافتي فم وودي، وباتت ياقة قميصه الذي يرتديه عادةً رعاة البقر أقل بروزاً، فيما أصبحت درزات الخياطة مرئية كما تلك التي نراها على دمى حقيقية. كذلك، أُضفيت على {الجلد} في جزمته وقراب مسدسه لمسةً أكثر واقعيةً. ونظراً إلى مرور تسع سنوات في عالم Toy Story منذ الفيلم الأخير، طرأت تغييرات طفيفة إنما لافتة على وودي.

في هذا الإطار، يقول أنكريتش، 42 عاماً، الذي شارك في إخراج Toy Story 2 عام 1999: {أجرينا تغييرات بالتزامن مع تحسّن تقنية رسم الصور بواسطة الكمبيوتر على مر السنوات. عمل بوب بولي، الذي استعنت به كمصمّم إنتاج، في الجزء الأول، وكان أشبه بولد في متجر سكاكر. ثم عاد وصحّح جميع التفاصيل البسيطة التي أراد حقاً تصحيحها منذ سنوات. لكن كان علينا العمل بحذر لئلا يبدو وودي وكأنه خضع لجراحة تجميلية غريبة. كان يجب أن يظل وودي الذي نعرفه}.

حين بدأ أنكريتش وفريقه العمل على الجزء الثالث، كانوا يعلمون بأنه عُهد إليهم بأهم جزء على الأرجح في ميراث بيكسار. شكّل الفيلم الأول Toy Story معياراً لنشاط الاستوديو خلال الأعوام الـ15 اللاحقة، بينما كان Toy Story 2 الجزء اللاحق النادر الذي كان أفضل من الفيلم الأصلي.

يلفت أنكريتش: {يمثل Toy Story، بالنسبة إلى معظمنا الذي عمل في الاستوديو لمدة طويلة، أول فيلم عملنا عليه ونجحنا في إنتاجه. إنه جزء ضخم من ميراث الاستوديو}، الذي يتضمن 11 فيلماً ناجحاً لاقت أصداءً إيجابية في خلال 15 عاماً، منذ فيلم Toy Story الأصلي وA Bug’s Life مروراً بـWall-E في العام 2008 وحتى فيلم Up الذي أُطلق في العام الماضي.

عموماً، تجنّب الاستوديو حتّى اليوم إنتاج تتمات لأفلامه باستثناء Toy Story، لكنه يعتزم العام المقبل إنتاج فصول جديدة لفيلمي Cars وMonsters Inc.. يُذكَر أنه كان يُفترض بالاستوديو إطلاق Toy Story في وقت أبكر بكثير.

يعقّب أنكريتش: {خطر لنا تنفيذ Toy Story 3 مباشرةً بعد Toy Story 2. بعد الانتهاء مباشرةً من الجزء الثاني، كنت في منزل جون لاسيتير (كبير موظفي قسم الإبداع في بيكسار)، فضمّني بذراعه وقال، {الجزء الثالث؟ لنقم به فوراً}. كان مستعداً للمباشرة به}.

من ثم نشب ما يشير إليه أنكريتش على نحو مُلطَّف بـ{الاحتكاك} بين استوديو بيكسار وشركة ديزني التي كانت آنذاك مسؤولة عن توزيع أفلام بيكسار. في المقابل، كان ذلك قتالاً كبيراً بين شركتين اتّخذ منحىً خطيراً إلى حدّ أن ديزني هدّدت بتنفيذ جزء ثالث من دون التعاون مع بيكسار.

يتابع أنكريتش: {لم تختفِ مشاكل العقود تلك كافة المرتبطة بـToy Story 3 إلا حين عمدت ديزني منذ أربع سنوات إلى شراء استوديو بيكسار الذي نعمل لديه}، وتولّى هذا الأخير بشكل أساسي أعمال الرسوم المتحرّكة في ديزني.

لكن في تلك المرحلة، لم يبدُ موضوع التكملة الأصلي جديداً بقدر ما كان عليه قبل سنوات. في هذا الإطار، يذكر أنكريتش: {ذهبنا لمدة يومين إلى هذا المنعزل الذي يُدعى the Poet’s Loft في خليج توماليس، شمال سان فرانسيسكو، وبعد مضي 20 دقيقة على جلوسنا، قرّرنا التخلّي عن ذلك الموضوع الأصلي. لكن لم يكن لدينا أية أفكار، واضطررنا إلى التفكير طويلاً وملياً بشأن قصّة Toy Story 3 الجديدة}.

من ثم يضيف أنكريتش: {أمّا اليوم، أرى من الجيّد أن تلك السنوات كافة قد مضت، لأننا صقلنا علاقة مختلفة مع الفيلم والشخصيات. سمحت لنا هذه المسافة بالتوصّل إلى فكرة جعل آندي (صاحب الدمية) أكبر سناً}.

بنتيجة الأمر، تمخّضت عن الفكرة الأصلية قصة مكمّلة لثلاثية آندي ودماه: وودي، باز، جيسي، رأسا البطاطس (Potato Heads)، ريكس، سلينكي دوغ، وباربي التي تعود الى شقيقة آندي والتي أدت دوراً صغيراً في الجزء الثاني من السلسلة. آندي على وشك دخول الجامعة، ودماه محتجزة منذ بعض الوقت في صندوق في غرفته. اختفت شخصيات رئيسة من الفيلم بسبب التبرّع ببعضها ورمي بعضها الآخر على مرّ السنوات. لكن الدمى تواجه اليوم أخطر تهديد، احتمال أن تُحتجز في العلّية، أو تُعرَض للبيع في مرآب المنزل، أو الأسوأ من ذلك أن يُرمى بها مع النفايات.

في هذا السياق، يوضح أنكريتش: {لو أننا نفّذنا Toy Story بالعودة إلى ذلك الحين، لكنّا اخترعنا مغامرة أخرى للدمى. لكن التأخير سمح لنا بالتفكير في العلاقة التي تجمع بين الدمى وأصحابها وما الذي تشعر به هذه الدمى في اليوم الذي يتخلّى فيها مالكها عنها. بدا ذلك العنصر العاطفي المناسب لانطلاق القصّة منه}.

يؤكّد مشهد افتتاحي جميل يلي مباشرةً أحداث Toy Story 2، العلاقة بين آندي والدمى التي يقودها وودي، ويوضح أن آندي ينوي الاحتفاظ بها في المنزل كما في الجامعة. لكن عندئذ، تتبرّع بها والدته خطأً لحضانة ساني سايد. في البداية، يبدو الأمر كما الجنة حيث يلعب الأطفال بالدمى طوال اليوم ويوجد أصدقاء كثر جدد، بمن فيهم {كين} الذي لم يحظَ يوماً بباربي، ولوتسو، دب بسيط محشو برائحة الفراولة.

مع ذلك، يتّضح جانب تلك الحضانة الشرير. ففي النهاية، السيناريو من تأليف مايكل أرندت، الحائز جائزة أوسكار في العام 2007 عن فيلم Little Miss Sunshine الجريء. هكذا، يتحوّل Toy Story 3 إلى قصة مؤثرة عاطفياً ومخيفة، حيث تواجه الدمى مصيرها الأخير.

في موسم نال مسبقاً حصّته من الأجزاء المكمّلة الكارثية، Shrek: Forever After وSex and the City 2، يعتبر Toy Story 3 مذهلاً لناحية المؤثرات البصرية، إذ يعتمد بشكل كبير على تقنية الأبعاد الثلاثية. فضلاً عن ذلك، يبدو ناجحاً لا سيما أن صانعيه لم يروه يوماً كتكملة.

يعقّب أنكريتش: {لم أرد يوماً أن يبدو Toy Story 3 كجزء آخر رُقعت به السلسلة. جميعنا نعلم بأنه عند إلحاق العنوان برقم ‘3’، فذلك يعني أنه تكملة. لكن السبب الوحيد الذي دفعنا إلى تنفيذ الجزء الثاني يُعزى إلى وقوعنا صدفةً على قصّة جيّدة بالفعل. لم يكن الدافع وراء ذلك رغبتنا في صناعة تكملة. ففي البداية، حين كان الناس يسألوننا عن موعد خروج Toy Story 2، كنا نجيب، لسنا مهتمين بالتكملات. نريد تقديم قصص جديدة فحسب}.

يضيف أنكريتش: {مع ذلك، ما تعلّمناه على مر السنوات أنه فيما لا نزال نرغب في تقديم قصص جديدة، طالما أردنا احترام واقع أن الناس يحبون الشخصيات التي ابتكرناها، ويريدون مشاهدة المزيد منها. لذلك نبحث كاستوديو إنتاج عن أساليب لتحقيق هاتين الرغبتين}.

يتابع أنكريتش قائلاً إن مواصلة سلسلة Toy Story وصناعة فيلم يتحدّى الجزأين السابقين، لم يكن أكبر ضغط تعرّضنا له، وإنما سجل بيكسار المليء بنجاحات غير مسبوقة. يضيف: {كنت عرضة لضغط مزدوج لأنني لم أكن آتي بتكملة جديدة لـToy Story فحسب وإنما بفيلم بيكسار التالي. وما من مخرج هنا يرغب في خرق هذا السجل وإنتاج أول فيلم فاشل، وهذا ما أسمّيه إخراج الأفلام القائم على الخوف}.

الجريدة الكويتية في

18/06/2010

 

 Winter's Bone...

أداء ممثّليه أنقذه من المبالغة

كينيث توران 

Winter's Bone، فيلم بارز يأسر اهتمامكم، يجمع بين كونه فيلماً جاداً موجّهاً إلى جمهور صغير وفيلماً خُصصت له ميزانية متدنّية في آن، وقد تبيّن أن هذا الخليط ناجح. تولت ديبرا غرانيك إخراجه وشاركت في كتابة نصه.

يمزج Winter's Bone الذي تدور أحداثه حول بحث المراهقة ري دولي اليائس عن والدها في جبال أوزارك، التي تتميز بالفقر وبطابعها القبلي، بين هواجس هذه الشخصية والسرد الروائي البارع لدرجة أنه حصد جائزة Grand Jury Prize وجائزة Waldo Salt Screenwriting Award في مهرجان سندانس للأفلام.

بالنسبة إلى غرانيك، التي تولت إلى جانب آن روسيليني أقلمة رواية دانيل وودريل country noir، بات ربط مجريات القصة وتطوّراتها بأجواء مأساوية ميزة خاصة في أفلامها. ففيلمها الأولDown to the Bone الذي تقدم فيه فيرا فارميغا أداءً مميزاً جداً كان أيضاً متجذراً في مناخ لا يعتبر فيه البقاء على قيد الحياة أمراً مسلّماً به.

لكن، لأنّ أحداث Winter's Bone تدور وسط أناس ريفيين من جبال أوزارك، ثقافة من السهل تصويرها إنما من الصعب معرفتها، تطلّب ضمان مصداقيته جهداً كثيراً. فقد سبرت غرانيك وفريقها أغوار تلك المنطقة لسنتين حتى أنهم أجروا تجربة أداء لابنة الأسرة التي تعيش في المنزل الأساسي حيث سيتم التصوير، لأداء دور شقيقة ري الصغرى.

تهدّد المبالغة في ذلك بنسف المصداقية، فقد تضمّن الفيلم لحظات تعذّر فيها فهم الحوار الدائر وبدت دقة رد الفعل الجسدي لافتة أكثر مما ينبغي.

لكن ما ينقذ Winter's Bone في كل مرة هو براعة الممثلين الأساسيين فيه. يضمن أداء الممثلين المقنع والمؤثر، وإخراج غرانيك المميز، التكامل الذي يبقي نص الفيلم متماسكاً.

أحد أبرز الممثلين المشاركين في الفيلم، جنيفر لورانس (18 عاماً) من لويسفيل التي تغوص بعمق في دور الشخصية الأساسية ري، شابة تواجه عدداً من المشاكل أكثر مما تستطيع تحمّله حتى قبل بدء الحبكة بالتبلور. مع والدة مصابة بالتشنّج ووالد يقوم على غرار الكثيرين من جيرانه في هذه الجبال بتحضير الميثامفيتامين (نوع من المخدرات) لكسب لقمة العيش، كان على ري أن تكون الشخص المسؤول في العائلة، فتعلّم أخويها الصغيرين التهجئة والطهي والصيد.

ثم يزداد الوضع سوءًا عندما يخبر العمدة ري أن والدها، جيسوب دولي، لم يفر وحسب بعد أن أُطلِق سراحه بموجب كفالة بل وضع منزل العائلة كضمانة. وإذا لم يعثروا عليه خلال أسبوع ستضع الشركة التي سددت الكفالة يدها على المنزل وبذلك تصبح عائلة دولي مشرّدة ومفلسة.

لذلك على ري أن تقوم بما قام به الأبطال الذكور في فيلم Jason and the Argonauts خلال بحثهم عن الصوف الذهبي، وما قام به غالاهاد أثناء بحثه عن الكأس المقدسة: الذهاب في عملية بحث. والأسوأ من ذلك كلّه، عليها الانطلاق في رحلتها لإيجاد والدها في عالم لا يحبّذ إمساك المرأة وحدها بزمام الأمور.

تأخذ ري على عاتقها هذه المهمة في عالم خطير ووحشي. فعلى رغم صلة الدم التي تربط بينها وبين الكثيرين ممن تطلب مساعدتهم، جعلت زراعة هذا النوع من المخدرات على نطاق واسع في هذه المنطقة الجميع متكتماً، مشككاً وميالاً إلى الأذية والعنف. ري فخورة بأن تكون {عِماد أسرة دولي} لكنها لن تقبل أبداً بتشرّد العائلة في الغابة.

إلى جانب طابع ثقافة أوزارك القبلي، تعيش ري في بيئة تحكمها قواعد سلوكية صارمة يحدّدها بوضوح Winter's Bone. تملي ري مثلاً على شقيقها الأصغر: {لا تطلب من الآخرين ما ينبغي أن يقدموه لك}، وتوصيه أيضاً بأنه مهما كان مقرباً من المالك، عليه ألا يدخل أبداً منزل شخص آخر من دون دعوة.

وللتمكّن من النجاح والاستمرار في هذا العالم القاسي، لا بد من الصلابة وقد نجحت لورانس إلى حدّ كبير في تجسيد تصميم ري وعنادها. تتمتع ري بالصراحة والجرأة وتميل إلى تحويل كل وضع إلى مواجهة. بالنظر إلى وضعها اليائس، ليس أمامها خيار آخر.

في معظم الأحيان، لا يتذكر الناس بطلة كري إلا من خلال العوائق التي تصادفها في طريقها، وWinter's Bone مميز بخصمين بارزين لها أبرزهما تيردروب، شقيق والدها الأكبر سناً والمريع.

يؤدي جون هاوكس دور تيردروب بشكل مقنع إلى حدّ مرعب حتى أنه يخيف أشد الناس إثارة للخوف في المنطقة التي تعيش فيها ري. بوجهه المتعب وعينيه الغائرتين شبه الشيطانيتين، يمثل تيردروب الشخص المنعزل الرهيب في المنطقة. وفيما يجذب أداء لورانس اهتماماً أكبر، يجعلنا أداء هاوكس نصدّق أن هذا العالم موجود.

كذلك، نذكر أداء ديل ديكي الممتاز لدور ميراب، زوجة تامب ميلتون، زعيم المنطقة. تعابير وجهها قاسية كالصوان، وأسلوبها في التصرّف مقنع إلى حد كبير، وبذلك تثبت لنا ميراب قدرتها على فعل ما ينبغي فعله.

فيما تحاول ري أن تشق طريقها في هذا العالم العدائي المغلق، لا نحتاج إلى التساؤل لمَ يبدو عليها اليأس. فنحن نعرف أن كل معلومة تحصل عليها، وكل خلاصة تتوصل إليها ليست إلا بعد جهد شاق. ولعل أبرز إنجازات Winter's Bone أنه يسمح لنا بأن نشعر بذلك كلّه في داخلنا.

Winter's Bone

بطولة: جنيفر لورانس.

إخراج: ديبرا غرانيك.

تصنيف جمعية الأفلام الأميركية: لا يُسمح للأولاد ما دون السادسة عشرة بمشاهدته من دون الأهل بالنظر إلى محتواه المرتبط بالمخدرات، اللغة والعنف.

مدة العرض: ساعة و40 دقيقة.

الجريدة الكويتية في

18/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)